[24] قد أدخل الشيطان شبهة عَلَى الذين ينسبون أفعالهم القبيحة إلى الله فزعموا أَنَّ كُلَّ ما في الوجود مخلوقٌ للهِ، ولا يصح أن يُنْسَبَ الفِعلُ إِلى الإنسان لئلا يصيرَ خالقًا مع الله عز وجل، وَنَسُوا أنَّ إِلصاق فِعْل القبائح بالله يفوق كل قبيح، مع العلم أن الْخَلْقَ الذي يجب أن يُنْسَبَ إلى الله هو ما فيه تَمَدُّحٌ وتعظيم، وهو لا يتعارض مع قوله تعالى:?اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ?[الزمر:62] لأن الآيات التي ساقها المؤلف قد نسبت الخلق الذي هو بمعنى العمل إلى العبيد مثل:?وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا?[العنكبوت:17] أي تعملونه، فدل عَلَى أن المراد بخلق كل شيء مما فيه مدحٌ وتعظيمٌ. وليس في نِسْبَةِ الزنى، وشرب الخمر إِلى اللهِ مدحٌ ولا تعظيمٌ. والإنسانُ عندما يفعل شيئًا لا يُسمَّى خالقًا مع الله بل قادرا عَلَى فعل الخير والشر بما وهبه الله من جوارح، وَزَوَّدَهُ بالعقل ليميز بين القبيح وغيره، وإذا أراد الله أن يمنعه من أي فعل فهو قادرٌ، لكنه تَرَكَهُ حُرًّا ليصح ترتيب الثواب والعقاب عَلَى هذه الحرية والاختيار والقدرةِ التي مكنه الله منها.

الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ: أَنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يُثِيْبُ أَحَدًا إِلاَّ بِعَمَلِهِ، وَلاَ يُعَذِّبُهُ إِلاَّ بِذَنْبِِهِ
وَ الدَّلِيْلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الْمُجَازَاةَ بِالثَّوَابِ لِمَنْ لاَ يَسْتَحِقُّهُ يَكُونُ قَبِيْحًا مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ يَكُونُ تَعْظِيْمًا لِمَنْ لاَ يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيْمَ، وَلاَ شَكَّ أَنَّ تَعْظِيْمَ مَنْ لاَ يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيْمَ قَبِيْحٌ عِنْدَ كُلِّ عَاقِلٍ، وَكَذَلِكَ الْمُجَازَاةِ بِالْعِقَابِ لِمَنْ لاَ يَسْتَحِقُّهُ يَكُونُ قَبِيْحًا مِنْ حيثُ إِنَّهُ يَكُونُ ظُلْمًا؛ وَلاَ شَكَّ أَنَّ الْظُلْمَ قَبِيْحٌ عِنْدَ كُلِّ عَاقِلٍ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَفْعَلُ القَبِيْحَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ؛ فَثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يُثِيْبُ أَحَدًا إِلاَّ بِعَمَلِهِ، وَلاَ يُعَاقِبُهُ إِلاَّ بِذَنْبِِهِ[25]، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى:?وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى?[الأنعام:164]،?وَأَن لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى?[النجم:40].
---
[25]
قَضَآؤُهُ بِالْحَقِّ دُونَ الْبَاطِلِ
وَإِذْ بِهِ يَفْرَحُ كُلُّ عَاقِلِ ... ... كَمَا أَتَى فِي السُّوَرِ النَّوَازِلِ
وَالظُّلْمُ يُشْجِي قَلْبَ كُلِّ فَاضِلِ
فَانْظُرْ إِلَى مَخَارِجِ الأَقْوَالِ

الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ: أَنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَقْضِيْ بِالْمَعَاصِيْ
والدَّلِيْلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ لَفْظَةَ القَضَآءِ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ مَعَانٍ ثلاَثةٍ:
أَحَدُهُمَا بِمَعْنى الْخَلْقِ والتَّمامِ، قَالَ تَعَالَى:?فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ?[فصلت:12]، مَعْناهَا: أَتَمَّ خَلْقَهُنَّ[26].
وَثَانِيَهَا الإخْبَارُ والإِعْلاَمُ، قَالَ تَعَالَى:?وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرْتَيْنِ?[الإسراء:4]، مَعْنَاهُ: أَخَبَرَنَا بِحَالِهِمْ[27].
وثَالِثُهَا بِمَعْنَى الأَمْرِ والإِلْزَامِ، قَالَ تَعَالَى:?وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ?[الإسراء:23]، مَعْنَاهُ: أَمَرَ وأَلْزَمَ[28].
وَلاَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ المَعَاصِي بِقَضَآءِ اللهِ تَعَالَى بِمَعْنَى الخَلْقِ؛ لأَنَّهُ لَوْ خَلَقَهَا فِيْهِمْ لَمَا حَسُنَ مِنْهُ تَعَالَى أَنْ يُعَاقِبَهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا، كَمَا أَنَّ أَلْوَانَهُمْ لَمَّا كَانَتْ خَلْقًا للهِ تَعَالَى فِيْهِمْ لَمْ يَحْسُنْ مِنْهُ تَعَالَى أَنْ يُعَاقِبَهُمْ عَلَيْهَا، وَلاَ يَجُوزُ أًنْ تَكُونَ المَعَاصِي بِقَضَآئِهِ بِمَعْنَى الأَمْرِ بِهَا؛ لأَنَّهَا قَبِيْحَةٌ، وَاللهُ تَعَالَى لاَ يَأْمُرُ بِِالْقَبِيْحِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:?قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ?[الأعراف:28]، وهَذَا لاَ يُقَالُ إِلاَّ لِلْمُبْطِلِ[29]. وقَد قَالَ تَعَالَى:?وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ?[غافر:20]، وَلاَ شَكَّ أنَّ الأَمْرَ بِالْمَعَاصِيْ بَاطِلٌ، فَلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَضَآئِهِ تَعَالَى.
---
[26] فتح الباري 8 / 389.
[27] فتح الباري 8 / 389. و غريب القرآن للإمام زيد بن علي عليهما السلام 184. وتفسير الأعقم 351.

[28]فتح الباري 8 / 389. وتفسير الماوردي 3 / 228.
[29] لأَنَّهُمْ قَالُوا قَبْلَهَا:?وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا?. فَأَنْكَرَ الله عليهم قولهم الباطل بالاستنكار ?أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ?[الأعراف:28].

الْمَسْأَلَةُ الْخَامِسَةُ: أَنًَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يُكَلِّفُ أَحَدًا مِنْ عِبَادِهِ مَا لاَ يُطِيْقُهُ
والدَّلِيْلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ تَكْلِيْفَ مَا لاَ يُطَاقُ قَبِيْحٌ عِنْدَ كُلِّ عَاقِلٍ. وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَفْعَلُ القَبِيحَ، وقَدْ قَالَ الله تَعَالَى:?لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا?[البقرة:286]. والوُسْعُ دُونَ الطَّاقَةِ؛ فَثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يُكَلِّفُ أَحَدًا مِنْ عِبَادِهِ مَا لاَ يُطِيْقُهُ[30].
---
[30]
وَكَلَّفَ العَبْدَ دُوَيْنَ الطَّاقَهْ
إِذْ صَارَ لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ الفَاقَهْ ... ... وَحَلَّ إِذْ كَلَّفَهُ وِثَاقَهْ
وَلَمْ يُرِدْ سُبْحَانَهُ إِرْهَاقَهْ
جَلَّ فَمَا أَرْحَمَهُ مِنْ وَالِيْ

الْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ: أَنَّ جَمِيْعَ الأَمْرَاضِ وَالأَسْقَامِ وَ النَّقَآئِصِ مِنْ فِعْلِ اللهِ تَعَالَى، وأَنَّهَا حِكْمَةٌ وَصَوَابٌ
والدَّلِيْلُ عَلَى أَنَّهَا مِنْ فِعْلِ اللهِ تَعَالَى أَنَّهَا مُحْدَثَةٌ؛ لأَنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ الأَعْرَاضِ الضَّرُورِيَّةِ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ الأَعْرَاضَ مُحْدَثَةٌ، وَإِذَا ثَبَتَ أَنًَّ الأَعْرَاضَ مُحْدَثَةٌ فَلاَ بُدَّ لَهَا مِنْ مُحْدِثٍ وَهُوَ الله تَعَالَى؛ لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى فِعْلِ الأَعْرَاضِ الضَّرُورِيَّةِ إِلاَّ الله تَعَالَى، وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهَا فِعْلُ الله تَعَالَى وَجَبَ أَنْ تَكُونَ حِكْمَةً وَصَوابًا؛ لأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ تَعَالَى عَدْلٌ حَكِيْمٌ، والْحَكِيْمُ لاَ يَفْعَلُ إِلاَّ الْحِكْمَةَ والصَّوَابَ، ولاَ بُدَّ فِيْهَا مِنَ العِوَضِ وَالاعْتِبَارِ وَ إِلاَّ كَانَتْ قَبِيْحَةً. وَيَدُّلُ عَلَى ثُبُوتِ العِوَضِ مِنْ جِهَةِ السَّمْعِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وسَلَّمَ: (يَتَمَنَّى أَهْلُ البَلآءِ فِي الآخِرَةِ لَوْ كَانَ الله زَادَهُمْ بَلآءً لِعِظَمِ مَا أَعَدَّ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ)، ويَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِ الاعْتِبَارِ فِي هَذِهِ الأَمْرَاضِ قَوْلُهُ تَعَالَى:?أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كِلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ?[التوبة:126]، والْمُرَادُ بِالفِتْنَةِ المذْكُورَةِ فِي هَذِهِ الآيَةِ: الامْتحَانُ بِالمَرَضِ وغَيرِهِ، فَأخْبَرَ الله تَعَالَى أَنَّهُ يَمْتَحِنُهُمْ بِهَا، وَأَنَّ غَرَضَهُ أَنْ يَتُوبُوا وَأَنْ يَذَّكَّرُوا[31].
---
[31]
يَمْتَحِنُ العَالَمَ بِالأَمْرَاضِ
لِلاعْتِبَارِ الْمَحْضِ والأَعْوَاضِ ... ... وَالْمَوْتِ وَالشِدَّةِ وَالأَعْرَاضِ
وَهْوَ عَنِ الْمُمْتَحَنِيْنَ رَاضِي

يُحِلُّهُم فَوقَ الْمَحَلِّ العَالِي

الْمَسْأَلَةُ السَّابِعَةُ: أَنَّ الله لاَ يُرِيْدُ شَيْئًا مِنْ مَعَاصِي العِبَادِ، ولاَ يُحِبُّهَا ولاَ يَرْضَاهَا
والدَّلِيْلُ عَلَى ذَلِكَ[32] أَنَّ الله لَوْ أَرَادَ شَيْئًا مِنْهَا لَمَا حَسُنَ مِنْهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهَا، كَمَا أَنَّهُ تَعَالَى لَوْ أَرَادَ مِنْهُمْ الطَّاعَةَ لَمْ يَحْسُنْ مِنْهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ عَلَى فِعْلِهَا، بَلْ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُثِيبَهُمْ عَلَى فِعْلِهِمْ لِلطَّاعَاتِ لِمَا بَيَّنَّا مِنْ أَنَّهُ تَعَالَى لاَ يُخِلُّ بِشَيْءٍ مِنَ الْوَاجِبَاتِ، وَقَدْ قَالَ الله تَعَالَى:?وَمَا اللهُ يُرِيْدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ?[غافر:31]، وقَالَ تَعَالَى:?وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ?[الزمر:7]، وقَالَ تَعَالَى:?وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ?[البقرة:205] [33].
---
[32] قد يقال: وهل هناك مِنْ يعتقد بأنَّ الله يحبُّ المعاصي ويريدها؟ والجواب: نعم. قد ذهب إلى هذا الاعتقاد طوآئف لشبهةٍ احتَجُّوا بها، وهي أن المعاصي لو لم تكن بإرادة الله لكانت موجودةً رغمًا عنه وهو لها كاره؛ ولا يليق بالله أن يَحْدُثَ شيءٌ في الكون لا يريده ولا يرضاه. والجواب: أنَّ قولهم هذا صحيح؛ لو كان الله عاجزًا ومغلوبًا؛ لكنَّ الله لم يُعْصَ مغلوبًا، فهو قادر عَلَى منع المعاصي؛ لكنه تَرَكَ العباد أحرارًا مختارين قادرين عَلَى فعل الخير والشر؛ ليثيبَ الطائعين ويعاقبَ العاصين، وهذا أَلْيَقُ بالله من القول بأنه يُريدُ القبائحَ والمنكراتِ، وكيف يُريدها ثم يعاقب عليها؟ إنه قول غريبٌ مناقض لنصوص القرآن، فالله يكره الكفر والمعاصي ولا يرضاها كما صَرَّحَ القرآن بذلك، ولكنه لم يمنعْها؛ لأنَّ حكمتَه اقتضتْ أن يمنح عبادَه حريةَ الاختيارِ. ومعنى عدمِ محبَّته للمعاصي وكراهيته لها أنَّهُ يعاقب عليها، ومحبَّته للطاعات الإِثابة والجزآء لفاعلها.
[33]
وَلَمْ يُرِدْ ظُلْمًا وَلاَ فَسَادًا

ولأَرَدْنَا كُلّ مَا أَرَادَا ... ... لَوْ شَآءَه مَا عَذَّبَ العِبَادَا
ثَمّتَ وَالَيْنَا الذي قَدْ عَادَا
وَكَانَ لاَ يَنْهَى عَنِ الإِضْلاَلِ

الْمَسْأَلَةُ الثَّامِنَةُ: أَنَّ القُرْآنَ الَّذِيْ بَيْنَنَا كَلاَمُ اللهِ تَعَالَى وَوَحْيُهُ وتَنْزِيْلُهُ
وَ الدَّلِيْلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ الْمَعْلُومَ ضَرُورَةً مِنْ دِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ أَنَّ القُرْآنَ الَّذِيْ جَآءَ بِهِ كَلاَمُ الله تَعَالَى، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِكَلاَمٍ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وسَلَّمَ، وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وسَلَّمَ لاَ يُخْبِرُ إِلاَّ بِالصِّدْقِ عَلَى مَا نُبَيِّنُهُ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:?وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ?[التوبة:6]، وَلاَ شَكَّ أَنَّ الَّذِيْ سَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلَهُ وسَلَّمَ هُوَ الَّذِيْ بَيْنَنَا والَّذِيْ نَتْلُوه[34].
---
[34]
وَمِنْهُ قَدْ جَآءَ الكِتَابُ الْمُنْزَلُ
مُوَصَّلٌ مَتْلُوُّهُ مُفَصَّلُ ... ... شَاهِدُهُ البَرُّ النَّبِيُّ الْمُرْسَلُ
فِيْهِ الْهُدَى مُبَيَّنٌ وَمُجْمَلُ
كَالدُّرِّ وَاليَاقُوتِ والَّلآلِي

4 / 9
ع
En
A+
A-