الكتاب : كتاب الإيضاح في شرح المصباح المؤلف : القاضي العلامة أحمد بن يحيى حابس رضي الله تعالى عنه |
ووجدت بين القدماء والمتأخرين اختلافاً في مسائل معروفة وأطراف مألوفة لا ينبغي لرصين عقل أن يجعل ذلك سلَّماً إلى التفرقة بين العترة الكرام والأئمة الأعلام إذ لم يختلفوا مع التحقيق فيما يوجب هلكة أحدهم،ولا فيما يقدح في نجاتهم وعلو مرتبتهم ودقة نظرهم، ووجدت الهمم قد تقاعدت عن اقتناص فوائدهم وعن تتبع معرفة حقائق عقائدهم.
أحببت أن أعلق شرحاً مفيداً على الكتاب الشهير المعروف بمصباح العلوم في معرفة الحي القيوم لسهولة المأخذ منه على الطالبين وكونهم لطلب المذاكرة فيه لا يزالون سائلين،منبهاً على عقائد القدماء من أئمتنا الهادين ، ذاكراً أدلتهم وبراهينهم مميزاً لها أكمل تمييز على مذاهب المتأخرين،وكما أن للأول فضيلة الموصل السابق فللمتأخر درجة المقتدي اللاحق.
نجوم سماء كلما انقض كوكب بدا كوكب تأوي إليه كواكبه
مقدمة
ينبغي قبل الشروع في شرح ألفاظ الكتاب،معرفة حد علم الكلام ،وثمرته، واستمداده،ولِمَ سمي علم الكلام؟، وفضله على غيره من سائر العلوم.
أمَّا حده: فهو القواعد اللاتي يتوصل بها إلى معرفة توحيد الله تعالى وعدله وما يترتب عليهما، فقولنا القواعد نعني بها القوانين الكلية،كقولنا كل ما لم يخل من المحدِث فهو محدَث متوصلين إلى معرفة الله تعالى بذلك،ونعني بقولنا وما يترتب عليهما الكلام في النبؤات والإمامة ومسائل الوعد والوعيد و(غير ذلك) ، ونعني بالترتيب الترتب الأخص بحيث لا يكون أحدهما أصلاً والثاني فرعاً،فلا يرد دخول مسائل الشرع الفرعية في قيد الترتيب .
وأمَّا ثمرته: فهي ثلاث فوائد:-
الأولى: أن يكون الإنسان من دينه على يقين،ومن علمه وعمله على بصيرة، ليعرف ما
يقدم عليه من دينه، وما يحجمه عنه،وليخرج من ضمن من دخل في قوله تعالى { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب } (البقرة:166.)وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(لا تكونوا إمعة تقولوا إن أحسن الناس أحسنا وإن أساؤا أسأنا ولكن وطنوا أنفسكم أنه إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤا لم تسيؤا).وقوله صلى الله عليه وآله وسلم:(تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة)، فلينظر الإنسان لنفسه ليدخل في الفرقة الناجية.
الفائدة الثانية: أن يكون آمناً عن أن يخدعه عن الحق المبطلون، ويدخله في الضلالة الضالون،ويدخل في الخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من أخذ دينه عن التفكر في ألآء الله والتدبر لكتاب الله والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزل ، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه ذهبت به الرجال من يمين إلى يسار وكان من دين الله على أعظم زوال).
الفائدة الثالثة: أن يكون متمكناً من إرشاد الضالين وهداية الغاوين، ويدخل في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو قوله:(يا علي لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس)، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أنه قال) : (ما أهدى المسلم لأخيه المسلم أفضل من كلمة حكمة سمعها فانطوى عليها ثم علمه إياها يزيده الله بها هدى أو يرده عن ردى،وإنها لتعدل عند الله إحياء نفس ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).
وأمَّا استمداده: فمن العقل باستعمال الفكر في صنع الله تعالى وقياس فعل الباري على فعلنا في الاحتياج إلى المحدث مع الاشتراك في الحدث، وسيأتيك نبأه ومن السمع أيضاً فيصح الاستدلال على الباري تعالى بالآيات المثيرة لدفائن العقول وهي زهاء خمسمائة آية عند أئمتنا عليهم السلام والجمهور ، وعند أبي رشيد وبعض متأخري صفوة الشيعة : أنه يصح الاستدلال بالقطعي مطلقاً. وعند الإمامية والبكرية وبعض المحدثين : أنه يصح بالظني مطلقاً. وقال أبو هاشم: لا يصح بالجميع مطلقاً.
قلنا: المعلوم قطعاً باتفاق علماء الكلام أن الدليل ما اهتدى به العقل إلى المطلوب بواسطة النظر ولو بالتدريج والانتقال من دليل إلى دليل إلى المطلوب، والآيات التي وصفناها تدل العقل بواسطة النظر إلى الدليل على كون ذلك الدليل مصنوعاً ، إذ لابد من النظر فيها بدليل قوله تعالى{أفلا يتدبرون القرآن}الآية(النساء:82.)، ونحو ذلك. (ويُنتقل) إلى كونه له صانع يشهد بذلك تفسيرهم اسم الله تعالى في قوله تعالى{هو الظاهر والباطن}(الحديد:3.)حيث قالوا: هو الظاهر بصنعه ولا يكون ظاهراً حتى يعرف حق معرفته ولا يعرف حق معرفته حتى تعرف صفاته وكالاستدلال على (كونه حياً) بالمصنوع.
وأبو هاشم يجريها مجرى محض الدعوى ولم يقر بأنها منبهة وهو مردود بعدم الفرق بينهما وبين الاستدلال بالصنع على كونه تعالى حياً،وبقوله تعالى{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}(الإسراء:9.)ولم يفصل ، (وبقول) علي عليه السلام في خطبة الأشباح: فانظر أيها السائل بعقلك فما دلك (القرآن عليه) من صفته فأتمر به.
[ تعريف علم الكلام وأدلة من الكتاب والسنة ]
وأمَّا لم سمي علم الكلام ؟:فذلك اسم غلب عليه وإن كان كل علم كلاماً،كما غلب على علم النحو اسم النحو وإن كان كل علم منحواً أي مقصوداً، وكذا علم الفقه فإنه غلب عليه هذا الاسم وإن كان كل علم مفقوهاً. وقال الغزالي: إنه العلم الكلي لأنه كلام في كل شيء من الخالق والمخلوق والمعدوم والموجود والقديم والمحدث.
وأمَّا فضله: على سائر العلوم فمن جهة العقل والسمع، أما من جهة العقل فلأن الشيء يشرف بشرف معلومه ، ألا ترى أن التفاسير لما كان معلومها كتاب الله تعالى واستخراج أسراره شَرُفَتْ بشرفه،و لما كان معلوم الفقه الحلال والحرام والتمييز بينهما
شرف بذلك،ومعلوم هذا الفن الله تعالى وصفاته وعدله وهو أعظم الأشياء فوجب أن يشرف بذلك وأن يكون أشرف العلوم.
وأما من جهة السمع فالكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب: فقوله تعالى { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم } (آل عمران:18) فذكرهم الله بعد ملائكته،وأخبر أنهم شهدوا على وحدانيته،ولا يقال ليس في الآية دليل على أنها واردة في أهل علم الكلام خاصة لأن ظاهرها يقتضي العموم، لأنَّا نقول الشهادة لا تكون إلاَّ على القطع لقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام:(مثل هذه الشمس وإلاَّ فدع)، ولا يعرف الله على القطع الذي تجوز معه الشهادة إلاَّ أهل هذا العلم، ولا يقال دلالتها على فضل العلماء (لا العلم) ، وذلك خروج من المطلوب ،لأنا نقول المعلوم قطعاً استواءُهم لهم وغيرهم في كونهم بشراً مكلفين فلابد من مزية اختصوا بها ففضلوا وليست إلاَّ شهادتهم بالواحدانية ، (وفي ذلك) حكم بفضيلة هذه المزية كما لا يخفى ، والله أعلم.
وأمَّا السنة: فما روي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يارسول الله علمني من غرائب العلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟ فقال الرجل: يارسول الله وما رأس العلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: معرفة الله حق معرفته، قال: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه وأن تعرفه إلاهاً واحداً أولاً آخراً ظاهراً باطناً لا كفو له ولا مثل له). وما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (رأس مالي التوحيد وكنزي عقلي ومالي عملي).وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم : (قسم الله العقل ثلاثة أجزاء،حسن المعرفة بالله،وحسن الطاعة،وحسن الصبر لله). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلاً سأله فقال يارسول الله أي العمل أفضل؟، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (العلم بالله. ثم قال: أي العمل أفضل يارسول الله؟ قال: العلم بالله. فأعادها عليه الثالثة فقال الرجل: يارسول الله أسألك عن العمل وتخبرني عن العلم فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن قليل العمل مع العلم كثير وكثير العمل لا ينفع مع الجهل). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:(لو عرفتم الله حق معرفته لزلزلت لدعائكم الرواسي ولو خفتم الله حق خيفته لعلمتم العلم الذي ليس معه جهل). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:(يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين). ويدل على ذلك أيضاً ما ورد من الأخبار في فضل آية الكرسي وسورة الإخلاص. قال الزمخشري: إنما خصتا بهذا الفضل لما تضمنتا من توحيد الله تعالى. إلى غير ذلك من الأخبار الواردة عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
وأمَّا الإجماع: فلا خلاف بين علماء الإسلام أن معرفة الله تعالى وما يتصل بذلك أفضل العلوم، وأن من فضل علماً من سائر العلوم فإنه يقول بعد المعارف الإلاهية بلسان المقال أو بلسان الحال بحيث لو سئل عن ذلك لاعترف به.
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتدأ المصنف ببسم الله ، لدليلين عقلي ، وسمعي.
أما العقلي: فلما تقرر في العقول من وجوب شكر المنعم ضرورة،وقد علمنا قطعاً توارد نعم الله علينا قال تعالى{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}(النحل:18) والشكر هو الثناء باللسان والعمل بالأركان والاعتقاد بالجنان فيكون ذكره شعبة من شعب الشكر.
وأما السمع: فأدلة ثلاثة الكتاب ، والسنة ، والإجماع.
أما الكتاب: فقوله تعالى{بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين}(الفاتحة:1،2) وقوله تعالى{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}(النمل:30) وقوله تعالى{اقرأ باسم ربك الذي خلق}(العلق:1).
وأما السنة: فما روي عن عائشة أنه أُتي إليها بقميص مخيط فقالت: هل ذُكر عليه اسم الله؟، قيل: لا، قالت: ردوه فافتقوه ثم سموا عليه وخيطوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (كل أمر ذي بال لا يذكر عليه اسم الله فهو أَجَذ) (وقيل أقطع وقيل أبتر) وقيل خداج. والمعنى بذلك أنه منزوع البركة.
قال الدواري: هكذا في الرواية وهو يحتمل وجهين أن يكون الشك في الرواية عن عائشة،وأن يكون منها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأول أقرب.ومعنى ذي بال: أي خطر بالبال،وقيل له خطر وشأن.
وأمَّا الإجماع : فلا خلاف بين العلماء أن من ألف باباً أو صنف كتاباً أو قام خطيباً إلى غير ذلك ولم يذكر اسم الله عليه فإنه معترض عليه ما لم يكن فعل قلب أو كلاماً أوله ذكر الله كالأذان والخطبة وإن لم يورد على جهة التسمية أو كتاب غضب ويكون للكاتب على المكتوب سطوة كسورة براءة فإنها نزلت على المشركين بوعد ووعيد وزجر وتهديد.وروي أن علياً عليه السلام كان يكاتب معاوية بن أبي سفيان بكتب محذوفة التسمية وفيه يقول الشاعر:
يدل على وجد الهمام كتابه وتخليفه للصدر عمن يكاتبه
والمراد بالبداية باسم الله تعالى أن يذكر في أول الأمر اسم من أسماء الله مثل بسم الله أو الله أو الرحمن أو الرحيم أو الرب وغير ذلك.
قلت:لا يبعد أن للتسمية على تلك الهيئة أرجحية لما في الكتاب العزيز من قوله{بسم الله الرحمن الرحيم،الحمد لله رب العالمين}(الفاتحة:1،2).ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم:(بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب)، رواه السيوطي في الجامع الصغير عن الخطيب في الجامع عن أبي جعفر مرسلاً.ولا تبعد دعوى الإجماع على ذلك.
نعم: ولا بأس بتحقيق الأسماء الشريفة التي اشتملت (البسملة عليها) .
فنقول : أما الجلالة فذهب المتكلمون إلى أنها اسم لله بإزاء صفة ذات ، وتلك الصفة هي صفات الكمال اللاتي لأجلها تحق له العبادة . ومعنى أنه موضوع بإزائها : أنه إذا أطلق يفهم منه تلك الصفات ، وهو مشتق من الإله وهو الفرع ، وهو فعال بمعنى مفعول كإمام بمعنى مأموم لكنه قد صار اسم جنس لمن يحق له ذلك .
وقال البلخي: بل هو مشتق من وله العباد أي فزعهم.
قلنا: إذاً لقيل الولاه لا إله بالهمزة .
وقالت النحاة : بل هو علم.
قلنا: العلم لا يفيد المدح إذ لا يزيد على تمييز مسماه من جنسه مع أن الله تعالى لا جنس له ، وأيضاً الأعلام ألقاب وهي لا تجوز على الله تعالى لأنها للغائب كالإشارة إلى الحاضر.
قال بعض المحققين : لا خلاف عائد إلى المعنى لأن المتكلمين إنما يمنعون أن يكون الله تعالى موضوعاً على العلمية من أصل وضعه كزيد وعمرو ونحوهما،وهذه هي الألقاب التي لا تجوز على الله تعالى ، وأما كونه صار علماً بالغلبة بعد أن كان في الأصل غير علم بل موضوعاً بإزاء صفة ذات ، فهذا مما لا سبيل إلى منعه فيكون قولهم الله هو من تحق له العبادة في الأصل قبل الإدغام والتفخيم ، ثم أنه بقي ذلك المعنى ملحوظاً فيه أيضاً بعد الغلبة كما هو حكم الأعلام الغالبة .
قلت: هذا يحتاج إلى تأمل ، فإن دعوى أن الله كان جريه على الألسن بلفظ الإله قريب من دعوى علم الغيب ، فإنه لم يسمع في جاهلية ولا إسلام إلاّ لفظ الجلالة ولا يطلق على غير الباري ، وأما الإلاه فكانت الجاهلية تطلقه على آلهتها ، فمن أين لكم أنه كان ينطق به على لفظ الإله قبل الاهتداء إلى الجلالة ؟
وأما الرحمن الرحيم : فهما صفتان لله تعالى حقيقيتان دينيتان،وقال المتأخرون: بل مجاز.
قال في الأساس:لو كانا مجازين (كما زعموا) لافتقرا إلى القرينة وهما لا يفتقران (إلى قرينة) بل لا يجري رحمن مطلقاً ورحيم غير مضاف الإله تعالى ، وليستا لغويتين لاستلزامهما التشبيه لو كانا كذلك ورحيم منقول إذ هو كلمة تستعمل للخالق والمخلوق ، ففي المخلوق (لا تجوز) إلا بحذف التعريف وإثبات الإضافة هكذا قيل.
قال الدواري : والصحيح أنه يجوز بالتعريف وحذف الإضافة للخبر الذي فيه: (ألا وإن العَالِم الرحيم) (وأما الرحمن) فهو غير منقول إذ لم يطلق على غير الباري لغة البتة.وقولهم رحمن اليمامة كقول الصوفية الله للمرأة الحسناء . وأما الرحمة فإنما أثبتت للباري على سبيل المجاز بعد وجود خلقه تشبيهاً لفعله بفعل ذي الحنو والشفقة فلا يصح إدعاء اشتقاق الرحمن الرحيم منها.
اعلم أيها الطالب للعبادة أنه لا ينبغي لك الاشتغال بها قبل معرفة المعبود . وأن أول ما يجب والواجب في أصل اللغة الساقط كما يقال : وجبت الشمس أي سقطت.ومنه: وجبت جنوبها. والثابت : قال صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا وجب المريض فلا تبكيه باكية) وهو في عرف اللغة والاصطلاح : ما يستحق الثواب بفعليهما السلامله والعقاب بتركه أو ما استحق المدح على فعله والذم على تركه بوجه ما ، يدخل فيه كل واجب المعين والمخير والمضيق والموسع والكفاية.إذ المخير يستحق الذم لتركه وترك ما يقوم مقامه، والكفاية يستحقه عند عدم قيام غيره به.
على المكلَّف : هو من أُعلم بوجوب بعض المقدورات عليه وقبح بعضها منه ، وما الأولى له إيجاده وما الأولى له تركه مع مشقة تلحقه في الفعل والترك أو أحدهما أو في سبب ذلك أو ما يتصل بذلك ما لم يبلغ الحال به حد الإلجاء.
قلنا: أُعلم ليدخل الكفار لأنهم أُعلموا ولم يعملوا بالتكاليف الشرعية وهم مكلفون بها.
وقلنا: بوجوب بعض المقدورات وقبح بعضها لأنه مكلف بهما، وما الأولى إيجاده كالمندوب، وما الأولى تركه كالمكروه.
وقلنا: مع مشقة احتراز من أهل الجنة فإنهم مع علمهم لا مشقة معهم.