قال: وهذا دليل مستقل يدل على جوازها في غيرهم وينقض ما ذكره أصحابنا من أنه لا دليل عليه، وذكر أنه لا وجه للأصحاب يدفعونه به؟
والجواب والله الموفق: أن ذلك مستقيم لولم يعتبر الشارع المنصب ويلحظ إليه، أما وقد اعتبره والتفت إليه فلا إشكال{ لا يَسْاَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْاَلُونَ}[الأنبيا: 23] ودليل اعتباره ما وقع من احتجاج الصحابة يوم السقيفة بالقرب من رسول الله ً وبكونهم من قريش مع قوله ً: ((الأئمة من قريش..)) الخبر، وإجماع العترة عليهم السلام المتقدم على قصرها فيهم عليهم السلام فيضمحل مع ذلك السؤال وينطوي ذكر القيل والقال، فصح ما قاله المصنف (فثبت بذلك حصرها فيهم عليهم السلام دون غيرهم من الناس)، والله ولي التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قال المصنف: (وهذه ثلاثون مسألة في أصول الدين يجب على المكلف المصير فيها إلى العلم اليقين، لا يجوز لأحد من المكلفين فيها التقليد لقوله ً: ((من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله وعن التدبر والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال مالت به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين الله على أعظم زوال)).
ومما يزداد به الإيضاح ويغنيك بالإصباح عن المصباح قوله تعالى:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء: 36]، وقوله: {إنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئا}[النجم: 28]، وقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ}[محمد: 19] وأمثالها، وإنما يحصل لك من قول من قلدته الظن فقط، وإنما خص بعض العمليات إجماع الصحابة كما ذلك مقرر في مظانه، وعلينا الوقوف على ما اقتضته الأدلة.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وسددنا إلى القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولا تدحض حجتنا، ولا تزل أقدامنا بلطفك وتوفيقك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال المؤلف -عَلَيْهِ السَّلامُ-: وكان الفراغ من جمعه ضحوة يوم السبت شهر رجب الأصب من سنة تسع وأربعين وألف.
وأقول: الحمد لله، وافق الفراغ من نسخه ضحوة يوم الثلاثاء الموافق ثامن شهر محرم الحرام مفتاح سنة/1408هـ، ثمان وأربعمائة وألف بالجامع المقدَّس جامع الإمام عزالدين -عَلَيْهِ السَّلامُ- بهجرة فللة حرسها الله بالصالحين، آمين آمين.
نسأل الله الكريم العظيم أن يجعله خالصاً لوجهه، وعملاً متقبلاً مرضياً وسبباً لرضاه، آمين آمين.
بقلم راجي عفو ربه ومغفرته: عبد الرحمن بن حسين بن محمد شايم المؤيدي اليحيوي الحسني، ختم الله له ولوالديه بالحسنى، وصلوات الله وسلامه على سيدنا محمد وآله، آمين.
الحمد لله : وجدت بخط الإمام إبراهيم بن محمد -عَلَيْهِ السَّلامُ- ما لفظه: (كرامة: حدثني بعض الفضلاء أنه سمع في قبة الإمام أحمد بن عزالدين بيسنم بعد أن أطفأ سراج المسجد، ومضى وهنٌ من الليل دوياً مثل دوي النحل مع نور ظاهر، وكذلك الفقيه الفاضل حسن بن علي جميلة، وهو ممن لا شك في روايته أنه سمع في تلك الليلة التي سمع فيها المذكور مثل ذلك، ورأى النور في قبة الإمام أحمد وبقي وقتاً طائلاً يسمع ويرى، وكتب إبراهيم بن محمد وفقه الله) ا. هـ.
نقله المفتقر إلى عفو الله تعالى ومغفرته عبدالرحمن بن حسين شايم.وفقه الله.
ومن خط الإمام أحمد بن إبراهيم بن محمد -عَلَيْهِ السَّلامُ- نقلت ما لفظه: (وجدت بخط حي الوالد العلامة الشامة في الآل الكرام، والعلامة صارم الدين داود بن الهادي بن أحمد بن المهدي بن أمير المؤمنين عزالدين بن الحسن بن أمير المؤمنين -رحمه الله- ما لفظه: رأى الصنو العلامة شمس الدين أحمد بن المهدي أني كتبت إليه كتاباً فيه عشرون بيتاً حفظها في المنام وانتبه وقد غابت عنه إلا بيتين وهما:
على أنني والحمد لله قدوة
بنينا لنا في المجد بيتاًمؤثلاً ... لطالب علم أو لمن كان سائلاً
وصرنا له أهلاً وركناً وموئلاً

فلعمري أن هذين البيتين جديران بأن يُكتبا بالعين، بل بماء العين لدلالتهما على فضيلة السيد المذكور، وفضل هذا المنصب المُنِيف اليحيوي أعاد الله علينا من فضله بحق القرآن العظيم والنبي الكريم، وكتب الفقير إلى كرم مولاه الغني عمن سواه أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عزالدين بن علي بن الحسين بن أمير المؤمنين عزالدين بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد عليهم صلوات الله...شهر رمضان المعظَّم أحد شهور سنة اثنين وسبعين وألف).
نقله المفتقر إلى عفو الله ومغفرته تعالى عبد الرحمن بن حسين شايم...وفقه الله.

16 / 16
ع
En
A+
A-