الكتاب : الإصباح على المصباح
المؤلف : الإمام الناصر إبراهيم بن محمد بن أحمد المؤيدي

مقدمة المحقق
إن علم العقائد الذي هو علم التوحيد علم من أفضل العلوم، نطقت الآيات القرآنية بفضله، وصرحت الأحاديث النبوية بنجاة أهله، فالتوحيد ثمن الجنة كما ورد، فالظفر به من أجَلِّ الفوائد، ورد شبه المضلين من أعذب الموارد، وقد كثرت فيه الآراء، واتُّبعت فيه الأهواء، من فِرَقٍ ضلت سواء السبيل، واتبعت ثنيات الطريق، من ملاحدة ينكرون الصانع المختار، وسوفسطائي ينكر المشاهدات والضروريات، وفلسفي يثبت التأثير للعلل بالإيجاب ولا يبالي، وباطِني يقول بالسابق والتالي، وثنوي يقول بالنور والظلمة ويدين بالقديم الثاني، وبرهمي ينفي النبوة، وأشعري يقول بقدم المعاني، ومجسم يُشبِّه الله بالمحدثات، ويقول إن له تعالى أعضاء وجوارح وآلات، ومجبري يدين بأن الله يخلق أفعال العباد، وأنه تعالى يريد المعاصي ويرضى بالفساد وأنه لا يقبح من الله قبيح؛ لأنه رب أو غير منهي أو مالك، وأنه يفعل الفعل لا لغرض، وأنه يضل عن الدين ويأمر بالإيمان ويمنع منه، ويكلف مالا يطاق، وينهى عن الكفر ويخلقه ويزينه، ومرجئ يُغْري المكلفين بالمعاصي ويمنيهم بغفرانها، أو بخروجهم من النار إلى غير ذلك من المذاهب الردية التي انتحلتها فرق الضلال وبالغوا في نصرتها بالأعمال والأقوال، لذلك قام أئمة الآل الذين اصطفاهم الله وطهرهم وعصم جماعتهم، وأمر بالتمسك بهم اقتفاءً منهم للكتاب العزيز، فبنوا أصول عقيدتهم على الأدلة العقلية، ودعموا ذلك بالأدلة النقلية من محكمات آيات القرآن، وردوا المتشابه إلى المحكم، ونظروا إلى ما صح عن الرسول الأعظم ً موافقاً لأدلة العقول ومحكمات الآيات، فعزَّزوا به تلك الأدلة النيرات، وتصفحوا كلام باب مدينة العلم أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين (صلوات الله عليهما وعلى آلهما) فهو أول المتكلمين ورأس الموحدين، فنسجوا على منواله، واحتذوا على مثاله، فزكت عقائدهم، وصفت مشاربهم، وكثرت مؤلفاتهم، وردوا على خصومهم، فأناروا السبيل

لطالب الحق، جزاهم الله عن الإسلام وأهله خيراً، وإنَّ من أحسن ما أُلِّفَ في هذا الفن هذا الكتاب الذي نُقدِّم له وهو الكتاب المسمى بـ(الإصباح)، فهو كتاب نفيس على صغر حجمه، قد جمع مؤلفه أمهات المسائل ولخص واضحات الدلائل، فهو تذكرة للمنتهي وتبصرة للمبتدئ، فهو اللباب، والعذب الخالص المستطاب، ولرجاء النفع به فقد قمت بتصحيح أصله وبتكميل الناقص منه، وبتعليقات وجيزة إكمالاً للفائدة، وبترقيم الآيات التي احتج بها المؤلف وبإشارات خاطفة حول تراجم رجاله، وليس عملي هذا كما يقوم به المحققون من أهل العصر، وإنما هو عبارة عن إخراج الكتاب إلى حيز الوجود.
ترجمة المؤلف
هذه نبذة يسيرة من ترجمة مؤلف كتابنا هذا (الإصباح على المصباح)، مأخوذة من الكتب التاريخية من كتاب (الأنوار البالغة شرح الدامغة) للعلامة: الحسن بن صلاح الداعي -رحمه الله- ومن (التحف شرح الزلف) للمولى العلامة: مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي اليحيوي متع الله بحياته، ومن (طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى) المطبوع باسم تاريخ اليمن لعبدالله بن علي الوزير -رحمه الله- قال في الدامغة:
والبدر ناصر دين الله سيدنا .... الناصر القوم إبراهيم خير ولي
سبط الأئمة من أبناء فاطمة .... من الوجود وعين الآل عن كمل
داعٍ أقام لأهل العلم دولته .... وفيه ألَّف عِلماً غير ذي خلل
وسلم الأمر مختاراً وقلده .... نجم الأئمة إسماعيل ثم خلي
وقال مولانا العلامة مجدالدين بن محمد المؤيدي حفظه الله:
وعارض إسماعيل ناصر ديننا .... إمام لأطراف الشمائل جامع

ثم قال في شرح هذا البيت في صفحة (158) الطبعة الأولى، وصفحة (335) الطبعة الثالثة: هو الإمام الناصر لدين الله: إبراهيم بن محمد الملقب (ابن حورية) بن أحمد بن عزالدين بن علي بن الحسين بن الإمام عزالدين بن الحسن -عليهم السلام- قام على نهج آبائه، مقتفياً أثر أسلافه، وكان ممن آتاه الله بسطةً في العلم، وردَّاه بجلباب الحلم، ثم نظر في إصلاح أمة جده فسلم الأمر للمتوكل على الله إسماعيل.
دعوته عليه السلام
سنة أربع وخمسين وألف، قبضه الله سنة ثلاث وثمانين وألف، وقد طلع بعد دعوته إلى جبل برط، وأقام فيه مدة، وله قصيدة في مدح أهله؛ لقيامهم بنصرة الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام).
مؤلفاته
ومن مؤلفات الإمام الناصر: (الروض الحافل شرح متن الكافل) لابن بهران في أصول الفقه، و(شرح الثلاثين المسألة) في أصول الدين، و(قصص الحق المبين في حكم البغي على أمير المؤمنين)، و(شرح على هداية ابن الوزير) في الفقه، و(المسائل المهمة في المعمول عليه من أقوال الأئمة)، و(اللمعة الذهبية في بعض القوانين الخطية).
أولاده
عبدالله، ومحمد، ويحيى، وأحمد.
وقال العلامة الحسن بن صلاح الداعي -رحمه الله- في شرح أبياته: هو الإمام الكبير الخطير الشهير الناصر لدين الله: إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عزالدين بن علي بن الحسين بن الإمام عزالدين بن الحسن -عليهم السلام- اليحيوي صاحب العلم الغزير الشهير، والقدر الخطير، فنذكر أولاً علمه:

فله في إحياء العلم على فنونه ما لم يكن لغيره من المتأخرين، حتى كان يقرأ في اليوم والليلة أربعة أدوال في العلم على فنونه، وله من المؤلفات كتاب تنقيح الأنظار في شرح هداية الأفكار أربعة مجلدات، وله شرح على الثلاثين المسألة واسمه (الإصباح على المصباح) وهو هذا الذي بين يديك.. وغير ذلك من المؤلفات، وله رسائل عجيبة، وجوابات على المسائل غريبة، وكان حسن السيرة صالح السريرة من المحل الأعلى في قدر العلماء الكبار، وفي التواضع والعبادة للحيِّ القيوم مع الإحسان إلى المسلمين، وإكرام الوافدين، والغلظة على الظالمين، والهيبة على الفاسقين.
دعوته عليه السلام
ودعى عقيب موت المؤيد بالله: محمد بن القاسم -عَلَيْهِ السَّلامُ- مع دعاة عدة، وكان الغلبة فيها وثبوت الإمامة للإمام المتوكل على الله: إسماعيل -عَلَيْهِ السَّلامُ.
ثم دعى الناصر لدين الله الدعوة الثانية لأسباب ثانية بينه وبين أجناد المتوكل على الله، وساق كلاماً وأورد التنحية الفصيحة وذكرها صاحب طبق الحلوى، ووجدتها بقلم الإمام -عَلَيْهِ السَّلامُ- ونقلتها في غير هذا الموضع.
ثم قال الحسن بن صلاح -رحمه الله-: وله أشعار فائقة وأقوال رائقة، منها القصيدة التي فعلها لما غدر به أبو طالب أحمد بن المنصور بالله بعد الأمان ودخوله إلى صعدة تحت المضلة وفوق الحصان بأمان مؤكد، وعقد مشدد في الدعوة الأولى فقال:
توكل على الرحمن في السر والجهر ... فأفراجه تأتيك من حيث لا تدري
ثم وصف الغدرة بقوله:
هم غدرونا تحت ظل بيوتهم ... وفوق قراهم لا رعى الله من يقري

ثم ساق كلاماً طويته طي البساط، ثم قال: فأحيا الله بعد تسليمه مدارس العلم، ونعش الشريعة بالحكم، ونفع الله المسلمين بذلك نفعاً ظاهراً، وتوفي إلى رحمة الله في شهر ربيع الآخر يوم عشرين من سنة ثلاث وثمانين وألف، وقُبِر في هجرة فلله في القبة الداخلية شامي الجامع إلى جهة الغرب، وفوق القبة الدار المطلة عليها، وهو مشهور مزور -سلام الله عليه- وتوفي في عَشَّة آل أبي الحصين فحُمِل ليلاً إلى هجرة فلله.
وقال في طبق الحلوى صفحة (113) من المطبوعة: ودخلت سنة ست وخمسين وألف، فيها أعلن السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد بدعوته ودعى الناس إلى بيعته وهو من العلم بمكان، ومن المنصب بحيث لا يختلف اثنان.
من آل يحيى مساميح قساور في الـ ... ـهيجاء سنع الأسامي مسبلي الأزر
وله هناك أتباع وأعوان، قد حل منهم محل الروح من الأبدان، فهو أنفس عندهم من الزمرد الأخضر، وأعز على خواطرهم من الكبريت الأحمر، يُودِعون دراري فتاواه أصداف قلوبهم، ويحملون أثقال جِدابه على عيونهم فضلاً عن جنوبهم، كلامه أندى على قلوبهم من القطر، ومفاكهته ألطف على خواطرهم من مقاربة النهر بعيون الزهر، فبمجرد أن يشير يأتمرون، وعلى تقلب أنفاسه يميلون...إلخ.
وقد ذكره في حوادث سنة سبع وستين، وذكره في حوادث سنة ثلاث وثمانين.
قلت: ومن شعر المُتَرْجَم له القصيدة الفريدة التي أرسلها للإمام إسماعيل -عَلَيْهِ السَّلامُ- يحثه على تفقد طلبة العلم بالمشهد اليحيوي الهادوي بصعدة:
أمير المؤمنين فدتْك نفسي .... أتتك عروس فكر أي عرس
تذكرك المدارس كيف صارت .... لتدرك شمسها من قبل طمس
فإني قد رأيت العلم أشفى .... أما تشفيه قبل حلول رمس
وتدرك من مدينتنا حياة .... فليس الطب بعد خروج نفس
وتعمر من معالمها خراباً .... بأمر منك في منشور طرس
فأمرك والمهند في سواء .... وعدلك في الورى يضحي ويمسي
أما كانت ليحيى من قديمٍ .... مهاجر كل شيعي ورسي
وللمنصور يوم معين فيها .... مقام عند ربك غير منسي
به قامت جهابذة كبار .... بدعوته وفيها كل نطسي
وما زالت لعلم الآل فيها .... جبال شامخات ليس ترسي
ووقت أبي الحسين بها مئات .... أبوك لهم وسيطة عقد درس
فلو عينيك تنظر كيف صارت .... مدارسها دوارس مثل أمس
ومَنْ فيها من الطلاب يمسي .... يفكر كيف في تحصيل فلس
لأن حقوقهم صارت نهاباً .... وحظهم من الصدقات منسي
فهل يرضى إلهك مثل هذا؟! .... وقد ولاَّك ربي كل نفس
وحاشا أن تغاضى مثل هذا .... وأن ترضى بتطفيفٍ وبخْس

وترجمهُ العلامة عبدالرحمن بن حسين سهيل في كتابه بغية الأماني ترجمةً ممتعةً، قال في آخرها: وممن أخذ عنه ولده السيد الإمام الهادي: أحمد بن إبراهيم، وسيدنا أحمد بن علي شاوِر، والقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال، وعدة من العلماء، وهو أخذ عن السيد صلاح بن أحمد بن المهدي -رحمه الله-، وعن غيره وأجازه الإمام المؤيد بالله إجازة عامة، وله كرامات منها: ما رواها عنه القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال -رضي الله عنه- قال: حكى لي شيخي شيخ آل الرسول إبراهيم بن محمد المؤيدي (أسعده الله) قال: لما حججت إلى بيت الله لم أشعر إلا برجل جليل المقدار من العجم له بشارة حسنة، فسألني ما مذهبي؟ فأخبرته، فقال: يا مولاي رأينا علي بن الحسين وجماعة من آل محمد أظن أن منهم السبطين هذا ظنٌ مني أنا، قال: رأيت هؤلاء يصلون خلفك فعلمت أن الحق مع طائفتك، وطلب من السيد أن يضع له موضوعاً في الأصول والفروع ففعل.
وعلى الجملة فإنه كان من آيات الله الباهرة. الله أعلم حيث يجعل رسالاته. وتوفي في شهر ربيع آخر يوم عشرين منه سنة ثلاث وثمانين وألف، وكانت وفاته بالعَشَّة من مخاليف صعدة، فحُمِل بليلته تلك إلى هجرة فلله وقُبِر بها، وقيلت فيه المراثي منها ما رثاه بها الفقيه صلاح الدين صلاح بن حفظ الله -رحمه الله- وهي طويلة مطلعها:
هي المصيبة منها القلب في حرق .... والجسم من فيض دمع العين في غرق
هذا ولكن بدمع أو تفيض دماً .... لا أرتضى الجفن مالم يجر بالحدق

إلى أن قال:
كلٌّ حزين على مقدار همته .... وقدر ما قد دهانا جل لم يطق
لموت مَنْ كان نوراً تُستضاء به الـ .... آفاق وهو قد استعلى على الأفق
عجبت من جسم إبراهيم مهبطه .... في الأرض والروح في أعلى السماء رقى
إلى أن قال:
والله إنْ مات إبراهيم إنَّ به .... موت المحابر والأقلام والورق
انظر تصانيفه في العلم كيف أتت .... للآي والسنة البيضاء على نسق
خليفة الأنبياء والمرسلين فمن .... في المشكلات يرى الفتاح للغلق
كم في هُدى وضلال أُلبست أمم .... فكنت فارقتها يا مفتي الفرق
مَنْ للمساجد؟ بل من للمدارس؟ بل .... من للشريعة عن كيد الغواة يقي؟
من للمنابر يعلوها لموعظة .... إن يرقها غير إبراهيم لم ترق؟
... إلخ تركتها خوف الإطالة.
ورثاه القاضي العلامة الصدر المقول، صفي الإسلام والمسلمين: أحمد بن صالح أبي الرجال -رحمه الله- بهذه الفريدة الغراء فقال:
أجِدُّك أنَّ الدهر نابت نوائبه .... وشابت صفاء الصالحين شوائبه
وعُطِّل عن دست العلوم مليكه .... وسارت إلى جنات عدنٍ ركائبه
وفاض خِضَمُّ العلم وهو غمطمط .... وقد مليت بالطيبات مراكبه
وغابت شموس الفضل في وسط الضحى .... فعمَّت من الجهل القبيح غياهبه
أجل هذه أشراط يوم معادنا .... فمَنْ ذا الذي يلهو وتصفو مشاربه
فما بال رضوى لا يُدَك فهذه .... غريبة دهر ما تزال غرائبه
ألم يدر رضوى أنه مال شامخ .... رفيع يمس الزاهرات مناكبه
إمام علوم كان فرد زمانه .... إذا ذُكرت في العالمين مناقبه
أناف على الماضين في العلم والنهى .... كما سبقت في العالمين مناسبه
سليل رسول الله وابن وصيه .... ومن كرمت في الناسبين ذوائبه
عليم إذا تُملى العلوم تضايقت .... من الأفق الرحب الوسيع جوانبه
ففي النحو ما عمرو بن عثمان مثله .... وإن كَرِهَت ذا المدح فيه نواصبه

وعلم المعاني والبيان فسَعْدُه .... استقام على ساق وجاءت عجائبه
وعلم أصول الفقه فهو إمامه .... يرى منتهى التحقيق إن جاء طالبه
وعلم أصول الدين أبدى خفيَّهُ .... بمعراج تحقيق ولاحت كواعبه
وحقق في تفسير كل غريبة .... شكى من خفاها ثابت العقل ثاقبه
خرائد من علم الكتاب تحجبت .... فلمَّا أتى لم يُغلِقِ الباب حاحبه
ويملي حديث الآل حتى كأنما .... رأى ما حكى طه وما قال حاجبه
وأما فروع الفقه فاقتاد ركنها .... فجاءت بأنفال الفروع نجائبه
ونظم من هدي العلوم جواهراً .... ترى العقد منها كالنجوم ثواقبه
ولله ما أسنى الظلام إذا أتى .... بمحرابه والنور فيه يصاحبه
إلى أن قال:
يقطع ساعاتٍ من الليل تالياً .... ومدمع عينيه تفيض سحائبه
وإنَّ لنا من بعد غيبته ملاً .... مناصبهم في الصالحات مناصبه
بنوه أجل الناس قدراً ورتبةً .... إذا اجتمعت عُجم الورى وأعاربه
أضاءت لنا أحسابهم ووجوههم .... دجى الليل حتى نظَّم الجزع ثاقبه
يقول فتاهم حين يذكر مجدهم .... إذا دَبَّ مِن خِبٍّ إليهم عقاربه
وإني من القوم الذين هم هم .... إذا غاب منهم سيد قام صاحبه
نجوم سماءٍ كلما انقض كوكب .... بدا كوكب تأوي إليه كواكبه
انتهى المختار من هذه الفريدة، ولله در منشيها فهي تدل على خيم طاهر ومعتقد صالح، وولاء ظاهر.
وللإمام الناصر إبراهيم بن محمد -عَلَيْهِ السَّلامُ- أولاد كرام، منهم ولده الإمام الهادي لدين الله: أحمد بن أمير المؤمنين الناصر لدين الله إبراهيم بن محمد رضوان الله عليهم.
قال الحسن بن صلاح الداعي -رحمه الله- في الدامغة:
وسيف صارم دين الله أحمدنا الـ .... ـمرجو للخير والملحوظ بالمقل
...إلخ الأبيات.

قال في شرحها: هو السيد الإمام، والعلم الهمام، شمس الملة والإسلام، الهادي إلى الحق: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عزالدين -عَلَيْهِ السَّلامُ-، وقد مر ذكر أبيه -عَلَيْهِ السَّلامُ-، وكان هذا السيد آية زمانه خَلقاً وخُلقاً وعلماً وعملاً، كثير التواضع لحسن خلقه وخُلقه وكرم طبعه، تام الخلقة، من سمع بصفات النبي ً توسمها فيه، لا يدانيه في كرمه في زمانه أحد، ولا ينازعه في جوده في حياته وبعد وفاته من أتهم ولا من أنجد، كان يستدين الديون الكثيرة مع نذوره الواسعة الغزيرة حتى مات، إلى أن قال: ورقى في مراقي العلم ما لم يرقَ فيها غيره، وشرح على متن الأزهار أوراقاً قليلة عاقه عن إتمامها اشتغاله بترادف المحن ومشقة الزمن، وتوفي -رحمه الله- في شهر ربيع الأول سنة 1099هـ. تسعة وتسعين وألف هجرية، وهو في قدر ثمان وأربعين سنة أو تسع وأربعين، وقبره في عشة أبي الحصين بقبلة المسجد المسمى (مسجد غافل)، وهو من الدعاة الذين دعوا بعد موت المتوكل على الله إسماعيل، ومن المعاصرين له، وتكنى بالهادي إلى الحق وبقي أياماً على دعوته وتنحى للإمام القاسم بن محمد..، إلخ كلامه.
ثم ذكر وفاته ومرثاته التي مطلعها:
دعواك أنك محرق لا تسمع .... أبداً وأنت على الأرائك تهجع
وذكر ولده محمد بن أحمد بن إبراهيم، ووفاته بعد وفاة والده في شهر صفر سنة اثنتين ومائة وألف، وذكر بقية أولاد الإمام الناصر إبراهيم بن محمد -عَلَيْهِ السَّلامُ- وهم: محمد بن إبراهيم، ويحيى بن إبراهيم، وإسماعيل، وحسن، وعبدالله -رحمهم الله- وإيانا وألحقنا بهم صالحين.
وبهذا ينتهي ما أردناه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
………بقلم المفتقر إلى الله: عبدالرحمن بن حسين شايم. وفقه الله.

1 / 16
ع
En
A+
A-