(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال حدثنا محمد بن العباس بن حيوه، قال أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان، قال حدثني عبد الله بن الهيثم، قال حدثني أبو جنادة قال: كان الأعمش يصلي فوق سطح آخر ليلة من شهر رمضان فسمع من بعض الدور امرأة تقول: بحرمة هذا العيد لا تنس عبدكا، فشغله ذلك عن كثير من صلاته وجعل الأعمش يقول: اللهم لا تنسنا وإياها من ثواب العيد، فجعل كلما رددت ذلك دعا بهذا الدعاء، ولما طلع الفجر سمعها تقول: فقد ذهب الصوم الذي كان عذركا، فلم يزل الأعمش يستغفر ربه من شغله طول ليلته بكلامها.
(وبه) قال أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن عمر بن روح النهرواني رحمه الله تعالى، قال أنشدنا أبو عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الحجاج لنفسه:[50]
قالوا أتى العيد فاستبشر به فرحاً ... فقلت مالي وما للعيد والفرح
قد كان ذاو النّوى لم تُمس نازلةً ... بعقوتي وغراب البين لم يصح
أيام لم يحترم قربي البعادُ ولم ... يعد الشتات على شملي ولم يرح
فالآن بعدك قلبي غير متسع ... لما يسر وصدري غير منشرح
فطائر طار في خضراء مؤنقة ... على شفا جدول بالعشب متشح
بالغمر من واسط والليل ما هبطت ... منه النجوم ووجه الصبح لم يلح
بكى وناح ولولا أنه سبب ... لشجو قلب المعنى فيك لم ينح
يا مزعج النوم عن أجفان مغتبق ... من السهاد وبالأحزان مصطبح
بيني وبينك وعد ليس يخلفه ... بعد المزار وعهد غير مطرح
ولا سمعت بصوت فيه ذكر نوى ... إلا عصيت عليه كل مقترح
(وبالإسناد) المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعد الله تعالى، يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني إجازة، وهو يروي ذلك عن والده قراءة وسماعاً عن السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء في الثامن والعشرين من رمضان سنة ست، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال أخبرنا شعبة، عن أبي بشر، عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان، فقدم عليه ركب من آخر النهار فشهدوا أنهم رأوا الهلال بالأمس، قال: فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يفطروا، فإذا أصبحوا أن يخرجوا إلى عيدهم.
(وبه) إلى السيد رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسن بن إسحاق التستري، قال حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن سماك بن حرب، عن عكرمة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا تقدموا الشهر، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن كان بينكم وبينه غيابة فأتموا العدة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر المقري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا سفيان بن عيينة، قال حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: ما كنا نخرج في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا صاعاً من تمر أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من شعير أو صاعاً من أقط.
(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الناقد الزيات، قال حدثنا قاسم بن زكريا المطرز، قال حدثنا إسماعيل بن موسى، قال حدثنا أيوب بن سيار العامري، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار.
عن أبي سعيد الخدري، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية التي تقال لها ليلة الفطر، يقال: إن زكاة الفطر واجبة على كل صغير وكبير، على كل حر وعبد ذكر وأنثى، صاعاً من تمر أو صاعاً من أقط أو صاعاً من شعير أو صاعاً من زبيب.
(وبه) قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا حجاج بن عمران السدوسي، قال [51] حدثنا سليمان بن داود الشاذكوني، قال حدثنا محمد بن عمر الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أنس، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بزكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو مدين من قمح على كل حاضر وباد صغير أو كبير حر أو عبد.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن مالك القطان، قال حدثنا إسماعيل بن يزيد القطان، قال حدثنا غالب بن فرقد، قال حدثنا المبارك بن فضالة، عن أيوب، عن نافع.
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرض صدقة الفطر على الذكر والأنثى والعبد والحر، صاعاً من طعام أو صاعاً من بر.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد مكشوف الرأس شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس، قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، قال حدثنا مروان بن محمد، قال حدثني أبو يزيد الخولاني وكان شيخ صدق، وكان ابن وهب يروي عنه، قال حدثنا سيار بن عبد الرحمن الصدفي، عن عكرمة.
عن ابن عباس قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقة الفطر طهرة للصيام من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال حدثنا جرير، عن رجل وهو عمر بن هارون، عن ذر بن يزيد، عن خالد بن معدان.
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من صلى ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)).
(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران الضراب، قال حدثنا حامد بن محمد بن شبيب، قال حدثنا يحيى بن أيوب، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال أخبرني داود بن قيس، عن عياض بن عبد الله، عن سعد.
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر فيبدأ بالصلاة، فإذا قضى صلاته قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم، فإن كانت له حاجة تبعث ذكره للناس، وإن كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها، كان يقول: تصدقوا وكان أكثر من يتصدق النساء.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر مكشوف الرأس الحسناباذي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الجمال، قال حدثنا إسماعيل بن يزيد، قال حدثنا إبراهيم بن الأشعث، قال حدثنا عبد الرحمن بن زيد العمي، قال حدثني أخي، قال حدثني عبد الله بن بردة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان صبيحة الفطر أمر منادياً ينادي أغدوا إلى رب كريم جزيل العطاء والملائكة يقولون: إن الله تبارك وتعالى أمركم بصيام هذا الشهر فصمتم، وأطعتموه فيما أمركم، فهلموا إلى جوائزكم فاقبلوها، فإذا فرغوا من صلاتهم نادى مناد أن ارجعوا إلى منازلكم فقد غفرت لكم.[52]
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله القرمطي، قال حدثنا عمي محمد بن عبد الرحمن العدوي، قال حدثنا عمر بن حيد الدينوري، قال حدثنا سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكبر في العيدين اثنتى عشرة، في الأولى سبعاً وفي الآخرة خمساً، وكان يذهب في طريق ويرجع من أخرى.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن عمرو بن مضى.
عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ في العيدين في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسبح اسم ربك الأعلى، وفي الآخرة بفاتحة الكتاب وهل أتاك حديث الغاشية.
(وبه) قال أنشدنا أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال بن الصابي الكاتب، قال أنشدنا جدي إبراهيم بن هلال الصابي لنفسه، كتب بها إلى بعض الرؤساء في عيد الأضحى المبارك لسنة سبعين وثلاثمائة:
لا تزل كل دعوة مسموعة ... من يد نَحْو رَبها مرفوعه
للرئيس الأستاذ في موسم الأض ... حى وفي كل موسم مجموعه
هذه جملة الدعاء الذي عم ... مت وضمت أصوله وفروعه
وقديماً سد اختصاري للف ... ظ ثغوراً من المعاني وسيعه
(وبه) قال أنشدني القاضي أبو القاسم التنوخي، قال أنشدني أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببغا لنفسه:
أعدت سعود بهاء الدولة الفلك
ألا على فما فيه نجم غير مسعود
وقابل العيد منه حين قابله
من ملكه كل يوم منه في عيد
وليس ترضى مساعيك التي بهرت
بأن يهنأ موجود بمفقود
فالاختصار على ذا الحكم أبلغ في
صفات فضلك من إغراق تجويد
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسن بن إسحاق، قال حدثنا يوسف بن حماد المعنى، قال حدثنا عبد الأعلى بن هشام بن حسان، عن محمد بن جابر.
عن قيس بن طلق، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فافطروا، فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا بهلول الأنباري، قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال:
حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكبر في العيدين، في الركعة الأول سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل، قال أخبرنا أبو العباس بن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا [53] أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق أبو جنادة، عن يونس بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمر: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قال: نزلت في صدقة الفطر.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا محمد بن جرير بن يزيد بن هارون، قال حدثنا أبو غسان المسمعي، قال حدثنا معمر بن سليمان، قال حدثنا علي بن صالح، عن ابن جريج.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((صدقة الفطر على الحاضر والبادي، وعلى الصغير والكبير)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القتات، قال أخبرنا ابن أبي عاصم النبيل، قال حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال حدثنا مالك بن أنس، عن نافع.
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر وعبد صغير وكبير من المسلمين.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن محمد، قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال حدثنا ثواب بن عتبة.
قال حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعَم ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمداني من لفظه في المسجد الحرام حرسه الله تعالى، قال حدثني أحمد بن الحسين قال: سمعت أبا عبد الله المحاملي يقول: صليت صلاة العيد يوم فطر في جامع المدينة، فلما انصرفت قلت في نفسي: أدخل على داود بن علي أهنئه، وكان ينزل في قطيعة الربيع، قال: فجئته فقرعت عليه الباب فأذن لي فدخلت عليه وإذا بين يديه طبق في أوراق هندبا وعصارة فيها نُخالة وهو يأكل، فهنيته وتعجبت من حاله، ورأيت أن جميع ما نحن فيه من الدنيا ليس بشيء، فخرجت من عنده ودخلت على رجل من مجيري القطيعة يعرف بالجرجاني، فلما علم بمجيئي إليه خرج حاسر الرأس حافي الرجلين، وقال لي ما عناه القاضي أيده الله تعالى؟ فقلت: مهم، قال: وما هو؟ قلت: في جوارك داود بن علي ومكانه من العلم وأنت تكثر البر والرغبة في الخير تغفل عنه؟ وحدثته بما رأيت منه، فقال لي: داود شرس الخلق، أعلم القاضي أني وجهت إليه البارحة بألف درهم مع غلامي ليستعين بها في بعض أموره، فردها مع الغلام، وقال للغلام: قل له بأي عين رأيتني؟ وما الذي بلغك من حاجتي وخلتي حتى وجهت إليّ بهذا؟ قال: فتعجبت من ذلك فقلت له: هات الدراهم فإني أحملها إليه أنا، فدفعها إليّ، ثم قال: يا غلام ناولني الكيس الآخر، فجاءه بكيس فوزن ألفاً أخرى، وقال: تلك لنا وهذه لموضع القاضي وعناه، قال: فأخذت الألفين وجئته فقرعت بابه، فخرج وكلمني من وراء الباب، وقال: ما أراد القاضي؟ قلت: حاجة أكلمك فيها، فدخلت وجلست ساعة، ثم أخرجت الدراهم وجعلتها بين يديه، فقال: هذا جزاء من ائتمنك على سره، إنما بأمانة العلم أدخلتك، إرجع فلا حاجة لي فيما معك، قال المحاملي: فرجعت وقد صغرت الدنيا في عيني ودخلت على الجرجاني فأخبرته بما كان، فقال: أما أنا فقد أخرجت هذه الدراهم لله عزّ وجلّ لا ترجع في [54] مالي هذا،
فليتول القاضي إخراجها من أهل الستر والعفاف من المتجملين بالستر والصيانة على ما يراه، فقد أخرجتها من قلبي.
(وبه) قال فيما أجاز لنا الوزير أبو سعد منصور بن الحسين الآبي ونقلته من خطه، قال وأنشد يعني الصاحب لنفسه:
يا قاضياً ظل أعمى ... عن الهلال السعيد
أفطرت في رمضان ... وصمت في يوم عيد
وله:
إن قاضينا لأعمى ... أو على عمد تعامى
سرق الفطر كأن ال ... فطر أموال اليتامى
وعلى النبي وآله السلام.
الحديث الخامس عشر (في ذكر الحج وفضله ومايتصل بذلك)
(وبالإسناد) المقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة وسماعاً، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء من لفظه في يوم الخميس الثالث من ذي الحجة، قال أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون بن حميد المؤدب بقراءتي عليه بهمذان من أصله العتيق، قال حدثنا أحمد بن الحسن البصيري بالري قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الرحيم بن أبي حاتم إملاء، قال حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان، قال حدثنا زيد بن الحباب، قال حدثنا عياش بن عقبة، قال أخبرني جبر بن نعيم، عن أبي الزبير.
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (({وَالْفَجْرِ(1)وَلَيَالٍ عَشْرٍ(2)وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} الوتر: يوم عرفة، والشفع: يوم النحر)).
(وبه) إلى السيد قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن سعد القرشي، قال حدثنا إسحاق بن سويد، قال حدثنا داود بن سليمان بن علي، عن أبيه سليمان بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أول رحمة أنزلها الله عزّ وجلّ على الأرض في تسع وعشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم عدل صيامه ستين سنة.
وولد إبراهيم الخليل عليه السلام أول يوم من ذي الحجة، فمن صام ذلك اليوم أعطاه الله ثواب إبراهيم عليه السلام.
وأنزل الله عزّ وجلّ زبور داود عليه السلام في سبع خلون من ذي الحجة، فمن صام ذلك اليوم تاب الله عليه كما تاب على داود عليه السلام.
وكشف الله الضر عن أيوب عليه السلام في تسع خلون من ذي الحجة من يوم عرفة، فمن صام ذلك اليوم عدل صيامه السنة التي هو فيها، والسنة المستقبلة.
واستجاب الله زكريا عليه السلام في أول ليلة من المحرم، فمن صام ذلك اليوم استجاب الله له دعاءه كما استجاب لزكريا عليه السلام.