(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن مهرورهزد الحللي سبط أبي عمرو الصفاع قراءة عليه، [287] قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا إسماعيل بن يزيد، قال حدثنا إبراهيم بن الأشعث، قال سمعت الفضيل يقول: بلغنا أن أبناء الأنبياء وحملة الكتاب من بني إسرائيل لما عذبوا ببخت نصر ومن دونه من الملوك الجبابرة، شكوا إلى الله عزّ وجلّ، فقالوا: يا رب، بالعار الذي أتينا سلطت من لا يعرفك علينا ونحن على ما فينا خير منه، وعذبتنا بأيدي قوم لا يعرفونك ولا يقرون بربوبيتك، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى بعض أنبيائهم: إني إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني، وإني أنا الله تسميت شديد الغضب، لآخذن مطيعكم بعاصيكم حتى لا أعصى علانية بين ظهرانيكم.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قراءة عليه، قال أنشدني علي بن سليمان الأخفش، قال أخبرني أبي عن جدي، أن أبا العتاهية أنشدهم لنفسه:
العمر ينقص والذنوب تزيد ... ويقال عثرته الفتى فيعود
والمرء يسأل عن سنيه فيدعي ... تقليلها ومن الممات يحيد
أو ما يرى إن كان يعقل أنه ... يبقى الكبير ويهلك المولود
هيهات لا غلط وليس مؤخر ... للموت تقريب ولا تبعيد
إن المخالف والمؤالف أجمعا ... أن ليس تأخير وليس خلود
(وبالإسناد) الأول إلى الحمدوني، قال حدثنا السيد الأجل الإمام رحمه الله في يوم الخميس الخامس من شهر الله المبارك رمضان، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبد الله -يعني ابن أحمد بن حنبل، قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال حدثنا القاسم بن الفضل، قال حدثني النضر بن شيبان.
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، قال حدثنا إسماعيل بن إبان، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن سماك بن حرب.
عن جابر بن سمرة قال: صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فقال: آمين آمين آمين، قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين، فقال: يا محمد، من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين، قال: ومن ذكرت عنده ولم يصلي عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد شيخ الصوفية بأصفهان المعروف بمكشوف الرأس بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا قاسم بن زكريا المطرز، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت [288] الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا علي بن بشر، قال حدثنا نوح بن يعقوب بن عبد الله الأشعري، قال حدثنا أبي، قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب.
عن عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((رأيت البارحة عجباً! رأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً كلما ورد حوضاً منع، فجاءه صيام رمضان فسقاه وأرواه)).
(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع، قال حدثنا هشيم، قال أخبرنا حصين، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم طي قال: لما نزلت هذه الآية: {وكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِن الفَجْرِ} قال: عمدت إلى عقالين أبيض وأسود فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أقوم من الليل فلا يستبين لي الأسود من الأبيض، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته، فضحك وقال: إن كان وسادك لعريض، إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء.
عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من فطر صائماً أطعمه وسقاه كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، قال حدثنا إبراهيم بن المسمر، قال حدثنا شعيب بن بنان، قال حدثنا عمران القطان، عن قتادة.
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر، عن أبيه عن جده علي بن حسين، عن أبيه.
عن علي عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أفطر قال: ((اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا، ذهب الظمأ وابتلت العروق وبقي الأجر إن شاء الله تعالى)).
(وبه) قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار وأبو الحسين محمد بن عبد العزيز التككلي بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا أبو عاصم النبيل، عن الأوزاعي، قال حدثني [289] قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال الله عزّ وجلّ أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا علي بن عبد العزيز وإبراهيم بن عبد الله البصري الأنصاري، قالا حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، قال حدثنا الحمادان حماد بن سلمة وحماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تسحروا فإن في السحور بركة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو بكر بن الجارود، قال حدثنا زيد بن حرشة، قال حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، قال حدثنا القاسم بن مالك، قال حدثنا الحريري، عن أبي نصر.
عن أبي هريرة قال: ما صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسعة وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أحمد بن روح، قال حدثنا الحسين بن مسلم، قال حدثنا عبيد الله، قال حدثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن أنه قال: في بعض كتب الله عزّ وجلّ: يابن آدم تذكرني وتنساني وتدعو إلي وتفر مني وأرزقك وتعبد غيري.
(وبه) قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدني أبي، قال أنشدني عبد العزيز بن أبي بكر العلاف، قال أنشدني أبي لنفسه:
ما عذر من جر خالياً رسنه ... ما عذره بعد أربعين سنه
أكلما طالت الحياة به ... أطال عن أخذ حذره وسنه
ما عذر من لا يكف منتهياً ... عن ذنبه دون لبسه كفنه
يا ساكن القصر في بُلَهْنَيَةٍ ... أما رأيت الثرى ومن سكنه
كم مصبح بيته له وطن ... بات وقد صار قبره وطنه
عجبت من ذي أخ يسر به ... يسر من بعده وقد دفنه
طالت به في الحياة فرحته ... فلم يطل بعد موته حزنه
يا لازم الذنب لا يفارقه ... والروح منه مفارق بدنه
قل لي إذا مت كيف تنقص من ... سيئة أو تزيد في حسنه
وكيف للنفس بالنجاة غداً ... وهي بما قدمته مرتهنه
كم مسلم يسكن الجنان غداً ... عليه فيها تسلم الخزنه
طوبى لمن لم يخن أمانته ... والويل عند الحساب للخونه
كم بين من خصه برحمته ... ذو العرش منا وبين من لعنه
سيسكن الخائفين جنته ... ويسكن النار كل من أمنه
(وبه) قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله إملاء من لفظه يوم الخميس الثاني عشر من شهر الله المبارك سنة خمس وسبعين، [290] قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه في شهر رمضان سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا بشر بن موسى السدي، قال حدثنا أبو زكريا -يعني يحيى بن إسحاق، قال حدثنا سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد، عن عمرو بن خالد، عن محمد بن علي، عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وعن حبيب بن أبي ثابت عن نافع عن ابن عمر قالا: انتظرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يخرج في رمضان إلينا فخرج من بيت أم سلمة وقد كحلته.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصفهاني، قال حدثنا أبو حفص عمر بن علي، قال حدثنا الفضل بن قرة، عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب.
عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من فطر صائما على طعام أو شراب من حلال، صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان، وصلى عليه جبريل صلى الله عليه ليلة القدر)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو العباس الهروي، قال حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، قال حدثنا سهل بن حماد، قال حدثنا جرير بن أيوب البجلي، قال حدثنا الشعبي، عن نافع بن بردة.
عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وهو في رمضان فقال: ((لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها، فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله، حدثنا، فقال: إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى رأس الحول، فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفصفت ورق الجنة فتنظر الحور العين، فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا، قال: فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من در مما نعت الله عزّ وجلّ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} على كل امرأة سبعون حلة ليس منها على لون الأخرى، ويعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منه لون على لون الآخر، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيفة صحيفة من ذهب فيها لون من طعام تجد لآخر لقمة منها لذة ما تجد لأوله، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء، على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق، فوق كل فراش سبعون أريكة، فيعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليها سوار من ذهب، هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات)).
(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله التمار يعرف ببرغوث، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء، قال وحدثنا محمد بن حميد، قال حدثنا الحكم بن بشير بن سليمان، قال حدثنا عمرو بن قيس الملائي، عن جعفر -يعني ابن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((في رمضان تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتغل المردة والشياطين، وينادي مناد [291] من السماء يا طالب الخير هلم، هل من تائب يغفر له، هل من سائل يعطى، ولله تعالى عند فطر كل ليلة عتقاء من النار)).
(وبه) قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس بن كامل السلمي المؤدب الزعفراني لفظاً بانتقا الخطيب، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، قال حدثنا يحيى بن عبد الله، قال حدثنا الأوزاعي، قال حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة.
عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل وهو صائم.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الوصال، قال: فقيل: يا رسول الله إنك تواصل، قال: إني لست كأحدكم، إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن حمزة، قال حدثنا يزيد -يعني ابن المبارك، قال حدثنا سلمة بن الفضل، عن أبي حمزة، عن الشيباني، عن أبي الأحوص.
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد مكشوف الرأس بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عمران بن راشد المديني، قال حدثنا عبد الرحمن بن عقبة بن سهل، عن سعيد بن المسيب.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ((من صام يوماً من رمضان عف فيه طرفه ولسانه وفرجه وبطنه أوجب الله له الجنة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الخطيب بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو القاسم عيسى بن أحمد بن علي بن زيد إملاء، قال حدثنا علي بن الحسن بن مخلد، قال حدثنا محمد بن عبد العزيز، عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن عمران، يرفعه إلى عبد الله بن سلام أن فيما أنزل الله على موسى بن عمران عليه السلام وكتبه في الألواح: يا بني إسرائيل إن كنتم على اليقين من لقاء ربكم فما بالكم تضحكون ولا تبكون، وإن كنتم على اليقين من ثواب الآخرة وعقابها فما بالكم تغسلون ثيابكم وتوسخون قلوبكم، وتعمرون دنياكم وتخربون آخرتكم، وتتركون ما أمرتم به وتركبون ما نهيتم عنه كأن الذي قد نهيتم عنه قد أمرتم به، وكأن الذي قد أمرتم به قد نهيتم عنه، مهلا مهلا، انظروا إلى الذين كانوا قبلكم كيف تركوا ما جمعوا لغيرهم وحوسبوا به وصاروا إلى النار إذ لم يؤدوا الحق فيما جمعوا، ويقول أحدكم: ليت شعري كيف يصنع أهلي وولدي إذا أنا مت، لم تسأل وقد رأيت من آبائك والأمهات والأزواج والأولاد وغيرهم، فكما نسيتهم عن قليل ينسونك، وهذا دأب الناس فخيرهم من قدم لنفسه وعمل ليوم فقره وحاجته، فتزودوا من أموالكم فإنما هي لكم ما دمتم أحياء، فإذا متم صار إلى الوارث، فاعقل هذا واتق ربك واحذر دار الغرور، فقد غرت الذين قبلكم، ما رفعها قوم إلا وضعتهم أقبح الوضع، ولا أعزها قوم إلا أذلتهم أقبح [292] الذل، ولو أحبها الله تعالى ما كتب عليها الفناء، ولو رضيها لأوليائه ما أماتهم عنها، ولكن الله جل وتعالى خلقها للفناء
وجعلها دار بلوى، فمن اتقى الله تبارك وتعالى تفكر فيها واعتبر وحذرها وتزود منها بخير مما يملك من نفسه وماله، ومن جهل ذلك فقد بين الله تعالى أمرها وأنذره وأعذره، وبين إليه لاتخاذ الحجة عليه، ولله الحجة البالغة، وله الخلق والأمر وهو على كل شيء قدير.
(وبه) قال أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن زكريا، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا حمزة بن خالد، قال سمعت الحسن يقول: {وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} قال: إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه، يقول: ما أردت بأكلي، ما أردت بكلمتي، ما أردت بحديث نفسي، فلا تراه إلا يعاتبها، والفاجر يمشي قدماً قدماً لا يعاتب نفسه.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن الحصين قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد جعفر بن حمد بن نصير بن القاسم الخواص، قال حدثنا أحمد بن محمد، قال حدثنا محمد بن الحسين، قال حدثني سعيد أبو عثمان البزار، قال حدثني محمد بن عبد الله المهلبي، قال حدثني أبو بكر بن عبد الله العتكي قال: قال عدي بن زيد:
وصحيحاً أضحى يعود مريضاً ... وهو أدنى للموت ممن يعود
وأطبا بعدهم لحقوهم ... ضل عنهم سعوطهم واللدود
أين أهل الديار من قوم نوح ... ثم عاد من بعدهم وثمود
بينما هم أهل النمارق والدي ... باج أفضت إلى التراب الخدود
ثم لم ينقضي الحديث ولكن ... بعد ذاك الوعيد والموعود
(تم الجزء الأول)
وبحمد الله تم تصحيح الجزء الأول من أمالي الإمام
المرشد بالله عليه السلام على نسخة خطية
وقد تحريت جهدي في التصحيح
والله الموفق
شهر رجب1407ه