(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا يوسف بن الحكم الخياط، قال حدثنا بشر بن الوليد، قال حدثنا سليمان بن داود، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأسلم عليه وأعوده من شكواه، ودخلت فسلمت عليه وفديته بأبي وأمي، فرأيته متسانداً إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، وعلي عليه السلام واضع يده على صدره، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم باسط رجليه، فقال: ادن يا أبا هريرة، فدنوت منه، ثم قال: ادن، فدنوت، ثم قال: ادن، فدنوت، ثم قال: ادن، فدنوت حتى مست أصابع رجلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لي: اجلس، فجلست، فقال[272]: أعطني طرف ثوبك، فناولته، فأمسكه بيده ثم قال: يا أبا هريرة، أوصيك بخصال أربع لا تدعهن ما بقيت، فقلت: أوصني فداك أبي وأمي، فقال: أوصيك بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها، ولا تلغوا ولا تلهوا، أوصيك بثلاثة أيام من كل شهر فإنه صوم الدهر، أوصيك بالوتر قبل النوم، أوصيك بركعتي الفجر فصلهما وإن صليت الليل كله، فإن فيهما الرغب ضم ثوبك، فقلت: يا رسول الله، أسر هذا أم أعلنه؟ قال: أعلنه ثلاث مرات.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا إسماعيل بن يحيى المزني، قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا سفيان بن عيينة، عن طلحة بن يحيى، عن عمته.
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: إنا خبأنا لك حيسا، فقال: أما إني كنت أريد الصوم ولكن قربيه سأصوم يوماً مكانه.
(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا هوذة بن خليفة، قال حدثنا عوف.
عن محمد بن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، قال: قال ربكم عزّ وجلّ: عبدي ترك شهوته وطعامه وشرابه ابتغاء مرضاتي، والصوم لي وأنا أجزي به)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عمر بن إبراهيم البغدادي، ومحمد بن أحمد بن خيثمة، قالا حدثنا محمد بن علي بن أبي خلف العطار، قال حدثنا سهل بن عامر، عن أبي بكر بن عياش، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة.
عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا معشر الشباب عليكم بالباءة فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، فمن لم يقدر على ذلك فعليه بالصوم فإنه له وجاء)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني من لفظه وكتابه في المسجد الحرام حرسه الله بباب الندوة، قال حدثنا عبد السلام بن محمد بن أبي موسى، قال حدثنا أحمد بن علي بن عمر، قال حدثنا محمد بن علي الأنصاري، قال حدثنا هشام بن خالد الأزرق، قال حدثني عبد العزيز بن أبي السائب قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: الصائم القائم المصلي الحاج المعتمر الغازي من أغنى نفسه عن الناس.
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال حدثني أبو علي الحسين بن علي بن المرزبان النحوي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال: قرأت هذه الأبيات على أبي العباس عمي الفضل بن محمد وسألته عن أشياء فيها، وذكر أنه قرأها على أبي المنهال عيينة بن المنهال. وقال حسان أيضاً:
أعاذل غضى اللوم عني فإنني
أحب من الأخلاق من كان أجملا
ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي
فما طائري فيها عليك بأخيلا
أي فما طائري عليك بمشئون، والأخيل: طائر أخضر يكون في النواويس والبناء القديم يتشاءم به: [273]
إذا انصرفت نفسي عن الشيء مرة
فلست عليه آخر الدهر مقبلا
ألم تعلمي أني أرى البخل سبة
وأبغض ذا اللونين والمتنقلا
(وبه) قال حدثنا السيد الإمام في سادس شعبان سنة خمس إملاء من لفظه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إدريس بن جعفر العطار، قال حدثنا يزيد بن هارون.
(ح) وَبِهِ قال وأخبرنا أبو بكر، قال وأخبرنا سليمان، قال وحدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، قال حدثنا خالد الدهني، قالا حدثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله البرتي، عن حذافة الأزدي.
عن جنادة الأزدي قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من الأزد يوم الجمعة، فدعانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى طعام بين يديه، فقلنا: إنا صيام، فقال: أصمتم أمس؟ قلنا: لا، قال: فتصومون غداً؟ قلنا: لا، قال: فافطروا، ثم قال: لا تصوموا يوم الجمعة مفرداً.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصيرفي، قال حدثنا إسحاق الأزرق، عن أبي حيان، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة.
عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صام يوماً لم يخرقه كتب له عشر حسنات)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن حسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قيل: يا رسول الله، ما الذي يباعد الشيطان منا؟ قال: الصوم، ويسود وجهه ويكسر ظهره، والحب في الله، والمواظبة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه.
(وبه) قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا همذان بن الهيثم، قال حدثنا الهيثم بن خالد، قال حدثنا ابن الطباع، قال حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي صالح السمان.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صام يوماً في سبيل الله باعده الله من النار مسيرة خمسمائة خريفاً)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي، قال حدثنا أبو مصعب، قال حدثنا مسلم بن خالد، عن طريف بن الرقاع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم شعبان كله، فقلت: يا رسول الله رأيت أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان، فقال: إن الله تبارك وتعالى يكتب في شعبان حين يقسم من يمينه في تلك السنة، فأحب أن يأتي أجلي وأنا صائم.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الفضل الزهري، قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا محمد بن الأصبغ بن الفرج، قال حدثنا أبي، قال حدثنا ابن وهب عمرو بن الحارث، عن جعفر بن ربيعة، عن الأود، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
عن عائشة [274] قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم شعبان كله إلا أقله.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق وعبد الله بن أحمد بن حنبل، قالا حدثنا داود بن رشيد، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي امامة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصل شعبان برمضان.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن يحيى بن زمويه المتوتي البكا قراءة عليه في مسجد الحي بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح والحسين بن علي بن الأسود، قالا حدثنا وكيع، قال حدثنا الأعمش، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال الله تبارك وتعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه من أجلي، وللصائم فرحتان، فرحة غداً حين يلقى ربه وفرحة عند إفطاره، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عزّ وجلّ من ريح المسك، الصوم جنة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا الوليد بن إبان، قال حدثنا علي بن الحسن، قال حدثنا زكريا بن نافع الأرسوقي، قال حدثنا عباد بن عباد الخواص، عن هشام بن الغاز، عن نمير بن أويس، عن جده ربيعة الجرشي قال: قام في الناس يوماً فقال: اتقوا الله في السرائر وما ترخى عليه الستور، ما بال أحدكم ينزل عن الخطيئة للنبطي يمر به والأمة من إمائه، والله تبارك وتعالى يقول: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} ويحكم فأجلوا مقام الله عزّ وجلّ ما يؤمن أحدكم أن يمسخه قرداً أو خنزيراً بمعصيته إياه، فإذا هو جري في الدنيا وعقوبة في الآخرة، فقال رجل من القوم: والله الذي لا إله إلا هو ليكونن ذلك يا ربيعة، فنظر القوم من الحالف فإذا هو عبد الرحيم بن غنيم.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الصيرفي، قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، قال حدثنا أبو زيد الذراع بن عمرو أبي قلابة، قال حدثنا بدل بن المحبر اليربوعي، قال حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام يتمثل بشيء من الشعر:
وكن معدناً للحلم واصفح عن الأذى
فإنك راء ما عملت وسامع
وأحبب إذا أحببت حباً مقارباً
فإنك لا تدري متى أنت نازع
وأبغض إذا أبغضت بغضاً مقارباً
فإنك لا تدري متى الود راجع
(وبه) قال أنشدنا القاضي أبو القاسم، قال أنشدني أبي لنفسه:
أما للدهر من حكم رضي ... يدال به الشريف من الدني
فتستعلي الرؤوس على الدنايا ... وينتصف الذكي من الغبي
(وبه) قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله في يوم الخميس السابع من رجب سنة خمس إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله [275] بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن المبارك الصنعاني، قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال حدثني عبد الملك بن أبي قدامة الجمحي، عن أبيه، عن عمر بن حسين، عن عائشة بنت قدامة بن مظعون، عن أبيها، عن أخيه عثمان بن مظعون أنه قال: يا رسول الله، إني رجل تشق علي هذه الغربة في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصي فأختصي؟ قال: لا، ولكن عليك يابن مظعون بالصيام فإنه مجفرة(1).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((وكل الله ملائكة بالدعاء للصائمين)).
__________
(1) أي مقطعة للنكاح ونقص للماء، جفر الفحل يجفر جفوراً: إذا أكثر الضراب، ثم عدل عنه وتركه وانقطع عنه. وانتهى نهاية.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح التميمي، قال حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال حدثنا الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال حدثنا علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صام يوم الجمعة صبراً واحتساباً أعطي به عشرة أيام غراً زهراً لا تشاكل أيام الدنيا)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي أبو سليمان، قال حدثنا موسى بن مروان، قال حدثنا يحيى بن سعيد، عن هدير بن عبد الله، عن نمير بن عتبة.
عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((كف اللسان عن أعراض الناس صيام)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا زياد بن يحيى الحساني، قال حدثنا أبو عتاب الدلال، قال حدثنا جرير بن أيوب البجلي، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن -يعني ابن أبي ليلى، عن أبي إسحاق، عن مسروق.
عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من عبد أصبح صائماً إلا فتحت له أبواب السماء وسبحت أعضاؤه واستغفر له أهل السماء إلى أن توارى بالحجاب، فإن صلى ركعة أو ركعتين تطوعاً أضاءت له السماوات نوراً وقلن أزواجه من الحور العين: اللهم اقبضه إلينا فقد اشتقنا إلى رؤيته، فإن هلل أو سبح يكتبونها إلى أن توارى بالحجاب)).[276]
(وبه) قال أخبرنا محمد بن عبد الوهاب بن محمد أبو طاهر الكاتب المعروف بابن الشاطر قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الختلي الحربي، قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال حدثنا الحسين بن علي بن مهران، قال حدثنا عبد الله بن هارون الغساني، عن حماد بن واقد، عن حصين، عن أبي الأحوص قال: سمعت ابن مسعود يقول لمسروق: يا مسروق أصبح يوم صومك دهيناً كحيلاً وإياك وعبوس الصائمين، وأجب دعوة من دعاك من أهل ملتك ما لم يظهر لك منه معزاف أو مزمار، وصل على من مات منهم ولا تقطع عليه الشهادة، واعلم أنك إن تلق الله بأمثال الجبال ذنوباً خير من أن تلق الله -كلمة ذكرها- وأن تقطع عليه الشهادة، يا مسروق صل عليه وإن رأيته مصلوباً أو مرجوماً، فإن سئلت فأحل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن علي بن الجارود، قال حدثنا إسماعيل -يعني ابن عبد الله بن مسعود، قال حدثنا الفيض بن الفضل، قال حدثنا عمرو بن ثابت، عن المسيب بن رافع، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يقول الله الصوم لي وأنا أجزي به)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا حجاج بن منهال، قال السيد وأخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا سليمان، قال وحدثنا محمد بن الحسين بن كيسان المصيصي، قال حدثنا حيان بن هلال، قال حدثنا مهدي بن ميمون بن محمد بن أبي يعقوب، قال حدثنا رجاء بن حيوه.
عن أبي أمامة قال: أنشأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة فأتيته، فقلت: يا رسول الله ادع لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم، فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزواً آخرا، فقلت: يا رسول الله ادع لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم، فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزواً ثالثاً، فقلت: يا رسول الله إني أتيتك مرتين تدعو لي بالشهادة فقلت: اللهم سلمهم وغنمهم، فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثم قلت: يا رسول الله أمرني بعمل آخذه عليك، قال: عليك بالصيام فإنه لا مثيل له، وكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يلقون إلا صياماً، فإن رأوا في دارهم ناراً أو دخاناً علموا أن قد اعتراهم ضيف، ثم أتيته بعد ذلك فقلت: يا رسول الله، أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله ينفعني به، فمرني بأمر آخر ينفعني الله به، قال: اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة.
حيان بن هلال هو أبو حبيب البصري وثقه يحيى بن معين.
(وبه) قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القتات، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال حدثنا أبو محمد الزبيري، عن سفيان، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} قال: إذا عملوا بالمعاصي فاخرجوا.