(وبه) قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة البغدادي بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف البغدادي الكاتب إملاء بالبصرة، قال حدثنا يحيى بن محمد مولى المنصور، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال حدثنا عبد الله بن المبارك، قال حدثنا سفيان، عن حصين.
عن معاذ بن جبل قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أفطر قال: ((اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت)) وكان الربيع بن خثيم يقول: الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة قال: كان رجلان من حي قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استشهد أحدهما وأخر الآخر بعده سنة، قال طلحة بن عبيد الله: فأريت الجنة فرأيت المؤخر منهما قبل المستشهد، فعجبت فأصبحت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أليس قد صام شهر رمضان [267] وصلى بعده ألف ركعة، وكذا وكذا لصلاة السنة)).
(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار، قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا البصري، قال حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا نافع بن عبد الله.
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لو أذن الله للسماوات والأرض أن يتكلما لقالتا الجنة لمن صام شهر رمضان)).

(وبه) قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا يوسف القاضي، قال حدثنا محمد بن كثير، قال حدثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء.
عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من فطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن زبرك بقراءتي عليه بهمذان، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن بركان الخفاق، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم الكوفي، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن شجاع، قال حدثنا علي بن حرب الطائي، قال حدثنا أبو داود الحفري، عن ابن السماك، عن الأشعث قال: دخلت على زياد الرقاشي فقال لي: يا أشعث، تعال نبك على الماء البارد، يوم الظمأ، قال: وجعل يقول: سبق العباد وقطع بي والهفاه. قال: وقد صام اثنتين وأربعين سنة.

(وبه) قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيطا المقري البزار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن سويد المؤدب، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكواكبي، قال حدثنا علي بن حرب بن محمد، قال حدثنا أبو عبد الله الرازي، قال حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم بن سليماني السكوني، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن محمد بن عبيد الله، عن أبيه، عن جده قال: كان شاب يختلف إلى ابن عباس رضي الله عنه فيدنيه ويقربه، فقيل له: إنك تدني هذا وهو شاب سوء يأتي القبور وينبشها ويسلب الموتى، فقال: لا أصدق بهذا حتى أراه بعيني، قالوا: فواعدنا موعداً نريكه، فوعدهم ابن عباس المقابر، فخرجوا فاختفوا في ناحية منها، فلما كان هوي من الليل إذا الشاب قد أقبل يتخلل القبور حتى أتى قبراً قد حفر وسوى لحده فاضطجع فيه، ثم أقبل ينادي: يا ويلي إذا دخلت لحدي وحدي، ونطقت الأرض تحتي، فقالت: لا مرحباً بك ولا أهلاً قد كنت أبغضك وأنت على ظهري، فكيف وقد صرت في بطني، يا ويلي إذا خرجت من لحدي وحدي حاملاً وزري على عنقي، وقد تبرأ مني أبي وأمي وزوجتي ومن له سعيي من ولدي وأسلموني إلى من بالحساب يجري، يا ويلي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوف والملائكة صفوف كل ينادي نفسي نفسي فمن عذاب غد من يخلصني ومن المظلومين من سينقذني، ومن أهوال يوم القيامة من يؤمني، وعلى الصراط من يثبت قدمي، عصيت من ليس له بأهل أن يعصى، عاهدت ربي مرة بعد أخرى فلم يجد عندي صدقاً ولا وفاء، فأقبل ابن عباس حتى وقف على شفير القبر وقال: نعم النباش، ما أنبشك للذنوب والخطايا، فنهض الشاب من القبر، فعانقه ابن عباس وتفرقوا.
(وبه) قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن محمد بن نصر المخزومي المعروف بالببغا لنفسه:
ولقد صحبت الدهر صحبة عارف ... متعود لصلاحه وفساده

وخبرته فرأيت ذنبي عنده ... فضلي وأعجزني دواء عناده[268]
ومن البلية أن تداوي حقد من ... نعم الإله عليك من أحقاده
(وبه) قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء يوم الخميس السادس عشر من شهر الله المبارك رمضان سنة أربع وسبعين، قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إملاء، قال أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخزقي المقري، قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، عن حسين بن واقد، عن أبي غالب.
عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((لله عند كل فطر عتقاء من النار)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا عمرو بن حمزة أبو أسيد القيسي، قال حدثنا خلف أبو الربيع وهو إمام مسجد أبي عروبة.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما حضره رمضان: ماذا تستقبلون وماذا يستقبلكم قالها ثلاثاً، فقال عمر: يا رسول الله، أوحي نزل أم عزو حضر؟ قال: لا ولكن الله تبارك وتعالى يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة، قال وفي ناحية القوم رجل فهز رأسه ويقول: بخ بخ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((كأنه ضاق صدرك لما سمعت، قال: لا ولكن ذكرت المنافقين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن المنافق كافر وليس للكافر في هذا شيء)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي، قال حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة.

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)).
قال أبي: سمعته من سفيان أربع مرات، قال: من صام رمضان، وقال مرة: من قام رمضان.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرازق، عن التوري، عن أبي حازم.
عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، قال حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خراش، قال حدثنا محمد بن صبيح، عن عمر بن أيوب، عن مضاد بن عقبة، عن مقاتل بن حيان، عن عمرو بن مرة.
عن عبد الوارث الأنصاري قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أفطر يوماً من شهر رمضان من غير رخصة ولا عذر كان عليه أن يصوم ثلاثين يوماً، ومن أفطر يومين كان عليه أن يصوم ستين يوماً، ومن أفطر ثلاثة أيام كان عليه أن يصوم تسعين يوماً)).
(وبه) قال أخبرنا أبو منصور عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الملك العجلي القزويني نزيل همذان [269] بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح المقري، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عيد بن عامر السمرقندي، قال أخبرنا حيان، قال أخبرنا ابن المبارك، عن يحيى بن عبيد الله، قال حدثني أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر)).

(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد سهل بن أحمد بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، قال حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((شعبان شهري وشهر رمضان شهركم وهو ربيع الفقراء وإنما جعل الله تعالى هذه الأضحية ليشبع فيه مساكنيكم من اللحم فأطعموهم)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي، قال حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي حازم.
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن في الجنة باباً يقال له الريان، يقال يوم القيامة أين الصائمون؟ هل لكم إلى الريان؟ من دخل منه لم يظمأ أبداً فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد غيرهم)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن إبراهيم -يعني ابن شيب، قال حدثنا إسماعيل -يعني البجلي، قال حدثنا أبو مريم، قال حدثنا الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سافر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان فصام وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر.

(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبي القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا محمد بن أحمد الأثرم المقري بالبصرة، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك، قال حدثنا الحسين بن علوان، قال حدثنا جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه قال: من قرأ ليلة النصف من شهر رمضان قل هو الله أحد ألف مرة في مائة ركعة، في كل ركعة عشر مرات، لم يمت حتى يرى في منامه من الملائكة، ثلاثين يبشرونه بالجنة، وثلاثين يؤمنونه من النار، وثلاثين يعصمونه أن يخطئ والعشرة الباقين يكبتون له أعداءه)).
(وبه) قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي الحسني البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسين بن محمد قراءة عليه، قال أخبرنا عبد العزيز، قال حدثنا محمد بن سهل، قال حدثنا جامع بن القاسم بن الحسن بن حيان، قال حدثني جدي الحسن بن حيان، قال حدثنا حسين بن علوان، قال حدثني قاسم بن الأصبغ بن نباته قال: سمعت الإمام الشهيد أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ} قال: الخشوع في القلب، إذا خشع القلب خشعت النفس، وإذا أشر القلب أشرت النفس.

(وبه) قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيطا المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن جعفر بن [270] القاسم الكوكبي، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الحبلي، قال سمعت رجلاً من البكائين النواحين يقول: وا موتاه ليس من الموت منجى، كأني بالموت قد غاداني أو ماساني وكأني عن قليل لا أزار ولا أوتى، وكأني عن قليل أودع الدين والدنيا، وكأني عن قليل أتخذ القبر بيتاً، واللحد متكا، وكأني عن قليل أوسد بلبنة وأستر بأخرى، وكأني عن قليل أجاور أهل البلى، وكأني عن قليل أجاور قوماً جفاة، واغفلتاه واهولاه، أي الأهوال أتذكر، وأيها أنسى لو لم يكن إلا الموت وغصصه، وما بعد الموت أعظم وأدهى إسرافيل لو قد نادى فأسمع النداء فأزعجني غدا من ضيق لحدي وحيداً منفرداً متغير اللون شاخصاً بصري مقلداً عملي قد ألجمني عرقي، وتبرأ الخليقة مني، نعم وأمي وأبي، نعم ومن كان له كدي وسعيي، فبقيت في ظلم القيامة متحيراً فمن يقبل ندائي، ومن يؤمن روعتي، ومن يطلق لساني، إذا غيبتني في التراب، ثم سألتني عما أنت أعلم به مني، فإن قلت لم أفعل قلت ألم أكن شاهداً أرى، وإن قلت قد فعلت فأين المهرب من عدلك، فمن عدلك من يجيرني، ومن عذابك من ينجيني، يا ذخري وذخيرتي، ويا موضع بثي وشكواي، من لي غيرك إن دعوت غيرك لم يجبني، وإن سألت غيرك لم يعطني، فرضاك قبل لقائك، ورضاك قبل نزول النار، يا لها من فظاعة ليلة بتها بين أهلي قد استوحشوا لمكاني عندهم وقد كانوا قبل ذلك يأنسون بقربي، خمدت فما أجبت داعياً ولا باكياً حين يبكون، ميتاً بين أظهرهم مسجى، ما كان همتهم حين أصبحوا إلا غاسلاً، نزعوا خاتمي وجردوا عني ثيابي ووضؤني لغير صلاة حتى إذا فرغوا قالوا جففوه وقربوا أكفاناً فأدرجوني وأنا سطيح على أعواد المنايا إلى عسكر الموتى ينقلوني، مروا بي على الناس،

فكم ناظر متفكر، وآخر عن ذلك لاه، بكى أهلي وأيقنوا أنها هي غيبتي لا يرجون لقائي، نادوا باسمي فأسمعوا من حولي، ولم يسمعوني، ولقد عظم الذي إليه يحملوني، نزل قبري ثلاثة كأنهم بذحل يطلبوني فدليت في أضيق مضجع وصار الرأس تحته الثرى وَبِهِ وسدوني، فيارب ارحم غربتي، وآنس وحشتي، وبرد مضجعي، ونور في القبور قبري.
(وبه) قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدني أبو محمد عبد الله بن محمد الباقي لنفسه:
عجبت من معجب بصورته
وكان بالأمس نطفة مذره
وفي غد بعد حسن هيئته
يصير في الأرض جيفة قذره
وهل على عجبه نخوته
ما بين يومين يحمل العذره
(من الحكايات)
(وبه) قال: قيل كان أبو العتاهية يختلف إلى عمرو بن مسعدة لود كان بينه وبين أخيه مجاشع، فاستأذن عليه يوماً فحجب، فلزم منزله، واستبطأه عمرو فكتب إليه: إن الكسل يمنعني من لقائك وكتب في أسفل رقعته:
كسلني اليأس عنك فما ... أرفع طرفي إليك من كسلي
إني إذا رابني أخو ثقة ... قطعت منه حبائل الأمل
(وبه) قال: وقيل استأذن يوماً عليه فحجب عنه، فكتب إليه:
ما لك قد حلت عن إخائك واس‍ ... ‍تبدلت يا عمرو شيعة كدره
إني إذا أغلق الباب حاجته ... لم يك عندي في هجره نظره[271]
لستم تُرَجُّونَ للوفاة ولا ... يوم تكون السماء منفطره
لكن الدنيا كالظل بهجتها ... سريعة الانقضاء منشمرة
قد كان وجهي لديك معرفة ... فاليوم أضحى حرفاً من النكره
(وبه) قال: قيل جاء أبو العتاهية إلى محمد بن الفضل الهاشمي فتحدثا ساعة، وجعل محمد يشكو إليه تخلف الضيعة وجفاء السلطان، فقال أبو العتاهية: اكتب:
كل على الدنيا له حرص ... والحادثات اناتها عفص
وكأن من واراه في جدث ... لم يبد منه لناظر شخص
تبغي من الدنيا زيادتها ... وزيادة الدنيا هي النقص
لِيَدِ المنية في تلطفها ... عن زجر كل سفينة فحص

(وبه) قال حدثنا السيد الإمام، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو القاسم بن محمد الدلال الكوفي، قال حدثنا أبو بلال الأشعري، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن عاصم، عن زيد، عن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم الإثنين والخميس.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو علي بن إبراهيم، قال حدثنا يحيى بن مطرف، قال حدثنا أبو همام الدلال محمد بن مجيب، قال حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تفتح أبواب الجنة في كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل بينه وبين أخيه شحناً، فيقال: انتظروا بهما حتى يصطلحا)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه.
عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الذين يصومون الأيام البيض)).
(وبإسناده) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صام ثلاثة أيام من الشهر فقيل له أنت الصائم الشهر كله فقال نعم فقد صدق، وقرأ {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا})).

53 / 120
ع
En
A+
A-