الحديث الثاني عشر (في فضل الصوم وفضل صيام رمضان وما يتصل بذلك)
(وبالإسناد) المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن يعقوب بن سورة البغدادي، قال حدثنا محمد بن بكار، قال حدثنا الهياج بن بسطام، قال حدثنا عباد، عن نافع.
عن أبي مسعود الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وقد أهل شهر رمضان يقول: ((لو يعلم العباد ما في شهر رمضان لتمنى العباد أن يكون شهر رمضان سنة، فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله حدثنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الجنة لتزين لشهر رمضان من رأس الحول إلى رأس الحول، حتى إذا كان أول ليلة هبت ريح تحت العرش، فصفقت ورق شجر الجنة، فنظر الحور العين إلى ذلك فقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا، وما من عبد صام رمضان إلا زوجه الله زوجة في كل يوم من الحور العين، في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله به الحور المقصورات في الخيام على كل امرأة منهن سبعون حلة، ليس منها حلة على لون الأخرى، ويعطى سبعون لوناً من الطيب، ليس منه لون يشبه الآخر، وكل امرأة منهن على سرير من ياقوت، موشح بالدر على سبعين فراشاً بطائنها من إستبرق، وفوق السبعين فراشاً سبعون أريكة، ولكل امرأة منهن سبعون وصيفة لخدمتها، وسبعون وصيفة للقيا زوجها مع كل وصيف صحيفة من ذهب فيها لون من الطعام تجد لآخره من اللذة مثل ما تجد لأوله، ويعطى زوجها مثل ذلك، على سرير من ياقوتة حمراء عليه سواران من ذهب، موشح بالياقوت الأحمر، هذا لكل يوم صامه من [257] شهر رمضان، سوى ما عمل من الحسنات)).
(وبه) قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه يوم الخميس السادس والعشرين من شهر الله الأصم رجب إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن داود المكي، قال حدثنا يزيد بن وهب الرملي، قال حدثنا ابن وهب، قال حدثني الحارث بن نبهان، عن عبد الواحد بن زيد، عن عبادة بن نسى قال: دخلت على شداد بن أوس وهو يبكي، فقال: حديثان سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقلت: وما هما؟ قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيت في وجهه شيئاً ساءني، قلت: يا رسول الله ما هذا الذي أرى في وجهك، قال: أمران أتخوفهما على أمتي من بعدي، الشرك والشهوة الخفية، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً، ولا حجراً ولا وثناً، ولكنهم يراءون بأعمالهم، قلت: يا رسول الله أشرك ذلك؟ قال: نعم، قلت: وما الشهوة الخفية؟ قال: يصبح العبد صائماً، فتعرض له شهوة من شهواته، فيواقعها ويدع صومه.
(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن يونس القرشي، قال حدثنا عون بن عمارة، قال حدثنا حميد الطويل.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الصائم بالخيار ما بينه وبين نصف النهار)).
(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم الحازمي البخاري(1) قدم علينا، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب الحافظ، قال حدثنا محمد بن علي بن المهدي العطار الكوفي، قال حدثنا محمد بن حماد بن زيد الحارثي، قال حدثنا عايذ بن حبيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((رجب شهر عظيم، تضاعف فيه الحسنات ما لا تضاعف في غيره)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي شيخ الصوفية بأصفهان قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال أخبرنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال وأخبرنا سفيان بن عيينة، قال حدثنا ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة وعن أبي الزناد عن الأعرج.
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ شاتمه فليقل إني صائم))، وزاد أبو الزناد: ((وإذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل إني صائم إني صائم)).
(وبه) قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه من أصل سماعه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسى قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد بن جعفر بن محمد بن عاصم الأنصاري الدمشقي، قال حدثنا هشام، قال حدثنا شعيب، قال حدثنا سعيد، عن قتادة، عن ابن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الرماني.
__________
(1) في نسخة أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي البخاري، وهي الصحيحة ا هعن خط سيدي العلامة مجد الدين بن محمد حفظه الله.
عن أبي قتادة أن أعرابياً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صومه كيف يصوم، أو قال ما صومه، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكرر [258] قوله مراراً، فلما ذهب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الغضب قال عمر: يا رسول الله، رجل يصوم الدهر كله، قال: لا صام ولا أفطر، أو قال: ما صام ولا أفطر، فقال: يا رسول الله فصيام ثلاثة أيام من كل شهر، قال: ذاك صوم الدهر كله، قال: صوم يومين وإفطار يوم؟ قال: ومن يطيق ذلك، قال: صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: ذلك صوم أخي داود عليه السلام فإنه نبي الله عليه السلام، قال: صوم الإثنين؟ قال: ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه، قال: صوم عرفة؟ قال: يكفر السيئة وما قبلها، قال: صوم عاشوراء؟ قال: يكفر السنة.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، قال حدثنا علي بن سعيد الرقي، قال حدثنا القاضي أبو القاسم، قال وحدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال حدثنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال، قال حدثنا علي بن سعيد الشامي، قال حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مضر، عن شهر.
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، كتب الله له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، فأنزل الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.
ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله له صيام ستين شهراً، وهو أول يوم هبط جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة.
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العطار إملاء يوم الإثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة من سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن محمد الأصفهاني، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصفهاني، قال حدثنا إسماعيل بن عمر البجلي، قال حدثنا داود بن الزبرقان، عن شعيب، عن ثابت.
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا قرب إلى أحدكم طعام وهو صائم فليقل باسم الله، والحمد لله، اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، سبحانك وبحمدك، تقبله مني إنك أنت السميع العليم)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا زيد بن الحريش، قال حدثنا أبو همام، عن هدبة بن المنهال، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد.
عن أبي هريرة، قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث ونهاني عن ثلاث، أمرني بالوتر قبل النوم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الفجر، ونهاني من أن أقعي إقعاء القرد، وأن أنقر نقر الديك، وأن ألتفت التفات الثعلب.
(وبه) قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في قصره بالطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الحاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حيان المازني، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا بشر، قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: كنت جالساً مع عمر بن الخطاب فجاء رجل من أهل الشام، فسأله عن أهل الشام [259] فألطف له المسألة، فكان فيما سأله عنه، قال: يعجلون الفطر، قال: لن تزالوا بخير ما عجلتم الفطر، ولن ينطعوا بنطع أهل العراق.
قال السيد: التنطع: التعمق في الكلام وغيره.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن راشد بن يزيد المديني سنة تسعين ومائتين، وكان من المعمرين، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير قال: لأن تختلف الخناجر في صدري أحب إلي من أن أصبح صائماً ثم أفطر.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب، قال حدثنا محمد بن جرير بن زيد الطبري، قال حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال حدثنا عبد الله بن بكير وبشر بن عمارة، عن محمد بن سوقة، عن العلاء بن عبد الرحمن، قال حدثني شيخ أن رجلاً قام إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الإيمان؟ قال: إن الإيمان على أربع دعائم على الصبر واليقين والعدل والجهاد.
فالصبر منها على أربع شعب على الشوق والشفق والزهد والترقب، فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات، ومن ترقب الموت سارع إلى الخيرات.
واليقين على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأويل الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الأولين. فمن تبصر الفطنة تأول الحكمة، ومن تأول الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأنما كان من الأولين.
والعدل على أربع شعب: على غائص الفهم وعبرة العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم، فمن فهم فسر جميع العلم، ومن علم عرف شرائع الحكم، ومن حلم عاش في الناس ولم يفطره أمره.
والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم المنافق، ومن صدق في المواطن قضى ما عليه، ومن شنئى الفاسقين غضب لله عزّ وجلّ وغضب الله عزّ وجلّ له، فقام إليه رجل فقبل رأسه فقال له: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما.
(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي قراءة عليه، قال حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن زنجي الكاتب، قال أخبرنا أبو بكر بن دريد، قال أخبرنا الحسن -يعني ابن الخضر، عن أبيه قال: أخبرني رجل قال: دخلت على العباس بن خزيمة في مرضه الذي مات فيه فرأيته قد جزع جزعاً شديداً فقلت له: ما هذا الجزع الذي أرى بك؟ فبكى ثم أنشأ يقول:
إن ذكرت الموت أبدي جزعي
ولمثل الموت أبدي الجزعا
وله كأس بنا دائرة
مزجت بالصاب(1) منها السلعا(2)
كل حي سوف تسقيه وإن
مد في العيشة منها جرعا
(من الحكايات)
للشيخ أبي المعالي محمد بن علي العقيلي لنفسه:
إذا اخضر عيشي لم أبالي بعارضي
أبيضه الأيام أم دام أسودا
فما كل بدء الشيب يهلك عاجلاً
وليس الذي يعطي الشباب مخلدا[260]
فكم طاعن في السن عمر بعده
وكم من رضيع الثدي عاجله الردى
توخ جميل الذكر فهو مؤبد
وخير نعيم ما يدوم مؤبدا
ولبعضهم:
أما ترى الدهر وأيامه ... في العمر مثل النار في الشيح
يمر مر الريح ما في يدي ... من مرة شيء سوى الريح
قيل: إنا أبا شعيب صاحب أبي داورد قال: قلت لأبي العتاهية: القرآن عندك مخلوق، أم غير مخلوق؟ فقال: سألتني عن الله أو عن غير الله، قلت: عن غير الله، فأمسك، فأعدت عليه فأجابني هذا الجواب، حتى فعل ذلك مراراً، فقلت له: مالك لا تجيبني، فقال: قد أجبتك ولكنك حمار.
__________
(1) الحنظل.
(2) شجر سمج المذاق.
(وبه) قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء من لفظه يوم الخميس الثالث من شهر شعبان سنة أربع وسبعين، قال أخبرنا أبو طالب عبد الكريم بن عبد الواحد السناباذي شيخ الصوفية بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل، قال حدثنا سيف بن محمد، عن ضرار بن عمرو، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا استهل شعبان أكبوا على المصاحف، وأخذ المسلمون في زكاة أموالهم فقووا بها الضعيف والمسكين على صيام شهر رمضان، ودعا المسلمون مملوكيهم فحطوا عنهم ضرائب شهر رمضان، ودعت الولاة أهل السجون، فمن كان عليه حد أقاموا عليه، وإلا خلوا سبيله، حتى إذا نظر المسلمون إلى شهر رمضان اغتسلوا واعتكفوا، وبعث الله عزّ وجلّ ملائكة في أول ليلة من شهر رمضان فغلوا فيه أعفار(1) الجن، وفتحت فيه أبواب السماء، وأغلقوا أبواب النار وبسط فيه الرزق للعباد، ورفع فيه العذاب عن أهل القبور، فمن صام يوماً من شهر رمضان تباعد من النارمسير مائة عام، ومن قام ليلة من شهر رمضان كان له مثل أجر ليلة القدر، ومن قام ليلة القدر كانت صلاة ليلته تلك ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر يعني عبادة، وكان المسلمون أما النهار فصيام وتسبيح وصدقة، وأما الليل فتلاوة الوحي والسجود والقيام.
(وبه) قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق البندار بقراءتي عليه من أصله، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال أخبرنا عمران، قال سمعت الحسن قال: انظروا في هلال شعبان لرمضان فإن ذلك كان يستحب.
__________
(1) جمع عفر: وهو الخبيث، والعفارة الخبث والشيطنة. ا هنهاية.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن علي بن إسماعيل الرازي، قال حدثنا عمر بن علي بن أبي بكر الرازي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عمر بن محمد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم، وكان أكثر صومه في شعبان. [261]
(وبه) قال حدثنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي المؤدب المعروف بأبي حنيفة من لفظه وأصله ببغداد، قال حدثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الحريري إملاء، قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن سالم، عن أبي الجعد، عن أبي سلمة.
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صام شهرين متتابعين إلا أنه كان يصل شعبان برمضان.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا سفيان، عن ابن أبي لبيد، قال: سمعت أبا سلمة يقول: دخلت على عائشة فقلت: أي أمه أخبريني عن صيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول قد صام، ويفطر حتى نقول قد أفطر، وما رأيته صام في شهر قط أكثر من صيامه في شعبان، كان يصومه كله بل كان يصومه إلا قليلاً.