(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن حسان الجمال، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام أنه في الجهر بالدعاء -يعني قوله تعالى: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا}.
(وبإسناده) قال حدثنا حصين، عن جعفر بن محمد عليهما السلام: أنه كان ينهى عن الجهر بالدعاء {وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} قال: في الدعاء ويقرأ: {نِدَاءً خَفِيًّا}.
(وبإسناده) قال حدثنا حصين، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عباس {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} قال: في الدعاء والمسألة.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه غير مرة، قال أخبرنا [226] أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن مسلمة، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا سلمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي.
عن أبي موسى الأشعري قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر وكان القوم يصعدون ثنية أو عقبة، فإذا صعد الرجل قال: لا إله إلا الله والله أكبر، قال: أحسبه بأعلى صوته ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بغلة يعترضها في الخيل(1) فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا أيها الناس إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً، ثم قال: يا عبد الله بن قيس أو يا أبا موسى الأشعري ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)).
__________
(1) في نسخة بالجيم والباء.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا بهلول بن إسحاق الأبياري، قال حدثنا سعيد بن منصور، عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو.
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي طلحة: التمس لي غلاماً من غلمانكم يخدمني حين خرج إلى خيبر، فخرج أبو طلحة مردوفي وأنا غلام قد راهقت الحلم كنت أخدمه إذا نزل فكنت أسمعه كثيراً يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال)). فلما فتح الله عزّ وجلّ خيبر ذكر له جمال صفية، وكانت عروساً، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه، فلما بلغنا أشد الصهباء رحلت فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاتخذ حيساً في نطع صغير، فكانت تلك وليمته على صفية، ورأيته يجلس عند ناقته فتضع صفية رجلها على ركبتيه فتركب.
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيبة العطار المقري المعروف بالحريري إملاء بالبصرة في سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، قال حدثني عمي محمد بن عبيد الله بن بسطام، قال حدثنا الحسين بن الفضل بن الربيع، قال حدثني أخي عبيد الله بن الفضل بن الربيع، قال حدثني أبي الفضل بن الربيع قال: حج بنا أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين سنة سبع وأربعين ومائة، فلما قدم المدينة قال لي: ابعث إلى جعفر بن محمد العلوي -يعني الصادق- من يأتيني به بغتا، قال: فأمسكت عنه لكي ينساه، فقال لي الثالثة وأغلظ لي، ألم آمرك أن تبعث إلى جعفر بن محمد العلوي من يأتني به بغتاً قتلني الله إن لم أقتله، فبعثت إليه فجاء فدخلت عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين جعفر بن محمد بالباب فأذن له، فأذن له فدخل، فلما دخل قال جعفر: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال له أبو جعفر: لا سلم الله عليك يا عدو الله، تلحد في سلطاني وتبغي الغوائل في ملكي، قتلني الله إن لم أقتلك، فقال له جعفر: يا أمير المؤمنين، إن سليمان بن داود أعطي فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت الصالح، فأطرق طويلاً فمد يده فصافحه فمد يده حتى أجلسه على مفرشه، ثم قال: يا غلام علي بالمتحفة، وهو مدهن كبير فيه غالية، فغلف لحيته بيده حتى خلتها قاطرة، ثم قال: لعلنا قد حسناك فاذهب في حفظ الله وكلاءته، يا ربيع ألحق أبا عبد الله جائزته وكسوته فخرج وتبعته، فقلت: يا أبا عبد الله، قد [227] رأيت من غضب أمير المؤمنين ما لم تره ورأيت من رضائه بعد ذلك ما قد رأيت، ورأيتك تحرك شفتيك حين دخلت بشيء فما هو فعلمنيه؟ فقال: نعم، أما إن لك مودة أما إنك رجل منا أهل البيت(1)
__________
(1) هذا تعديل من جعفر الصادق للفضل بن الربيع خادم أبي جعفر الدوانيقي.
، قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بكنفك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك علي ولا أهلك وأنت رجائي، كم من نعمة أنعمت بها عليّ قل لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطأ فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبداً، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبداً، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وبك أدرأ في نحره وأستعيذك من شره، اللهم أعني على ذنبي بدنياي، وعلى آخرتي بتقواك، اللهم احفظني مما غيبت عنه فلا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة اغفر لي، واعطني ما لا ينقصك إنك أنت الوهاب، أسألك فرجاً قريباً، وصبراً جميلاً، ورزقاً واسعاً، والعافية من جميع البلاء وشكر العافية.
(وبه) قال أخبرنا السيد الإمام قدس الله روحه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقري، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارق أبو جنادة، عن سعد، عن الأصبغ، عن علي عليه السلام {وَلاَ تَيْأسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} قال: فرج الله ورحمته.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن ابن أبي ليلى.
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ألا أعلمك كلمات إن قلتهن غفر لك مع أنه مغفور لك، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان والقاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه ببغداد، قالا أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني، قال أبو طاهر بالكوفة، وقال التنوخي إجازة ولفظها سواء، قال حدثنا علي بن أحمد بن كاس القاضي النخعي بالرملة، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الآذوني الصوفي، قال حدثنا حسن بن حسين -يعني العرني، قال أخبرنا سفيان، عن حنظلة المكي، عن مجاهد.
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((انتظار الفرج عبادة)).
سفيان هذا هو ابن إبراهيم الحريري.
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الحريري قراءة عليه، قال [228] أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال حدثنا أبو داود سليمان بن محمد بن سليمان المباركي، قال حدثنا أبو شهاب، عن نصر القدادي، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة.
عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا أعلمك كلمات تقولهن يغفر ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر أو مثل عدد الذر مع أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين)).
(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه غير مرة، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزاز إملاء، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرقي القاضي، قال حدثنا أبو معمر عبد الوارث، قال حدثنا أبو معاوية، عن محمد بن عبد الله، عن مسعر بن كدام.
عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده، عن أسماء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((هل في البيت إلا أنتم يا بني عبد المطلب؟ قلنا: لا يا رسول الله، قال: إذا نزل بأحدكم هم أو غم أو سقم أو أزل(1) أو لأواء -قال وذكر السادسة فنسيتها- فليقل: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً)).
(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال أخبرنا خلف بن هشام البزاز، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا فضيل بن مرزوق، قال أخبرنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه.
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما قال عبد قط إذا صابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك بن أمتك، ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضائك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحاً، قال: يا رسول الله فينبغي أن نتعلم هؤلاء الكلمات، قال: أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)).
__________
(1) الأزل: الشدة.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين الحذاء، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري النحوي، قال حدثنا أبو عبد الله المقدمي القاضي، قال حدثنا أبو محمد التميمي، قال حدثنا خالد بن يزيد، قال حدثنا عبد الله بن يعقوب بن داود، قال: لما حبس المهدي أبي في بئر وبنى على البئر قبة، فكان في البئر خمسة عشر سنة حتى مضى صدر من خلافة الرشيد.
قال عبد الله: قال لي أبي: فكان يدلى إلي كل يوم في البئر رغيف وكوز ماء وأؤذن بالصلوات في أوقاتها، فلما مضت لي ثلاثة عشر سنة أتاني آت في منامي فقال لي:
حنا على يوسف رب فأخرجه ... من قعر بئر وبيت حوله عمم
فقلت له: الله أكبر قرب الفرج، فلما مضى بعد هذا حول أتاني آت في مثل ذلك الوقت في منامي فقال لي:
عسى فرج يأتي به الله إنه ... له كل يوم في خليقته أمر[229]
فقلت: قرب الفرج، فلما مضى لهذا البيت حول أتاني آت في منامي فقال لي:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائف ويفك عان ... ويأتي أهله النائي الغريب
فلما أتم الشعر فتحت القبة وأدلي إليّ برشاء أسود وصيح بي أشدده في وسطك فإنا مخرجوك، فشددته في وسطي فجذبوني حتى خرجت من البئر، فلما عانيت الضوء غشى بصري فأدخلوني على الرشيد، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين المهدي؟ قال: لست به، قلت: فالسلام عليك يا أمير المؤمنين الهادي؟ قال: لست به، قلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، وما أدري ما أقول؟ فقيل الرشيد، فقال الرشيد: يا يعقوب بن داود، ما كلمني فيك أحد يجب عليك شكره، والسبب في إخراجي لك، إني حملت البارحة صبية لي على عنقي فذكرت حملك لي على عنقك وأنا صغير، فرققت لك من المكان الذي أنت فيه فأخرجتك، فأقمت معه مدة من الزمان يكرمني حتى تنكر لي يحيى بن خالد، فخفت أن أعاد إلى الموضع الذي كنت فيه، فاستأذنت الرشيد في الحج، فحججت فلم أزل مجاوراً حتى مات.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي والحسن بن علي بن عبد الله العطار بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف، قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن سعيد الدمشقي، قال وأنشدنا الأمير أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله لنفسه:
اصبر لعلك عن قليل بالغ ... بتفضل الوهاب ذي الإحسان
فرجاً يضيء لك انفتاق صباحه ... متبلجاً في ظلمة الأحزان
(وبإسناده) أيضاً:
خليلي إن الدهر ما تريانه
فصبراً وإلا أي شيء سوى الصبر
عسى الله أن ترتاح لي منه فرجة
يجيء بها من حيث لا أدري ولا أدري
من الحكايات
(وبه) قال أنشدنا السيد الإمام رضي الله عنه، قال أنشدنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد السري الهمداني، قال وأنشدني الحسن بن محمد الأعرابي الشاعر، وذكر أنه لبعض إخوانه من تنوخ:
تدعو الضرورات في الأمور إلى ... سلوك ما لا يليق بالأدب
ذ
وحيرة المرأ في حوائجه ... تحثه أن يلح في الطلب
ما حامل نفسه على سبب ... إلا لعذر في ذلك السبب
(وبه) قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قال أنشدنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب، قال أنشدنا محمد بن خلف وكيع، قال أنشدني عبد الله بن شبيب، قال أنشدني الزبير في الفتح بن خاقان:
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما ... نجح الأمور بقوة الأسباب
فاليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب لشدة الأوصاب
(وبه) قال أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى في رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة، قال سمعت أبا جعفر محمد بن عثمان بن [230] أبي شيبة، قال سمعت هاشم بن محمد الهلالي ينشد هذه الأبيات:
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله ... عوضاً ولو نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته ... رجح السؤال وخف كل نوال
وإذا ابتليت ببذل وجهك سائلاً ... فابذله للمتكرم المفضال
إن الكريم إذا حباك بموعدٍ ... أعطاكه سلساً بغير مطال
(وبه) قال أخبرنا محمد بن علي بن عبد الله الحافظ إملاء، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله البصري، قال أخبرني الحسن بن حبيب بن عبد الملك في كتابه، قال سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي رحمه الله ينشد:
ما حك جلدك غير ظفرك ... فتول أنت جميع أمرك
وإذا افتقرت لحاجة ... فاسأل لمعترف بقدرك
(وبه) قال أنشدنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، قال أنشدنا أبو علي الحسن بن الحسين بن جمكان، قال أنشدنا جعفر بن محمد الخلدي، قال أنشدنا أحمد بن محمد الأهوازي، قال أنشدنا عبد الله بن شبيب لبعضهم:
أخوك الذي إن سرك الأمر سره
وإن ناب أمر بات وهو حزين
يقرب من قربت من ذي مروءة
ويقصي الذي أقصيته ويهين
(وبه) قال سمعت أحمد بن محمد بن أحمد البزاز يقول: سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول: سمعت أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني يقول: سمعت المزني يقول: لا يسألن نذلاً حاجة إلا من هو أنذل منه.
(وبه) قال أنشدنا عبد الواحد بن الحسين بن أحمد المقري، قال أنشدنا أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة لنفسه:
مع الوقت يمضي بؤسه ونعيمه ... كأن لم يكن والوقت عمرك أجمع
فما خير عيش نصفه سنة الكرى ... وبالنصف قد يعتل أو يتوجع
وأقسم لو أعطيته متخيراً ... لما كنت إلا بالوثيقة أقنع
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد الحريري الشاهد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ الدارقطني الشاهد قراءة عليه، قال سمعت إسماعيل بن العباس الوراق، قال حدثنا أبو البحتري عبد الله بن محمد بن شاكر، قال حدثني أحمد بن محمد المخزومي، عن عبد العزيز بن الرماح، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما قتل ابن آدم آخاه، قال آدم عليه السلام:
تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي لون وطعم ... وقل بشاشة الوجه الصبيح
قتل قابيل هابيل أخاه ... فواحرباً مضى الوجه المليح
فأجابه إبليس لعنه الله تعالى:
تنح عن الجنان وساكنيها ... فبي في الخلد ضاق بك الفسيح[231]
وكنت بها وروحك في رخاء ... وقلبك من أذى الدنيا مريح
فما انفكت مكايدتي ومكري ... إلى أن فاتك الثمن الربيح
فلولا رحمة الجبار أضحى ... بكفك من جنان الخلد ريح
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي البخاري، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حامد البلخي ببخارى، قال أخبرنا أحمد بن يعقوب البزاز البلخي، قال حدثنا عبد الله بن عون، قال حدثنا محمد بن الفضل، قال حدثني زيد القمي، عن الحكم بن عيينة، عن ابن عباس قال: أول من قال الشعر آدم عليه السلام حين قتل ابنه أخاه:
تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي طعم ولون ... وقل بشاشة الوجه المليح