عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية)).
(وبه) قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أحمد بن عبيد الله بن القاسم بن سوار البزار، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب، قال حدثنا عبد الله بن مطيع، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو.
عن أبي سلمة أنه قال: أخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشر ركعة، منها ركعتان كان يصليهما وهو جالس ويصلي إذا طلع الفجر ركعتين قبل أن يصبح، فذلك ثلاثة عشر ركعة.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الفريابي، قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال حدثنا كثير بن هشام، قال حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان، قال حدثنا عمير بن هاني أنه سمع عبد الرحمن بن غنم يقول: سمعت معاذ بن جبل يقول: قلت: يا رسول الله حدثني بعمل يدخل به العبد الجنة إذا عمل؟ قال: بخ بخ سألت عن عظيم وأنه يسير على من يسره الله عليه: تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، ولا تشرك بالله شيئاً، وسأنبئك بأبواب من الخير: الصيام جنة، وقيام العبد في جوف الليل يبتغي مرضات الله، ثم تلا هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}[السجدة:16].

(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه في جامع المنصور ببغداد، قال أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد المخرمي، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد البزار إملاء، قال حدثنا أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز، قال حدثنا عتيق بن محمد الوراق، قال حدثنا محمد بن سمار، قال حدثنا عمرو بن مسعدة قال: سمعت حكاماً -يعني الرازي- يقول: كان نزولنا مع محمد بن بشر المازني في البلد الثغر، قال: فكنا نيام وهو قائم، ونفطر وهو صائم، ونأكل وهو جائع، ونشرب وهو ظمآن، قال: فكان على هذه الحال دهره، وكان ينزل أعلى الدار، ونحن أسفل الدار، قال: فكان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، ثم يشرف علينا فيقول: يا من يصيرون إلى التراب، ما هكذا فعل من أيقن بالثواب، ثم يعود إلى صلاته فيصلي ما شاء الله أن يصلي، ثم يشرف علينا فيقول: يا من يصيرون إلى الديان انتبهوا من رقدة الوسنان، ثم قال يعود إلى صلاته فيصلي ما شاء الله أن يصلي، ثم يشرف علينا فيقول: ألا فتى يسمع ما أقول، فيحسن الخدمة للمأمول، قال: ثم يعود إلى صلاته فيصلي ما شاء الله أن يصلي، ثم يشرف علينا، ثم يقول:
ألا فتى يهوى لقاء حبيبه ... أذابه الشوق على تعذيبه
قال: ثم يعود إلى صلاته، ثم يشرف علينا فيقول:
طال اشتياقي وطالت في الدجى فكري
والليل ماض وما أقضي به وطري
أنت العالم ما أحب البقاء في هذه الدار، فانقلني إلى حفيرتي، ثم يأخذ في البكاء، فما يزال يبكي إلى الصبح. [206]

(وبه) قال أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا روح قال: سألت راهباً قلت: بم يستعين العبد على قيام الليل؟ قال: بذكره طول الوقوف بين يدي خالقه في يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون، ثم بكى، فقلت له: مم بكيت؟ قال: ذكرت ذلتي وغربتي وضعف بدني، وما قد حملت على ظهري من أوزاري، والله ما أقوى على حمل مدرعتي هذه فكيف أحمل أوزاراً كثيرة، وأريد أن أقف أعواماً لا أدري كم عدتها، وأجوع جوعاً لا أدري كم مدته، وأعطش عطشاً لا أدري كم سنة والله المستعان.
(وبه) قال أنشدنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الزعفراني المؤدب ببغداد لنفسه:
عمر الفتى آماله فإذا انقضت ... لم يقض من وطر سوى التعديد
والمرء يحبط في الغرور مجاهداً ... جهلاً بِمَوْئل يومه المورود
لله در الصائمين نهارهم ... والواصلين ركوعهم بسجود
(وبه) قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه يوم الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي، قال حدثنا بشر بن الوليد، قال حدثنا شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم.
عن عائشة قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فراشه في بعض الليل فظننت أنه يريد بعض نسائه، فاتبعته فأتى المقابر فقام عليها، فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون، ثم قال: اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، ثم التفت فأبصرني فقال: ويحها لو تستطيع ما فعلت.

(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي، عن حمزة التركي، عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام عن قوله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[الفتح:29] قال: صفرة الوجوه وعمشة العيون.
(وبإسناده) قال حدثنا حصين، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}[السجدة:6] قال: قيام العبد في جوف الليل.
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال حدثنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الدقاق سنة ثلاثمائة، قال حدثنا القاسم بن بشر، قال حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس قال: سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول الله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}[آل عمران:17] فقال: حدثني سليمان بن موسى، قال حدثني نافع أن ابن عمر كان يحيي الليل صلاة ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول: لا، فيعود إلى صلاته، فإذا قلت نعم قعد يستغفر الله ويدعو حتى يصبح.
(وبه) قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي، قال حدثنا محمد(1) بن أحمد الإسقاطي، قال حدثنا محمد بن هارون بن مجمع، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم إمام [207] مسجد طلق باستراباذ، قال حدثنا سعدويه بن سعيد الجرجاني، قال حدثنا نهشل أبو بكر، عن الضحاك.
__________
(1) في نسخة أحمد بن محمد، وهو الذي في طبقات الزيدية.

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أشراف أمتي حملة القرآن وقوام الليل)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد العزيز، قال حدثنا عازم أبو النعمان، قال حدثنا حماد بن زيد، عن عطاء بن السايب، عن مرة، عن عبد الله أنه قال: أيها الناس عليكم بالصدق فإنه يقرب إلى البر، وإن البر يقرب إلى الجنة، وإياكم والكذب فإنه يقرب إلى الفجور، وإن الفجور يقرب إلى النار، إنه يقال للصادق صدق وبر، وللكاذب كذب وفجر، ألا وإن للملك لمة وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير، ولمة الشيطان إيعاد بالشر، فمن وجد لمة الملك فليحمد الله، ومن وجد لمة الشيطان فليتعوذ من ذلك، فإن الله عزّ وجلّ يقول: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}الآية[البقرة:268].
قال: ألا إن الله تعالى يضحك إلى رجلين: رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره، فتوضأ ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك، فيقول: فإني قد أعطيته ما رجى وأمنته مما خاف. ورجل كان في فئة فانكشف فئة فعلم ماله في القرآن وعلم ما له عند الله، فقاتل حتى قتل، فيقول الله لملائكته: ما حمل عبدي على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك، فيقول: فإني أشهدكم أني قد أعطيته ما رجى وأمنته مما خاف، أو كلمة شبيهة بها.

(وبه) قال أخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا عازم، قال حدثنا حماد بن زيد، قال حدثنا علي بن زيد، عن الحسن، أن زياداً استعمل كلاب بن أمية الليثي على الأبلة، فمر به عثمان بن العاص، فقال: يا أبا هارون، ما يجلسك هاهنا؟ فقال: بعثني هذا على الأبلة، فقال: ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن نبي الله داود كان يقول لأهله في ساعة من الليل: يا آل داود قوموا فصلوا فإن هذه الساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار))، فركب سفينة مكانه ثم رجع إلى زياد فاستعفاه.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو عبد الرحمن -يعني عبد الله بن محمد بن عيسى المقري، قال حدثنا أبو مسعود، قال أخبرنا سهل بن عبد الله ولقبه السندي، قال حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف، عن الأعمش، عن أبي سفيان.
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((في الليل ساعة ما دعا الله داع إلا أجابه وذلك كل ليلة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا الحسن بن عمر بن أبي الأحوص، قال حدثنا ثابت بن موسى العابد، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان.
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار)).

(وبه) قال: قال لنا الأزجي، قال لنا المفيد: دفع كثير من الحفاظ وأهل المعرفة بالنقل من أهل العلم بالروايات وثقات الحديث أن هذا الحديث تفرد بروايته عن الأعمش شريك، ثم تفرد به بروايته عن [208] شريك ثابت بن موسى، وأن ثابت بن موسى لم يتابع على رواية هذا الحديث عن شريك عن الأعمش، فنظرت فإذا عبد الله بن شبرمة بن عم لشريك بن عبد الله قد رواه(1).
(وبه) قال أخبرنا الأزجي، قال حدثنا أبو بكر المفيد، قال حدثنا محمد بن عبد السلام بن محمد السلمي، قال حدثنا عبد الله بن شبرمة، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان.
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار)).
(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن أحمد بن نصر الأزدي، قال حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه قال: كان العباس رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)).
__________
(1) بل قد توبع فرواه عن شريك جبارة بن المغلس كما تقدم في صفحة305 من هذا الجزء. تم محمد حسن العجري. فيكون مجموع من رواه عن شريك ثلاثة: ثابت بن موسى، وعبد الله بن شبرمة ابن عم لشريك، وجبارة بن المغلس.

(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا الأسود بن شيبان السدوسي، قال حدثني يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن مطرف، قال: كان يبلغني أن أبا ذر حدث حديثاً فكنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت: يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاك، فقال: الله أبوك فقد لقيتني فهات، قال: قلت حديثاً بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثك أن الله عزّ وجلّ يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة، قال: فلا أخالي أكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: فقلت: من هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم الله عزّ وجلّ؟
قال: رجل غزا في سبيل الله عزّ وجلّ صابراً محتسباً وقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله عزّ وجلّ، قال: ثم تلا هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف:4].
قلت: ومن؟
قال: رجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذائه حتى يكفيه الله عزّ وجلّ إياه بحياة أو موت.
قلت: ومن؟
قال: رجل سافر مع قوم فارتحلوا حتى إذا كان من آخر الليل وقع عليهم الكرى أو النعاس فنزلوا وضربوا برؤوسهم، ثم قام فتطهر وصلى رهبة لله عزّ وجلّ ورغبة فيما عنده.
قلت: وما الثلاثة الذين يبغضهم الله؟
قال: البخيل الفجور، وهو في كتاب الله عزّ وجلّ: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}[لقمان:18].
قلت: ومن المختال الفخور؟
قال: أنتم تجدونه في كتاب الله عزّ وجلّ، البخيل المختال.
قلت: ومن؟
قال: التاجر الحلاف أو البائع الحلاف؟ قال: لا أدري أيهما قال أبو ذر.
قلت: يا أبا ذر ما المال؟
قال: فرق لنا وذود.
قلت: يا أبا ذر، ليس عن هذا أسألك إنما أسألك عن صامت المال؟
قال: ما أصبح لا أمسى وما أمسى لا أصبح.
قلت: ما لك ولإخوانك من قريش؟

قال: والله لا أستفتيهم عن دين ولا أسألهم دنيا ألقى الله ورسوله، قاله ثلاث مرات.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال حدثنا آدم بن أبي إياس، قال حدثنا محمد بن بشر، قال حدثنا محمد بن عامر، قال حدثنا أبو قرصافة حيدرة، وكانت لأبي قرصافة صحبة، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد كساه برنساً وكان الناس يأتونه فيدعو لهم ويبارك فيهم، فتعرف البركة فيهم، وكان لأبي قرصافة ابن في بلاد الروم غازياً فكان أبو قرصافة إذا أصبح في السجن بعسقلان نادى بأعلى صوته يا قرصافة الصلاة، قال: فيقول قرصافة من بلاد الروم لبيك يا أبتاه، فيقول أصحابه: ويحك لمن تنادي؟ فيقول: لأبي ورب الكعبة يوقظني للصلاة، قال أبو قرصافة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من آوى إلى فراشه ثم قرأ سورة تبارك ثم قال: اللهم رب الحل والحرام، ورب البلد [209] الحرام، ورب الركن والمقام، ورب المشعر الحرام، وبحق كل آية أنزلتها في شهر رمضان، بلغ روح محمد مني تحية وسلاما أربع مرات، وكل الله به الملكين حتى يأتيا محمداً فيقولا له ذلك، فيقول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى فلان بن فلان مني السلام ورحمة الله وبركاته.
(وبه) قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا الحسن بن علوية القطان، قال حدثنا إسماعيل بن موسى العطار، قال حدثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال حدثنا ابن سمعان، عن مكحول.
عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ثلاث فيهن المقت من الله عزّ وجلّ: الضحك من غير عجب، والأكل على غير جوع، ونوم النهار من غير قيام الليل)).

(وبه) قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الكاتب، قال أخبرنا الحسن بن حبيب بدمشق، قال وسمعت أبا جعفر محمد بن إسماعيل الصايغ بمكة يقول: قال رجل ليزيد بن هارون: كم جزؤك من الليل؟ قال: وأنام من الليل شيئاً؟ إذاً لا أنام الله عيني.
(وبه) قال أخبرنا علي بن الحسن بن محمد الشروطي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحرمي الطرسوسي نزيل مكة قال: كنا في مجلس إسحاق بن بليل القاضي بمعرة النعمان فأنشدنا:
بغى وللبغي سهام تنتظر ... سهام أيدي القانتين في السحر
أحمى على الأكباد من وخز الإبر
قال أبو فراس كان معنا وهو الحارث بن سعيد بن حمدان، فأنشدنا في معناه لنفسه:
لست بالمستضيم من هو دوني ... اعتداء ولست بالمستضام
أبذل الحق للخصوم إذا ما ... عجزت عنه قدرة الحكام
لا تحطي إلى المظالم كفي ... حذراً من أصابع الأيتام
قال يعني الطرسوسي، وكان مع هذا ظالماً.
(وبه) قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله تعالى في يوم الخميس السابع عشر من جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وأربعمائة إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا معاذ -يعني ابن المثنى، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى بن عوف، قال حدثنا زرارة، قال:
قال عبد الله بن سلام: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانجفل الناس وكنت فيمن انجفل فلما رأيت وجهه صلى الله عليه وآله وسلم علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فأول ما سمعته يقول: ((أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)).

41 / 120
ع
En
A+
A-