عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنباً ثم ندم فهو كفارته)).
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن شيبة إملاء بالبصرة في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحسين بن مقبل، قال حدثنا أبو سفيان البروري ونعم الرجل كان، قال حدثنا عبد العزيز بن إبان، قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري، عن أبيه، عن أبي الحوراء.
عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((الندم توبة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا ابن ناجية، قال حدثنا الفضل بن سهل وعلي بن الهيثم، قالا حدثنا كثير بن هشام.
(ح) قال وأخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا أبو محمد، قال وحدثنا علي بن إسماعيل [196] الصفار، قال حدثنا روح بن الفرج البزار، قال حدثنا كثير بن هشام، قال حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي، عن الحكم بن عبد الله الأيلي، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه.
عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((رحم الله رجلاً أصلح من شأنه)).
(وبه) قال أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موسكان بقراءتي عليه في مسجد قنطرة فرة باب زقاق السعديين، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن بكر بن محمد الوراق إملاء في جامع البصرة في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال أخبرنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن إسحاق بن نصر الأبلي، قال حدثنا محمد بن معمر النجراني، قال حدثنا مالك بن سعير، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له، وعبادته لا شريك له، فارقها والله عز وجل عنه راض)).
(وبه) قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن صالح أبو جعفر الكليبي بمكة، قال حدثنا أبو صالح حمزة بن مالك بن حمزة، قال حدثني عمي سعيد بن أبي حمزة، عن كثير -يعني ابن زيد، عن الحارث بن أبي يزيد.
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطيل الله تعالى عمر العبد ويرزقه الإنابة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي، وأبو منصور محمد بن محمد السواق، ومحمد بن عبد العزيز البكيكي، وعبيد الله بن محمد بن أحمد بن أحمد بن لؤلؤ، قالوا أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم -يعني ابن عبد الله بن مسلم الكشي، قال حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، قال حدثني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو علي بن إبراهيم، قال حدثنا محمد بن مزدة، قال حدثنا محمد بن بكير، قال حدثنا عمرو بن عطية، عن أبيه.
عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ل‍ الله أشد فرحاً بتوبة العبد إذا هو تاب من ذلك الرجل براحلته، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ})).

(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن علوية القطان، قال حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، قال حدثنا إسحاق بن بشر، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة.
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((النادم ينتظر الرحمة، والمعجب ينتظر المقت، وكل عامل سيقدم على ما قد سلف عند موته، فإن ملاك الأعمال خواتمها، والليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغاً إلى الآخرة، وإياك والتسويغ بالتوبة، وإياك والغرة بحلم الله عنك، واعلم أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، من يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)). [197]
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثني أبو أحمد زريق بن عبد الله الدلال المخزومي، قال حدثنا فتح بن سحرف العابد، قال حدثني علي بن عبيد الله قال: سمعت أعرابياً يقول في دعائه: اللهم إن كنت لا تغفر إلا للمحسنين فالمسيء إلى أين يذهب.
(وبه) قال لنا القاضي أبو الحسين، قال لنا الشيخ أبو عبيد الله فسرقه أبو نواس فقال:
إن كان لا يدعوك إلا محسن
فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمداني من لفظه، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي دارم، قال حدثنا أبو محمد الإسكاف، قال سمعت يحيى بن معاذ يقول: لست آمركم بترك الدنيا آمركم بترك الذنوب، ترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنتم إلى إقامة الفريضة أحوج منكم إلى اكتساب الفضيلة.

(وبه) قال السيد أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا معلى بن أسد العمي، قال حدثنا وهيب، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة.
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا علي بن مسعدة، عن قتادة.
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)).
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن رستة البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيبة إملاء بالبصرة في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحسن بن مقبل، قال حدثنا نصر بن علي، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا حريز بن عثمان، عن حبان بن زيد الشرعبي.
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ويل للمصرين الذين يصرون على ما يفعلون وهم يعلمون)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو صالح بن المهلب، قال حدثنا الحسن بن عبد الرحمن، قال حدثنا عثمان بن الهيثم، عن عوف، عن محمد بن سيرين.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر)).

(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا أبو يزيد القراطيسي، قال حدثنا أسد بن موسى، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثنا معاذ بن رفاعة، عن علي بن يزيد، عن القاسم.
عن أبي أمامة: أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أدع الله أن يرزقني مالاً، قال: ويحك يا ثعلبة، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، ثم رجع إليه فقال: يا رسول الله أدع الله أن يرزقني مالا، قال: ويحك يا ثعلبة، أما تريد أن تكون مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والله لئن [198] سألت الله أن يسيل لي الجبال ذهباً وفضة لسالت، ثم رجع إليه فقال: يا رسول الله، أدع الله أن يرزقني مالاً، والله لئن آتاني الله مالاً لأوتين كل ذي حق حقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم ارزق ثعلبة مالا، اللهم ارزق ثعلبة مالا، اللهم ارزق ثعلبة مالا.

قال: فاتخذ غنماً فنمت كما تنمو الدود حتى ضاقت عنه أزقة المدينة فتنحى بها، فكان يشهد الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم يخرج إليها، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة، فتنحى بها فكان يشهد الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم يخرج إليها، ثم نمت فتنحى بها فترك الجمعة والجماعات، فيتلقى الركبان فيقول: ماذا عندكم من الخبر، وما كان من أمر الناس. وأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} قال: فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الصدقات رجلين رجلا من الأنصار ورجلا من بني سليم، وكتب لهما سنة الصدقة وأسنانها، وأمرهما أن يصدقا الناس وأن يمرا بثعلبة فيأخذان منه صدقة ماله، ففعلا حتى دفعا إلى ثعلبة فأقرياه كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: صدقا الناس فإذا فرغتما فمرا بي ففعلا، فقال: والله ما هذه إلا أخية الجزية، فانطلقا حتى لحقا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ...} إلى قوله: {يكذبون}.
قال: فركب رجل من الأنصار قريب لثعلبة راحلته، فقال: ويحك يا ثعلبة هلكت، أنزل الله فيك من القرآن كذا، فأقبل ثعلبة وقد وضع التراب على رأسه وهو يبكي ويقول: يا رسول الله، فلم يقبل منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقة حتى قبض الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أتى أبا بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا أبا بكر قد عرفت موقفي من قومي ومكاني من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاقبل مني، فأبى أن يقبل منه، ثم أتى عمر فأبى أن يقبل منه، ثم أتى عثمان فأبى أن يقبل منه، ثم مات ثعلبة في خلافة عثمان.

(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني من لفظه وكتابه في المسجد الحرام، قال: سمعت أبا بكر الجواربي الأصفهاني يقول: سمعت سهلاً يقول: لا تصح التوبة لأهل التوبة حتى يتركوا كثيراً من الحلال الذي أحله الله عزّ وجلّ لهم، ويمنعوا أنفسهم مهنأها من الحلال مخافة أن يخرجهم إلى غيره والتائب الذي يتوب من عمله في الطاعات في كل ساعة وطرفة ولمحة.
(وبه) قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد التميمي الطيب العطار قراءة عليه على باب دكانه بالأهواز، قال حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن القاسم الشافعي الحداد، قال حدثنا أبو يعلى محمد بن زهير بن الفضل الأبلي بالأبله، قال حدثنا أبو سعيد الأشج، قال حدثنا إسحاق بن سليمان، عن عثمان بن زائدة قال: قال لقمان لابنه: يابني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة.
(وبه) قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال حدثني أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمر الصوفي قال: كنت في مجلس الشبلي إذ وقف عليه شيخ كبير أبيض الرأس واللحية، فقال له: يا أبا بكر، قد ابيض رأسي ولحيتي وفني عمري، وقد عرفت ما أنا فيه من سوء صنعي، فهل لي من حيلة؟ فبكى الشبلي وبكى من حوله ثم قال: نعم، قال الله عزّ وجلّ: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}. [199]

(وبه) قال أخبرنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق -يعني الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين أن ابن مسعود قال: كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب أصبح على بابه مكتوب أذنبت كذا وكذا وكفارته من العمل كذا وكذا، ولعله أن يتكاثره أن يعمله، قال ابن مسعود: ما أحب أن الله عزّ وجلّ أعطانا ذلك مكان هذا الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن محمد -يعني ابن عبد الله بن الحسن، قال حدثنا سلمة، قال حدثنا أبو المغيرة، قال حدثنا سعيد بن سنان، قال حدثتني أم الشعثاء.
عن أم عصمة العوسجية قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من عبد مسلم يعمل ذنباً إلا وقف الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات، فإن استغفر الله من ذنبه في شيء من تلك الساعات لم يوقفه عليه ولم يعذبه عليه يوم القيامة)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه في منزله، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون العسكري، قال حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن الجنيد الحيلي سنة ثلاث وستين ومائتين، قال حدثني إبراهيم بن سعيد، قال حدثنا غسان بن عبيد الموصلي، عن طريف بن سليمان.
عن أنس، قال: قال رسول الله: ((ما من شيء أحب إلى الله عزّ وجلّ من شاب تائب)).

(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال حدثنا ابن عيينة، عن وائل بن داود، عن أبيه بكر بن وائل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وعروة أو أحدهما.
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا عائشة، إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار، فإن العبد إذا استغفر الله من ذنب غفر له)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا بكر بن سهل، قال حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن زر بن حبيش.

عن صفوان بن عسال، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن الله تعالى يفتح باباً من المغرب مسافته سبعون خريفاً للتوبة، لن يغلقه الله حتى تطلع الشمس من مغربها، وما غدا رجل يلتمس علماً إلا أفرشته الملائكة أجنحتها رضاً بما يعمل، قالت العرب عند ذلك: يا نبي الله، أبم يعطي الله عبداً خلة واحدة خير؟ قال: حسن الخلق، ثم قالوا له: أنتداوى؟ قال: علمتم أن الذي أنزل الداء أنزل الدواء، ولم ينزل داء إلا أنزل له دواء إلا واحدة، قالوا: يا نبي الله، فما هو؟ قال: الهرم، ثم قال: للمسافر ثلاثة أيام يمسح على خفيه وللمقيم يوم وليلة(1)
__________
(1) أخرج الإمام الأعظم زيد بن علي عليهما السلام في المجموع عن علي عليه السلام أنه كان يقول: سبق الكتاب الخفين. وأخرجه عن علي عليه السلام الإمام المؤيد بالله عليه السلام في شرح التجريد. وأخرج الإمام زيد بن علي عليهم السلام أيضاً في المجموع أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسح قبل نزول المائدة، فلما نزلت آية المائدة لم يمسح بعدها. وذكر الهادي عليه السلام في الأحكام ما نصه: أجمع آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أنه ما مسح على شيء من ذلك وأن من مسح على شيء من ذلك لم يتوضأ وأنه لا صلاة إلا بوضوء.
وفي الأحكام أيضاً حدثني أبي عن أبيه أنه قال: لم أر رجلا من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشك في أن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب رحمة الله عليه وجميع المهاجرين من بعدهما {وأرجلكم} بالنصب يردونها بالواو نسقاً على غسل الوجه. انتهى.
وفي مجموع الإمام زيد بن علي عليهما السلام بإسناده عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: إنا ولد فاطمة عليها السلام لا نمسح على الخفين ولا عمامة ولا كمة ولا خمار ولا جهاز.
وأخرج الإمام المؤيد بالله في شرح التجريد بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الخفين فسل الذين يزعمون ذلك قبل المائدة أم بعدها ما مسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد المائدة، ولأن أمسح على ظهر عير بالفلاة أحب علي من أن أمسح على الخفين. وكتب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم مشحونة بعدم المسح على الخفين وأنه منسوخ. ا ه‍.

39 / 120
ع
En
A+
A-