(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن العلاف الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي، قال حدثنا أبو النصر هاشم بن القاسم، قال حدثنا عبد الحميد -يعني ابن بهرام، قال حدثني شهر قال: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين جاء نعي الحسين بن علي عليهما السلام، لعنت أهل العراق وقالت: قتلوه قتلهم الله، غروه وخلوه لعنهم الله، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جاءته فاطمة عليها السلام غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه، فقال لها: أين ابن عمك؟ وذكر حديث الكساء بتمامه، قال السيد: أنا اختصرته.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريري قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، قال حدثنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس قال: لما غدر أهل الكوفة بالحسين بن علي عليهما السلام جاه عبد الله بن الحر الجعفي وقد نزل الحسين عليه السلام قريباً منه، فلما دخل عليه قال له ابن الحر: والله ما خرجت من الكوفة إلا من أجلك، قال الحسين عليه السلام: فكن معي، قال له ابن الحر: ما أرى نفسي تسخو بالقتل وأهل الكوفة ليسوا معك، فإنهم سيخذلونك وفرسي هذه ما طلبت عليها شيئاً إلا أدركته، ولا هربت عليها من شيء إلا فته، فاركبها حتى تلقى يزيد فتضع يدك في يده فيؤمنك، فأبى عليه، فقال: أعتزلك فلا أكون عليك أبداً، فلما قتل الحسين عليه السلام قال [181] عبيد الله بن زياد لابن الحر: أكنت مع الحسين؟ فقال: لو كنت معه لم يخف مكاني، ثم فارقه فلم يزل مفارقاً له حتى كان من أمره ما كان.

(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد الدوري الوراق من أصل كتابه يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر، قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال حدثنا محمد بن الحكم الشيباني، عن أبي مخنف، عن الحارث بن كعب الأزدي، عن مجاهد قال: لما امتنع الحسين عليه السلام وابن الزبير من البيعة ليزيد بن معاوية ولحقا بمكة، كتب يزيد بن معاوية لعنهما الله تعالى إلى ابن عباس: أما بعد فإن ابن عمك حسناً وعبد الله بن الزبير لحقا بمكة مرصدين للفتنة معرضي أنفسهم للهلكة، فأما ابن الزبير فهو صريع القنا وقتيل الله عزّ وجلّ، وأما حسين فإني قد أحببت الإعذار إليكم أهل البيت فيما كان منه، وقد بلغني أن أقواماً من أهل الكوفة يكاتبونه يمنونه بالخلافة ويمنيهم الإمارة، وقد علمت واشج ما بيني وبينكم من القرابة والإصارة والرحم، وقد قطع ذلك ابن عمك حسين وبته، وأنت كبير أهل بيتك وسيد أهل بلادك فألقه فاكففه عن الفرقة ورد هذه الأمة في الفتنة، فإن أقبل وأناب إلى قولك فنحن مجرون عليه ما كان نجريه على أخيه، وإن أبى إلا أن نزيده فزده ما أراك الله، واضمن ذلك علينا ننفذ ضمانك ونعطه ما أحب من ذلك الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة، وما تطمئن إليه إن شاء الله تعالى والسلام.

فكتب إليه ابن عباس: أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر حسيناً وابن الزبير ولحاقهما بمكة، فأما ابن الزبير فرجل منقطع عنا برأيه وهواه يكاتمنا مع ذلك أضغاناً يسرها علينا في صدره ويوري وري الزناد لا حلل الله إسرارها، فأرى في أمره ما أنت راء، وأما حسين فإني لقيته فسألته عن مقدمه، فأخبرني أن عمالك بالمدينة حرفت به وعجلت عليه وأنظره رأيه ولن أدع أداء النصيحة إليه في كل ما يجمع الله به الكلمة ويطفئ به الفتنة ويحقن به دماء الأمة، وأنا آمرك بمثل ما آمره به إن شاء الله، فاتق الله في السر والعلانية ولا تبيتن ليلة مريداً مسلماً بغائلة، ولا مرصداً له بمظلمة، ولا حافراً له مهواة، فكم من حافر حفير لنفسه، وكم من آمل لم يؤت أمله، وكم من راج لطول العمر مبسوط له في بعد الأمل، فبينا هو كذلك إذ نزل القضاء فقطع أمله ونقص عمره، وأخرجه من سلطان الدنيا الفانية إلى سلطان الله وعدله في الآخرة، وخذ ما أوصيك به من النصيحة لهذه الأمة بحظك من الركوع والسجود آناء الليل وتارات النهار، ولا يشغلك عن ذكر الله تعالى شيء من ملاهي الدنيا وأباطيلها، فإن كل ما أنت مشتغل به من ذات الله ينفع ويبقى، وكل ما أنت مشتغل به عن ذات الله يضر ويفنى، فاجعل همك فيما يرضي ربك يكفك ما همك، داج حسيناً وارفق به ولا تعجل عليه ولا تنظره رأيه عسى الله عزّ وجلّ أن يحدث أمراً يلم به شعثاً ويشعب به صدعاً ويرتق به فتقاً والسلام.

(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريري، قال حدثنا أبو بكر بن دريد، قال حدثنا الحسن بن خضر، قال حدثني أبي، عن هشام بن الكلبي رفعه إلى القاسم بن الأصبغ بن نباتة العرني، قال: لما أخذ برأس الحسين عليه السلام وبرؤوس أهل بيته وأصحابه، أقبل الخيل سماطيط معها الرؤوس، وأقبل رجل من أنضر الناس [182] لوناً وأحسنهم وجهاً على فرس أدهم علق في لِبَاب فرسه رأس غلام أمرد وكان وجهه قمر ليلة البدر، فإذا هو قد أطال الخيط الذي فيه الرأس والفرس يمرح، فإذا رفع رأسه لحق الرأس بجرانه، فإذا طأطأ رأسه صك الرأس الأرض، فسألت عنه فقيل هذا حرملة بن الكاهل الأسدي، وهذا رأس العباس بن علي عليهما السلام، فمكث بعد ذلك ما شاء الله، ثم رأيت حرملة ووجهه أسود كأنما أدخل النار ثم أخرج، فقلت له يا عماه: لقد رأيتك في اليوم الذي جئت فيه برأس العباس وإنك لأنضر العرب وجهاً، فقال يابن أخي؟ ورأيتني، قلت: نعم، قال: فإني والله مذ جئت بذلك الرأس ما من ليلة آوي فيها إلى فراشي إلا وملكان يأتياني فيأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا أنكص عنها فيسعفني كما ترى، قال: وكانت عنده امرأة من بني تميم فسألتها عن ذلك فقالت: أما إذا أفشى على نفسه فلا يبعد الله غيره، والله ما يوقظني إلا صياحه كأنه مجنون.
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر عمر بن محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز، قال حدثنا محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال حدثنا أحمد بن سعيد -يعني ابن عبد الله، قال حدثنا الزبير -يعني ابن بكار، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي الحكم، عن أبيه، عن عوانة قال: دخل المغيرة بن شعبة على مصعب بن الزبير، فسأله عن قتل الحسين عليه السلام، فوصفه له فقال مصعب:

فإن الأولى بالطف من آل هاشم
تأسوا وسنوا للكرام التأسيا
قال: فعلمت أن مصعباً لا يقر، فكان كما ظننت.
(وبه) قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن العباس المؤدب، قال حدثنا عبيد بن إسحاق العطار، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فإذا اليهود يصومون يوم عاشورا، فقال: ما بال هذا اليوم؟ قالوا: يوم نجى الله فيه موسى وأغرق بني القبط، قال: فنحن أحق بموسى، فصامه وأمر بصيامه.
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه ببغداد في درب الزعفراني، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه في قطيعة الدقيق بانتقا عمر بن جعفر البصري، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا أبو عمر الضرير، قال حدثنا حماد سلمة، أن عبيد الله بن عمر أخبرهم عن نافع.
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في يوم عاشوراء بعد ما نزل رمضان: ((من شاء صامه ومن شاء أفطره)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه في باب الأزج ببغداد، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثني أبي جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه.
عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يقتل ابني الحسين [183] بظهر الكوفة، الويل لقاتله وخاذله وتارك نصرته)).

(وبإسناده) عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الحسين سيد الشهداء يقتل مظلوماً مغصوباً على حقه)).
(وبه) قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الضبي الشروطي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، قال حدثنا إسماعيل بن إبان، قال حدثني حيان بن علي، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر.
عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يقتل الحسين بن علي على رأس ستين من مهاجري)).
(وبه) سواء عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يقتل حسين حين يعلوه القتير)).
قال أبو القاسم: القتير: الشيب.
(وبه) قال أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ الدراقطني، قال حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري، قال حدثنا علي بن حرب الجنديسابوري، قال حدثنا إسحاق بن سليمان، قال حدثنا عمرو بن أبي فيض، عن يحيى بن سعيد أبي حيان، عن قدامة الضبي، عن جرد ابنة سمير عن زوجها هرثمة بن سلمى قال: خرجنا مع علي عليه السلام في بعض غزواته فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فنزل إلى شجرة يصلي إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها، فقال: واهاً لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، قال: فقفلنا من غزاتنا وقتل علي عليه السلام ونسيت الحديث، قال: فكنت في الجيش الذي سار إلى الحسين عليه السلام، فلما انتهيت نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث، فقدمت على فرس لي فقلت أبشرك يابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحدثته الحديث، قال: معنا أو علينا، قلت: لا معك ولا عليك، تركت عيالاً وتركت أماً، قال: فوالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم، فانطلقت هارباً مولياً في الأرض حتى خفي علي مقتله.

(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا وكيع، قال حدثني عبد الله بن سعيد، عن أبيه.
عن عائشة أو أم سلمة، قال وكيع شك هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأحدهما، لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال لي: إن ابنك هذا حسيناً مقتول، فإن شئت أن آتيك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال: فأخرج إليّ تربة حمراء.
(وبه) قال أخبرنا القاضي يوسف(1) بن رباح بن علي البصري قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا علي بن الحسين بن بندار الأذوني، قال حدثنا محمود بن أحمد بأنطاكية، قال حدثنا عبيد الله بن محمد، قال حدثنا محمد بن خالد، قال حدثنا نصر بن مزاحم العطار، عن أبي مخنف، قال حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام وقد أحاطوا به يقول: اللهم أحبس عنهم مطر السماء وامنعهم بركات الأرض، وإن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ومزقهم مزقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض عليهم الولاة أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا، وضارب حتى كفهم عنه، ثم تعاودوا عليه فقتلوه، كذا كان في الأصل عليهم وصوابه عنهم. [184]
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال حدثنا أبو عمر محمد بن عباس بن حيويه من لفظه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، قال حدثنا أبو الحسن علي بن حفص السلوكي في مجلس الكديمي، قال حدثنا سليم بن منصور بن عمار، قال حدثنا أبي، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام وحمل رأسه، جلسوا يشربون ويحي بعضهم بعضاً بالرأس، فخرجت يد فكتبت بقلم حديد بدم على الحائط:
__________
(1) قال الخطيب وكان سماعه ضمني ويقال إنه كان معتزلياً مات سنة440 انظر تاريخ بغداد ح/41 ص328.

أترجو أمة قتلت حسيناً ... شفاعة جده يوم الحساب
فتركوا الرأس وهربوا.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو الزنباع، قال حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث بن سعد، قال: توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه، واستخلف يزيد سنة ستين، وفي إحدى وستين قتل الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه لعشر ليال خلون من المحرم يوم عاشوراء، وقتل العباس بن علي بن أبي طالب، وأمه أم البنين عامرية وجعفر بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن علي بن أبي طالب، وعثمان بن علي بن أبي طالب، وأبو بكر بن علي بن أبي طالب، وأمه ليلى بنت مسعود نهشلية، وعلي بن الحسين الأكبر، وأمه ليلى ثقفية، وعبد الله بن الحسين، وأمه الرباب بنت امرئ القيس كلبية، وأبو بكر بن الحسن لأم ولد، والقاسم بن الحسن لأم ولد، وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الله بن جعفر، وجعفر بن عقيل بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وسليمان مولى الحسين، وعبد الله رضيع الحسين، وقتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن عبد الله، قال أخبرنا سليمان بن أحمد، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا عبد السلام بن عاصم الرازي، قال حدثنا يحيى بن ضريس، عن فطر، عن منذر الثوري قال: كان إذا ذكر قتل الحسين بن علي عليهما السلام عند محمد بن الحنفية قال: لقد قتل معه سبعة عشر ممن ارتكض في رحم فاطمة عليها السلام.

(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم قراءة عليه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثني محمد بن فضال، عن أبي مخنف، قال حدثني عبد الملك بن نوفل المساحقي، عن أبي سعيد المقبري قال: والله لرأيت حسيناً عليه السلام وإنه ليمشي بين رجلين يعتمد على هذا مرة وعلى هذا مرة أخرى، حتى دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول:
لاذعرت السوام في غلس الصب‍
‍ح مغيراً ولا دعيت يزيدا
يوم أعطي مخافة الموت ضيماً
والمنايا ترصدنني أن أحيدا
قال: فعلمت بعد ذلك أنه لا يلبث إلا قليلاً حتى يخرج، فما لبث أن خرج حتى لحق بمكة.
(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمرو محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز لفظاً، قال حدثني أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال حدثنا موسى بن محمد الخياط، قال حدثنا محمد بن حميد، قال حدثنا جرير، عن أبي النعمان من ولد النعمان بن بشير قال: لما أتي برأس الحسين بن علي عليهما السلام قال مروان بن الحكم شعرا.[185]
ضربت دوسر فيهم ضربة ... أثبتت أوتاد ملك فاستقر
وقال عبد الرحمن بن أم الحكم:
سمية أمسى نسلها عدد الحصا ... وبنت رسول الله ليس لها نسل
(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري، ومحمد بن محمد بن عثمان البندار وغيرهما بقراءتي على كل واحد منهم، قالوا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال حدثنا معمر بن المثنى، قال حدثنا لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال: حججت فمررت بذات عرق فإذا بها قباب منصوبة، فقلت: ما هذه؟ قالوا: الحسين بن علي، فدخلت عليه فقال: ما الخبر وراءك؟ قال: قلت: القلوب معك والسيوف مع بني أمية.

(وبه) قال أخبرنا علي بن المحسن بن علي التنوخي القاضي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه، قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم -هو ابن شاذان إجازة، قال أنشدنا أحمد بن القاسم، قال أنشدني أبو طالب محمد بن عبد الله الجعفري لنفسه:
لي نفس تحب في الله والله ... حسيناً ولا تحب يزيدا
يابن أكالة الكبود لقد أن‍ ... ‍ضجت من لابسي الكسا الكبودا
أي هول ركبت عذبك الرح‍ ... ‍من في ناره عذاباً شديدا
لهف نفسي على يزيد وأشيا ... عليه السلام يزيد ضلوا ضلالاً بعيدا
يا أبا عبد الله يابن رسول الل‍ ... ‍ه يا أكرم البرية عودا
ليتني كنت يوم كنت فأمسى ... فيك في كربلاء قتيلا شهيدا
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد الله المرزباني، قال حدثنا عمر بن داود العماني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا أبو مالك كثير بن يحيى، قال حدثنا أبو عوانة، عن أبي الجارود، عن أبي بدر، عن أبي حارثة، عن ابن عباس قال: بينا أنا أطوف بالبيت إذ لقيت الحسين بن علي عليهما السلام كفه بكفه بين الركن والمقام. فعانقته ثم ضممته إلي وقلت: يا أبا عبد الله ما تريد؟ قال: أريد أن أسير، قال: قلت: نشدتك الله تسير إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك أهل العراق وأنت بقيتنا وجماعتنا، فقال: خل عني يابن عباس، فإني أستحي من ربي عزّ وجلّ أن ألقاه ولم آمر في أمتنا بمعروف ولم أنه عن منكر.
(وبه) إلى السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المروزي، قال حدثنا علي بن الحسين بن واقد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أبو غالب.

36 / 120
ع
En
A+
A-