فلما ولي عمر بن عبد العزيز بعث إلى الخازن خازن بيت السلاح وجه لي برأس الحسين بن علي عليه السلام، فكتب إليه الخازن أن سليمان أخذه مني، فكتب إليه إن أنت لم تحمله فتجيء به لأجعلنك نكالاً، فقدم عليه فأخبره أن سليمان أخذه فجعله في سفط وصلى عليه ودفنه فصح ذلك عنده، فلما دخلت المسودة سألوا عما صنع به، قال حمزة: ما رأيت في النساء أجود من زبا كيف علمت أنه شعر ابن الزبعري، قال يعني أنها أنشدتني مائة قافية من قولها ترثي يزيد بن معاوية كانت عندي مكتوبة في قرطاس، فذهب في زمان عبد الله بن طاهر.
(وبه) قال أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم أبو عبيدة العسكري، قال حدثنا علي بن أبي طالب البزار، قال حدثنا الهيصم بن الشداخ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة.
عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته)).
(وبه) قال حدثنا الخليل بن عبد الله بن الخليل الحافظ إملاء بقزوين، قال حدثني علي بن أحمد بن صالح، قال حدثنا الحسن بن علي الطوسي، قال حدثنا محمد بن بشار بندار، قال حدثنا محمد بن جعفر غندر، قال حدثنا شعبة، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن أبيه قال: كنت عند عبد الله بن عمر بمكة فجاءه ناس من أهل الكوفة فسألوه عن دم البراغيث هل تجوز معه الصلاة، فقال: من أين أنتم؟ قالوا: من أهل العراق، قال: ومن أي العراق؟ قالوا: من الكوفة، فقال: يا عجباً، قد جاءوا يسألوني عن دم البراغيث وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ونظر إليهما وشمهما فقال: ((هما ريحانتي من الدنيا)).
(وبه) قال السيد الإمام، قال لنا الخليل: هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح في موضع عن غندر عن شعبة، وفي موضع آخر من حديث مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد الجريري قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر -[176] يعني محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، قال حدثنا الحسن بن خضر عن أبيه قال: بلغني أن علي بن الحسين عليهم السلام قال: لما كانت الأيام التي قتل فيها أبي رماني الله بالحمى، وكانت عمتي زينب تمرضني، فلما كان في اليوم الذي قتل في غده، خلا أبي بأصحابه في فسطاط كان يخلو فيه إذا أراد أن يشاور أصحابه في شيء، فسمعته ورأسي في حجر عمتي وهو يقول:
لا ذعرت السوام في غلس الصب ... ح مغبراً ولا دعيت يزيدا
يوم أعطى من خيفة الموت ضيماً ... والمنايا يرصدنني أن أحيدا
قال: فأما أنا فرددت عبرتي وتصبرت، وأما عمتي فإنه أدركها ما يدرك النساء من الضعف، فوضعت رأسي على مرفقة ثم قامت فمضت نحو أبي وهو تصيح: يا خليفة الماضين، وثمال الباقين، استقبلت جعلني الله فداك، فقال: يا أخية، لو ترك القطا لنام، فقالت: ذاك أسخن لعيني وأحر لكبدي، أتغتصب نفسك اغتصاباً يا أبا عبد الله، ثم سقطت مغشياً عليها، فأقبل أبي يمسح الماء على وجهها ويقول: وكان أمر الله قدراً مقدورا، وكان أمراً مقضيا.
فلما أفاقت قال: يا أخية، إن أهل الأرض يموتون وإن أهل السماء لا يبقون، إن أبي كان خيراً مني، وأمي كانت خيراً مني، وأخي كان خيراً مني، فإذا أصبت فلا تخمشي وجهاً، ولا تحلقي شعراً، ولا تدعي بويل ولا ثبور، ثم أخذ بيدها فردها إلى موضعها وأجلسها، وأخذ رأسي فوضعه في حجرها.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سبنك القاضي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا محمد بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه.
عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يقتل ابني حسين بظهر الكوفة، الويل لقاتله وخاذله ومن ترك نصرته)).
(وبإسناده) عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الحسين سيد الشهداء يقتل مظلوماً مغصوباً على حقه)).
(وبإسناده) عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أخرجهم عداوة أهل بيتي إلى اليهودية فهم أهل النار)).
(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى، قال أخبرنا أحمد بن علي المدايني، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا ابن أيوب، قال أخبرني أبو عرفة، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشرفة كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد لقاء جبريل عليه السلام لقيه فيها فرقبها مرة من ذلك وأمر عائشة أن لا يطلع عليهم أحد، قال: وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة، فدخل الحسين بن علي عليهما السلام فرقى ولم تعلم حتى غشيها، فقال جبريل عليه السلام: من هذا؟ قال: ابني، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعله على فخذه، فقال جبريل عليه السلام: سيقتل، تقتله أمتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[177]: أمتي؟ قال: نعم، وإن شئت خبرتك بالأرض التي يقتل فيها، فأشار جبريل عليه السلام بيده إلى الطف بالعراق، فأخذ تربة حمراء فأراها إياه.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، قال حدثنا يحيى بن أبي بكر، قال حدثني الليث قال: أتى الحسين بن علي عليهما السلام فقاتلوه فقتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطف، وانطلق بعلي بن الحسين وفاطمة بنت حسين وسكينة إلى عبيد الله بن زياد لعنه الله وعلي يومئذ غلام قد بلغ، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية لعنهما الله، فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها، وعلي بن الحسين عليه السلام في غل، فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين عليه السلام فقال:
نفلق هاماً من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعمق وأظلما
فقال علي بن الحسين عليهما السلام: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} فثقل على يزيد أن تمثل ببيت شعر وتلا علي عليه السلام من كتاب الله عزّ وجلّ فقال يزيد: بل {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} فقال علي بن الحسين عليهما السلام: أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مغلولين لأحب أن يحلنا من الغل، قال: صدقت، فحلوهم من الغل، قال: ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بعد لأحب أن يقربنا، قال: صدقت فقربوهم، فجعلت فاطمة وسكينة تتطاولان لتريا رأس أبيهما، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر عنهما رأس أبيهما، ثم مر بهم فجهزوا وأصلح آلتهم وأخرجوا إلى المدينة.
(وبه) قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا أحمد بن يحيى الصواف، قال حدثنا أبو غسان، قال حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عبد الملك بن كردوس، عن حاجب عبيد الله بن زياد قال: دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين عليه السلام فاضطرم في وجهه نار، فقال هكذا بكمه على وجهه، فقال: هل رأيت؟ قلت: نعم، فأمرني أن أكتم.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المقري بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال حدثنا قرة، قال: سمعت أبا رجاء يقول: لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت، إن جاراً لنا من بني الهجيم قد مر بالكوفة فقال: ألم تروا إلى هذا الفاسق بن الفاسق إن الله قتله -يعني الحسين صلوات الله عليه، فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا يزيد بن مهران أبو خالد، قال حدثنا أسباط بن محمد بن أبي بكر الهذلي، عن الزهري قال: لما قتل الحسين بن علي لم يرفع حجر إلا وجدت تحته دماً عبيطاً(1).
(وبه) قال أخبرنا محمد بن عبد الله، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا ابن نمير، قال حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال: لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نصبت [178] في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت، ثم قالوا: قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً.
__________
(1) طرياً خالصاً لا خلط فيه.
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين القاضي بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن طرزاة، قال أخبرنا المظفر بن يحيى، قال حدثنا العنزي، قال حدثنا أبو عدنان عبد الرحمن بن عبد الأعلى السلمي، قال أخبرني ابن الكلبي فيما قرأت عليه عن أبي مخفف، قال حدثني يوسف بن مزيد، عن عوف بن عبد الله بن الأحمر قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام ونصب رأسه بالكوفة وبعث به إلى يزيد بن معاوية، ورجع الناس من معسكرهم وتلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم، ورأت أن قد أخطأت خطأ كبيراً بدعاء الحسين عليه السلام إياهم، فلم يجيبوه ولم ينصروه، ورأت أن لا يغسل عنهم الإثم إلا قتل من قتله أو القتل فيه، ففزعوا إلى خمسة نفر من الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعي، وإلى المسيب بن نجبة الفزاري، وإلى عبد الله بن سعد الأزدي، وإلى عبد الله بن وال من بني تيم اللات بن ثعلبة، وإلى رفاعة بن شداد البجلي، ثم إن هؤلاء الخمسة اجتمعوا في دار سليمان بن صرد، فاقتص الكلبي على أبي مخنف ما تكلم به القوم وما أجمعوا عليه من التوبة من خذلان الحسين بن علي عليهما السلام والطلب بدمه، فقال عوف بن عبد الله بن الأحمر يحرضهم على الخروج ويرثي الحسين بن علي عليهما السلام:
صحوت وودعت الصبا والغوانيا ... وقلت لأصحابي أجيبوا المناديا
وقولوا له إذ قام يدعو إلى الهدى ... وقتل العدى لبيك لبيك داعياً
وقودوا إلى الأعداء كل طِمِرَّةٍ ... عيوف وقودوا السابحات المذاكيا
وشدوا له إذ سعر الحرب أزرة ... ليجزى امرؤ يوماً بما كان ساعيا
وسيروا إلى القوم المحلين حسبة ... وهزوا الحراب نحوهم والهزاليا(1)
ألسنا بأصحاب الحريبة والأولى ... قتلنا بها التيمي حران باغيا
ونحن سمونا لابن هند بجحفل ... كركن ونى تزجي إليه الدواهيا
فلما التقينا بين الضرب أينا ... بصفين كان الأضرع المتفاديا
__________
(1) هي الراية.
دلفنا فألفينا صدورهم بها ... غداتئذ زرقاً ظماء صواديا
وملنا رجالا بالسيوف عليهم ... نشق بها هاماتهم والتراقيا
فذدناهم من كل وجه وجانب ... وحزناهم حوز الرعاء المثاليا
زويناهم حتى أزلنا صفوفهم ... فلم نر إلا مستخفاً وكابيا
وحتى أعاذوا بالمصاحف واتقوا ... بها دفعات يحتطفن المحاميا
وحتى ظللت ما أرى من معقل ... وأصبحت القتلى جميعاً ورائيا
فدع ذكر ذا لا تيأسن من ثوابه ... وتب واعن للرحمن إن كنت عانيا
ألا وانع خير الناس جداً ووالداً ... حسيناً لأهل الدين إن كنت ناعيا
ليبك حسيناً كلما ذر شارق ... وعند غرق الليل من كان باكيا
ليبك حسيناً كل عان ويائس ... وأرملة لم تعدم الدهر لاحيا[179]
ليبك حسيناً من رعى الدين والتقى ... وكان لتضعيف المثوبة راجيا
ليبك حسيناً مملق ذو خصاصة ... عديم وأيتام تشكي المواليا
لحى الله قوماً أشخصوه وغرروا ... فلم ير يوم البأس منهم محاميا
ولا موفياً بالوعد إذ حمس الوغى ... ولا زاجراً عنه المضلين ناهيا
ولا قائلا لا تقتلوه فتستحوا ... ومن يقتل الزاكين يلق التخازيا
فلم يك إلا ناكثاً أو مقاتلاً ... وذا فجرة يسعى عليه معاديا
سوى عصبة لم يعظم القتل عندهم ... يشبهها الراءون أسداً ضواريا
وقوه بأيديهم وحر وجوههم ... وباعوا الذي يفنى بما كان باقيا
وأضحى حسين للرماح درية ... فغودر مسلوبا لدى الطف ثاويا
قتيلاً كأن لم يغن في الناس ليلة ... جزى الله قوماً أسلموه الجوازيا
فيا ليتني إذ ذاك كنت شهدته ... فضاربت عنه الشانئين الأعاديا
ودافعت عنه ما استطعت مجاهداً ... وأعملت سيفي فيهم وسنانيا
ولكن قعدت في معاشر ثبطوا ... وكان قعودي ضلة من ضلاليا
فما تنسني الأيام من نكباتها ... فإني لن ألف له الدهر ناسيا
ويا ليتني غودرت فيمن أجابه ... وكنت له من مقطع السيف فاديا
ويا ليتني أحضرت عنه بأسرتي ... وأهلي وخلاني جميعاً وماليا
سقى الله قبراً ضمن المجد والتقى ... بغربية الطف الغمام الغواديا
فتى حين سيم الخسف لم يقبل التي ... تذل العزيز أو تجر المخازيا
ولكن مضى لم يملأ الموت نحره ... فبورك مهدياً شهيداً وهاديا
ولو أن صدِّيقاً نزيل وفاته ... حصونَ البلاد والجبال الرواسيا
لزالت جبال الأرض من عظم فقده ... وأضحى له الحصن المجصص خاويا
وقد كسفت شمس الضحى بمصابه ... وأضحت له الآفاق حمراً بواديا
فيا أمة تاهت وضلت عن الهدى ... أنيبوا فأرضوا الواحد المتعاليا
وتوبوا إلى التواب من سوء صنعكم ... وإلا تتوبوا تلقوا الله عاتيا
وكونوا شراة بالسيوف وبالقنا ... تفوزوا وقدماً فاز من كان شاريا
وفتيان صدق دون آل نبيهم ... أصيبوا وهم كانوا الولاة الأدانيا
وإخواننا الأولى إذ الليل جنهم ... تلو طِوَل الفرقان ثم المثانيا
أصابهم أهل الشناءة والعدى ... فحتى متى لا نبعث الجيش غازيا
وحتى متى لا أعتلي بمهند ... قذال ابن وقاص وأدرك ثاريا
وإني زعيم إن تراخت منيتي ... بيوم لهم منا يشب النواصيا
(وبه) قال السيد أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء في شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا بشر [180] بن موسى، قال حدثنا الحسن بن موسى، قال حدثنا شيبان، عن أشعث، عن جعفر بن أبي ثور.
عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بصيام عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم يتعاهدنا عنده.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا الحسن بن علي المعمري، قال حدثنا بركة بن محمد الحلبي، قال حدثنا يوسف بن أسياط، عن سنان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: أتيت ابن مسعود يوم عاشوراء فإذا بين يديه قصعة ثريد وعراق، قلنا: يا أبا عبد الرحمن أليس هذا يوم عاشوراء؟ قال: نعم، كنا نصومه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يفرض شهر رمضان، فلما فرض شهر رمضان نسخه، ثم قال: أقعد، فقعدت وأكلت.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمود بن قحطبة البندار المقري بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي حكمة التيملي التمار المعروف بأبي تراب، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا محمد بن صالح بن عبد الرحمن، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال أخبرنا سعيد بن سلمة وهو ابن أبي الحسام، قال حدثني موسى بن جبير، عن عبيد الله بن سعيد بن عبيد الله النجاري.
عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: بينما حسين عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البيت، وقد خرجت لأقضي حاجة ثم دخلت البيت فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخذ حسيناً فأضجعه على بطنه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح عينيه من الدمعة، فقلت: يا رسول الله ما بكاؤك؟ قال: رحمة هذا المسكين، أخبرني جبريل عليه السلام أنه سيقتل بكربلاء، فقلت: أين كربلاء؟ قال: دون العراق، وهذه تربتها قد أتاني بها جبريل عليه السلام.