وقتل أبو بكر بن الحسن بن علي وأمه أم ولد، قتله عبد الله بن عقبة العنوي.
وعبد الله بن الحسن بن علي عليهم السلام وأمه أم ولد رماه حرملة بن الكاهل الأسدي بسهم فقتله.
والقاسم بن الحسن بن علي وأمه أم ولد، قتله عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي.
وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأمه جمانة بنت المسيب بن نجية بن ربيعة بن رباح الفزاري، قتله عبد الله بن قطنة الطائي النبهاني.
ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأمه الحوصاء بنت خصفة بن ثقيف بن ربيعة بن عائد بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل، قتله عامر بن نهشل التيمي.
قال: ولما أتى أهل المدينة مصابهم دخل الناس على عبد الله بن جعفر يعزونه فدخل عليهم بعض مواليه، فقال: هذا ما لقينا، ودخل علينا من حسين، قال: فحذفه عبد الله بن جعفر بنعله، وقال: يا ابن اللخناء أللحسين تقول هذا، والله إن شهدته ما فارقته حتى أقتل معه، والله ما شحى بنفسي عنهما وعن أبي عبد الله إلا أنهما أصيبا مع أخي وكبيري وابن عمي مواسيين مضاربين معه، ثم أقبل على جلسائه فقال: الحمد لله على كل محبوب ومكروه، أعزز علي بمصرع أبي عبد الله ثم أعزز على إلا أن أكون آسيته بنفسي، الحمد لله على كل حال قد أساه ولدي.
وجعفر بن عقيل بن أبي طالب، أمه أم البنين بنت النفرة بن عامر بن هصان الكلابي، قتله عبد الله بن عروة الخثعمي.
وعبد الرحمن بن عقيل، أمه أم ولد، قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني وبشر بن حرب الهمداني القانصي اشتركا في قتله.
وعبد الله بن عقيل بن أبي طالب، وأمه أم ولد، رماه عمرو بن صبيح الصيداوي فقتله.
ومسلم بن عقيل بن أبي طالب قتل بالكوفة، وأمه حبلة أم ولد.
وعبد الله بن مسلم بن عقيل وأمه رقية بنت علي بن أبي طالب، وأمه أم ولد، قتله عمرو بن صبيح الصيداوي، ويقال قتله أسد بن مالك الحضرمي.

ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب، وأمه أم ولد، قتله ابن زهير الأزدي ولقيط بن ياسر الجهني اشتركا فيه.
ولما أتى الناس بالمدينة مقتل الحسين بن علي عليهما السلام، خرجت زينب بنت عقيل بن أبي طالب وهي تقول:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم
ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم [171]
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي
منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
وقتل سليمان مولى الحسين بن علي، قتله سليمان بن عوف الحضرمي.
وقتل منجح، مولى الحسين بن علي عليهما السلام، قتله حسان بن بكر الحنظلي.
وقتل قارب الديلمي، مولى الحسين بن علي، وقتل الحارث بن نبهان، مولى حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله، وقتل عبد الله بن بقطر رضيع الحسين بن علي بالكوفة رمي به من فوق القصر، فتكسر فقام إليه عبد الملك بن عمير اللخمي فقتله واحتز رأسه.
وقتل من بني أسد بن خزيمة حبيب بن مظاهر، قتله نديل بن صريم الفقاني، وكان يأخذ البيعة للحسين بن علي وأنس بن الحارث، وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقيس بن مسهر الصيداوي، وسليمان بن ربيعة، ومسلم بن عوسجة السعدي من بني سعد بن ثعلبة، قتله مسلم بن عبد الله. وعبيد الله بن أبي خشكارة.
وقتل من بني غفار بن مليل بن ضمرة عبد الله، وعبد الرحمن، ابنا قيس بن أبي عرزة، وحوى مولى لأبي ذر الغفاري.
وقتل من بني تميم الحر بن يزيد، وكان لحق بالحسين بن علي بعد، وشبيب بن عبد الله من بني نفيل بن دارم.
وقتل من بني سعد بن بكر، الحجاج بن بدر.
وقتل من بني تغلب قاسط وكردوس ابنا زهير بن الحارث، وكنانة بن عتيق، والضرغامة بن مالك.
وقتل من قيس بن ثعلبة خولي بن مالك، وعمرو بن صبيعة.
وقتل من عبد القيس من أهل البصرة، يزيد بن نبيط وابناه عبد الله وعبيد الله ابنا يزيد، وعامر بن مسلم وسالم مولاه، وسيف بن مالك، والأدهم بن أمية.

وقتل من الأنصار عمرو بن قرظة وعبد الرحمن بن عبد رب، من بني سالم بن الخزرج، وكان أمير المؤمنين عليه السلام رباه وعلمه القرآن، ونعيم بن العجلان الأنصاري، وعمران بن كعب الأنصاري، وسعد بن الحارث، وأخوه الحتوف بن الحارث وكانا من المحكمة. فلما سمعوا أصوات النساء والصبيان من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حكما ثم حملا بأسيافهما فقاتلا مع الحسين عليه السلام حتى قتلا، وقد أصابا في أصحاب عمر بن سعد ثلاثة نفر.
وقتل من بني الحارث بن كعب الضباب بن عامر.
وقتل من بني خثعم عبد الله بن بشر الأكلة، وسويد بن عمرو بن أبي المطاع، قتله هانئ بن نبيت الحضرمي.
وقتل بكر بن حي التيملي من بني تيم الله بن ثعلبة، وجابر بن الحجاج مولى عامر بن نهشل من بني تيم الله، ومسعود بن الحجاج وابنه عبد الرحمن بن مسعود.
وقتل من عبد الله مجمع بن عبد الله وعايذ بن مجمع.
وقتل من طي(1) عامر بن حسان بن شريح بن سعد بن حارثة بن لام، وأمية بن سعد.
وقتل من مراد نافع بن هلال الجملي، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وجنادة بن الحارث السلماني، وعلامة بن واضح الرومي.
وقتل من بني شيبان بن ثعلبة: جبلة(2) بن علي.
وقتل من بني حنيفة سعيد بن عبد الله.
وقتل من جواب: جندب بن حجير وابنه حجير بن جندب.
وقتل من صدا: عمر بن خالد الصداوي وسعد مولاه.
وقتل من كلب عبد الله بن عمرو بن عياش بن عبد قيس وأسلم مولى لهم.
وقتل من كندة الحارث بن امرئ القيس، ويزيد بن زيد بن المهاصير، وزاهر صاحب عمرو بن الحمق، وكان صحبه حين طلبه معاوية.
وقتل من قيس بن بجيلة، كثير بن عبد الله الشعبي، ومهاجر بن أوس، وابن عمه سلمان بن مضارب.
وقتل النعمان بن عمرو، والخلاس بن عمرو الراسبين.
وقتل من خرقة جهينة، مجمع بن زياد، وعباد بن أبي المهاجر الجهني، وعقبة بن الصلت [172].
__________
(1) في نسخة عامر.
(2) في نسخة جبلة.

وقتل من الأزد، مسلم بن كثير، والقاسم بن بشر، وزهير بن سليم، ومولى لأهل شنؤة يدعى رافعاً.
وقتل من همدان أبو همامة عمرو بن عبد الله الصايد، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، قتله قيس بن عبد الله. ويزيد بن عبد الله المشرقي، وحنظلة بن أسعد الشامي، وعبد الرحمن بن عبد الله الأزجي، وعمار بن أبي سلامة البالاني، وعابس بن أبي شبيب الشاكري، وشوذب مولى شاكر، وكان متقدماً في الشيعة، وسيف بن الحارث بن سريع، ومالك بن عبد الله بن سريع، وهمام بن سلمة القانصي، وارتث من همدان: سوار بن حمير الجابري فمات لستة أشهر من جراحته، وعمرو بن عبد الله الجندعي مات من جراحة كانت به على رأس سنة.
وقتل هانئ بن عروة المرادي بالكوفة، قتله عبيد الله بن زياد.
وقتل من حضرموت بشير بن عمر، وخرج الهفاف بن المهند الراسبي من البصرة حين سمع بخروج الحسين عليه السلام، فسار حتى انتهى إلى العسكر بعد قتله، فدخل عسكر عمر بن سعد ثم انتضى سيفه وقال: يا أيها الجند المجند، أنا الهفهاف بن المهند، أبغي عيال محمد، ثم شد فيهم. قال علي بن الحسين عليهما السلام: فما رأى الناس منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فارساً بعد علي بن أبي طالب عليه السلام، قتل بيده ما قتل فتداعوا عليه، فأقبل خمسة نفر فاحتوشوه حتى قتلوه، رحمه الله تعالى.

ولما وصلوا إلى سرادقات الحسين بن علي عليهما السلام، أصابوا علي بن الحسين عليلاً مدنفاً، ووجدوا الحسن بن الحسن جريحاً وأمه خولة بنت منظور الفزاري، ووجدوا محمد بن عمرو بن الحسن بن علي غلاماً مراهقاً، فضموهم مع العيال وعافاهم الله تعالى فأنقذهم من القتل. فلما أتى بهم عبيد الله بن زياد هم بعلي بن الحسين قال له: إن لك بهؤلاء النساء حرمة فأرسل معهن من يكفلهن ويحوطهن، فقال: لا يكون أحد غيرك، فحملهم جميعاً، واجتمع أهل الكوفة ونساء همدان حين خرج بهم فجعلوا يبكون فقال علي بن الحسين: هذا أنتم تبكون، فأخبروني من قتلنا؟ فلما أتى بهم مسجد دمشق أتاهم مروان فقال للوفد: كيف صنعتم بهم؟ قالوا: ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلاً فأتينا على آخرهم، فقال أخوه عبد الرحمن بن الحكم: حجبتم عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة، والله لا أجامعكم أبداً، ثم قام فانصرف.
فلما أن دخلوا على يزيد، قال: إيه يا علي، أجزرتم أنفسكم عبيد أهل العراق، فقال علي بن الحسين: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}، فقال يزيد: {مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، ثم أمر بهم فأدخلوا داراً فهيأهم وجهزهم وأمر بتسريحهم إلى المدينة، وكان أهل المدينة يسمعون نوح الجن على الحسين بن علي عليهما السلام حين أصيب وجنيته تقول:
ألا يا عين فاحتفلي بجهد ... ومن يبكي على الشهداء بعدي
على رهط تقودهم المنايا ... إلى متجبر في ملك عبد
(وبه) قال فضيل بن الزبير: وحدثني ناجية العطار، قال: كان الحصاصون في هذا الظهر يسمعون نواح الجن على الحسين بن علي عليهما السلام:
مسح النبي جبينه ... فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قري‍ ... ‍ش جده خير الجدود
زحفوا إليه بجمعهم ... وأولئكم شر الجنود[173]

قتلوا تقياً زاكياً ... لا أسكنوا دار الخلود
(وبالإسناد) المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أنا أروي عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني المرازي قراءة عليه في شهور سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة بالري، وهو يروي ذلك عن والده أبي سعد بن المظفر بن عبد الرحيم بن علي المؤدب الزيدي رحمهما الله قراءة على والده، قال حدثنا السيد الأجل الإمام رحمه الله إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنه يقول: ما علمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتحرى صيام يوم يبتغي فضله على غيره إلا هذا اليوم عاشوراء وشهر رمضان.
(وبه) قال السيد أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط ابن مندويه المحدث بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان.
(رجع) السيد قال وأخبرناه أبو علي الحسن بن علي بن محمد الخزرجي(1) الشاموخي المقري إمام جامع البصرة بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسقاطي الدقاق، قال حدثنا وقال عبد الله أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال حدثنا شريك، عن ثور، قال عبد الله بن أبي فاختة واتفقا، قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول: هذا يوم عاشوراء فصوموه فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بصيامه.
__________
(1) في نسخة الجزري.

(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا يحيى بن حسان، عن الليث بن سعد، عن نافع.
عن ابن عمر قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كان يوم يصومه أهل الجاهلية، فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كره فليدعه)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو حامد محمد بن أحمد بن الفرج، قال حدثنا محمد بن المنذر البغدادي سنة اثنتان وثلاثين ومائتين، قال حدثنا سفيان، عن عبد الله بن شريك العامري، عن بشر بن غالب الأسدي قال: إن ابن الزبير لحق الحسين بن علي عليهما السلام، قال: أين تريد؟
قال: العراق.
قال: هم الذين قتلوا أباك وطعنوا أخاك وأنا أرى أنهم قاتلوك.
قال: وأنا أرى ذلك.
قال: فأخبرني عن المولود متى يجب عطاؤه؟
قال: إذا استهل صارخاً وجب عطاؤه وورث وورث.
قال: فأخبرني عن الرجل يقاتل أهل الذمة فيؤسر.
قال: فكاكه في جزيتهم.
قال: فأخبرني عن الشرب قائماً؟
قال: حلب الحسين بن عليه السلام ناقته تحته فشرب قائماً.
قال: فأخبرني عن الصلاة في جلود الميتة؟
قال: فأومأ الحسين بن علي عليه السلام إلى كلاب له عليه فروة، فقال: هذا من جلود الميتة دبغناها فإذا حضرت الصلاة صليت فيها.

(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفرج [174] المعافى بن زكريا قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، قال حدثنا الحسن بن خضر، عن أبيه، عن ابن الكلبي قال: صاح شمر بن ذي الجوشن يوم واقعوا الحسين عليه السلام أيا عباس -يعني العباس بن علي عليهما السلام، أخرج إلي أكلمك، فاستأذن الحسين فأذن له، فقال له: ما لك؟ قال: هذا أمان لك ولإخوتك من أمك أخذته لك من الأمير -يعني ابن زياد- لمكانكم مني لأني أحد أخوالكم فاخرجوا آمنين، فقال له العباس: لعنك الله ولعن أمانك آلله إنك تطلب لنا الأمان أن كنا بني أختك ولا يأمن ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فأراد العباس أن ينزل(1) فقال له الحسين: قدم أخويك بين يديك، وهما عبد الله وجعفر، فإنهما ليس لهما ولد ولك ولد حتى ترثهما(2) وتحتسبهما، فأمر أخويه فنزلا فقاتلا حتى قتلا، ثم نزل فقاتل حتى قتل.
قال الحسن قال أبي: وهؤلاء الثلاثة بنو أم جعفر، وهي الكلابية وهي أم البنين.
قال الحسن: قال أبي: بلغني عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: بكى الحسين عليه السلام خمس حجج، وكانت أم جعفر الكلابية تندب الحسين وتبكيه وقد كف بصرها، فكان مروان وهو وال المدينة يجيء متنكراً بالليل حتى يقف فيسمع بكاءها وندبتها.
__________
(1) في نسخة أن يبرز.
(2) هكذا في الأصل من غير إعجام! فلعلها تربهما أي تحضنهما، أو تراهما أو تربيهما، بل هو بمثلثة وقد صحح والتعليل لا حكم له.

(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن يزيد بن جلين الدوري، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد المعروف بابن المطبقي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي القاضي بدمشق، قال أخبرني أبي، عن أبيه، قال حدثني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي، قال: رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها زباء، كان بنو أمية يكرمونها، وكان هشام يكرمها، وكانت إذا جاءت إلى هشام تجي راكبة وكل من رآها من بني أمية يكرمها ويقولون لها يا خاصة يزيد بن معاوية، وكانوا يقولون قد بلغت من السن مائة سنة وحسن وجهها وجمالها باق بنضارته، فلما كان من الأمر الذي كان استترت في بعض منازل أهلها، فسمعتها وهي تقول وتعيب على بني أمية مداراة لنا، قالت: دخل بعض بني أمية على يزيد فقال: أبشر أمير المؤمنين قد أمكنك الله من عدوك -يعني الحسين بن علي عليهما السلام- قد قتل ووجه برأسه فوضع بين يدي يزيد في طشت، فأمر الغلام فرفع الثوب الذي كان عليه حتى إذا رآه خمر وجهه بكمه كأنه شم منه رائحة، وقال: الحمد لله الذي كفانا المؤنة بغير مؤنة، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، قالت زبا: فدنوت منه فنظرت إليه وَبِهِ ردع من حنا، قال حمرة، فقلت لها أقرع أنيابه بالقضيب كما يقولون، قالت: أي والذي ذهب بنفسه وهو قادر أن يغفر له لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده وهو يقول أبياتاً من شعر ابن الزبعري، ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: قد أمكنك الله من عدوك وعدو أبيك فاقتل هذا الغلام ينقطع هذا النسل، فإنك لا ترى ما تحب وهم أحياء آخر من ينازع فيه -يعني علي بن الحسين عليهم السلام، لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه، وما لقيت أنت منه، وما صنع مسلم بن عقيل بن أبي طالب، اقطع أصل هذا البيت وهؤلاء القوم فإنك إذا أنت قتلت هذا الغلام انقطع نسل

الحسين خاصة، وإلا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم، وهم قوم ذو مكر والناس إليهم مائلون، وخاصة غوغاء أهل العراق، ويقولون ابن رسول الله وابن علي وفاطمة، فليسوا بأكبر من [175] صاحب هذا الرأس، فقال: لا قمت ولا قعدت فإنك ضعيف مهين بل أدعه كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان.
قال أبي: سمّت(1) هذا الرجل الذي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن لا أسميه أبداً ولا أذكره، فسألتها: ممن هي؟ فقالت: كانت أمي امرأة من كلب وكان أبي رجل من موالي بني أمية، وقالت لي: ماتت أمي ولها مائة سنة وعشر سنين فذكرت أن أمها عجيبة وعاشت تسعين سنة، وأنها أدركت زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت به، وهي امرأة أم أولاد، وأنها رأت عمر بن الخطاب حين قدم الشام وهي مسلمة.
قال أبي: قال لي أبي يحيى بن حمزة، قال: إني رأيت زبا بعد ذلك مقتولة مطروحة على درج جيرون مكشوفة الفرج، قال حمزة: وقد كان حدثني بعض أهله أنه رأى رأس الحسين بن علي عليهما السلام مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام.
قال أبي: فحدثني أبي عن أبيه أن أباه حدثه أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان بن عبد الملك فبعث إليه فجيء به وقد قحل وبقي عظماً أبيض، فجعله في سفط وطيبه وجعل عليه ثوب ودفن في مقابر المسلمين.
__________
(1) أي الراوية التي اسمها الزبا سمّت الرجل باسمه.

34 / 120
ع
En
A+
A-