(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب المروزي المعروف بابن أبي الديال، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد الرازي أبو جعفر الوراق، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر المروزي، قال حدثنا يحيى بن حفص القارئ، عن سعيد بن خالد قال: قدم الحسين بن علي عليهما السلام وهو يريد الكوفة حتى إذا بلغ بستان ابن أبي عامر لقي الفرزدق بن غالب الشاعر، فقال له: أين تريد يابن رسول الله ، ما أعجبك عن الموسم وذلك يوم التروية؟
قال: فقال: لو لم أعجل لأخذت أخذاً، فأخبرني يا فرزدق الخبر؟
قال: تركت [166] الناس قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية؟

قال: صدقتني الخبر، وقد كان الحسين عليه السلام قدم مسلم بن عقيل يبايع له في السر إلى الكوفة، فقدم مسلم فنزل على شريك بن الأعور الحارثي ومر الحسين عليه السلام، حتى إذا كان مكانه من بستان ابن أبي عامر بمرحلة أو مرحلتين لقي عبد الله بن مطيع العدوي، فقال له: أين تريد يابن رسول الله؟ قال: أريد الكوفة، فإن أهلها كتبوا إلي، فقال: فإني أنشدك يابن رسول الله بالبيت الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام أن تعرض نفسك لبني مروان، فوالله لئن عرضت نفسك لهم ليقتلنك، قال: فمضى على وجهه ومرض شريك بن الأعور ومسلم في منزله في حجلة لشريك ومعه السيف، فقال له شريك: إن عبيد الله -يعني ابن زياد- سيأتيني عائداً الساعة، فإذا جاءك فدونك هو، فجاء عبيد الله فدخل عليه وسأله، وخرج عبيد الله فلم يصنع مسلم شيئاً، وتحول مسلم إلى هاني بن عروة المرادي، وبلغ عبيد الله الخبر، فقال: والله لولا أن تكون سبة لسببت شريكاً، فبلغه أن مسلماً يبايع الناس في السر، فصعد المنبر فقال: يا أهل الكوفة، قد آويتم مسلماً ثم أخرجتموه، وقد كان مسلم خرج قبل ذلك حتى بايعه من بايعه من أهل الكوفة فصار عامة العرب عليه، وجاء القعقاع بن شور وشبث بن ربعي، فقاتلوا حتى ثار الليل بينهم وذلك عند التمارين عند اختلاط الظلام، فقال: ويحكم إنكم قد حلتم بين الناس أن ينهزموا فافرجوا، ففعلوا ذلك، وانهزم مسلم بن عقيل فآوى إلى امرأة فآوته، فجاء عبد الرحمن بن محمد الأشعث فقال له: أصلح الله الأمير، بلغني أن مسلم بن عقيل في موضع كذا وكذا، فبعث رجلاً من بني سليم في مائة فارس إلى الدار فأحد قوابها، فقال عبيد الله على المنبر: يا أهل الكوفة والله لا أدع في الكوفة بيت مدر إلا هدمته، ولا بيت قصب إلا أحرقته، فلما أتي بمسلم وقد عرس عبيد الله بن زياد بأم أيوب بنت عتبة، قال: فأتى بهاني بن عروة المرادي، فلما دخل على عبيد الله قال: استأثر على الأمير بالعرس، قال: وهل أردت

العرس يا هاني، ورماه بمحجن كان في يده فارتج في الحائط، وأمر به إلى السوق فضربت عنقه، ثم أمر بمسلم بن عقيل فقال: ائذن لي في الوصية، فقال: أوصي، فدعا عمر بن سعد للقرابة بينه وبين الحسين، فقال له: إن الحسين قد أقبل في سيافه وتراسه وأناس من ولده وأهل بيته، فابعث إليه من يحذره وينذره فيرجع، فقد رأيت من خذلان أهل الكوفة ما قد رأيت، فقال له عبيد الله: ما قال لك هذا؟ قال: قال لي كذا وكذا، وجاء عبيد الله فأخبره الخبر، فقال عبيد الله: إنه لا يخون الأمين، ولكنه قد يؤتمن الخائن، وقد كان هيأ أربعة آلاف فارس يغزو بهم الديلم، فقال له: سر أنت عليهم، فاستعفى، فأبى أن يعفيه وسار إليه، فلما التقوا بكربلاء، عرض عليهم الحسين عليه السلام، فقال: اختاروا مني إحدى ثلاث خصال: إما اللحاق بأقصى مسلحة للعرب لي ما لهم وعليّ ما عليهم، أو ألحق بأهلي وعيالي فأكون رجلاً من المسلمين، وإما أن أنزل على حكم يزيد بن معاوية، فأبوا عليه إلا حكم عبيد الله بن زياد، فقال رجل يقال له الحر بن رياح: ويحكم يعرض عليكم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحدى ثلاث خصال لا تقبلونها منه، فقاتل وضرب بسيفه حتى قتل رحمه الله، قال الشاعر:
لنعم الحر حر بني رياح ... هزبر عند مختلف الرماح
ونعم الحر إذ نادى حسين ... فجاد بنفسه عند الصياح
وكان عبيد الله بعث شمر بن ذي الجوشن الضبابي فقال له: إن قاتله عمر، وإلا فأنت على الناس، فواقعهم، فكان علي بن الحسين يضرب بالسيف بين يدي أبيه عليهما السلام وهو يرتجز ويقول: [167]
أنا علي بن الحسين بن علي ... أنا ورب البيت أولى بالنبي
من شمر وشيت وابن الدعي ... ألا تراني كيف أحمي عن أبي

فقتل الحسين بن علي عليهما السلام وقتل ثلاثة عشر رجلا من بني هاشم، وكان الذي احتز رأس الحسين بن علي عليهما السلام خولي بن يزيد الأصبحي لعنه الله تعالى، وكان الذي بعثه عبيد الله بن زياد برأسه محقر العايذي عايذة قريش، فلما وضع رأسه بين يديه قال: يا أمير المؤمنين، أتيتك برأس أحمق الناس وألأمهم، فقال يزيد: ما ولدت أم محقر أحمق وألأم، إن هذا إنما أوتي من قلة فهمه، قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو خير من جدي، وصدق والله ما يرى أحد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عدلا ولا نداً، وقال: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير من قلابة بنت الزبا الكلبي وصدق، وقال أبي خير من أبيه فقد علم لأيهما حكم، ثم جعل يقلب بالقضيب وهو يقول:
صبرنا وكان الصبر منا سجية ... بأسيافنا يفلقن هاماً ومعصما
يفلقن هاماً من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما
فقال علي بن الحسين عليهما السلام: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} فقال يزيد لعنه الله: (ما أصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) فقال: إن كانت بينك وبين هؤلاء النسوة قرابة فمر من يبلغهن إلى المدينة، قال: فأمر بهن يزيد فأدخلن داراً لمعاوية فأقمن ثلاثاً وأمر بهن إلى المدينة، فقال الشاعر في ذلك:
عين جودي بعبرة وعويل ... واندبي إن بكيت آل الرسول
واندبي تسعة لصلب علي ... قد أصيبوا وخمسة لعقيل
وابن عم النبي غودر فيهم ... قد علوه بصارم مصقول
وقال ابن الرئيس الأسدي:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري
إلى هانئ في السوق وابن عقيل
تري جسداً قد غير الموت لحمه
ونضح دم قد سال كل مسيل
فيركب أسماء الهماليج آمناً
وقد طلبته مذحج بقتيل

(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن عثمان بن عمر بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا محمد بن مخلد، قال حدثنا محمد بن إدريس الرازي، قال حدثنا يحيى بن مصعب الكوفي، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد الملك بن عمير، قال: دخلت قصر الكوفة فرأيت رأس الحسين بن علي عليهما السلام على ترس بين يدي عبيد الله بن زياد وعبيد الله على السرير، ثم دخلت بعد ذلك القصر بحين، فرأيت رأس عبيد الله بن زياد على ترس بين يدي المختار والمختار على السرير، ثم دخلت بعد ذلك بحين فرأيت رأس المختار بين يدي مصعب بن الزبير ومصعب على السرير، ثم دخلت بعد ذلك بحين فرأيت رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان وعبد الملك على السرير.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا يحيى بن زكريا الساجي قال: سمعت أحمد بن محمد بن حميد الجهمي من ولد أبي جهم بن حذيفة ينشد في قتل الحسين بن علي عليهما السلام، فقال: هذا الشعر لزينب بنت عقيل بن أبي طالب رحمه الله تعالى: [168]
ماذا تقولون إن قال النبي لكم
ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بأهل بيتي وأنصاري وذريتي
منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم
ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
فقال أبو الأسود الدؤلي: (يقولون ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال حدثني أبي، قال حدثني أحمد بن عبيد، قال أخبرنا الأصمعي، قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام وحمل عياله إلى الشام فشيعهم أهل الكوفة يبكون وينتحبون وأنشأ أبو الأسود الدؤلي يقول:
ماذا يقولون إن قال النبي لكم
ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم

بأهل بيتي وأنصاري ومحرمتي
منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذا نصحت لكم
أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
(وبالإسناد) المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا الفقيه الإمام أحمد بن الحسن بن بابا الآذوني قراءة عليه، قال حدثنا السيد المرشد بالله إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني سليمان بن أحمد، قال حدثنا الحسن بن العباس الرازي، قال حدثنا سليم بن منصور بن عمار، قال حدثني أبي.

(ح) قال وأخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال وحدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، قال حدثنا عمر بن بكر بن بكار القعنبي، قال حدثنا محمد بن مجاشع بن عمرو، قالا حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي قتيل، قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص أن معاذ بن جبل أخبره، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متغير اللون فقال: ((أنا محمد أوتيت فواتح الكلم وخواتمه، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله عزّ وجلّ، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، أتتكم المؤتة، أتتكم الروح والراحة كتاب من الله سبق، أتتكم فتن كقطع اليل المظلم، كلما ذهب رسل جاء رسل، تناسخت النبوة فصارت ملكاً، رحم الله من أخذها بحقها، وخرج منها كما دخلها، أمسك يا معاذ وأحص. قال: فلما بلغت خمسة(1)، قال يزيد، قال لا بارك الله في يزيد، ثم ذرفت عيناه صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: نعي إليّ الحسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعاً، ثم قال: واهاً لفراخ آل محمد، من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف، أمسك يا معاذ.
فلما بلغت عشرة، قال الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام يبوء بدمه رجل من أهل بيته يسل الله سيفه فلا غماد له، واختلف الناس فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه، ثم قال بعد العشرين ومائة موت سريع وقتل ذريع ففيه هلاكهم، ويلي عليهم رجل من ولد العباس.
__________
(1) وهم أبو بكر وعثمان وعمر ومعاوية ويزيد ا ه‍. من خط شيخنا أبي الحسين مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي فسح الله في أجله.

(وبه) قال أخبرنا أبو إسحاق محمد بن عبد المؤمن بن أحمد قاضي إسكافه قدم علينا ببغداد قراءة عليه، قال أخبرنا أبي أبو محمد، قال حدثنا أبو بكر الحسين بن يحيى بن عياش المتوتي(1)، قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، قال حدثنا وهب بن جرير، قال حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن الزبير الحنظلي، [169] قال: حدثني زريق مولى معاوية قال: لما مات معاوية بعثني يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان والي المدينة، فكتب إليه بموت معاوية، وكتب أن يدعو هؤلاء الرهط يبايعون، قال: فقدمت عليه ليلاً فقلت للحاجب: استأذن لي عليه، فقال: إنه قد دخل، قلت: إني قد جئت في أمر لا بد من الدخول عليه، قال: فأذن لي فدخلت عليه، فدفعت إليه الكتاب، فلما قرأه جزع من موت معاوية جزعاً شديداً، وجعل يقوم على سريره على فرشه، ثم يرمي نفسه ثم يقوم فيرمي نفسه، ثم دعا مروان فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة موردة فنعى معاوية، ثم أخبره في الذي كتب في أمر القوم، ثم قال: ما ترى؟
قال: أرى تبعث إليهم الساعة فتعرض عليهم البيعة فإن بايعوك وإلا فاضرب أعناقهم.
قال الوليد: سبحان الله أقتل الحسين وابن الزبير.
قال: هو ما أقول لك.
قال: فبعث إليهم فجاء الحسين عليه السلام عليه قميص أبيض متورد مصبوغ بزعفران، فسلم ثم جلس، قال: ثم جاء ابن الزبير بين ثوبين غليظين مشمراً إلى نصف ساقه، فسلم ثم جلس، ثم جاء عبد الله بن مطيع، فجاء رجل أحمر العينين ثائر الشعر -أو قال الرأس- فسلم ثم جلس.
__________
(1) المتولي كما في الطبقات.

قال: فحمد الله الوليد ونعى إليهم معاوية ودعاهم إلى البيعة ليزيد، فبدر ابن الزبير صاحبيه الكلام مخافة وهنهما، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر معاوية فترحم عليه ودعا له، ثم ذكر الوليد فقال: وليتنا فأحسنت ورفقت بنا ووصلت أرحامنا، وقد علمت الذي كان من أبيك في بيعة يزيد وولايتنا، ومتى ما بايعنا وشاب مصرم علينا خشينا أن لا يذهب ذلك ما في نفسه علينا، فإن رأيت أن تصل أرحامنا وتحسن فيما بيننا وبينك وتخلي سبيلنا، فإذا أصبحت نودي في الناس الصلاة جامعة ثم صعدت المنبر فنبايع حينئذ يذهب ما في نفسه علينا.
قال: وأنا أنظر إلى مروان في ناحية البيت كلما نظر إليه الوليد قال بيده هكذا، إضرب أعناقهم، قال: فخلى سبيلهم.
قال مروان: ألا والله لا يصبح بالمدينة منهم أحد.
قال: فانطلق كل واحد منهم إلى منزله فقرب رواحله فشد عليها، ثم أتى بها إلى الطريق وأصبح -يعني الوليد، فنادى بالصلاة جامعة، فطلب الناس ودعاهم إلى البيعة ليزيد، وأرسل هؤلاء الرهط فوجدهم قد خرجوا.
(وبه) قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا محمد بن جعفر التميمي قراءة، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال أخبرني الحسن بن جعفر بن مدرار قراءة، قال حدثني عمي طاهر بن مدرار، قال حدثني فضيل بن الزبير قال: سمعت الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام ويحيى بن أم طويل وعبد الله بن شريك العامري يذكرون تسمية من قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام من ولده وإخوته وأهله وشيعته، وسمعته أيضاً من آخرين سواهم: الحسين بن علي بن رسول الله صلوات الله عليهم، قتله سنان بن أنس النخعي. وحمل رأسه فجاء به خولي بن يزيد الأصبحي.
والعباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد العامري قتله زيد بن رفاد الجنبي وحكيم بن الطفيل الطائي السنسي وكلاهما ابتلي في بدنه.

وجعفر بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وأمه أيضاً أم البنين بنت حزام، قتله هاني بن ثبيت الحضرمي.
وعبد الله بن علي عليه السلام وأمه أيضاً أم البنين، رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم وأجهز عليه رجل من بني تميم من بني إبان بن دارم.
ومحمد بن علي بن أبي طالب عليهما السلام الأصغر، قتله رجل من إبان بن دارم وليس بقاتل عبد الله بن علي، وأمه أم ولد.
وأبو بكر بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم [170] التميمي.
وعثمان بن علي عليهما السلام، وأمه أم البنين بنت حزام أخو العباس.
وجعفر وعلي ابني علي لأمهم.
وعلي بن الحسين الأكبر وأمه ليلى بنت مرة بن عروة بن مسعود بن مغيث الثقفي، وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، قتله مرة بن منقذ بن النعمان الكندي، وكان يحمل عليهم ويقول:
أنا علي بن الحسين بن علي ... نحن وبيت الله أولى بالنبي
حتى قتل صلى الله عليه.
وعبد الله بن الحسين عليهما السلام، وأمه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عكيم الكلبي، قتله حرملة بن الكاهلي الأسدي الوالبي، وكان ولد الحسين بن علي عليه السلام في الحرب، فأتي به وهو قاعد فأخذه في حجره ولباه بريقه وسماه عبد الله، فبينما هو كذلك إذ رماه حرملة بن الكاهل بسهم فنحره، فأخذ الحسين عليه السلام دمعه فجمعه ورمى به نحو السماء، فما وقعت منه قطرة إلى الأرض.
قال فضيل: وحدثني أبو الورد أنه سمع أبا جعفر يقول: لو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب، وهو الذي يقول الشاعر فيه:
وعند غنى قطرة من دمائنا ... وفي أسد أخرى تعد وتذكر
وكان علي بن الحسين عليه السلام عليلا وارتث يومئذ وقد حضر بعض القتال، فدفع الله عنه، وأخذ مع النساء هو ومحمد بن عمرو بن الحسن، والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

33 / 120
ع
En
A+
A-