(وبه) قال أخبرنا الحسن بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه لفظاً في الجامع، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار إملاء، قال حدثنا أحمد بن سعيد بن عبد الله، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثنا محمد بن حسن قال: لما نزل عمر بن سعد بالحسين بن علي عليهما السلام وعلم أنهم قاتلوه، قام في أصحابه خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد نزل ما ترون من الأمر، وأن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها واستمرت، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل المتخم القاتل، ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المسلم في لقاء الله عزّ وجلّ، وإني لا أرى الموت فيه إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً.
قال: وقتل الحسين بن علي عليهما السلام يوم عاشوراء من سنة إحدى وستين، وعليه جبة خز، بالطف بكربلاء ذكياً. وهو ابن ست وخمسين سنة.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحيم المخلص، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال: قال سليمان بن قته يرثيه -يعني الحسين عليه السلام:
وإن قتيل الطف من آل هاشم ... أذل رقاباً من قريش فذلت
مررت على أبيات آل محمد ... فألفيتها أمثالها يوم حلت
وكانوا لنا غنما فعادوا رزية ... لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها ... وإن أصبحت منهم بزعمي تخلت
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها ... وتقتلنا قيس إذا النعل زلت
وعند غنى(1) قطرة من دمائنا ... سنجزيهم يوماً بها حيث حلت[161]
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة ... لفقد حسين والبلاد اقشعرت
__________
(1) غنى حي من غطفان.

(وبه) قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه من لفظه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال حدثنا أحمد بن سعيد، عن عبد الله، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثني محمد بن حسن قال: لما أدخل رأس الحسين بن علي عليهما السلام على يزيد بن معاوية لعنهما الله قال يزيد:
نفلق هاماً من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما
فقال علي بن الحسين عليهما السلام: ليس هكذا، قال فكيف يابن أم؟ قال: كما قال الله عزّ وجلّ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} فقال عبد الرحمن بن أم الحكم:
لهام بجنب الطف أدنى قرابة
من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل
سمية أضحى نسلها عدد الحصا
وبنت رسول الله أضحت بلا نسل
فضرب يزيد صدره وقال له: اسكت.
(وبه) قال أخبرنا أبو منصور بكر بن محمد بن علي بن محمد بن حيد الصيرفي التاجر النيسابوري وابن أخته أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحريصي النيسابوري بقراءتي عليهما معاً ببغداد، قالا أخبرنا الحسن بن محمد الأسفراييني، قال أخبرنا محمد بن زكريا العلاني، قال حدثنا عبد الله بن الضحاك، قال حدثنا هشام بن محمد قال: لما أجري الماء على قبر الحسين بن علي عليهما السلام نضب بعد الأربعين يوماً وامتحى أثر القبر، فجاء أعرابي من نسل بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين فشمه وبكى، وقال: بأبي وأمي ما كان أطيبك حياً وأطيب تربتك ميتاً، ثم بكى وأنشأ يقول:
أرادوا ليخفوا قبره عن صديقه ... فطيب تراب القبر دل على القبر
وهو بيت مشهور.

(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم -يعني ابن شاذان إجازة، قال أنشدنا أحمد بن القاسم، قال أنشدني أحمد بن أبي أمية القرشي، قال أنشدني منصور بن سلمة بن الزبرقان النميري:
شاء من الناس راتع هامل ... يعللون النفوس بالباطل
تقتل ذرية النبي وير ... جون دخول الجنان للقاتل
ويلك يا قاتل الحسين لقد ... قمت بحمل يميل بالحامل
أي حباء حبوت أحمد في ... حفرته من حرارة الثاكل
بأي وجه تلقى النبي وقد ... دخلت في قتله مع القاتل
تعال فاطلب غداً شفاعته ... أو لا ترد حوضه مع الناهل
ما الشك عندي في حال قاتله ... ولا أراني أشك في الخاذل
لا يعجل الله إن عجلت وما ... ربك عما ترين بالغافل
نفسي فداء الحسين يوم غدا ... إلى المنايا غدو لا قافل[162]
ذلك يوم أنحى بشفرته ... على سنام الإسلام والكاهل
يا عاذلي إنني أحب بني ... أحمد والترب في فم العاذل
كم ميت منهم بغصته ... مغترب القبر بالعرا نازل
ما انتحبت حوله قرابته ... عند مقاسات يومه الباسل
أذكر منهم ومن مصابهم ... فيمنع القلب سلوة الذاهل
مظلومة والنبي والدها ... تدير أرجاء مقلة حامل
قد ذقت ما أنتم عليه فما ... رجعت من دينكم إلى طائل
من دينكم جفوة النبي والج‍ ... ‍افي لآل الرسول كالواصل
(وبه) قال السيد الإمام، وأنشدني القاضي أبو القاسم التنوخي، قال وأنشدني أبو الحسن السلامي لنفسه:
لا يؤيسنك ضيق الأمر من فرج
ولا يكـ تماديه إلى الكمد
فرب حيران قد أهدى الشفاء له
جيش الأسى قلق الأحشاء مضطهد
لما توغل عن أعدائه هرباً
وافى عرين أبي شبلين ذي لبد
ينجو وقد قد عضواً منه ذو شطب
عضب وجاذب عضواً من فم الأسد
إذا استقر بقعر البئر عاجله
لوقته فرج يسعى يداً ليد
ومستبيت ببئر لا طريق له
إلى النجاة ولا باب إلى الرشد
في قفرة ما بها للصوت من أحد
يجري إليه ولا للإنس من عدد
فلا تقل دامت البأساء واتصلت

ما دام خير ولا شر على أحد
(وبه) إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله رحمهما الله تعالى إملاء، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني ضبارة بن زياد الأسدي، قال حدثنا عمرو بن ثابت، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيتي، فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين عليه السلام، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وديعة عندك هذه التربة، فشمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ريح كرب وبلاء.
قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل، قالت: فجعلتها في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول: إن يوماً تحولين فيه لدماً ليوم عظيم.

(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن أحمد الواعظ المقري المعروف بابن العلاف بقراءتي عليه في الرصافة، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا [163] عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال حدثنا قرة قال: سمعت أبا رجاء يقول: لا تسبوا علياً ولا أهل هذا البيت إن جاراً لنا من بني الهجيم قدم من الكوفة فقال: ألم تروا إلى هذا الفاسق ابن الفاسق إن الله قتله -يعني الحسين بن علي صلوات الله عليهما، قال: فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره.
(وبه) قال أخبرنا يوسف بن رباح بن علي بن يوسف الحنفي القاضي قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا علي بن الحسن بن بندار القاضي بمصر قراءة عليه، قال حدثنا محمود بن أحمد بن الفضل بأنطاكية، قال حدثنا محمد بن موسى بن داود، قال حدثني محمد بن سعد، قال حدثنا الواقدي، قال حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي، عن الشعبي قال: أول رأس حمل في الإسلام على خشبة رأس الحسين بن علي عليهما السلام.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر بن أحمد الحافظ الدارقطني، قال حدثنا أبو محمد بن صاعد، قال حدثنا الجراح بن مخلد ويحيى بن معلى بن منصور الرازي، قالا حدثنا عمر بن عبد الوهاب الرباحي أبو حفص، قال حدثنا المعتمر بن سليمان، عن قرة بن خالد، عن الحسن، عن أنس قال: لم تر عين عبراً مثل يوم أتي برأس الحسين بن علي عليهما السلام في طشت فوضع بين يدي عبيد الله بن زياد لعنهما الله، فجعل يمسحه بقضيبه ويقول: إن كان لصبيحاً، إن كان لجميلاً.

(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال حدثنا علي بن محمد بن عبيد الحافظ، قال حدثني الحبري، قال حدثنا الفضل بن دكين، قال حدثنا حميد بن عبد الله الأصم عن أمه قالت: ضرب لأم سلمة رضي الله عنها قبة في مسجد رسول الله حين قتل الحسين عليه السلام، فرأيت عليها خماراً أسود.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الضبي قراءة عليه، قال أخبر سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثني علي بن عبد العزيز، قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، قال حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن قال: قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام ستة عشر رجلاً من أهل بيته، والله ما على ظهر الأرض يومئذ أهل بيت بهم يشبهون، قال سفيان: ومن يشك في هذا.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسى البزار، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي الكوفي إملاء، قال حدثني أبي، قال حدثني جرير، عن منصور، عن مغيرة قال: كتب يزيد بن معاوية لعنه الله إلى ابن مرجان أن أغز مكة، فقال: والله لا أجمعها أبداً، قتلت ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأغزو البيت، وقد كانت مرجانة امرأة صدق، فقالت لعبيد الله حين قتل الحسين بن علي عليهما السلام: ما صنعت وما ركبت.

(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال حدثنا حجاج -يعني ابن منهال، وأبو عمرو، قالا حدثنا مهدي بن ميمون، قال أخبرني محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن ابن أبي نعيم قال: كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى [164] هذا، يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((هما ريحانتي من الدنيا)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد بن قزعة النجار، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، قال حدثنا محمد بن محمد، قال حدثنا عباد، قال حدثنا أبو زياد القتيبي، عن أبي حباب الكلبي، قال: كان الحصاصون يخرجون إلى الجبانة حين قتل الحسين بن علي عليهما السلام، فسمعوا نواح الجن وفيهم جنية تقول:
مسح الرسول جبينه ... وله بريق في الخدود
أبواه من عليا قري‍ ... ‍ش جده خير الجدود

(وبه) قال أخبرنا أبو علي محمد بن محمد بن الحسن المقري إمام الجامع الكبير بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قرئ على أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال حدثنا أبو محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال حدثني علي بن جعفر، عن حسين بن زيد، عن عمر بن علي قال: كان أبي يصلي من الليل، فإذا أصبح خفق خفقة ثم يدعو بالسواك، ثم يتوضأ، ثم يدعو بالغداء فيصيب منه قبل أن يخرج، فبعث المختار برأس عبيد الله بن زياد وعمرو بن سعد وأمر رسوله أن يتحرى غداء علي بن الحسين عليهما السلام، ففعل رسوله الذي أمره فدخل الرسول عليه فوضع الرأسين بين يديه، فلما رآهما خر ساجداً لله، وقال: الحمد لله الذي أدرك لي بثأري من عدوي.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، قال حدثنا يوسف بن عدي، قال حدثنا حماد بن المختار، عن عطية العوفي.
عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((قد أعطيت الكوثر، فقلت: يا رسول الله، وما الكوثر؟ قال: نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب أحد منه فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث أبدا، لا يشرب منه إنسان خفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي)).
(وبه) قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد البزاز العتيقي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول: سمعت جعفر الخلدي يقول: كان بي جرب عظيم فتمسحت بتراب قبر الحسين بن علي عليه السلام، قال: فغفوت وانتبهت وليس علي منه شيء.

(وبه) قال أنشدنا محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي، قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز، قال أنشدنا أبو بكر محمد بن يزيد بن محمود، قال أنشدنا الزبير لمخلد بن المهاجر المخزومي:
أبني أمية هل علمتم أنني ... أحصيت ما بالطف من قبر
صب الإله عليكم عصباً ... أبناء جيش الفتح أو بدر
(وبالإسناد) المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرنا [165] الفقيه أحمد بن الحسن بن بابا الآذني قراءة عليه، قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا أحمد بن رشيد بن المشري، قال حدثنا عمرو بن خالد الحراني، قال حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة.
عن عائشة قالت: دخل الحسين بن علي عليهما السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يوحى إليه فنزا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو منكب فلعب على ظهره، فقال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتحبه يا محمد؟ قال: يا جبريل، ومالي لا أحب ابني، قال: فإن أمتك ستقتله من بعدك، فمد جبريل عليه السلام يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال: في هذه الأرض تقتل ابنك هذا واسمها الطف، فلما ذهب جبريل عليه السلام من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتربة في يده يبكي، فقال: يا عائشة، إن جبريل عليه السلام أخبرني أن الحسين ابني مقتول في أرض الطف، وأن أمتي ستفتتن بعدي، ثم خرج إلى أصحابه، منهم علي عليه السلام وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة فأخبرني جبريل عليه السلام أن فيها مضجعه.

(وبه) قال أخبرنا القاضي يوسف بن رباح بن علي البصري قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثني علي بن الحسين بن بندار الأزدي بمصر، قال حدثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا أبو فروة، قال حدثنا أبو الجواز، قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن نعجة قال: أول ذل دخل على الإسلام يوم قتل الحسين بن علي عليهما السلام وادعى معاوية زيادا.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمود بن قحطبة بن بندار المقري بقراءتي عليه في جامع الكوفة، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حكمة التيملي التمار المعروف بأبي تراب، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا محمد بن صالح بن عبد الرحمن، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال أخبرنا سعيد بن سلمة وهو ابن أبي الحسام، قال حدثني موسى بن جبير، عن عبد الله بن سعيد، عن عبيد الله.
عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: بينما حسين عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البيت وقد خرجت لأقضي حاجة ثم دخلت البيت فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخذ حسيناً فأضجعه على بطنه، وإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح عينيه من الدمع، فقلت: يا رسول الله ما بكاؤك؟ قال: رحمة هذا المسكين، أخبرني جبريل عليه السلام أنه سيقتل بكربلاء، فقلت: أين كربلاء؟ قال: دون العراق، وهذه تربتها قد أتاني بها جبريل عليه السلام.

32 / 120
ع
En
A+
A-