لعن الله من يسب عليا ... وبنيه من سوقة وإمام
تأمن الطير والحمام ولا يأ ... من آل النبي عند المقام
طبت بيتاً وطاب أهلك أهلاً ... أهل بيت النبي والإسلام
مرحباً بالمطيبين من الرج ... س وأهل الإحلال والإحرام
رحمة الله والسلام عليكم ... كلما قام قائم بسلام
(وبه) قال السيد أنشدني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدني أبو الفرج عبد الواحد نصر ببغا، قال أنشدنا أبو عبد الله بن الأبيض العلوي لنفسه بالشام:
وأنا ابن معتلج البطاح يضمني ... كالدر في أصداف بحر زاخر
ينشق من ركنها وحطيمها ... كالجفن يفتح عن سواد الناظر
كجبالها شرفي ومثل سهولها خلقي ... ومثل ضبابهن مجاوري
(وبه) قال السيد أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسين بن أحمد بن منصور سحاده، قال حدثنا عبد الله بن داهر الرازي، قال حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق.
عن حبيش بن المعتمر قال: رأيت أبا ذر أخذ بعضادتي باب الكعبة وهو يقول: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك، ومثل باب حطة في بني إسرائيل)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن العلاف الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس، قال حدثنا بهلول بن هارون الشامي، قال حدثنا موسى بن عبيدة الزيدي، عن عمرو بن عبد الله، عن الزهري، عن أم سلمة.
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال لي جبريل عليه السلام: يا محمد قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد ولد أب خيراً من بني هاشم)).
(وبه) قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا إسحاق بن أحمد الفارسي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن الحسن بن المختار، قال حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، قال حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن عبيد.
عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي)).
(وبه) قال أخبرنا أبو أحمد، قال أخبرنا أبو محمد، قال حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثنا أبو حفص بن الصايغ، عن أبي سلمة الصايغ، عن عطية.
عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تشتموهم فتضلوا)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني ولفظ الحديث له، قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو العباس [156] الخزاعي، قال حدثنا محمد بن كثير العبدي، قال حدثنا إسماعيل بن عياش، قال حدثنا زيد بن جبيرة بن محمود، عن ابن أبي جبيرة الأنصاري، عن داود بن الحصين، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو لإحدى ثلاث: إما منافق، وإما لزينة، وإما امرؤ حملت به أمه في غير طهر)).
(وبه) قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسقاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا الحسن بن علي الواسطي أبو محمد، قال حدثنا خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث.
عن عبد المطلب بن ربيعة قال: قال العباس: يا رسول الله إن قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لقوا ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه ننكرها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غضباً شديداً ثم قال: ((والذي نفسي بيده لا يدخل قلب عبد الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله)). هكذا قال خالد.
قال أبو خليفة: فأما أبي فحدثناه عن يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، فذكر نحوه أو مثله.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه في جامع أصفهان، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري، قال حدثنا الحسن بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كان يوم القيامة نادى مناد من قبل العرش يا معشر الخلائق إن الله عزّ وجلّ يقول: أنصتوا فطال ما أنصت لكم، أما وعزتي وجلالي وارتفاعي على عرشي لا يجاوز أحد منكم إلا بجواز مني وجواز مني محبة أهل البيت المستضعفين فيكم المقهورين على حقهم المظلومين، والذين صبروا على الأذى واستخفوا بحق رسولي فيهم، فمن أتاني بحبهم أسكنته جنتي، ومن أتاني ببغضهم أنزلته مع أهل النفاق)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثني أحمد بن كامل، قال أخبرنا الحسين بن عبد الحميد النحوي، عن إبراهيم بن الليث الدهقان، عن عمرو بن مسعدة قال: دخلت على المأمون وبين يديه كتاب ينظر فيه وعيناه تجريان بالدموع.
قال عمرو: فقلت يا أمير المؤمنين ما في هذا الكتاب الذي أبكاك لا أبكى الله عينك؟
فقال: يا عمرو هذا مقتل أمير المؤمنين علي والحسين بن علي عليهما السلام،
فقلت: يا أمير المؤمنين إن الخاصة والعامة قد كثرت في أمرهما، فما يقول أمير المؤمنين في أهل الكساء؟
قال: فتنفس الصعداء ثم قال: هيه يا عمرو، هم والله آل الله وعترة المرسل الأواه -يعني إبراهيم عليه السلام، وسفينة النجا، وبدر ظلم الدجى، وبحر بغاه الندى، وغيث كل الورى، وأشبال ليث الدين، ومبيد المشركين، وقاصم المعتدين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول رب العالمين، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. هم والله المعلنوا التقى، والمسروا الهدى، والمعلموا الجدوى، والناكبون عن الردى، لا لحظ ولا جحظ، ولا فظظ غلظ، وفي كل موطن يقظ، هامات هامات، وسادات سادات، غيوث جارات، وليوث غابات، [157] أولو الأحساب الوافرة، والوجوه الناضرة، لا في عودهم خور، ولا في زبدهم قصر، ولا في صفوهم كدر، ثم ذكر الحسن والحسين عليهما السلام، فهمل منه دمع العين في حالية الخدين كفيض الغربين ونظم السمطين وَهَى(1) من القرطين.
__________
(1) وهى أي سقط.
ثم قال: هما والله كبدري دجى، وشمسي ضحى، وسيفي لقى، ورمحي لواء، وطودي حجى، وكهفي تقى، وبحري ندى، وهما ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وثمرتا فؤاده، والناصران لدين الله تعالى، ولدا بين التحليل والتحريم، ودرجا بين التأويل والتنزيل، ورضعا لبان الدين والإيمان، والفقه والبرهان، وحكمة الرحمن، سيدا شباب أهل الجنة، ولدتهما البتول الصادقة، بنت خير الشبان والكهول، وسماهما الجليل، ورباهما الرسول، وناغاهما جبريل، فهل لهؤلاء من عديل، بررة أتقياء، ورثة الأنبياء، وخزنة الأوصياء، قتلتهم الأدعياء، وخذلهم الأشقياء، ولم ترعو الأمة من قتل الأئمة، ولم تحفظ الحرمة، ولم تحذر النقمة، ويل لها بماذا أتت، ولسخط من تعرضت، وفي رضى من سعت، طلبت دنيا قليل عظيمها، حقير جسيمها، وزاد المعاد أغفلت، إذا الجنة أزلفت وإذا الجحيم سعرت، وإذا القبور بعثرت، ولحسابها جمعت، ويل لها ماذا حرمت، عن روح الجنان ونعيمها صدفت، وعن الولدان والحور غيبت، وإلى الجحيم صيرت، ومن الضريع والزقوم أطعمت، ومن المهل والصديد والغسلين سقيت، ومع الشياطين والمنافقين قرنت، وفي الأغلال والحديد صفدت، ويل لها ما أتت، ثم هملت عيناه وكثر نحيبه وشهيقه.
فقلت: يا أمير المؤمنين يشفيك ما إليه صار القوم.
فقال: نعم، إنه لشفاء ولكني أبكي لأشجان أحزان تحركها الأرحام وقال:
لا تقبل التوبة من تائب ... إلا بحب ابن أبي طالب
حب علي لازم واجب ... في عنق الشاهد والغائب
أخو رسول الله حلف الهدى ... والأخ لا يعدل بالصاحب
لو جمعا في الفضل يوماً لقد ... نال أخوه رغبة الراغب
بعد علي حب أولاده ... ما أنا بالمزري ولا العائب
إن مال عنه الناس في جانب ... ملت إليه الدهر في جانب
جاءت به السنة مقبولة ... فلعنة الله على الناصب
حبهم فرض علينا لهم ... كمثل حج لازم واجب
(وبه) قال أخبرنا السيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني إجازة، وأخبرنا عنه أبو علي الحسن بن علي بن الحسن، ومحمد بن محمد المقري بقراءتي عليهما، قال وحدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله، قال حدثنا أحمد بن علي بن عافية، قال حدثنا محمد بن منصور المرادي، قال حدثنا القاسم بن إبراهيم عن أبيه عليهما السلام قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال: يابن رسول الله قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاءه رجل فقال: إني أحبك وأهل بيتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((فاستعد للفقر جلباباً)) ما ذلك الفقر؟ فقال علي بن الحسين عليهما السلام: [158] هو الفقر إلى الله عزّ وجلّ، فلو جعلت الدنيا بحذافيرها لمؤمن ما فرح بها، ولو صرفت بكليتها ما حزن عليها، وإن أولياء الله لا يسكنون إلى شيء دونه.
(وبه) قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن عبد الرحيم الصوري إملاء، قال أنشدنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن سحتويه، قال أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن عطا الروذباذي:
ليس الترفض من شأني ولا وطري ... ولا التنصب من همي ولا فكري
ولست منطوياً الله يعلمه ... على انتقاص أبي بكر ولا عمر
لكن آل رسول الله حبهم ... يحل مني محل السمع والبصر
الحديث الثامن (في فضل الحسين بن علي عليهما السلام وذكر مصرعه وسائر أخباره وما يتصل بذلك)
(وبالإسناد) المتقدم إلى القاضي عماد الدين أبي العباس أحمد أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني رحمه الله في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه، قال أخبرنا والدي الشيخ أبو سعد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني.
(ح) قال القاضي عماد الدين أحمد بن أبي الحسن رحمه الله، وأخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي القاسم بابا الآذوني رحمه الله قراءة عليه سنة ست وثلاثين وخمسمائة، قالا حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا أبو بكر بن شيبة، قال حدثنا محمد بن عبيد، قال حدثني شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه أنه سافر مع علي عليه السلام، فلما حاذى نينوى قال: صبراً أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وما ذاك؟
قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان،
فقلت: هل أغضبك أحد يا رسول الله، ما لي أرى عينيك مفيضتن.
قال: قام من عندي جبريل عليه السلام فأخبرني أن أمتي تقتل الحسين ابني، ثم قال: هل لك أن أريك من تربته؟
قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة، فلما رأيتها لم أملك عيني أن أفاضتا.
(وبه) قال السيد الإمام رضي الله عنه أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال حدثنا معن بن عيسى، قال حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن حميد، عن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان في يوم عاشوراء عام حج وهو على المنبر يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا اليوم يقول: هذا يوم عاشوراء لم يكتب عليكم صيامه وإني صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر.
(وبه) قال وأخبرنا يوسف بن رباح بن علي القاضي قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا علي بن الحسين بن بندار القاضي الأدمي قراءة عليه بمصر، قال حدثنا محمود بن أحمد بن الفضل بأنطاكية، [159] قال حدثنا كريز بن أبي، قال حدثنا غسان بن مالك، قال حدثنا حماد، عن عمار بن أبي عمار.
عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم أشعث أغبر، وفي يده قارورة فيها دم، فقلت بأبي وأمي أنت ما هذا؟ قال: دم الحسين بن علي، لم أزل ألتقطه منذ اليوم فأحصى ذلك اليوم، فوجده يوم قتل الحسين صلوات الله عليه وسلامه.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان الخراز بقراءتي عليه دفعات ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن شداد -يعني المسمعي، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم: أني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً.
(وبه) قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا الحسين بن محمد قراءة، قال أخبرنا عبد العزيز، قال حدثنا محمد بن عيسى بن هارون بن سلام، قال حدثنا أحمد بن يحيى مولى بني شيبة، قال حدثنا قاسم بن عمرو، قال حدثنا حسين بن زيد بن علي، عن آبائه عليهم السلام: أن الحسين بن علي عليهما السلام خطب يوم أصيب فحمد الله وأثنى عليه وقال: الحمد لله الذي جعل الآخرة للمتقين، والنار والعقاب على الكافرين، وإنا والله ما طلبنا في وجهنا هذا الدنيا فنكون الساكنين في رضوان ربنا، فاصبروا فإن الله مع الذين اتقوا ودار الآخرة خير لكم، فقالوا بأنفسنا نفديك، فقال الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام، فكانوا والله يبادرونه إلى القتال حتى مضوا بين يديه فيحتسبهم ويستغفر لهم.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن بشران القرشي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ الدراقطني، قال حدثنا محمد بن مخلد، قال حدثنا عباس الدوري، قال حدثنا شهاب بن عباد، قال حدثنا أبو الأخوص، عن عطاء بن السائب، عن عبد الجبار بن وائل قال: لما خرج الناس إلى الحسين بن علي عليهما السلام خرج من أهل الكوفة رجل على فرس له شقراء ذنوب(1) فأقبل على الحسين عليه السلام يشتمه، فقال له: من أنت؟ فقال: حويزة أو ابن حويزة، قال: اللهم حزه إلى النار، قال: وبين يديه نهير فذهب ليعبره فزالت إسته عن السرج، فمر بنا وقد قطعته فما أبقت منه إلا فخذه وساقه وقدميه في الركاب وإحدى خصيتيه، فقلنا ارجعوا لا نشهد قتل هذا الرجل.
__________
(1) كثير شعر الذنب.
(وبه) قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن العباس بن حيويه من لفظه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال حدثنا أحمد بن سعيد، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثني محمد بن الحسن قال: كان بنو أمية مجتمعين عند عمر بن سعد فسمعوا صياحاً فقالوا: ما هذا؟ فقيل: نساء بني هاشم يصحن لما رأين رأس الحسين عليه السلام، فقال مروان بن الحكم:
عجت نساء بني زبيدة عجة ... كعجيج نسوتنا غداة الأربد
فلما دخل على عمر بن سعد، قال: وددت والله أن أمير المؤمنين ما كان وجه إلي، فقال له مروان: أسكن لا سكت إلا قلت كما قال القائل:
ضربت دوسر منهم ضربة ... أثبتت أوتاد ملك فاستقر[160]
ثم أخذ مروان الرأس فوضعه بين يديه فقال:
يا حبذا بردة في اليدين ... ولونه الأحمر في الخدين
كأنما بات بمحسدين(1)
والله إني لكأني أنظر إلى أيام عثمان، فقال أبو الأسود الدؤلي في قتل الحسين عليه السلام:
أقول وزادني جزعاً وغيظاً ... أزال الله ملك بني زياد
وأبعدهم بما غدروا وخانوا ... كما بعدت ثمود وقوم عاد
ولا رجعت ركابهم إليهم ... إذا قفت إلى يوم التناد
(وبه) قال أخبرنا محمد بن علي بن العلاف المقري الواعظ بقراءتي عليه في الرصافة ببغداد، قال أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال حدثنا عبد الحميد -يعني ابن بهرام، قال حدثني شهر -يعني ابن حوشب، قال سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين جاء نعي الحسين بن علي عليهما السلام: لعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، غروه وذلوه لعنهم الله. الحديث.