عن عبد الله بن مسعود قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد علي عليه السلام وهو يقول: ((هذا وليي وأنا وليه، سالمت من سالم، وعاديت من عادى)).
(وبه) قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري ومحمد بن محمد بن عثمان بن البندار بقراءتي على كل واحد منهما ببغداد، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، قال أخبرنا طلحة بن جبر، عن المطلب بن حنطب.
عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الطائف بضع عشرة أو سبع عشرة ليفتحها، ثم قال: ((يا معشر قريش لتنتهن أو لأبعثن عليكم رجلا مني أو كنفسي، فيقتل مقاتلكم ويسبي ذراريكم، قال: ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال: هذا هو، يا أيها الناس إن موعدكم الحوض)).
(وبه) قال أخبرنا الحكم بن محمد بن إسماعيل بن الحكم المخزومي بقراءتي عليه في جامع الكوفة، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسن النحاس الفيلمي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البلخي، قال حدثنا عباد بن يعقوب الرواجني، قال أخبرنا علي بن هاشم، عن أبي الجحاف أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: حدثنا بأعجب سابقة كانت لك على لسان رسول الله صلى الله [141] عليه وآله وسلم؟ فقال: كانت لي سوابق كثيرة على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ((يا علي ما سألت ربي الليلة لنفسي شيئاً إلا أعطيته، ولا سألت لنفسي شيئاً إلا سألت لك مثله، فأعطاني ما سألت)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي إنك مبتلى ومبتلى بك، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب عليك، أما من أحبك وصدق فيك فمعي في جنتي، وأما من أبغضك ففي النار يوم القيامة)).
(وبه) قال أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه ببغداد، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن كوثر البويهاري، قال حدثنا محمد بن سليمان، قال حدثني عبيد الله -يعني ابن موسى، قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن بريم أن الحسن بن علي عليهما السلام قام فخطب الناس فقال: لقد فارقكم بالأمس رجل لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه فيعطيه الراية ثم لا ترتد حتى يفتح الله عزّ وجلّ عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ما ترك صفرا ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادماً.
(وبه) قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن علي بن عيسى بن ماهان الرازي، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن زنجويه، قال حدثنا العباس بن بكار، عن عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي، عن محمد بن السايب، عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن مرة الكناني على معاوية فقال له: صف علياً؟ فقال: أوتعفيني يا أمير المؤمنين، قال: لا أعفيك، قال: إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواجذه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، وكان والله غزير الدمعة، طويل الفكرة، يقلب كفيه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان والله كأحدنا يدنينا إذا آذناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع قربه منا لا نكلمه هيبة له، فإن تبسم فمن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه، يتمثل في محرابه، قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه، ثم يقول للدنيا، إليّ تعرضت أم إليَّ تشوقت هيهات هيهات غري غيري، لا حان حينك فقد بنتك ثلاثاً، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كثير، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.
قال: فوكف دموع معاوية على لحيته ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه، وقد اختنق القوم بالبكاء، فقال: كذا كان أبو الحسن، فكيف وجدك عليه يا ضرار؟
قال: وجد من ذبح واحدها في حجرها، لا ترقأ دمعتها، ولا يسكن حزنها، ثم قام فخرج. [142]
(وبه) قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن الحسني البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا علي بن عبد الرحمن بن أبي السرى قراءة عليه، قال حدثنا أبو مليل محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن صالح الجمال قال: سمعت الإمام الشهيد أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول: اجتمع نفر من قريش فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فتفاخروا فقالوا أشياء من الشعر، حتى انتهوا إلى علي عليه السلام، فقالوا: يا أبا الحسن قل، فقد قال أصحابك، فقال علي عليه السلام:
الله أكرمنا بنصر نبيه ... وبنا أقام دعائم الإسلام
قال محمد: قال إني لقنتها ابن أبي حماد أكرمنا فلم يقل إلا أعزنا:
وبنا أعز نبيه وكتابه ... وأعزه بالنصر والإقدام
في كل معترك تطير سيوفنا ... فيها الجماجم عن فراخ الهام
ينتابنا جبريل في أبياتنا ... بفرائض الإسلام والأحكام
فنكون أول مستحل حله ... ومحرم لله كل حرام
نحن الخيار من البرية كلها ... وزمامها وزمام كل زمام
الخائضوا غمرات كل كريهة ... والضامنون حوادث الأيام
والمبرمون قوى الأمور بعزمهم ... والناقضون مرائر الإبرام
سائل أبا كرب وسائل تبعاً ... عنا وأهل العبر والأزلام
إنا لنمنع من أردنا منعه ... ونجود بالمعروف والإنعام
وترد عادية الخميس سيوفنا ... وتقيم رأس الأصيد القمقام
(وبه) قال أخبرنا السيد الإمام رضي الله عنه في يوم الخميس الثالث من جمادى الأخرى، قال حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا غسان، عن أبي إسرائيل، عن عطية.
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله سبب موصول من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)).
(وبه) قال أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الوهاب بن ريطة بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان المقري، قال حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي السرى، قال حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا النعمان، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق الهمداني، عن زيد بن بليغ.
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن تستخلفوا أبا بكر تجدوه قوياً في أمر الله وفي بدنه ضعيف، وإن تستخلفوا عمر تجدوه قوياً في أمر الله قوياً في بدنه، وإن تستخلفوا علياً وما أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يحملكم على المحجة البيضاء)).
(وبه) قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المكفوف، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثني سعيد بن سلمة الثوري وعلي بن الحسين بن حيان، قالا حدثنا محمد بن يحيى القيدي، قال حدثنا عيسى، قال حدثني أبي، عن أبيه، عن جده.
عن علي عليه السلام، قال: قال لي سلمان: قل ما اطلعت [143] على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده علي عليه السلام إلا ضرب بين كتفيه، فقال: ((يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا ابن عائشة، قال حدثنا حسين الأشقر، عن علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده.
عن أبي ذر أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام: ((أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين)).
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي القاضي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عبد الله المرزباني، قال حدثنا أبو حفص عمر بن داود بن عنبسة المعروف بابن بيان العماني، قال حدثنا محمد بن عيسى الواسطي أبو بكر، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: فاطمة وولدها.
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد المخرمي، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتى الكاتب، قال حدثنا الحسين بن الحكم الحبري(1)، قال حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم، قال حدثنا القاسم بن عبد الغفار العجلي، عن الأحوص، عن مغيرة، عن الشعبي، عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن سعيد الزرار، قال حدثنا إبراهيم بن عيسى التنوخي، قال حدثنا يحيى بن يعلى، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن زياد بن عوف.
__________
(1) الحبري بالحاء المهملة والباء الموحدة من أسفل بعدها ياء مثناة من تحت.
عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أحب أن يحيا حياتي ويموت موتي، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي، فإن ربي غرس قضيبها بيده، فليتول علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلالة)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي، قال حدثنا أبو خليفة، قال سمعت الرياشي يقول: سمعت الأصمعي يقول: سمعت عبد الرحمن بن سليمان الضبعي يقول: قال منذر الثوري، قال محمد بن الحنفية وقد سئل عن السعادة والشقاء فقال: من السعادة خمس: اليقين بالله، والرجاء عن الله، والرجوع في الأمور كلها إلى الله، والحياء والمراقبة لله تعالى. والشقاء في خمس: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، والحرص عليها وقلة الخوف من الله تعالى والمراقبة له.
(وبه) قال أنشدنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال أنشدنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني بالكوفة، قال أنشدنا جحظة، قال أنشدنا أبو هفات لنفسه: [144]
أحسن من نور كل زهر ... ومن وصال بعقب هجر
حر رأى خلة بحر ... فسدها في خفي ستر
(وبالإسناد) المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرنا الشيخ الإمام أحمد بن الحسن بن بابا الأذوني قراءة عليه، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه في جامع أصفهان، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا زيد بن عوف وأبو سلمة، قالا حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت.
عن البراء قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع فكنا بغدير خم، فنودي فينا أن الصلاة جامعة، وكسح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرتين، فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من واليت وعاد من عاديت)) فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
(وبه) قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد بن كثير الكوفي العامري، قال حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عباس بن عبد الله، قال حدثنا سليمان بن قرم(1)، عن سلمة بن كهيل.
قال حدثنا أبو الطفيل أنه سمع زيد بن أرقم يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام، فقام تحتهن فأناخ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشيته يصلي، ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ما اتبعتموهما، القرآن وأهل بيتي عترتي، ثم قال: تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كنت مولاه فإن عليا مولاه)).
__________
(1) قرم بقاف مثناة من فوق وراء مهملة بعدها ميم.
(وبإسناده) قال وحدثنا سليمان بن قرة، عن محمد بن السايب، قال حدثني عبد الله بن باقل اليماني قال: كنت عند زيد بن أرقم إذ أتاه رجل على بغلة فنزل ثم قال: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: أنا زيد بن أرقم، فأعادها الرجل عليه، فقال زيد: أنا زيد بن أرقم، فأعادها الرجل عليه، فقال زيد: أنا صاحبك الذي تريد، فما حاجتك؟ قال: حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ولاية علي ولا تذكره عن غيره إن لم تكن سمعته منه، فقال زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الدوحات وهن غدير خم يقول: ((ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه))، فقال رجل من القوم: ما يألوا أن يرفع ابن عمه.
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي البزاز بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد المخرمي، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتى الكاتب، قال حدثني الحسين بن الحكم الحبري، قال حدثنا الحسن بن الحسين، عن حيان، عن الكلبي، عن أبي صالح.
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عزّ وجلّ: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} نزلت في علي عليه السلام، أمر رسول [145] الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام فقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الوراق الشروطي بقراءتي عليه، قال حدثني الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن القاسم الشعراني الفقيه إملاء، قال حدثنا أحمد بن علي بن أحمد القمي، قال حدثنا علي بن الحسين، قال حدثنا الحسن بن أحمد المالكي، قال حدثنا الحسين بن زيد الزنادي، عن صفوان بن يحيى، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: الثامن عشر يوم غدير خم من ذي الحجة عيد الله الأكبر ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند الله منه، وهو الذي أكمل الله فيه دينه لخلقه وأتم عليهم نعمه ورضي لهم الإسلام دينا، وما بعث الله نبياً إلا أقام وصيه في مثل هذا اليوم ونصبه علماً لأمته، فليذكر الله شيعتنا على ما منّ عليهم بمعرفته هذا اليوم دون سائر الناس. قال: فقلت: يا ابن رسول الله فما نصنع فيه؟ فقال: تصومه فإن صيامه يعدل ستين شهراً وتحسن فيه إلى نفسك وعيالك وما ملكت يمينك بما قدرت عليه.
(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، قال حدثنا علي بن سعيد الرقي.
(ح) قال السيد وحدثنا القاضي أبو القاسم، قال وحدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال حدثنا أبو نصر حبشون بن أيوب الحلال، قال حدثنا علي بن سعيد الشامي، قال حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر -يعني ابن حوشب.
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه)).