(الحديث الخامس والثلاثون) في ذكر الشيب والعمر ولطف الله تعالى بالمعمرين وما يتصل بذلك.
(الحديث السادس والثلاثون) في ذكر آخر الزمان وأشراط الساعة وآماراتها وما يتصل بذلك.
(الحديث السابع والثلاثون) في ذكر المرض والعوض وما يتصل بذلك.
(الحديث الثامن والثلاثون) في ذكر عيادة المرضى وفضلها وما يتصل بذلك.
(الحديث التاسع والثلاثون) في ذكر الموت واختلاف أحوال الموتى وذكر عذاب القبر وثوابه وما يتصل بذلك.
(الحديث الأربعون) في قضية المحشر وهوله وذكر الجنة والنار وما يتصل بذلك.
وبذلك يتم ما رمناه من ترتيب هذا الكتاب. ونسأل الله عزّ وجلّ حسن الخاتمة والتوفيق في كافة الأسباب.

الحديث الأول في الإيمان وكلمة التوحيد وصفة المؤمن وحرمته وما يتصل بذلك
أخبرنا الشيخ الأجل السيد الإمام محيي الدين وزين الموحدين بقية السلف أحفظ الحفاظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الوليد القرشي الصنعاني قراءة عليه، قال أخبرنا الشريف الأمير الأجل الفاضل بدر الدين فخر المسلمين الداعي إلى الحق المبين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق عليهم السلام، مناولة في رمضان من سنة سبع وتسعين وخمسمائة بمدينة (صعدة) المحروسة بالمشاهد المقدسة على ساكنيها السلام، قال وأنا أرويه مناولة وإجازة عن السيد الشريف الأجل عماد الدين الحسن بن عبد الله رحمه الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام العالم الأوحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام عماد الشريعة أحمد بن أبي الحسن بن علي القاضي الكني أدام الله تأييده بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنين وخمسين وخمسمائة، قال أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو المنصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني رحمه الله تعالى في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه، قال أخبرني والدي الشيخ أبو سعد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني رحمه الله، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري(1) بن القاسم بن الحسن بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
__________
(1) نسبة إلى الشجرة قرية قرب المدينة.

(ح) قال وأخبرنا الشيخ القاضي الإمام العالم الزاهد الأوحد قطب الدين شرف الإسلام أحمد بن أبي الحسن الكني أدام الله تأييده، قال أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي القاسم بابا الآذاوني رحمه الله قراءة عليه سنة ست وثلاثين وخمسمائة، قال حدثنا السيد المرشد بالله إملاء في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم السمسار المعروف بابن غيلان بقراءتي عليه غير مرة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله بن روح المدايني ومحمد بن رزيح البراز، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله، فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
وبهذين الإسنادين إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه قال أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن علي بن محمد البيع المعروف بابن مورى، قال حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن حمان الجواليقي وكان ثقة، قال حدثنا محمد بن أيوب، قال أخبرنا مسدد، قال حدثنا حماد، عن المعلا بن زياد، عن معاوية بن قرة، عن معقل [9] بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((العبادة في الهرج كهجرة إليَّ)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر(1)
__________
(1) هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني المعروف بابن ريذة، قال الخطيب في السابق واللاحق ص218: وقد كان بأصبهان شيخ يعرف بابن ريذة يروي عن الطبراني، مات في سنة 440ه‍ولم أسمع عنه شيئاً. ا ه‍.
وفي هامش الكتاب المذكور في الصفحة المذكورة: أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني مسند أصبهان، وثقه ابن منده مات سنة440ه‍. ا ه‍.
وقال الشيخ محمد باقر المحمودي في تعليقه على فرائد السمطين ج/1 ص233 ما نصه: وقال الذهبي في ترجمة الرجل في كتاب العبر ج/2 ص193 ط/الكويت، وابن ريذة مسند أصبهان أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني التاجر راوية أبي القاسم الطبراني توفي في رمضان من عام400 وله أربع وتسعون سنة، قال يحيى بن منده: كان ثقة أمينا كان أحد وجوه الناس وافر العقل كامل الفضل، مكرماً لأهل العلم، حسن الخط يعرف طرفا من النحو واللغة، قال المحمودي: وذكره في لسان الميزان وفي تبصرة المتنبه وفي الإكمال. ا ه‍.

محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال أخبرنا إدريس بن جعفر، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن أسيد بن حضير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار: ((إنكم سترون من بعدي أثرة، قالوا: فما تأمرنا؟ قال اصبروا حتى تلقوني على الحوض)).
(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم الحزاز، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال حدثنا الفضل بن غانم، قال حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من حفظ على أمتي أربعين حديثاً في أمر دينها بعثه الله فقيهاً وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قال أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو مسلم الكشي، قال حدثنا أبو عاصم النبيل، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).
(وبه) قال أخبرنا والدي رضي الله عنه من لفظه وحفظه، قال حدثنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد رضي الله عنه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان بقزوين، قال حدثنا أبو حاتم الرازي وعلي بن عبد العزيز، قالا حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، قال حدثنا علي بن موسى الرضى، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان)).

(وبه) قال: قال لنا والدي رضي الله عنه، قال قاضي القضاة وذكر أبو الحسن القطان، عن أبي حاتم، عن عبد السلام أنه قال: هذا إسناد لو قرئ في أذن مجنون لبرئ.
(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الخزار، قال حدثنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا بشر بن محمد السكري، قال حدثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد.
عن ابن عمر وغيره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من أيام أعظم عند الله عزّ وجلّ ولا العمل فيهن أفضل من هذه الأيام العشر، فأكثروا من التهليل والتحميد والتكبير)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي والحسن بن علي بن محمد الجوهري، بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال الجوهري قراءة عليه، وقال ابن التوزي إجازة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد، قال حدثني الحسين بن الحكم الحبري الكوفي، قال حدثنا حسن بن حسين، قال حدثنا حبان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح.
عن ابن عباس قال: فيما نزل من القرآن في خاصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وأهل بيته عليهم السلام دون الناس من سورة البقرة: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا [10] الصَّالِحَاتِ...} الآية أنها نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب.
(وبه) قال أنشدنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال أنشدنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بخيت، قال أنشدنا هلال بن العلاء:
متى ترد الشفاء لكل غيظ ... فكن مما يغيظك في ازدياد
إذا ما المرء لم يخلق لبيباً ... فليس اللب عن قدم الولاد

أخبرنا الأمير الأجل بدر الدين أيده الله تعالى، قال أخبرنا الأمير الأجل عماد الدين أعزه الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الأجل الإمام أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده، قال حدثنا السيد الإمام الأجل المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمهما الله تعالى في يوم الخميس العشرين من المحرم، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني الحسن بن قزعة، قال حدثنا سفيان بن حبيب، عن شعبة، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه.
عن الطفيل بن أبي، عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (({وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: لا إله إلا الله)).
(وبه) قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزذاني المقرئ بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي، عن سفيان الثوري ومحمد بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن عباية بن ربعي: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: لا إله إلا الله.
(وبإسناده) عن أبي حمزة عن علي بن الحسين، وعن أبي جعفر وزيد بن علي عليهم السلام: {كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: التوحيد.
(وبإسناده) عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: كلمة الإخلاص.

(وبه) قال أخبرنا المطهر بن محمد بن علي بن محمد العبدي الخطيب واللفظ له، وأبو بكر محمد بن علي بن أصهيد بن أبان بن الوليد بأصفهان، قالا حدثنا أبو بكر محمد بن علي الغزال، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الأغلب، قال حدثنا أحمد بن علي بن الحسن الأنصاري، قال حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، قال: كنت مع علي بن موسى الرضى عليهما السلام وهو راكب على بغلة شهباء -ثم قال أبو الصلت الهروي: لا أدري أكانت بغلة أو بغلاً- فدخل نيسابور وغدا في طلبه علماء البلد: أحمد بن حرب وياسين بن النضر ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العراق، فتعلقوا بلجامه في المربعة، فقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدثنا حديثاً سمعته من أبيك، فقال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر، قال حدثني أبي الصادق المصدوق جعفر بن محمد، قال حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي، قال حدثني أبي سيد العرب علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم [11] يقول: ((الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان)).
(وبإسناده) عن المطهر خاصة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال الله عزّ وجلّ: لا إله إلا الله حصني، فمن دخله أمن من عذابي)).
قال أحمد بن حنبل لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه.

(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن همام بن المطلب الشيباني الحافظ البغدادي، قال حدثنا محمد بن الفضل بن حسان الخلفاني في جامع قرص بالصعيد الأعلى، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن الحارث الأحميمي، قال حدثنا يحيى بن سلام الأفريقي، قال حدثنا همام ين يحيى، عن إبان بن أبي عياش، عن نفيع بن الحارث، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تزال شهادة أن لا إله إلا الله تحجز غضب الرب عز وجل عن الناس ما لم يبالوا ما ذهب من دنياهم إذا صلح لهم دينهم، فإذا لم يبالوا ما ذهب من دينهم إذا صلحت دنياهم فإذا قالوا حينئذ قيل كذبتم لستم من أهلها)).
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي الزاهد المعروف بابن القزويني بقراءتي عليه في مسجده بالحربية، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي(1) سنة اثنتين وثلاثمائة، قال حدثنا الفضل بن غانم، قال حدثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من قال في كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الحق المبين، كان له أماناً من الفقر وأمن من وحشة القبر واستجلب به الغنى واستقرع به باب الجنة)).
(وبه) قال لنا علي بن عمر، قال لنا عمر بن محمد، قال لنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب، قال الفضل بن غانم: والله لو خرجت في هذا الحديث إلى اليمن لكان قليلاً.
__________
(1) ترجم له في لسان الميزان لابن حجر في الجزء الأول.

(وبه) قال أخبرنا علي بن عمر هذا، قال أخبرنا عمر بن محمد، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الحراني، قال حدثنا علي بن سخت بن الخليل الواسطي، قال حدثنا أحمد بن دهثم الأسدي، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من قال لا إله إلا الله الحق المبين مائة مرة، استجلب الغنى، وأمن من الفقر، وأمن من وحشة القبر، واستقرع بها باب الجنة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان(1)، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، قال حدثنا أبو زرعة يعني الرازي، قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا حكام، عن الحسن بن عميرة قال: قيل للحسن: إن أناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، قال: من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.[12]
__________
(1) هو ابن حبان صاحب الطبقات. وحبان: بباء موحدة من أسفل ونون وليس بالياء المثناة من تحت كما يجيء في بعض الأسانيد. وفي نسخة آل العنتري حيان بالمثناة من تحت في مواضع متعددة فعجمت هذه عليها، ولعل هاتين النسختين أصح موجود في اليمن فليعلم والله أعلم. وما في نسخة آل العنتري هو الصواب وليس صاحب الطبقات كما توهم بل هو غيره وقد ترجم لعبد الله بن محمد هذا الذهبي في تذكرة الحفاظ في الجزء الثالث وذكر أنه حيان لا حبان وهو المعروف بابن الشيخ فليعلم.

(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمد بن إسماعيل الظاهري المعافري بقراءتي عليه في جامع المنصور، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء من لفظه، قال حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين(1) البلدي، قال حدثنا عبيد الله بن يحيى الرهاوي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المديني، قال حدثنا طلحة بن خراش، عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)).
(وبه) قال أخبرنا الشريف عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون الهاشمي ومحمد بن عبد الواحد بن محمد الحريري ومحمد بن عبد الملك القرشي بقراءتي على كل واحد منهم، قالوا أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد السكري الحربي قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال حدثنا سويد بن سعيد، قال حدثنا الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، وأنزل الله تعالى في كتابه وذكر قوماً استكبروا فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ}[الصافات:35] وقال عزّ وجلّ: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}[الفتح:26] وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله، استكبر عنها المشركون يوم الحديبية، ثم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قضية المدة.
__________
(1) السكن كما في طبقات الحلبي.

2 / 120
ع
En
A+
A-