والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي على المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه، ومن شنئ الفاسقين غضب لله، ومن غضب لله غضب الله له. فقام الرجل فقبل رأسه، فقال:
أحبب حبيبك هوناً ما ... عسى أن يكون بغيضك يوما ما
وابغض بغيضك هوناً ما ... عسى أن يكون حبيبك يوماً ما
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا قال: سمعت عبد الله بن سهل يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: من استفتح أبواب المعاش بغير مفاتيح الأقدار وكل إلى المخلوقين.
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد العسكري نزيل البصرة قراءة عليه في جامع بني حرام، قال حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال أخبرنا علي بن الحسين الصابوني، قال حدثنا الحسن بن أبي عثمان الأرمي، عن أبيه.
(ح) قال السيد وأخبرنا عبد العزيز القاضي، قال أخبرنا أبو أحمد، قال وحدثنا أبو زيد التميمي الحنظلي، عن أبيه -وكان راوية الجاحظ وإليه أوصى- قال أخبرني الجاحظ، قال سمعت أبا سعيد عبد الكريم بن روح العقدي، قال سمعت الشجري يقول: سأل رجل عمرو بن عبيد فقال: ما البلاغة؟ قال: ما بلغ بك الجنة وعدل بك عن النار، وبصرك مواقع رشدك وعواقب غيك.
قال السائل: ليس هذا أريد؟ فقال عمرو: من لم يحسن أن يسكت لم يحسن أن يسمع، ومن لم يحسن الاستماع لم يحسن القول.
قال: ليس هذا أريد؟
قال عمرو: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنا معشر الأنبياء نكره اللسن))، وكانوا يكرهون أن يزيد منطق الإنسان على عقله.
قال السائل: ليس هذا أريد؟
قال عمرو: وكانوا يخافون من فتنة القول ومن سقاطة الكلام ما لا يخافون من فتنة السكوت والصمت.
قال السائل: ليس هذا أريد؟
قال عمرو: فكأنك إنما تريد [79] تحبير الألفاظ في حسن إفهام.
قال: نعم.
قال عمرو: إنك إن أردت تقرير حجة الله تعالى على عقول المكلفين وتخفيف المؤنة على المستمعين، وتزيين تلك المعاني في قلوب المريدين بالألفاظ المستحسنة في الآذان، المقبولة عند الأذهان، رغبة في سرعة إجابتهم، ونفي الشواغل عن قلوبهم، بالموعظة الحسنة على كتاب الله تعالى والسنة، كنت قد أوتيت فصل الخطاب، واستوجبت على الله جزيل الثواب.
قال الجاحظ: فقلت لعبد الكريم بن روح: من هذا الذي صبر له عمر هذا الصبر؟
قال: قد سألت عن ذلك أبا حفص فقال: من يجترئ عليه هذه الجرأة إلا حفص بن سالم، وكان عمرو لا يكاد يتكلم، فإن تكلم لم يطل، قال: وكان يقول: لا خير في المتكلم إذا كان كلامه لمن شهد دون نفسه، وإذا طال الكلام عرضت المتكلم أسباب التكليف، ولا خير في شيء يأتيك به التكليف.
(وبه) قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران الضراب، قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمذاني، قال حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: إن المرء لحقيق أن تكون له مجالس يخلو فيها، فيذكر ذنبه، فيستغفر الله عزّ وجلّ.
(وبه) قال أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين عبد الله ومحمد ابنا أحمد بن علي الكوفي بقراءتي عليهما معاً، قالا أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي قراءة عليه، قال حدثنا جعفر بن محمد بن الخلدي، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، قال حدثنا محمد بن محمد بن الحسين، قال حدثنا ظفر بن شمير قال: قلت لداود الطائي: يا أبا سليمان ما تقول في الرمي، فإني أحب أن أتعلمه، قال: فقال لي: إن الرمي حسن ولكنها أيامك فانظر بم تقطعها.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بن محمد الصفار بقراءتي عليه في منزله بأصفهان في سكة الجصاصين، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام: يا داود لا تجعل بيني وبينك عالماً حيران قد أسكره حب الدنيا عن طريق محبتي أولئك قطاع الطريق على عبادي المريدين.
قال: وزاد فيه غيره: يا داود إن أهون ما أصنع بالعالم إذا أسكره حب الدنيا عن طريق محبتي أن أنزع منه حلاوة مناجاتي.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني من لفظه، قال حدثنا محمد بن الحسين الجارمدي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا الحسين بن عبد الرحمن، قال سمعت حارث المحاسبي يقول: أحذرك ونفسي من يوم آلى الله على نفسه أن لا يترك فيه عبداً أمره في الدنيا ونهاه حتى يسأله عن عمله دقيقه وجليله سره وعلانيته، فانظر بأي بدن تقف بين يديه، وبأي لسان تجيب، وأعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً.
(وبه) قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح بن محمد العشائري الجرمي بقراءتي عليه، وأبو علي الحسن بن علي بن عبد الله بن العطار المقرئ المؤدب بقراءتي عليه في جامع المنصور، قالا أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف بن بوست العلاف البزار، قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال أخبرنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال أنشدنا الأمير أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله لنفسه: [80]
ألم تر أن الدهر قطعني حزا ... وأصحبني ذلا وأثكلني عزا
ألا رب وجه في الثرى كان عابساَ ... إذا خفت بطشاً من يد الدهر أوغمزا
ملوك وإخوان يرى بسماتهم ... من البشر في ديباج أوجههم طرزا
فقدتهم مستكرهاً وكنزتهم ... ثواباً وأجراً في بطون الثرى كنزا
(وبه) قال أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي السمساني، قال أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن النعمي الحافظ لنفسه:
شرفت همتي فلو عرفتني ال ... أنجم الزاهرت شمت ترابي
وأظلتني الغمائم طراً ... غيرة من خصاصة أن ترى بي
(وبه) قال أنشدني أيضاً، قال وأنشدني لنفسه:
إذا أظمأتك أكف اللئام ... كفتك القناعة شبعاً وريا
فكن رجلاً رجله في الثرى ... وهامة همته في الثريا
أبياً بوجهك عن باخل ... بما في يديه تراه أبيا
فإن إراقة ماء الحيا ... ة دون إراقة ماء المحيا
(وبه) قال وأنشدنا أبو عبد الله الصوري الحافظ، وأبو الحسن المنجم، قالا وأنشدنا النعمي واللفظ له للسمساني، قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوري، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي، قال حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال حدثنا محمد بن أبي العتاهية، قال: لما طال حبس الرشيد أبا العتاهية قال ويقال إنه كتب بها إليه:
أما والله إن الظلم لؤم ... وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم
لأمر ما تصرفت الليالي ... لأمر ما تقلبت النجوم
تموت غداً وأنت قرير عين ... من الغفلات في لجج تعوم
تنام ولم تنم عنك المنايا ... تنبه للمنية يا نؤوم
سل الأيام عن أمم تقضت ... ستخبرك المعالم والرسوم
تروم الخلد في دار المنايا ... وكم قد رام قبلك ما تروم
لهوت عن الفناء وأنت تفنى ... وما شيء من الدنيا يدوم
ألا يا أيها الملك المعنى ... عليك حوائم الدنيا تحوم
وما تنفك عن زمن عثور ... تفلك عن مخالبه كلوم
ستعلم في المعاد إذا التقينا ... غداً عند الحساب من الظلوم
(وبه) قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه من أصله، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد المقري، قال حدثنا خلف بن هشام البزار، قال حدثنا عبد الوهاب بن [81] عطاء، عن سعيد بن قتادة في قوله عزّ وجلّ: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} قال: هو القرآن.
قال: وسمعت الكلبي يقول: هي النبوة، فذكرنا ذلك لداود بن أبي هند قال: إن النبوة لحسن ولكنه القرآن.
(وبه) قال أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حنيش المعدل قراءة عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد بن زيد بن محرز الفرقدي الداركي بدارك سنة سبع وثلاثمائة، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، قال حدثنا يوسف بن عطية الوراق، قال حدثنا مسلمة بن مالك الأزدي.
عن أبي عقبة الحمصي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من قرأ القرآن كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن لا تطعمه النار ما لم يغل به، وما لم يأكل به، وما لم يرائي به، وما لم يدعه إلى غيره)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن محمد التمار البصري، قال حدثنا علي بن أبي البزاز، قال حدثنا موسى بن عمير، عن الشعبي.
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خياركم من تعلم القرآن وعلمه)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن -يعني ابن محمد بن أبي هريرة، قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخارزمي، قال حدثنا داود بن عفان.
قال حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من قرأ القرآن وعرف تأويله ومعانيه ولم يعمل به تبوأ مضجعه في النار)).
(وبه) قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا عبيد الله بن موسى بن محمد بن سليمان البغدادي، قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن نافع.
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا محمد بن عباد المكي، قال حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن يزيد بن إبان، عن الحسن.
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز الكندي الكوفي قراءة عليه، قال أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا أبو الحسن مزاحم بن سعيد، قال حدثنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام.
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن الذي يتعاهد القرآن ويشتد عليه له أجران، والذي يقرأه وهو خفيف عليه مثل السفرة الكرام البررة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا [82] سويد، عن عبد العزيز، عن داود بن عيسى، عن عمرو بن قيس، عن محمد بن عجلان، عن أبي سلمة.
عن أبي أمامة قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتعلم القرآن وحثنا عليه، وقال: ((إن القرآن يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما كانوا إليه، فيقول للمسلم أتعرفني؟ فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا الذي كنت تحب وتكره أن يفارقك، أنا كان الذي يشجيك ويدئبك، فيقول: لعلك القرآن، فيقدم على ربه فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، وتوضع على رأسه السكينة، وتنشر على أبويه حلتان لا تقوم لهما الدنيا أضعافاً، فيقولان: لأي شيء كسبنا هذا ولم تبلغه أعمالنا؟ فيقول: هذا بأخذ ولدكما القرآن)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه دفعات، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي إملاء، قال حدثنا إسحاق بن أحمد بن جعفر القطان إمام بتليس، قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال حدثنا ابن وهب، قال حدثني القاسم بن عبد العزيز الدراوردي، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه الهادي.
عن العباس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يظهر الدين حتى يجاوز البحار حتى تخاض البحار بالخيل في سبيل الله، ثم يأتي أقوام من بعدهم يقرأون القرآن يقولون: من أقرأ منا، ومن أعلم، ثم التفت إلى أصحابه وقال: هل في أولئك من خير؟ قالوا: لا، قال: أولئك فيكم من هذه الأمة، وأولئك هم وقود النار)).
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار بقراءتي عليه بواسط، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد السقا الحافظ، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس.
عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل الثمرة طيب طعمها ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)). إلا أن مسوداً قال: ((مثل المنافق)).
(وبه) قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الزرار، قال أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال حدثنا زياد بن محراق، عن معاوية بن قرة، عن أبي كنانة أن أبا موسى الأشعري جمع الذين قرأوا القرآن وهم قريب من ثلاثمائة قال: فعظم القرآن فقال: إن هذا القرآن كائن لكم أجراً، وكائن لكم ذخراً، وكائن لكم وزراً، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هدي به إلى رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زخ(1) به في قفاه فقذفه في النار.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، قال حدثنا أبو عمران الطرسوسي، قال سمعت أبا يوسف الغسولي يقول: كتب حذيفة المرعشي إلى يوسف بن أسباط، أما بعد: فإن من قرأ القرآن فآثر الدنيا على الآخرة فقد اتخذ آيات الله هزؤاً، ومن كانت النوافل أحب إليه من ترك الريب لم آمن أن يكون مخدوعاً، والحسنات أضر علينا من السيئات والسلام.[83]
__________
(1) أي دفع ورمى.
(وبه) قال حدثنا السيد الأجل الإمام رحمه الله إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو عقيل أنس بن مسلم الخولاني، قال حدثنا عبيد بن رزين اللاذقي، قال سمعت إسماعيل بن عياش يقول: حدثني محمد بن زياد الألهاني.
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من علم عبداً آية من كتاب الله فهو مولاه لا ينبغي له أن يخذله ولا يستأثر عليه)).
(وبه) قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن سليمان البغدادي، قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا علي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري.
عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا ينفقه آناء الليل وآناء النهار)).
(وبه) قال حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن الحسن -يعني ابن حمدويه- قال حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، قال حدثنا أيوب بن سليمان، قال حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص.
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبة الله ما استطعتم)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا جعفر بن عبد الله بن مجاشع الجبلي، قال حدثنا ابن عباد، قال حدثنا يحيى بن هاشم، عن مسعر، عن قتادة.
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((عند كل ختمة دعوة مستجابة)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا جعفر بن مهران، قال حدثنا عبد الوارث، قال حدثنا محمد بن جحادة، عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
عن أُبي بن كعب: ((أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو بأضاة(1) بني غفار فقال: يا محمد، إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على حرف واحد، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، أو مغفرته ومعافاته، فسل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذلك، قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على حرفين، فقال: اسأل الله معافاته ومغفرته، أو مغفرته ومعافاته، سل الله لهم التخفيف، فإنهم لن يطيقوا ذلك، فانطلق ثم رجع فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ منها حرفاً فهو كما قرأ)).
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا مسلم بن سعيد الأشعري، قال حدثنا مجاشع بن عمرو الأزدي، قال حدثنا ليث بن سعيد، عن الزهري، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((حملة [84] القرآن عرفاء أهل الجنة، والشهداء قواد أهل الجنة، والأنبياء سادة أهل الجنة)).
__________
(1) الأضاة بوزن الحصاة: الغدير، وجمعها أضى وآضاء، كأكم وآكام. ا هنهاية.