عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إذا جلستم إلى المعلم أو جلستم في مجالس العلم فادنوا، وليجلس بعضكم خلف بعض ولا تجلسوا حلقاً متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية)).[62]
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد الشاطر الكاتب قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحبلي الجيلي الحربي، قال حدثنا حاتم -يعني ابن حسن الشاشي، قال حدثنا علي بن خشرم، قال أخبرنا عيسى بن عوف، عن ابن سيرين قال: قال حذيفة: لا يفتي إلا ثلاثة: رجل قد عرف ناسخ القرآن ومنسوخه، أو أمير لا يجد بداً، أو أحمق متكلف.
(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد البيع، قال حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال حدثنا ابن اليمان، قال حدثنا زائدة، عن هشام، عن الحكم قال: إن الرجل ليطلب الباب من العلم فيعمل به فيكون خيراً له من الدنيا لو كانت له فصرفها في الآخرة.
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن سعيد العسكري -قدم علينا هو ابن أخي أبي أحمد العسكري، قال حدثنا أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي، قال حدثنا عبد الله بن مروان، قال حدثنا عسل بن ذكوان، قال أخبرنا الخليل بن أسد، قال حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم القاضي، قال حدثنا أبو يوسف القاضي، عن أبي كيران قال: قال لي الشعبي: لا تدعن شيئاً من العلم إلا كتبته، فهو خير لك من موضعه من الصحيفة والدفتر، فإنك تحتاج إليه يوماً ما.

(وبه) قال أخبرنا أبو القاسم عبد السلام بن الحسين بن محمد بن بكار البزار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قراءة عليه، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي بسر من رأى، قال حدثنا أبي، قال سمعت المأمون يقول لعلي بن موسى الرضى عليه السلام: إلى متى يحسن بالإنسان طلب العلم؟ قال: ما حسنت به الحياة.[63]
الحديث الثالث (في ذكر ما ينبغي أن يكون عليه العالم والمتعلم وما يتصل بذلك)
(وبالإسناد) المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه يوم الخميس السابع من جمادى الأولى سنة أربع إملاء من حفظه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن همام بن المطلب الشيباني بالكوفة، قال حدثني أبو العباس محمد بن جعفر بن هشام بن خلاس النميري العدل بدمشق، قال حدثنا نوح بن عمرو بن جوى السكسكي، قال حدثنا سعيد بن مسلمة، قال حدثنا إسماعيل بن أمية، عن نافع.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنما الناس عالم، أو مستمع، وسائر الناس همج لا خير فيه)).
(وبه) إلى السيد الإمام رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن بشر بن سعيد بن يوسف بن باب شاد بقراءتي عليه على باب داره في البسامل بالبصرة، قال حدثنا أبو الحسين طاهر بن عبد الله بن لبؤة، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن شعبة، قال حدثني عمر بن سليمان بن فلان من ولد عمر بن الخطاب.

عن عبد الرحمن بن إبان، عن أبيه قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان قريباً من نصف الليل، فقلنا: إنه ما بعث إليه إلا لشيء يسأله، فقمت إليه فسألته، فقال: أجل سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((رحم الله من سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم، من كانت نيته الآخرة جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له)). وسألناه عن صلاة الوسطى فقال: هي الظهر.
(وبه) قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري.
عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالحنيف فقال: ((نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها فأداها إلى من لم يسمعها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، والطاعة لذوي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)).
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال حدثنا أبو الحسين عبد العزيز بن محمد بن يوسف السعدي بقراءة والدي عليه في رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم الحزور، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الناس معادن خيارهم في الإسلام خيارهم في الجاهلية إذا فقهوا)).[64]
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد المؤدب المعروف بالزعفراني، قال حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد المعروف بابن الزرار، قال حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد أبو شعيب الحراني، قال حدثنا يحيى بن عبد الله البابلي، قال حدثنا الأوزاعي، قال حدثنا حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي.
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)).
(وبه) قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي سعيد العامري الكوفي، قال حدثنا أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان القطان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حفص بن مخارق أخو حصين بن مخارق، عن عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق، عن الأعرابي مسلم.
عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: شهدا به على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أشهد عليهم: ((ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده)).
(وبه) قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، عن سعيد بن أبي أيوب، قال حدثني أبو هاني حميد بن هاني الخولاني، عن أبي عثمان مسلم بن يسار.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثوكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم)).

(وبه) قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال حدثنا محمد بن الحسين الأزدي، قال أخبرنا جعفر بن محمد بن سنان القطان، قال حدثنا عمرو بن يحيى الآيلي، قال حدثنا عيسى بن شعيب، قال حدثنا روح بن القاسم، عن أيوب، عن نافع.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علم لا يقال به ككنز لا ينفق في سبيل الله)).
(وبه) قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن محمد القزويني، قال حدثنا أبو صادق محمد بن نصر بن مهيار الطبري الآملي قاضي عرفة بأطرابلس، قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق، قال حدثنا أبو نعيم الحلبي، قال حدثنا الأصبع بن محمد بن أخي عبيد الله بن عمرو الدقي، قال حدثنا كلثوم بن جوشن القشيري، عن عبد الله بن العبزار قال: كان ابن مسعود إذا رأى الشباب يطلبون العلم قال: مرحباً بكم ينابيع الحكمة، مصابيح الظلم، خلقان الثياب، جدد القلوب، جرس البيوت، ريحانة كل قبيلة.
(وبه) قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه غير مرة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال حدثنا داود بن عمر، قال حدثنا عفيف، قال أخبرني إبراهيم بن أبي حنيفة اليمامي، عن سالم بن عبد الله قال: بلغني أن الرجل يسأل يوم القيامة عن فضل علمه كما يسأل عن فضل ماله.

(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو الفضل الشيباني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زيد، قال حدثنا سهل بن محمد بن حاتم، قال حدثنا الأصمعي، عن العلاء بن جرير قال: قال الأحنف: ثلاثة مجالس لا عيب بالرجل أن يجلسها: انتظار الجنازة، وانتظار أذان الصلاة، وطلب العلم. وثلاثة لا عيب فيهن على الرجل: أن يخدم أباه وضيفه وفرسه. [65]
(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءته لنا إسناده وقرأه عليه جميعه في جامع المنصور ببغداد، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري المالكي، قال حدثنا محمد بن الحسين الأشناني، قال حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي، قال حدثنا عاصم بن حميد أو رجل عن عاصم بن حميد الخياط بن ثابت، عن أبي صفية أبي حمزة الثمالي، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد النخعي قال: أخذ علي عليه السلام يعني بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجبان، فلما أصحر جلس ثم تنفس ثم قال: ياكميل بن زياد القلوب أوعية خيرها أوعاها، إحفظ عني ما أقول لك، الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل والمال ينقصه النفقة. ومحبة العالم دين يدان به يكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته، العلم حاكم والمال محكوم عليه، وصنيعة المال تزول بزواله، مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، هاه إن هاهنا -وأشار إلى صدره- علماً لو أصبت حمله بل أصبت لقنا غير مأمون عليه مستعملاً آلة الدين للدنيا مستظهراً بنعم الله على عباده وبحججه على أوليائه أو منقاداً لجملة أهل الحق لا بصيرة له في

حياته يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا ذا ولاذا قمن منهوم باللذة سلس القياد للشهوات، أو مغرى يجمع الأموال ليس من رعاة الدين، أقرب شبهاً بهم الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامله، اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم بحجة لكيلا تبطل حجج الله عزّ وجلّ وبيناته، أولئك الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قدراً، بهم يدفع الله عزّ وجلّ عن حججه يؤدونها إلى نظرائهم، ويزرعونها في قلوب أشباههم هم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون، وأنسوا منه ما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله عزّ وجلّ في بلاده والدعاة إلى دينه، هاه هاه، شوقاً إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم.
(وبه) قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي الزهري المعروف بالموري البيع قراءة عليه، قال أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن سفيان، قال حدثني الحسن بن سفيان، قال حدثنا عياش -يعني ابن الوليد، قال حدثني عبد الجبار بن مظاهر الحشمي، قال حدثني معن بن راشد قال: سمعت أبي يقول: قال الزهري: تعلم سنة أفضل من عبادة مائتي سنة.
(وبه) قال أنشدني أبو المظفر منصور بن علي بن محمد الجبان، قال أنشدني الصاحب بقراءة شيخي عليه:
عليك بالعلم فادخره ... فعنده الفخر والكمال
العلم إما افتقرت مال ... وإن حويت الغنى جمال
(وبه) قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا علي بن محمد الغنوي، قال أنشدنا الصنوبري لنفسه:
ما لقينا من معشر جهال ... حسدونا على طلاب المعالي
يزعمون التعريب والنحو والشع‍ ... ‍ر فضولا تباً لذا من مقال
ويقولون حين أعرب خذ جرزة ... بقل بذا من البقال
ليس يدرون أنهم ليس يدرون ... فهم في تحير وضلال
أيها الغافلون عن طرق الآ ... داب والسالكون طرق الخيال
استجيدوا الثياب إن الحمير ال‍ ... ‍سوء تخفي عيوبها بالجلال[66]

(وبه) قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن طاهر المعروف بالأشرف المنتمي إلى الطيار جعفر بن أبي طالب واللفظ له، وأبو طاهر مكشوف الرأس شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا أبو عربة الحسين بن محمد، قال حدثنا المسيب بن واضح، قال سمعت ابن المبارك ينشد:
يا جاعل العلم له بازياً ... يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنوناً به بعدما ... كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها ... عن ابن عون وابن سيرين
إن قلت أكرهت فماذا كذا ... زل حمار العلم في الطين
أين رواياته في سردها ... لترك أبواب السلاطين
(وبه) قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله رضي الله عنه في يوم الخميس الخامس عشر من جمادى الأول سنة أربع إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي والحسن بن علي المعمري، قالا حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا علي بن سليمان الكلبي، قال حدثنا الأعمش، عن أبي تميمة.
عن جندب بن عبد الله الأزدي صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: انطلقت أنا وهو إلى البصرة حتى أتينا مكاناً يقال له بيت المسكين وهو من البصرة مثل النوبة من الكوفة، فقال: هل كنت تدارس أحداً القرآن؟ فقلت: نعم، قال: فإذا أتينا البصرة فائتني بهم، فأتيته بصالح بن مشرح وبأبي بلال ونجده ونافع بن الأزرق، وهم في نفسي يومئذ من أفاضل أهل البصرة، فأنشأ يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال جندب: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه)).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة وهو ينظر إلى أبوابها ملء كف من دم مسلم أهراقه ظلماً)).
قال: فتكلم القوم فذكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ساكت يسمع منهم، ثم قال: لم أر كاليوم قط قوماً أحق بالنجاة إن كانوا صادقين.
(وبه) قال السيد أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيبة إملاء بالبصرة في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد المروزي، قال حدثنا محمد بن رزق الله الكلواذاي، قال حدثنا حبيب بن أبي حبيب، قال حدثنا حفص بن إبراهيم، عن شرحبيل بن سعد، عن محمد بن المنكدر.
عن جرير بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يبعث الله عزّ وجلّ العالم والعابد يوم القيامة، فيقال للعابد أدخل الجنة، ويقال للعالم أثبت أنت حتى تشفع للناس لما حسنت أدبهم))، كذا قال، وأظنه كما أحسنت إليهم.
(وبه) قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد، قال حدثنا محمد بن نصير ومحمود بن أحمد بن أحمد بن الفرج والفرقدي، قالوا أخبرنا إسماعيل بن عمرو -يعني البجلي، قال حدثنا سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة.
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [67] إذا صلى الغداة قال: ((اللهم إني أسألك رزقاً طيباً وعلماً نافعاً وعملاً متقبلاً)).

(وبه) قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا محمد بن سهل، قال حدثنا أبو الأسود العوذي، قال حدثنا محمد بن بشر، قال حدثني أبي، عن جدي، عن ثابت البناني.
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((العلماء أمناء الأنبياء ما لم يخالطوا السلطان، فإذا خالطوا السلطان فاتهموهم واحذروهم على دينكم)).
(وبه) قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن الحسين الأزدي، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا هزيل بن إبراهيم الحماني، قال حدثنا عثمان بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن حماد بن أبي سليمان، عن أبي وائل.
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)).
(وبه) قال أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد بن زر بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى الملجمي إملاء، قال أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الفرقدي، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا سلام الطويل، عن زياد بن ميمون.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)).

13 / 120
ع
En
A+
A-