وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث ابن عباس قال: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يدعوا فيقول: ((ربّ أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليَّ، اللهمَّ اجعلني لك شكاراً، ولك ذكاراً - أو لك مطواعاً، ولك راهباً، وإليك مخبتاً، ولك أواهاً منيباً، اللهمَّ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وثبت حجتي، وأجب دعوتي، وسدد لساني))، وقد تقدم وهو مستقيم في البابين للمناسبة.
وفي المقاصد الحسنة من حديث أبي سعيد قال: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله هل من شيءٍ نقول به قد بلغت القلوب الحناجر ؟!، قال: ((نعم؛ اللهمَّ استر عوراتنا، وأمن روعاتنا)).
وفيه من طريق الحسن عَليْه السَّلام: ((اللهمَّ استر عورتي، وأقلني عَثرتي، وأمِّن رَوعتي، وانصرني على من بغى عليَّ، وأرني فيه ثاري)).
وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث أبي بردة أن أباه حدثه أن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم كان إذا خاف قوماً قال: ((اللهمَّ إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم)).
وفيه من حديث عاصم ابن ضمرة قال: سمعت علياً عَليْه السَّلام يدعوا في خطبته: (اللهمَّ إليك رفعت الأبصار، وبسطت الأيدي، وأفضت القلوبُ، ودُعِيْتَ بالألسنة وتُحُوْكِمَ إليك في الأعمال، اللهمَّ افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، أشكوا إليك غيبة نبيئنا وقلة عددنا وكثرة عدونا، اللهمَّ أعنا على ذلك بفتح تعجله ونصر تقربه وسلطان حق تظهره).

وفي تخريج البحر لابن بهران من حديث أنس: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا غزا قال: ((اللهمَّ أنت عضدي ونصري، وبك أجول، بك أصول، وبك أقاتل))، فإذا فُتِحَ لهم أو دخلوا فليكبروا قاله فيه(1) الإعتصام، مجموع الإمام زيد بن علي(ع)، شمس الأخبار من حديث أنس فلما دخل القرية - يعني خيبر - كبَّر، وقال: ((الله أكبر خربت خيبر إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين))، قالها ثلاثاً، وعلى الجملة فعند لقاء العدد وجرد السلاح من أفضل ساعة يقبل فيها الدعاء فيدعوا المرء بما أحب.
قال في تخريج البحر لابن بهران وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) و أمالي الإمام المرشد بالله (ع) وغيرهما: ((ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء، وقل داع يرد عليه دعوته: عند البدء للصلاة والصف في سبيل الله)).
__________
(1) كذا في المخطوط، ولعل الضمير للتخريج وعطف البواقي عليه.

ومنه ما رواه الإمام أبو العباس الحسني عَليْه السَّلام في (المصابيح) بسنده إلى عبدالله بن الحسن عَليْه السَّلام عن علي بن الحسين عَليْه السَّلام قال: صبّحتنا الخيل - يعني يوم الجمعة - في كربلاء فدعا الحسين بن علي عَليْه السَّلام بفرس رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم المرتجز فركبه ثم رفع يده فقال: اللهمَّ أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة كم هم يضعف به الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو فأنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيك إليك عمن سواك ففرجته وكشفته، أنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة يا أرحم الراحمين، ثم عبأ أصحابه... إلخ، ثم قال عند أن ألجاؤه عن شريعة الفرات وقد كاد يلقي بنفسه على الماء عطشاً فرماه حصين بن تميم بسهم أصاب فمه الشريف فجعل يلقي الدم ويوميء به إلى السماء وذلك غير دم مولوده الذي كان يلقيه إلى السماء عند أن ذبح بسهم فقال: اللهمَّ احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً .
وفيه بسنده إلى زيد بن علي عَليْه السَّلام قال: وذلك عند بروزه وخفق الراية على رأسه فقال: اللهمَّ لك خرجت، وإياك أردت، ورضوانك طلبت، ولعدوك نصبت، فانتصر لنفسك ودينك، وكتابك ونبيئك وأهل بيت نبيئك ولأوليائك المؤمنين، اللهمَّ هذا الجهد مني وأنت المستعان، نعم؛ ولا بأس بالسرور بالطاعة والتوسل بها فقد روى أبو العباس أيضاً إلى زيد بن علي عَليْه السَّلام أنه قال عند خفق الراية: الحمد لله الذي أكمل لي ديني؛ والله ما يسرني إن لقيت محمداً صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنههم عن منكر... إلخ كلامه عَليْه السَّلام.

الباب الحادي والعشرون: في ذكر شيءٍ مما ورد عندالتفرُّق من المجلس وما يتعلق به من السلام عند تلاقي المؤمنين
ففي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أبي برزة الأسلمي قال: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا جلس في المجلس وأراد أن يقوم قال: ((سبحانك اللهمَّ وبحمدك، وأشهد أن لا إله إلا أنت، وأستغفرك وأتوب إليك))، فقالوا: يا رسول الله إنك تقول الآن كلاماً ما كنت تقوله فيما خلى !!، فقال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((هذه كفارة ما يكون في المجلس)).
وأفضلها ما اشتمل على الذكر واستقبل القبلة كما رواه في أمالي الإمام أبي طالب(ع) و شمس الأخبار من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إن لكل شيءٍ شرفاً؛ وإن أشرف المجالس ما استقبل القبلة)).
وفيه أيضاً من حديث عبدالله قال: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يعلمنا هذا الكلام: ((اللهمَّ أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبُل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهمَّ بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك منيبين بها، فأثبتها وأتمها وأكملها علينا)).
وفيه من حديث أبي هريرة قال: قام رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يوماً فدعا بدعاء واستعاذ باستعاذة لم يستعذ الناس بها، قال: فقام بعض الناس فقال: كيف لنا أن نصنع بمثل ما صنعت ؟!، قال: ((قولوا: اللهمَّ نسألك بما(1) سألك به محمد عبدك ونبيئك، ونستعيذك مما استعاذك منه محمد عبدك ونبيئك ورسولك)).
__________
(1) مما رواه الإمام أبو طالب(ع).

ومن حقوق المجلس والأخوّة: التشميت عند العطاس بيرحمكم الله ونحوه، والتسليم على من بدأه أو يبدأ أخاه ونحو ذلك من الحقوق ففي شمس الأخبار من حديث أمير المؤمنين عَليْه السَّلام قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((للمسلم على أخيه المسلم ثلاثون حقاً، وعد منها ذلك ومن عطس فليحمد الله، ومن تثآءب فليستعذ من الشيطان واضعاً فاه على ظهر كفه الأيسر))، وكل ذلك مرفوع.
وفيه من حديث حذيفة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إذا لقي المؤمن المؤمن فقبض أحدهما على يد صاحبه تناثرت الخطايا منهما كما تتناثر ورق الشجر))، وفي حديث آخر: ((وتمام التحية بينكم المصافحة)).
وفيه من حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((رأس التواضع ثلاثة:الإبتداء بالسلام على كل أحد، والرضى بالمجلس عن شرف المجلس))..إلخ.
وفيه من حديث أمير المؤمنين عَليْه السَّلام أنه قال: (السلام تحية لملتنا، وأمان لذمتنا)، وفيه: (من موجبات المغفرة السلام).
وفي المقاصد الحسنة من حديث أمير المؤمنين عَليْه السَّلام مرفوعاً: ((من عطس عنده فسبق بالحمد لم يشتك خاصرته))، وفي لفظ: ((أمن من الشوص واللوص والعوص))، وقد نظمه بعضهم فقال:
من يبتديء عاطساً بالحمد يأمن من
عنيت بالشوص داء الرأس ثم بما
... ... شوص ولوص وعوص كما وردا
يليه للبطن والضرس اتبع رشداً(1)
__________
(1) وفي رواية للبيت الأخير هكذا:
عنيت بالشوص داء الضرس ثم بما
تمت هامش مخطوط.
يليه ذى الأذن والبطن اتبع رشداً

وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إذا التقيا المؤمنان فتصافحا وحمدا لله واستغفراه غفر الله لهما)).
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أنس من آخر حديث: ((من دعا لأخيه بظهر الغيب كتب الله له عشر حسنات، ومن بدأه بالسلام كتب له عشر حسنات))، قال أنس: فإن كانت الشجرة تفرق بيننا في المسير ؟!، فنتلاقا بالسلام .
الباب الثاني والعشرون: في ذكر شيء مما ورد في الأكل والشرب وآدابهما
في صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا(ع) بسنده قال: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا أكل طعاماً قال: ((اللهمَّ بارك لنا فيه وارزقنا خيراً منه وارزقنا منه خيره))، أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث رجل من بني سليم وكانت له صحبة قال: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا أكل فقضى أكله قال: ((اللهمَّ لك الحمد أطعمتَ وسقيت وأرويت فلك الحمد غير مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنك))(1).
وفيه من حديث أنس قال: جاء النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة)).
__________
(1) وفي الاعتبار وسلوة العارفين متن الحديث: ((اللهم لك الحمد أطعمت فأشبعت وأسقيت فأرويت، فلك الحمد غير مودع ولا مكفور ولا مستغنى عنك)).

وفي تخريج البحر لابن بهران أن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لم يكن صائماً فأفطر عنده، وليس سعد ابن معاذ كما في بعض نسخ (البحر) والصحيح ما هنا، قال: وقد ورد في الدعاء للمضيف كلمات أخر منها: ((اللهمَّ أطعم من أطعمني واسق من سقاني))، ومنها: ((اللهمَّ بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم)).
وفيه من حديث جابر أن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم في إجابة أبي الهيثم ابن التيهان فقال بعد أن أكل وأكلوا: ((أثيبوا صاحبكم))، قالوا: بماذا يا رسول الله؟، قال: ((إن الرجل إذا دُخِل بيته فأُكِل طعامه وشرابه فدعوا له فذلك إثابة)).
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أنس الجهني عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من أكل طعاماً ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه)).
وفيه من حديث أبي هريرة مرفوعاً قال: دعا رجل من أهل قبا النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم فانطلقنا معه، فلما طعم غسل يديه - أو قال: يده - وقال: ((الحمد لله الذي يُطعِم ولا يُطعَم منَّ علينا ربُّنا، فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاءٍ حسن أبلانا، الحمد لله غير مودع ربّي ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام وسقانا من الشراب وكسانا من العرى وهدانا من الضلال وبصرنا من العما وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، الحمد لله رب العالمين)).

وفيه من حديث عبدالله بن أبي أوفا: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يقول: ((اللهمَّ لك الحمد ملئُ السموات والأرض وملئُ ما شئت من شيءٍ بعد))، وقد ورد هذا الحديث مطلقاً ومقيداً في الصلاة وغيرها.
وفيه من حديث أنس: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا قرّب إليه الطعام قال عند بدئه: ((سبحانك اللهمَّ وبحمدك ما أكثر ما تُطعِمنا، سبحانك وبحمدك ما أعظم ما تعافينا، سبحانك وبحمدك ما تبلينا فأتمم علينا نعمتك ووسع علينا وعلى فقراء المسلمين))، قال: وكان إذا تناول الطعام يقول: ((بسم الله في أوله وآخره))، وكان يحمد الله بين كل لقمتين، وكان صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يذكر الله تعالى بين كل خطوتين، قال: وكان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا رفع يده من الطعام قال: ((أطعمتَ ربّي فأشبعتَ فلك الحمد فهنِّه أكثر ربي وأطيب لك الحمد فزد)).
وفي أحكام الإمام الهادي(ع) قال الهادي عَليْه السَّلام: إذا وضع الطعام قال الآكلون: بسم الله والحمد لله على ما هيَّأ لنا من روقنا وأنعم به علينا من طعامنا، فإذا فرغوا من الطعام قالوا: الحمد لله على ذلك شكراً لا شريك له، ويأكل مما يليه إلا أن يكون تمراً فمن حيث أحب وبذلك جاءت السنة.
وفي ضياء ذوي الأبصار من حديث عائشة قالت: قال رسول الله: ((إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي في الأول فليقل في الآخر: بسم الله في أوله وآخره)). إنتهى.
(فصل) في ذكر شيءٍ مما ورد في الأشربة

يندب فيه من التسمية في أوله ما يندب في الأكل كما في حديث أمالي الإمام أبي طالب(ع) المرفوع، والحمد في آخره كذلك، وفي تتمة الأنوار من حديث أبي أيوب قال: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا أكل أو شرب قال: ((الحمد لله الذي أطعم وسقا وسوغه وجعل له مخرجاً))، وكذا حديث أمالي الإمام المرشد بالله (ع) فإن فيه ((الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام وسقانا من الشراب))...إلخ، وفيه: ((أطعمنا وسقانا))...إلخ.
ومما يندب ما رواه في تخريج البحر لابن بهران من حديث عبدالله بن عكراش بن ذويب الجامع وفيه أنه دعا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم بطعام فذهبت يد عكراش في الإناء تجُول فقبضها رسول الله وقال: ((يا عكراش كل من موضع واحد فإنه طعام واحد))، ثم أتينا بطبق فيه ألوان التمر أو الرطب - شك عبيدالله(1) - فأكلت من بين يدي فقال: ((يا عكراش كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد))، وذهبت يد رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم تجول في الطبق، ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يده ومسح يبلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه وقال: ((يا عكراش هكذا الوضوء مما غيرت النار)).
وفيه من حديث أنس مجموع الإمام زيد بن علي(ع)، الإعتصام، (ت(2))،: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يتنفس ثلاثاً في شربه يحمد الله ويسمي بين كل نفس، وقال: ((أنه أروى وأمرأ وأبرأ))، هذا معناه.
__________
(1) تقدم أنه عبدالله بالتكبير فينظر.
(2) كذا في المخطوط (ت)، ولكن لم تتقدم الإشارة بهذا الرمز. أما معنى ((يسمي بين كل نفس)) فمعناه: بعد كل نفس.

وفي حديث جابر أنه سمع رسول الله يقول: ((إذا دخل الرجل منزله فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإن ذكر الله تعالى عند دخوله ولم يذكره عند عشائه قال -لعنه الله-: أدركتم العشاء ولا مبيت لكم، وإن لم يذكره تعالى عند دخوله ولا عند عشائه قال: أدركتم العشاء والمبيت)).
وفيه الأكل من الجوانب دون الوسط للبركة، دليله حديث حذيفة أنها حضرت جارية على طعام رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم فذهبت لتضع يدها في الطعام فقبضها صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم وقال: ((إن الشيطان جاء بهذه الجارية ليستحل بها الطعام إذا لم تذكر اسم الله عليه، والذي نفسي بيده إن يده مع يدها)).
والأكل بجميع الأصابع أو بعضها حسب الحاجة كما صححه الهادي عَليْه السَّلام في أحكام الإمام الهادي(ع) وابن بهران وأبطل حديث: ((الأكل بأصبع مقت وبأصبعين كبر وبثلاث سنة وبأربع شَرَه وبخمس سرف))، قال ليس له أصل.
والضيافة كما في أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث عمرو بن العاص: ((من أطعم أخاه حتى يشبعه وسقاه حتى يرويه باعده الله من النار سبعة خنادق بين كل خندقين خمسمائة عام)).
وفي شمس الأخبار: ((من أطعم أخاه حلواً لم يذق مرارة يوم القيامة))، وهو من حديث أنس بلفظ: ((من لقم أخاه لقمة حلواً صرف الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة)).

9 / 22
ع
En
A+
A-