وفيه من حديث أبي أيُّوب قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير، عشر مرات، كتب الله له بكل و احدة قالها عشر حسنات وحط عنه بها عشر سيئات، ورفعه الله بها عشر درجات، وكان كمن أعتق عشر رقاب، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره ولم يعمل يومئذٍ عملاً يقهرهنَّ، فإن قالها حين يمسي فمثل ذلك))، وقد ورد هذا مقيداً بعقيب الصلاة وعند دخول السوق ومطلقاً كما سيأتي، وقد اختلف قدر ثوابه باختلاف محالّه فيحمل على التعدد والاختلاف وإن اتحد لفظه.
وفيه من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم في قوله تعالى: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر:63]: ((إنها لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله الأول الآخر الظاهر الباطن بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير، من قالها عشر مرات حين يصبح أو حين يمسي أعطي بها ست خصال أول خصلة: يحرس من إبليس وجنوده، والثانية: يكون له قنطار في الجنَّة، والثالثة: يرفع له درجة في الجنَّة، والرابعة: يُزوجه الله من الحور العين، ولخامسة: تحضرها اثني عشر ملكاً، والسادسة: له أجر من قرأ القرآن والتوارت والإنجيل، وله أيضاً أجر من حج واعتمر حجَّة متقبلة وعمرة متقبلة، فإن مات في يومه أو ليلته طُبع له طابع الشَهادة)).

الباب السابع عشر: في ذكر شيءٍ مما ورد عند رؤية الهلال، وخصوص رؤية هلال رمضان والإفطار
في أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث عبيد الزرقي عن أبيه وكان من أصحاب الشجرة قال: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا رأى الهلال قال: ((اللهمَّ أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة، ربّنا وربّك الله عز وجل)).
وفيه من حديث طلحة بن عبيدالله أن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم كان إذا رأى الهلال قال: ((اللهمَّ أهلَّه علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربّنا وربّك الله)) وهو في غيره.
وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) بزيادة بعد: ((الإسلام)) - والتوفيق لما تحب وترضى)).
وفيه من حديث أنس بن مالك قال: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يقول إذا دخل رجب: ((اللهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان))، ويحسن هذا في كل شهر بعد دعاء الهلال.
وفي شمس الأخبار من حديث علي عَليْه السَّلام موقوفاً: كان إذا رأى الهلال قال: (اللهمَّ إني أسألك خير هذا الشهر فتحه ونصره ونوره ورزقه، وأعوذ بك من شره وشر ما بعده).
وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث عبدالرحمن السلمي عن علي عَليْه السَّلام موقوفاً قال: سمعت علياً عَليْه السَّلام وقد نظر إلى هلال شهر رمضان يقول: (اللهمَّ ربّ شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن وفرضت فيه الصيام حتى ينقضي وفضلته على ما سواه من الليالي والأيام أدخله علينا بسلام وإسلام وإيمان وصحة في الجسم وفراغٍ من الشغل أعنا فيه على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن حتى ينقضي عنا وقد غفرت لنا ورضيت عنا)، ومثله في (الأحكام).

الباب الثامن عشر: في ذكر شيءٍ مما ورد عند الإفطار
في أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أنس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إذا قرب إلى أحدكم طعام وهو صائم فليقل: بسم الله، والحمد لله، اللهمَّ لك صمت وعلى رزقك أفطرت، سبحانك وبحمدك تقبله مني إنك أنت السميع العليم)).
وفيه من حديث بقيه ابن الوليد عن الحرث قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إن لكل صائم دعوة فإذا هو أراد أن يفطر قال عند أول لقمة: يا واسع المغفرة اغفر لي)).
وفي الإعتصام مرفوعاً: كان صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا أفطر قال: ((اللهمَّ لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منَّا))، ومثله في شمس الأخبار وهو من حديث حديث علي عَليْه السَّلام بزيادة: (ذهب الظمأ وامتلأت العروق وبقي الأجر إن شاء الله تعالى)، وهو في جميعه في أمالي الإمام المرشد بالله (ع) إنتهى.
الباب التاسع عشر: في ذكر شيءٍ مما ورد عند السفر ودخول محلَّة وما يتصل بذلك
وينبغي ممن أراد السفر بتقديم الإستخارة والأسفار ثلاثة: واجب، ومباح، ومحرم، ويلحق المندوب بالواجب، والمكروه بالمحرم، وأشرف الأسفار وأقربها سفر الجهاد، والهجرة، ورد المظالم، والحج، ثم طلب العلم، ثم التكسب من الحلال، ثم زيارة قبر النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم وأهل البيت، والفضلاء، والمشائخ، والإخوان، وما يتصل بكل ولا ينبغي لمن أخذ في سفر أن يخليه عن تحرير النية بما يطابقه فإنما الأعمال بالنيات.
وأما المباح فكالتنزه، وطلب الراحة، ولا ينبغي أن يكون ذلك خالياً من نية خير فإنه يلحق بالمندوب.

وأما السفر المحرم والمكروه فما تعلق بمعصية، نعوذ بالله من ذلك، أو مكروه ولا ينبغي لعاقل أن يخوض في شيءٍ من ذلك، و سنذكر ما يتعلق بأنواع السفر جملة وما يمكن تخصيصه بنوع تخصيص إلا سفر الحج فسنذكر منه يسيراً من مظانه وربما نعتمد شيئاً من (منسك العلامة ابن بهران، رضي الله عنه) فهو الإمام في الآثار، ونترك الكثير إعتماداً منا على ما قدحرره العلماء والفضلاء من المناسك الموجودة في أيدي الناس، وينبغي أن يكون السفر بكرة وبرفيق وبدفع الطيرة ففي المقاصد الحسنة من حديث صخر بن وداعة وعدد كثير من الصحابة مرفوعاً: ((اللهمَّ بارك لأمتي في بكورها))، وكان إذا بعثاً جيشاً أو سرية بعث أول النهار، وفي بعض طرقه بزيادة ((يوم خميسها)) وهو في أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث سهل الساعدي، وهو في (صحيفة علي بن موسى عَليْه السَّلام) بزيادة ((ويوم سبتها))، هذا معناه، وفيها كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يسافر يوم الإثنين والخميس، ويقول: ((فيهما ترفع الأعمال، وفيهما تعقد الألوية)).
وفيه أيضاً من حديث رافع بن خديج وغيره قال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إلتمسوا الرفيق قبل الطريق)).
وفيه من حديث عبدالله بن حمزة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك))، قالوا: يا رسول الله ما كفارة ذلك ؟!، قال: ((أن يقول أحدكم: اللهمَّ لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك)).

وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث أنس مرفوعاً قال: لم يرد رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم سفراً قط إلا قال حين ينهض من جلوسه: ((اللهمَّ بك انتشرت وإليك توجهت وبك إعتصمت، اللهمَّ أنت ثقتي وأنت رجائي، اللهمَّ اكفني ما أهمني وما لم أهم به وما أنت أعلم به مني، اللهمَّ زودني التقوى واغفر لي ذنوبي ووجهني للخيرة أينما توجهت))، ثم خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم، وينبغي أن يضاف إلى هذا الباب ما تقدم في باب ما يقال عند الخروج من المنزل جملته من قوله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((اللهمَّ إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضَل)...إلخ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
وفي شمس الأخبار من حديث أنس مرفوعاً قال: ((من قال: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في اليوم عشر مرات وكل به ملكاً يذود عنه الشياطين كما يذاد غريبة الإبل))، ويكون للحاضر و المسافر.
(فصل) في توديع المسافر
في أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام قال: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا بعث جيشاً من المسلمين قال: ((إنطلقوا ببسم الله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم، ثم يوصيهم بعهده المشهور... إلخ.
وفيه من حديث قزعة قال لي ابن عمر: ألا أودعك كما ودعني رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم ؟!: ((أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك)).
وفي المقاصد الحسنة من حديث أنس مرفوعاً: ((اللهمَّ لا سهل إلا ما جعلته سهلاً والحزن إن شئت جعلته سهلاً)).

وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث ابن عباس قال: كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا أراد أن يخرج في سفره قال: ((اللهمَّ أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهمَّ إني أعوذ بك من الفتنة في السفر والكآبة في المنقلب، اللهمَّ اقبض لنا الأرض وهون علينا السفر))، وإذا أراد الرجوع قال: ((آيبون تائبون عابدون حامدون))، فإذا دخل إلى أهله قال: ((أوْباً لربنا توبا لا تغادر علينا حوباً))، وإذا أصاب المسافر حَرٌّ فليقل: ((لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم، اللهمَّ أجرني من حر جهنم))، وإذا أصابه برد فليقل: ((لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم، اللهمَّ أجرني من برد زمهرير جهنم، فيقول الله تعالى في الطرفين: إن عبداً من عبيدي إستجارني من حرك أو بردك خطاباً لجهنم أشهدك أني قد أجرته)) رواه في شمس الأخبار وفي المقاصد الحسنة وهو مرفوع فيهما.
وفي أحكام الإمام الهادي(ع) يرفعه إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أنه كان إذا أراد السفر قال عند وضع رجله في الغرز: ((بسم الله، اللهمَّ أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهمَّ أطوِ لنا الأرض وهون علينا السفر، اللهمَّ إني أعوذ بك من وعثاءِ السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال)). إنتهى.
(فصل) فإن أراد سفر الهجرة
خصه بدعوة نبوية وهي ما رواه في المقاصد الحسنة: ((اللهمَّ أخرجتني من أحب البقاع إلي فأسكني أحب البقاع إليك فأسكنه الله المدينة))، قاله عند خروجه من مكة وهو من حديث أبي هريرة.
وفيه: ((اللهمَّ خِرْ لِي واخْتَر لي))، من حديث أبي بكر مرفوعاً.
(فصل) فإن أراد الحج

خصه بما روي عن علي عَليْه السَّلام قال: ((من السنة إذا أراد الرجل أن يسافر صلى في بيته ركعتين قبل أن يخرج، وإذا قدم صلى، قال: فإذا توجَّهت فقل: بسم الله وفي سبيل الله وما شاء الله ولا قوة إلا بالله على ما أستقبل في سفري))، هذا رواه في تتمة الأنوار عن (الجامع الكافي) من حديث علي عَليْه السَّلام وظاهره العموم في جميع الأسفار.
قال ابن بهران في منسكه: يقول الخارج للسفر بعد أن ينويه ويصلي على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم، فإذا أراد الحج فيقول: اللهمَّ إني أريد الحج عن كذا وكذا فيسره لي وتقبله مني واخلفني في أهلي وأولادي ومالي وردّني اللهمَّ سالماً بعد بلوغ آمالي بقدرتك إنك على كل شيءٍ قدير، ولا يخفى عليك أن ذلك وما بعده يحسن في جميع الأسفار، وإنما استحسناه لصحة تعلقه بسائر الأسفار، وأما خصوص الحج باعتماد المناسك يكفي كما أشرنا إلى ذلك، ثم يقول لمن يودعه من أهله وغيرهم: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، فإذا خرج من منزله قال: بسم الله وبالله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا خرج من باب بلدِه قال: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهمَّ بك أمنت وعليك توكلت وإليك توجهت وبك اعتصمت أنت ثقتي وأنت رجائي، اللهمَّ اكفني ما أهمني وما لم أهم به وما أنت أعلم به مني، عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك ولا إله غيرك، اللهمَّ أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، فإذا ركب راحلته قال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ(13)وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ(14)} [الزخرف]، ثم يحمد الله تعالى ثلاثاً،ويكبره ثلاثاً، ويقول:

سبحانك اللهمَّ وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهمَّ إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، ونعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد، وإذا على نشراً كبر، وإذا هبط وأدنى هلّل، وإذا خاف من شيءٍ قرأ سورة قريش فهي أمان من كل خوف بإذن الله تعالى، وإذا أمسى بأرض قال: يا أرض ربّنا وربّك الله تعالى؛ أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما يدب عليك، ومن شر أسد وأسود وحية وعقرب، ومن ساكن البلد ووالد وما ولد، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإذا ركب البحر قال عند ركوبه: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ(41)} [هود]، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(67)} [الزمر]، وإذا رأى بلداً يريدها قال: اللهمَّ ربّ السموات السبع وما أظللن، وربّ الأرضين السبع وما أقللن، وربّ الشياطين وما أضللن، وربّ الرياح وما ذرين أسألك خير هذه البلدة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها، ويقول: اللهمَّ ارزقنا حباها وجنبنا وباها وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا، فإذا أراد النزول فيلقل عند نزوله منزلاً ما رواه [في] أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث خولة بنت حكيم، وقد سبق، قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ما من مسلم نزل منزلاً فيقول حين ينزل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاثاً، إلا أعيذ من شر

منزله حتى يظعن عنه))، وإذا أراد حسن حال ونُمو مال فليقرأ سورة الكافرين والإخلاص والمعوذتين لأحاديث وردت في ذلك.
وإذا وصل إلى الميقات ولما كان ما وراء هذا مواضع مخصوصة ليس لعموم السفر دخل فيها تركناه، ولا يخفى أن جميع ما ذكره ابن بهران لا يخلو وجدانه في السنة النبوية وربما نتصدى لتخريجه إن شاء الله تعالى. أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث علي بن ربيعة قال: شهدت علياً عَليْه السَّلام وقد أتى بدابة سير يركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: (بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ(13)وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ(14)} [الزخرف]، ثم قال: الحمد لله، ثلاث مرات، الله أكبر، ثلاث مرات، ثم قال: ربّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقلت: يا أمير المؤمنين من أي شيءٍ ضحكت ؟!، قال: رأيت النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يفعل مثل ما فعلت، ثم ضحك فقلت: يا رسول الله من أي شيءٍ تضحك ؟!، فقال: ((إن ربّك، عز وجل، يعجبه من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي إنه لايغفر الذنوب إلا أنت، فيقول تعالى: علِم أنه لا يغفر الذنوب غيري))، وهو مرفوع كما ترى من قول أمير المؤمنين عَليْه السَّلام رأيت النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم... إلخ.

وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أبي موسى قال: كنا مع النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم في سفر فرقينا عقبة أو ثنيَّة، قال: فكان الرجل منا إذا علاها قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، فقال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إنكم لن تنادون أصم ولا غائباً)) ثم قال أبو موسى: ويا عبدالله ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟!، فقلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
الباب العشرون: في ذكر شيءٍ مما ورد في الجهاد
ففي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام قال: (دعا رسول الله يوم الأحزاب: ((اللهمَّ منزل الكتاب، ومنشيء السحاب، سريع الحساب، اللهمَّ اهزم الأحزاب وزلزلهم))، زاد في تخريج البحر لابن بهران(1)، مجموع الإمام زيد بن علي(ع)، الإعتصام، (د): ((وانصرنا عليهم)).
وفي شمس الأخبار من حديث جابر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يوم حنين: ((لا تمنّوا لقاء العدو فإنكم لاتدورن بم تبتلون منهم فإذا لقيتموهم فقولوا: اللهمَّ أنت ربّنا وربّهم وقلوبهم بيدك، وإنما تقلبهم أنت، والزموا الأرض، فإذا غشوكم فثوروا عليهم وكبروا)).
__________
(1) يعني به البخاري، ومسلماً، وأبا داود، فلا يشكل. تمت هامش المخطوط.

8 / 22
ع
En
A+
A-