وفي (حديقة الحكمة) للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عَليْه السَّلام يرفعه قال: إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم بلغه أن عبدالله بن رواحة (رحمه الله تعالى) مكابد الموت، فزاره بمن معه فقال: ((اللهمَّ إن كان عبدك عبدالله قد انقطع من الدنيا رزقه وأجله وأثره فإلى رحمتك، وإن كان قد بقي في رزقه وأجله وأثره فعجل شفاه وعافيته)) ثم قام من عنده، قال الراوي: فما استكمل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم جلسته في المسجد حتى قيل: يا رسول الله هذا عبدالله قد أقبل...إلخ القصة وهي في أمالي الإمام أحمد بن عيسى(ع)، وفيه: لما وصل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم قال له صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((حدث يا عبدالله بما رأيت فقد رأيت عجباً))، قال: رأيت ملكاً من الملائكة بيده مقمعة من حديد تأجج ناراً كلما صرخت صارخة: يا جبلاه أهوى بها لِهامَتى: أنت جبلها؟، فأقول: بل الله فكيف بعد إهواء، إلى أن تم له القصة، فقال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((صدق؛ فما بال موتاكم تبتلون بقول أحياكم))، وآخر الحديث معارض بغيره.
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أبي أمامة قال: قال النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لرجل: ((قل: اللهمَّ ربّ أسألك نفساً بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك)).
وفيه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((أنين المريض تسبيحه، وصياحه تهليله، ونفسه عبادته، وتقلبه كالمقاتل في سبيل الله عز وجل))، قلت: إلا أن يكون تضجراً وعدم رضى بقدر الله، تعالى، فهو وزر عظيم.

((وإن الغريب إذا مرض فينظر عن يمينه وعن شماله وعن أمامه وعن خلفه فلم يَرَ أحداً يعرفه غفر الله له ما تقدم من ذنبه))، وهو فيه من حديث ابن عباس: ((وينادي منادٍ لمن عاد مريضاً أو زار أخاً في الله أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت أو تبوأ في الجنَّة منزلاً)).
وسنة العيادة مرة والزيادة تطوع كما في حديث ابن عباس لكنه موقوف عليه.
وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث أم سلمة قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)).
فإن شارف المريض الموت فيقال ما في أمالي الإمام أبي طالب(ع) و أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أم سلمة أيضاً قالت: لما احتضر أبو سلمة، أو قالت: مات، فقالت: يا رسول الله ما أقول ؟، قال: ((قولي: اللهمَّ اغفر له وعقبنا عقبي صالحة))، قالت: فأعقبني الله محمداً صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم .
وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث أبي سعيد أن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم قال: ((لقنوا موتاكم لا إله إلا الله))، وفي رواية: ((فمن كانت آخر قوله دخل الجنَّة)).
وينبغي الوصية للأحياء، ولنذكر صفة الوصيَّة ليحافظ عليها إن ألجأت الضرورة وإلا فالواجب التخلص من دونها، وتكون مندوبة، ((فما حق امرءٍ مسلم يبيت إلا ووصيته عنده)) وهو من حديث ابن عمر رواه كثير وهو في (سلوة العارفين).
وفيها من حديث أنس قال: لما قيل لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أنه مات فلان: ((أليس كان آنفاً عندنا ؟))، قالوا: نعم، قال: ((كأنها أخذة على غضب))، أو قال: ((على أسف))، ثم قال: ((المحروم من حرم الوصية)).

وهما في شمس الأخبار قال أحكام الإمام الهادي(ع): ينبغي لمن حضرته الوفاة أن يوصي ويشهد على وصيته، ويكون أول ما يشهد عليه ويلفظ به ما يدين الله به من شهادة الحق.، قلت: وكيفية ذلك ما قاله في أمالي الإمام أحمد بن عيسى(ع) قال: حدثنا محمد قال: حدثنا عباد بن يعقوب عن محمد بين سليمان عن قيس بن الربيع عن جابر عن الشعبي قال: ذكر عند علي عَليْه السَّلام مالك بن نباتة فقال: (أما أوصى ؟)، قالوا: إرشادك أردنا يا أمير المؤمنين، قال: (إذا أراد الرجل أن يوصي فليقل: بسم الله الرحمن الرحيم، شهادة من الله شهد بها فلان بن فلان {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(18)} [آل عمران]، اللهمَّ من عبدك وإليك في قبضتك ومنتهى قدرتك، يداك مبسوطتان تنفق كيف تشاء وأنت اللطيف الخبير، ثم يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به فلان بن فلان، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أرسله الله بالهدى ودين الحق لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، اللهمَّ إني أشهدك وكفى بك شهيداً وأشهد حملة عرشك وأهل سمواتك وأهل أرضك ومن ذريت وبريت وأنبت وأشجرت وفطرت بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، أقوله مع من يقول وأكفيه من أبى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهمَّ من شهد على مثل ما شهدت عليه فاكتب شهادته مع شهادتي، ومن أبى فاكتب شهادتي مكان شهادته واجعل لي به عهداً

توفنيه يوم ألقاك فرداً إنك لا تخلف الميعاد، قال: ثم يفرش فراشه مما يلي القبلة، ثم ليقل: على ملة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم وما أنا من المشركين، ثم ليوصي كما أمره الله تعالى - يعني يذكر ما له وعليه -، ومثل هذا ذكر الإمام الهادي عَليْه السَّلام في أحكام الإمام الهادي(ع) مع تغيير يسير وقال: هذا الكلام فهو شبيه بوصية أمير المؤمنين.
وندب للمحتضر توديع أهله والدعاء لهم وتطييب نفس كل منهم كما في قصة موت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم فإنه أوصى نسائه واحدة واحدة مودعاً لكل ثم فاطمة (عليها السلام)، وآخر عهده به ممن ودعه الحسنان -عليهما السلام- فقال: ((اللهمَّ إني أستودعكهما وجميع المؤمنين من أمتي))، ثم لم يسمع منه بعدها غير قوله: ((اللَّهُمَّ الرفيق الأعلى والكأس الأوفى))، ثم غمض رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم ورزقنا(1) شفاعته، كل هذا في (مصابيح أبي العباس الحسني، رضي الله عنه)، وقريب منه في مجموع الإمام زيد بن علي(ع): ودخل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم على رجل من ولد عبدالمطلب وهو في السَّوق وقد وجه لغير القبلة فقال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((وجهوه للقبلة فإنكم إن فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة وأقبل عليه الله بوجهه فلم يزل كذلك حتى يقبض))، رواه في أمالي الإمام أحمد بن عيسى(ع)، وقوله: ((بوجهه)) أي برحمته.
__________
(1) عطف على صلى.

الباب السابع والثلاثون: في ذكر شيءٍ مما ورد في الدعاء في الصلاة على الجنازة وعند حملها ونحوه
في الإعتصام ورواية (الجامع الكافي) يرفعها أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم كان يقول: ((اللهمَّ اغفر لحينا وميتنا وذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا وشاهدنا وغائبنا، اللهمَّ من أحييته منا فاحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان)).
وفيه منها(1) قال: وبلغنا عن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أنه كان يقول على الميت: ((اللهمَّ هو عبدك وأنت خلقته، وأنت قبضته وأنت هديته للإسلام، وأنت أعلم بسره وعلانيته، وجئنا لنشفع له فاغفر له)).
وفيه منها قال: بلغنا عن علي عَليْه السَّلام أنه كان يقول إذا صلى على الميت قال: (اللهمَّ اغفر لأحيائنا وأمواتنا وألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واجعل قلوبنا على قلوب أخيارنا، اللهمَّ اغفر له، اللهمَّ ارحمه، اللهمَّ ارجعه إلى خير مما كان فيه، اللهمَّ عفوك عفوك)، ثم يكبر الخامسة ويسلم .
وفيه كان علي عَليْه السَّلام يصلي على الطفل ويقول: (اللهمَّ اجعله لنا سلفاً وفرطاً وأجراً)، وهو في مجموع الإمام زيد بن علي(ع) و صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((يا علي إذا صليت على جنازة فقل: اللهمَّ هذا عبدك وابن عبدك وابن أمتك ماضٍ فيه حكمك ولم يكن شيئاً مذكوراً، زارك وأنت خير مزور، اللهمَّ لقنه حجته وألحقه بنبيئك، ونور له في قبره، ووسع له في مدخله، وثبته بالقول الثابت فإنه افتقر إليك واستغنيت عنه وكان يشهد أن لا إله إلا أنت فاغفر له، اللهمَّ لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
__________
(1) أي وفي الاعتصام من رواية الجامع الكافي.

يا علي إذا صليت على المرأة فقل: اللهمَّ أنت خلقتها وأنت أحييتها وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء لها فاغفر لها، اللهمَّ لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها.
يا علي إذا صليت على طفل فقل: اللهمَّ اجعله لأبويه سلفاً، واجعله لهما فرطاً، واجعله لهما نوراً ورشَدَا، وعقب والديه الجنَّة إنك على كل شيءٍ قدير)).
وفي تخريج البحر لابن بهران من حديث عوف بن مالك قال: صلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم على جنازة فحفظنا من دعائه: ((اللهمَّ اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم منزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما تنقي الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من روحه، وأدخله الجنَّة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار))، قال عوف: حتى تمنيت أن أكون ذلك الميت .
ولنختم هذا الموضع بما في (الأحكام) عن الهادي(ع)

وهو في ضياء ذوي الأبصار لما فيه من فائدة التفريق مع كل تكبيرة حصة من الدعاء وهو أن قال عَليْه السَّلام: ليس نضيق على المصلي ما قال في صلاته ولا ما دعا به في تكبيره بعد أن صلى على الأنبياء والمرسلين ويدعوا للميت ويستغفر له، وقد يستحب له أن يقول في الأولى بعد تكبيره: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير، ثم يقرأ الحمد، ثم يكبر الثانية، ثم يقول: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأخيار الطيبين الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، ثم يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ثم يكبر الثالثة، ثم يقول: اللهمَّ صلِّ على ملائكتك المقربين، اللهمَّ شرف بنيانهم وعظم أمرهم، اللهمَّ صلِّ على أنبيائك المرسلين، اللهمَّ أحسن جزاءهم وأكرم عندك مثواهم وارفع عندك درجاتهم، اللهمَّ شفع محمداً في أمته واجعلنا ممن تشفعه فيه برحمتك اللهمَّ اجعلنا في زمرته وادخلنا في شفاعته، واجعل موئلنا إلى جنته، ثم يقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، ثم يكبر الرابعة، ثم يقول: سبحان من سبحت له السموات والأرض، سبحان ربّنا الأعلى سبحانه وتعالى، اللهمَّ إن هذا عبدك وابن عبديك وقد صار إليك وقد أتينا معه متشفعين له سائلين له المغفرة فاغفر له ذنوبه وتجاوز عن سيئاته وألحقه بنبيئه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم، اللهمَّ وسع عليه قبره، وافسح له في أمره، وأذقه عفوك ورحمتك يا أكرم الأكرمين، اللهمَّ ارزقنا حسن الإستعداد لمثل يومه ولا تفتنا بعده، واجعل خير أعمالنا

آخرها وخير أيامنا يوم نلقاك، ثم يكبِّر ويسلم ...إلخ.
وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام قال: (ماتت أمي)، ثم ذكر قصة منها بعد أن صلى عليها النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم وكبر أربعين ونزل في قبرها ووضعها في اللحد، ثم قرأ آية الكرسي، ثم قال: ((اللهمَّ اجعل من بين يديها نوراً ومن خلفها نوراً وعن يمينها نوراً وعن شمالها نوراً، اللهمَّ إملأ قلبها نوراً)).
وفي ضياء ذوي الأبصار من حديث علي عَليْه السَّلام وهو في مجموع الإمام زيد بن علي(ع) و أمالي الإمام أحمد بن عيسى(ع) أيضاً مرفوعاً قال: لما صلى النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم على آخر جنازة رجل من بني عبدالمطلب جاء حتى جلس على شفير القبر، ثم أمر بالسرير فوضع من قبل رجلي اللحد، ثم أمر به فسل سلاً، ثم قال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ضعوه في حفرته لجنبه الأيمن مستقبل القبلة وقولوا: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم]، لا تكبُّوه لوجهه ولا تلقوه لقفاه ثم قولوا: اللهمَّ لقنه حجته، وصعد بروحه ولقه منك رضواناً))، فلما ألقي عليه التراب قام رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم فحثى في قبره ثلاث حثيات ثم أمر بقبره فربع ورش عليه قربة من ماء ثم دعى بما شاء الله أن يدعو ثم قال: ((اللهمَّ جاف الأرض عن جسمه واصعد بروحه ولقه منك رضواناً)).

وفي أمالي الإمام أحمد بن عيسى(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام مرفوعاً أنه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لما دفن ولده إبراهيم عَليْه السَّلام فعند إنزاله حفرته بكى فبكت المسلمون حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء فنهاهم صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم وقال: ((تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الربّ لولا أجل معدود ويوم موعود لاشتد حزننا عليك يا إبراهيم وإنا بك لصبون وإنا عليك لمحزنون)، ثم سوى قبره ووضع يده عند رأسه وغمرها حتى بلغت الكوع وقال: ((بسم الله ختمتك من الشيطان أن يدخلك))، ثم قال لي: ((يا علي إن كان إبراهيم لنبياً)).
وفي أحكام الإمام الهادي(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام أنه كان يقول بعد دفن الميت إذا حثى التراب: (اللهمَّ إيماناً بك وتصديقاً برسلك وإيقاناً ببعثك هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، ثم قال: من فعل ذلك كان له بكل ذرة حسنة)، وهو في ضياء ذوي الأبصار وفي أمالي الإمام أحمد بن عيسى(ع) وله حكم الرفع.
وندب كتب الإسم على حجر لئلا يلتبس
كما في رواية المطلب بن وداعة: لما مات عثمان بن مظعون -رحمه الله-، وهو أول مهاجري مات بالمدينة، أمر النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم من يأتيه بحجر ضخم وقال: ((أعلم به قبر أخي(1) وادفن عنده من مات من أهلي))، رواه في ضياء ذوي الأبصار.
__________
(1) وهو أخو رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم من الرضاعة.

وفي ضياء ذوي الأبصار أيضاً من رواية المسعودي: أن أبا عبدالله جعفر بن محمد عَليْه السَّلام دفن بالبقع إلى جانب أهله وعليهم رخام متكوب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مبتديء الأمم ومحيي الرمم، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم سيدة نساء العالمين، وقبر الحسن بن علي، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد (رضوان الله عليهم أجمعين).
الباب الثامن والثلاثون: في ذكر شيءٍ مما ورد في التعزية
في أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث عبدالله قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من عزَّى مصاباً كان له مثل أجره))، وفي رواية: ((من عزَّى ثكلى كسي بُرداً في الجنَّة))، وهو في حديث أبي بردة.
وفي الإعتصام: وعلى المعزي الحمد والإسترجاع فالأجر على قدر المصيبة، رواه في مجموع الإمام زيد بن علي(ع).
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) و شمس الأخبار من حديث أنس مرفوعاً: ((ما من مصيبة وإن تقادم عهدها فيجدد لها العبد الإسترجاع إلا جدد الله له ثوابها وأجرها)).
وفي شمس الأخبار مجموع الإمام زيد بن علي(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((الموت فزع فإذا بلغ أحدكم موت أخيه فليقل كما أمر الله سبحانه: إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا إلى ربّنا لمنقلبون، اللهمَّ اكتبه عندك من المحسنين، واجعل مكانه في عليين، واخلف على عقبه في الآخرين، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده)).

18 / 22
ع
En
A+
A-