أيضاً فإن في هذا الفصل ما مر من قوله: ((إذا قرأوها أبكوا أعينهم وأشخصوا أبصارهم وأتعبوا أبدانهم في طلب مرضاتي))..إلخ فليس كل من قرأها أحرز ما ذكر حتى يكون ممن ذكر فالمحرز له النزر اليسير، نسأل الله التوفيق والقبول، وما عظم ذلك الجزاء في ذلك وأمثاله إلا أن حصوله على الوجه المرضي يسير فينبغي للعاقل التأمل والله أعلم.
بحث مفيد في تحقيق صحة الأحاديث في فضائل السور من القرآن
فائدة مهمة جداً: إعلم أنا قد ختمنا باب الذكر المطلق بشيءٍ من الأذكار القرآنية كما ترى وذلك غير ما قد ذكر في غضون مواضع خاصة مقيدة بأوقات وأزمان وغير ما في صدر هذا المختصر وإذا نظرت في الجميع وجدته نصيباً وافراً والمتروك أكثر، فكتاب الله لا تنفد عجائبه وكل ما ذكرناه في جميع المواضع بطرق وأسانيد مختلفة صحيحة تنتهي إلى رجال من الصحابة (رضي الله عنهم) مختلفين، ولم نذكر من أسانيد فضل القرآن المعروفة في (الكشاف) وسائر كتب التفسير، بل ولا ما في (أمالي المرشد بالله عَليْه السَّلام) من طريق أبي ابن كعب من حديثه المشهور في فضائل القرآن سورة سورة إلا حديثاً أو حديثين في ديباجة الكتاب المذكور تبركاً، والسبب أنه قد أشتهر بين المتأخرين عدم صحة ذلك وكل ذلك تقليد تلقاه خلف المتأخرين عن سلَفهم وميلاً إلى باطل ما رواه الشريف العلوي (رحمه الله تعالى) رواية عن محيي الدين النووي قال في شرحه على (الكشاف) ما لفظه: قال محيي الدين النووي صاحب (الروضة): من الموضوع الحديث المروي عن أبي ابن كعب سورة سورة، قال الصنعاني: وضعه رجل من عبادان، وقال: لما رأيت الناس اشتغلوا بالأشعار وفقه أبي حنيفة وغير ذلك نبذوا القرآن وراء ظهورهم أردت أن أضع لكل سورة فضيلة أرغب الناس

بها بما في قراءة القرآن، وقل تفسير خلى من هذه الفضائل إلا من عصمه الله تعالى، انتهى كلام العلوي.
قلت: وهذا باطل يجب طرحه والعمل بخلافه لأربعة وجوه:
الأول: أن قوله: وضعه رجل من عبادان،...الخ غير مصدق، وهل يأمن أن يكون فاسقاً من فساق الأمة أو ملحديها ؟!، قال ذلك غمضاً في جانب كتاب الله واستنقاصاً لقدره وتهويناً لما ورد فيه وأن فضائله موضوعة مكذوبة ليزهد في قدره الذي هو فوق ما روي من لا بصيرة له فأتى بما ظاهره حق عند الجهال، وأما الحذاق فليس له من الحق عندهم لا ذاتاً ولا صورة، وبين أن وضعه لذلك منقبة ترد الناس إلى القرآن مع الإقرار بكذب الحديث، فأي فائدة في فضيلة ظاهرها الصلاح من جذب الناس وباطنها الفساد؟!، ولبس الحق بالباطل هذا مع الجهل بحال الرجل ففيه ما ذكرنا.
الثاني: لو فرض العلم به والنقل إليه فهلا قد صرح أنه كذب على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم ووجب طرح قوله وجرحه، وقد صح عنه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار؟!))، وهل العامل بقوله إلا مصدقاً له وقد كذب ومصدقه مكذب لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم في قوله ؟!، فوجب حينئذ طرحه وتكذيب قوله وصدق ما قلنا.
فإن قيل: فما يُؤمنا أن يكون صادقاً في قوله فينكشف صحة وضع الحديث فيكون قد علمنا(1) بما هو موضوع كذب في نفس الأمر ؟.
فنقول: هذا نشأ من منازعة النفس وملاحظتها لقوله وقد وجب طرحه وكأن لم يكن ويرجع إلى النظر في طريق توصلنا إلى صحة الحديث وقد وجد فتأمل والله أعلم.
__________
(1) عملنا (ظ).

الثالث: أن الحديث قد رواه الإمام المرشد بالله عَليْه السَّلام في (أماليه الكبرى) الذي قال فيها الشيخ العلامة التقي الجامع لها محيي الدين القرشي -رحمه الله- في آخر الحديث الحادي عشر من ذلك الكتاب ما لفظه: ولقد جمع - يعني الإمام - في هذه الأمالي محاسن أخبار رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم وعيونها، ورواها بأسانيد صحيحة عند علماء هذا الشأن، وقيد المواضع المشتبهة بتقييدات لا تكاد توجد في موضع، وذكر الحكم عليها بالصحة في مقدمتها، ويكفي ذلك الكتاب شرفاً تلقي العترة له بالقبول، وأيضاً فهو من أعظم معتمداتهم ومرجوعاتهم، ومن بحث وأخذ عرف ومن جهل شيئاً عاداه، فروى الإمام حديث أبي من طريقين صحيحين متصلين بأبي ابن كعب إجتماعهما في هارون بن كثير قال: حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي ابن كعب، وذكر المتن بطوله مرتين سورة سورة وفضيلة فضيلة، ويرويه إلى الإمام بأسانيد مختلفة متصلة منها ما قد ذكرناه أولاً فكيف يكذب إمام من أئمة المسلمين؛ بل أئمة رجاله بتصديق كذاب قال: كذبت على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم ؟!!.

الرابع: أن جميع ما ذكرناه من الأذكار القرآنية هنا مختلفة الطرق بما ذكرنا ولم يرجع(1) منها إلى أبي بشيءٍ؛ بل تجنبنا طريقه لتكون تلك جميعها شاهدة بصحة حديث أبي، فإن المروج لقول رجل من عبادان –ما تستبعده الأذهان من جزيل تلك الفضائل- أو توهم الإتكال عليه وليس شيءٍ من ذلك كما تقدم، ونقطع أن في بعض هذه الروايات ما هو أعظم أجراً مما تضمنه مثل حديث أبي فإن كان المرجع الصحة فهذه طرقها تبحث الإيمان والقبور وإن كان المرجع قبُول الأذهان وشيوعها فيكذب هذه كما كذب حديث أبي ولم يبق للقرآن فضيلة والفرق تحكم وإلا وجب القبول سيما وطرقه موجودة ونكل الأمور على ذي الفضل الواسع والإحسان النافع؛ كيف وقد قال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم للمستبعد لبعض الفضائل كما ذكرنا أولاً: ((خير الله أكثر وأطيب))، فنفى ما قر في ذهنه، وقال في وصف الجنَّة: ((فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر))، من قلة ما اطلعتم عليه، فيجعل هذا من ذلك الذي لم تقبله عقولنا مع ما تعلق به من عوارض البشر الكثيرة المانعة من القبُول كما نبهنا عليه كثيراً والله تعالى يقول الحق وهو يهدي السبيل.
الباب الرابع والثلاثون: في ذكر شيءٍ مما رود من الدعاء مقيداً بوقت أو مكان أو شخص غير ما تقدَّم
(فصل) في الدعاء المقيَّد بوقت
في شمس الأخبار من حديث علي عَليْه السَّلام مرفوعاً أنه قال: ((أكثروا من الصلاة والصدقة يوم الجمعة والصلاة عليَّ فإنه يوم تضاعف فيه الأعمال)).
وفيه من حديث أنس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((يوم الجمعة حج المساكين)).
__________
(1) نرجع (ظ).

وفي الإعتصام يرفعه من حديث أبي هريرة: ((أكثروا من الصلاة عليَّ في الليلة الغراء واليوم الأزهر - يعني ليلة الجمعة -))، قال: وهو في (الجامع الصغير) وغيره.
وفيه من حديث أبي الدرداء: ((من صلى عليَّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي)).
وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام قال: (إن الله تعالى في آخر ساعة يبقى من الليل يفتح باباً من أبواب السماء فيفتح ثم ينادي ملك يسمع ما بين الخافقين إلا الجن والإنس ألا هل من مستغفر فيغفر له ؟، هل من تائب فيتاب عليه ؟، هل من داع بخير فيستجاب له ؟، هل من سائل يعطى سؤله ؟، هل من راغب يعطى رغبته ؟، يا صاحب الخير هلم ويا صاحب الشر أقصر، اللهمَّ أعط منفق مال خلفاً، اللهمَّ وأعط ممسك مال تلفاً، فإذا كان ليلة الجمعة فتح من أوله إلى آخره).
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث علي عَليْه السَّلام قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((يا علي عليك بصلاة السحر والإستغفار بالمغرب فإن الصلاة بالسحر والإستغفار بالمغرب شاهدان من شهود الربّ، عز وجل، على خلقه)).
وفيه من حديث علي عَليْه السَّلام في قصة إستخلافه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم له على المدينة في بعض مغازيه، فلما رجع فلقاه(1) عَليْه السَّلام فأخبره بحسن إستخلافه فقال: ((إحفظ مني خصلتين))، قلت: (فأخبرني بهما يا رسول الله)، قال: ((أكثر الصلاة بالسحر والإستغفار بالمغرب والصلاة على النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم والإستغفار لأصحابي، واعلم أن السحر))... إلخ الحديث الأول.
__________
(1) تلقاه (ظ).

وفيه من حديث عمرو بن عنبسة السلمي قال: قلت يا رسول الله أي الساعات أسمع للدعاء ؟، قال: ((جوف الليل الغابر))، وفي لفظ: ((الآخر))، ((وفي ذلك الوقت شيء واسع فهو محل لجميع الطاعات وقضاء الحاجات)).
وفيه من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة))، والمراد من هذه المواطن: الأزمنة، وإن استلزمت المكان.
وفيه من حديث معاذ قال: قال: رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((يطلع الله على خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
وفيه من حديث سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يقول: ((ساعتان يفتح فيهما أبواب السماء وقل ما يرد فيهما دعوة: عند الأذان، وعند الصف في سيل الله)).
وفيه من حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ما من عبد أو أمة دعى بهذا الدعاء ليلة عرفة كذا مرة - يعني عشراً - إلا لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه إلا قطيعة رحم أو مأثم: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطأه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الجنَّة رحمته، سبحان الذي في القبر قضاؤه، سبحان الذي في الهوى روحه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي لا منجى منه إلا إليه)).

وفيه من حديث ابن عباس قال: كان من دعاء رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم عشية عرفة: ((اللهمَّ إنك ترى مكاني وتسمع كلامي وتعلم سري وعلانيتي لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك إبتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير من خضعت لك رقبته وذل خده ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقياً وكن بي رؤفاً رحيماً يا خير المسؤلين ويا خير المعطين)).
وفيه من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ما من أيام أحب إلى الله، عز وجل، فيهن العمل، أو قال: أفضل فيهن العمل، من أيام العشر))، قيل: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟!، قال: ((ولا الجهاد إلا رجل أخرج نفسه وماله فلا يرجع من ذلك بشيء))، ومثله من حديث ابن عباس، ومثله من حديث أبي هريرة بتعيين من عشر ذي الحجة، ومثله من حديث ابن عباس بسند آخر وزيادة: ((فأكثروا فيهن من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير)).
وفيه من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ما من أيام أعظم عند الله، عز وجل، ولا العمل فيهن أحب إلى الله، عز وجل، من هذه الأيام فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد))، يعني أيام التشريق فيكون التفضيل نسبي.

وذكر: ((ولا الجهاد في سبيل الله)) في الأول، وزيادة الذكر أيضاً دون أيام التشريق يُنبيء عن أوليته(1) في الأفضلية ولأن فيها يوم عرفة، وقد خصه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم بكثير. منها ما في حديث جابر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((أفضل أيام الدنيا أيام العشر عشر ذي الحجة))، قالوا: ولا مثلهن في سبيل الله ؟!، قال: ((ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب))، قال: وذكر يوم عرفة فقال: ((يوم مباهاة ينزل(2) الله إلى السماء الدنيا فيقول عبادي جاؤني شعثاً غبراً ضاجين من كل فج يسألون رحمتي ويستعيذوني من عذابي، فلم ير يوماً أكثر عتيقاً وعتيقة من النار منه))، وتفسير الهبوط ما في حديث علي عَليْه السَّلام فيه قال: (وقف رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم بعرفة والناس مقبلون فقال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((مرحباً مرحباً بوفد الله الذي إذا سألوا أعطوا ويستجاب لهم دعاؤهم ويضعف للرجل نفقته بكل درهم ألف ألف))، ثم قال: (إذا كان هذه العشية هبط الله إلى السماء الدنيا ثم يقول وهو سبحانه أعظم من أن يزول من مكانه: إقباله على الشيء هو هبوطه إليه).
وفي تتمة الأنوار من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير)).
__________
(1) يعني أولولية أيام العشر فهي أفضل من أيام التشريق.
(2) إن صحّ الحديث فمعنى ينزل هنا ينزل الله رحمته لاستحالة النزول عليه سبحانه. وقد فسّره أمير المؤمنين –عليه السلام- في آخر الحديث.

وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث أنس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((أربع لياليهن كأيامهنَّ وأيامهن كلياليهنَّ يجزل الله فيها القسم ويعطي فيها الجزيل: ليلة الجمعة وصبيحتها، وليلة النصف من شعبان وصبيحتها، وليلة القدر وصبيحتها، وليلة عرفة وصبيحتها)).
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث الحسن: ((أربع ليال يفرغ الله الرحمة على عباده إفراغاً: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر والأضحى)).
وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث لأنس أيضاً: ((إلتمسوا الساعة التي تتحرى يوم الجمعة من بعد العصر إلى أن تغيب الشمس)).
وفيه من حديث علي عَليْه السَّلام: ((والذي نفسي بيده لدعاء الرجل بعد صلوة الفجر إلى طلوع الشمس أنجح له في الحاجة من الضارب بماله في الأرض)).
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من قام ليلتي العيد إيماناً واحتساباً لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)).
وفيه من حديث عبدالله بن قرط قال:: ((أعظم الأيام عند الله: يوم النحر ويوم القر)).
وفي مجموع الإمام زيد بن علي(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام مرفوعاً من حديث طويل قال:: ((وأبواب السماء فيه مفتحة من أول ليلة منه إلى آخر ليلة ألا وإن الدعاء فيه مقبول))، يعني به شهر رمضان سيما عشره الأواخر فإن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم خطب في أول ليلة منه وذكر هذا الحديث،وخطب في أول عشره وذكره ثانياً وحرض على العمل فيها.

وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أنس مرفوعاً: ((عند كل ختمة دعوة مستجابة))، وكذا عند العمل الصالح كما في قصة إبراهيم وإسماعيل (صلى الله عليهما) {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} [البقرة:127].
وفيه من حديث أبي سعيد: ((من صام يوماً من رجب كان له إذا أمسى عشر دعوات مستجابات، إذا دعى بشيءٍ في عاجل الدنيا أعطيه وإلا أدخر له أفضل مما دعا به داع من أولياء الله وأنبيائه)).
وفيه من حديث أبي سعيد أيضاً مرفوعاً فيمن صام شهر رجب كان له من الأجر كذا وسماه فمن لم يستطع تصدق كل يوم على المساكين برغيف، قيل: يا رسول الله فمن لم يقدر على هذه الصدقة يصنع ماذا لينال وصفته ؟، قال: ((يسبح الله كل يوم في رجب تمام ثلاثين يوماً، هذا التسبيح مائة مرة: سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان الأعز الأكرم، سبحان من لبس العز وهو له أهل)).
(فصل) في الدعاء المقيَّد بمكان أو تنبيه على القبول فيه
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث جابر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((المساجد سوق من أسواق الآخرة من دخلها كان ضيف الله، قِراه المغفرة وتحيته الكرامة، فعليكم بالرتاع))، قيل: يا رسول الله وما الرتاع ؟، قال: ((الدعاء والرغبة إلى الله عز وجل)).
وفي شمس الأخبار وهو في كتاب (الذكر) وغيره من حديث جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((أرتعوا في رياض الجنَّة))، قالوا: وما رياض الجنَّة يا رسول الله؟، قال: ((مجالس الذكر)).

16 / 22
ع
En
A+
A-