وكان له صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم قعدتان عند الطعام، الأولى: يجعل ظهر قدميه على الأرض ويجلس على بطونهما، الثانية: ينصب قدمه اليمنى ويفرش فخذه اليسرى، والمكروه متكأً ومستلقياً ومبتطحاً رواه في ضياء ذوي الأبصار من حديث ابن عباس، ويشرب من زمزم قائماً دل على صرف النهي عن التحريم إلا الكراهة كما في حديث مجموع الإمام زيد بن علي(ع) عن ابن عباس، ونهى عن الأكل بشمال(1) كما في حديث سلمة بن الأكوع فقال رجل: لا أستطيع، فلم يرفع يده إلى فيه وكان كبراً، ولذلك مواضع وإنما إستطردنا يسيراً حيث أشرنا عليه في الترجمة. إنتهى.
الباب الثالث والعشرون: في ذكر شيءٍ مما ورد في اللباس وما يتعلق به
في أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أنس الجهني عن أبيه من تتمَّة حديث: ((ومن لبس ثوباً فليقل: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة)).
وفي تتمة الأنوار من حديث أنس أو غيره في (شمائل الترمذي) قال: كان رسول الله إذا استجد ثوباً سماه باسمه عمامة أو قميصاً أو رداء ثم يقول: ((اللهمَّ لك الحمد كما كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره ومن شر ما صنع له)).
وفيه كان أحب الثياب إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم الحبَرة والقميص، وندب فيه ما رواه في المقاصد الحسنة من حديث جابر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((اطووا ثيابكم يرجع إليها أرواحها فإن الشيطان إذا وجد ثوباً مطوياً لم يلبسه وإن وجده منشوراً لبسه))، ومن طريق الديلمي فيه أيضاً: طيَّ القماش زيد في زيه.
__________
(1) بالشمال (ظ).

وفيه من طريق عائشة: طيُّ ثياب النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم من الجمعة إلى الجمعة.، وفيهاطيها بالليل ومادته واسعة مختلفة.
الباب الرابع والعشرون: في ذكر شيءٍ مما ورد في النكاح وما يتعلق به
في (مصابيح) أبي العبَّاس الحسني عَليْه السَّلام بسنده إلى زيد بن علي عَليْه السَّلام عن آبائه عَلَيْهم السَّلام قال: خطب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم حين زوج فاطمة (عليها السلام) فقال: ((الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع سلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه وأرضه))، ثم ذكر المهر وقال بعده عند أمره بانتهاب النثار: ((جمع الله شملكما وأسعد جدكما وأخرج منكما كثيراًطيباً))، وذكر فيه خطبة أبي طالب للنبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لخديجة (رحمها الله تعالى).
وفي تخريج البحر لابن بهران عند أن أشار الإمام في (البحر) أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لم يخطب في نكاح فاطمة وعائشة فروى ما في (الغيث) من صحة خطبة فاطمة (عليها السلام) لفظها: ((الحمد لله المحمود لنعمته، المعبود لقدرته، المتعالي لسلطانه، المنير لبرهانه، الحق لحقائق أدلته، المهيمن بسعة علمه، الجبار لجلاله، القهار لشدة محاله، العادل في أفعاله، الصادق في أقواله))...إلخ ما سبق.
وفيه من حديث الحسن البصري مرفوعاً قال: تزوج عقيل بن أبي طالب فقالوا له: بالرفاء والبنين، فقال: قولوا كما قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((بارك الله فيكم وبارك لكم))، وكان صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا أرفأ الإنسان إذا تزوج قال: ((بارك الله لك وبارك فيك وبارك عليك وجمع بينكما في خير)).

وفيه روايه تبريكة صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لعلي وفاطمة بلفظ: ((بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وأخرج منكما كثيراً طيباً)).
وفيه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إذا تزوج أحدكم إمرأة أو اشترى خادماً فليقل: اللهمَّ إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه، وإذا اشترى بعيراً فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك)) وهو في تتمة الأنوار قال: والجبلة: هي الدين الحنيف، وفي الحديث مقال، وفي رواية: ((ثم ليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة في المرأة والخادم)). إنتهى.
وفي تتمة الأنوار عن كتاب (العلوم) بسنده إلى عبدالله بن الحسن عَليْه السَّلام قال: خطب عبدالله ابن الحسن عَليْه السَّلام من رجل ابنته فقال بعد أن قال له: الحمد لله والواحد الله و(صلى الله عليه(1) وآله وسلم): إني في كهف حصين وشعب أمين، ثم ذكر المهر...إلخ.
وفي تخريج البحر لابن بهران قال: روي عن ابن عمر أنه قال: يقول الولي: بسم الله والحمد لله والصلوة على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أنكحتك على ما أمر الله به من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، ويقول الزوج: بسم الله والحمد لله والصلوة على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أوصيكم بتقوى الله قبلت نكاحها منك، والظاهر من هذا الوقف ولا بأس به، ويكون تقديم الولي أولى في الخطاب.
__________
(1) على محمد (ظ).

وفيه من حديث ابن مسعود قال: أعطي رسول الله جوامع الكلم، علمنا خطبة الصلاة وذكرها، وخطبة الحاجة - أي النكاح - أن يقول: ((الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم تصل خطبتك بثلاث آيات من كتاب الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} الآية [آل عمران:102]، {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} الآية [النساء:1]، و{اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)} الآية [الأحزاب].
(فصل) في ذكر شيءٍ مما ورد عند الوقاع
وفيه من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((أما لو أن أحدكم قال إذا أراد أن يأتي أهله: بسم الله اللهمَّ جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قدر بينهما في ذلك ولد لم يضره شيطان أبداً)).
الباب الخامس والعشرون: في ذكر شيءٍ مما يقال عند ولادة المولود
في ضياء ذوي الأبصار من حديث أبي رافع قال: رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أذن في أذن الحسن بن علي عَليْه السَّلام حين ولدته فاطمة (عليها السلام) قال: وكان يصنعه عمر بن عبدالعزيز.
وفيه من حديث الحسن بن علي عَليْه السَّلام مرفوعاً: ((من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى لم تضره أم الصبيان))، وهي التابعة من الجن في (النهاية) التابعة من الجن جنية تتبع الرجل تجِنُّه، فيحمل حديث أبي رافع على أنه لم يسمع الإقامة وهي ثابتة فروى ما سمع.

وفي صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا(ع) من قصة ولادة الحسن عَليْه السَّلام ولما كان في القصة بيان وقوع التسمية عند الولادة أردت نقلها برمتها لمخالفتها ما في بعض كتب المذهب من أن التسمية تكون في السابع قال في (الصحيفة) وبالإسناد - يعني إلى محمد بن علي بن الحسين عَليْه السَّلام - قال: حدثتني أسماء بنت عميس قالت: قبلت جدّتك فاطمة (عليها السلام) بالحسن والحسين (عليهما السلام) فلما ولد الحسن جاء النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم فقال: ((يا أسماء هاتي ابني))، فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم فقال: ((يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء ؟))، فلففته في خرقة بيضاء فدفعته إليه فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم قال لعلي عَليْه السَّلام: ((بأي شيءٍ سميت ابني هذا ؟))، فقال عَليْه السَّلام: (ما كنت لأسبقك بإسمه يا رسول الله وقد كنت أحب أن أسميه حرباً)، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((إني لا أسبق بإسمه ربّي عز وجل))، ثم هبط جبريل عَليْه السَّلام فقال: يا محمد؛ العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول: علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك فسم ابنك باسم ابن هارون، فقال صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((وما اسم ابن هارون ؟))، فقال: شبر، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((لساني عربي))، قال: سمِّه الحسن، قالت أسماء: فسماه الحسن فلما كان يوم سابعه عق عنه النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم بكبشين أملحين فأعطى القابلة فخذ كبش، وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً، وطلى رأسه بالخلوق ثم قال: ((يا أسماء الدّم فعل الجاهلية))، قالت

أسماء: فلما كان بعد حول من مولد الحسن عَليْه السَّلام ولد الحسين عَليْه السَّلام،...إلخ القصة، قالت: وبكى عند ذلك وذكر مقتله عَليْه السَّلام .
قال في ضياء ذوي الأبصار: كان وزن الشعر درهماً أو بعض درهم، وقال: عق عن الحسنين بكبش كبش، رواه أبو داود من حديث ابن عباس، ورواه النسائي بكبشين كبشين .
والعقيقة: إسم لشعر المولود، واسم ما يذبح عقيقة بإسم سببه وهو الشعر المحلوق، قال: وذلك سنة عند العترة عَلَيْهم السَّلام والشافعي ومالك والأوزاعي لما روي عن سمرة بن جندب أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم قال: ((الغلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمّ))، قال ابن بهران هذه رواية الترمذي، ولأبي داود والنسائي نحوه.
قلت: فتحمل التسمية على من أخرها ولا يتعدى السابع لما سبق ويمكن حمله على غير هذا لكنا لا نستحسن مخالفة ما فعله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم ولأن بقاء المولود سبعة أيام بغير تسمية إهمال وتقصير مع ما ورد من أن السقط إذا استهل سمي وورث ونحو ذلك لكن في موضع آخر من (صحيفة على بن موسى الرضا عَليْه السَّلام) بسنده إلى زين العابدين عَليْه السَّلام قال: سمي حسن حسناً يوم سابعه، واشتق من إسم الحسن الحسين، وذكر أنه لم يكن بينهما إلا الحمل فينظر. إنتهى.
اللهمَّ إلا أن يحمل ما في القصة الأولى على إدراج ذكر التسمية عند الولادة في وصفها وإن كانت متأخرة إلى السابع لموافقة الروايات الأخر، وأما المستسهل فيكون تخصيصاً لأنه لا يعيش، إلى السابع فيكون تقديم تسميته خاصاً به، والله أعلم.

الباب السادس والعشرون: في ذكر شيءٍ مما ورد من الذكر في الأسواق
في (صحيفة علي بن موسى) مرفوعاً بسنده قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من قال حين يدخل السوق: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير أعطي من الأجر بعدد ما خلق الله إلى يوم القيامة)).
وفي مجموع الإمام زيد بن علي(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام قال: (إذا دخلت السوق فقل: بسم الله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهمَّ إني أعوذ بك من يمين فاجرة وصفقة خاسرة ومن شر ما أحاطت به أوجاءت به السوق).
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث عمر قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من قال في سوق من الأسواق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنا له بيتاً في الجنة)). وفي شمس الأخبار من حديث ابن عمر قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يقول: ((ذاكر الله في الغافلين مثل المقاتل عن الفارين، وذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة في وسط الشجرة تحات عن القريب، وذاكر الله في الغافلين كالمصباح في البيت المظلم، وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل أعجمي وفصيح، والأعجمي البهائم والفصيح بنو آدم، وذاكر الله في الغافلين يعرّفه الله مقعده في الجنة))، ولا يخفى أن المراد من الغافلين كل محل يصدق عليه هذا المعنى من المجالس وغيرها إلا أنه يدخل فيه السوق دخولاً أولياً.

وفيه من حديث ابن عمر مرفوعاً قال: لما قيل لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: يا رسول الله ما يقول الديك إذا صاح ؟، قال: ((يقول إذكروا الله يا غافلين)).
وفيه مما ذكره في الأسواق وإن احتمل غيره من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ألا أدخلك على كنوز من كنوز الجنة ؟!، قلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ من الله إلا إليه)).
الباب السابع والعشرون: في ذكر شيءٍ مما ورد عند السرور بشيءٍ وعند المساءة
في صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا(ع) بسنده إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم من حديث طويل عند أن أرسل الحسنين إلى أمهما في ظلمة فقام ينظرهما ماشيين فبرقت برقة فاستمرت حتى وصلا فقال: ((الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت))، فالتحميد حينئذٍ من ذكر السرور.
وفيه بسنده قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((من أنعم عليه بنعمة فليحمد الله، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله، ومن أحزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوة إلا بالله)).
وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث علي عَليْه السَّلام قال: (ماتت أمي فأتيت النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم فقلت: ماتت أمي، فقال: ((إنا لله وإنا إليه راجعون)).
وفي (نهج البلاغة) من دعاء أمير المؤمنين عَليْه السَّلام عند سماع ثناء على السامع: (اللهمَّ إنك أعلم بنفسي مني وإني أعلم بنفسي منهم فاغفر لي ما لا يعلمون واجعلني فوق ما يظنون).
وفي المقاصد الحسنة من حديث: ((العين حق))...إلخ، ((من رأى شيئاً فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره))، وفي حديث: ((فليدع بالبركة)).

قلت: والمروي في (شفاء الأوام) من قصة عامر ابن ربيعة فقال له النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((هلاَّ برَّكت عليه فلا يقتل أحدكم أخاه))، قال في (المقاصد) ومما ينفع العين مرفوعاً من حديث أنس قال: ((يقال على ماءٍ يضيف في إناء ويُسقاه المعُيون ويُغسّل منه ويُلقن عبس عابس بشهاب قابس ردت العين من المعين إليه وإلى أحب الناس إليه {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ(3)} إلخ الآية [الملك]، فيكون الدعاء الأول من العاين في دفع ضره والثاني هنا من المعيُون في رده)).
وفي الإعتصام من حديث أنس قال: إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم بشر بحاجة فخر لله ساجداً .
وفيه من حديث أبي بكرة قال: كان صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم إذا جاءه أمر بسرور أو بشر به خر ساجداً شكراً لله تعالى .
وفيه من حديث أبي بكرة نقيع(1) أبي الحارث أن النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم كان إذا جاءه أمر سر به خر ساجداً لله تعالى.
وفيه من حديث حُذيفة قال: رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم ساجداً فوقفت أنظره فأطال فلما رفع رأسه قلت: لقد حسبت أن الله تعالى قبض روحك في سجودك!، قال: ((إن جبريل أخبرني أن الله تعالى قال: من صلّى عليك مرّة صليت عليه عشراً فسجدت شكراً لله تعالى على ذلك)).
__________
(1) نفيع (ظ).

وفيه سجود أمير المؤمنين عَليْه السَّلام لما وجد ذا الثديَّة، وفيه سجود أبي بكر لما جاءه خبر قتل مسيلمة، وفيه سجود النبي صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم لما جاءه كتاب علي عَليْه السَّلام من اليمن بإسلام قبائل همدان جميعاً من حديث البراء بن عازب، وفيه من حديث كعب بن مالك لما تاب الله عليه أمره صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم أن يصلي سجدتين، وقد ورد عند نزول ما يسر السجود كسجوده وتضرعه صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم يوم بدر عند حشد المشركين؛ وأفعال الأئمة في مثل ذلك كثر، فيكون السجود مشتركاً يدعو الإنسان بما أحب مما يطابق مقامه مع السجود، وكذا لا حول ولا قوة إلا بالله، والإسترجاع فقد استرجع صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم عند أن طفيء مصباحه فقيل له: أمصيبة ذلك يا رسول الله ؟، قال: ((نعم؛ كل ما ساءك فهو مصيبة))، أو كما قال .
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) و شمس الأخبار من حديث أنس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم: ((ما من مصيبة وإن تقادم عهدها فيجدد لها العبد الإسترجاع إلا جدد الله تعالى ثوابها وأجرها)).
مجموع الإمام زيد بن علي(ع) عن علي عَليْه السَّلام أنه كان يقول إذا نظر في المرآة: ((الحمد لله الذي أحسن خلقي وصورتي وعافاني في جسدي)).
[في قصِّ الرؤيا وسماعها]
وفي قصّ الرؤيا وسماعها: قال في كتاب (البركة) للعلامة الوصابي يقول: من قُصت عليه رؤيا: خيراً رأيت وخيراً يكون وخيراً تلقاه وشراً توقاه وخيراً لنا وشراً لأعدائنا والحمد لله رب العالمين، ويبحث لتخريجه إذا كان مرفوعاً.

10 / 22
ع
En
A+
A-