فَصْلٌ فِي الْأَجَلِ وَالرِّزْقِ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( هشم ) : الْأَجَلُ وَاحِدٌ وَهُوَ وَقْتُ الْمَوْتِ .
الْبَغْدَادِيَّةُ : بَلْ أَجَلَانِ ، مَقْدُورٌ ، وَمُسَمًّى .
قُلْنَا : مَا لَمْ يَمُتْ فِيهِ فَلَيْسَ بِأَجَلٍ .
وقَوْله تَعَالَى { وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ } أَرَادَهُ الْقِيَامَةَ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( هشم ) لَوْ لَمْ يُقْتَلْ الْمَقْتُولُ لَجَازَ أَنْ يَمُوتَ ( كم ) وَبَعْدَ الْقَتْلِ نَقْطَعُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَجُوزُ غَيْرُهُ " قُلْت " وَفِيهِ نَظَرٌ ( ل ) وَالْمُجْبِرَةُ : لَوْ لَمْ يُقْتَلْ لَمَاتَ قَطْعًا وَإِلَّا كَانَ قَاطِعًا لِأَجَلِهِ الْمُسَمَّى .
قُلْنَا : الْأَجَلُ وَقْتُ الْمَوْتِ وَالْإِلْزَامُ فِيمَنْ ذَبَحَ شَاةَ غَيْرِهِ أَنْ يَكُونَ مُحْسِنًا إذْ أَحَلَّهَا .
وقَوْله تَعَالَى { لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إلَى مَضَاجِعِهِمْ } مُتَأَوَّلٌ ( ع ) أَرَادَ لَوْ لَمْ تَخْرُجُوا لَقُتِلْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ فِي يَوْمٍ خَاصٍّ ( ف ) بَلْ أَرَادَ لَخَرَجَ قَوْمٌ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ .
أَيْ أُمِرُوا بِهِ .
( قُلْت ) وَكِلَاهُمَا تَعَسُّفٌ .
الْبَغْدَادِيَّةُ : بَلْ يَعِيشُ قَطْعًا وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ ظُلْمًا لَهُ .
قُلْنَا : ضَرَرٌ لَا نَفْعَ فِيهِ وَلَا دَفْعَ ضَرَرٍ وَلَا اسْتِحْقَاقَ فَكَانَ ظُلْمًا .

( مَسْأَلَةٌ ) : وَالْحَرَامُ لَيْسَ بِرِزْقٍ ، وَخَالَفَتْ الْمُجْبِرَةُ .
لَنَا : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } وَلَا يُمْدَحُ بِإِنْفَاقِ مَالِ الْغَيْرِ ( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلَّا اللَّهُ ، إذْ هُوَ جِسْمٌ ، أَوْ عَرَضٌ ، غَيْرُ مَقْدُورٍ لَنَا وَقَدْ يُضَافُ إلَى الْعَبْدِ لِتَسَبُّبٍ بِهِ كَالْهِبَةِ وَالصَّدَقَةِ .
الْمُجْبِرَةُ : بَلْ الْجَمِيعُ مِنْ اللَّهِ .
قُلْنَا : فَلَا يَسْتَحِقُّ ثَوَابًا .
" فَرْعٌ " وَلَا يَجِبُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى إذْ لَا تَجِبُ التَّبْقِيَةُ .
وقَوْله تَعَالَى { إلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } مَجَازٌ ، إذْ بِاسْتِمْرَارِهِ مِنْهُ أَشْبَهَ الْوَاجِبَ .

( مَسْأَلَةٌ ) وَالتَّكَسُّبُ جَائِزٌ .
خِلَافًا لِلْحَشَوِيَّةِ وَالصُّوفِيَّةِ .
لَنَا : الْتِمَاسُ النَّفْعِ حَسَنٌ وقَوْله تَعَالَى { وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } .

مَسْأَلَةٌ ) وَالسِّعْرُ قَدْرُ مَا يُبَاعُ بِهِ الشَّيْءُ فَإِنْ زَادَ عَلَى الْمُعْتَادِ فَغَلَا وَإِنْ نَقَصَ فَرَخُصَ وَقَدْ يَكُونُ مِنْ اللَّهِ حَيْثُ سَبَّبَهُ جَدْبٌ أَوْ خِصْبٌ .
الْحَشْوِيَّةُ : بَلْ مِنْ اللَّهِ مُطْلَقًا .
قُلْنَا : نَهَى عَنْ الِاحْتِكَارِ لِئَلَّا يَقَعَ الْغَلَا .

( فَصْلٌ ) الْعِتْرَةُ : لَا يَجُوزُ إطْلَاقُ أَنَّ الْمَعَاصِي بِقَضَاءِ اللَّهِ .
خِلَافًا لِلْمُجْبِرَةِ .
قُلْنَا : تُوُهِّمَ أَنَّهُ خَلَقَهَا إذْ هُوَ أَحَدُ مَعَانِيهِ ، وَلَا بِقَدَرِهِ لِذَلِكَ .

( مَسْأَلَةٌ ) وَالْقَدَرِيَّةُ هُمْ الْمُجْبِرَةُ .
قَالُوا بَلْ الْمُعْتَزِلَةُ .
قُلْنَا : الِاسْمُ مُشْتَقٌّ مِنْ الْإِثْبَاتِ لَا مِنْ النَّفْيِ وَهُمْ الْمُثْبِتُونَ وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { قَوْمٌ يَعْمَلُونَ الْمَعَاصِيَ وَيَقُولُونَ إنَّ اللَّهَ قَدَّرَهَا عَلَيْهِمْ } وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ } وَهُمْ أَشْبَهُ بِهِمْ إذْ قَالُوا : الْقَادِرُ عَلَى الْخَيْرِ لَا يَقْدِرُ عَلَى الشَّرِّ .

( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يُطْلَقُ عَلَى اللَّهِ أَنَّهُ يُضِلُّ الْخَلْقَ .
الْمُجْبِرَةُ : يَجُوزُ .
قُلْنَا : تُوهِمُ الْخَطَأَ لِاحْتِمَالِ أَنَّهُ خَلَقَ الضَّلَالَ فِيهِ ، وَلَهُ مَعَانٍ : الْإِغْوَاءُ ، نَحْوُ { وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ } .
وَالْهَلَاكُ ، نَحْوُ { أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ } .
وَالْعِقَابُ ، نَحْوُ { لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ } ، وَالْحُكْمُ وَالتَّسْمِيَةُ ، كَقَوْلِ الشَّاعِرِ : ( مَا زَالَ يَهْدِي قَوْمَهُ وَيُضِلُّنَا ) قُلْت وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا } أَيْ يَحْكُمُ بِضَلَالَتِهِمْ لِسَبَبِ مُخَالَفَتِهِمْ إيَّاهُ .

( فَصْلٌ ) إنَّمَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ لِيَتَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ .
الْمُجْبِرَةُ : بَلْ لِلْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَقِيلَ لِإِظْهَارِ قُدْرَتِهِ وَقِيلَ بُرْغُوتٌ لَا لِغَرَضٍ .
لَنَا : الْعَارِي عَنْ الْغَرَضِ عَبَثٌ وَانْتِفَاعُهُ بِهِمْ مُحَالٌ فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ لِنَفْعِهِمْ مِنْ ثَوَابٍ أَوْ غَيْرِهِ .
وَقَوْلُهُ { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ } اللَّامُ لِلْعَاقِبَةِ لَا لِلْغَرَضِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى { لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا }

( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يَجُوزُ التَّفَضُّلُ بِالثَّوَابِ لِتَضَمُّنِهِ تَعْظِيمَ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ التَّعْظِيمَ .

مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَتَكْلِيفُ مَنْ يَعْلَمُ اللَّهُ أَنْ يَكْفُرَ حَسَنٌ وَنِعْمَةٌ إذْ هُوَ تَعْرِيضٌ لِمَنَافِعَ وَهَذِهِ أَعْظَمُ شُبَهِ الْمُجْبِرَةِ إذَا أَنْكَرَتْ كَوْنَهُ نِعْمَةً .
لَنَا : كَمُقَدِّمِ الطَّعَامِ إلَى جَائِعٍ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ حَتَّى مَاتَ ( ق ) يَحْسُنُ إنْ كَانَ لُطْفًا لِغَيْرِهِ اعْتِبَارًا لِلْأَصْلَحِ .
قُلْنَا : التَّعْرِيضُ لِلنَّفْعِ حَسَنٌ تَفَضُّلٌ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ لُطْفٌ .

7 / 792
ع
En
A+
A-