فِي ( فَصْلٌ ) الْإِرَادَةِ ( مَسْأَلَةٌ ) وَهُوَ مُرِيدٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ ( ق ) وَالنَّظَّامُ : بَلْ إرَادَتُهُ أَمْرُهُ أَوْ فِعْلُهُ وَهُوَ عَالِمٌ بِهِ .
قُلْنَا : قَوْله تَعَالَى { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ } لَا يَنْصَرِفُ إلَى ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ إلَّا بِإِرَادَتِهِ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَهُوَ مُرِيدٌ بِإِرَادَةٍ مُحْدَثَةٍ .
الْكُلَابِيَّةُ ، وَالْأَشْعَرِيَّةُ : بَلْ قَدِيمَةٌ .
النَّجَّارِيَّةُ : بَلْ لِذَاتِهِ .
قُلْنَا : إذًا لَلَزِمَ إيجَادُهُ جَمِيعَ الْمُرَادَاتِ إذْ لَا اخْتِصَاصَ لِذَاتِهِ بِبَعْضِهَا فَيَجِدُ كُلُّ مَا يُرِيدُ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَإِرَادَتُهُ مَوْجُودَةٌ لَا فِي مَحِلٍّ .
الصِّفَاتِيَّةُ : بَلْ كَالْعِلْمِ .
الرَّافِضَةُ : بَلْ إرَادَتُهُ حَرَكَةٌ لَا هِيَ هُوَ وَلَا غَيْرُهُ .
الْحَضْرَمِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ هَيْثَمٍ : بَلْ حَرَكَةٌ فِي غَيْرِهِ : قُلْنَا : إذَا كَانَتْ مُحْدَثَةً وُجِدَتْ لَا فِي مَحِلٍّ إذْ هُوَ لَا فِي مَحِلٍّ إذْ هُوَ لَيْسَ مَحِلًّا لِلْحَوَادِثِ وَلَا يَصِحُّ حُلُولُهَا فِي جَمَادٍ وَلَا فِي حَيٍّ غَيْرِهِ وَإِلَّا أُوجِبَتْ لَهُ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَيُرِيدُ كُلَّ أَفْعَالِهِ سِوَى الْإِرَادَةِ وَالْكَرَاهَةِ ، وَمَنْ فَعَلَ غَيْرَهُ مَا أَمَرَ بِهِ كَالطَّاعَاتِ ( ع م ) لَا الْمُبَاحُ وَلَا الْمَعَاصِي ( ق ) بَلْ أَرَادَ الْمُبَاحَ وَأَمَرَ بِهِ وَكَلَّفَ بِهِ .
قُلْنَا : إنَّمَا يُرِيدُ مَا لِفِعْلِهِ عَلَى تَرْكِهِ مَزِيَّةٌ إذْ لَا وَجْهَ لِإِرَادَةِ غَيْرِهِ .
الْمُجْبِرَةُ : بَلْ مُرِيدًا كُلَّ وَاقِعٍ .
قُلْنَا : إرَادَةُ الْقَبِيحِ قَبِيحَةٌ وَلِنَهْيِهِ ، وقَوْله تَعَالَى { وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ } وَقَوْلِهِ { كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّك مَكْرُوهًا } .
( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يُرِيدُ أَكْلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَشُرْبَهُمْ لِإِبَاحَتِهِ وَإِنْ أَرَادَ إثَابَتَهُمْ ( م ) ، يَجُوزُ إذْ فِيهِ كَمَالُ النِّعْمَةِ إذَا عَلِمُوهُ ، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى { كُلُوا وَاشْرَبُوا } .
( مَسْأَلَةٌ ) وَالرِّضَى ، وَالسَّخَطُ ، وَالْوِلَايَةُ ، وَالْمَحَبَّةُ ، بِمَعْنَى الْإِرَادَةِ وَالْكَرَاهَةِ ، فَلَا يُقَالُ سَاخِطٌ فِيمَا لَمْ يَزَلْ سُلَيْمَانُ بْنُ

جَرِيرٍ : بَلْ سَخِطَ فِيمَا لَمْ يَزَلْ عَلَى مَنْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَعْصِي .
قُلْنَا : السَّخَطُ إرَادَةُ الْإِهَانَةِ وَالْعُقُوبَةِ .

( فَصْلٌ ) فِي الْكَلَامِ ( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَهُوَ مُتَكَلِّمٌ بِكَلَامٍ .
بُرْغُوتٌ : بَلْ لِذَاتِهِ قُلْنَا : إثْبَاتُ صِفَةٍ لَا دَلِيلَ عَلَيْهَا إذْ مَعْنَى تَكَلَّمَ ، فَعَلَ الْكَلَامَ ، وَلَا يُعْقَلُ غَيْرُهُ ، وَإِذًا لَلَزِمَ كَوْنُ ذَاتِهِ عَلَى صِفَةِ الْحُرُوفِ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَهُوَ الْحُرُوفُ وَالْأَصْوَاتُ .
الْأَشْعَرِيَّةُ : بَلْ مَعْنًى فِي نَفْسِ الْمُتَكَلِّمِ .
قُلْنَا : لَا دَلِيلَ عَلَى ذَلِكَ وَإِلَّا لَزِمَ أَنْ يُسَمَّى السَّاكِتُ مُتَكَلِّمًا ، وَكَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى فِعْلُهُ الْحُرُوفَ وَالْأَصْوَاتَ .
وَقِيلَ هُوَ اللَّهُ ، وَقِيلَ هُوَ بَعْضُهُ .
الْأَشْعَرِيَّةُ : بَلْ مَعْنًى قَدِيمٌ لَا هُوَ هُوَ وَلَا غَيْرُهُ وَلَا بَعْضُهُ ، كَالْعِلْمِ ، قُلْنَا : الْكَلَامُ هُوَ الْحُرُوفُ وَالْأَصْوَاتُ وَهِيَ غَيْرُهُ تَعَالَى .
( مَسْأَلَة ) أَكْثَرُ ( لَهُ ) : وَهُوَ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ .
ابْنُ شُجَاعٍ : مُحْدَثٌ لَا مَخْلُوقٌ .
الْحَشْوِيَّةُ : بَلْ قَدِيمٌ .
لَنَا : الْمَخْلُوقُ هُوَ الْمُحْدَثُ مُقَدَّرًا ، وَهُوَ كَذَلِكَ وَلِتَعَدُّدِهِ وَتَرَتُّبِهِ .
( مَسْأَلَةٌ ) الْأَكْثَرُ : وَيُوصَفُ بِأَنَّهُ تَكَلَّمَ ( ك ) : لَا ، لِأَنَّهَا مِنْ حُلُولِ الْكَلَامِ فِيهِ كَتَحَرُّكٍ ، قُلْنَا : فِعْلُ الْكَلَامِ كَتَفَضُّلٍ .

( فَصْلٌ ) فِي خَلْقِ الْأَفْعَالِ ( مَسْأَلَةٌ ) : فِعْلُ الْعَبْدِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فِيهِ ، وَخَالَفَتْ الْجَهْمِيَّةُ وَجَعَلَتْ نِسْبَتُهُ إلَيْهِ مَجَازًا كَطَالَ وَقَصُرَ .
النَّجَّارِيَّةُ ، وَالْكُلَّابِيَّةُ ، وَضِرَارٌ ، وَحَفْصٌ ، خَلْقٌ لِلَّهِ وَكَسْبٌ لِلْعَبْدِ ، لَنَا : وُقُوعُهُ بِحَسَبِ دَوَاعِيهِ وَانْتِفَاؤُهُ بِحَسَبِ كَرَاهِيَتِهِ مُسْتَمِرًّا ، وَبِذَلِكَ يُعْلَمُ تَأْثِيرُ الْمُؤَثِّرِ ، سَلَّمْنَا : لَزِمَ سُقُوطُ حُسْنِ الْمَدْحِ وَالذَّمِّ ، وَسَبُّهُ لِنَفْسِهِ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَتَصَرُّفُ السَّاهِي وَالنَّائِمِ فِعْلُهُ .
الْأَشْعَرِيَّةُ : لَا ، لَنَا وُقُوعُهُ بِحَسَبِ قُدْرَةٍ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَمَقْدُورٌ بَيْنَ قَادِرَيْنِ مُحَالٌ ، خِلَافًا لِلنَّجَّارِيَّةِ وَالْكُلَّابِيَّةِ وَبَعْضِ الْمُعْتَزِلَةِ .
لَنَا : لَوْ صَحَّ لَصَحَّ أَنْ يُرِيدَهُ أَحَدُهُمَا وَيَكْرَهَهُ الْآخَرُ فَيَكُونُ مَوْجُودًا مَعْدُومًا .
( مَسْأَلَةٌ ) وَالْكَسْبُ الَّذِي تَدَّعِيهِ الْمُجْبِرَةُ غَيْرُ مَعْقُولٍ مَعَ إضَافَتِهِمْ الْفِعْلَ بِجَمِيعِ صِفَاتِهِ إلَى اللَّهِ وَقَوْلُهُمْ : مَعْنَاهُ حُلُولُهُ فِيهِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ فَاسِدٌ ، إذْ الْقُدْرَةُ إنْ أَثَّرَتْ فِي حُدُوثِهِ فَهُوَ قَوْلُنَا ، وَإِنْ أَثَّرَتْ فِي كَسْبِهِ فَغَيْرُ مَعْقُولٍ مَسْأَلَة ) الْأَكْثَرُ : وَيَجُوزُ تَسْمِيَةُ فِعْلِ الْعِبَادِ خَلْقًا ( ق ) لَا .
لَنَا : أَحْدَثُوهُ بِتَقْدِيرٍ وَهُوَ مَعْنَاهُ وقَوْله تَعَالَى { وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ } .
( مَسْأَلَةٌ ) ( يه ) وَالْمُتَوَلِّدُ فِعْلُ الْعَبْدِ كَالْمُبْتَدَإِ ( ظ ) : لَا فِعْلَ لِلْعَبْدِ إلَّا الْإِرَادَةُ وَمَا عَدَاهَا مُتَوَلِّدٌ بِطَبْعِ الْمَحِلِّ .
النَّظَّامُ : مَا خَرَجَ عَنْ مَحَلِّ الْقُدْرَةِ فَفِعْلُ اللَّهِ تَعَالَى جَعَلَهُ طَبْعًا لِلْمَحَلِّ فَطَبْعُ الْحَجَرِ الذَّهَابُ إذَا دُفِعَ ( قبة ) بَلْ هُوَ فِعْلُ اللَّهِ تَعَالَى يَبْتَدِيهِ ( ثُمَامَةُ ) : بَلْ حَدَثٌ لَا مُحْدِثَ لَهُ .
لَنَا : وُجُودُ مُحِيطِ الْقَصْدِ وَالدَّاعِي دَلَّ عَلَى تَوَلُّدِهِ مِنْ فِعْلِنَا ، وَالطَّبْعُ غَيْرُ مَعْقُولٍ إلَّا أَنْ يُرِيدَ الِاعْتِمَادَ فَهُوَ

فِعْلُنَا .
( مَسْأَلَةٌ ) ( ع م ) : وَالْمُتَوَلِّدُ هُوَ الْمُسَبَّبُ وَالْمُبْتَدَأُ مَا يُفْعَلُ بِالْقُدْرَةِ فِي مَحِلِّهَا لَا بِوَاسِطَةٍ ( قبة ) : لَا مُتَوَلِّدَ بَلْ يَفْعَلُهُ اللَّهُ ابْتِدَاءً .
لَنَا : قِيَامُ الدَّلَالَةِ عَلَى وُجُودِ الْمُبْتَدَى وَالْمُتَوَلِّدِ .
( مَسْأَلَةٌ ) الْأَكْثَرُ : وَلَا يَقْدِرُ الْعَبْدُ عَلَى اللَّوْنِ وَالطَّعْمِ وَالرِّيحِ بِشْرٌ ، وَبَعْضُ الْبَغْدَادِيَّة : بَلْ يَقْدِرُ كَتَبْيِيضِ النَّاطِفِ وَتَسْوِيدِ الْحِبْرِ .
قُلْنَا : لَوْنٌ كَانَ كَامِنًا فَبَرَزَ لَا مُتَوَلِّدًا إذْ الِاعْتِمَادُ لَا يُوَلِّدُهُ ، وَإِلَّا وَلَّدَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ .
( مَسْأَلَةٌ ) أَصْحَابُنَا : وَالْمُتَوَلِّدُ غَيْرُ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ عِنْدَ وُجُودِ سَبَبِهِ ( د ) بَلْ مَقْدُورٌ لَنَا : عِنْدَ وُجُودِ سَبَبِهِ لَا يَقِفُ عَلَى الْقَصْدِ .
" فَرْعٌ " الْأَكْثَرُ : وَتَصِحُّ التَّوْبَةُ مِنْ الْمُتَوَلِّدِ بَعْدَ وُجُودِ سَبَبِهِ ( د ) لَا ، إلَّا بَعْدَ وُقُوعِهِ .
قُلْنَا : مَا وُجِدَ سَبَبُهُ كَالْوَاقِعِ لِخُرُوجِهِ عَنْ كَوْنِهِ مَقْدُورًا .
( مَسْأَلَةٌ ) ( م ) : وَفِي فِعْلِ اللَّهِ الْمُتَوَلِّدِ ( ع ) : لَا ، لِاسْتِلْزَامِهِ الْحَاجَةَ إلَى السَّبَبِ .
قُلْنَا : الْمُحْتَاجُ الْفِعْلُ كَإِلَى الْمَحَلِّ وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ } .
( مَسْأَلَةٌ ) ( م ض ) وَلَا يَجُوزُ فِيمَا نُسَبِّبُهُ أَنْ نَبْتَدِيَهُ بِعَيْنِهِ ، إذْ احْتِيَاجُهُ إلَى سَبَبِهِ ذَاتِيٌّ ، وَيَصِحُّ أَنْ نَبْتَدِيَ جِنْسَهُ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا مُتَوَلِّدَ فِي أَفْعَالِ الْقُلُوبِ إلَّا الْعِلْمُ لِوُقُوعِهِ بِحَسَبِ النَّظَرِ وَلَا يُعْقَلُ التَّوَلُّدُ فِيمَا عَدَاهُ ، وَالْمُتَوَلِّدُ مِنْ أَفْعَالِ الْجَوَارِحِ : الْكَوْنُ وَالِاعْتِمَادُ وَالتَّأْلِيفُ وَالصَّوْتُ وَالْأَلَمُ ، إلَّا أَنَّ الثَّلَاثَةَ الْآخِرَةَ لَا تَصِحُّ مِنْ فِعْلِنَا إلَّا مُتَوَلِّدَةً ( مَسْأَلَةٌ ) ( م ) وَالسَّبَبُ وَالْمُسَبَّبُ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ حَيْثُ اشْتَرَكَا فِي الْقَصْدِ ، وَعَنْ قَوْمٍ ( قع ) بَلْ قَدْ يُوَلِّدُ الْقَبِيحُ حَسَنًا وَالْعَكْسُ ، قُلْنَا : الْمُسَبَّبُ مَوْجُودٌ بِوُجُودِ

سَبَبِهِ فَيَسْتَحِيلُ اخْتِلَافُهُمَا .
( مَسْأَلَةٌ ) أَصْحَابُنَا : وَالْمُوَلِّدُ هُوَ الْفَاعِلُ .
وَقِيلَ السَّبَبُ ( كم ) هُوَ خِلَافٌ فِي الْعِبَارَةِ إلَّا بِأَنَّ إضَافَةَ الْفِعْلِ إلَى الْفَاعِلِ أَقْوَى .
( مَسْأَلَةٌ ) ( ع ) وَإِزَالَةُ الشَّعْرِ بِالنُّورَةِ مُتَوَلِّدٌ مِنْ حَرَارَتِهَا ( م ) لَا يُقْطَعُ لِجَوَازِ أَنْ يُجْرِيَهُ اللَّهُ عَادَةً وَلِتَرَاخِيهِ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( يه ) وَيَصِحُّ إرَادَةُ الْإِرَادَةِ كَغَيْرِهَا ( ق ) وَغَيْرُهُ : لَا .
الْعَطَوِيُّ : لَا بُدَّ أَنْ تُرَادَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إلَى إرَادَةٍ ضَرُورِيَّةٍ .
يَخْلُقُهَا اللَّهُ .
قُلْنَا : الدَّاعِي إلَى الْفِعْلِ دَاعٍ إلَيْهَا وَلَا دَاعِيَ إلَى إرَادَةِ الْإِرَادَةِ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( ق ) وَغَيْرُهُ : وَيَجِبُ تَقَدُّمُهَا عَلَى الْفِعْلِ .
( ع م ) : بَلْ تَجُوزُ الْمُقَارَنَةُ إذْ دَاعِي الْفِعْلِ دَاعٍ إلَيْهَا .
( مَسْأَلَةٌ ) ( ع م ) .
وَبِشْرٌ ، وَهِشَامٌ الْقُوطِيُّ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُبَشِّرٍ : وَلَا تُوجِبُ الْفِعْلَ .
النَّظَّامُ وَمَعْمَرٌ وَجَعْفَرُ بْنُ حَرْبٍ وَ ( وَ ك ) وَعِيسَى الصُّوفِيُّ : بَلْ تُوجِبُ .
قُلْنَا : لَوْ أَوْجَبَتْ وُجِدَ مِنْ الْعَاجِزِ ، وَلَوْ وُلِدَتْ لَافْتَقَرَتْ إلَى مُمَارَسَةِ مَحَلِّهَا لِمَحَلِّ الْمُوَلَّدِ فِيهِ كَالْأَسْبَابِ .

( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَالْقُدْرَةُ مُتَقَدِّمَةٌ لِلْمَقْدُورِ غَيْرُ مُوجِبَةٍ صَالِحَةٌ لِلضِّدَّيْنِ .
النَّجَّارِيَّةُ وَالْأَشْعَرِيَّةُ وَالْعَكْسُ ، وَعَنْ قَوْمٍ مِنْهُمْ الْوَرَّاقُ وَابْنُ الرَّاوَنْدِيِّ : مُقَارَنَةٌ صَالِحَةٌ لِلْفِعْلِ .
لَنَا : لَوْ قَارَنَتْ لَمَا تَعَلَّقَ الْفِعْلُ بِالْقَادِرِ ، وَلَمَا احْتَاجَ الْفِعْلُ إلَيْهَا إذْ حَالُ الْوُجُودِ حَالُ اسْتِغْنَاءٍ ، وَلَوْ أُوجِبَتْ لَزِمَ أَنْ لَا يَتَعَلَّقَ الْفِعْلُ بِالْقَادِرِ بَلْ بِفَاعِلِ الْقُدْرَةِ ، فَتَبْطُلُ قَادِرِيَّةُ الْوَاحِدِ مِنَّا ، وَلَزِمَ أَنْ لَا يَكُونَ الْكَافِرُ قَادِرًا عَلَى الْإِيمَانِ ، وَهُوَ مُكَلَّفٌ بِهِ ، وَلَوْ لَمْ تَصْلُحْ لِلضِّدَّيْنِ لَجَوَّزْنَا أَنْ نَقْدِرَ عَلَى حَرَكَةٍ يَمْنَةً دُونَ يَسْرَةٍ ، وَلَا مَانِعَ لَنَا وَالضَّرُورَةُ تَدْفَعُهُ .

( مَسْأَلَةٌ ) تَكْلِيفُ مَا لَا يُطَاقُ قَبِيحٌ ، وَكَانَتْ الْمُجْبِرَةُ لَا تَلْتَزِمُهُ حَتَّى صَرَّحَ الْأَشْعَرِيُّ بِجَوَازِهِ .
لَنَا : تَكْلِيفُ الضَّرِيرِ بِنَقْطِ الْمُصْحَفِ ، وَمَنْ لَا جَنَاحَ لَهُ بِالطَّيَرَانِ .
مَعْلُومٌ قُبْحُهُ ضَرُورَةً وقَوْله تَعَالَى { إلَّا وُسْعَهَا } .

مَسْأَلَةٌ ) الْأَكْثَرُ ( لَهُ ) : وَلَا يُوصَفُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنَّهُ قَوَّى الْكَافِرَ عَلَى الْكُفْرِ لِإِيهَامِهِ ( د ) وَبَعْضُ شُيُوخِنَا : يَجُوزُ " قُلْت " وَهُوَ الصَّحِيحُ كَأَقْدُرُهُ .

( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَمَا مِنْ مَوْجُودٍ إلَّا وَكَانَ يَجُوزُ وُجُودُ ضِدِّهِ بَدَلًا عَنْهُ ، لَا حَالَ وُجُودِهِ .
الْمُجْبِرَةُ : يَجُوزُ وُجُودُ الْإِيمَانِ حَالَ الْكُفْرِ فَجَوَّزَ الْبَدَلَ عَنْ الْوُجُودِ ، وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَهُ النَّجَّارُ فِرَارًا مِنْ تَكْلِيفِ مَا لَا يُطَاقُ وَلَيْسَ بِمُخْلِصٍ .
قُلْنَا : مُحَالٌ كَاجْتِمَاعِ الضِّدَّيْنِ وَلِتَجْوِيزِ وُجُودِ الْمَعْدُومِ حَالَ الْعَدَمِ .

6 / 792
ع
En
A+
A-