قَدِيمَيْنِ ، وَهُوَ مُنَاقَضَةٌ ، وَقَدْ صَحَّ حُدُوثُهُ سَلَّمْنَا : لَمْ يَكُنْ أَحَدُهُمَا بِكَوْنِهِ الصَّانِعَ أَوْلَى ، وَكَذَلِكَ الْعِلَّةُ الْقَدِيمَةُ .
( مَسْأَلَةٌ ) الْأَكْثَرُ : وَلَا يَصِحُّ مَصِيرُ الشَّيْءِ الْوَاحِدِ أَشْيَاءَ ، بَعْضُ الْفَلَاسِفَةِ بَلْ هَيُولَى الْجِسْمِ كَانَتْ شَيْئًا وَاحِدًا فَحَلَّتْهَا الصُّورَةُ فَصَارَتْ أَشْيَاءَ ، قُلْنَا : الْهَيُولَى لَا بُدَّ أَنْ تُمَيَّزَ مِنْ الصُّورَةِ بِصِفَةٍ ذَاتِيَّةٍ إنْ كَانَتْ بِخِلَافِهَا فَيَكُونَانِ شَيْئَيْنِ قَبْلَ اجْتِمَاعِهِمَا وَبَعْدَهُ .
( فَصْلٌ ) فِي صِفَاتِهِ تَعَالَى ( مَسْأَلَةٌ ) وَصِحَّةُ الْفِعْلِ دَلِيلُ كَوْنِهِ قَادِرًا وَصِحَّةُ الْإِحْكَامِ دَلِيلُ كَوْنِهِ عَالِمًا ، وَهُمَا دَلِيلُ كَوْنِهِ حَيًّا ، وَتَعَلُّقُ الْفِعْلِ بِهِ دَلِيلُ وُجُودِهِ إذْ لَا تَأْثِيرَ لِمَعْدُومٍ كَالْإِرَادَةِ ، ثُمَّ لَوْ كَانَ مُحْدَثًا لَاحْتَاجَ إلَى مُحْدِثٍ فَيَتَسَلْسَلُ ، فَلَزِمَ قِدَمُهُ مَسْأَلَةٌ ) الْأَكْثَرُ وَهُوَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَاتِ فِي الْأَزَلِ ، بَعْضُ الرَّافِضَةِ بَلْ يَعْلَمُ بِعِلْمٍ مُحْدَثٍ ، قُلْنَا : الْعِلْمُ لَا يُوجِدُهُ إلَّا عَالِمٌ كَالْمُحْكَمِ ، فَيَدُورُ أَوْ يَتَسَلْسَلُ فَإِذَا عَلِمَ بَعْضَ الْأَشْيَاءِ عَلِمَ جَمِيعَهَا إذْ لَا اخْتِصَاصَ لِذَاتِهِ بِبَعْضِهَا .
( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) : وَيَسْتَحِقُّ صِفَاتِهِ لِذَاتِهِ لَا لِمَعَانٍ ، الْكُلَابِيَّةُ بَلْ عَالِمٌ بِعِلْمٍ لَا يُوصَفُ بِقِدَمٍ وَلَا بِحُدُوثٍ إذْ هُوَ صِفَةٌ .
الْأَشْعَرِيَّةُ : بَلْ لِمَعَانٍ قَدِيمَةٍ قَائِمَةٍ بِذَاتِهِ لَيْسَتْ إيَّاهُ وَلَا بَعْضَهُ وَلَا غَيْرَهُ الْكَرَّامِيَّةُ : بَلْ غَيْرُهُ .
قُلْنَا : قِدَمُهَا يُوجِبُ مُمَاثَلَتَهَا إيَّاهُ وَتَمَاثُلُهَا إذْ هُوَ وَصْفٌ ذَاتِيٌّ فَيَلْزَمُ كَوْنُهَا آلِهَةً ، وَكَوْنُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا قُدْرَةً عِلْمًا حَيَاةً ، فَيَسْتَغْنِي بِأَحَدِهَا وَإِذًا عِلْمُهُ وَاجِبٌ ، فَاسْتَغْنَى عَنْ عِلْمِهِ كَقِدَمِهِ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( ية ) : وَكَوْنُهُ مُدْرِكًا لِلْمُدْرَكَاتِ صِفَةٌ زَائِدَةٌ عَلَى الْعَالِمِيَّةِ الْبَغْدَادِيَّةِ : بَلْ هِيَ الْعَالِمِيَّةُ بِالْمُدْرَكَاتِ .
قُلْنَا : قَدْ تَعْلَمُ بِمَا لَا يُدْرِكُ كَلَوْ غَمَّضَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ إذَا فَتَحَ وَجَدَ مَزِيَّةً وَأَحْلَى الْأُمُورِ مَا وُجِدَ مِنْ النَّفْسِ " فَرْعٌ ( م ) وَيَقْتَضِيهَا كَوْنُهُ حَيًّا شَاهِدًا وَغَايِبًا كَاقْتِضَاءِ الْقَادِرِيَّةِ صِحَّةَ الْفِعْلِ ( ع عد قم ) .
بَلْ ذَاتِيَّةٌ فِي الْغَائِبِ ( ع ) وَمَعْنَوِيَّةٌ فِي الشَّاهِدِ ( الصِّفَاتِيَّةُ ) بَلْ مَعْنَوِيَّةٌ فِيهِمَا .
قُلْنَا : الذَّاتِيُّ لَا يَقِفُ عَلَى شَرْطٍ وَهَذِهِ مَشْرُوطَةٌ بِوُجُودِ الْمُدْرَكِ تَثْبُت بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ، وَكَوْنُهَا مَعْنَوِيَّةً يَسْتَلْزِمُ كَوْنَ
الْإِدْرَاكِ مَعْنًى وَسَنُبْطِلُهُ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا ثَانِيَ لِلْقَدِيمِ تَعَالَى خِلَافًا لِلثَّنَوِيَّةِ وَالْمَجُوسِ وَالنَّصَارَى .
قُلْنَا : يَسْتَلْزِمُ صِحَّةَ التَّمَانُعِ لِتَمَاثُلِهِمَا إذْ مِنْ لَازِمِ كُلِّ قَادِرَيْنِ صِحَّةُ اخْتِلَافِ مُرَادَيْهِمَا وَإِنْ مُنِعَتْ الْحِكْمَةُ ، فَيَصِحُّ تَمَانُعُهُمَا وَمَا أَدَّى إلَى صِحَّةِ تَقْدِيرِ الْمُحَالِ مُحَالٌ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( يه ) وَمَعْنَى كَوْنِهِ وَاحِدًا أَنَّهُ غَيْرُ مُشَارَكٍ فِي صِفَاتِهِ .
قِيلَ : أَوْ فِي الْإِلَهِيَّةِ ، وَقِيلَ أَوَّلًا يَتَجَزَّأُ .
قُلْنَا : لَيْسَ بِمَدْحٍ لِمُشَارَكَتِهِ الْجَوْهَرَ ، وَالتَّوْحِيدُ مَدْحٌ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( الْأَكْثَرُ ) وَلَيْسَ بِجِسْمٍ خِلَافًا لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ .
وَهِشَامٍ الْجَوَالِقِيِّ قُلْنَا : يَسْتَلْزِمُ حُدُوثَهُ وَقَدْ أَبْطَلْنَاهُ ، وَلَا يُقَالُ جِسْمٌ ( كَالْأَجْسَامِ ) أَيْ قَامَ بِنَفْسِهِ ، خِلَافًا لِلْكَرَامِيَّةِ .
قُلْنَا : وُضِعَ لَفْظُهُ فِي اللُّغَةِ لِلْمُتَحَيِّزِ وَلَوْ جَازَتْ مُخَالَفَتُهُ جَازَتْ تَسْمِيَتُهُ إنْسَانًا لَا كَالنَّاسِ مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يُسَمَّى صُورَةً غَيْرُ جِسْمٍ خِلَافًا لِهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَغَيْرِهِ .
قُلْنَا : الصُّورَةُ تَسْتَلْزِمُ الْجِسْمِيَّةَ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَلَيْسَ بِذِي مَكَان وَلَا انْتِقَالٍ خِلَافًا لِلْمُجَسِّمَةِ .
الْكُلَابِيَّةُ : عَلَى الْعَرْشِ بِلَا اسْتِقْرَارٍ بَعْضُ الْكَرَّامِيَّةِ : أَنَّهُ بِجِهَةٍ فَوْقُ .
قُلْنَا : يَسْتَلْزِمُ الْجِسْمِيَّةَ وَالْحُدُوثَ وَقَدْ بَطَلَا .
( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يُقَالُ أَنَّهُ بِكُلِّ مَكَان ، أَيْ حَافِظٌ مُدَبِّرٌ ( ق ) : يَجُوزُ مَعَ التَّقْيِيدِ ، قُلْنَا : مَجَازٌ فَامْتَنَعَ إلَّا بِإِذْنٍ ( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) ( وَالزَّيْدِيَّةُ ) وَ ( الْخَوَارِجُ ) : وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الرُّؤْيَةُ وَإِلَّا لَرَأَيْنَاهُ الْآنَ لِارْتِفَاعِ الْمَوَانِعِ الثَّمَانِيَةِ فِي حَقِّهِ ، وَلَا اخْتَصَّ بِجِهَةٍ يَتَّصِلُ بِهَا الشُّعَاعُ .
الْأَشْعَرِيَّةُ : يُرَى فِي الْآخِرَةِ بِلَا كَيْفٍ ضِرَارٌ : بِحَاسَّةِ سَادِسَةٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } قُلْنَا : مُعَارَضٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى { لَا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ } وَ { لَنْ تَرَانِي } فَيُحْمَلُ عَلَى انْتِظَارِ ثَوَابِهِ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَهُوَ تَعَالَى غَنِيٌّ ، إذْ هُوَ حَيٌّ لَيْسَ بِمُحْتَاجٍ ، إذْ الْحَاجَةُ تَسْتَلْزِمُ الشَّهْوَةَ وَالنَّفْرَةَ وَلَا يَجُوزَانِ عَلَيْهِ وَإِلَّا أَوْجَدَ الْمُشْتَهَيَاتِ جَمِيعًا .
( مَسْأَلَةٌ ) حَكَى الشَّيْخُ حَسَنٌ عَنْ ( لَهُ ) وَ ( الزَّيْدِيَّةُ ) وَ ( الْخَوَارِجُ ) وَالْمُرْجِيَةُ : وَهُوَ تَعَالَى غَيْرُ مُتَنَاهٍ ، ذَاتًا وَقَادِرِيَّةً .
الْمُجَسِّمَةُ : بَلْ مُتَنَاهٍ فِي الذَّاتِ الْفَضَائِيَّةِ غَيْرُ مُتَنَاهٍ فِي الْجِهَاتِ قُلْنَا : بِنَاءً عَلَى الْجِسْمِيَّةِ وَلَيْسَ بِهِ وَمَعْنَى قَوْلِنَا غَيْرُ مُتَنَاهٍ أَنَّهُ لَا أَوَّلَ لِوُجُودِهِ وَلَا آخِرَ .
( مَسْأَلَةٌ ) النُّوبَخْتِيُّ عَنْ ( لَهُ ) وَالزَّيْدِيَّةُ ، وَأَكْثَرُ الْخَوَارِجِ .
وَالْمُرْجِيَةُ : وَلَيْسَ بِذِي مَاهِيَّةٍ يَخْتَصُّ بِعِلْمِهَا ( ي ) وَأَبُو الْحُسَيْنِ .
وَضِرَارٌ .
وَحَفْصٌ : بَلْ هُوَ كَذَلِكَ .
ضِرَارٌ وَحَفْصٌ : فَيَرَى نَفْسَهُ عَلَى صِفَةٍ لَا نَعْلَمُهَا نَحْنُ ، وَقِيلَ : لَيْسَ بِمَرْئِيٍّ وَإِلَّا لَرَأَيْنَاهُ ، وَلَا مَعْنَى لِمَاهِيَّتِه سُبْحَانَهُ سِوَى مَا عَلِمْنَا مِنْ كَوْنِهِ لَيْسَ بِجِسْمٍ وَلَا عَرَضٍ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْبَدَا إجْمَاعًا إلَّا عَنْ بَعْضِ الرَّافِضَةِ أَخَذَ بِهَا الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قُلْنَا : الْبَدَا أَنْ يَنْكَشِفَ مَا لَمْ يَكُنْ عَلِمَهُ ، وَهُوَ عَالِمٌ لِذَاتِهِ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْخَوْفُ خِلَافًا لِمَنْ قَالَ حدث أهرمن مِنْ فكرة يزدان الردية فَاقْتَتَلَا .
قُلْنَا : الْعَالِمُ الْقَادِرُ لِلذَّاتِ لَا يَخَافُ وَلَا يَعْجِزُ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَّحِدَ بِشَيْءٍ .
خِلَافًا لِبَعْضِ الصُّوفِيَّةِ وَالنَّصَارَى حَيْثُ قَالُوا اتَّحَدَ بِالْمَسِيحِ فَبَعْضُهُمْ مِشْيَةً وَبَعْضُهُمْ ذَاتًا .
قُلْنَا : إرَادَةٌ لِمُرِيدَيْنِ مُحَالٌ وَإِلَّا تَعَدَّتْ وَلَا حَاصِرَ ، وَالثَّانِي مُسْتَحِيلٌ إنْ قَصَدُوا الْمُجَاوَرَةَ أَوْ الْحُلُولَ ، إذْ لَيْسَ بِجِسْمٍ وَلَا عَرَضٍ .
الْيَعْقُوبِيَّةُ : بَلْ صَارَا ذَاتًا وَاحِدَةً .
قُلْنَا : مُسْتَحِيلٌ
كَمَصِيرِ الْجَوْهَرِ عَرَضًا وَالْعَكْسِ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( هشم ) وَالْعِلْمُ بِكَوْنِهِ عَالِمًا لَا يَتَعَلَّقُ بِذَاتِهِ ، وَلَا بِمَعْنًى سِوَى ذَاتِهِ بَلْ بِذَاتِهِ عَلَى حَالٍ ( ق ) بَلْ بِذَاتِهِ .
قُلْنَا : إذًا لَلَزِمَ أَنْ لَا يَفْتَقِرَ إلَى دَلِيلٍ غَيْرِ دَلِيلِ الذَّاتِ .
( مَسْأَلَةٌ ) الْأَكْثَرُ : وَكَانَ يَصِحُّ مِنْهُ إيجَادُ الْعَالَمِ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِي أَوْجَدَهُ فِيهِ ( ق ) لَا ، إذْ لَا يَتَرَاخَى عَنْ دَاعِي الْحِكْمَةِ .
قُلْنَا : الْقَدِيمُ يَتَقَدَّمُ الْمُحْدَثَ بِتَقْدِيرِ مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ مِنْ الْأَوْقَاتِ وَهُوَ قَادِرٌ فِي جَمِيعِهَا فَيَصِحُّ مِنْهُ الْفِعْلُ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَيَصِحُّ أَنْ يُعْلَمَ بِاَللَّهِ عَلَى وَجْهٍ ، وَيُجْهَلَ مِنْ وَجْهٍ إلَّا عَنْ الصَّالِحِيِّ كَمَا سَيَأْتِي ، وَفِي صِحَّةِ عِلْمِ قَادِرِيَّتِهِ مَعَ جَهْلِ كَوْنِهِ حَيًّا خِلَافٌ .
الْأَصَحُّ : يَصِحُّ لِاحْتِيَاجِهِ إلَى تَأَمُّلٍ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَالْعِلْمُ بِنَفْيِ ثَانِيهِ وَتَشْبِيهِهِ : عِلْمٌ بِذَاتِهِ ( م ) لَا مَعْلُومٌ لَهُ " قُلْت " وَهُوَ الْحَقُّ وَإِلَّا لَزِمَ فِيمَنْ عَلِمَ الذَّاتَ أَنْ يَعْلَمَ نَفْيَ الثَّانِي .
( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يُخَالِفُ مُخَالِفَهُ بِالْقَادِرِيَّةِ وَالْعَالِمِيَّةِ بَلْ بِصِفَةٍ أَخَصَّ اقْتَضَتْهُمَا ( ع ) بَلْ بِالْأَرْبَعِ لِوُجُوبِهَا فِي حَقِّهِ .
قُلْنَا : الْخِلَافُ بَيْنَ الذَّوَاتِ إنَّمَا يَكُونُ بِصِفَةٍ لِكُلِّ ذَاتٍ لَا تَشَارُكَ فِيهَا كَالْجَوْهَرِيَّةِ وَالسَّوَادِيَّةِ وَهُوَ مُشَارِكٌ فِي الْأَرْبَعِ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَكَوْنُهُ مَرْئِيًّا لَوْ قُدِّرَ لَا يَسْتَلْزِمُ مُجَانَسَةَ الْمَرْئِيَّاتِ ( ع ) بَلْ يَسْتَلْزِمُ .
قُلْنَا : لَا لِكَوْنِهِ مَعْلُومًا إذْ مَعْنَاهُ أَنَّ رَائِيًا رَآهُ لَا أَنَّهُ مِنْ جِنْسِ مَا يُرَى .
فَصْلٌ ) فِي الْأَسْمَاءِ وَمَعَانِيهَا ( مَسْأَلَةٌ ) الْوَصْفُ وَالصِّفَةُ عِبَارَةٌ عَنْ قَوْلِ الْوَاصِفِ ، وَعَنْ بَعْضِهِمْ : بَلْ الصِّفَةُ الْمَعْنَى فِي الْمَوْصُوفِ ، لَنَا : إجْمَاعُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الْوَصْفَ وَالصِّفَةَ وَاحِدٌ كَالْوَعْدِ وَالْعِدَةِ ، وَالْوَصْفُ قَوْلٌ اتِّفَاقًا فَكَذَا الصِّفَةُ وَلَوْ أَفَادَتْ الْمَعْنَى لَزِمَ فِيمَنْ قَامَ أَنْ يُوصَفَ بِأَنَّهُ وَاصِفٌ لَهُ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَالِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمَّى .
الْكَرَّامِيَّةُ : بَلْ هُوَ الْمُسَمَّى .
لَنَا : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ } وَالْمُضَافُ غَيْرُ الْمُضَافِ إلَيْهِ سَلَّمْنَا : لَزِمَ أَنْ تَحْتَرِقَ لِسَانُ مَنْ لَفَظَ بِالنَّارِ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَكُلُّ اسْمٍ أَوْ صِفَةٍ ، هُوَ حَقِيقَةً فِي مَعْنًى يَجُوزُ إطْلَاقُهُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى إنْ صَحَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْمَعْنَى .
" قُلْت " مَا لَمْ يُوهِمْ الْخَطَأَ ( ق ) لَا إلَّا بِإِذْنٍ سَمْعِيٍّ ، فَأَمَّا الْمَجَازُ فَلَا إلَّا بِإِذْنٍ اتِّفَاقًا .
لَنَا : لَا دَلِيلَ عَلَى مَنْعِ الْحَقِيقَةِ وَإِلَّا احْتَاجَ فِي تَرْكِهِ إلَى إذْنٍ ( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يُجْزِي اللَّقَبُ عَلَيْهِ إجْمَاعًا إذْ هُوَ لِلْغَائِبِ كَالْإِشَارَةِ إلَى الْحَاضِرِ .
وَقَوْلُ الْكَرَّامِيَّةِ : يَجُوزُ تَسْمِيتُهُ جِسْمًا لَقَبًا ، لَا وَجْهَ لَهُ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَيَجُوزُ تَسْمِيَتُهُ شَيْئًا ( م ) عَقْلًا وَشَرْعًا وَلَا يَفْتَقِرُ إلَى إذْنٍ ( ع .
عد ) : سَمْعًا فَقَطْ إذْ هُوَ كَاللَّقَبِ لَمَّا لَمْ يُفِدْ مَعْنًى .
قُلْنَا : بَلْ يُفِيدُ كَوْنُهُ مَعْلُومًا " فَرْعٌ " الْأَكْثَرُ : وَكَذَا غَيْرُهُ يُسَمَّى شَيْئًا .
النَّاشِئُ : لَا بَلْ مُشِيًّا .
جَهْمٌ وَالْبَاطِنِيَّةُ : يُسَمَّى بِهِ غَيْرُهُ لَا هُوَ .
قُلْنَا : الشَّيْءُ مَا يَصِحُّ الْعِلْمُ بِهِ عَلَى انْفِرَادِهِ ، وَهُوَ وَغَيْرُهُ كَذَلِكَ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( ع ) وَيُوصَفُ بِأَنَّهُ أَوَّلٌ وَسَابِقٌ ، وَأَسْبَقُ فِي الْأَزَلِ ( م ) لَا ، لِاقْتِضَائِهِ الِاشْتِرَاكَ كَأَفْضَلَ مِنْ عَمْرٍو " قُلْت " وَهُوَ قَوِيٌّ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَيُسَمَّى قَدِيمًا إجْمَاعًا ( ع ) وَلَا يُوصَفُ بِهِ غَيْرُهُ إذْ مَعْنَاهُ الْمَوْجُودُ فِي الْأَزَلِ ( م ) بَلْ
مَعْنَاهُ الْمُتَقَدِّمُ عَلَى غَيْرِهِ فَيَصِحُّ ( ض ) : الْأَوَّلُ أَصَحُّ فِي عُرْفِ الْمُتَكَلِّمِينَ وَالثَّانِي أَصَحُّ لُغَةً .
( مَسْأَلَةٌ ) اتَّفَقَتْ ( لَهُ ) عَلَى أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ لَمْ يَزَلْ ، لَا سَامِعٌ مُبْصِرٌ إلَّا عِنْدَ وُجُودِ الْمُدْرَكِ ( ض ) وَ ( لَهُ ) بِكَوْنِهِ سَامِعًا مُبْصِرًا حَالٌ مُتَجَدِّدَةٌ لَا سَمِيعًا بَصِيرًا فَمَعْنَاهُ : حَيٌّ لَا آفَةَ بِهِ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( ع ) وَكَوْنُهُ حَلِيمًا غَفُورًا ، مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ، أَيْ يَفْعَلُ فِي الْعُصَاةِ هَذَا الِانْتِقَامَ ( م ) بَلْ مَعْنَاهُ لَا يُعَاقِبُ مَعَ الِاسْتِحْقَاقِ إذْ لَا مُشَارَ إلَيْهِ يُسَمَّى غُفْرَانًا سِوَى ذَلِكَ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( ع .
ض ) وَيُوصَفُ بِأَنَّهُ دَلِيلٌ ، أَيْ فَاعِلُهُ ( م ) لَا .
لَنَا : ( يَا دَلِيلَ الْمُتَحَيِّرِينَ ) .
( مَسْأَلَةٌ ) ( ع ) وَيُوصَفُ بِأَنَّهُ عَالِمٌ بِوُجُودِ الدُّنْيَا عِنْدَ وُجُودِهَا لِذَاتِهِ ، وَلِوُجُودِهَا ، فَيُعَلَّلُ بِعِلَّتَيْنِ كَخَبَرٍ يَتَضَمَّنُ أَمْرَيْنِ ( م ) بَلْ لِذَاتِهِ فَقَطْ إذْ لَا تَأْثِيرَ لِوُجُودِهَا ( ع ) : وَيُوصَفُ بِأَنَّهُ ، خَيِّرٌ ( م ) لَا ، كَفَاضِلٍ ( ع ) الشَّرْعُ مَنَعَ وَصْفَهُ بِفَاضِلٍ ( م ) : بَلْ وَاللُّغَةُ إذْ يُفِيدُ تَجَدُّدَ أَمْرٍ .
قُلْنَا : لَا نُسَلِّمُ ( ع ) : وَيُوصَفُ بِأَنَّهُ مُعَلِّمٌ إذْ فِعْلُ الْعِلْمِ فِي غَيْرِهِ ( م ) : لَا ، إذْ هُوَ لِحِرْفَةٍ مَخْصُوصَةٍ كَالْخِيَاطَةِ .
( مَسْأَلَةٌ ) الْأَكْثَرُ : وَاَللَّهُ هُوَ مَنْ تَحِقُّ لَهُ الْعِبَادَةُ فَهُوَ اسْمٌ بِإِزَاءِ صِفَةِ ذَاتٍ ( ق ) : بَلْ مُشْتَقٌّ مِنْ وَلَهِ الْعِبَادِ إلَيْهِ ، قُلْنَا : إذَنْ لَقِيلَ الْوُلَاةُ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَيُوصَفُ بِأَنَّهُ مَالِكٌ ، أَيْ قَادِرٌ ، فَهُوَ صِفَةُ ذَاتٍ ( ق ) بَلْ صِفَةُ فِعْلٍ .
لَنَا : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } وَهُوَ مَعْدُومٌ وَالرَّبُّ صِفَةُ ذَاتٍ أَيْ مَالِكٌ ( ق ) : صِفَةُ فِعْلٍ مِنْ التَّرْبِيَةِ ، لَنَا لَا يُسَمَّى بِهِ عَلَى الْإِطْلَاقِ إلَّا اللَّهُ ، وَالتَّرْبِيَةُ تَعُمُّ ( كم ) : وَلَا يُسَمَّى صَبُورًا عِنْدَنَا وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ ، لَنَا : هُوَ احْتِمَالُ الْمَكَارِهِ ، وَاسْتِعْمَالُهُ بِمَعْنَى حَلِيمٍ مَجَازٌ
يَفْتَقِرُ إلَى إذْنٍ ، وَصَادِقٌ : صِفَةُ فِعْلٍ عِنْدَنَا .
الْمَكِّيُّ : بَلْ صَادِقٌ لَمْ يَزَلْ أَيْ لَمْ يَكْذِبْ .
قُلْنَا : الْجَوَّادُ فَاعِلُ الْجُودِ ( مَسْأَلَةٌ ) الْكُلَابِيَّةُ : وَيُوصَفُ بِأَنَّ لَهُ يَدَيْنِ وَوَجْهًا وَجَنْبًا وَعَيْنًا لَا بِمَعْنَى الْجَارِحَةِ ، بَلْ صِفَاتٌ .
قُلْنَا : لَا يُعْقَلُ إلَّا بِمَعْنَى الْجَارِحَةِ .
كَلَوْ قِيلَ : يَتَحَرَّكُ عَلَى وَجْهٍ يُعْقَلُ .
( مَسْأَلَةٌ ) وَيَسْتَحِيلُ كَوْنُهُ مَحِلًّا لِلْعَرَضِ .
الْكَرَّامِيَّةُ : بَلْ يَصِحُّ .
قُلْنَا : الْمُصَحِّحُ لِحُلُولِ الْعَرَضِ ، التَّحَيُّزُ وَلَيْسَ بِمُتَحَيِّزٍ .
كِتَابُ الْعَدْلِ .
( مَسْأَلَةٌ ) أَكْثَرُ ( ية ) إنَّمَا يُقَبَّحُ الشَّيْءُ لِوُقُوعِهِ عَلَى وَجْهٍ مِنْ كَوْنِهِ ظُلْمًا أَوْ كَذِبًا أَوْ مَفْسَدَةً ، إذْ مَتَى عَلِمْنَاهُ كَذَلِكَ عَلِمْنَا قُبْحَهُ ، وَإِنْ جَهِلْنَا مَا جَهِلْنَا ، وَمَتَى لَا فَلَا وَإِنْ عَلِمْنَا مَا عَلِمْنَا ، الْأَشْعَرِيَّةُ : بَلْ لِلنَّهْيِ ، قُلْنَا : قَدْ يَسْتَقْبِحُهُ مَنْ لَا يَعْلَمُ النَّهْيَ كَالْمُلْحِدَةِ ، سَلَّمْنَا : لَزِمَ أَنْ يُحَسَّنَ الْحَسَنُ لِلْآمِرِ فَلَا يُحَسَّنُ مِنْ اللَّهِ حَسَنٌ إذْ لَا آمِرَ لَهُ .
بَعْضُ الْمُجْبِرَةِ : بَلْ لِكَوْنِ الْفَاعِلِ مَمْلُوكًا مَرْبُوبًا .
قُلْنَا : يَعْلَمُهُ مَنْ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ .
الْبَغْدَادِيَّةُ : بَلْ بِعَيْنِهِ .
قُلْنَا يُقَبَّحُ وَيُحَسَّنُ وَالْعَيْنُ وَاحِدَةٌ كَالسُّجُودِ لِلَّهِ وَلِلصَّنَمِ .
الْإِخْشِيدِيَّة : بَلْ لِلْإِرَادَةِ .
قُلْنَا : يُقَبَّحُ الظُّلْمُ وَإِنْ لَمْ يُرَدْ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( م ) وَوَجْهُ قُبْحِ الْقَبِيحِ الشَّرْعِيِّ كَالزِّنَا وَتَرْكِ الصَّلَاةِ كَوْنُهُ مَفْسَدَةً ( ع ) بَلْ تَرْكُ مَصْلَحَةٍ .
قُلْنَا : فَيَلْزَمُ تَعْيِينُ تِلْكَ الْمَصْلَحَةِ ، إذْ هِيَ الْمَقْصُودَةُ وَلَمْ تُعَيَّنْ بَلْ عَيْنُ الْمُحَرَّمِ ، فَاقْتَضَى كَوْنَهُ مَفْسَدَةً " فَرْعٌ " ( يه ) وَقُبْحُ الزِّنَا سَمْعِيٌّ ( ق ) بَلْ عَقْلِيٌّ .
قُلْنَا : لَا ضَرَرَ فِيهِ فَاقْتَضَى الْعَقْلُ حُسْنَهُ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَيُحَسَّنُ الْفِعْلُ مِنَّا وَمِنْهُ تَعَالَى لِوُقُوعِهِ عَلَى وَجْهٍ .
الْأَشْعَرِيَّةُ .
بَلْ يُحَسَّنُ مِنْهُ لِانْتِفَاءِ النَّهْيِ .
قُلْنَا : فَيَلْزَمُ أَنْ يُحَسَّنَ مِنْهُ الْكَذِبُ وَبَعْثُهُ الْكَذَّابِينَ .
( مَسْأَلَةٌ ) الْأَكْثَرُ : وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى فِعْلِ الْقَبِيحِ .
النَّظَّامُ وَالْأَسْوَارِيُّ وَ ( ظ ) وَالْمُجْبِرَةُ : لَا يُوصَفُ بِذَلِكَ .
قُلْنَا : إنَّمَا تَمْتَنِعُ لِلْحِكْمَةِ لَا لِلْعَجْزِ .
إذْ هُوَ مِنْ جِنْسِ الْمَقْدُورَاتِ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( يه ) وَقَادِرٌ عَلَى مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَكُونُ ( د ) وَالنَّظَّامُ وَالْأَسْوَارِيُّ وَبَعْضُ الْمُجْبِرَةِ : لَا .
قُلْنَا : مِنْ جِنْسِ الْمَقْدُورِ وَمَنْ قَدَرَ عَلَى شَيْءٍ قَدَرَ عَلَى جِنْسِ
ضِدِّهِ " فَرْعٌ " وَلَوْ قَدَّرْنَا وُجُودَ مَا عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ .
هَلْ يَكْشِفُ عَنْ الْجَهْلِ ؟ ( هشم ) أُحِيلَ السُّؤَالُ فَلَا يُجَابُ بِلَا ، وَلَا بِنَعَمْ إذْ مَا بِهِمَا أُجِيبَ نَقَضَ أَصْلًا قَدْ تَقَرَّرَ ، فَيُقَالُ : لَا يَتَقَدَّرُ .
الْبَغْدَادِيَّةُ : بَلْ يَتْبَعُ التَّقْدِيرَ تَقْدِيرُ أَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ سَيُوجَدُ .
قُلْنَا : خِلَافُ الْفَرْضِ ( مَسْأَلَةٌ ) ( لَهُ ) وَالزَّيْدِيَّةُ : وَاَللَّهُ تَعَالَى لَا يَفْعَلُ الْقَبِيحَ إذْ لَا دَاعِيَ لَهُ إلَيْهِ ، وَلِعِلْمِهِ بِقُبْحِهِ وَغِنَاهُ عَنْهُ .
( مَسْأَلَةٌ ) ( م ) : وَكُلُّ أَفْعَالِهِ تُوصَفُ بِالْعَدْلِ ( ع ) : مَا يَتَعَلَّقُ بِحَقِّ الْغَيْرِ فَقَطْ .
قُلْنَا : الْعَدْلُ كُلُّ فِعْلٍ حَسَنٍ .