( مَسْأَلَةٌ ) وَالْمَلَائِكَةُ أَفْضَلُ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَقِيلَ : بَلْ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُؤْمِنُونَ أَفْضَلُ ، وَمِنْهُمْ مِنْ تَوَقَّفَ وَمِنْهُمْ مَنْ فَضَّلَ نَبِيًّا خَاصَّةً .
لَنَا قَوْله تَعَالَى : { وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ } وَقَوْلُهُ { إلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ }

( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يَجُوزُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْكَبَائِرُ .
خِلَافًا لِلْحَشْوِيَّةِ .
لَنَا : قَوْلُهُ { لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ } فَأَمَّا إبْلِيسُ فَهُوَ مِنْ الْجِنِّ ، وَتَعْلِيمُ هَارُوتَ وَمَارُوتَ لِيُتَجَنَّبَ لَا لِيُفْعَلَ ، وَقَرَأَ الْحَسَنُ ( الْمَلِكَيْنِ ) بِكَسْرِ اللَّامِ ، وَقِصَّتُهُمَا مَعَ الزَّهْرَةِ غَيْرُ صَحِيحَةٍ عِنْدَنَا .

( مَسْأَلَةٌ ) وَنَبِيُّنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَفْضَلُ الْأَنْبِيَاءِ لِلْإِجْمَاعِ ، " قُلْت " وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { آدَم وَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ } .
وَيَجُوزُ تَفَاضُلُ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ خِلَافًا لِضِرَارٍ .
لَنَا : { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ } .
( مَسْأَلَةٌ ) وَهُوَ مَبْعُوثٌ إلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وَلَا قَطْعَ فِي غَيْرِهِ .
وَعَنْ قَوْمٍ بَلْ كُلُّ نَبِيٍّ مَبْعُوثٌ كَذَلِكَ وَلَا يَصِحُّ التَّخْصِيصُ .
لَنَا : لَا يَمْتَنِعُ إنْ كَانَتْ الْمَصْلَحَةُ فِي شَخْصٍ لِقَوْمٍ دُونَ قَوْمٍ وَقَدْ كَانَ فِي زَمَنِ إبْرَاهِيمَ ، لُوطٌ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ .

( كِتَابُ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ ) .
( مَسْأَلَةٌ ) الْوَعْدُ ثَوَابٌ وَالْوَعِيدُ عِقَابٌ ( هشم ) : لَا ؛ لِمُقَارَنَتِهِمَا التَّكْلِيفَ وَلِتَوَعُّدِهِ الْأَنْبِيَاءَ وَعِصْيَانُهُمْ مُمْتَنِعٌ وَلِتَقَدُّمِهِمَا عَلَى الْفِعْلِ .

( مَسْأَلَةٌ ) وَالثَّوَابُ وَاجِبٌ عَلَى اللَّهِ لِاسْتِحْقَاقِهِ ( ق ) لَا بَلْ وُجُوبُ وُجُودٍ .
قُلْنَا : يَسْتَلْزِمُ قُبْحَ التَّكْلِيفِ الشَّاقِّ .

( مَسْأَلَةٌ ) وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ مُسْتَحَقَّانِ عَقْلًا وَسَمْعًا .
الْكَرَّامِيَّةُ وَابْنُ الرَّاوَنْدِيِّ : سَمْعًا فَقَطْ .
قُلْنَا : خَلْقُ الْحَكِيمِ شَهْوَةَ الْقَبِيحِ يَسْتَلْزِمُ حُسْنَ الْمُعَاقَبَةِ عَلَيْهِ وَإِلَّا كَانَ مُغْرِيًا بِهِ ثُمَّ إنَّ الْإِيجَابَ لِمُجَرَّدِ الْإِنَابَةِ لَا يَحْسُنُ إذْ لَا يَجِبُ طَلَبُ النَّفْعِ فَلَا بُدَّ مِنْ وَجْهٍ لِلْإِيجَابِ وَهُوَ التَّحَرُّزُ مِنْ الْمَضَارِّ " .
قُلْت " إلَّا أَنَّ هَذَا مُرَكَّبٌ مِنْ الْعَقْلِ وَالسَّمْعِ ( ض ) : اسْتِحْقَاقُ الْعِقَابِ يُعْلَمُ عَقْلًا وَالشَّرْعُ مُؤَكِّدٌ ( د ) : بَلْ يَجُوزُ دَلَالَةُ الشَّرْعِ عَلَيْهِ .
لَنَا : إنَّمَا وَجَبَتْ الْمَعْرِفَةُ لِيَحْصُلَ بِهَا اجْتِنَابُ الْمَعَاصِي ، وَثَمَرَتُهُ التَّحَرُّزُ مِنْ الْعِقَابِ فَمَهْمَا لَمْ يُعْلَمْ اسْتِحْقَاقُهُ لَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ .

( مَسْأَلَةٌ ) وَلَا يَسْتَحِقُّ عَبْدٌ عِقَابَ عَبْدٍ بِنَفْسِهِ عَقْلًا ( ع ) : يَجُوزُ حَيْثُ أَسَاءَ إلَيْهِ وَكَالْقَوَدِ وَالْحَدِّ .
قُلْنَا : إذًا لَا يَسْتَحِقُّهُ النَّاسُ جَمِيعًا كَالذَّمِّ فَأَمَّا كَوْنُهُ مُسِيئًا إلَيْهِ فَمَجْبُورٌ بِالْعِوَضِ .
" قُلْت " وَالْحَدُّ وَالْقَوَدُ شَرْعِيَّانِ .
( مَسْأَلَةٌ ) مُسْتَحَقُّ الْعِقَابِ دَائِمًا كَالذَّمِّ .
الْجَهْمِيَّةُ : بَلْ يَنْقَطِعُ فِي الْفَاسِقِ .
مُقَاتِلٌ وَأَصْحَابُهُ : لَا يَسْتَحِقُّ عِقَابًا .
لَنَا : حَسَنٌ ذَمُّهُ دَائِمًا ، وَالْإِجْمَاعُ فِي الْكُفَّارِ وقَوْله تَعَالَى { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ } وَالضَّمِيرُ لِلْفُجَّارِ .

( مَسْأَلَةٌ ) وَالْمَدْحُ وَالذَّمُّ يَدُومَانِ وَيَدُلَّانِ عَلَى الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ .
وَهُمَا يَجِبَانِ بِالْقَلْبِ لَا اللِّسَانِ ( د ) بِهِمَا .
قُلْنَا : إنَّمَا يَجِبَانِ بِاللِّسَانِ لِإِزَالَةِ التُّهْمَةِ .

( مَسْأَلَةٌ ) وَالْإِيمَانُ لَا يُثْمِرُ انْقِطَاعَ عِقَابِ الْمَعْصِيَةِ .
الْخَالِدِيُّ : بَلْ يُثْمِرُهُ .
قُلْنَا : لَا ، كَالذَّمِّ .

( مَسْأَلَةٌ ) وَيُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ فِي الْحَالِ .
أَهْلُ الْمُوَافَاةِ بِأَنْ يَتَعَلَّقَانِ بِالْمُوَافَاةِ فَقِيلَ : الْمَعْصِيَةُ مُوجِبَةٌ وَالْمُوَافَاةُ شَرْطٌ ، وَقِيلَ : الْمَعْصِيَةُ تُوجَبُ إنْ كَانَ الْمَعْلُومُ الْمُوَافَاةَ بِهَا .
لَنَا : الْإِجْمَاعُ عَلَى الْمَدْحِ وَالذَّمِّ فِي الْحَالِ وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَى وَجْهِ النَّكَالِ .

14 / 792
ع
En
A+
A-