ومما اتفق أنه لمَّا مات السيد العلامة إبراهيم بن الإمام المتوكل على الله، وكان هذا السيد من حسنات الأيام، حُفْظةً قد ألمَّ بكل غريبة من علوم القراءة، والنحو، وأشعار الحكمة، والأدعيَة، وبالجملة فكان من أوعية العلمِ، ومع ذلك فهو أكمه، وكان من أصلح الناس على صغر سنه، وقد(1) اتصل به الفقيه العلامة صلاح بن نهشل الذنوبي، وغذاه بالفوائد، ولكن الذي قد حفظه السيَّد صارم الدين عن غير شيخه المذكور (جمٌ غفير)(2)، فإنه كان وحيداً، فلمَّا مات، عظم الخطب على(3) المسلمين، فكتبت أنا إلى الإمام أبيات الإمام شرف الدين التي أوَّلها:
حمدت الله ربي يا بنيَّ ... على يومٍ(4) نُعِيْتَ به إليَّا
نفضت حشاشتي والروح لمَّا ... نفضت تراب قبرك من يديا
ولمَّا أن خَتمتَ الذكر غيباً ... قَدِمتَ بِهِ علَى الباري صَبِيّا
وكنَّا في زفاف الختم نسعى ... وقال الرَّبُّ زَفَّتُهُ إليَّا
لإحدى عشرة مع نصف عامٍ ... وطئتَ بهمَّةٍ هام الثُّريَّا
وكنت قَدِ امتلأت من المعالي ... فلم تترك من الإحسان شيَّا
وحسن الصبر دَأب العبد إلاَّ ... على صابي فقدك لو تهيَّا(5)
يقول الصبر للزفرات مَهْلاً ... وقال اللاعج الأسفيّ هيّا
ولمَّا لم أجد لي عنه بُداً ... صَبَرتُ تكلفاً بعد اللَّتيَّا /10/
ومأتيّا بتصغير لهَا مِنْ ... رزيَّة هالك حسن(6) لتيَّا
ومهمَا رَام قلبي الصبر كيما ... أثاب كوَاه عند الوجد كيَّا
وكيف يلام ذو وجدٍ على من ... يميِّز في الصِّبا رُشداً وغيّا
وكم يومٍ ملأت بما أرَى منْ ... مخايل فيك صَالحَةً يديَّا
(يعزّ عليَّ رسفك خلت قلبي ... حميّا الموت تلك هيَ الحميَّا
وأن يحثى عليك الموت حثواً ... فإن تحيَّة الموتَى تحيَّا
__________
(1) في (ب): وكان قد.
(2) ما بين القوسين في (أ): وهو بياض في (ب).
(3) في (ب): في نفوس.
(4) في (ب): علم.
(5) سقط هذا البيت في (ب).
(6) في (أ): حرى.
ويا أسفا مني عليك مَهمَا ... تصوَّر منك ذيَّاك المحيَّا(1))
فلا زالت بقاع غبت فيها ... بجود مدامع الوسميِّ(2) رَيَّا
ولا زَالت ركاب الشكر تطوي ... القضا لله ذي الملكوت طيَّا
وأوَّلها تحط لديه وقراً(3) ... وآخرها تحمَّل من لدَيَّا
ثم لم أشعر إلا بكتابٍ إلى الإمام - عليه السلام - من عبد الحميد بالأبيات، (فعجبت من توارد الخواطر على التمثل.
ثم ذكرت قضيّة لهذه الأبيات)(4)، وهي: أنه لما مات ابن الإمام شرف الدين المسمَّى بعبد القيوم، وكان من سادات العترة وأناجبهم(5)، ولم يبلغ عمره إلا إحدى عشرة سنة ونصف، وقد كان يجاري العلماء، ويستحق أن نذكره ونفرده بترجمة، وقبره - عليه السلام - في القبَّة - قبلي(6) (الجراف) مِن أعمال (صنعاء) - مشهور مزور، وممَّا يروى أنه حضر في مسجد الحشحوش بـ(الجراف) والعلماء يخوضون في مسألة البهائم إذا تم سؤالها وحسابها أين تصير؟ فذكروا المقالات، ولم يذكروا أشهرها وأحسنها، وهو أن الله يخلق لهن رحبة في الجنة، فلما كثر الخوض، قال السيد عبد القيوم: وما يشكل عليكم من أمرهن؟ لعل الله يخلق لهن رحبة يتنعَّمن فيها، فأعجب الحاضرون بذلك، وكتبوه عنه.
__________
(1) ما بين القوسين ساقط من (ب).
(2) الوَسْمِيّ: مَطَرُ الربيع الأول. القاموس المحيط 1075.
(3) في (ب): وفراً.
(4) ما بين القوسين ليس في (ب).
(5) سقط من (ب): وأناجبهم..
(6) في (ب): في.
قلت: ولما مات عبد القيوم المذكور أنشد الإمام هذه القصيدة، وأكثرها من شعر الأمير صلاح الدين الأريلي، وفيها بيت مشهور متقدِّم على الأمير صلاح الدين، وهو: حمدت الله ربي يا بنيّا.. فإن أصله: حمدت الله ربي يا عليا. كما(1) قاله بعض الناس في أمير المؤمنين - كرَّم الله وجهه - وهذه الألف في قوله يا عليّا ألف الندبة، فلما أخرج الإمام القصيدة، أخرج السيَّد العلامة عبد الله بن القاسم العلوي القصيدة - أيضاً - اتفقت خواطرهما وذلك من العجائب.
توفي عبد الحميد [في نيف وخمسين وألف](2) ودفن بـ(السودة) عند القبة عند باب (السودة) القبلي.
عبدالرحمن بن أبي ليلى(3)
عبد الرحمن بن أبي ليلى، من جماعة الإمام الأعظم زيد بن علي - عليه السلام - ذكره العلامة البغدادي - رحمه الله -.
__________
(1) في (ب): مما.
(2) ما بين المعكوفين بياض في النسخ، وما أثبته من ملحق البدر الطالع 113.
(3) سقطت هذه الترجمة من (ب).
عبد الرحمن بن الحسن القاسمي الجحافي
السيد العلامة الشهير وجيه الدين: عبد الرحمن بن الحسن القاسمي الجحافي - رحمه الله - من أهل البراعة والفهم، والحافظة والعلم الغزير، والتمكن من الفضائل، يُضرب به المثل، قرأ العلوم وحققها، ودرس (العضد) على الإمام الناصر الحسن بن علي - عليه السلام - (بصعدة) بمسجد النزاري، وحضر ذلك المجلس علماء الوقت، وأدرك المجلس طفلا شيخنا الحسن بن شمس الدين الماضي ذكره، وكان الإمام وحيداً في العلم، سيما في علم الأدوات، وأمَّا المنطق فإليه الغاية فيه، قرأ على /11/ رجل من (شيراز) وجوَّد، وحقق، وأما التفسير فهو إمامه، فكان يُدَرِّس السادة المذكورين في (العضد)، ويأتي بغرائب وعجائب. والسيد عبد الرحمن كثير الصمت، وكانت له علاقة بالسيد الأمير المفضال أحمد بن الحسين المؤيدي، فكان يسمر عنده، ويأتي للقراءة من غير درس، فلامه الأصحاب، ونسبوه إلى التفريط وعدم الحفظ لما أملاه الإمام، فقام واتكأ إلى السَّارية التي يتكئ إليها الإمام عند التدريس، وقال: اسمعوا مني معاشر أمس جميعها(1) غيباً، فقرأ لهم الدرس كما أملاه الإمام لم ينقص حرفاً، ولمَّا وصل إلى حرفٍ من الكلام، قطعه الإمام عند الإملاء لشرقة بريقه، تشارق السيد بريقه، وقطع الحرف من حيث قطعه الإمام، فقال له الإمام: يا عبد الرحمن، اسمر عند أحمد بن الحسين كيف شئت، وكان الإمام يذكره بالحافظة والذكاء(2)، ولمَّا دخل بلدة (حبور) أوصى السادة بالعلم، وقال: يا سادة، اللهَ اللهَ في العلم، فإني أعرف فيكم رجلاً ليس له نظير، وهو السيد عبد الرحمن بن الحسن.
وبالجملة، فالعبارة تقصر عن وصف حاله تحقيقاً، وله شعر حسن من ذلك:
أولى وأحرى بالملامة لوَّمي ... مني وأجدى بالجدال المبرم
لاموا علي أن ظل دمعي ذارفاً ... (والحق أن أبكي دموعاً من دمي)(3)
بل لو بكيت دماً لقل لحادث ... أضحى لدَيهِ كل ذي بصرٍ عمي
__________
(1) سقط من (أ) جميعها.
(2) سقط من (أ): الذكاء.
(3) مطموسة في (ب).
ومن شعره في السيد الرئيس علي بن إبراهيم بن جحاف المدفون في ظاهرة رأس جبل هنوم، وكان من عيون الزمان وأهل الكمال الواسع:
ألا أيها البرق الذي لاح من بُعْدِ ... فهيَّج أشجاني وجدد لي وجدي
وميضك من قلبي وغيثك أدمعي ... ومن زفراتي والبكا حنَّة الرعدِ
وقد أنحلت جسمي حرارة أدمعي ... ومنهمر الأعيان قد خدَّ في خَدِي
عساك إلى الأحباب تهدي تحيتي ... وتخبرني عن دار هند وعن هندِ
توشيح:
ما حال رسم الخل والبوادي ... وما خدود الجوذر النوادي
بل كيف تلك الدور والنوادي ... وكيف كعبا خِلِّيَ البوادي
تقميع:
يا ليت من زارهْ إلى ربا دارهْ ... وأفتَح أزرارهُ واجني من أزهارهْ
بيت:
وابلغ بلقيا فاتني مرادي ... واضُمّ صدره يشتفي فؤادي
بيت:
ففي مهجتي من طول ذا البعد والنوى ... بنار وقد ذاب الفؤادمن الفقدِ
فيا ليت أحبابي لما بيَ شاهدوا ... ويا ليت شعري كيف حالهمُ بعدي
توشيح:
الحب أظنى خاطري وأتعبْ ... والهجر أفنى مهجتي وأذهبْ(1)
والقلب من طول النوى مذبذبْ ... مسكين من هو في الهوى معذب
تقميع:
ويشفي الناظر، من خدك الناضر، فانا لِذَا ناظر، يا محظئ الناظر
من طول هجرك ما أذوق زادي ... ولا حَلا لي بَعدكم رقادي
بيت:
منامي طريد من فراق أحبتي ... وقلبيَ لا يقوَى وقيتم على الصَّدِّ
فهل منكم للعهد عند وداعنا ... وفاء فإني لا أحول عن العَهْدِ
توشيح:
هل عهدكم عند الوداع باقي ... وشوقكم هل يشبه اشتياقي
والخل ماذا نال من فراقي ... أو هل يلاقي مثل ما ألاقي
تقميع:
هجر الحبيب اضنى، قلبي ولي عنا، وبعدُكم عنَّا، للصبر قد أفنى
يا من جبينك مثل بدر بادي ... لي منك مَن لي عند كل بادي
بيت:
ومن أرتجيه بعد ربي لمطلبي ... ومن أرتجيه في أموري وفي قَصدي
جمال الهدى محي المروءة والنَّدى ... وكاسب أنواع المفاخر والمجدِ
توشيح:
من المعالي طينته وعوده ... ومن يُنَجِّز بالوفا وعوده
__________
(1) في (ب): وأتعب.
ومن تُرجَّى(1) نفحته وجوده ... أدام لي رب السما وجوده
تقميع:
لا زال في أفراح، ولا برح مرتاح، واعداه في أتراح، من فالق الإصباح
جمَّ الندى والمجد والأيادي ... ومرغم الحسَّاد والأعادي
بيت:
علي محبّ الوافدين كأنما ... يجود له حسَّاده بالذي يجدي
فإن شئت أن تهدي إليه فأهده ... سُؤالاً تجده عنده خير ما تهدي
توشيح:
لا زال إقباله عظيم دائم ... وعاش من صرف الزَّمان سالم
محيي(2) رسوم المجد والمكارم ... سبط الأكابر صفوة الأكارم
تقميع(3):
سلالة الأمجاد، يدوم ما يعتاد، ولا برح يزداد، من غاية الإسعاد
وافضل صلاتي ما يشن غادي ... على النبي المختار خير هاد
وقُبر - رحمه الله - في ثلا.
عبد الرحمن بن عبد الله بن داود دعيش [ - 1003 ه ]
العلامة المحدث، المجتهد العابد، السَّائح المتأَلِّه، عبد الرحمن بن عبد الله بن داود بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن سُليمان بن محمَّد بن عبد الله بن دعيش بن غيثان بن محمَّد الشطي(4)، ثم الخولاني، ثم الحرازي - رحمه الله -.
__________
(1) في (أ): يُرجَّى.
(2) في (ب): يحيى.
(3) سقط من (ب).
(4) في (ب): السعبي، وما أثبته من أعلام مؤلفي الزيدية.
هو شيخ الشيوخ، وإمام الرسوخ، صاحب العبادة والزهادة والسياحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وكان لا يُلحق في علم الكلام، إماماً في العربيَّة، مفسراً للقرآن، صنف تفسيراً وكتبه في مصحف، جمع فيه صناعات المصاحف، وصيَّره إماماً يقتدى به، واستقصى على ما في المصحف العثماني، وجمع فيهِ ما لا يوجد لغيره، واصطنع الكاغد(1) بيده، والحبر ليكون طاهراً بالإجماع، وخدمه خدمة فائقة، وهو مرجع قد كتب عليه بعض العلماء مصحفاً، وأمر إمامنا - عليه السلام - بكتابة مصحف - أيضاً - بجميع ما فيه، ولم أتيقن تمام ذلك، وصار هذا المصحف بيد مولانا صفي الدين أحمد بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، استهداه من ابنةِ العلامة المذكور، فإنها عاشت مدَّة مواظبة على العبادة.
وكان عبد الرحمن المذكور يسيح في البلاد، ويمضي في مواقف العلماء والهجر، ويصحح النسخ /13/، ويُحشِّي عليها، إذا مرَّ بخزانة كُتب في بعض الهجر، أقام حتى يمرَّ(2) عليها، ويصحح فيها، مع اطلاعه بكل كتاب قد مرّ عليه، فهو إمام غير محتاج إلى أستاذ.
وكان يلبس الخشن، ويحمل معه آلة النجارة، ويصلح بها أبواب المساجد ونحوها، ولعله يسترزق منها، وكان في الحديث إماماً جليلاً، كان شيخنا الوجيه عبد الرحمن بن محمَّد يثني عليه، إلا أنه زعم أنه حفظ المتون حفظاً عظيماً، ولم يطلع على شروح الحديث.
__________
(1) الكاغَد هو: القِرطاس. القاموس المحيط 298.
(2) في (ب): تم.
وله كتب نافعة، من مشهورها رسالته في (نظر الأجنبيَّة)، وتضعيف الرواية عن الفقهاء الشافعيَّة والحنفيَّة بجواز ذلك، واستظهر بالأدلة وبأقوال الفريقين، وأحسن ما شاء، ولا جرم أن تلك الرواية غلط عليهم، وقد حرَّر المؤيد(1) بالله - عليه السلام - سؤالاً إلى شيخ الشافعيَّة محمد بن الخالص بن عنقاء، فأجاب بجواب بسيط حاصله ما ذكرناه، وأنا لم أطلع عليه، لكنه أفادنيه شيخي شمس الدين - رحمه الله - وعبد الرحمن المذكور هو شيخ الإمام القاسم، وشيخ العلامة عبد الهادي الحسوسة.
توفي - رحمه الله - في ثالث عشر شهر شوال سنة ثلاث وألف، وقبره بـ(جربة الروض)، وهو يلتبس برجلين من (الحيمة):
أحدهما القاضي العلامة: عبد الرحمن بن عبدالله الآتي ذكره.
عبدالرحمن بن محمد الحيمي:
والعلامة الكبير: عبد الرحمن بن محمد شيخ المعقول والمنقول، كان حافظاً، وإن لم تكن(2) له قوَّة إدراك في النقد والاستنباط، وتعلق بكتب الأشاعرة وحفظ منها، قرأنا عليه، فهو أحد شيوخنا في (المنتهى) و(العضُد) إلى المقاصد(3)، وفي كتاب (نجم الأئمة) إلى التوابع و(المغني) إلى اللام، و(الألفية) للعراقي و(الألفية) للأسيوطي وغير ذلك، وكان والده محمد المذكور فيما حكاه سيدنا سعد الدين والد القاضي(4) - رحمهم الله - من صالحي الشيعة، ومن أهل المودة لعترة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قرأ عليه سيدنا سعد الدين في الفرائض.
توفي شيخنا عبد الرحمن بن محمد في سابع وعشرين شهر ربيع الأول سنة ثمانية وستين وألف، ومن مؤلفاته: (حاشية جليلة على بلوغ المرام) لابن حجر في الحديث، وكان حسن الخط، وله اليد الطولى في النظم والنثر) ودفن بـ(جربة الروض) - أيضاً رحمه الله تعالى -.
__________
(1) في (ب): الإمام المؤيد.
(2) في (ب): تأن.
(3) سقط من (ب): إلى المقاصد.
(4) في (ب): القاضي أحمد.
عبد الرحمن بن عبد الله
القاضي العلامة عبد الرحمن بن عبد الله بن صلاح بن سُليمان بن محمد بن داود بن إبراهيم بن أحمد بن علي - رحمه الله - كان فقيهاً عارفاً، وَلي القضاء بجهة (الحيمة) للإمام المؤيَّد بالله، والإمام المتوكل على الله - عليهما السلام - وكان نبيهاً(1) فاضلاً، حسن التلاوة للقرآن العظيم، مؤدياً تأدية حسنة، ويلتقي نسبه ونسب العلامة عبد الرحمن بن عبد الله شيخ الإمام القاسم الذي سبق(2) ذكره في داود بن إبراهيم المذكور، وجدهما سليمان المذكور، يجمع نسبهم ونسب فقهاء (حصبان)، وفقهاء (العيانة)، ومشائخ (سماة) بني النوار، وفقهاء (الرجم)، هكذا قاله عبد الرحمن صاحب هذه الترجمة، وبنو النوار فيما أحسب ينسبون أنفسهم إلى غير هذا النسب، والله أعلم، توفي (……)(3) بعد أن اختلط - رحمه الله تعالى -.
عبد الرحمن بن محمد
السيد العلامة إمام المعقول عبد الرحمن بن محمد بن(4) شرف الدين الجحافي، كان عالماً فاضلاً يضرب به المثل في الذكاء، وكان يُشَبَّه بجده من قبل الأمهات السيد عبد الرحمن الماضي ذكره، وكان محققاً في الأصول والمنطق، واشتغل بالتفسير في آخر عمره، وله (شرح على غاية السؤل)، كتاب مولانا الحسين بن القاسم - عليهما السلام - وأجاد فيه، وكان متولياً لأعمال (حفاش)، ثم استقر بـ(صنعاء)، وكان لا يطمع في شيء من زينة الدنيا، ولا هم له بغير العلم - رحمه الله - توفي (بالحشيشية) من مخاليف (صنعاء) في (……)(5) - أعاد الله من بركته -/14/.
__________
(1) في (ب): نبيلاً.
(2) في (ب): مر.
(3) ما بين القوسين بياض في النسختين، وتاريخ الوفاة من...
(4) سقط من (ب).
(5) ما بين القوسين فراغ في النسختين، وتاريخ الوفاة من..
عبد الرحمن بن المنتصر
العلامة الفقيه المجاهد عبد الرحمن بن المنتصر - رحمه الله -(1)، كان فقيهاً عارفاً، له قَدَمٌ في الجهاد وسابقة، يقود العسكر، ويباشر الحرب، ويجاحمها، وذهبت إحدى كريمتيه في سبيل الله سبحانه، وكان يُعد في أضراب العلامة سعيد بن صلاح الهبل، وهو أحد تلامذة القاضي سعيد، ومن جملة الذين قرؤوا عليه بمدينة (كحلان)، واتفق أن القاضي سعيد غفل يوماً، فاستناب للتدريس عبد الرحمن(2)، فدرَّسهم، ولم ينتظروا الشيخ، وكانت إحدى العجائب التي يتعجَّب بها الطلبة، وكان القاضي سعيد يقول: إن تلك القراءة التي ناب عنه فيها عبد الرحمن في ذلك اليوم يجدها عَلماً في الكتاب المقروِّ، ولا أدري في (شرح الأزهار) أو غيره، فإنه فاته فيها التحقيق، وكان عبد الرحمن فصيحاً له قصيدة طنانة حسنة إلى الفقيه العارف يحيى بن أحمد المخلافي - رحمه الله - وتوفي في (الشرف)، وعُمل عليه مشهدٌ (أعاد الله من بركته)(3).
عبد السلام بن محمد القزويني [393هـ - 488 ه ]
العلامة الحافظ صاحب التفسير، أبو يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار القزويني الزيدي، نزيل (بغداد)، قال الذهبي في (النبلاء): سمع أبا عمرو بن مهدي، والقاضي عبد الجبار بن أحمد.
__________
(1) ما بين القوسين سقط من (ب).
(2) في (ب): بعض الحاضرين.
(3) في (ب): - رحمه الله -.