وهذه من محاسن الأجوبة، ومعنى وكِّفْ: أي اجعله مهيئاً وكأنه أخذ من الأكاف الذي يوضع على الحمار، وكان لا يفارق السيد العلامة محمد بن عز الدين المفتي ولا يزال يستمري سحائب علمه، وكانا زينة لمحافل العلم شيخين من آل محمد، وإذا خرج السيد محمد من الجامع تقدَّمه السيد صلاح الدين وقدَّم له نعاله في بعض الأيام إجلالاً(1) للسيد محمد، وهو حريٌّ بذلك، ومن لطائفه في حضرته أنه كان السيد محمد يكتب شيئاً من الورق بقواعد أهل المحاضر، فأمر الشهود أن يشهدوا وطلبوا أمراً كما يقول أهل علم المحاضر مذاكير ونحو هذه العبارة، يعني أن الشهود يحتاجون لأمر غريب يذكرهم فمرّ في الجامع رجل مسلوب العقل قد تعرَّا عن ثيابه وانكشفت عورته، فقال بعض الحاضرين: إنا لنحتاج أمراً نتذكر به مجلس الشهادة، فقال السيد: هذه المذاكير وأشار إلى المعتوه المذكور، وكان السيد يتوسط في الإصلاح بين الإمام والباشا رئيس الأروام، وله قصائد حسنى ومدائح وإخوانيات، ومن شعره:
لوكان يرجى لليل الوصل طول بقا ... أمددته بسواد القلب والبصرِ
وكان ليل اللقا والهجر منعكساً ... فالطول للوصل والهجران للقصرِ
قلت: والبيت الأخير يتحصل معناه من غير تكلف للقلب. ومن شعره في بعض كتب سادات العترة:
فصول بأجناد(2) العلوم تزينت ... أئمتنا فيها الوسائط في السلكِ
إذا ذكرت أوطان ناظم سلكها ... تقول بحور السحب وجداً: قفا نبك
توفي - رحمه الله - في ……(3) ودفن بجربة الروض يماني صنعاء بين المنارتين، وقبره مشهور، وينبغي ذكر السبب لما يعتمده أهل صنعاء من الدفن بين المنارتين، يعني منارتي الجامع، فإنهم يعتمدون أن يسامتوا بينهما.
__________
(1) في (ب): إجلالاً للسيد.
(2) في (ب): بأجياد.
(3) فراغ في النسختين.

قال مولانا السيد العلامة أحمد بن محمد الشرفي - رحمه الله -: إن ذلك طلب منهم للقبلة المنصوص عليها من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فإن المنارتين من الجهة التي اتفق فهم من أمره - صلى الله عليه وآله وسلم - فإنها هي القبلة لمن بصنعاء، وذلك لما رواه ابن هشام في السيرة أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أمر ببناء جامع صنعاء بين الحجر الململم وبين غمدان، وهذا الحجر باقٍ، قال يحيى حميد بعد أن ذكر ما نقلته عن ابن هشام: وأن الحجر المذكور في الصرح الغربي مغروز في الأرض مقضض عليه وغمدان هو الذي فيه الجزّارون - يعني بالجيم بعدها زاي بعدها ألف بعدها راء، وهم القصابون - وبيوتهم شرقي الجامع، قال: وقد ذكر علي بن سليمان النهمي الشافعي في كتابه (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) عروس بن عيسى الخزاعي، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعله عن يمين جبل يقال له ظين)) رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، قال: ومثله رأيته عن ابن إسحاق في السيرة الحميدة، وذكر لي أنه ذكره في تاريخ صنعاء، هذا معنى كلام يحيى حميد - رحمه الله -.

صلاح بن أمير المؤمنين عز الدين المؤيدي [ - ]
السيد العلامة الكبير الفاضل شيخ المحققين صلاح بن أمير المؤمنين عز الدين بن الحسن المؤيَّدي /217/ - عليهم السلام- كان علامة مرجوعاً إليه فاضلاً كاملاً، له شيوخ أحبار، وتلامذة أخيار، والإمام عز الدين من أئمة أهل البيت المنتجبين، وهي أحد ما خصَّه الله به من التفضلات، ومن ذلك دعوته واستقامة أمر الأمَّة به، ووالده حي - قدس الله سره - فأولاد الإمام أولهم(1) الحسن مؤلف (القسطاس)، كان بمحلٍ لا يخفى من العلم والتبحر، ولقد رأيته في النوم وهو يذكر لي شيئاً من أحواله، حتى قال: إن في أصول الفقه مسألة لم يحررها أحد من النظار غيره، ثم السيد الأفضل طراز المجد الأول الحسين بن أمير المؤمنين، ثم السيد الأوحد المعروف بسيبويه لتبحره في العربية أحمد بن أمير المؤمنين، ثم السيد العلامة صلاح الدين المهدي بن أمير المؤمنين - عليهم السلام- هؤلاء الأربعة الكرام أمهم واحدة وهي الشريفة فاطمة بنت عبد الله بن صلاح بن محمد بن الحسن بن زيد.
ومن أولاد الإمام السيد العلامة عبد الله بن أمير المؤمنين، وأمه الشريفة بدرة بنت الحسن بن محمد بن صلاح من أخوال الإمام، ومن أولاد الإمام السيد الجليل الأديب اللبيب صاحب هذه الترجمة صلاح بن أمير المؤمنين أمَّه من الشرف، وقد رأيت التبرك بذكرهم هنا، وكنت قد أفردت لكل ترجمة(2) - أعاد الله من بركاتهم - ومما رأيته ببعض الرسائل المطولة في ذكر السيد صلاح بن الإمام المذكور أنه كان إذا استشاره إنسان في أمر لم يقل أنا أشير عليك ، بل يقول: هذه القضيَّة لو كنت مكانك فيها - يعني أني المكلف بما كلفت به - لكنت أفعل كذا وكذا، وجعل صاحب الرسالة هذا من الآداب الحسنة.
__________
(1) في (ب): الإمام الحسن.
(2) في (ب) زيادة: فأمَّا أحمد بن أمير المؤمنين سبقت ترجمته.

صلاح بن علي المضواحي [ - ق 11 ه‍ ]
شيخ شيوخنا السيد العلامة الورع الزاهد صلاح بن علي المضواحي العلوي - رحمه الله - كان عالماً فاضلاً زاهداً متقنعاً لا يلبس إلا ثوباً يلتف به ليس عليه قميص، وقرأ عليه سيدنا صارم الدين إبراهيم بن يحيى الشجري وغيره، وكان شيخ الأصولين، وله شرح على مقدمة الأزهار، سماه مرقاة الأنظار(1)، وله موضوع في أصول الفقه(2)، وموضوع في أصول الدين، وله غير ذلك، وقبره بجميمة(3) ثلا في رأس عقبة الحمَّام، وفاته في ……(4)
__________
(1) مرقاة الأنظار في شرح مقدمة الأزهار خ سنة 1105هـ مجموع رقم (4) بمكتبة الأوقاف ورقم (86) فقه غربية، في مجموع (83) غربية أيضاً، أخرى مصورة بمكتبة السيد محمد بن عبدالعظيم الهادي.
(2) مخطوط بمكتبة ابن المرعشي 9015 مجاميع.
(3) في (ب): بجهة.
(4) في (ب): بياض في الأم.

صلاح بن الجلال بن صلاح [744 - 910 ه‍ ]
السيد الكبير الأمير العظيم النسَّابة صاحب الشيوخ والإجازات، حافظ علوم آل محمد صلاح بن الجلال(1) [بن صلاح بن جلال الدين] محمد بن الحسن بن المهدي بن الأمير علي بن المحسن بن يحيى بن يحيى، هو الإمام العلامة المعروف بابن الجلال، صاحب (التتمة للشفاء)، فإن السيد صلاح الدين بن إبراهيم بن تاج الدين بعد عنايته بتمام ما تخلف عن الأمير الناطق بالحق من كتاب الشفاء أبقى السيد صلاح بن إبراهيم كتاب الرضاع فلما قرأ السيد العلامة شارح التسهيل عبد الله بن الهادي بن إبراهيم الوزيري على السيد صلاح بن الجلال كتاب الشفاء شحذ همته واستحثه فتمم كتاب الرضاع وقرأه عليه والأمير صلاح له (اللمعة) في الفقه فليحفظ منه والأمير صلاح بن الجلال ممن حضر دعوة الإمام علي بن صلاح، وصل من صعدة بعد وفات الإمام الناصر مع السيد داود بن يحيى بن الحسين والقاضي عبد الله الدواري، والشيخ إسماعيل بن إبراهيم النجراني سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، ومولده - رحمه الله - بهجرة رُغافة - بضم الراء بعدها غين معجمة وبعد الألف فاء /218/ ثم هاء من بلاد بني جماعة - سنة أربع وأربعين وسبعمائة، ومات عن إحدى وستين سنة، وقبره بمشهد الهادي إلى الحق - عليهم السلام-.
صلاح بن محمد بن سليمان [ - ق 8 ه‍ ]
السيد العلامة صلاح بن محمد بن سليمان، ذكره صاحب (التحفة) الأهدل في علماء الزيدية أهل المائة الثامنة، قال: كان عالماً، وكان أبوه عالماً.
صلاح بن محمد الغزي [ - ]
العلامة الكبير الفاضل صلاح بن محمد الغزي، نسبه إلى غز ذمار - رحمه الله - سكن هجرة الروس مع القضاة إلى آنس في جبل الأهنوم.
__________
(1) ما بين المعكوفين زيادة في (أ) وسقط من (ب).

صلاح بن محمد بن ناصر الدين الفرائضي [ - 1040 ه‍ ]
القاضي العلامة المحقق مفخر الزيدية صلاح بن محمد بن ناصر الدين الفلكي المعروف بالفرائضي، نسبه إلى علم الفرائض لتبحر جده فيه، ولم يزل على أهل هذا البيت التعويل في هذا العلم، كان القاضي صلاح الدين منقطع القرين ممن لا يزاحم في الفضائل، يذكر بالأوائل - رحمهم الله - وكان فهَّامة إلى الغاية، وقد سبق ما حكيناه في ترجمة سيدنا إبراهيم بن يحيى - رحمه الله - وكان مع اتساع علمه في الفقه والفرائض والكلام عارفاً بالأدوات كامل الصناعة في الشعر والإنشاء، وكان أحد الحلماء والمرجوع إليهم في مهمات الإسلام فإن له رأياً رصيناً وتوسط بأمر الإمام في إصلاح بينه وبين الأروام، وحمد سعيه.
قال شيخنا شمس الدين أحمد بن سعد الدين - رضي الله عنهما -: وكان أشبه الناس خلقاً بالسيد العلامة صالح بن عبد الله بن مغل - رحمه الله - وورد القاضي إلى حضرة الإمام وكانت ولاية القضاء بذمار إليه، وكان للبلاد اليمنيَّة سراجاً منيراً للفتيا، وما احتاج لمشلكة أن يفتح كتاباً، قال ولده القاضي محمد بن صلاح - رحمه الله تعالى -: قال لي والدي: ما احتجت إلى فتح كتاب في الفتيا إلا في الخيارات إذا جاءت مسألة منها طالعت الكتب، ولمَّا أراد الأروام نكاية العلماء بذمار أوَى إلى بلاد آل(1) عمار، ووقاه الله شرهم، وله قصيدة يتوسل إلى الله بالإمام يحيى بن حمزة بن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأنجح الله طلبته وله شعر في الغاية حضرني منه ما كتبه في غرّة سنة من السنين إلى سيف الإسلام وسلطان المسلمين الحسن بن القاسم وهي:
هي المرام وإن لام العُدَا فيها ... فالراح والشهد ممزوجان من فيها(2)
وأعجب الأمر أن الأسد تقتلها ... لحاظها وسيوف الهند تحميها
أعندها قامة هيفا مهفهفة ... وللرماح نصيبٌ من تثنيها
__________
(1) آل عمَّار: بطن من قبيلة دُهْمَة بن شاكر من بكيل، يسكنون مديرية الصفراء بجنوب صعدة. (معجم المقحفي، ص 1115).
(2) في (ب): في فيها.

لا يعمل السحر(1) ما تجني لواحظها ... السحر ما ترجمت عنه أماقيها
زارت وسادي وأسد الغاب تحرسها ... وأقبلت وقميص الليل يخفيها
أحيت فؤادي كما أحيا الهدى ملك ... حاز المفاخر قاصيها ودانيها
أعداؤه لم تزل من خوف سطوته ... تفر علّ الجبال الشم تنجيها
هيهات أن تمنع الفيفا النزيل بها ... ممن تدانت له فيفا ومن فيها
لما رأى السلمى الجيش بان له ... ما كان يزعم وسواساً وتمويها
ظن البليد بأن الركب يمنعه ... ممن يدك الصياصي حين ينويها
/219/…
فيا بن طه ويا سبط الوصي ويا ... فخر الفواطم يا مردي أعاديها
ليهنك النصر إذ صبحت من نكثوا ... بغارة أيد الرحمن داعيها
فاصبحوا لا ترى إلا مساكنهم ... ذلت نفوس وخانتها أمانيها
وليهنك السنة الغرا التي وردت ... فأنت للسنة الغراء محييها
دامت معاليك في عز وفي دعةٍ ... مكرماً قاسر الأعداء مرديها
وله قصائد فائقة أعاد الله من بركته، توفي يوم الأربعاء رابع صفر سنة أربعين وألف.
صلاح بن محمد بن الحسن [ - ]
السيد العلامة صلاح بن محمد بن الحسن بن المهدي بن علي بن المحسن بن يحيى بن يحيى - على جميعهم السلام - وهو شيخ السيد عبد الله بن الهادي الوزيري، والسيد عبد الله شيخ ولده محمد حافظ الإسناد ومحمد شيخ ولده صارم الدين مؤلف الفصول، وكان السيد صلاح الدين فاضلاً عالماً.
صلاح بن نهشل الذنوبي [ - ق 11 ه‍ ]
القاضي العلامة النحوي الفقيه صلاح بن نهشل الذنوبي - رحمه الله - كان عارفاً متقناً(2) عالماً بالعربية مطلعاً على نجم الدين، وكان في أوّل أمره يقال: إنه يحفظه غيباً، اشتهر هذا عند الطلبة بصعدة، وكان بلا ريب محققاً في العربية كاملاً وحقق في الفقه، وجود فيه، وقرأ الكلام على شيخه عبد الهادي الحسوسة، وكان يناظر به إلى القاضي صارم الدين إبراهيم بن يحيى، وكان حليفاً للصلوات والتلاوة والذكر - رحمه الله تعالى -.
__________
(1) في (ب): لا تعمل السمر.
(2) في (ب): متفننا.

توفي بجهة الأهنوم في……(1) أيام إمامنا المتوكل على الله - حفظه الله تعالى -.
صلاح بن الهادي بن الجلال [ - 793 ه‍ ]
السيد العلامة الأمير صلاح بن الهادي بن الجلال الفاضل العالم الحاوي لخلال المكارم، ترجم له الفضلاء، وذكروا عنه الجميل - رضي الله عنه - ووصفوه مع العلم بالهمَّة العالية، ومات بصعدة - رحمه الله - سنة(2) ثلاث وتسعين وسبعمائة وعمره نيف وعشرون سنة.
صلاح بن الهادي بن إبراهيم [ - ]
السيد العالم صلاح بن الهادي بن الإمام إبراهيم بن تاج الدين، سيد خطير، مقدم كبير.
قال السيد صلاح بن الجلال - رحمه الله -: كان له بصيرة ودراية بالعلوم، وكان شاعراً، مات قبل أبيه الهادي بعشرين نهاراً، وقبره مع قبر أبيه، وأظن أن عمره قليل.
قلت: وقبر أبيه بجبل رازح، وستأتي له ترجمة - إن شاء الله تعالى -.
__________
(1) فراغ في (أ) و (ب).
(2) في (ب): ومات بصعدة - حرسها الله -.

صلاح بن الهادي الشظبي [ - ق 11 ه‍ ]
العلامة الفقيه النبراس الكامل صلاح بن الهادي الشظبي - رحمه الله (تعالى)(1) - شيخ الإمام المؤيّد بالله محمد بن المنصور بالله القاسم بن محمد، كان هذا العلامة من فضلاء الزمان، ونبلاء الأوان، لا يزال حليف القرآن ليلاً ونهاراً مع كمالٍ في الأمور الدينيَّة والدنياوية، يعد في العلماء والعباد والوزراء، وكل خصلة كاملة كانت فيه - رحمه الله - وجعله الإمام القاسم قرين ولده المؤيد بالله، فجرى مع الإمام مجاري العلماء والمؤدبين وانتفع به، وكان لا يزال يحكي عنه غرائب، وكان - رحمه الله - له صنعة في التأديب، وكان حلو الشمائل عذب المفاكهة، ومع ذلك فإن أولاد الإمام(2) تولى تأديبهم لم يعرفوا شيئاً من هذه الشمائل اللطيفة، وما ظنوه إلا على جبلة الصمت والكلام عند الحاجة، وكان حازماً في الأمور صادقاً مع الله ومع العباد، وينطق /220/ بذلك ما قاله السيد العلامة صلاح بن عبد الخالق في مرثيته - رحمه الله - وهي:
العلم يذري الدمع من جفنيهِ ... والجود مرغ في الثرى خديهِ
ونَدِي درس الذكر عطل بعد أن ... قد كان يزدحم الرجال عليهِ
أفلت لفقد صلاحٍ الحبر الذي ... لفّ الحجى والمجد في ثوبيهِ
أفبعده أحد لعلمٍ أو لمعـ ... ـروف يهز لسائلٍ عطفيهِ
هيهات كانا صاحبيه حياته ... وكذاك صارا في الثرى جاريهِ
ليت ابن حجاج رثاه بقوله ... في المغربي وزير آل بُويهِ
ذهب الذي أضحى الثناء وراءه ... والعفو عفو الله بين يديهِ
هدم الزمان بموته الحصن الذي ... كنا نفر من الزمان إليهِ
ما بين دعوته وبين الله من ... حجب إذا هو باسط كفيهِ
فهو الحري بذا الثناء ومن عنى ... يا ليته أضحى فدا نعليهِ
أرعاه ميتاً مثل رعيي حقه ... إذ كنت أقتطف السرور لديهِ
لم أنس حق أخوَّة الرجل الذي ... قد كان يحسبني ضيا عينيهِ
صلى عليه الله قدس روحه ... لقَّاه أنساً في لقا ملكيهِ
__________
(1) سقطت من (ب).
(2) في (ب): الذين، نخ.

توفي - رحمه الله -……(1)
صلاح بن يوسف بن المرتضى [ - 901 ه‍ ]
السيد العلامة البحر الحبر صلاح بن يوسف [بن صلاح](2) بن المرتضى، قال السيد العلامة أحمد بن عبد الله: كان عالماً كاملاً مثل أخيه لا سيما في علم الكلام، ويلحق به في سائر العلوم وإن لم يبلغ شأوه، وكان حسن الإخاء بينه وبين أخيه غاية المحبَّة والملازمة والمتابعة والآراء واتحاد المرادات والاعتقادات والأهواء حتى لشدَّة الملازمة له من صلاح لزم مكان أخيه بعد موته حتى لحقه ودفن بالقرب منه، وكانت وفاة صلاح بن يوسف بين الصلاتين يوم الجمعة من شهر شوال سنة إحدى وتسعمائة.
قلت: وأخوه الذي لمح إليه هو السيد الإمام المحقق(3) محمد بن يوسف.
قال السيد شمس الدين في حقه: بلغ في العلم مبلغاً أربى فيه على أقرانه، وجميع أهل زمانه، أقام بصنعاء وصعدة، ودرَّس بمسجد الأبهر حتى مات حي المتوكل على الله واستدعاه بعض شيعته للخروج والدَّعوة فخرج إلى ثلا ودعا، وليس في علو شأنه شك إلا أنه لم يؤت حظاً وتكنَّى بالناصر ودفن بقبته المعروفة(4)، وكانت وفاته يوم الخميس تاسع وعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.
* * * (5)
كمل الجزء الثاني من مطلع البدور ومجمع البحور بحمد الله ومنِّه وفضله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكان الفراغ من رقم هذا الكتاب الجليل بين العصرين لعلهَّ ثامن شهر ربيع الأول ثامن وعشرين من شهر ربيع الأوَّل سنة تسع وتسعين ومائة وألف غفر الله لكاتبه ولمالكه.
__________
(1) فراغ في (أ) و (ب).
(2) سقط من (أ).
(3) سقط من (أ).
(4) زيادة في (ب): بثلا.
(5) قال في (ب): كمل الجزء الثاني من مطلع البدور ومجمع البحور في سلخ شهر القعدة سنة خمس وتسعين وألف سنة بخط الفقير إلى الله محب محمد وآله الحسن بن محمد بن صالح بن محمد بن أبي الرجال - غفر الله لهم أجمعين - وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

96 / 182
ع
En
A+
A-