شكر بن أبي الفتوح الحسن [ - 503 ه‍ ] ت
الأمير الخطير حامي الحرمين سلطان الحجاز العلاَّمة تاج المعالي أبو عبد الله شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسين بن محمد الأكبر بن موسى الثاني الحسني - رضي الله عنه - كان من أوعية العلم ومن صدور الملك وغايات العترة موئلاً للعصابة الزيدية فكانوا يأتون إليه من كل فج عميقٍ، وكان يكرمهم، وكان شيخ الزيدية أبو الهيثم يوسف بن أبي العشيرة الوادعي إذا قدم إلى مكة حاجاً يخرج شكر المذكور للقائه بالطبول والأرياح تعظيماً للزيدية، وهو آخر من ملك مكة من الجعافر من بني موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون، وبعده انتقلت إلى حمزة بن وهاس السليماني، وكان شديد الإنكار على المطرفية، وحج مطرف بن شهاب في أيامه، وكانت مدة الحرب بين بني موسى وبين بني سليمان سبع سنين حتى خلصت مكة للأمير محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم، وكان أول من ملك مكة من بني الحسن جد شكر المذكور جعفر بن محمد، وكان حاكم مكة قبل ……(1) أنكحور التركي من قبل العزيز بالله……(2) فقتله الأمير أبو محمد جعفر وقتل منهم خلقاً كثيراً واستقرت له تلك النواحي، وبقت في يده نيفاً وعشرين سنة.
__________
(1) فراغ في النسختين (أ) و (ب).
(2) فراغ في النسختين في (أ) و (ب).

قلت: وكان شكر - رحمه الله - أميراً جليلاً جواداً، ومن أخباره أنه سمع بفرس عند بعض العرب موصوفة بالعتق والجودة لم يسمع بمثلها قد أقسم صاحبها ألاَّ يبعها إلا بعشرين فرساً جواداً وعشرين غلاماً وعشرين جارية وألفي دينار ذهباً ومائة ألف درهم، وكذا وكذا ثوباً إلى غير ذلك، فأرسل الأمير تاج المعالي شكر بعض غلمانه بثمن الفرس الذي طلبه صاحبها ليشتريها منه فوافق وصول غلام الأمير تاج المعالي شكر إلى منزل(1) الرجل وقد ضعن أهله وجماعته وبقي هو وحده لغرض كان له /176/ فوافى عشاءً فأضافه تلك الليلة، وقام بما ينبغي لنزولهم، فلما أصبحوا حكى لهم الغلام غرضه الذي جاء لأجله، وعرض عليه المال، وطلب الفرس، فقال له ذلك البدوي: إنك لم تذكر لي لمّا جئت له ساعة وصولك لأترك لك الفرس فإنكم نزلتم عليَّ وليس عندي شيء(2) فذبحتها لكم ثم أحضر جلد الفرس ورأسها وقوائمها وذنبها وما بقي من لحمها، فلما رأى غلام الأمير تاج المعالي ذلك قال: إني ما جئت وأرسلني الأمير إلا لذلك(3) لأجل الفرس، وقد وصلت إليَّ فدونك الثمن ودفع إليه ما كان حمله لشراء الفرس، ثم رجع إلى مكة، فلما سمع الأمير تاج المعالي بوصوله خرج فرحاً بالفرس، فلما رآه سأله فأخبره بما صنع الرجل فقال له: وما صنعت بالمال الذي أرسلته معك، فأخبر أنه دفعه إلى صاحب الفرس، فأقسم الأمير تاج المعالي أنه لو جاء بشيء منه لأرجعه(4).
انتهى وله شعر من ذلك:
قوض خيامك من أرضٍ أهنت بها..
الأبيات إلى آخرها. وكان يسمى محمداً أيضاً، وما كتبه السيد الأمير شكر إلى علي بن محمد الصليحي قصيدته الفاخرة التي أولها:
لتفليق الجماجم والرؤوس ... وإقحامي خميساً(5) في خميسِ
__________
(1) في (ب): إلى منزل ذلك الرجل.
(2) في (ب): وليس عندي غيرها.
(3) سقط من (ب): لذلك.
(4) في (ب): لأوجعه.
(5) خميساً: جيشاً.

وهي طويلة وأجابها علي بن محمد بجواب من جنس هذا، توفي سنة ثلاث وخمسمائة سنة وقد ذكر في تاريخ وفاته غير هذا مع تفاوت كثير، وذلك إني وجدت بخطي أن وفاته سنة أربع وستين وأربع مائة.
قلت: لعل هذا تاريخ مولده، وما ذكرناه تاريخ وفاته.
شمس الدين بن أمير المؤمنين [ - 910 ه‍ ]
السيد العلامة الفاضل شمس الدين بن أمير المؤمنين المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى، هو ابو الإمام شرف الدين وابن الإمام المهدي، فهو مقتعد لبحبوحة الشرف.
قال ابن فند: هو من عباد الله الصالحين الأخيار المفلحين، قال: وله أولاد فضلاء سكنوا بحجَّة.
وقال السيد شمس الدين أحمد بن عبد الله بن الوزير ناقلاً عن السيد العلامة الهادي بن إبراهيم بن محمد - رحمهم الله - شمس الدين بن أمير المؤمنين أحمد بن يحيى: كان أديباً شاعراً كاملاً.
قال السيد شمس الدين: قلت: كان على منهاج سلفه الأبرار وآبائه الأطهار، تربّى في حجر والده - عليه السلام- عشر سنين، ومات والده - عليه السلام- وقد ختم القرآن الكريم، ونقل مفتاح الفرائض غيباً وشرع في غيره، ويحكى عن أبيه - صلوات الله عليه - أنه قال: إذا عشت لهذا الولد سبع سنين بلغ رتبة الاجتهاد، ثم إنه بعد موت والده نقل كتاب (الأزهار) و(التاج) من مصنفات والده و(تلخيص مفتاح السكاكي) للقزويني، وكتاب (الكافية) و(التصريفية) و(الرسالة الشمسيّة) و(مقدمة البحر)، وكانت هذه الكتب في حفظه حتى مات لم يقطع درسها إلا (كافية بن الحاجب) و(الرسالة الشمسيّة) و(مقدمة البحر)، وله الفصاحة والخطابة، كان يخترع الخطب العجيبة على المنبر على حسب الحال الداعية، وله شعر، من ذلك جوابه على الأمير المفضَّل عبد الله بن أمير المؤمنين بن المطهر وأوَّل قصيدة المفضَّل:
سرى البرق من هران وهناً فزادني ... جوًى واشتياقاً ذلك البرق إذ سرى(1)
سرى برق هرانٍ فأرعد أكبداً ... وساق سحابات العيون فأمطرا
ومنها:
__________
(1) في (ب): شرى.

وكم تحت ذاك البرق من عيطلية(1) ... يحق لها الإسناد أن يتحقرا
ومنها:
ويوماً تظل الخيل فيه عوابساً ... تناهب أعماراً وتقصر أعمرا
من الناكثين المارقين فكم ترى ... به من قتيل بالعجاج تعفرا
/177/ فأجاب شمس الدين - رضي الله عنه -:
بنفسي من أهدى كتاباً محبرا ... يرى جسد البين الذي بيننا انبرا
ونقح عقياناً به ولآلئاً ... ودر قصيدٍ فاق حسناً ومنظرا
فلله من طرس تضوع نشره ... سحيقاً وريَّاه عبيراً وعنبرا
ومنها:
ألمَّ فوافانا على حين غفلةٍ ... فألبسنا نوراً من الشمس أنورا
فيا راكب العيس التي لا يؤودها ... يعودها سير المهامه والسرا
تحمّل هداك الله مني ألوكة ... جواب نظام جاءنا متحيرا
حبانا به الملك المفضل بعد أن ... تبحر في علم البديع تبحُّرا
ومنها:
لقد حاز فخر الدين أنصبَة العلا ... فلا غرو أن يعلو علينا ويفخرا
وما كان من أحداث أعدائه فلم ... ينالوا بها إلا صَغَاراً مُصغَّرا
وذلاً وقلاً واحتقاراً مؤبدًا ... وناراً وعاراً قادماً ومؤخرا
ومنها:
فلا تكترث من سوء أفعالهم فما ... أفادوا بها إلا وبالاً مدمرا
ولا بد من يوم أغرّ محجّل ... كأيام أحد أو كأيام خيبرا
به ننقم الثارات منهم وننثني ... عليهم فنجزيهم جزاءً موفرا
بسمرٍ وبيض يفلق الهام وقعها ... يرون بها منا نكيراً ومنكرا
وهي طويلة حسنة، وشيخه في علم العربيَّة الإمام المطهر بن محمد - عليهما السلام- توفي سنة إحدى وتسعمائة، وقبره بقبَّة والده بظفير حجَّة.
__________
(1) عيطلية: العطيل من الإبل: الطويلة العنق في حُسْن جسم، أو كل ما طال عنقه. (القاموس المحيط، ص 951).

شمس الحور بنت الهادي بن إبراهيم [806 - 894 ه‍ ]
السيدة الطاهرة المطهرة شمس الحور بنت الهادي بن إبراهيم بن علي المرتضى - رحمه الله - أعاد الله من بركاتها - هي فريدة وقتها، ونسيجة وحدها.
قال السيد شمس الدين أحمد بن عبد الله: كانت - رحمة الله عليها - أكمل من الرجال الكملة. مولدها بصعدة، لها نشوء صالح، واستمرت عليه حتى الممات، ولها مطالعة في الكتب ومحاجاة حسنة ومحاسن من أبيها وعمها، وممن خالطها من العلماء من الأخوال والأعمام والإخوان، وحفظ للأخبار والأنساب والأشعار، وتحسن المكاتبات، بما لا يتمكن منه أهل المعارف، على حسب مقتضيات الأحوال والمقامات، ولها نفس كريمة شريفة بسببها أنفقت أموالاً جزيلة في ذلك، وتوسعت وبلغت الأيتام والضعفاء والوفاد، ولم يكن يمنع من منزلها قاصد من أي جهة، فنفع الله بها من شاء أن ينتفع من خلقه وهي تنفق سراً وجهراً، وتبيع سلعة وتبيع أخرى، حتى جاءها الممات وهي مستورة لم يبد لها حال، وعلى الجملة لو رزق الله عباده رجلاً مثلها لم يشك في صلاحه للإمامة، وكان لها - رضي الله عنها - مكارم أخلاق، وطرائق محمودة لا تطاق، وإقبال على التلاوة وتنقل الختمة الشريفة وقيام في الليل تداوم عليه وصيام وطاعات كاملة - تقبل الله منها ذلك، وأثابها - وتزوجت بعد الفناء الأعظم لا رغبة في الزواجة ولكن لعظم الوحشة وكثرة الوحدة والدَّهشة ابن عمها السيد أحمد بن صلاح بن إبراهيم ولم يكن في محل ذلك، ولو أنه عظيم لكن محلها وقدرها وعظم شأنها لا يقتضي ذلك، وقد كان خطبها عدَّة من الأعيان مثل حي الإمام المطهر /178/ بن محمد وكتب بكتاب تمثل فيه بقوله:
تخيرت من نعمان عود أراكة ... لهندٍ فمن هذا يبلغه هندا
ومثل السيد أحمد بن عبد الله بن أبي القاسم وغيرهم.

وكانت لها حافظة جيدة لأخبار أهلها وآثارهم وأحوالهم ولغيرهم من سائر الأشراف والعرب، ولهذا السبب بلغت من الفصاحة(1) والرجاحة المبلغ الذي لم يبلغه غيرها، ولها أشعار من مكاتبات ووسائل نبويَّة، وقصائد وأبيات أدبيَّة، واستعمال ألفاظ لغويَّة، واعتماد إعرابيات نحويَّة، ولا أعدد أوصافها وإنما اعد منها، ولو لم يكن من فضائل أعمالها إلا كفالة الأيتام، وبذل الإنعام، من الخاص والعام، كان ذلك كافياً في فضلها، وشرفها ونبلها، وارتفاع قدرها ومحلها، وماتت بصنعاء وقبرت بين الأهل - رحمهم الله تعالى - وقبرها مشهور مزور، وكانت وفاتها بكرة الاثنين خامس عشر شهر رجب الأصب، أحد شهور سنة أربع وتسعين وثمانمائة وعمرها ثماني وثمانون سنة - رحمها الله، ورضي عنها -.
أخبرني المقرئ علي بن حسن بن محمد بن إبراهيم الشاوري - رحمه الله تعالى - أن بعض الشرايف من أهلنا رثت سيدي(2) عز الدين محمد بن إبراهيم بأبيات منها:
رحم الله أعظماً دفنوها ... بالرَّويَّات عن يمين المصلَّى
والذي يغلب على ظني أن هذه الأبيات للوالدة شمس الحور بنت الهادي رحمها الله، ولها من أبيات [إلى ابن أخيها سيدي عز الدين محمد بن عبدالله](3):
محمد أفديك من وراثٍ ... لآبائك السادة المجدَّ
ورثت البلاغة يا سيدي ... مع العلم(4) والحلم والسؤددِ
فلله درك من مقتفٍ ... لآثارهم وبهم مقتدي
ولكنني يا حبيب الفؤاد ... خشيت عليك أعين الحسّد
لأني وقفت على أسطرٍ ... أتت منك تروى الفؤاد الصدي
فرائد درٍ أتى بعضها ... جواباً وفي بعضها مبتَدى
__________
(1) في (ب): من الفصاحة والصلاحية.
(2) زيادة في (ب).
(3) سقط من (أ).
(4) في (ب): مع الحلم والعلم.

الشمسية بنت إبراهيم بن الحسن [ - ]
الشريفة العالمة العابدة الصالحة الشمسيَّة بنت إبراهيم بن الإمام الحسن بن بدر الدين.
قال السيد العلامة صلاح بن الجلال - رحمه الله -: كانت هذه الشمسيَّة عظيمة ذات فضل وبصيرة، مشهورة معروفة بالبركة.
قلت: وهي زوجة للأمير الجليل المؤيَّد بن أحمد أولدها محمداً الأصغر.
شهردبير بن الشيخ أبي باسكوري
العلامة شهردبير بن الشيخ أبي باسكوري، كبير أستاذ الشيخ شهراشويه، وتلميذ صاحب التعليق الكبير على الإبانة يعقوب بن الشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب صاحب الإبانة، قالوا: ومعنى دنير بالفارسية شيخ.
شهردبير بن علي [ - ]
العلامة المحقق شهردنير بن علي العلامة المحقق، ذكره السيد أحمد بن مير الحسني، قال: وهو شهردبير بن علي بن شهردنير بن أبي الشيخ أبي ثابت كوريكير الديلمي - رحمهما الله - قال: وهو عم العلامة مهدي بن أبي طالب وشهردبير بن علي المذكور من تلامذة شهراشويه. انتهى
شهردوير بن علي بن ثابت [ - ]
العلامة الفاضل مرجع العلماء أبي ثابت شهردوير بن علي بن ثابت - رحمه الله - علامة صاحب روايات ودرايات، وصاحب آيات، وسباق غايات، وهو أستاذ بهاء الدين يوسف المدفون في (سير الجيب) له [المختصر في الفقه] وهو جد شهراشويه أبو أبيه.
شهردوير بن بهاء الدين [ - ]
العلامة المحقق مفخر /179/ العراق شهردوير بن بهاء الدين يوسف بن الحسن بن أبي القاسم الديلمي المرفاني، إمام فاضل وأستاذ كامل، له (لوائح الأخبار في بحث الروح والنور وعذاب القبر). وهو من بيت فضلٍ شهير، وأهل مقامات يسير إليها الفضل بل يطير، والده بهاء الدين يوسف علامة تشد إليه الرحال وهو المدفون في (شكيل)، له (تفسير القرآن) و(سمط الدرر) شرح التحرير و(عمدة الوافي)، وسير الأئمة، ولعلنا نذكره في محله - إن شاء الله تعالى- ولشهردوير ولدان أبو الفضل صاحب (دلائل التوحيد في الكلام وتفسير القرآن) وإسماعيل، ولعلنا - إن شاء الله - نفرد لكلٍ ترجمة.

شهراشويه أبو الفضل [ - ]
العلامة الكامل البحر الذي ليس له ساحل، والجم الذي ليس له محافل، شهراشويه أبو الفضل علامة شهير، وإمام خطير، له مسائل في الخلاف مشهورة، ومقالات في كتب المذهب مسطورة، وهو من نافلة الشيخ أبي ثابت، له حاشية الإبانة، توفي (بمالفحان)، ودفن بها - رحمه الله تعالى-.
شهراشو
العلامة الكبير شهراشو، هكذا ذكره الأصحاب العراقيون، وفهمت أنه غير شهراشويه، ولم يذكره العلامة يوسف الحاجي الجيلي، وله خلاف ذكره بعض العراقيين فيما إذا انقطع مصرف الوقف رجح شهراشو المذكور أنه لا يعود ملكاً، وتابعه، وتقدمه أجلاء من علمائنا هنالك كالشيخ أبي الرضا والفقيه أبي منصور، وجمال الدين والأستاذ أبي يوسف، والشيخ أبي ثابت، والشيخ الحافظ، وشهردوير بن علي والصيرفي، ونور الدين مهدي بن طالب، وعلي بن أموج، والفخي صاحب التلعيق، والفقيه أبو علي، والعلامة كوركة، وأحمد الكوكبي، والشيخ نعمة. انتهى
قالوا: ومعنى شهراشرو بالفارسي فتنة البلد يعني أنه يفتتن به لعلمه أو جماله أو خصاله الحميدة.
الشهاب بن عبد الله البارقي [ - ق 2 ه‍ ]
الشهاب بن عبد الله البارقي، من أصحاب الإمام الأعظم زيد بن علي - عليه السلام- ذكره البغدادي.
شهرمرن [ - ]
العلامة الفاضل شهرمرن ترجم له من اعتنى باسم جماعات من علماء العراق، قال: وله حاشية على الإبانة [وقيل: إنه أخ لشهراشويه](1).
شيبة بن محمد [ - ]
العلامة(2) المتقن المحقق المتقن الحافظ المدقق المتفنن، شيبة بن محمد - رحمه الله - من علماء العراق، ذكره الملا يوسف وقال: له (مختصر الكافي) - رضي الله عنه -.
__________
(1) زيادة في (ب).
(2) في (ب): العلامة المحقق المتقن الحافظ.

حرف الصاد المهملة
من اسمه صالح
صالح بن أحمد المحبشي [ - ق11 ه‍ ]
القاضي العلامة المحقق الزاهد الورع صالح بن أحمد المحبشي، كان عالماً عاملاً محققاً محلقاً، تولى القضاء بجهة(1) الشرف، وحمدت سيرته، وكان في الحقيقة كالأستاذ للسيد العلامة صلاح بن عبد الخالق؛ لأنه كان يقرأ في العضد على عبد الله بن المهلا في (الشجعة)، وينزل إلى بلدة (الجرد)، ثم يلقاه السيد صلاح ويقرأ عليه تلك القراءة، ويوردان المشكلات، ويكتب له بين يدي الشيخ المذكور فيجيب، وله أخ فاضل شديد الورع شحيحه، يسمَّى القاضي صلاح بن أحمد، بلغ في الورع مبلغاً عظيماً، وكان فقيهاً في الفروع - رضي الله عنه -.
صالح بن أسعد بن نوف [ - 717 ه‍ ]
صالح بن أسعد بن نوف من فقهاء الزيدية وعلمائهم، توفي - رحمه الله - يوم الاثنين الخامس شهر رجب سنة سبع عشرة وسبعمائة، وله أخ عالم فاضل اسمه علي بن أسعد، توفي أيضاً بعد صلاة العشاء ليلة الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الأخرى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، ذكر ذلك طاهر بن علي بن أسعد المذكور.
صالح بن ذيبان [ - ق 2 ه‍ ]
العلامة الفاضل صالح بن ذيبان، ذكره العلامة أبو القاسم البغدادي في جماعة زيد /180/ وتلامذته - رضي الله عنهم -.
__________
(1) في (أ): بجمعة الشرف.

صالح بن سليمان الحويت [ - ق 7 ه‍ ]
العالم الكامل السابق إلى الفضائل، المقدَّم على الأواخر والأوائل، صالح بن سليمان الحويت - رحمه الله - كان إماماً في العلوم الإسلامية، مرجوعاً إليه في اللغة، محققاً، قرأ عليه الإمام الشهيد أحمد بن الحسين - سلام الله عليهما - كتاب (أدب الكاتب) لابن قتيبة، وكتاباً صنفه العلامة المذكور - رحمه الله - سماه (الزبد الضربية)، وكان من أهل الرغبة في الجهاد، والنكاية لأهل الفساد، كما جرت عليه عادة(1) علماء الزيدية من قود المقانب، وتكتيب الكتائب، ومن شدَّة رغبته في ذلك أنه كان رأساً لمقري، مقدماً ملحوظاً إليه بعين التفضيل، ولمَّا قام العبد الصالح مرغم بن منيف ودعا إلى طاعة الله تعالى وطاعة أهل البيت - عليهم السلام- وهو مع ذلك قليل العلم لا يوزن بميزان الفقيه صالح، لكنه بحسن طويته كان مقبولاً عند العامة فلم ير الفقيه صالح خلافه وشقاقه بل جنح إلى المقصد الأهم وهو نكاية الأعداء فزاد بذلك جاه مرغم المذكور واجتمع إليه الشرفاء والشيعة، وأقبل إليه أهل البلاد.
__________
(1) في (ب): عادات.

89 / 182
ع
En
A+
A-