وكان عالماً جامعاً للعلوم مجتهداً فيها محلقاً لم يسبقه أحد من أهل زمانه، وقبر بعده فيه السيد الفاضل العابد الزاهد المجاهد ربيب القرآن، وحليف الأحزان، الحسن بن المهدي بن محمد بن الهادوي، وقبر فيه السيد الفاضل العابد، الراكع الساجد محمد بن علي الأعقم - رحمة الله عليه ورضوانه - وقبر فيه الفقيه الإمام العلامة فخر العصابة الزيدية، وتاج إكليل الفرقة الناجية، محمد بن زيد بن ذاعر(1) - رضي الله عنه وأرضاه - وكان محلقاً مجتهداً سيما في أصول الدين، زاهداً عن الدنيا متورعاً عنها بسَّاماً في وجوه الناس أجمعين، وقبر فيه المقرئ الأفضل، العابد الأكمل، عمر بن أحمد الشرفي، وكان من عباَّد الله الأتقياء الأخفياء(2)، أنحله الخوف، وقطع أوصاله الحياء من الله والشوق إلى لقائه، وقبر فيه راشد بن محمد نشيب(3)، وولده عبد الله بن راشد، وكانا من أفاضل المسلمين، من ذوي التقوى واليقين، والورع الرصين، والنفع لإخوانهما في الدين، ما يفوزان به عند رب العالمين، ودفن فيه العالم يحيى بن محمد التهامي، وكان عالماً في الأصولين والفرائض علماً راسخاً وتحقيقاً بالغاً شيخه فيها السيد الإمام المهدي بن قاسم - رحمه الله - وكان حسن الخلائق، لطيف الطرائق، محسن الظن في الله(4) - تبارك وتعالى - قال السيد يحيى /153/ في الصلة، وبقي في المشهد المقدس موضع دفن فيه عامره سعيد بن منصور، انتهى ما أردته من كلامه - رحمه الله -.
سعيد الآيلي
العلامة سعيد الآيلي - رحمه الله تعالى - ذكره القاضي العلامة عبد الله بن زيد - رحمه الله - في الرسالة المنقذة من العطب(5).
__________
(1) لعلها: داعر.
(2) لعل الصواب: الأحفياء.
(3) في (ب): بشيب.
(4) في (ب): بالله.
(5) في (أ): الغضب. العَطَب: الهلالك.

سفيان بن أبي السمط [ - ق 2 ه‍ ]
سفيان بن أبي السمط عالم كبير، وفاضل شهير، ترجم له البغدادي - رحمه الله - في رجال الزيدية، والله أعلم، وفي إسناد مذهب الزيدية ممن أخذ عن الإمام الأعظم زيد بن علي - عليه السلام- سفيان بن السمط، قال: وهو الذي روى عن جعفر الصادق أن زيداً لم يخرج لجهاد هشام بن عبد الملك حتى رأى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في المنام يقول: يا زيد جاهد هشاماً ولو بنفسك، انتهى.
ذكره الشيخ العالم ولي آل محمد القاسم بن عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي - رحمه الله تعالى -.
سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري [95 - 161 ه‍ ]
إمام أهل الحديث العالم الرباني سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحكم بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أدّ بن طانحة بن إلياس بن مضر الثوري الكوفي - رحمه الله - هو علامة العلماء وعبادة العباد، أنفق على فضله أهل الخلاف والوفاق، قال ابن خلكان: كان إماماً في علم الحديث وغيره من العلوم، وأجمع الناس على دينه وورعه وزهده وثقته، وهو أحد الأئمَّة المجتهدين.
قلت: روى الإمام أبو طالب في الأمالي أنه كان زيدياً، وروى الحاكم في الجلاء بإسناده عن أبي عوانة، قال: كان أبو سفيان زيدياً، وكان إذا ذكر زيد بن علي - عليه السلام- يقول: بذل مهجته لربه، وقام بالحق لمخالفه، ولحق بالشهداء المرزوقين من آبائه، قال الحاكم وعن الواقدي: كان سفيان زيدياً، وقد عرف أن الزيدي من وافق في أصول من الكلام، وقد ترجم له أصحابنا كالسيد الصارم في كتاب (علوم الحديث)، والقاضي في (المقصد).

قال السيد الصارم: كان عالم عصره وزاهده، الإمام الثبت الحجة، كان يقول: حب بني فاطمة والجزع لما هم عليه من الخوف والقتل يبكي من في قلبه شيء من الإيمان. ولمَّا قتل إبراهيم بن عبد الله - عليه السلام- قال سفيان : ما أظن الصلاة تقبل إلا أن فعلها خير من تركها. ودخل عليه عيسى بن زيد والحسن بن صالح ، وقد اختلفا في مسألة مما يتعلق بأمر السلطان فاحتشم من عيسى إذ لم يتحقق معرفته، وكانت الغيبة قد نكرت حاله، فلما تحققه قام من مجلسه وأثبته فيه وجلس بين يديه، وأخبره بما عنده في المسألة، وودعه وانصرف. وتشدُّد سفيان على أئمة الجور وكلامه في حقهم معروف لا يستطيع الناصبيَّة إنكاره، ولا يحتاج الشيعة دليلاً على إظهاره، روى له الجماعة.
قلت: كان شحاكاً للظلمة غصَّة غير سائغة في حلوقهم، وحكى القطني(1) في أعلامه أن المنصور أراد قتله في حرم الله فدعا عليه سفيان في المطاف فسقط المنصور لحينه من حينه، فهي كرامة له عظمى، ولفظ القطني في الإعلام بأعلام البلد الحرام، وفي سنة ثمانٍ وخمسين ومائة عزم على الحج أبو جعفر المنصور، وكان يريد قتل سفيان الثوري - رضي الله عنه - فلما وصل إلى بئر ميمون بعث إلى الخشابين، وقال: أنتم إذا رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه، فجاؤوا، ونصبوا له الخشب، وكان جالساً بفناء الكعبة، ورأسه في حجر فضيل بن عياض، ورجلاه في حجر سفيان بن عيينة، فقال له: يا أبا عبد الله قم واختف ولا تشمت بنا الأعداء فتقدم إلى أستار الكعبة وأهدابها، ثم قال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر فعاد إلى مكانه فركب أبو جعفر المنصور من بئر ميمون، فلمَّا كان بين /154/ الحجرتين سقط عن فرسه فاندقت عنقه، فمات لوقته في سابع ذي الحجَّة وقت السحر فحفروا له مائة قبر ودفنوه في أحدها ليغمّوا قبره على الناس، وبر الله تعالى قسم عبده سفيان.
__________
(1) لعله: القطبي وهو الأصح.

قلت: ومن تشدده عليهم ما حكى المسعودي في مروجه، قال القعقاع بن حكيم: كنت عند المهدي فأتي بسفيان الثوري، فلما دخل عليه، سلم تسليم العامَّة، ولم يسلم بالخلافة والربيع قائم على رأسه متكئاً على سيفه يرقب أمره، فأقبل عليه المهدي بوجهٍ طلق ، وقال: يا سفيان تفر منا هاهنا وهاهنا وتظن أنا لو أردناك بسوء لم نقدر عليك فقد قدرنا عليك الآن، فما تخشى أن نحكم فيك بهوانا، قال سفيان: إن تحكم فيّ يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل فقال له الربيع: يا أمير المؤمنين ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا؟ ائذن لي أن أضرب عنقه، فقال له المهدي: أسكت ويلك وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم(1) فنشقى بسعادتهم، اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على ألاَّ يُعترض عليه في حكم فكتب عهده، ودفع إليه فأخذه وخرج، فرمى به في دجلة وهرب، فطُلِبَ في كل بلدة فلم يوجد.
قلت: وكان موته متوارياً من السلطان بالبصرة أوّل سنة إحدى وستين ومائة، وقبر عشاء وقيل إنه توفي سنة اثنتين وستين ومائة والأول أصح.
__________
(1) في (أ): إلا تقتلهم.

قلت: وانتسابه على جلالته إلى الزيدية غير هين على من يكاثر بالرجال، ولم يقنع بهذه النسبة إلا بعد رواية الإمام الناطق بالحق مع شهرته بهذه الطريقة التي هي طريق الزيدية، وقد أجمع الناس على تشيعه وحَبَّه لإمام الزيديّة علي بن أبي طالب - كرَّم الله وجهه - كما قال المؤرخون، وذكره النووي(1) في (الفتاوى)، ومع ذلك فهو كوفي وأكثر أهل الكوفة على هذا المذهب، وأمَّا تظهره بمذهب فلا يقدح في ذلك لأن المراد أنه يفرع على أصول زيد (بن علي)(2) - عليه السلام- كما يفعل أئمَّة الزيدية، يوافقون زيداً في أصولٍ هي الجوامع وإن اختلفوا في الفروع كما يقع ذلك في المذاهب كالخراسانية والمراوزة، وأضرابهم من أصحاب الشافعي - رحمه الله - وكذلك أصحاب أبي حنيفة، وقد كان هذا العالم حجَّة من حجج الله، كما قال أبو صالح شعيب بن حرب المدائني، وكان أحد الأئمَّة إني لأحسب أنه يُجاء يوم القيامة بسفيان الثوري حجَّة لله على الخلق، يقال لهم: إن لم تدركوا نبيئكم - عليه أفضل الصلاة والسلام - فقد أدركتم سفيان الثوري ألا اقتديتم به؟
قلت: ومولده في سنة خمس وقيل سنة(3) ست وتسعين من الهجرة - رضي الله عنه -.
سلم الحذاء [ - ق 2 ه‍ ]
سلم الحذاء الفقيه العالم المحدث الشهير، كان من تلامذة الإمام الأعظم، وشهد معه الحرب ثم شهد بعد قتيل باخمراء - عليه السلام- الحرب كما حكاه ولده إبراهيم بن سلم - رحمهما الله تعالى -.
سلمة بن ثابت الليثي [ - ]
سلمة بن ثابت الليثي - رحمه الله - عدَّه البغدادي - رحمه الله - في كتابه الجامع لإسناد مذهب زيد وأصحابه وحفاظ مذهبه - رضي الله عنه -.
__________
(1) في (ب): النواوي.
(2) ما بين القوسين ساقطة من (ب).
(3) سقط من (ب): سنة.

سلمة بن كهيل الحضرمي [ - ]
سلمة بن كهيل الحضرمي - رحمه الله - ترجم له السيد الصارم في علومه والقاضي في (المقصد) وتقارب لفظهما، قال في المقصد ما لفظه: سلمة بن كهيل إمام نبيل له مائتان وخمسون حديثاً وهو من أفاضل الزيدية، روى عنه الجماعة، وهو من رواة حديث ((أنا مدينة العلم وعليِّ بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها)).
قلت: وكان ولده يحيى بن سلمة(1) من كبار الشيعة ولم يصرح فيما علمت أحد في ترجمته أنه من الزيدية إلا أنه من ثقات الشيعة، ذكره في (المقصد) و(العلوم)، قال: ومنهم يعني من /155/ الشيعة(2)، ولد سلمة يحيى بن سلمة، وهو الراوي عن أبيه عن ثوبان ((النظر إلى عليّ عبادة))، ورواه الترمذي، وممَّن صرح بأن سلمة بن كهيل من الزيدية الحاكم في العيون ولفظه: ورجال الزيدية من السلف سوى من ذكرناه ابن تمار وعلي بن صالح والحسن بن صالح ووكيع بن الجراح ويحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى والفضل بن دكين وسلمة بن كهيل والأعمش وعن سفيان قال: كان طاووس يتشيع، وحكى أبو القاسم عن أبي حنيفة - رحمه الله - كان يذهب مذهب البترية. انتهى
قلت: والبترية هم طائفة من الزيدية أصحاب سليمان بن جرير واختلف في تسميتهم بذلك.
__________
(1) في (ب): قال: ومنهم - يعني من الشيعة - ولده، يعني ولد سلمة يحيى بن سلمة.
(2) في (ب): ولده يعني ولد سلمة يحيى بن سلمة.

سليم بن ابي الهذام بن سالم الناصري [ - ]
سليم بن أبي الهذام بن سالم الناصري - رحمه الله - هو من العلماء الجلة المحققين، أفادني ذكره مولانا السيد الحافظ زينة الأيام يحيى بن الحسين بن أمير المؤمنين المؤيّد بالله بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمد - عليهم السلام- وأثنى عليه بالتحقيق، قال: وله كتاب ((المحقق المنير في مذهب الناصر الكبير)) مجلدان، وله كتاب ((الأزهار في مناقب إمام الأبرار وصي الرسول المختار))، ووفد إلى الديار اليمنية، ومن كتاب الأزهار المذكور، روي أن الضحاك سأل أبا سعيد الخدري عمَّا اختلف فيه الناس بعد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: والله ما أدري ما الذي اختلفوا فيه؟ ولكني أحدثك بحديث سمعته أذناي، ووعاه قلبي، ولن تخالجني فيه الظنون أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفي فيه، لم يخطبنا بعده فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال: ((أيها الناس، إني تارك فيكم الثقلين)) ثم سكت فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى احمر وجهه وقال: ((ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما، ولكن أضرَّني وجع فامتنعت عن الكلام، أمَّا أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب الله سبب بينكم وبين الله طرفه بيده وطرفه بأيديكم، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليٌّ وذريته والله إن في أصلاب المشركين لمن هو أرضى من كثير منكم)). انتهى
سلام بن السري الجعفي [ - ق 4 ه‍ ]
سلام بن السري الجعفي - رحمه الله - عالم عامل فاضل كامل ذكره البغدادي في رجال المذهب - رحمه الله تعالى -.

سلام بن الحداد الزيدي
العلامة الأديب سلام بن الحداد الزيدي الصنعاني، كان أديباً شاعراً عارفاً من شعره ما أنشده العلامة الحسن بن يعقوب الزيدي - رضي الله عنه - في القاسم بن علي بن المنصور المعروف بالعياني - عليه السلام- والقاسم الزيدي الذي ولاه القاسم العياني صنعاء وقدومه من الطائف قال:
قسم القاسمان فينا الأمانا ... فبلغنا من الصلاح رضانا
وأزالا دهراً أذيل(1) علينا ... وعليه (برافةٍ دولانا)
أمَّنا سربنا وصانا حمانا ... وأخافا من كان قد أشجانا
وأعادا مذاهب العدل فينا ... وأزالا الطغاة والطغيانا
منَّ ذو العرش بالإمام علينا ... إن ذا العرش لم يزل منانا
حَسَنيٌ أتى فأحسن فينا ... والحسيني زادنا إحسانا
نِعَمٌ إثرها على إثر بعضٍ ... قد سررنا بها وساءت عدانا
نحمد الله ذا الجلال فبالحمـ ... ـد يرجى تمام ما أولانا
زمنٌ صالح وأمنٌ وخفض ... لم ير الناس مثل هذا زمانا
/156/ سليمان بن إبراهيم النحوي(2) [ - ]
سليمان بن إبراهيم النحوي - رحمه الله - هو الفقيه العالم المحقق المتكلم إمام الأصول سليمان إبراهيم بن حسين أستاذ شيخ العدلية الفاضل القرشي والسيد الإمام المحقق أحمد بن علي بن المرتضى - رضي الله عنه - وإليه لمح السيد في أرجوزته بقوله:
وهو الذي أفتى به قديما ... القاسم الحبر بن إبراهيما
هو الذي قال به المنصورُ ... العالم العلامة المشهورُ
وكان لي شيخي الفقيه يروي ... ابن سليمان الهمام النحوي
بأنه إجماع أهل البيتِ ... لكل حي منهم ومَيْتِ
قلت: وإليه لمح السيد جمال الدين في رياض الأبصار بقوله:
وبالعلم النحوي أصلاً أخي التقى ... سليمان من صار الجدال المجدل
__________
(1) لعلها: أديل.
(2) قال في حاشية في (ب): هذه الترجمة محلها قبل ترجمة السيد سليمان بن أحمد بن القاسم. انتهى

سليمان بن أحمد بن القاسم [ - ق 7 ه‍ ]
السيد الإمام العابد العلامة سليمان بن أحمد بن القاسم من آل أبي البركات، وهو عم الإمام الشهيد أحمد بن الحسين - عليهم السلام- وهو الذي كفل الإمام صغيراً بعد أن انتقل والد الإمام إلى جوار الله ودار كرامته.
قال السيد يحيى بن القاسم: وكان السيد سليمان هذا - رضي الله عنه - أحد الزهاد في زمانه، رفض كثيراً من ملاذ الدنيا من مناكحها وملابسها والعزلة عن الناس. انتهى
سليمان بن أحمد بن محمد [ - ق 7 ه‍ ]
سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن المعروف بأبي الرجال بن شريح بن يحيى بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، كان عالماً كاملاً من شيوخ العدل والتوحيد، ذكره السيد يحيى بن القاسم الحمزي - رحمه الله -.
سليمان بن أحمد بن سليمان(1) [ - ق 8 ه‍ ]
سليمان بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن المعروف بأبي الرجال - رحمه الله - حفيد الذي سبق ذكره آنفاً، كان عالماً كاملاً، رحل إلى الحجاز، وقرأ على عمه العلامة نجم الدين موسى بن سليمان بن أحمد بن أبي الرجال، وقرأ عليه بالحجاز موطأ الإمام مالك بن أنس، وتمَّ لهما في شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وسبعمائة(2)، وشاركه في السماع للموطأ أيضاً على الشيخ علي بن داعس البخاري الزيدي، واجتمعا في سماع أمالي أبي طالب على علي بن داعس المذكور، وأجاز لهما إرشاد العنسي - رحمه الله تعالى -.
سليمان بن أحمد بن داعر [ - 715 ه‍ ]
سليمان بن أحمد بن داعر بن محمد بن أبي الميمون البخاري(3) الأنصاري من الزيدية - رحمه الله تعالى - لعله توفي في شهر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وسبعمائة هجرية.
__________
(1) هذه التراجم ترتيبها مختلف في (ب): عن ترتيبها في (أ).
(2) في (ب): سنة خمس عشرة وسبعمائة سنة.
(3) لعله: النجاري.

سليمان بن إسماعيل الثائري [ - ]
السيد الإمام الكبير النبراس الهمام المقدّم في العلوم أبو طالب سليمان بن إسماعيل الثائري - رحمه الله - هو رئيس العراق الإمام الجليل الوجيه المقدم، ترجم له الشيخ الفقيه الإمام الحافظ محي الدين يوسف بن الحسن بن أبي القاسم الجيلاني اللاهجاني - رحمه الله - وأثنى عليه كثيراً، وذكره في ترجمة الإمام أبي طالب الصغير، وهو الإمام أبو طالب يحيى بن أبي الحسين أحمد بن أبي القاسم الحسين بن المؤيَّد بالله أبي الحسين الهاروني - قدَّس الله روحه -.
قال الشيخ محي الدين: كان - يعني سليمان - رجلاً عظيم الجاه، له حظ وافر في العلم والسياسة. انتهى
سليمان بن بدر [ - ق 7 ه‍ ]
الأمير سليمان بن بدر، أمير كبير علامة خطير، ذكره ابن نشوان، وأثنى عليه.
قلت: هو من أعيان السادة القاسميين، كان سكن(1) جهة الأهنوم، وكان صنوه علي بن بدر فاضلاً يقظاً قدم الأمير سليمان إلى المنصور بالله - عليه السلام- للمناظرة، وصحبه كبار أهله وعيون الشيعة بالأهنوم، فتجلَّى لهم الحق فأذعنوا وبايعوا، ومن شعره - رضي الله عنه -.
شم البرق أن الشيم للبرق معجبُ ... فما كل برقٍ شيم في الجو خُلّبُ
بدا لامعاً فاستوضحت سبل الهدى ... وجلَّى(2) به من معظم الظلم غيهبُ
/157/
سرى فجلا عن ساكني اليمن العنا ... وقد تعبوا مما عراهم وأتعبوا
وأومض في جنح من الليل فامترمت ... سحائبة صوباً من المزن تسكبُ
سليمان بن جاوك [ - ق 5 ه‍ ]
العلامة المحدث الحافظ البكيا(3) أبو داود سليمان بن جاوك، علامة كبير حافظ، قرأ على المؤيَّد بالله، وسمع عنه، وأخذ عنه العلامة الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن مردك والد الأستاذ علي بن الحسين - رحمهم الله تعالى -.
__________
(1) في (ب): كان يسكن جهة الأهنوم.
(2) في (ب): وحُلَّ به.
(3) في (ب): البكيا.

84 / 182
ع
En
A+
A-