ثم أقبل عليَّ وقال ممن الرجل؟ قلت: من الدهَّاقين من أهل المدائن، قال: سبحان الله يحن الولَي إلى وليِّه كما تحن الناقة إلى حوارها، يا شيخ إن هذا موقفاً يكثر لك عند الله شكره، ويعظم أجره، ثُمَّ وثب وقال: من كان هاهنا من الزيّدية فليقم إليَّ، فاجتمع إليه جماعة، فخطب خطبة طويلة ذكر فيها أهل البيت وفضلهم، وما جرى عليهم، وذكر الحسين - عليه السلام- وقال: إن لم تنصروه لأنكم لم تحضروه، فما عذركم فيمن لحقتموه من أهل البيت وهو غداً خارج طالب بثأر الإسلام، وإني خارج في وجهي هذا إلى الكوفة لنصرته، فمن كان يريد ذلك فليلحق بي، فمَضى من وقته، فخرج الإمام للقائه في اليوم الذي واعده ومعه أهل الكوفة كالجراد المنتشر، لكنَّهم بغير سلاح، فأبطأ أبو السرايا - رحمه الله - فتكلم الناس فيه، وتعب الإمام فبيناهم كذلك إذ طلع عليهم علمان أصغران وخيل فنادى(1) الناس بالبشارة، وكبروا وتبصروا، فإذا هو أبو السرايا، فلما بصر الإمام ترجل له وأقبل إليه فاعتنقه الإمام ثم قال للإمام: ما يمنعك من البلد أدخل فدخل وخطب ودعا الناس، ثم أرسل إلى الفضل بن العباس، فوجده قد خرج من البلد، فوجَّه إليهم الحسن بن سهل بن زهير بن الشيب، فوصل إلى قصر ابن هبيرة، ووجَّه لقتال أصحاب الإمام ابنه أزهر فاتفقوا عند سوق أسد فقتلهم أبو السرايا ومزقهم، فتوجَّه زهير بنفسه فلقيهم أبو السرايا فقتلهم ونهبهم وتبعهم إلى (شاهي)، فالتفت زهير إلى أبي السرايا، وقال: ويحك تريد هزيمة أكثر من هذه، فوجَّه الحسن بن سهل عبدوس بن عبد الصمد فلقيه أبو السرايا فنكل به وقتل أصحابه وهرب عبدوس في الجامع فلحقه أبو السرايا وهو /145/ يقول: أنا أسد بني شيبان، فلحقه وهو يهرب، فضربه حتى فلق هامته وخرَّ صريعاً، ثم وجه الحسن هرثمة، بن أعين، فكانت حروب تشيب الذوائب وأسر أبو السرايا هرثمة ودارت على هرثمة دائرة الحرب فحصل من بعض أهل الكوفة مخالفة عند
__________
(1) في (ب): فتنادى.

الحرب، فافترق الجميع(1) على أبي السرايا، فمضى في كتيبة من خيله على طريق خراسان حتى نزل قرية يقال لها: (بوقانا)، فبلغ حماد الكندوس خبرهم فركب بنفسه حتى لقيهم فأمنهم على أن ينفذ بهم إلى الحسن بن سهل فقبلوا ذلك منه، فحفظ محمد بن محمد بن زيد - عليهم السلام- وأنفذه إلى الخليفة، وأمَّا أبو السرايا فأعطاه هارون بن خالد وقال: اقتله بأخيك عبدوس بن عبد الصمد، فضرب عنقه - رحمه الله - ونصب رأسه في الجانب الشرقي من بغداد وصلب بدنه في الجانب الغربي، وقتل غلامه أبا الشوك، وصلب معه، وحمل محمد بن محمد بن زيد - عليهم السلام- إلى خراسان فأقيم بين يدي المأمون، فصاح الفضل بن سهل: اكشفوا رأسه فكشفوه وتعجب المأمون من صغر سنه، ثم أمر له بدار وجعل له فيها فرشاً وخادماً فكان فيها على سبيل الاعتقال والتوكيل، فأقام على ذلك مدَّة يقال إن مقدارها أربعون يوماً، ثم دست إليه شربة فمات - رحمه الله -.
__________
(1) في (ب): الجمع.

سعد الدين بن الحسين المسروي [ - 1031 ه‍ ]
القاضي العلامة بديع زمانه، لسان المتكلمين، نصيح العترة المكرَّمين، العلاَّمة بن العلامة أبو العلامة سعد الدين بن الحسين المسوري - رحمه الله - كان من أفراد وقته في الفضائل، مشار إليه في جميع الخلال الحميدة، وله في العلوم حظ واسع، وله مشائخ أجلاء وتلامذة منهم ولده العلامة شمس الدين أحمد بن سعد الدين - رحمه الله - رحل سعد الدين(1) إلى صنعاء للقراءة، وسكن (قملا) من بلاد خولان، وله أشعار دارت بينه وبين السادات(2) النحويين(3) مفاكهات، وله إجادة في الشعر ومكنَة عظيمة، وهذه القصائد الملموح إليها تدل على ذلك، وكان من أهل مكارم الأخلاق والمؤثرين على أنفسهم في الشدَّة، وكان عين الحضرة المنصورية - أعاد الله من بركة صاحبها- تولى بها الكتابة والخطابة، ووجَّهه الإمام كرتين فيما أحسب إلى الباشا للصلح؛ لأنه كان نبيهاً(4) حسن الأخلاق واسع الصدر، وكان لا يغضب لأمر يخصّه، وما علمت له في هذا المعنى غضبة، وكان شديد الصولة في ذات الله، يضرب بغضبه المثل ويحسب الناس أنه لا يحسن شيئاً من الصبر لما يرون من غضبه لله، وكان مقبولاً في جميع حالاته مع شدته وشراسته في جنب الله، وأمَّا فيما يخصه فحكى ولده صدر الإسلام ما ذكرت عنه أنه لم يحضر له غضبه، وكان يقول: أنا أطالب سادتي آل القاسم وأغضب عليهم أطلب منهم الأحسن ولا أرضى منهم بالحسن ولم أغضب عليهم لقبيح فهم منزهون عنه، وكان يقول للوفد إلى الحضرة(5) الأماميَّة، أمَّا وقت الغداء والعشاء والمبيت فلا يمتنع أحد منكم (مني)(6) عن مجلسي، وأمَّا سائر الأوقات فأطلب فراغ المنزل لأشتغل بمهمَّاتي، أتلو وأفعل ما شئت، ليس لكم في ذلك نصيب، فإن الأعمار لا تضيع، وكان يقول: أنا في وقتين أنفس الناس(7)
__________
(1) في (أ): رحل إلى صنعاء.
(2) في (ب): السادة.
(3) لعلها اليحيوين.
(4) زيادة في (ب): وجيهاً.
(5) في (أ): إليه الحضرة.
(6) ساقط من (ب).
(7) في (ب): وها وقت الطعام.

وقت الطعام والمبيت، ليس لي فيهما مع جميع من حضر(1) إلا حصتي، وأمَّا سائر الأوقات فلا أقبل السمر والإطالة فيما لا طائل تحته، وكان حافظاً يملي(2) الغرائب والنوادر العلميَّات والأدبيات، مما أخبرني به ولده صدر الإسلام - رضي الله عنه - قال: أخبره أن بعض الفضلاء مرَّ على بعض أولاد الرؤساء فحرَّضه على القراءة، وقال: بديهاً أبياتاً تشبه أبيات عبد الهادي السودي الموشحة: هذا المصلى وهذه الكثب وذا النقا. وهي مشهورة، وكان العلامة المهلا بالقرب /146/ من محل ذلك الطالب، فقال ذلك الفاضل لمن وصاه: هذا المهلا، وهذه الكتب وذا السقاء.
ولم يحضرني إلا هذا، وقد قيدته ولعلي أثبته - إن شاء الله- والمراد أن هذا الأستاذ وهو المهلا، وكان إمام العربيَّة وهو المعروف بالنيسائي، وسيأتي ذكره - إن شاء الله تعالى-.
وهذه الكتب جمع كتاب يعني للدرس، وذا السقاء يريد السليط أو الزيت، وهذا عارض من القول.
وأخبرنا سيدنا ولده - رضي الله عنه - يروي عنه قال: عاد بعضُ الأفاضل بعضَ الأفاضل في مرض، فسأله عن حاله في الصلاة فأنشده:
وكرر ثناه ما استطعت وذكره ... ولا يلهك المولى تليد وطارف
ثُمَّ بيتاً آخر لم يفهم عنه لضعف قواه وثقل لسانه غير لفظة المسايف، فأجاز ذلك بعض الفضلاء، فقال:
إذا ما ابتلاك الله فاصبر لحكمه ... على كل حالٍ فهو للضر كاشف
وكرر ثناه ما استطعت وذكره ... ولا يلهك المولى تليد وطارف
وحافظ على فعل الصلاة ولا تدع ... فرائض أدَّاها منيب وخائف
ولا تلغ فيه سنة مستحبَّة ... إذالم يكن عن ذاك في الحال صارف
وإن كنت في حالٍ ضرير فأدها ... ولو مثل ما أدى وصلَّى مسايف(3)
قال سيدنا: أخبرني بذلك والدي سعد الدين بن الحسين برد الله مضجعه، ونوره، ورأيته أيضاً(4) مكتوباً بخط بعض أهل العلم - رحمهم الله -. انتهى
__________
(1) في (ب): وفد.
(2) في (أ): على.
(3) في (ب): المسايف.
(4) سقط من (ب): أيضاً.

قلت: ومن شعره(1) أيضاً في أسنان الإبل:
حوار مخاض واللبون وحقها ... كذا الجذع الثني الرباع سديسُ
وبازل تسع ثم مخلف عاشر ... وبازل عامين وذاك مقيسُ
ومخلف عامين كذاك ثلاثة ... ومازاد زده والقياس مقيسُ
وأخباره الصالحة كثيرة - رضي الله عنه - توفي بهجر (المكردم) من أعمال هنوم بين صلاتي العصرين يوم الأربعاء الحادي والعشرين من ذي القعدة عام إحدى وثلاثين وألف، ودفن إلى جهة الجنوب من الجامع المنصوري بجوار القاضي الفاضل محمد بن سليمان الروسي، ويُسمَّى ذلك المحلّ شرف الغرفة - أعاد الله من بركتهم آمين-.
سعيد بن أحمد الفتوحي [ - ق ]
الفقيه العلامة(2) الكبير سعيد بن أحمد الفتوحي المعروف بسعيد الدار، وهو من دار عمرو من بلاد (سنحان)، ذكره ابن حميد واثنى عليه في التحقيق والعلم وهو من آل أبي الفتوح بيت شهير، وما أبعد أن يكون من آل أبي الفتوح الذي كانت سلطنة خولان العالية إليهم، وملك منهم من ملك صنعاء، وكانت مساكنهم بمسور المشرق، وفي بعض (……)(3)
وأمَّا هذا الفاضل فسكن دار عمرو، وقال السيد الهادي بن إبراهيم الصغير - رحمه الله -: كان سعيد تلميذ السيد جمال الدين علي بن محمد بن أبي القاسم وزميلاً لولده صلاح بن علي، وهو من آل أبي الفتوح، وسكن بدار عمرو وإليها نسب، وكان عارفاً أديباً لبيباً، ومما يحكى ويحفظ من آدابه أنه خرج هو والسيد أحمد بن محمد الأزرقي، وجماعة إلى بلاد سنحان، فلما رأوا براشاً وانتصابه، قال السيد أحمد بن الأزرقي:
كان براشاً خيل بن أكامه
فقال الفقيه سعيد:
من غير رَوِيَة بليل غزال روَّعته القوانصُ
ولمَّا بلغ القراءة عليه السيد محمد بن المطهر بن علي بن المرتضى إلى البدل، قال له الفقيه سعيد الدار:
يابن الهداة السادة الأبدال ... احفظ هديت مسائل الإبدالِ
سعيد بن برية [ - ق 5 ه‍ ]
__________
(1) في (ب): - رحمه الله -.
(2) في (ب): العالم.
(3) فراغ في النسختين (أ) و (ب).

العلامة المحقق الحجَّة سعيد بن برية - بالباء بواحدة /147/ من أسفل بعدها راء مهملة - الزيدي، هو شيخ الزيدية وعالمهم، كان معظماً في رجاله ذا جاه ومحل عند كثير من الناس، تولَّى القضاء (بريدة وأثافت)، وله بأثافت مزيد اختصاص، وله فتاوى في الفقه نقلها محمد بن يحيى بن محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن أبي رزين الصعدي، وكان سيفاً صقيلاً على المطرفية، وصاولهم وردَّ بدعهم، كما حكاه القاضي العلامة عبد الله بن زيد العنسي - رحمه الله - وكانت له في الصدق آثار(1) يحمد أثرها منها أنه لمَّا قدم المعيد عند مصيره إلى اليمن أثافت وبها ابن برية فسمع المعيد يقول:
تباً لأقوام غرار إمامهم ... وقد أكثروا أقوالهم في ابن مريم
فلا ثم من ثوب ولا ثم ناقة ... ولا ثم لو تدرون من عود جرجم
__________
(1) في (ب): مقامات يحمد.

فجعل ابن برية يقول: معطل معطل يكررها، وقيل: إنما أنكر على المعيد هذا لأنه رمز منه عن آيات الرسل - عليهم السلام- وإنكارها يريد أنه ليس قميص يوسف بثوب ولا ناقة صالح من جنس الإبل، وكانت هذه من مناقب ابن برية - رضي الله عنه - لشدة عتوّ المعيد وطغيانه بأنه ما ورد اليمن من القاهرة إلا لذلك، كما روى يحيى بن مسلم الساري الصعدي عن مشائخه أن المعيد بعث داعياً إلى رأي الباطنية في اليمن،، وأنه كان يراسل ويراسل من القاهرة، وحكى من بعض ذلك أنه كتب إلى السلطان في القاهرة كتباً، وسفر بها رجلاً فأدخل على السلطان هناك وسلم الكتب إليه ولم يجبه بشيء موافق لغرض المعيد، ثم إنه تصفح المعيد للجواب(1) فأنكر معناه لعدم الملائمة للبلاغة، فدعا بالرسول فقال: دخلت على مولانا؟ قال: نعم، قال: أفرأيت شيئاً تنكره أو تستحسنه، ونادرة تعجبنا منها؟ قال لا: إلاَّ أني رأيته استدعى بقلاً في طبق فيه شيء من فجل فيه صغار جداً وكبار جداً وبين ذلك فتناول شفرة أو مقلمة فأخذ الكبار منه فقطع رؤوسها(2)، ثُمَّ شققها وبالغ في ذلك كاللعب، ثُمَّ رمى بها(3)، وتناول الصغار فأكل منها فسكت المعيد وفهم الرمز ويقال: إن ذلك إيماءٌ إلى قتل الكبار ويأكل من أموال الرعايا الصغار، فمن هذا كان مقصده، فلله در ابن برية، وقد وقع مع المعيد جماعة ووقاهم الله شره كالحسن بن أبي الشوك الرجوي، والقاضي تبع، فإنه جاءه همدان يسألونه الدخول معهم إلى المعيد لينظر مقامه في العلم، قال: تبع لست آتيه، لكني أكتب إليه مسائل إن أجابها فهو عالم، فوجَّه إليه بمسائل وأصحبهم دواة وقرطاس، فلمَّا وقف المعيد على المسائل، قال: لا يحضرني من الورق شيء، فقالوا: معنا ورق، فقال: لا دواة، قالوا: هي هذه، قال المعيد: هذه سماقيات تبع والله لأن ظفرت به لأخرجن لسانه من قفاه، فاعتزله تبع خائفاً فانتثر نظام ملك
__________
(1) في (ب): الجواب.
(2) في (ب): رواسها.
(3) زيادة في (ب): بها.

المعيد بمجرد بعده عنه، وهو لابس للصوف مقبل على العبادة، ولقد تعجب السلطان حاشد بن الضحَّاك من خوف المعيد من القاضي تبع، وقد دخل المعيد صنعاء بعشرة آلاف سيف، فلمَّا قال المعيد للسلطان حاشد إنه يتوسل به إلى مسالمة القاضي، فقال له السلطان لمكان تعجبه فقال: نعم: قد أفسد ببعده أعمالي، قال أبو بكر محمد بن الحسين الكلاعي الزيدي، سألتُ المعيد عن نسبه، فقال: هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قلت: وهذا نسب لم يثبته علماء النسب وسئل عنه القاضي أحمد بن عبد السلام، فلم يثبته لكنه، قال: هو من الريّ، وذكر أبو السعود علي بن أحمد بن جعفر بن الوليد الصنعاني المعروف بابن الآنف، وهو الذي رباه العلامة /148/ محمد بن أحمد اليامي أن المعيد المذكور اجتمع بعلي بن محمد التهامي الشاعر المداح لآل دعبل بن الجراح الطامين ونحوهم بمصر في وزارة آل العربي بالقاهرة المعربة، وأنهما اعتقلا معاً بخزانة البنود وهو السجن الأعظم الذي يقال فيه المثل المشهور داخلها مفقود وخارجها مولود، فخرج المعيد وقد درس مذهب القوم.
قلت: وكان بارعاً في الأدب، حكى نشوان أنه كان واقفاً بالمنقب وحاول الزيدية يأتونه فإذا أتاه أحد أدناه وقربه، وإذا أتاه رجال الباطنية أقصاهم، وينشد مشيراً إلى ما يفعله:
ألا رُبَّ نصح يغلق الباب دونه ... وغش إلى جنب السرير يقرب
وقد ذكرنا من أحواله شيئاً في ترجمة إسماعيل الأصبهاني، ثم الصنعاني - رحمه الله -.

قلت: ولم يزل(1) سعيد بن برية على قدم الشريعة قائماً ولم يرم عن منهاجها دائماً واشتجرت رماح المشاجرة بينه وبين(2) المطرفيّة الطبيعية، فله(3) إليهم أجوبة ومن رسالة له إليهم ما رأيت نقله إلى(4) الإمام الأعظم زيد بن علي - عليهما السلام- ليشرف هذا النقل به، ولفظه: ليس شيء أولى بالمسلم من إصلاح نفسه ومعرفة قدره في علانيته وسره، والبحث عمَّن طلبته كطلبته، فإذا ظفر بأخيه المسلم كان عنده أنفس فائدة أفادها وأوجبه حقاً أو كانت الطلبَة طلبة واحدة، والمراد مراداً واحداً، ولقد عدم(5) التوفيق من عدم أخاً يبصره بعيوبه، ولا يذكره(6) عند غفلته، ويتلافاه عند زلته. انتهى
سعيد بن خثم(7) [ - ق 2 ه‍ ]
سعيد بن خثم الهلالي صاحب الإمام الأعظم، ذكره البغدادي - رحمه الله - فيمن اشتهر بعد موت الإمام - عليه السلام-. انتهى
سعيد بن الحجاج(8) [ - ق 2 ه‍ ]
الشيخ العالم سعيد بن الحجاج، صاحب زيد بن علي - عليه السلام- ذكره شيخ الإمام الناطق بالحق أبو القاسم في علماء الزيدية - رحمهم الله تعالى -.
سعيد بن الدعوس [ - ]
سعيد بن الدعوس العالم الكبير الرئيس، قال في الصلة: إنه كان [من] فضلاء العصر، وأوتاد الدهر المشمرين من أصحاب الإمام الناصر، قال: وكان عالماً فاضلاً زاهداً، وكان والياً لبلاد عنس والمتصرف على خراجاتها وواجباتها.
__________
(1) في (ب): ولم يزل القاضي سعيد.
(2) في (ب): وبين طائفة المطرفية.
(3) في (ب): وله.
(4) في (ب): عن.
(5) سقط من (أ): عدم.
(6) في (ب): ويذكره عند غفلته.
(7) متأخرة في (أ) فهي قبل سعيد بن عطاف بن قحليل.
(8) في (ب) هذه الترجمة قبل سعيد بن برية.

سعيد بن داود بن داود(1) [ - 1010 ه‍ ]
الفقيه العالم النحوي المقرئ شيخ القراءات السَّبع إنسان أهل الطريقة على الحقيقة التارك للدنيا سعيد بن داود اليمني الآنسي، كان عالماً كاملاً جامع القلب مولعاً بالقرآن، أقام بمسجد النور بصعدة منقطعاً إلى العبادة، وكان إذا مرّت به الزواجر كثر بكاؤه وإذا ذكر الألفاظ المشجية بكى، حكي عنه أنه قرب له عنب من نوع يسمَّى الغريب في صعدة، فقال : ما اسم هذا؟ قالوا: غريب، فقال: غريب يأكل غريب وبكى كثيراً، وله بلاغة فائقة في النظم والنثر وأشعار كثيرة حكميَّة وحمينيّة على منهاج الصوفية، وله تخميس قصيدة العلامة ابن بهران اللامية، وله جواب على من أجاب على الزمخشري - رحمه الله - بقوله:
عجباً لقوم ظالمين تلقبوا ... بالعدل مافيهم لعمري معرفة
فأجابه الفقيه بآبيات كثيرة أولها:
قال الخبيث تعصباً وجهالة ... لمقالةٍ عدليّة مستظرفة
إلى آخرها سنكتبها - إن شاء الله - توفي يوم الخميس حادي عشر من شهر جمادى الأولى سنة عشر بعد الألف.
سعيد بن صلاح الهبل [ - 1037 ه‍ ]
القاضي العالم الفاضل المذاكر، شيخ المتأخرين، سعيد بن صلاح الهبل - رحمه الله - كان من الفقهاء المحققين والعلماء المبرزين، قرأ على الفاضل الجربي - رحمه الله - وأوصى الجربي - رحمه الله - بنيه بالقراءة على القاضي المذكور، وقد سبقت ترجمة الجربي، وذكر ولديه العالمين الفاضلين الزاهدين، ولهما الآن عقب أكثرهم سلك مسلك أهل الطريقة الزهاد، وبعض منهم علق بالهجرة عن القريب والبعيد والعزلة.
__________
(1) هذه الترجمة بعد ترجمة سعيد بن خثم الهلالي.

82 / 182
ع
En
A+
A-