، فاقتتل القوم إلى الليل، ومالت الأفهوم ناحية، وقدم ناحية والشطبيون(1) (ناحية)(2)، وافترقت القبائل على حرب شديدة(3).
حمزة بن سليمان بن حمزة(4) [ - ق 6 ه‍ ]
حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة النفس الزكية بن أبي هاشم - عليه السلام-.
قال القاضي العلامة علي بن نشوان: كان حمزة جامعاً لخصال الخير من العفة والطهارة والسخاء والعلم وشرف النفس وحسن الخلق، له حفظ في أصول الفقه وبراعة في الشعر والفرائض وعلم الكلام والنجوم يعرف علومها ولا يقضى بأحكامها، وكان ممن يشار إليه لنصرة الدين وجهاد الظالمين، وكان كثير البركة أينما توجه، أصلح فانتقل من (ذيبين)، وهو وطن آبائه وقرارة أهله، فحل بمبين من نواحي حجة من مغارب همدان، فأحسن سياسة أهلها وتقريبهم(5) ورد الأكثر من مذهب الجبر إلى مذهب العدل والتوحيد.
روى الشريف الأجل إبراهيم بن يحيى بن الحسن الحمزي عن أبيه وأعمامه أنهم مجمعون على فضله وبركته ويقولون ما في شبابنا: يا بني حمزة أفضل منه، وروي بسند عن القاضي جعفر بن أحمد - رحمه الله - قال: تذاكرنا فضل الحمزة بن سليمان، فقال: هو رجل فاضل عالم كامل لو دعا إلى القيام بالحق أو إلى الجهاد في سبيل الله لأجبنا دعوته، واعتقدنا إمامته(6).
وروى السيد إبراهيم بن يحيى عن أبيه وعن الشريف حمزة بن جعفر، وعن كافة آبائه وأعمامه أنهم كانوا يقولون: كان حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة من أصلح أهل بيته وأفضلهم وأشدهم ورعاً، وكان ممن يومأ إليه بالقيام، ولو قام لاستحق ذلك.
__________
(1) في (ب): والشظيبون.
(2) ساقط من (ب).
(3) في (أ): شديد.
(4) قال في حاشية في (ب): هو والد المنصور بالله عبد الله بن حمزة - عليه السلام-.
(5) في (ب): وتقربهم.
(6) في حاشية في (ب): وقبره - عليه السلام- خارج حصن عبين من جهته للشرق، وعليه قبة وبجنبها مسجد لا يمله الواقف عليه، ويمسى الموضع عند من هنالك فيه الرياد. انتهى

وروى القاضي أسعد بن علي المرادي عن القاضي رشيد بن سلامة، عن الفقيه سليمان بن ناصر بن سعيد السحامي - رحمه الله - أن الشريف السيد حمزة بن سليمان كتب إلى الأمير الكبير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الهادي إلى الحق - عليه السلام- يعرض عليه الدعوة، فرجع إليه جوابه أنا في هذا الأمر على سواء، فإن قمت أجبناك، انتهى.
قلت: وكان من أجواد العترة، ولقيه ضيف ولم يكن معه شيء، فعمد إلى ردائه فشقه واشترى له به طعاماً، وفي ذلك يقول ولده الإمام المنصور بالله - عليهما السلام-:
وإن أبي أوصى بنيه بخطه ... ولست بناسٍ للوصية من أبي
/101/ وباع تراثاً من أبيه لضيفه ... وشق فضول البرد غير مكذبِ
قال العلامة ابن عنبة، هو(1) أبو العباس أحمد بن علي بن الحسين: إن حمزة بن سليمان والد المنصور (بالله)(2)، يقال له الجواد، ووالده سليمان يقال له التقي، وحمزة بن علي بن حمزة يلقب المنتخب، وعلي بن حمزة يلقب العالم، وحمزة بن أبي هاشم يلقب بالنفس الزكية، والحسن بن عبد الرحمن يقال له الإمام الراضي، وعبد الرحمن يلقب بالفاضل(3) - عليهم السلام-(4).
حمزة بن سليمان [ - ]
الأمير حمزة بن سليمان(5)، كان من كبار الأمراء، وكان يكاتبه الأمير عبد الله بن موسى بالشعر، وسيأتي ذكر الأمير عبد الله - إن شاء الله - ومما كتبه عبد الله إلى الأمير حمزة بن سليمان وإلى القاضي ركن الدين مسعود بن عمرو، وقد أبطأ الأمير عبد الله عنهما، فلم يجتمعا به في عادتهما لسبب إلحاح أهله عليه في خضاب شعره، وهو المراد بالحصان من باب التصحيف، والمراد بالخبا الحنا من ذلك القبيل:
أنا فوق الحصان قد شد سرحي ... بعدما بات في الخبا يابن عمرو
فاعذروني عن الزيارة إني ... قد رجوت الجميع يقبل عذري
__________
(1) في (ب): وهو.
(2) ساقط من (ب).
(3) في (ب): الفاضل.
(4) وانظر عن المترجم طبقات الزيدية ق3 ج1 ترجمة 239.
(5) في (ب): بن إبراهيم.

إنني والذي يحج له النا ... س مشوق إليكما طول عمري
غير أني رجوت أن أكتم البيـ ... ـض بياض القذال فاعلم بسري
فتولى الجواب القاضي ركن الدين فقال:
يا نسيم الجنوب أودى بصبري ... إن تنشقت منك أنفاس حجري
كل حين(1) يطير صدع فؤادي ... لمع برق وخفقه منك تسري
طال هذا النوى وكلت ركابي ... فإلى أي غاية أنا أجري
ليت شعري عن الطلا في كناس ... حجبته سمر القنا ليت شعري
أنا أخفي داء الغرام ولكن ... لآلي الدموع نَمَّت بسري
فعسى العيس إن رميت بها النجـ ... ـم تسل السقام من سلك صدري
يا هواها زدني ويا خير عدنـ ... ـان بشعر بعثت لي أم بسحر
ملح كالفكاك من بعد أسر ... أطربتني وكالغنى بعد فقري
أنا أفدي رب الخضاب بنفسي ... وبرايشي(2) من كل أهل ووفر
يوم غطى على الصباح بخيل ... كالسراجين بين دهم وشقر
بصرته على سيوف إذا ما ... مرضت في جفونها فهي تفري
مقربات ومبعدات وريا ... ت حقود على الكهول ووتر
حمزة بن عامر بن عثور [ - ]
الشريف النبيل العارف حمزة بن عامر بن عثور بن هبة الله بن علي بن محمد بن عبيد الله بن(3) الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم- كان صالحاً معروفاً بالخير والفضل مكيناً في المناقب، محطاً للرحال.
حمزة بن عبد الله [ - ]
الشريف الفاضل الكامل حمزة بن عبد الله بن الشريف الرضي من ولد العباس من آل الرسول وابن(4) علي بن أبي طالب، كان حمزة سيداً فاضلاً عالماً، وهو وقرابته أهل جبل البراق بجبل صباح.
حمزة بن عطان التركي [ - ق2 ه‍ ]
حمزة بن عطان المعروف بالتركي. قال الاصفهاني: هو أحد الرواة عن أهل البيت - عليهم السلام-.
__________
(1) في (ب): خير.
(2) لعلها: بريشي ليستقيم الوزن.
(3) في (ب): بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن.
(4) سقط من (ب).

قلت: وهو ممن صحب الإمام زيد بن علي وصحب بعده إبراهيم بن عبد الله، وقد قيل فيما رواه إبراهيم بن سلم الحذا أنه لم يحضر من /112/ أصحاب زيد بن علي الذين حضروا قتله في معركة إبراهيم إلا ثلاثة سلم الحذا والد إبراهيم المذكور وحمزة التركي وخليفه بن حسان، والله أعلم.
حمزة بن أبي القاسم بن محمد [ - ق 8 ه‍ ]
السيد الإمام العالم البليغ حمزة بن أبي القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن يحيى المنصور بن أحمد بن يحيى الهادي - عليهم السلام- إمام متكلم جليل فصيح العبارة، فائق النظم، له كتاب (كشف التلبيس في الرد على موسى إبليس)، وله كتاب (ترصيف اللآل(1) لنفائس الآل في الرد على رفضة الآل من قدرية الخبال) (2)، وله نظم حسن واستحضار للحجة على وجه يسيل إلى الأذهان سيلاً.
وقال الشريف حسين الأهدل في التحفة: إن الشريف حمزة بن أبي القاسم رحل إلى الفقيه إبراهيم شيخ الأوزري والساح(3)، فأسكنه الفقيه في المنارة التي بالجامع، وأكرمه بحسب ما يليق به وبقرابته من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - واجتهد الشريف في السماع، وساعده الفقيه، فسمع البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والمصابيح والشفاء وسيرة ابن هشام والأذكار وغير ذلك من الأجزاء، وارتحل إلى بلاده.
__________
(1) في (ب): اللال الأولى بوزن نظام نسبه إلى صنعة نظم اللؤلؤ.
(2) توجد منه نسخة مصورة بمكتبة السيد محمد بن عبدالعظيم الهادي، وفي نفس المخطوط القصيدة الطوافة إلى قدرية المخلافة للمترجم، وانظر أعلام المؤلفين ترجمة 398.
(3) كذا في (أ) و (ب): ولعل الصواب والنساخ.

حمزة بن محمد الزيدي العلوي [ - 340 ه‍ ]ت
الإمام المسند أبو يعلى حمزة بن محمد الزيدي العلوي، هو شيخ الحفاظ وحافظ الشيوخ وبهجة الأسناد ومفخر العصابة. قال الشيخ أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي في كتابه الإرشاد [إلى علماء الحديث](1): كان عالماً فاضلاً حافظاً للحديث، سمع بقزوين أحمد بن محمد الذهبي وإبراهيم الشهرزوري ومحمد بن مسعود الأسدي من بعدهم، وبالري أبا العباس الحمال(2) وابن أبي حاتم، ودخل نيسابور، فسمع الأصم، وكتب عنه أهل نيسابور، ورأيت الحاكم أبا عبد الله أدخله في تاريخ نيسابور. وروى عنه أحاديث وحكايات، ومن شعره، مات قبل الأربعين.
قلت: أظنه يعني وثلاثمائة.
حمزة بن محمد بن سليمان [ - 401 ه‍ ]
الإمام المحدث الكبير أبو يعلى حمزة بن محمد بن سليمان بن حمزة المذكور آنفاً، قال الخليلي أيضاً: أدركته وكان من كبار أهل العلم، سمع (بقزوين) ميسرة بن علي وأبو رزمة، وبالعراق حمله أبوه وهو صغير، فسمع ابن خلاد وعيسى الطوماري ومحمد بن عمر بن غالب وإبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري، وبمكة إبراهيم بن محمد الدميلي، وبجرجان العطريفي(3)، وكانت له فوائد انتخبها ابن ثابت البغدادي سمع منه (الغرباء) في شبابه، وسمعنا منه، مات سنة إحدى وأربعمائة.
__________
(1) سقط من (أ): إلى علماء الحديث.
(2) في (ب): الجمال.
(3) في (ب): العطريفي.

حمزة بن محمد بن حمزة [ - ق 7 ه‍ ]
القاضي العلامة الصدر نجم الدين حمزة بن محمد بن حمزة بن أبي النجم - رحمه الله - من عيون العلماء القادة، وممن تيسرت له أسباب السعادة، وانقادت له السيادة ، وكان من أعضاد الإمام الشهيد أحمد بن الحسين - عليهما السلام- وكان على طراز سلفه ممدحاً بالشعر مرتفع(1) الصيت صادق(2) التشيع والولاء، وممن مدحه الشيخ الكامل مراثد بن أحمد بن محمد بن نشوان بن سعيد الحميري - رحمه الله - في قصيدة جمع بينه وبين إسماعيل بن أبي النجم وعلي وجعفر طالعها:
أقاسم بلغ الأحباب عني ... وإن بعدوا التحية والسلاما
سلاماً طيباً أرجاً ذكياً ... (كريِّ)(3) المسك خالطه الخزاما
وأقرهمُ التحية لي جميعاً ... وخص بني أبي النجم الكراما
فهم أعلام قحطان بن هود ... قضاة سادة فاقوا الأناما
وأبلغ حمزة القاضي سلامي ... أجلهم وأعلاهم مقاما
وهي قصيدة حسنة، لعلنا نذكرها - إن شاء الله - في ترجمة الشيخ مراثد وعلي بن أبي النجم إن شاء الله.
حمزة بن منصور [429 - 523 ه‍ ]
العلامة حمزة بن منصور، من وجوه العلماء وساداتهم، وجلتهم، وقاداتهم، وأحسبه من بني الثمالي /113/ البيت المعمور بالفضل السابقين إلى ولاية آل محمد - عليهم السلام- ومنهم جماعة واسعة على مذهب زيد بن علي - رضي الله عنه - ترجم له البغدادي وغيره.
حمزة بن هبة الله بن محمد
الإمام الكبير المحدث ابن المحدث حمزة بن هبة الله بن محدث نيسابور محمد بن الحسين بن داود العلوي الحسيني النيسابوري.
قال الذهبي في النبلاء: شيخ حسن السيرة، سمع ابن مسرور وعبد الغافر الفارسي وعبد الرحمن بن محمد الأنماطي صاحب الإسماعيلي ومحمد بن الفضل، وسمع ببغداد، وكان زيدياً.
__________
(1) في (ب): رفيع الهمة.
(2) في (ب) زيادة: رفيع الهمة.
(3) الري: المنظر الحسن، تاج العروس، باب الواو والياء.

قال السمعاني: حدثنا عنه جماعة عاش ستاً وتسعين سنة، توفي في المحرم سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، وفي مرآة الزمان لسبط بن الجوزي: حمزة بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو الغنائم بن أبي البركات بن أبي الحسن، من أهل نيسابور، ولد سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وسمع الكثير، وحدث بالكثير، وضم إلى شرف النسب شرف التقوى، وكان زيدي المذهب، ومات في المحرم سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، انتهى.
والسبط المذكور هو الشيخ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قرغلي بن عبد الله سبط الشيخ جمال الدين أبي الفرج، ذكره ابن خلكان في ترجمة ابن هبيرة، وذكر أنه رأى مرآة الزمان بدمشق في أربعين مجلداً جميعه بخطه.
حمزة الخشبي [ - ق 4 ه‍ ]
حمزة الخشبي، نسبه إلى (الخشب) - بالخاء المعجمة بعدها شين - قبلي صنعاء، كان في طبقة عالية من الفضل من أصحاب أبي الحسين الطبري، وكان له ذرية صالحة أمدهم الله بمواهب سنية، ففاضت أيديهم، ولما احتاج عبد الله بن أبي عبد الله الخراساني الزيدي - رحمه الله - بعض السنين(1) اختار من أصحابه لحاجته حمزة الخشبي، فأرسل إليه بكتاب يستعينه، فاطلع على الكتاب ابن حمزة الخشبي فبادر إلى حمل بعير طعاماً من ماله، وتوجه به إلى عبد الله، فكتم(2) الكتاب من أبيه، ولما رجع أعطى والده كتاب عبد الله، فسأله ما صنعت، فأخبره فقال: ما حملك على هذا، فقال: مسارعة إلى الخير وخوفاً من أن يستغني، وروى أنه لما وصل ابن حمزة وجد عبد الله في شجرة تين يجتني منها، ولم يبق منها إلا بقايا ضعيفة، وهو يجمعها ويتمثل:
لا تأسَ في الدنيا على فائتٍ ... وعندك الإسلام والعافيةْ
__________
(1) في (ب): السنن.
(2) في (ب): وكتم.

من اسمه حميدان
حميدان بن يحيى بن حميدان [ - ق 7 ه‍ ]
السيد العلامة الإمام الكبير البليغ المتكلم الأصولي لسان العترة نور الدين أبو عبد الله حميدان بن يحيى بن حميدان بن القاسم بن الحسن بن إبراهيم بن سليمان هذا هو الصحيح، وقد جعله بعضهم من ولد جعفر بن القاسم، وهو غلط، ابن القاسم بن علي بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - سلام الله عليهم - صاحب التصانيف في علم الكلام، والمترجم عن أهل البيت المصرح بمذهبهم.
قال السيد الهادي بن إبراهيم الصغير: هو ممن عاصر حي الإمام المهدي أحمد بن الحسين - عليهم السلام- وكان علامة في الكلام مطلعاً على أقوال أهله ومتبحراً في ذلك، متقناً غاية الاتقان.
قال: وكان السيد الإمام علي بن المرتضى - رحمه الله - يحفظه غيباً، وإليه لمح الواثق - عليه السلام- بقوله في الأبيات الفخرية:
أما حميدان من شاد الهدى فلقد ... أحيا بهمته قولاً لهم بالي
وهذه الأبيات الفخرية شهيرة شرحها السيد العلامة محمد بن يحيى بن الحسين القاسمي، ومجموعات السيد حميدان فيها نقول مذهب(1) الأئمة، روى السيد العلامة /114/ محمد بن إبراهيم عن الإمام أحمد بن الحسين والإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين والإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى وابنه محمد بن المطهر أنهم كتبوا على مجموعه - رضي الله عنه - أنه معتقدهم، إلا أن الإمام محمد بن المطهر استثنى الجوهر وقال إن لي فيه نظراً، والإمام الحسن بن بدر الدين استثنى الإرادة، فإنه كان يتوقف في كيفيتها، ومن شعره في الإمام أحمد بن الحسين - عليه السلام-
(فراغ)(2)
__________
(1) في (ب): مذاهب. قلت: ومجموع السيد حميدان طبع بتحقيق أحمد بن حسن الحمزي وهادي أحسن الحمزي عن مركز أهل البيت للدراسات بصعدة سنة 1424هـ - 2003م.
(2) . لعل البياض لما قاله السيد حميدان - عليه السلام- للإمام أحمد بن يحيى - رضوان الله عليه وسلامه - من كيد الحشيشي، وهو قوله.
لما قهرت الظالمين تأملوا
حيلاً يصد ذكا الحليم فيذهل
سَّوا الحشيشي المضلل سعيه
سراً وبالصلح الشهير تعللوا
أعظم بتلك مكيدة وخديعة
لولا الإله لأدركوا ما أملوا
نقض الإله بلطفه ما أبرموا
والله يحفظ من يشاء ويكفل
كل ……………………

وتوفي - رحمه الله - بهجرة الظهراوين من أعمال شظب في شهر (فراغ) (1).
من اسمه حميد
حميد بن أحمد بن جعفر [ - 621 ه‍ ] ت
الشيخ الحافظ المحدث موئل العلماء مثابة أهل الإسناد كعبة المسترشد للنجاة محي الدين حميد بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن يحيى.
قال بعض النسابين: بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد، وبعضهم أسقط إبراهيم بن محمد، وجعل يحيى بن إبراهيم المسمى بالأنف ابن أحمد بن الوليد بن أحمد بن محمد بن عاصم بن أبي عاصم بن الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، كان من كبار العلماء، له مشائخ وتلامذة، وهو والد الجامع (لشمس الأخبار)، وتخرج ولده رحمة الله عليه، وسمع عنه الحديث، قال: قرأ عليه أمالي المرشد كرات، ختم الثالث من السماعات في عام اثنين وثلاثين وستمائة، وحميد من تلامذة القاضي جعفر، وصنوه محمد بن أحمد بن الوليد سيأتي ذكره، وهذا مبني على أنهما أخوان، كما قاله ابن المظفر، واشتهر عند العلماء، وفي المشجرات.
وقرر السيد العلامة الهادي بن إبراهيم وغيره من المتقدمين وبعض شيوخنا المتأخرين أن حميداً ومحمداً علمان لرجل واحد، توفي حميد المذكور سنة إحدى وعشرين وستمائة، وهذا محتاج إلى(2) التأمل، فقد سبق أن ولده قرأ عليه في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة فيحقق، ولعل الغلط في تاريخ سماع ولده؛ لأن الأمير الناصر لدين الله بن الإمام المنصور بالله رثاه بقصيدة سنذكرها، وموت الأمير الناصر في ثلاث وعشرين وستمائة، والقصيدة هي هذه كتبها الأمير من صعدة إلى قرية حوث:
إن الرزية لا رزية مثلها ... نفس يموت لموتها الإسلامُ
حيت فحي بها الهدى وتضعضعت ... فتضعضعت لمصابها الأعلامُ
يا ليلة القدر التي غادرتنا ... فوضى كسلك زال عنه نظامُ
لم يلق هذا الناس مثل محمد ... شيخاً يساس به الهدى ويقامُ
__________
(1) فراغ في (أ) و (ب). وانظر ترجمته في الطبقات ق3 ح1 ترجمة 245.
(2) في (ب): للتأمل.

فالحق أبلج ما حييت مثمراً ... فينا وأصحاب النبي قيامُ
فعليك من صلوات ربك كلما ... لبَّى الحجيج مكبرين وقامُوا
كنت الشفاء لكل من حادثته ... تُشفى بفضل حديثك الأسقامُ
ونراك ركناً عند كل ملمةٍ ... خرساء يخرس حوفها الأيامُ
/115/ حبلاً يُعاذ به وحصناً شامخاً ... من دونه يتخطف الأقوامُ
وكأنما تلك المحاسن لم تكن ... وكأنها لمفكر أحلامُ
أيلذ بعدك للمسامع مسمع ... أم يُستلذَّ النوم وهو حرامُ
ويقوم بعدك في مقامك قائم ... علماً يؤم سناءه الحكامُ
فجزاك ربك صالحاً ترضى به ... وسقى صداك مجلجل سجَّامُ
وعليك منا كلما جنح الدجى ... ودنا الأصيل تحيةٌ وسلامُ
إن العيون مجلل إحرامها ... فليهن وابل دمعها السجامُ
ثم كتب الأمير الناصر في آخر التعزية قبل الأبيات هذه ما لفظه: ولقد كرم الله تعالى تلك الروح الزكية، والنفس الشريفة المرضية بما هي أهل من الاختيار، وشرفها بما يتنافس فيه الأخيار بالوفاة في ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، فهنيئاً له بما يقدم عليه من العمل الصالح، ويا أسفا عليه أسفا تضيق (له)(1) الجوانح، ثم تلا هذه الشذور والأبيات.
قلت: وصرح الأمير بأن حميداً محمد، والله أعلم.
حُميد بن أحمد الشهيد المحلي [582 - 652 ه‍ ]
العلامة الإمام الفقيه المحدث شيخ الإسلام حسام الدين لسان المتكلمين [ولي أمير المؤمنين](2) حميد الشهيد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن أبي القاسم بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن محمد بن يزيد المحلي - بفتح الميم - فيما ضبطه السيد العلامة محمد بن عز الدين المفتي - رحمه الله - وبذلك سر اللطيفة سيدنا(3) العلامة محمد بن إبراهيم السحولي - أدام الله عافيته - في تقريضه لكتاب (محاسن الأزهار) في قوله:
محل دونه أوج الثريا ... ثراه المسك بورك من محل
به لمحاسن الأزهار نورٌ ... وللنور الحلي به يحلي
__________
(1) سقط من (ب).
(2) سقط من (أ).
(3) في (أ): سيدنا.

75 / 182
ع
En
A+
A-