حوى القبر هذا العلم والحلم والتقى ... ونور الهدى والزهد والجود والمجدا
فيا وحشة الدنيا لفقد ضيائها ... لمن كان طوداً للشرائع فانهدا
الحسن بن محمد النحوي [ - ق 7 ه ]
الحسن بن محمد سابق الدين، العلامة بن العلامة الحسن بن محمد سابق الدين بن يعيش النحوي علامة خطير وإمام في العلوم كبير، ذكره السيد العلامة الأمير إدريس بن علي الحمزي في كنز الأخبار(1).
الحسن بن محمد القرشي [....... بعد سنة 804 ه ]
__________
(1) وستأتي ترجمته باسم الحسين، وفي الطبقات ق3 ج1 ص339 ترجمة 894، قال الأمير محمد بن الهادي في نسخته في ذكر تعليق القاضي زيد: والفقيه مجد الدين (المترجم) يرويه بطريقتين: الأولى: إجازة من الأمير الحسين بن محم، قال بطريق القراءة عن الحسن بن أبي النقاد عن شيوخه، وقرأ (أمالي أحمد بن عيسى) المعروفة بالعلوم على حي والده محمد بن معين، عن محي الدين حميد بن أحمد، عن القاضي جعفر، وكذلك مجموع زيد بن علي عليه السلام، وسمع على الحسن بن البقاء (ضياء الحلوم) في اللغة والحسن بن البقاء سمعه على مؤلفه محمد بن نشوان الحميري، وأخذ عنه السيد جمال الدين علي بن أحمد بن طميس، والعلامة عيسى بن علي، ثم ذكر أن القاضي ترجم له في موضعين، قلت: من مؤلفاته الإقليد شرح كتاب المفصل للزمخشري.
الحسن بن محمد القرشي، هو الفقيه المحدث المسند الكامل الحسن بن محمد القرشي من علماء صنعاء أحد(1) حفاظ الحديث، قرأ على الأوزري الصعدي وجود في الحديث، وله تلامذة، منهم العلامة صالح بن قاسم بن سليمان الجيلي(2)، ثم العمري، وكانت قراءة صالح المذكور على الحسن بصنعاء المحمية بالجامع المقدس، وفرغ من قراءة أذكار النووي عليه كما قال الحسن المذكور في القبة المباركة قبة مولانا أمير المؤمنين المهدي لدين الله محمد بن المطهر بن رسول الله في المسجد المذكور في مجالس آخرها يوم الأربعاء لعشر(3) بقيت من شهر ذي القعدة آخر شهور سنة أربع وثمانمائة.
الحسن بن محمد الشظبي [789 - 832 ه ]
الحسن بن محمد الشظبي، العلامة النحوي شيخ أهل الأدب الحسن بن محمد الشظبي، قرأ على إمام العربية في اليمن علي بن هطيل - رحمه الله - وكان يعرفه(4) الحسن هذا بشيخ نجم الدين ، قرأ عليه من أئمة النحو السيد الإمام شارح التسهيل عبد الله بن الهادي بن إبراهيم - رحمهم الله - وقرأ على السيد الكبير الحافظ محمد بن إبراهيم، ومن شعره - رحمه الله تعالى -:
طوبى لمن شملته منكم(5) عناية ... وطوى الفؤاد على المحبة والرضا
مستمسكاً بمتين حبلك واثقاً ... بخفي لطفك في تصاريف القضا(6)
حسن بن محمد الزريقي [896 - 960 ه ]
__________
(1) ساقط من (ب).
(2) في (ب): الجبيلي.
(3) في (ب): لعشر إن بقيت.
(4) في (ب): وكان يعرف.
(5) الصواب: منك؛ لأن الوزن والسياق يتطلبانها.
(6) وفي الطبقات ق3 ج1 ص341 ترجمة 195، أنه قرأ ألفية العراقي في مصطلحات أهل الحديث على الحافظ تقي الدين محمد بن أحمد بن علي العباسي، وشاركه عبدالله بن محمد وصنوه المطهر بن محمد بن سليمان، وفي أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة 334 من مؤلفاته الذراوي المسفرة نظم الدرة في القراءات، وتبصرة أولي الأولباب في ضوابط علم الإعراب.
/61/ الفقيه العلامة(1) حسن بن محمد الزريقي - رحمه الله - ولي آل محمد الأطهار، وخيرة أشياعهم الكبار الحسن بن محمد بن علي بن سليمان بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن مسعود بن زريق بن يحيى بن أحمد بن محمد بن منصور بن سعيد بن الفايش بن منصور بن جابر بن قاسم بن محمد بن عمران بن محفوظ بن مفلح بن البدوي بن سالم بن كثير بن سالم بن قرموس بن نشوان بن عروان بن زهر بن طاهر بن وازع بن هيثم بن يعمر بن طاهر بن حسين بن مالك بن فيصل بن الأسود بن داود بن داعر بن الضحاك بن هيضم بن قيس بن الأجدع بن صريم الأكبر بن مالك بن حرب بن عمرو بن عامر بن ناسح بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان، هكذا نقلت نسبه من خطه. وكان إذا كتب اسمه المبارك في رسم كتاب أو نحوه يقول: الحسن بن محمد بن علي الزريقي القيسي الهيصمي الحلحلي الهمداني، وكان - رحمه الله - علامة حافظاً للشوارد ومعتنياً(2) بشأن آل محمد - صلوات(3) الله على محمد وعليهم - وآثارهم الصالحة وبأشياعهم أيضاً، ولهذه الجامعة الشريفة تصاهر هو والعلامة الحسين بن محمد المسوري - رحمه الله تعالى - وهو الذي جمع سيرة الإمام شرف الدين - عليه السلام-(4) والذي اعتنى(5) بسيرة الإمام ثلاثة رجال - رضي الله عنهم - هذا أحدهم، وجمعها في حياة الإمام، وكتب الإمام بعض الكائنات بخطه الكريم، وكان الزريقي من جماعة الإمام مجد الدين في مبادئ الأمر حتى اجتمعت الزيدية - رضي الله عنهم - على
__________
(1) في (ب): العلامة الفقيه.
(2) في (ب): معتناً.
(3) في (ب): صلوات الله عليهم.
(4) سيرة الإمام شرف الدين بخط المؤلف منها نسخة مصورة في مكتبة السيد العلامة المرحوم حمود شرف الدين عن أصل بمكتبة آل الغالبي بصعدة 346 صفحة، وأخرى بمكتبة السيد المرتضى الوزير في هجرة السد بيت السيد خطت سنة 940هـ وممن شاركه في تأليفه الفقيه حسن بن حسين العلفي.
(5) في (ب): والذين اعتنوا.
الإمام شرف الدين، فكان صدراً من صدور تلك المحافل، ومن شعره ما شفع به قول من قال:
إذا كان في الإسلام سبعون فرقة ... ونيف على ما جاء في محكم النقلِ
وليس بناج منهم غير فرقة ... فماذا ترى يا ذا الرجاحة والعقلِ
أفي الفرقة الناجين آل محمد ... أم الفرقة الهلاك أيهما قل لي
فقال - عفا الله عنه ورحمه -:
أقول لعمر الله آل محمد ... نبي الهدى خير الورى خاتم الرسلِ
هم الفرقة الناجون لا من سواهم ... سبيلهم يا ذا الحجا واضح السبلِ
هم العروة الوثقى لمستمسك بها ... وقاليهم في الناس منقطع الحبلِ
محبتهم فرض على كل مسلم ... وشيعتهم أهل الرجاحة والعقلِ
وسل قل تعالوا إن أردت وهل أتى ... ومائدة الشورى الحواميم لا تخلي
وما صح في الأخبار عن سيد الورى ... أحاديث يرويها جهابذة النقلِ
نجوم السما من أمها فاز واهتدى ... فلا تغترر بالسير في ظلم الجهلِ
سفينة نوح من علاها فقد نجا ... ومن يتخلف باء بالخزي والذلِ
ألا فالعنوا أعداء آل محمد ... وزيدوا إذا شئتم على عدد الرملِ
ففي لعنهم أجر عظيم وقربة ... مقالة جد لا مقالة ذي هزلِ
بكوني لهم عبداً أطول وكيف لا ... وقد أُلبسوا من ربهم حلل الفضلِ
جعلتكمُ آل النبي ذخيرتي ... ليوم سؤالي في القيامة عن فعلي
جعلتكمُ آل النبي وسيلتي ... إلى الله والوصف الجميل بكم شغلي
62/مقالي فيكم لا عدمت ودادكم ... مقال أخي ودٍّ لكم صادق قبلي
إليكم ذوي آل النبي تطلعت ... نوازع من قلبي مراجلها تغلي
أحب محبيكم كما الله عالم ... وأبغض في الرحمن من لكم يقلي
فمن شاء فليكفر ففي النار سجنه ... ومن شاء فليؤمن بما قلته مثلي
على المصطفى والآل صلى إلهنا ... صلاة تدوم الدهر وصلاً بلا فصلِ
توفي - رضي الله عنه - (بالظفير) من أعمال (حجة)، وفي ذلك يقول بعض عيون السادة …. - رحمه الله تعالى -.
(رحم الله أعظماً دفنونها ... بربوع الظفير يوم الربوع.
وله حاشية على الأثمار تشبه الشرح، وكان الإمام شرف الدين - عليه السلام- يعتمده في قضاء حاجات الفقراء)(1).
حسن بن محمد العليف [794 - 856 ه ]
العلامة حسن بن محمد العليف، كان حامل لواء الآداب، وممن أتى للعلم النبوي من الأبواب، وكان هو وأهل بيته من أتباع الشافعي - رحمه الله - وهم بيت شهير، ولهم في الفضل مقام خطير، وهم من (عك) (2) وكانوا شافعية، ولكنهم عرفوا الحق لآل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فاتبعوه، وكان لسانهم وبليغهم الحسن هذا، ولما عوتب في التزام مذهب آل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال(3):
إذا ما رأوني من بعيد تغامزوا ... علي وقالوا شافعي تزيدا
ووالله ما بعت الهدى بضلالة ... ولكنني بعت الضلالة بالهدى(4)
__________
(1) ما بين القوسين سقط من (أ). ولم أجد لحاشيته على الأثمار نسخة خطيبة، وله أيضاً كتاب (الإجازات في تصحيح أسانيد الروايات) في 118 ورقة ورقم (297) مكتبة الأوقاف ويسمى (ثبت الزريقي) جمع فيه أسانيد الإمام يحيى شرف الدين عليه السلام وإجازاته، ثم أضاف إليه الإمام القاسم بن محمد عليه السلام بعض مروياته وأسانيده، مخطوط بمكتبة طلعت بدار الكتب المصرية رقم (584) مجاميع أخرى خطت سنة 1007هـ مكتبة السيد المرتضى الوزير ثبت السيد هجرة السد، وانظر عنه وعن مؤلفاته ومصادر ترجمته الطبقات الكبرى ق3 ج1 ص342 - 344 ترجمة 197، وأعلام المؤلفين الزيدية ترجمة 340.
(2) عَكّ: بفتح العين وتشديد الكاف. قبيلة كبيرة من الأزد. (معجم المقحفي ص 1099).
(3) في (ب): قال.
(4) انظر عن ترجمته أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة 332، وترجمة في الضوء اللامع 3/155 باسم الحسين.
قلت: وعلى ذكر رجوع أهل هذا البيت إلى الحق أذكر هنا جماعة - رحمهم الله - اتبعوا مذهب أهل البيت كما كان إمامهم الشافعي - رضي الله عنه - فإن الشافعي من أهل المودة الصادقة لآل محمد وبايع لمحمد بن عبد الله النفس الزكية، وله مع الرشيد في ذلك مقام، وله أشعار في هذا المعنى نحو ما انشده في الصواعق:
قالوا ترفضت قلت كلا ... ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن توليت غير شك ... خير إمام وخير هادي
إن كان حب الوصي رفضاً ... فإنني أَرْفَضُ العبادِ
ومن كتاب الشيخ إسماعيل اليوشتجي الشافعي قال: روى المزني قال: قلت للشافعي إنك رجل توالي أهل البيت، فلو عملت في هذا الباب أبياتاً، فقال - رضي الله عنه -:
وما زال كتمانيك حتى كأنني ... برد جواب السائلين لأعجم
وأكتم ودي في صفاء مودتي ... ليسلم من قول الوشاة وأسلم
وقال - رضي الله عنه -:
أنا الشيعي في ديني وأصلي ... بمكة ثم داري عسقلية
بأطيب مولد وأعز مجد ... وأحسن مذهب تسمو البرية
وقال أيضاً - رضي الله عنه -:
يا راكباً قف بالمحصب من منى ... واهتف بقاعد خيفها والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضاً كملتطم الفرات الفائض(1)
[قف ثم ناد بأنني لمحمد ... ووصيه وابنيه لست بناغض]
إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان إني رافضي
وعن الربيع قال: حججنا مع الشافعي - رضي الله عنه - فما ارتقى نجداً ولا هبط وادياً إلا وهو يبكي وينشد هذه الأبيات الثلاثة يقول:
آل النبي ذريعتي ... وهم إليه وسيلتي
أرجو بأن أعطى غداً ... بيدي اليمين صحيفتي
__________
(1) زيادة في (ب).
وقال يحيى بن معين: طالعت كتاب الشافعي في السير فوجدته لم يذكر إلا علي بن أبي طالب /63/ - عليه السلام- فاستشهد يحيى بن معين بهذا على أن الشافعي رافضي - صانه الله - وهذه كلمة جهل الناس معناها، فإن الرافضي كما في شرح مسلم للنووي من رفض إمامة زيد بن علي - عليه السلام- وفي ذلك حديث وقصة لا تخرج بالتطويل مما نحن فيه، وقد ذكر ابن الجوزي بكلام طويل متابعة الشافعي للقائم من آل محمد، وحكاه العامري، وذكر البوشنجي له قصة كادت تفضي به إلى الهلكة، وهذا الذكر قيام ببعض حق الشافعي، وثناء عليه فإن مودة آل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -(1) نتيجة الدين، والعقل الرصين، والحسب المكين، وأما أبو حنيفة فهو معدود في الزيدية، وهو رئيس البترية منهم، وقد ذكر هذا الطحاوي وصاحب الضياء المعنوي، وقد صرح أئمة الزيدية أن نصوص أبي حنيفة من نصوصهم. نعم، وقد عرف كثير من أتباع الشافعي - رحمهم الله - فضل أهل البيت نتبرك بذكر جماعة ونكتفي عن تراجمهم بهذا الذكر.
1) علي بن إبراهيم البجلي:
منهم علي بن إبراهيم بن سليمان بن داود بن نصار بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الله الحباك بن أحمد بن عبد القادر بن محمد المساوي بن عبد الرحمن بن سليمان بن الطاهر بن جيلان بن عبد الله بن داود بن محمد بن الحسين بن الولي الكامل محمد بن الحسين البجلي، وهو علامة شهير، ومن ذريته آل الحباك الساكنون في المسمور، وحرم من الشقيق وفيهم الفضلاء(2) الشعراء.
2) القاضي سري بن إبراهيم
ومنهم العلامة القاضي سري بن إبراهيم قاضي صنعاء - رحمه الله تعالى - ذكره السيد شمس الدين أحمد بن عبد الله الوزيري، وأنه راسل الإمام المنصور بالله في شأن المطرفية.
__________
(1) زيادة في (ب): وسلم.
(2) في (ب): والشعراء.
قال الشيخ القاضي علي بن نشوان الحميري: إنه كان عالماً فاضلاً، وكان أكبر من بصنعاء من العلماء مقاماً ومعرفة وعلماً، ورجع إلى مذهب الزيدية عن مذهب الجبر، وكانت له في الفقه يد قوية ، وله تثبت في الخصومات وحذاقة، فولاه الإمام يعني المنصور بالله - عليه السلام- القضاء بمذهب آل محمد - عليهم السلام- وأن يرجع إلى أمير المؤمنين فيما التبس عليه من القضايا والأحكام، وكتب له بذلك عهداً.
3) إسماعيل النيسابوري:
ومنهم إسماعيل بن أبي بكرالنيسابوري رجل من خراسان، كان من فقهاء العامة، ورغب في مذهب أهل البيت إلا أنه لم يلق إلا شيوخ المطرفية، وكان حريصاً على علمهم عبَّادة، وفيه يقول أبو السعود بن زيد:
وابن أبي بكر فتى نيسابور ... هم يضروه من عمى الرأي البور
رأي الفريق القدري المثبور ... فهو رفيع القدر فيهم محبور
4) إبراهيم الصبري:
ومنهم إبراهيم بن أحمد بن أبي حمير الأصم الصبري نسبة إلى جبل (صبر) من بلاد (المعافر) قدم صنعاء، وحرص على طريق توصله إلى أهل البيت فلم يلق إلا شيوخ التطريف كنهد بن الصباح وأمثاله، وولده محمد بن إبراهيم اعتقد مذهب الحسينية.
5) محمد بن أبي الحسين البصري
ومنهم محمد بن أبي الحسين الغريب البصري، وهو ممن اشتغل بنقل أخبار الزيدية سيما أهل التطريف.
6) سليمان بن محمد الحبشي
ومنهم الفقيه العلامة الحافظ الأديب المحدث نجيب الدين سليمان بن محمد بن الزبير الحبيشي، ثم الشاوري ممن أظهر اعتقاد أهل العدل مع جماعة من أصحابه، ووصل إلى الإمام أحمد بن الحسين وبايعه.
7) محمد بن منيع البهري
ومنهم الفقيه العلامة الأديب الفرضي محمد بن منيع البهري البغدادي من بني بهر نشأ ببغداد، ودرس في المدرسة النظامية، وكان شافعي الفروع عدلي الأصول محباً لآل /63/ محمد المختار صلى الله عليه وعليهم، ولما وصل إلى ديار اليمن صار يبحث عن علماء أهل البيت ومن يرجى فيه القيام بأمر الإمامة، فأقام سنين ينظر(1)، فلما وردت دعوة الإمام أحمد بن الحسين إلى صنعاء وصل إلى الإمام إلى ثلا، ورأى كمال الإمام في صفات الإمامة، وبايع(2) وأقام أياماً وأحسن إليه الإمام، ومن شعره في الإمام:
الله أكبر هذا كاشف الكرب ... في كل قطر من الدنيا عن العرب
هذا الإمام الذي اختالت بسيرته ... مراسم العدل في أثوابها القشب
8) الفقهاء بنو سود
ومنهم الفقهاء بنو سود أهل الفضل والسؤدد.
قال الجندي عند ذكر مدينة (المحالب): إنها إحدى المدن القديمة، وهي قليلة الفقهاء، إنما سكنها الدولة، ثم ذكر ناحيتها، قال: ومن الناحية البيت المشهور بالفقه والعبادة والصلاح وهم بنو سود غير انهم اشهروا بخلطة الزيدية وعدد منهم جماعة، قال: أولهم الفقيه سود، ثم الفقيه يعقوب بن محمد، ثم الفقيه محمد المكنى بأبي حربة، صاحب الدعاء. ومنهم الفقيه حسين بن محمد، قال: كان فاضلاً عالماً في الأدب يقول الشعر، غالب شعره في مدح النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وله معشرة في مدح إمام الزيدية أحمد بن الحسين - عليه السلام- من هذه المعشرة في حرف الألف:
آلى علي يميناً طَرْفُ أسماءِ ... أسلو وما كنت محتاجاً لإيلاءِ
أسماء تعلم أني غير معتوضٍ ... منها وإني سواها غير هوّاءِ
أهوى لقاها وإن قالوا به تلفي ... فالموت أهون من عشق وأباءِ
أبكي وتضحك من تيه ومن ملق ... شتان ما بين ضحاك وبكّاءِ
__________
(1) في (ب): ينتظر.
(2) في (ب): فبايع.
ومنهم حسين بن أبي بكر بن علي بن عيسى مسكنه المحرب(1)، وقبره به مشهور يزار، وذريته يعرفون ببني حسين بن أبي بكر، قال الأهدل: إن من ذريته عبد الرحمن بن سود أخي محمد بن سود، وكان قد اشتهر بالصلاح والفقه، تفقه على سليمان بن الزبير، ثم غلب عليه العبادة مع الورع، لكنه اتهمه السلطان بالميل إلى الزيدية لاتصاله بالمطهر إمام الزيدية في عصره، فهموا بإمساكه،فكان لا يستقر بموضع ينالونه، وحبَسوا بعض أهله بزبيد حتى مات بعضهم في الأسر، انتهى.
وروى عنه أنه كان يعيب على أهل جهته الفقهاء وغيرهم التخلق بأخلاق الجهلة من المتصوفة وحضورهم مجالس الزفن والرقص والسماع، وتوفي لأربع وسبعمائة تقريباً، ومنهم العلامة عبد الله بن حسن صاحب القناوص - بالقاف مفتوحة بعدها نون ثم ألف بعدها واو مكسورة ثم صاد مهملة - أوذي غاية الإيذاء بسبب انتمائه إلى الزيدية - كثرهم الله - وتسلط عليه الملك المؤيد وأرسل إلى صاحب المهجم فأمسكه وأرسله مع ثقاته إلى زبيد سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، فسجن أياماً ثم أخرج ووقف عند خطيب زبيد العجمي.
قال الأهدل: ومنهم محمد بن حسن بن حسين. قال: كان يسكن الجبال لميله وميل ابنه إلى مذهب الزيدية.
قلت: وأما الحسن بن محمد فقد أفردنا له ترجمة ولعلنا نذكر شيئاً من أحوالهم عند ذكر العلامة محمد بن يوسف بن هبة الفضلي القدني(2) - إن شاء الله تعالى -.
9) أبو حامد الغزالي:
__________
(1) الْمَحْرَث: بلدة في جبل ملحان بالمحويت، يسكنها الفقهء بنو السودي، ولعلهم من بني سَوْد أهل القناوص في تهامة. (معجم المقحفي ص1423).
(2) في (ب): القدفي.