وكان في نواله بركات كثيرة، وأثرى جميع أصحابه، وله عجائب باقية، منها أن أمهات أولاده(1) الحرائر والإماء أشبه شيئاً بأمهات المسلمين، لها(2) مقام عظيم، وصدقات وشهرة بالجميل، وذكر يزاحم ذكر الملوك، وهذا اعتبار صحيح اعتبره أهل العقول. ومن عجائبه أن أولاده من الكمال بمحل كل رجل منهم ملأ المسامع والأفواه والمقل، ولهم من المحامد الدثرة ما لا أطيق حصره. ومن عجائبه سداد أحوال المتعلقين به في دنياهم وكونهم مستوري الحالات مذكورين بالتفضلات، فكل أحد منهم مرجع في إقليمه ومفزع. ومن عجائبه أنه افتتح عمارة (حصن الدامغ) الحصن الشهير في حدود أربعين(3) وألف أو بعدها، وعاش بعد فتحه للعمارة إلى شوال سنة ثماني وأربعين وألف، فتم له في هذه الفينة تسهيل طرقه وإحياء أرضه وأوديته وعمارة جامعه والحمامات والدور الوسيعة، وصار مدينة تضاهي صنعاء، وأجرى الله الأنهار فيها وفي براريها، حتى صارت روضة من الرياض، وفيها السعة الكلية، فأما الطرق، فإنه فعل نحو عشرين نقيلاً مدرجة إلى جهات والمزارع يقال إن المثمر من البن عند موته نحو مائة ألف غرسة، وأما العمارات فالوجدان شاهدها كلها في ثمان سنين، وفي هذه السنة غزا تهامة وفيها جيوش الأروام، فأخذ فيها عشر مدن كاملة، نحو (زبيد) و(المخا) و(حيس) و(بيت الفقيه الزيدية)، و(بيت الفقيه ابن عجيل)، و(اللحية) و(الحديدة) و(موشج)(4) و(الصليف) و(موزع)، فضلاً عن جزائر البحر نحو (كمران)، ومواضع عظيمة في البر هي تبع لهذه المذكورات، وهذا كافٍ للناظر في أحواله - رضي الله عنه - وقد كان هم بغزو البلاد القاصية وكاتبه الكبراء من (نجد) و(البصرة) وغيرهما، إلا أنه فاجأه الأجل في التاريخ المذكور بمدينة (الحصين)(5)
__________
(1) في (ب): من الحرائر.
(2) لعلها: لهن.
(3) أي سنة 1040هـ.
(4) المَوْشَج: قرية ساحلية في جنوب مدينة الخوخة، فيما بينها وبين مدينة المخا. (معجم المقحفي ص1687).
(5) الحصين: حصن عظيم يقع على رأس جبل يطل على مدينة ضوران من الشرق، كان يعرف بـ (الدامغ) وهو جبل مشهور من أعمال آنس جنوب صنعاء مسافة (78) كم، به آثار حميرية، وازدهر في عهد موحد اليمن المتوكل على الله إسماعيل الذي بنى فيه جامعه المشهور، وقد أتت على الجامع والقبر والعمارات الزلازل، فدمرت معظمها وهي إلى اليوم أسيرة الإهمال (المحقق)، وانظر معجم المقحفي 154 ط1.

التي عمرها تحت حصنه الدامغ - رحمه الله - وله أشعار منها ما قاله أيام اعتقاله بصنعاء إلى والده أمير المؤمنين نحو الدالية التي حرضه على الصلح، فمنها وأولها:
مولاي إن الصلح أعذب موردا
وهي مشهورة، وله القصيدة الهمزية وغير ذلك - أعاد الله من بركته - وترجم له قاضي الإسلام وبركة علماء الأعلام شمس الدين أحمد بن سعد الدين المسوري - رحمه الله - فقال ما لفظه: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ضريح من شرف قدره وقدر أهله عن ممادح المخلوقين، ويجل شأنه وشأن آبائه المطهرين، عن أن يزيدهم شرفاً ثناء ألسنة الناس لولا أن في الثناء عليهم شكراً لنعمة الله بهم على عباده المرزوقين إذ هم صنائع ربهم عز وجل، والناس بعدلهم(1) صنائع ومستودعو وراثة كتاب الله وخلافة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والناس في أيديهم ودائع) وما عسى أن أقول فيمن ملأ المشرقين والمغربين ذكره، وأين يبلغ قدره من التنويه/51/ لذكر من علا على دراري النجوم قدر أهله وقدره، وماذا آتي وما أذر ممن حسبه أن أباه أمير المؤمنين المنصور بالله(2) الذي قام به الإسلام بصره، وأخاه أمير المؤمنين المؤيد الذي أضاء به من الحق بدره، وهو في نفسه الشرف الذي سما به من الدين الحنيف فخره، أأذكر العلم؟ فهل العلم إلا من نورهم يقتبس؟ أم أذكر الحلم؟ فهل الحلم إلا في بيتهم يلتمس؟ أم أذكر النسب؟ فهل له من مناسب؟، أم أذكر مواقف الجهاد في سبيل الله؟ فهل هو إلا حاكي جده علي بن أبي طالب، أم أذكر الكرم فهل تخفى الشمس زاد الضحى على ذي مقلة؟ أم أذكر الأخلاق فهل رأت عين أو سمعت أذن في الناس مثله؟ من كان لأبيه أمير المؤمنين المنصور بالله عضداً عاضداً، ولأخيه أمير المؤمنين المؤيد بالله سيفاً مسلولاً على أعداء الله وأعدائه حاصداً، وللإسلام وأهله معقلاً وحصناً، وللعترة المطهرة - سلام الله عليها - موئلاً عند الحادثات
__________
(1) في (ب): بعد ذلهم.
(2) سقط من (ب): بالله.

وأمناً، السيد الذي جمع السيادة بأطرافها، والهمام الذي تبوأ مقعد المجد الرفيع فحاط الملة الحنيفية من أكنافها، والقرم الذي علت هممه إلى أشرف المفاخر، فملكها بأسرها ذي النفس التي لا تنافس والعزائم التي سارت في الخافقين، فلم يكن حاضرها أخص بمعرفتها من غائبها، ولا أنس الحسن بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين بن علي بن يحيى بن محمد بن الإمام يوسف الأصغر الملقب بالأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف الأكبر بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام [الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي لدين الحق أمير المؤمنين يحيى بن الحسين الحافظ بن الإمام](1) ترجمان الدين نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم الغمر طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضا المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب، وابن فاطمة البتول سيدة نساء العالمين ابنة محمد الأمين، سيد المرسلين رسول رب العالمين - صلى الله عليه وآله وسلم - نقله الله إلى جواره الكريم أول المغرب من ليلة الأحد الثالث من شوال عام ثمانية وأربعين بعد ألف، أكرم الله مثواه ورفع في الفردوس الأعلى مأواه، وبيض وجهه، وأتم نوره، ورفع درجته بحق محمد وآل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). مولده - رحمه الله تعالى - بعد صلاة العشاء ليلة الاثنين غرة شهر رمضان الكريم عام ستة وتسعين وتسعمائة، فمبلغ عمره اثنتان وخمسون سنة وشهر وليلتان.
(بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
هذا ضريح الأسد الهصور ... الحسن بن القاسم المنصور
حامي الذمار فارس الكتائب ... نسبه(2) علي بن أبي طالب
الأشرف بن الأشرف بن الأشرف ... ونور بيت الحكمة المشرف
__________
(1) ما بين المعكوفين سقط من (أ).
(2) في (ب): كذا.

من كان بحراً لا يرام ساحله ... وغيث خصب عظمت سوائله
من كان للإسلام حصناً حاصنا ... وللمعالي كافلاً وحاضناً
تضيء مكرماته في الأنسِ ... كالنجم بل كالبدر بل كالشمسِ
بيت القصيد أوحد الزمانِ ... سليل صِيْدٍ شامخ البنيانِ
من ذلك البيت الذي جبريلُ ... لأهله(1) دون الورى نزيلُ
/52/ مالهمُ في الناس من مثيلِ ... قد منحوا وراثة التنزيلِ
من لأبيه حجة الرحمنِ ... على البرايا إنسهم والجانِ
كان معيناً كافياً ما نابا ... كم موقف عنه كفى ونابا
ولأخيه القائم المؤيد ... الأمجد بن الأمجد بن الأمجد
على أعادي الحق سيفاً صارماً ... وأسداً (قصاقصاً)(2) (ضبارماً)
وكم له من موقف مشتهرِ ... في أبيض وأسود وأحمرِ
تعدادها يعد(3) في الفهاهة ... لأنها كالشمس في النباهة
وفي الظهور لذوي الأبصارِ ... فلا يصل في صفة النهارِ
فزره يا من تبتغي المفازا ... من ربه ويطلب الجوازا
على الصراط إن آل أحمدْ ... لهم لدى الله كريم مشهدْ
من زار قبراً منهم مبشرُ ... بأعظم التبشير حين ينشرُ
يشيله بضبعه محمد ... حين يقوم في مقام محمد(4)
من غمرة الحشر وأي غمرةْ ... لأنه زار قبور العترةْ
يا لك قبراً كان في (ضورانا) ... أكبر قدراً وأجل شأنا
هل تعلمن يا قبر من ذا فيكا ... ومن بمثواك ثوى وشيكا
ما كنت فيه طامعاً مذ كنتا ... وأن تضم ما ضممت أنتا
يا عجباً بحفرة كشبرِ ... إذ وسعت بحراً وأي بحرِ
ضمته من أطرافه لما هدا ... يا ليت شعري ما عدا مما بدا
قالوا وقد شالوا على الأعناقِ ... رضوى بعيد النيل والمراقي
وقلبوه فوق ذاك المغتسلْ ... يا عجباً لغاسل ومن حملْ
يا صاح في الموت أجلَّ عبرةْ ... لعاقلٍ فليأخذنَّ حِذْرَهْ
__________
(1) في (ب): لبيتهم.
(2) في (ب): قضاقضا.. قُصاصاً: أسد قُصاص: نعت. (القاموس المحيط ص579). ضُبارماً: الضُبَارم: الأسد أو الرجل الجريء على الأعداء. (المرجع السابق، ص1042).
(3) في (ب): تعد.
(4) العجز غير موزون. (زائد).

زلزل خطب الحسن الكريمِ ... حامي العلا ذي الحسب الصميم
عرشاً من المجد رفيع المبنى ... وواعظ الأقصى به والأدنى
فالعجب البالغ ممن يعقلْ ... وقد يرى الموت وكيف يغفلْ
يا رب أسبل غيثك المريعا ... برحمةٍ تنزلها سريعا
على ضريح حل فيه الحسنُ ... فأنت من له العطاء الأحسنُ
وآته منك الرضا والمغفرةْ ... ومن مفاز الفائزين أكبرهْ
وأجبر لنا هذا المصاب النازلا ... بطول عمر من حوى الفضائلا
إمامنا خير الأنام كلهمْ ... مفزعهم في عقدهم وحلهمْ
فإن فيه جبر كل فائتْ ... وكل خطب للأنام باهتْ
دام لإحياء الهدى ونشرهْ ... وحفظ دين ربنا ونصرهْ
أيده الله بخيرة الورى ... من صفوة الله وثيقة العرى
من ولد المنصور صِيد الصيدِ ... وسادة القريب والبعيدِ
ومن يواليهم من الساداتِ ... من عهدوا بسادة العاداتِ
وكل عبد صالحٍ متابعْ ... مؤازرٍ مناصح متابعْ
واجعل له يا ربنا نصيراً ... منك وأملاك السماء ظهيراً
وصل يا رب الورى وسلمْ ... على النبي الطاهر المكرمْ
وآله ونجنا من المحنْ ... ومن مضلات الهموم والفتنْ
إنك رحمن رحيم ساترُ ... وظننا فيك الجميل الغامرُ
وحسبنا الله ونعم الحسب ... الله رب الخلق نعم الرب
(فهي مقطعة مرثية) (1)
حسن كيا الجرجاني [ق 5 ه‍ ] ت
الإمام حسن كيا الجرجاني عالم كبير من الفقهاء المؤيدية، ذكره الملا يوسف حاجي - رضي الله عنه -.
الحسن بن محمد بن عبد الله [ - 251 ه‍ ]
__________
(1) زيادة في (ب).

الإمام العالم /53/ الحسن بن محمد بن عبد الله بن الأشتر بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن - عليهم السلام- ذكره المنصور بالله - عليه السلام- قال قتله المقتدر العباسي(1).
الحسن بن محمد الحسني [ق 6 ه‍ ]
__________
(1) في مشاهد العترة الطاهرة ص 163 في ذكر من قتل بفيد وهي منزل بطريق مكة على طريق الشام، ويقال بليدة بنجد على طريق الحاج العراقي، وقال الحموي: فيد منزل بطريق مكة وفيد بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة معجم البلدان 6/408، قال صاحب المشاهد: قتل بها الحسن بن محمد بن عبدالله بن محمد النفس الزكية بن عبدالله بن الحسن بن الإمام الحسن عليه السلام قال أبو الحسن العمري في المجدي قتله طي في ذي الحجة من سنة إحدى وخمسين ومائتين وقبره بفيد، وكان أحد أجواد بني هاشم المعروفين، قتل في أيام المعتزل، وقال أبو الفرج في المقاتل: قتل في طريق مكة قتله بنو تيهان من طي في زحف المقتدر، وقال ابن عنبة: قتله طي في ذي الحجة سنة 251هـ. انتهى.

السيد الكبير الحسن بن محمد الحسني المعروف بابن القاضي من بني المرتضى بن الهادي - عليه السلام- هو الشريف الكبير، رحلة الطالبين من ولد الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين - عليهما السلام- وهو من أهل صعدة ونواحيها، وكانت إقامته بأملح من بلد شاكر من همدان، وبها توفي - رحمه الله - وكانت قد اشرأبت إليه الزيدية باليمن، وفزع إليه فرقاؤهم(1) الجميع، فامتنع عن الدعوة، وقد كان جاءه العلامة محمد بن عليان البحيري فلم يسعفه، وكان ذكياً عاقلاً زكياً ورعاً ديناً فاضلاً، له حظ من العلم واسع، قرأ عليه الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان - عليه السلام- وكان يستملي للكتابة سطوراً نحو ستة أسطر - أعاد الله من بركته - ودخل إليه العلامة مفضل بن علي المعروف بالغندر الزيدي، والعلامة أحمد بن داود الريدي - بالراء - نسبة إلى ريدة الزيدي، وهما كبيران في زمانهما وأرادا بعثه على الدعوة فلم يسعدهما، وكانا عالمين كبيرين يردان على المطرفية - رحمهما الله - ومما كتب الإمام أحمد بن سليمان - عليهما السلام- إليه يحضه على القيام بالأمر.
قال سليمان بن يحيى الثقفي - رحمه الله(2) -: وكان عفيفاً زاهداً ورعاً عابداً ممن يرجى للقيام، ويشار إليه، وكان الإمام - عليه السلام- يرجوه ويكاتبه ويحثه على القيام فمما كتبه إليه شعراً [يقول فيه](3):
هو الدهر أما صرفه فنوائب ... تعمُّ وأما حكمه فعجائبُ
ومن عجب الأيام أن ذوي الردا ... غرارٌ وأن الجور للعدل غالبُ
عسى الله أن ينثار للحق إنه ... مضاع مهان كالح الوجه عاطبُ
بأروع من آل النبي مطهر ... كريم له فوق الثريا مراتبُ
وإن ذوي العليا الكرام أذلة ... ضعاف وأن الندب للنذل راهبُ
الحسن بن محمد بن عمر(4) [..... - ......]
__________
(1) في (ب): فُرَيْقَاهُمْ الجميع.
(2) هو مؤلف سيرة الإمام نصر بن سليمان عليه السلام.
(3) ما بين المعكوفين ساقط من (أ).
(4) هذه الترجمة ساقطة من (ب).

الشريف الخطير العلامة الكبير أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد بن عمر بن علي العلوي الحسيني الزيدي - رحمه الله - عالم يهتدى بمناره، وعامل يقتدى بآثاره، قرأ على الشيخ أبي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني الزيدي - رحمه الله تعالى - وغيره من المشيخة.
الحسن بن محمد بن عمر العلوي(1)
السيد الشريف الكامل الحجة المسند أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد بن عمر بن علي العلوي الحسيني الزيدي، هو أخو السيد العلامة أبو طاهر إبراهيم بن أبي الحسن المتقدم ذكره، وقراءتهما جميعاً على الشيخ أبي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
الحسن بن محمد بن دانة [....... - ق 4 ه‍ ]
ابن دانة، هو الحسن بن محمد بن دانة، من أهل صعدة، وكان وراقاً كاتباً للدفاتر، وله خط قل ما يشبهه(2)، وهو من تلامذة الضهري المتقدم ذكره والضهري من تلامذة محمد بن الفتح تلميذ المرتضى، وكان سماع ابن دانة على الضهري في شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وسماع الضهري في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
الحسن بن محمد الرصاص [546 - 584] (3)
/54/ الشيخ الحسن بن محمد الرصاص، هو الشيخ الكبير المتكلم شحاك الملحدين بن الحسن بن محمد بن الحسن الرصاص، وقد تقدم نسبه في ترجمة حفيده الشيخ أحمد بن محمد. كان هذا الشيخ آية من آيات الله واسع الدراية، نقاباً(4) قليل النظير، قال مولانا العلامة الحسين بن المنصور بالله القاسم بن محمد(5) إنه يظنه أجل أهل اليمن قدراً، أو قال من أجلهم قدراً: بلغني ذلك عن بعض تلامذته - رحمه الله -.
__________
(1) هذه الترجمة ساقطة من (ب) وهي في (أ)، وهي نفس الترجمة الأولى تكررت.
(2) في (ب): يشبه.
(3) انظر عن مصادر ترجمته ومؤلفاته أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة 331، الطبقات الكبرى ق3 ج1 ص333، ترجمة 192.
(4) نقاباً: النِّقاب بالكسر: الرجل العلاَّمة. (القاموس المحيط1 ص141).
(5) في (ب): - عليه السلام-.

قلت: وحسبه قول الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة - عليهما السلام- وكان من تلامذة الشيخ - رحمه الله - والشيخ من تلامذة القاضي جعفر، وقد يتوهم من يتوهم أن الإمام قرأ على القاضي جعفر، وهو غلط، فمن شعر الإمام فيه:
يا من علا في العلوم مرتبة ... يقصر عن نيل مثلها البشرُ
أهدى لنا النور وهو مبتعد ... عنا ولا غرو هكذا القمر
أغر يستنزل الغمام به ... تضل في كنه علمه الفكر
يجري فلا الزّبيرِيُّ(1) يقطعه ... كلا ولا الماهرون إن مهروا
حل الذي يسهر الكهول له ... وهو فتى ما بخده شعر
ذاك عطاء المليك فاستئوا(2) ... يا حاسدين عليه وانزجروا
أحبه والذي يحج له النـ ... ـاس إلى مكة ويعتمروا
ماذاك إلا لأنه رجل ... لدين آل النبي معتصر
ولمح الإمام - عليه السلام- بقوله:
حل الذي يسهر الكهول له ... وهو فتى ما بخده شعر
إلى مسألة الحلول وهي:
(……)(3)
__________
(1) . كذا في (أ) و (ب).
(2) كذا في (أ) و (ب)، وفي الطبقات: فاثنوأ.
(3) فراغ في (أ) و (ب) جميعاً.

فإنها تحيرت ألباب النظار فيها، فأجاب وهو ابن أربع عشرة سنة، والرسالة الطوافة التي جابت الأندلس وأفريقية والشام والعراقين، وأجاب عنها الإمام المنصور بالله بجوابه الذي قال في خطبته: أما بعد، فإن الرسالة الطوافة انتهت إلينا إلى اليمن قاطعة خطامها، حاسرة لثامها، ثم قال بعد كلام عظيم: فلما اتصلت بحسام الدين رئيس الموحدين أبي علي الحسن علامة اليمن عاينت ما يبهر العقول نوراً، وكسرت طرفها، وطامثت(1) إلفها، وسلمت له القياد، وقالت له: أنت خير هاد، وكان يؤمئذ مشغولاً بالتصانيف والأجوبة التي لا يقوم بها سواه، ولا ينهض بها أحد إلا إياه، فدفعها إلي، وكنت قد اغترفت من تياره غرفة طالوتية أفرغت علي صبراً، ومنحتني على المناضل نصراً /55/ ثم أجابها أحسن(2) جواب، وأوضح خطاب، ووسم الجواب (بالجوهرة الشفافة الرادعة للرسالة الطوافة) (3)، وأجابها الإمام وعمره عشرون سنة، واطلع على الجواب شيخه المذكور، فتعجب وقال: علم الله لو كنت أنا المجيب ما اهتديت إلى جميع ما أورده من العلوم، كان الحل متوجهاً على الشيخ فناب عنه(4) الإمام واستحسنه الشيخ وقال: والله لقد هدي إلى أشياء ما كنا لنهتدي إليها أو كما قال.
__________
(1) في (ب): وطامنت.
(2) في (ب): بأحسن.
(3) طبعت ضمن مجموع مؤلفات الإمام عبدالله بن حمزة بتحقيقنا.
(4) في (ب): فناب عنه تلميذه الإمام.

63 / 182
ع
En
A+
A-