أراد بعبيد الله بن عباس، وبعبد الله ابن جعفر وسعيد بن العاص وطلحة بن عبد الله وابن معمر عبد الله وسبطا عامر عبد الله، و (فراغ) وعكرمة بن (فراغ) وعتاب ابن ورقاء الرياحي، واسما بن (فراغ)(1)، وفاته - رحمه الله - في غرة المحرم سنة خمس وسبعين وتسعمائة بهجرة (شاطب).
الحسن بن علي بن ملاعب الأسدي [.... 550 ه ] ت
العالم الكبير المسند المحقق أبو علي الحسن بن علي بن ملاعب الأسدي - رحمه الله - من رجال زيدية الكوفة الكبار، ونحاريرهم الخيار، قرأ على أبي عبد الله محمد بن أبي الغنائم وغيره(2).
الحسن بن علي بن صالح العدوي [.... ق 9 ه ]
__________
(1) هذه الفراغات موجودة في النسختين.
(2) في الطبقات الكبرى ق3 ج1 ص 316 ترجمة 175: سمع الجامع الكافي جميعه الأجزاء الستة على الشيخ أبي منصور يحيى بن محمد الثقفي بحق سماعه على مؤلفه أبي عبدالله محمد بن علي بن عبدالرحمن العلوي الحسني، وسمع (المقنع النافع المختصر من الجامع على أبي منصور أيضاً عن مؤلفه، وكان سماع ابن ملاعب عليه سنة ثلاث وخمسمائة، ذكره في النزهة. وسمع أمالي أحمد بن عيسى على الشريف عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي، وعلى أبي الحسن محمد بن أحمد بن بحشل العطار قراءة عليهما ، ثم سرد سماعه لكتاب الشهاب للقضاعي والأربعين السيلقية ورسالة الإمام زيد بن علي في تثبيت الإمامة والأربعين الفقهية لأبي الغنائم النرسي. قال: وأجل تلامذته القاضي جعفر ومحمد بن منصور المدلك، قال: ولعله موته في الخمسين بعد الخمسمائة.
العلامة الفقيه النبيل واسطة أهل الآداب الحسن بن علي بن صالح العدوي - بكسر العين المهملة وسكون الدال - البُكري - بضم الباء الموحدة والكاف - مؤلف (العباب)، عالم خطير، وهو شيخ الإمام المهدي أحمد بن يحيى، ذكره في شرح سيرة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وغيرها(1).
الحسن بن أبي الفتح الديلمي [..... ق 7 ه ]
السيد الأمير الكبير الحسن بن أبي الفتح بن مدافع الديلمي - رحمه الله - هو علامة كبير، وله رسالة غراء ويحتمل أنه مؤلف (الزبد المفيدة) (2) في مذاكرة (الخلاصة) للشيخ أحمد بن الحسن الرصاص والله أعلم.
الحسن بن أبي الفتح النهمي [ق 7 ه ]
__________
(1) في الطبقات الكبرى ق3 ج1 ص320 ترجمة 178، أخذ العلم عن الفقيه حسن بن محمد المذحجي عن الفقيه حسن بن محمد النحوي عن الإمام يحيى بن حمزة، وعنه أخذ الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، كان عالماً كبيراً خطيراً وفقيهاً نبيلاً، أديباً ألف العباب، قلت: ولم أجد كتاب العباب هذا نسخة خطية.
(2) لم أجد لها نسخة خطية.
/46/ الفقيه العلامة الحسن بن أبي الفتح بن أبي القاسم - رضي الله عنه - بن أبي عمرو النهمي العلامة الكبير، من أعيان المائة السابعة، وهو ابن عم إبراهيم بن أبي المحاسن الذي سبق ذكره، له الإنشاء البليغ المتضمن لغرائب البلاغة، فمن رسالة له إلى المسلمين في شأن الإمام أحمد بن الحسين - عليهما السلام- ما لفظه: (بسم الله الرحمن الرحيم، وصلواته على محمد وآله، ?الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ? [العنكبوت:1-6]، أما بعد: يا بني الزمن، ومعاشر أهل اليمن، فقد أظلتكم طخيات الفتن، تبدي ما كمن، وتظهر ما بطن، وتقلقل ما سكن، وتسحب أذيال المحن، ولئن أغدقت سحائب ركامها، وترادفت سدف ظلامها، فما يريد الله إغواءكم ولا إظلالكم، ولا استمراركم فيما لا يرضى، وإصراركم إنما يريد أن يبلوكم حتَّى يعلم المجاهدين منكم والصابرين ويبلوَ أخباركم، ويخرج من خياركم أشراركم، ?لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ? [الأنفال:37]، ?وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ? [آل عمران:141]، ?أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ
وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ? [التوبة:16]، فنجا امرءًا تليت عليه الآيات فتدبرها، وعرضت عليه الشبهات فأبصر الحجج البينات وآثرها، وعنت له الشهوات فنهى نفسه عن الهوى وزجرها، وعرف فئة الحق وإن قلت فصحبها، ورأى سفينة النجاة ولو صعبت فركبها، إنما يذَّكر أولو الألباب، وإني أراكم قد أصغيتم لناعق هذه الفتنة من آذانكم، وألغيتم وقد سمعتم واعية إمام زمانكم، وهو سفينة نجاتكم، وماء حياتكم، وحجة الله عليكم، وابن رسوله إليكم، يستنصركم وتخذلون، ويستنفركم(1) للقاء العدو وتتخلفون، ويدعوكم إلى اتباعه على الحق وأكثركم للحق كارهون، أفما أنتم بمؤمنين بما وعد الله الصادقين، وأعد للمتقين القائمين، بنصرة الأئمة السابقين، ومناصحي ولاة المسلمين، من الخير الجسيم في جنات النعيم؟ ?مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ? [محمد:15]، وما توعَّد به المتخلفين(2) المبطئين الراغبين بأنفسهم عن نفس إمام المسلمين، وسامعي الواعية غير مجنبين من الشر العظيم، والكب على المتأخر في نار الجحيم، والنكال بأصناف العذاب /47/ الأليم، كلاَّ أما لو آمنتم بذلك، وصدقتم، واطمأننتم إليه، وأيقنتم، فرجع عاصيكم وتاب من قريب ومن بعيد، ولازداد مطيعكم في الخير كل مزيد، فإن الإنسان عن الشر ليحيد، وإنه لحب الخير لشديد، ولكنكم فتنتم أنفسكم، وتربصتم وارتبتم وانتظرتم ما تتقلب به الأمور، وغرتكم الأماني وغركم بالله الغرور، فإن كنتم في ريب من رب العالمين فتفكروا ?إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
__________
(1) في (أ): ويستفزكم.
(2) في (ب): والمبطئين.
وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ? [البقرة:164]، ?وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ? [الجاثية:4]، وإن يك ريبكم في الكتاب والرسول ?فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ? [الجاثية:6]، وإن كان الريب في إمام عصركم وخليفة الله فيكم، المتقلد لأمركم، فما غركم به وقد نشأ بين أظهركم، وتربى في حجور علمائكم، وفضلائكم، أناشد الله من عرفه، أو سمع به قبل قيامه ألم يكن أشهر أهل وقته فضلاً وأكملهم نبلاً، وأبرهم وأتقاهم قولاً وفعلاً، وأقومهم طريقة، وأحبهم خليقة)؟ ثم أخذ على هذا الأسلوب، وهي من زهر الرسائل - رضي الله عنه -.
الحسن بن فالت
الحسن بن فالت - رحمه الله - هو الجامع للفوائد، الهمام الفقيه الحسن بن فالت بن عبد الله بن قحطان بن أحمد بن محمد الذهلي الشيباني من كبار الزيدية والجامع لفوائدهم بخط يده، وقد يوجد بخطه كتب عديدة في العلوم بأسرها، وكان يسكن درب الحديد بصعدة، ومما وجد بخطه، ولعله تمثل به:
ألا إن تقوى الله أفضل نسبة ... تسامى بها عند الفخار كريمُ
فيا رب هب لي منك عزماً على التقى ... أقيم به ما عشت حيث أقيمُ
ويا رب هب لي منك حلماً فإنني ... أرى الحلم لم يندم عليه حليمُ
إذا ما اجتنبت الناس إلا على التقى ... خرجت عن الدنيا وأنت سليمُ
كتبه في تاريخ (……)(1)، وقد نقل عنه الشيخ أبو الغمر وغيره - رضي الله عنه -.
__________
(1) في (ب): بياض في الأم.
الحسن بن القاسم الرسي [ق 3 ه ] ت(1)
السيد الكبير العلامة الحسن بن القاسم بن إبراهيم الرسي - رضي الله عنه - من علماء العترة الكبار، وخرج مع ابن أخيه الهادي إلى الحق - عليه السلام- إلى ديار اليمن، ورأيت من الجانب اليماني من قبة الهادي - عليه السلام- بجوار قبر المرتضى صخراً منقوراً فيه اسمه، وإن قبره الشريف هنالك، والله أعلم.
الحسن بن القاسم المنصور بالله [996 - 1048 ه ]
__________
(1) وانظر ترجمته في الطبقات الكبرى ق3 ج1 ص323، ترجمة 193، والنبذة المشيرة (سيرة الإمام القاسم بن محمد) تحت الطبع، والجوهرة المنيرة (سيرة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم) تحت الطبع، (تحفة الأسماع والأبصار سيرة المتوكل (طبع) بغية المريد تحت الطبع وغيرها.
السيد الهمام الحسن بن القاسم المنصور بالله بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد بن الأمير الحسين بن علي بن يحيى بن محمد بن الإمام يوسف الأصغر الملقب بالأشل بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف الأكبر بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله بن الإمام الهادي إلى الحق أمير المؤمنين يحيى بن الحسين الحافظ بن الإمام /48/ ترجمان الدين القاسم بن إبراهيم الغمر طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضا المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب وابن البتول سيدة نساء العالمين ابنة محمد الأمين سيد المرسلين صلوات الله عليه وعليهم، هو سلطان الإسلام عضد الملة، الجامع لغرائب العجائب وعجائب الغرائب، وكمال الخصال وخصال الكمال، ولا أجد عبارة للتعبير عن حاله فإنه آية من آيات الله في كل خصلة، أما الفقه فكان مذاكراً حسن المذاكرة، سمعت مولانا الإمام المؤيد بالله - عليه السلام- يقول للأخ الفقيه محمد بن الهادي بن أبي الرجال - رحمه الله - وقد طلبه ليستأجره لأداء فريضة الحسن المذكور - عليه السلام-و هو يثني عليه بالفقه، وكان شيخنا الوجيه عبد الرحمن الحيمي يذكر عنه في النحو، وأنه كان سريع الفهم، قال: كنت أحضر تدريسه لولده شمس الإسلام أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين بجهة (ضوران) في (الجامي شرح الكافية)، وكنت أدرس كتباً وأحضر، فإذا ذكرت أول المادة فهمها إلى آخرها وأملاها مستقلاً عني، وكان له في تلاوة القرآن بالروايات حظ لأنه قرأ على الشيوخ أيام حبسه بصنعاء، فأتقن، وزاده الله مادة في التأدية فكانت تأديته تسهي الركب، سمعت المشائخ بصعدة يقولون: إنه كان يدرس في الليل هو وشيخ القرآن العلائي، فإذا دخل الداخل إلى حجرة الدار وسمع التلاوة لم ينهض بنفسه لما يسمع من النغم الداوودي بآيات الذكر. وكان واسع الأخلاق عرفنا جماعته الخاص والأخص، بل
والعام كلهم يرى أنه في محل الاختصاص، يروى عنه مشافهة، وكان في مظهر ملك عظيم الشأن، واسع الجنود حسن الشارة، ما عرف الناس كحواشي أصحابه فضلاً عنه، فإنه كان في المجامع يركب إليه من الكبراء خلائق أتباعهم جم غفير مع أن العدة كاملة من عدة الحرب والإرهاب، روى عنه بعض نوابه أنه كان ينشر أكسية الأمراء، ومن يقرب منهم على أربعمائة نفس، كل من هؤلاء يصلح للمهمات الكبار، وناهيك بما أدال الله للإسلام بحميد سعيه وما استأصل من أعيان الدولة الرومية (كحيدر باشا) بعد أن كان قد استفحل أمره، وعرف اليمن معرفة أهله، وأطاعه كل أحد منهم إلا قليل عصمهم الله، ثم أغار (عابدين باشا).
ثم كانت الطامة (قانصوه باشا) خرج بعدد وعُدَد ما خرج غيره بمثلها، وكان رجلاً ظالماً وعسف السلاطين في طريقه من مصر إلى اليمن، وأخذ نحو الشريف الكبير الحارث الحسني، وأخرج آلات الصلب والأغلال والجوامع من مصر، وما ظن أنه يقوم في وجهه أحد، وأرجف الناس، وبدت أسرار النفاق، وظنوا أنه قد أحيط بهم، فلم يبق إلا الصادقون، وكان أمير المؤمنين المؤيد بالله - أعاد الله من بركته - قد لقي ولده /49/ عماد الإسلام يحيى بن أمير المؤمنين المؤيد بالله - عليهما السلام- إلى أطراف المخلاف السليماني بجنود، وكان الإمام لا تروعه النوازل ولا تفزعه الزلازل، فحصل من جانب التشويشات ما ردا على ما كان من هول هذا الخارج خوفاً على ابن الإمام وجنود الحق، فنفذ الباشا بجنود لا يعلم قدرهم إلا الله، فهم مولانا سيف الإسلام يقصده في جريدة من أبطال المسلمين وعيون العساكر إلى (حيس) يبدأ بالرئيس، فإن الجنود لم يسعها محل، فكانت المحاط متعددة والباشا(1) في حيس، فأراد الغزو له ولا تأتي الأخبار إلا بقتله، وهذه سياسة قد عمد إليها عدد من أمثاله، وإن كانوا قليلاً فما يبلغ هذه الهمة أحد، ففت من عضد هذا العزم رأي أهل الرأي المختبرين لأنهم لا يأمنون مغبته، وكان بعد هذا ما كان من الملاحم الكبار التي طارت أخبارها كل مطار، وذللت أنوف البغاة والكفار، وهي تستغرق مجلدات، بل لا تفي بذلك المجلدات، والقصد هنا إلى مادة العلم، وقد كان بالمحل العظيم، ومع ذلك فهو مواظب على القراءة في أسفاره وفي آخر سني عمره المبارك، جَوَّد في الأصول على شيخ الإسلام محمد بن عز الدين المفتي، وحضر القراءة عيون العلماء كصنوه - حجة الإسلام خليفة الله في أرضه - المتوكل على الله، وكانت محافل تنضى إليها الرواحل، وأما أعطية هذا السلطان الزعيم فمما لا يبلغ كنه(2) الوصف فإنه كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، فأما جنوده
__________
(1) في (ب): والباشا نفسه في.
(2) في (ب): كنهه.
وأعيان الدولة والوفد من الأقاليم القاصية كالعراقين والأندلس فمما لا يلم به حصر، ولقد أخبرني بعض الخواص أنه أربى فيما وزنه للشريف طاهر الإدريس على خمسة وعشرين ألفاً من النقد، وأما الجواهر والنفائس فأمر خارج عن الفكر، وكان يتعهد الهجر بصعده وحوث وجميع الجهات كل سنة، ولقد أخبرني سيدي وشيخي شمس الإسلام أحمد بن سعد الدين المسوري - أدام الله عافيته - أنه بلغه أنه - رضي الله عنه - طاف ببعض الخواص في داره بصنعاء وكان يخبره(1) بما في المخازين، فقال له في مخزان: في هذا بأربعين ألف قرش براً شريته للمساكين خيراً لهم عما استوعبت من أموالهم لجنود الإسلام أيام تهامة.
وأخبرني بعض خدمه أنه كان في بعض الأيام في (جبهان) فوفد من الشرائف عدد من أهل (الكبس) ومن الأشراف فرأى الرجل المذكور أنه لا يليق بهم الإقامة بقرب المحطة، فذهب إلى الخازن وطلب منه ما يحتاج لأولئك من البر فأعطاه جميع الموجود؛ لأن ذلك المحل ليس فيه مخازين، إنما هو منزل قلعة فأخذ الجميع وزلَّج أولئك على حسبما رآه، فلما عاد المولى شرف الإسلام سأل الخازن عن البر، فقال(2): قد جاءنا له فلان فطلبه إليه وسأله أين ذهب بالبر؟ فأخبره بالصفة، فقال: قاتلك الله، كيف لم تطلب لهم يا قليل المروة شيئاً من المصروف مع هذا؟ /50/ وكم أعد من هذه المكارم،
مكارم لو عددتها ألف حجة ... بألسن أهل الأرض لم أحص في العدِ(3)
__________
(1) سقط من (أ): يخبره.
(2) في (ب): قال.
(3) في (ب): لم أحص في عدِ.