العلامة الفقيه الموفق شرف الدين الحسن بن علي بن محمد (بن محمد)(1) بن أبي النجم - رحمه الله - كان عالماً مجتهداً فاضلاً، ولما دارت مسألة الوقف المخرج منه البنات(2) ومنع منه المنصور واستدل بما هو مشهور عنه، بلغه في كتاب من الأمير تاج الدين أحمد بن محمد أنه وجد في كتب هذا العلامة ما يشبه كلام المنصور وأن ذلك وقف الجاهلية فسر الإمام لما وجدوه وحمد الله على ذلك.
الحسن بن علي بن صالح الأكوع [1000 - 1064 ه‍ ]
__________
(1) ساقط من (ب).
(2) في (ب): النبات.

القاضي العلامة العارف بدر المعارف وسحاب العوارف الحسن بن علي بن صالح بن سليمان الأكوع - رضي الله عنه - هو فريد أوانه، ووحيد زمانه، أحد حسنات الأيام، وأكثر مفاخر الشيعة، حوى من المكارم ما لم يحوه أبناء جنسه من الورع الشحيح، والتشيع الصحيح، والعزم(1) المصعد، والشأو في الكرم المسعد، هو أحد أجواد الزمان، وكرماء الأوان، لا يختلف في ذلك اثنان، ومع ذلك يتلطف بالسائلين كأنه يسألهم ما أعطاهم، ولطال ما سمعته يقول خذ مني وأنا أحق بما عندي منك. وكان من الشجاعة بمحل لا يلحق وحسبه ما قال رئيس الشعراء إمام المرابطين يحيى بن صلاح الثلائي، فإنه قال: الحسن [بن علي](2) أشجع من يوجد، وسمعت من والدي - رحمه الله - مثل هذا أو قريباً منه، وكان يطير للحرب طيراناً، ويفعل فعل من لا يهاب الموت، حتى إنه في حروب المقعد غلق عليه الدار لكثرة العدو فوثب من الطاق ودخل في القوم وأصابته رصاصة، وله من هذا عجائب وغرائب. وله أخلاق أرق من النسيم، وأروق من التنسيم، بسام في وجه كل أحد ملاطفاً، مزاح بالمزح(3) الشرعي، ألف مألوف، وكان الصبيان إذا رأوه تهافتوا عليه فيكون عنده منهم. ومن المساكين خلائق، ويرمي لهم بالنقد كالحجارة، وكان مسعوداً ذكر لي ابن أخيه الرئيس(4) الفاضل علي بن عز الدين - رضي الله عنه - وهو من أعيان هذا /41/ البيت الكريم أنه قال له لم يخل من كفي النقد مذ خرجنا من صعدة لجهاد الأروام، قال له هذا وهو متعطل عن الولاية والأمانة في الغالب، متولي دائماً، لكنها ولاية شبيهة بالاستقلال لحسن ظن الأئمة فيه ولوجه الخبرة وبآخره من الأيام قل في يده النقد، فوصل إلى سوحه ضيف كريم، فلم يجد سبيلاً لقرائه وهو لا يألف ذلك(5)، فبكي وتوجع، ثم أخذته سنة فاستيقظ وعنده خمسة وعشرون قرشاً، فاستأذن فيها الإمام(6)
__________
(1) في (أ): والعلم.
(2) سقط من (أ).
(3) في (ب): بالمرح.
(4) في (ب): الرائس.
(5) سقط من (أ): ذلك.
(6) سقط من (أ): الإمام.

المتوكل على الله، وبلغني عن الثقة أنه استمر له مثل هذه عند مهماته، وكان كثير الولوع بـ?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ?[الإخلاص:1]، سورة الصمد، أعاد الله من بركتها، وبالجملة فليس عندي عبارة تفي بحقه، وله في الفقه والفرائض معرفة وسعها العمل، وإلا فإن اشتهاره بالعمل أكثر، وكان القاضي يحيى بن أحمد المخلافي على أنه من الكمال بمحل يعترف بفضله، ومما شاع عن بعض الفضلاء أنه قال: لو صلح أحد للإمامة صلح لها الحسن بن علي، توفي - رحمه الله - [في النصف الأخير من ليلة الجمعة، لعلها ثاني شهر ربيع الأول عام أربعة وستين وألف، وعمره نحو أربع وستين سنة](1)، ودفن بقبة ذي الشرفين (بشهارة)، ورثاه العلامة عبد الله بن المهدي صاحب (الظهرين).
الحسن بن علي الفزاري [بعد سنة 425 ه‍ ]
__________
(1) في (ب): ما بين المعكوفين فراغ في النسخة (أ) ومولده في هجرة الملاحة سنة 1000هـ. انظر بغية المريد استطراداً في ترجمة السيد أحمد بن الإمام القاسم بن محمد، وملحق البدر الطالع 73 - 74، وتاريخ أعلام آل الأكوع 55، وهجر العلم ص1080هـ.

الفقيه الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب الفزازي(1) المعروف بهاموسة العلامة الكبير والإمام الخطير، ويحمل أنه غير الإمام الشيخ الكبير الحسن بن علي بن إسحاق الفرزادي - رحمه الله - والأظهر أنه هو وإنما كنية جده إسحاق أبو طالب، وهو الذي صلى على السيد الإمام مفخر الأمة المحمدية المرشد بالله يحيى بن الموفق أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر الجرجاني بن الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام- صاحب (الأمالي الخميسيات) و(الاثنينيات) المنتقل إلى رضوان الله يوم السبت الخامس عشر من ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وكان آخر ما أملى يوم الخميس السابع والعشرين من المحرم من السنة المذكورة، حديث ثابت قال: أتينا أنس بن مالك يوماً فإذا هو شاكي، فإذا اجتمعنا وذكرنا أباه كأبي أجده أهون علي، ولما أملى الإمام الموفق(2) هذا الحديث كان شاكياً، فبقي بعده إلى تاريخ وفاته المذكور، ثم رفعت روحه إلى دار التكريم، ودفن في سكة الغرابين بدار أخته التي جعلتها خانقاً بالري، وكان مولده - عليه السلام- سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، ومعنى هاموسه طويل السكوت(3).
الحسن بن علي المحلي [ ق8 ه‍ ]
__________
(1) في الطبقات ق3 ج1 ص317، ترجمة 176، ويعرف بجاموش بجيم وآخره شين معجمة، وفي نسخة ضبط بالخاء معجمة، وفي نسخة يخيم، ثم مهملة، والله أعلم.
(2) في حاشية (ب): الصواب المرشد بالله - عليه السلام-.
(3) في الطبقات: روى أمالي المؤيد بالله عن الأستاذ الرئيس علي بن الحسين بن مردك في الجامع العتيق في ذي القعدة سنة ست وتسعين وأربعمائة، وبعد أن ذكر مروياته قال: وسمع منه القاضي أحمد بن أبي الحسن الكني، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد في رمضان سنة خمسة وعشرين وخمسمائة. فيحمل أن وفاته بعد هذا التاريخ.

الفقيه العلامة الحسن بن علي المحلي، هو العلامة الفقيه الحسن بن علي بن أحمد المحلي، من تلامذة الفقيه الرئيس عضد الملة قاسم بن أحمد الشاكري - رحمه الله -(1).
الحسن بن علي بن يحيى الفضلي [ق 11 ه‍ ]
الحسن بن علي بن يحيى الفضلي، عالم كبير فاضل شهير، ووالده العلامة المجاهد - رحمه الله - وسيأتي ذكره(2).
الحسن بن علي اليحصبي [.......]
العلامة الحسن بن علي اليحصبي، هو الفاضل العالم بن العالم شرف الدين(3) الحسن بن علي بن ناصر اليحصبي عالم كبير، ذكره السيد يحيى بن القاسم الحمزي، وذكر أن والده مؤلف شمس الشريعة، ولعله وقع سهو من الكاتب، فإن علي بن ناصر هو مؤلف البيان المعروف ببيان السحامي، وهما أخوان فيما ذكره السيد العلامة أحمد بن عبد الله بن الوزير - رحمه الله - /42/ وذكر غيره من شيوخنا أنه ابن أخيه.
الحسن بن علي بن سيف [.......]
الفقيه العلامة الحسن بن علي بن سيف عالم فصيح بليغ من شعره الترثية في بعض القضاه الجلة آل أبي النجم - رحمهم الله - ومنها:
يقولون لي صبراً وقد عزَّ بي صبري ... وما صبر من يطوي الظلوع على الجمرِ
وإني رهين للردى غير كاره ... ملاقاة موت أو نداء إلى حشرِ
__________
(1) في الطبقات: الحسن بن علي بن أحمد المحلي، الفقيه رضي الدين. سمع سيرة ابن هشام على الفقيه قاسم بن أحمد الشاكري، وهو أحد تلامذته، وسمع عليه أحمد بن علي بن عمران الشتوي، كان فقيهاً عالماً. الطبقات الكبرى ق3 ج1 ص320، ترجمة 179.
(2) قال الأكوع في هجره: من أعلام المئة الحادية عشرة. عالم محقق في الفقه، من أهل السنة، شاعر أديب من شعره قصيدة انتصر فيها للخلفاء الراشدين رداً على الحسن بن علي بن جابر الهبل، إلى أن يقول: لم نجد له ترجمة في الكتب التي بين أيدينا، ولعله قد أهمل قصداً لدفاعه عن أصحاب رسول الله (ص)، كما أهمل ذكر كثير من أنصار الستة من قبل ومن بعد، انتهى كلام الأكوع.
(3) في (ب): أشرف الدين.

وكنت جليداً للخطوب إذا عرت ... إلى أن أتت جهراً بقاصمة الظهرِ
وأودت بمحمود الخلال وأنه ... لأرجح من رضوى وأوسع من بحرِ
وأجرى على المكروه عند نزوله ... من الأسد الصوال في البلد القفرِ
وأعطى من السحب الهطال سماحة ... والطف بالعافين من والد برِ
وكانت به الأيام غراً فأصبحت ... تروح وتغدو في ملابسها الغبرِ
وكان صلاح الدين للدين معقلاً ... وأزرا فسرح الدين أضحى بلا أزرِ
ومنها:
فمن مبلغ أبنا أبي النجم إنهم ... لأكرم حي في البداوة والحضرِ
مراجيح بسامون أهل فضائل ... لهم نخوة الحاني من البأس والعسرِ
بحار إذا جادوا بدور محافل ... صدور لدست المجد ناهيك من فخرِ
الحسن بن علي بن حنش

الحسن بن علي بن حنش - رحمه الله - هو العلامة الأديب اللغوي النحوي الحسن بن علي بن [يحيى بن محمد بن صالح بن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن يحيى بن أحمد](1) بن حنش - رحمه الله - كان لمعرفته الكاملة بالعربية يسمونه سيبويه، وكان متضلعاً من العلوم مطلعاً، وله عناية بالوفيات والتراجم، وكان ناظماً متعلقاً بنظم الفوائد، وجمع الشوارد على أسلوب بن مالك، وكان من أعيان أصحاب الإمام شرف الدين - عليه السلام- وكان يقال له عين الإمام، لأنه كان الإمام إذا احتاج البحث في كتبه أمره بالبحث، وله أشعار كثيرة، ومن شعره هذه القصيدة في الإمام الشهيد أحمد بن الحسين - عليهما السلام- يتبرك بذكرها، قال: ولم أظهرها إلا بعد رؤيا، وكنت مستحقراً لها، وهي أنه اخبرني من أثق بخبره ولا أتهمه برؤيا حسنة من جملتها أن رجلاً أنشدها عند رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعنده رجلان آخران وهما الجميع بالجامع بذيبين، فلما تم إنشادها قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (لله در قائلها) ثلاثاً أو أربعاً، ثم سأل الرائي، هل تحفظ شيئاً منها، فأخبره أنه يحفظ منها أبياتاً، فأنشدها والباعث على إنشائها أن الحسن بن علي - رضي الله عنه - كان ينزه الشيخ الحفيد الرصاص أو يروي توبته، فرآه الإمام أحمد بن الحسين يعاتبه في تنزيهه أو رواية توبته، وجدت هذا بخط القاضي أحمد بن يحيى حنش، والقصيدة هي هذه:
نسيم الصبا هبت على جبلي نجد ... فأرَّجت الأرجا بعنبرها(2) الهندي
ولاح بريق الغور في غسق الدجَى ... فهيَّج لي شوقي وحرّك لي وجدي
/43/ وأرّقني ذاك الوميض بلمعه ... وعني نفى السلوان فالصبر لا يجدي
على أدمع تجري كمنهل قطرة ... وبي زفرة بين الجوانح كالرعدِ
لشدة ما صاليت من ألم الجوى ... ومعظم ما ألقى من النأي والبعدِ
__________
(1) ما بين المعكوفين فراغ في (ب).
(2) في (ب): تعبيرها.

تذكرت أحباباً هم غاية المنى ... وهم منتهى الآمال والسؤل والقصدِ
تولوا فأولوني الغرام ببعدهم ... فيا ليت شعري كيف حالهم بعدي
أهم حافظوا عهدي الأكيد فإنني ... لحافظ ذاك العهد أم نكثوا عهدي
رعى الله أياماً حساناً بقربهم ... تقضت مع اللذات والهزل والجدِ
ودهر قطعناه بأنعم عيشة ... وقد غاب عنا النحس في مطلع السعدِ
فدع ذكر شيء قد مضى لسبيله ... ولا تذكرن سعداً وآل أبي سعدِ
وعد نحو ذكر(1) القائم العلم الفرد ... شهيد الرضا بدر السما أحمد المهدي
إمام الهدى قد خص من عند ربنا ... بأعظم برهان له حالة المهدِ
عليه تحياتي وتلك هديتي ... وإن ثواب الفضل يأمله الْمُهدي
هو ابن رسول الله وابن وصيه ... مديحهم أحلى لدي من الشهدِ
براه إله العرش للناس رحمة ... وإرشاد من قد ضل عن منهج الرشدِ
وإنصاف مظلومٍ وقمعٌ لظالم ... وإعطاء ذي الإقتار والبؤس والجهد
يجود على العافين بالمال باسماً ... فيعطيهم من غير مَنِّ ولا عَدِّ
فما حاتم يحكيه في الجود والندا ... وفي حوم الهيجاء كالأسد الوردي
وقائعه مشهورة وملاحم ... له شبه صفين وبدر مع أحد
فكم كان من يوم أغر كقارن ... كذا غيره من قبل ذاك ومن بعد
فذاك الذي قام الهدى بقيامه ... وذا في بني الزهراء واسطة العقد
قلوب عباد الله قد جبلت على ... محبته في الشرق والغرب والهند
فيا ابن الحسين الطهر إنك سيد ... شبيه الحسين السبط والسبط كالجدِ
لقد جاءت الآثار عن سيد الورى ... بأنك سباق إلى غاية الحمد
وأنك مهديُّ لآل محمد ... فبوركت من هاد وبوركت من مهدي
وأنك في الإسلام شمسٌ منيرة ... تزيل دياجي كل أدهم مسود
فجاهدت في الرحمن حق جهاده ... فكم فاسق عاص بسيفك قد أردي
وأهلكت أرباب الضلالة والشقا ... كفعلك بالفساق والغز والكردي
وأنت غياث الخلق حياً وميتاً ... ملجؤهم إذ قيل يا أزمة اشتدي
/44/ وأنت لهم غوث وغيث وملجأ ... يجيئون من قرب إليك ومن بعد
__________
(1) في (ب): مدح.

إذا ما امرؤٌ فاجاه أمرٌ يسوؤه ... وأعيى ذوي الألباب حل عرى العقد
أتى ضارعاً نحو الضريح منادياً ... بفضلك رب العرش يكشف ما عندي
فيشفي بك الأمراض والسقم عاجلاً ... ويكفى بك البلوى وغائلة الصد
وتستنزل الأرزاق من عند ربنا ... بفضلك يا ذا الفضل والفخر والمجد
فلولا رسول الله خاتم رسله ... وقال ألا لا من رسول لكم بعدي
لكنت نبياً مرسلاً بدلائل ... إلى منهج الحق الكريم بلا جحد
فكم آية أعطيتها وكرامة ... كرد ضيا الأعمى فيا حسن ما رد
كذا(1) المقعد التنين للناس عبرة ... يدب على أرباعه مشية القرد
فمسته من خير الأنام أنامل ... فقام كأملود(2) من الأغصن الملد
وأنبتت الأرضون إذ سار فوقها ... ودعوته هزت قوى الحجر الصلد
وبيتك محجوج إليه كأنما ... يأمون بيت الله للحج والقصد
وينتابك الوفاد من كل وجهة ... يؤمون للمأمول من طيب الرفدِ
وإن رجلٌ قد أعجزته معيشة ... أتى قاصداً ذيبين في جملة الوفد
(فذيبين) قد أضحى بقبرك جنة ... كجنة بوان وصعد(3) سمرقند
وإنك في العصر الأخير كأحمد ... نبي الهدى الهادي إلى جنة الخلد
فشابهته في الخلق والخلق والحيا ... وضاهيته في العلم والحلم والزهد
كسيرته قد سرت في أهل دينه ... وألبستهم من عدلك السابغ البرد
فيا زائر القبر الشريف بنية ... توسل إلى الديان ذي العزة الفرد
ينيلك ما تهواه من كل مطلب ... ويكفيك أهل البغي والحقد والحسد
ويقضي لك الرحمن كل لبانة ... ويفتح من أبوابه كل منسد
فيا سيد السادات إني لعائذ ... بكم من عنا الدنيا ومن ضنك اللحد
فكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة ... سوى جدك المختار أكرم ماجد
لأني عظيم الود والحب فيكم ... وحاشاكم لستم بناسين ذا الود
فحبكمُ شرعي وديني وملتي ... أكاد لفرط الحب أخرج من جلدي
__________
(1) في (أ): لك.
(2) أُمْلُود: الأُمْلُود، والملد: الناعم اللين منا، ومن الغصون. (القاموس المحيط ص303).
(3) في (ب): وسعط سمرقندي.

فلا تتركوا عبداً غريقاً بذنبه ... ولا تهملوا المولى وحاموا عن العبد
ومن شعره:
ثِقَةٌ مصدرٌ بكسرٍ ومهما ... فُتِحَتْ فاؤه فمعناه عَدلُ
هكذا قد روى الثقات يقيناً ... فإذا ما عكسته فهو عِدلُ
/45/ ومن نظم العلامة المذكور في حصر ييت المال:
خراجٌ وصلحٌ ثم فيٌ غنيمةٌ ... ولقطةُ أخماسٍ جزي(1) والمظالم
وله - رحمه الله - فيما يعتبر في اللفظ:
لعانٌ وإيْلاءٌ وقذفٌ شهادةٌ ... وإقرار زانٍ لا يصح بلا لفظِ
ومن أخرسٍ قالوا: تصح عقوده ... مشيراً سوى ما قلت إن كنت ذا حفظِ
وله - رحمه الله -:
ذهبٌ فضةٌ وبرٌ شعيرُ ... ثم ملحٌ أتت بهن النصوصُ
وله - رحمه الله -:
فسوخ عقود(2) المنكحات لحينها ... رضاعٌ وعيبٌ والكفاءةُ والعتقُ
فسادُ لعانٍ ملةٌ أي لآخر ... تخالفُ دينٍ والبلوغُ كذا الرقُّ
ومن أصله عيب على الوطء سابق ... فسادٌ بحكمٍ والذي قلته حقُّ
وله - رحمه الله - في الذي يجب رده إلى موضع الابتداء وما لا يجب:
معارٌ ورهنٌ ثم غصبٌ ومقرضٌ ... ودينٌ بنقدٍ عاجلاً ومؤجلا
مكفّلُ وجهٍ والمؤجلُ بعده ... يرد إلى حيث التقابض أولا
وأما اللوات ردها حيث أمكنت ... فدينٌ بلا عقدٍ مقودٌ ليقتلا
كذاك معيبٌ مودعٌ ومؤجرٌ ... عليه فكن ذا فطنةٍ فتأملا
وله - رحمه الله - في مسائل التمرين في النحو:
صدِّر كلامك بالموصول مبتدئاً ... وما عنيت به أخرته خبرا
مستخلفاً عنه في إعرابه أبداً ... بمضمر عائد على الذي عبرا
ومن شعره في حصر أجواد العرب، وبحار الكرم منهم:
عبيد الله عبدُ الله منهم ... سعيدُ كلهم بحر خضمُ
وطلحة وابن معمر(3) من قريش ... وسبطا عامر ويقنع سلمُ
وعكرمة وعتاب واسما(4) ... وهذا القول في التقريب نظمُ
__________
(1) لعلها: جزا.
(2) في (أ): عقد.
(3) لعلها: عمرو ليستقيم الوزن.
(4) في (أ): وسلماً.

61 / 182
ع
En
A+
A-