والطل ناثر منثور ومنتظم ... لآلئ لم تك الأصداف تبقيها
والطير تسجع في أغصانه طرباً ... كأن قس عكاظ خاطب فيها
والنهر منهمر كالشهد من صبر ... وحكمة الله في الأضداد تجريها
جداول كالأفاعي السود في صبب ... تطاردت فهي تحكي جود مجريها
لها صليل كحلي الغانيات إذا ... أمسى يداعبها بالكأس معطيها
تسقي حدائق غلباً كل فاكهة ... فيها دنا يانعاً للقطف دانيها
والريح في لجج الغدران ناسجة ... سوابغاً لم يكن داود يصغيها
والنرجس الغض أعيان مكحلة ... مفتحات على الحاني مآقيها
والنوقر اصفر مما فيه من حرق ... فالماء ينفثها نفثاً ويرقيها
والفل نمت تحفيه لثته ... لما تضوع نشر المسك من فيها
وللسفرجل والرمان منظره ... يغري القلوب ويشهيها ويلهيها
والكرم قد فر منه النخل منهزماً ... إلى تهامة منه الله يقصيها
وللقصور اللواتي في أزقتها ... نور به زحزحت عنها دياجيها
تزهو بكل فتاة طرفها غنج ... تمسي الأعارب لا الأحبوش تسبيها
من كل من عينها نعساء فاترة ... كأن هارون بالأسحار يحظيها
وكل منعطف كالغصن قامتها ... تكاد أنك فوق الكف تلويها
كأنَّ مبسمها في الجيد حلبةُ ... والحسن عن ذات حسن الحسن يغنيها
لا فاتك الرشد قل لي ما الذي نقصت، عن جنة الخلد أو ما نقص أهليها
ثم أخذ على هذا الأسلوب، وهي قصيدة كما ترى فصيحة تدل على غزر ديمته.
الحسن بن علي بن علي الأفطس [ - ق2 ه ]
السيد الإمام الحسن بن علي بن علي الأفطس، كان إماماً في كل فضيلة مقدماً في كل خصلة نبيلة.
قال أبو طالب - عليه السلام-: كان يحمل راية النفس الزكية. وقال ابن عنبة: قال أبو نصر البخاري: خرج الأفطس مع محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية وبيده راية بيضاء ولم يكن معه أشجع منه، ولا أصبر، وكان يقال له: رمح آل أبي طالب /35/ لطوله وطَوله.
وقال أبو الحسن العمري: كان صاحب راية محمد بن عبد الله الصفراء.
قال البخاري: ولما قتل محمد بن عبد الله، اختفى الحسن، فلما دخل الصادق العراق ولقي المنصور قال له: يا أمير المؤمنين تريد أن تسدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؟ قال: نعم، يا أبا عبد الله. قال(1): تعفو عن ابنه الحسن بن علي بن علي، فعفا عنه(2).
الحسن بن علي الحسيني الجويني [ق6 ه ]
السيد الإمام الحافظ الحسن بن علي الحسيني الجويني، كان من حفاظ العترة وبدور الإسناد المشرقة، قرأ عليه ابن أخيه العلامة يحيى بن إسماعيل رسول المنصور بالله - عليه السلام- إلى خوارزم شاه، (أمالي أبي طالب) و(الصحيفة) وغيرهما، وكان بحراً من البحار وحبراً من الأحبار(3).
الحسن بن علي الأشل [ - ]
__________
(1) في (ب): فقال.
(2) وفي مقاتل الطالبيين ص 250: كان مع الأفطس وهو الحسن بن علي بن علي بن الحسين، علمٌ لمحمد أصفر فيه صورة حيه، وكان مع كل رجل من أصحابه من آل علي بن أبي طالب علم، وانظر أعيان الشيعة 5/205 - 206، وفيه الكثير من التوقلات التي ردها الأميني ودافع عنه، وبقية مصادر الترجمة هناك.
(3) في الطبقات: الحسن بن علي بن أإحمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد محمد بن أحمد بن عبدالله بن الحسن الأفطس بن الحسين بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الهاشمي العلوي، المعروف بالجويني: السيد بدر الدين. يروي صحيفة علي بن موسى الرضا، عن الشيخ الإمام عمر بن إسماعيل، عن الشيخ الزاهد علي بن الحسن العبدلي سنة 1598هـ وذكر بقية رواياته إلى أن يقول: وأخذ عنه جميع ذلك ما بين سماع وإجازة ولد أخيه عماد الدين يحيى بن إسماعيل بن علي بن أحمد الحسيني. (الطبقات الكبرى القسم الثالث 1/309، ترجمة 170.
السيد العلامة الحسن بن علي بن يحيى بن محمد الأشل. قال السيد الإمام يحيى بن القاسم: كان من عيون أهل البيت وأطهارهم، وصفه بالعلم الغزير، وأنه من ثقات آل محمد وعيون علمائهم، وروى عنه ملحمة من كتب سلفهم في الإمام أحمد بن الحسين - عليهما السلام-.
الحسن بن علي بن المؤيد [804 - 891 ه ]
السيد الكبير الحسن بن علي بن المؤيد والد الإمام الأعظم الهادي لدين الله عز الدين بن الحسن - رحمهم الله - ترجم له العلامة ابن المظفر والزحيف الصعدي، فقال الزحيف ما لفظه: اعلم أن هذا السيد - رحمه الله - كان في عصره من أعيان السادة، والواسطة من القلادة، والمقصودين بالوفادة، والمعروفين من مكارم الأخلاق بالحسنى وزيادة، وكان من البقية المنظور إليهم بعد وفاة أبيه، وحاز قصب الرئاسة منهم، وهو الذي أتم أساس أبيه للمسجد(1) المقدس، ولد في شهر صفر سنة أربع وخمسين وتسعمائة(2)، فيكون ولد وأبوه حي خليفة في مدته نيف وثلاثون سنة، ومات بين الصلاتين يوم الخميس الرابع وعشرين من شهر محرم سنة إحدى وتسعين وثمانمائة، وكان في مدة حياته متأهلاً في مكانهم لنفع العام والخاص والداني والقاص، وأقام مدرسة القرآن الكريم ومدرسة لطالبي العلم الشريف والتعليم، وكان تجبى إليه زكوات كثيرة من الجهات في زمانه، فيصرفها في مستحقها إلى أن دعا ولده وألقى الأمر إليه في ذلك برمته وكفاه وشفاه وقرر ثناه وأحمد مسعاه وأنشد لسان حاله:
رقدت وطاب النوم لي وكفيتني ... وكل فتىً يكفى الهموم ينام
__________
(1) في (ب): للمشهد.
(2) هنا خطأ في الميلاد والصحيح كما في حاشية نسخة بقلم السيد سراج الدين عدلان أنه ولد سنة 804 في شهر صفر، وتوفي - عليه السلام - في شهر محرم 891هـ، فيكون عمره سبعة وثمانين سنة.
قد(1) كان - رحمه الله - اشتهر بالكرم المفرط حتى كان يفد عليه كثير من البلغاء والشعراء والأدباء من النواحي والأقطار، وقيلت فيه الأشعار، وكانت فيه مكارم أخلاق جمة.
قال الإمام عز الدين فيما نقلته من خطه: ما رأيت في زماني من هو أصدق لهجة منه، وأكثر مجانبة للكذب حتى في مخاطبات زوجاته وصغار أولاده. قال: ولا رأيت /36/ أقل فحشاء وتفاحشاً ولا أحلم ولا أصبر(2) وأوقر ولا أبر منه بأهله ولا أشفق وأرفق وأكثر تغاضياً واحتمالاً، ولا رأيت أكثر منه طهارة وصلاة وأعدل في ذلك، وله تهجد وذكر واستكثار من الصلاة، وحرص على تعهد المسجد والعبادة فيه مع كبر سنه وضعف بدنه وذهاب بصره.
قال: ومن سعادته أنه حظي في زمانه من المناقب بما لم يحظ به غيره منها، طول عمره في أفعال البر من الصغر إلى الكبر، ومنها كثرة الأولاد وتعددهم، وما رآه(3) فيهم من الكمال ومحامد الخلال، ومنها سلامته من نكبات الدهر ومعار أهله الطاهرة، فلم يسلط عليه عدو ولا ظالم ولا أحد من الدول والقبائل مع منابذته لهم في بعض الأحوال.
__________
(1) في (ب): وقد.
(2) في (ب): ولا أحلم وأصبر وأوقر.
(3) في (ب): وما رآه بعينه.
وأقول: صدق الإمام فيما يظن، فإنك إذا تفكرت فيما بلي به عبد الله بن الحسن بن الحسن الكامل من أبي الدوانيق وما أنزله به وبأهله من أنواع العذاب علمت أنه قد أصاب في لموحه إلى هذا الباب؛ لأن أهل المناصب العلية قل أن يسلموا من أن يقلب لهم الدهر ظهر المجن ويجرعهم أفاويق المحن، وانظر أيضاً إلى النقيب أبي أحمد والد المرتضى والرضي الموسوي فإنه ما سلم من طوارق الزمان ونوائب الحدثان، بل لما اشتهرت فضائله ثقل على عضد الدولة وهابه وكبر في صدره، فاعتقله في بعض قلاع فارس، وبقي محبوساً حتى مات العضد، ولولده الرضي في ذلك أشعار وأخبار قد أشرت أنا إليها في شرحي للمرثية التي أنشأها الإمام عز الدين بعد موت أبيه، وهي من (طنانات) المراثي ولمطابقتها للمقام أحببت الإتيان بها هنا فتكون لهذا الباب كالختام، وهي:
مصابك هد الشامخات الرواسيا ... وصير طرف الفخر والمجد باكيا
وضعضع بنياناً من المجد والعلا ... له كنت يا صدر الأفاضل بانيا
وسعَّر ناراً للكروب شديدة ... تذيب القلوب المصمتات القواسيا
وروعك جرح ليس جرح كمثله ... عدمنا له طباً نداويه آسيا
وفقدك منه اللب أصبح مدهشاً ... كحيران ملقى في قفار موافيا
وبعدك منه القلب قد صار موحشاً ... كئيباً وصار الدمع في الخد جاريا
وموتك خطب ألبس الأرض ظلمة ... وأكسفها بدر السما والدراريا
عدمنا سلواً حين غيبك الثرى ... فأمسيت منا غائباً فيه نائياً
أبا أحمد يا خير حي وميت ... ويا واحداً في الفضل براً وزاكيا
ويا شرف الدنيا ويا خير أهلها ... وفخر بني الأيام شيخاً وناشيا
لقد عشت ميمون النقيبة ناصحاً ... لرب السما في مكسب الحمد ساعيا
/37/ مصوناً عن الخلق الذميم مبوأ ... سريعاً إلى الخيرات لا متراخيا
غياثاً لوفاد مغيثاً ومنهلاً ... مراداً لورَّاد بنيل الأمانيا
كريماً جواداً مانحاً متفضلاً ... كسوباً ومتلافاً مضيفاً وكاسيا
فكم جائع أشبعته وهو ساغب ... وكم لابس لولاك أصبح عاريا
وما زلت لله المهيمن خائفاً ... يرى لبهيمات الليالي معانيا
تصلي على ضعف صلاة طويلة ... فلا فاتراً فيها ولا متوانيا
شكور على النعما تقدر قدرها ... ذكور لما أوليته ليس ناسيا
ورثت الندى والجود والمجد والهدى ... وشيدت بنياناً لها كان واهيا
وأسست يا خير الأنام مدارساً ... أفدت بها من كان فيهن قاريا
وربيت في حجر الخلافة راضعاً ... لأخلاقها وقتاً من الدهر خاليا
وربيت من أبنائك الشم قائماً ... بأعبائها كل الشرائط حاويا
أبوك إمام للأنام وبعده ... ولدت إماماً للبرية ثانيا
ووالدك الهادي إلى دين ربه ... وصار ابنك الهادي إلى الحق داعيا(1)
توسطت بين الهاديين مباركاً ... كواسطة العقد التي هي ما هيا
فيا لك فخراً لا فخار كمثله ... على البدر والشمس المنيرة ساميا
خصصت به دون البرايا مفضلاً ... فصير كل منه غيرك خاليا
وعمرت سبعاً مع ثمانين حجة ... حميداً سعيداً ظاهر الصيت عاليا
وما زلت محمود السجايا محبباً ... لكل البرايا لم نجد لك قاليا
وما مات من أبقى كمثلك سادة ... غطاريف صيداً يكسبون المعاليا
ثلاثين من أبناء صلبك لم يكن ... لهم أحد في الخافقين مساويا
كذا سبعة بعد الثلاثين أنجم ... ترى في سماء المكرمات بواديا
فمنهم إمام طبق الأرض ذكره ... يقود النواصي عنوة والصياصيا
إلى سيد صدر متى قام خاطباً ... على منبر عال يصوغ اللآليا
ومن قائد للجيش أروع ماجد ... يسر الموالي أو يسوء الأعاديا
ومن عابد لله بر مطهر ... وصاحب ذكر ليس ينفك تاليا
إلى طالب درّاس علم مسامر ... لدفتره حتى يرى الفجر(2) باديا
مكارم ذكراها يزين ونظمها ... يروق من الأسماع ما كان واعيا
وأبقيت من أبنا أبيك مكارماً ... فذكرهم يجلو القلوب الصواديا
__________
(1) في (ب): هادياً.
(2) . في (ب): النجم، وفي (أ) كذلك، وفوقها تصحيح بما أثبتناه.
38/ كهولاً وشباناً وشيخاً مبجلاً ... فأكرم بهم رهطاً سراة مواليا
وحزت وأحرزت المحاسن كلها ... فمن فرط تهذيب عدمت المساويا
فيا أبتا أدعوك دعوة شيق ... وهيهات يوماً أن تجيب المناديا
بكينا فلم يغن البكاء فإننا ... لنرضى بما كان المهيمن راضيا
لئن كنت لبيت المهيب(1) مسارعاً ... إلى غرف حزن الحسان الغوانيا
وغادرتنا في كربة وكآبة ... وقد صرت مسروراً بذاك وساليا
فما انس لا أنسى جميلاً صنعته ... إلي وبراً واسعاً وأياديا
فلما أتاني عنك أنك مدنف ... وما كنت بالإدناف من قبل داريا
نهضت من الأهنوم نحوك قاصداً ... ولو فاز قدحي كنت عندك دانيا
وبادرت في تلك المهامه سائراً ... على عجل مني وفي الليل ساريا
ولا علم لي أن الحمام مسابق ... عليك بخيل كل ما كنت ثاويا
ففاجأني علم(2) بموتك مؤذن ... ألا ليتني لم أستمع لك ناعيا
ويا ليتني أدركت ما كنت آملاً ... ويا ليته ما فات ما كنت راجيا
ويا ليتني كنت المباشر بعدما ... توفيت مرضياً عليك وراضيا
أرى غاسلاً في الغاسلين وبعده ... أرى حاملاً في النعش ثم مواريا
ألا ليس ليتَ نافعاً حر علةٍ ... ولا لسقام القلب والكرب شافيا
فصبراً فإن الصبر أوسع ساحة ... وخير الأسى والحزن ما كان خافيا
وصبراً على مر القضاء وصرفه ... وإن كانت الأجفان منا هواميا
وإن لنا في المصطفى خير أسوة ... وآل النبي الأرفعين مراقيا
عليك سلام الله ما هبت الصبا ... وزارك مني دائماً متواليا
وأسكنك الرحمن جنات عدنه ... تحل إذا ما صرت فيها العلاليا
ونلت الرضا والفوز فيها مخلداً ... ومن ثمرات للفواكه جانيا
ولا نلت مكروهاً ولا ما تخافه ... وكنت من الأهوال في الحشر ناجيا
انتهت القصيدة.
__________
(1) . كذا.
(2) في (ب): ناع.
قال الفقيه العلامة محمد بن علي بن يونس الزحيف - رحمه الله - محرر هذه الترجمة بهذه الألفاظ ما لفظه: ولما أنشأها الإمام وتناولها الخاص من شيعته والعام، قال لي: يا فلان ما نكره شرحها، فقد تضمنت(1) مدة السيد وأحواله من سيادته وتعديد قرابته وغير ذلك، فامتثلت رسمه ونفذت حكمه وشرحتها شرحاً لطيفاً /39/ وسميته (الرسالة الناطقة لشرح معاني الترثية الصادقة)(2)، فلما وقف - عليه السلام- على هذا الشرح استجاده وأمر بنسخه نسخاً متعددة، وكساني وأهل بيتي تكرمة لائقة وعلى حسب ما نريده منه مطابقة(3).
الحسن بن علي بن حمزة الحمزي [ق7 ه ]
الشريف الحسن بن علي بن حمزة الحمزي، هو السيد الرئيس الأمير الخطير السامي الحسن بن علي بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم - رحمهم الله تعالى - كان خطيراً كبيراً، له أشعار فائقة، ومن شعره لما فتح الله صنعاء على الإمام احمد بن الحسين المرة الثانية:
لقد آن يا صنعاء أن تتبدلي ... بسيد العلا ليث العرين الغضنفرا
وأن ترفضي لبس السواد وتتركي ... مدى الدهر في الأيام ما كان منكرا
وأن تسبقي بغداد بالفتح إنني ... أرى حظ أهل السبق أعلى وأوفرا
وحسبك بالمهدي في كل حالة ... إماماً إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقد أعربت بغداد أن سوا الذي ... بها من بني العباس قد صار أجدرا
ونادت إلى المهدي أهلاً ومرحباً ... وأعطته عن طوع سريراً ومنبرا
فلا تجمحي إني أحاذر صولة ... ترى لجموح الأصغر الخد أصغرا(4)
الحسن بن علي العبالي [ - 1056 ه ]
__________
(1) في (ب): فقد تضمنت ذكر مدة.
(2) وفق عليه السيد أحمد الحسيني وذكره في كتابه مؤلفات الزيدية 2/44 بتحقيقنا.
(3) انظر مآثر الأبرار.
(4) انظر سيرة الإمام أحمد بن الحسين أبو طير تحت الطبع.
السيد العلامة الحسن بن علي العبالي، هو العلامة إمام المعقول والمنقول شيخ العلماء الجلة الجهابذة الفحول شرف الإسلام الحسن بن علي بن صالح بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد ومحمد بن أحمد هذا الأخير هو الذي خرج من محلاه من بلاد (الحرجة)، وهي هجرة مشهورة ويقربها هجرة (العشرة) التي فيها السادة المحنكيون وأحمد والد محمد المذكور هو ابن محمد بن الحسن بن يحيى بن علي بن الحسن بن عبد الله بن إسماعيل بن عيسى بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم - عليهم السلام- كان سيداً عالي المنزلة شريف الرتبة، حاوياً لفضائل دثرة من دماثة أخلاق وعذوبة ناشئة ورقة حاشية، وحفظاً ورواية، وإتقاناً ودراية، كان مرجوعاً إليه سيما في علوم القرآن، وله مشيخة أجلاء، منهم الشيخ العلامة شيخ الحرمين واليمن لطف الله بن الغياث الظفيري - رحمه الله - وكان الغاية في علوم الأدوات، وكان مدرساً في الأصولين أستاذاً محققاً، وفقيهاً فاضلاً، حضرت بعض الدرس عليه في البحر الزخار وهو أستاذ إمام الوقت المتوكل على الله رب العالمين بن أمير المؤمنين المنصور بالله رب العالمين مد الله مدته، وبسط في البسيطة بسطته، وكان ينوه بذكر الإمام، ويثني عليه، ويذكر بعباراته الوافية بعض ما يستحقه الإمام من التعظيم، وكان في صدر هذه الدولة النبوية المتوكلية من أهل المناقبة(1) والحضور بالمقامات المتوكلية مطاع الأوامر مبجلاً، وكان له حافظة وأدبيات، إلا أنه لا يبوح بعجائب ما عنده إلا للخواص، فهو روضة أريضة، وكان له شعر جيد حسن، أجاب علي في أبيات وجهتها جواباً عن الفقيه العلامة، وكان السيد - رضي الله عنه - استخلف بعض عبارات الفقيه فأجاب /40/ ولكنه بعد أن أطلعني على الجواب(2) مزقه وقال: أنا لا أظهر شعري وإنما فعلت هذا محبة للتواصل، وتوفي - رحمه الله - بظفير حجة، ودفن بالمشهد الأحمدي في جمادى الآخرة سنة
__________
(1) في (ب): المثافنة.
(2) في (ب): عن.
ست وخمسين وألف، وعملت أبياتاً تكتب في الصخر ولم يكتب أولها:
عج بالضريح فإن فيه واحداً ... طلق الجبين وشامخ العرنين
قد بذَّ في المنقول كل محقق ... وأغار في المعقول سعد الدين(1)
الحسن بن علي [ق8 ه ]
السيد الحسن بن علي عم الإمام المهدي، هو إمام العلوم شيخ الأئمة، الكثير الفضائل، ذكره السيد شمس الإسلام أحمد بن عبد الله والسيد الهادي بن إبراهيم الصغير، وقال في حقه الشيخ العلامة نظام الدين إسماعيل بن إبراهيم بن عطية في سيرة الإمام المهدي علي بن محمد حيث عدد مشائخه في العلوم ما لفظه: وأقام - عليه السلام- في ملازمة العلم في جبل الشرف(2)، وأخذ في ابتدائه العلم عن(3) عمه علم الدين وشمس الظلام البحر الزخار والغيث المدرار حائز علوم الأئمة الأطهار من له الشرف الجلي الحسن بن علي، انتهى.
الحسن بن علي بن محمد [ - ]
__________
(1) في الطبقات: سمي العبالي لسكون والده في محل العبال من بلاد حجة مشهور، وقال قرأ في الأصول وغيرها كالتفسير على الشيخ لطف الله الغياث، ثم وصل إلى عند الإمام القاسم بن محمد إلى وادعة وقرأ عليه مجموع الإمام زيد بن علي إلا معشراً واحداً في آخره، ثم أجاز له إجازة عامة في جميع سموعاته ومؤلفاته وشجاراته، وكان له تلامذة أجلاء أعلمهم القاضي أحمد بن سعد الدين والإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم والسيد الحسين بن صلاح إلى أن قال: وهاجر إلى شهارة وزوجه الإمام القاسم بن محمد ابنته الشريفة جمانة، ولم يزل بها إلى قرب الوفاة، فانتقل إلى ظفير حجة وبه توفى. الطبقات الكبرى القسم الثالث 1/314 ترجمة 173، وانظر بقية المصادر هناك.
(2) وفي (ب): (الشرق).
(3) في (ب): على.