في ماقطٍ(1) لو يشق ذو الرعب القشعم(2) حتبي قياثة(3) وقعا
حيث ترى البيض وهي ساجدة ... والنقع بين الصفوف قد صدعا
حيث ترى الطير وهي رائعة ... دما عبيطاً(4) والنقع مرتفعا
يا سيد العالمين كلهمُ ... وخير من قام سابقاً ودعا
أحييت ميتاً من الهدى حقباً ... لولاك لم ينتعش ولا ارتفعا
فأمعن الكفر بعده هرباًً ... والفسق لا يلقيان منتجعا
وكنت كالنيرين ما طلعاً ... إلاَّ وطال الظلام وانقشعا
بل كنت كالليث حول أشبله ... والسيف مهما(5) هززته قطعا
بل كنت كالموت للعصاة إذا ... حل على معشرٍ فلن يدعا
/281/
لا أكذب الله إنني رجل ... وجدت خصل الكمال فيك معا
العلم والفضل والشجاعة والـ ... ـرأي وفيض السماح والورعا
وهي كما ترى قصيدة فائقة رائقة، ولهذا طولت بها هذا الترجمة إذ هي - إن شاء الله- زينة لهذا الرقيم، والقصيدة هذه نيف وخمسون بيتاً(6)، لكن هذا الذي ظفرت به، والله سبحانه أعلم.
وجعفر بن أحمد المذكور صاحب الترجمة هو الراوي عن الشريف، فليته بن جعفر أنه حدث في شهر المحرم سنة 596 ه‍ على وفاء 23 شهراً من قيام الإمام المنصور بالله - عليه السلام - عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليه وعلى آبائه الطاهرين أفضل الصلاة والسلام -. انتهى
__________
(1) المقط: الشدة، والماقط: أضيق المواضع في الحرب (وانظر القاموس المحيط ص: 889).
(2) القشعم: اسم من أسماء الأسد.
(3) في (ب): جنبي قبَابة.
(4) العبيط من الدم الخالص الطري.
(5) في (أ): كلما.
(6) قوله: بيتاً، سقط من (أ).

حبس الدخان ما غطى الأرض حتى إنه كان الإنسان لا يكاد يرى صاحبه إذا بَعُدَ عنه قليلاً، وأقام ذلك إلى شهر رجب سنة 597ه(1)، وكثرت في ذلك الأقاويل، وتحدَّث الناس بضروبٍ من الكلام والظنون، قال: ثم حدث في تلك السنة من الصواعق سيما في المغارب ومخلاف صنعاء .
قال الراوي: وكان في تلك السنة حدث في جهة الشام من راحة ونواحيها وجع الأريبة وأظنه من الطاعون ورم يصيب الإنسان في مراقه فربما مات في يومه، وربما مات في الثاني أو الثالث، ومنهم من ينفجر بماء ربما يسلم صاحبه، فروي أن بلاداً خلت من سكانها وأهلها وصارت ماشيتهم سائمة لا مالك لها، ثم تناقض(2) ذلك بعد وفاء سنة.
__________
(1) في (ب): 970ه. ولعله وهم من الناسخ.
(2) لعلها: تناقص.

قال السيد يحيى: وقد حدثني والدي عز الدين شيخ العترة الطاهرين القاسم بن يحيى بن حمزة بن أبي هاشم - رحمه الله - وكان من صلحاء أهل البيت - عليهم السلام - وأخيارهم وممن صحب الإمام المنصور بالله - عليه السلام - من وقت الدرس إلى أن توفي - صلوات الله عليه - في أوَّل سنة أربع عشرة وستمائة، وعاش بعده إلى شهر جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وستمائة، ومات وهو في سن كبير ابن تسع وثمانين سنة، وتوفي والده يحيى بن القاسم بن يحيى بن حمزة بن أبي هاشم مجداً مرابطاً صابراً مع الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان - سلام الله عليه - في دخلة صنعاء سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، وأب أبيه هو الشريف العالم الإمام القاسم بن يحيى بن حمزة، وكان من أشرف أهل زمانه، ومن علماء أهل البيت والمشار إليه، وهو أول من أجاب(1) المتوكل على الله أحمد بن سليمان بن المطهر في عدَّة من أهله، وقعد بعد ذلك لعلةٍ عرضت له، وقد ذكره الإمام المتوكل على الله في أوّل سيرته: أخبرني والدي المذكور أولاً وساق الحديث لهذه الرواية أنه كان في سنة حدثت في المغرب صواعق لم ير الناس مثلها /282/، وأخبرني أنه سمع يوماً خريراً فرفع بصره فرأى مثل الجبل الأسود منقضاً في نهج (حجَّة) إلى نهج (لاعة)(2)، فلما صار إلى هنالك وقعت الصاعقة، وأخبرني بما كان في الشام من الورم.
__________
(1) في (ب) زيادة: الإمام.
(2) لاعة: بلدة معروفة من أعمال محافظة حجة في الجنوب منها، إليها تنسب عدن لاعة، التي هي اليوم خرائب وأطلال (معجم المقحفي ص: 547).

قال السيد يحيى: وأقام الناس في خطب وفزع من حدوث هذه الصواعق، ومن العجائب التي لم تجربها العادة أنك لا ترى بارقاً معترضاً في السماء، بل ينشق في الطول انشقاقاً منكراً، فلما كان في شهر شعبان اتصلت الكتب من مكة من زعيمها وهو الشريف الأمير أبو نمي بن أبي سعد بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسني الموسوي، واتصلت الأخبار من غيره من العلماء من هنالك، وكثر الكلام بحدوث حادثة، قال في كتابه، وقال غيره ما هذا معناه: إنه لمَّا مضت ليلتان من شهر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة وقعت الزلزلة العظيمة في مدينة الرسول (- صلى الله عليه (1)وآله وسلم-)(2) [ثم سكنت](3) وذلك يوم الثلاثاء، ثم كان بعد ذلك وقعت زلزلة عظيمة حتى سقط بعض قناديل الحرم المحمدّي - صلوات الله على صاحبه - واضطربت الجدرات(4) وتمايل بعضها، وظن أهل المدينة أنها القيامة، فلاذوا بالقبر الشريف، ثم استمرت الزلزلة إلى يوم الجمعة، ثم حدث دخان عظيم إلى الحمرة، وفي(5) شرقي قبا عند مآثر بني قريظة على أميال من المدينة، ثم طلعت منارات لها أعمدة صاعدة في الهواء، وكان لها قصيف ولجب، فأمر صاحب المدينة من يأتيهم منها بخبر، فما اسطاع(6) أحد أن يقربها فرقاً من قصيفها، وعند ذلك شاع ذكرها في البلاد، وأخذ الناس في الأهبة للمعاد، وروى أهل تلك الناحية أن ضوءها رئي على مسيرة أربع عشرة مرحلة، وأكثروا أصنافاً من الحديث. انتهى
__________
(1) سقطت ما بين القوسين من (ب).
(2) في (ب): ثُمَّ سكتت.
(3) ما بين المعقوفين زيادة في (ب).
(4) لعلها: الجدران.
(5) في (ب): في.
(6) في (ب): فما استطاع.

جعفر بن أمير المؤمنين الحسن [ - ]
الشريف الأديب الرئيس(1) الكبير أبو القاسم جعفر بن أمير المؤمنين الحسن بن علي الناصر الكبير الأطروش، إمام الجيل وحجَّة الزيدية - عليه السلام - كان شريفاً ذا همَّة في الرئاسة، ترجم له صاحب (اليتيمة)، وذكر ما كتبه إلى القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني فقال(2):
/283/ وذكر الشريف ابن عنبة أنه لما مات الناصر أرادوا أن يبايعوا ابنه أبا الحسين أحمد بن الحسن فامتنع من ذلك، وكانت ابنة الناصر تحت أبي محمد الحسن بن القاسم الداعي الصغير، فكتب إليه أبو الحسن(3)، فاستقدمه وبايعوه، وغضب أبو القاسم جعفر بن الناصر، وجمع عسكراً وقصد (طبرستان)، فانهزم الداعي، ووافى أبو القاسم بن الناصر يوم النيروز سنة ست وثلاثمائة وسمَّى نفسه الناصر، وأخذ الداعي (بدماوند) وحمله إلى الري إلى ابن وهودان فقيَّده، وحمله إلى قلعة الديلم [فلما قتل علي بن وهودان خرج الداعي](4)، وجمع الخلق وقصد جعفر بن الناصر، فهرب إلى جرجان فتبعه الداعي، فهرب الناصر راجلاً إلى الري، وملك الداعي الصغير طبرستان إلى سنة ست عشرة وثلاثمائة ثم قتل بآمل، قتله مرداويح. انتهى
وذكر أحمد بن علي بن عبد السلام التكريتي في كتابه الذي اختصره من كتاب ياقوت الحموي المسمَّى (بمعجم الأدباء) وكتاب التكريتي اسمه (بغية الألباء من معجم الأدباء) ما نصه: ورد أبو القاسم جعفر بن الحسن الأطروش العلوي الملقب بالناصر جرجان مستولياً عليها، وكان أديباً شاعراً خطيباً، ومعه ابن أبي دهمان الأديب، فقال ابن أبي دهمان يوماً للسلامي: قلت - يعني الحسين بن أحمد بن محمد السلامي - إن الناصر مائل إليك، مقرب لك أفضل تقريبٍ، فأهد إليه من قولك هدية تكون لك عنده تحية، فأنفذ إليه السلامي بهذين البيتين:
__________
(1) في (ب): الرائس.
(2) قال في (ب): بياض في الأم، ولعله يوجد إن شاء الله.
(3) في (ب): أبو الحسن بن الناصر.
(4) ما بين المعقوفين زيادة في (ب).

شكا الدين والجود حاليهما ... فأشكاهما الله بالناصر
فأيَّد ركن الهدى بالتقى ... وعمَّ الورَى بالنَّدى الغَامر
فلما دخل السلامي من الغدّ إلى أبي القاسم قال: قد حملوا إليَّ هديتك، وتحيتك ووجدت حروفها قليلة جامعة، ومعانيها جليلة رائعة كالجوهر الخفيف وزنه، الغالي ثمنه، فبُّرك بهما عندنا مقبول، وحبلك موصول وذمامك محفوظ.
قال السلامي: أيها السيد، قد زينت تلك الهدية بجميل وصفك، وشهَّرتها بلطيف لطفك، وأعطيتني بها غاية الأعطية وحبوتني بها نهاية الأحبية، فما ربح أحد منتحلي هذه الصناعة ما ربحته على هذه الصناعة(1)، فعمل مبرور، وسعي مشكور، وأنا بحسن العوض مغمور، وبكريم المثوبة مبهور، فالتفت أبو القاسم على(2) من حضره وقال:
لا يكمل الفضل للمذكور بالحسب ... إلا بزينة فضل العلم والأدب
انتهى، قلت: والسلامي المذكور هو الأديب البليغ الحسين بن أحمد بن محمد السلامي الأديب المؤرخ، مات في سنة ثلاثمائة وهو من وجوه الأدباء ومشاهيرهم.
جعفر بن الحسين بن الحسن [ - ]
السيد الكبير جعفر بن الحسين بن الحسن الأفطس، ترجم له المنصور بالله، وقد ذكر أنه قتله المقتدر العباسي، وأثنى المنصور بالله عليه و- عليهم السلام -.
/284/
__________
(1) في (ب): البضاعة.
(2) في (ب): إلى من حضره.

جعفر بن علي بن محمد(1)
السيد الكبير جعفر بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم، كان سيداً فاضلاً كبيراً، وكانت الإمامية تسميه جعفر الكذاب، كأنهم يقابلون به جعفر الصادق - عليهما السلام - ووجه غضبهم أنه لما مات الحسن العسكري أخو جعفر المذكور، والإمامية تزعم أن الحسن هو والد محمد المنتظر، فاستحكم جعفر المذكور بانقطاع ذرية الحسن، وحاز جعفر ميراثه، وأظنه ورد اليمن أو أحد من ولده، فإنه جدّ آل الطيب بصنعاء وجدّ أهل حوث وجماعة بالظاهر، فمنهم الإمام يحيى بن حمزة، وإذا كان هو الوارد إلى اليمن فقد ذكر بعض المؤرخين خروج جد الفقهاء آل أبي الرجال مع رجل من هذا البطن من العراق.
جعفر بن عبد الله بن أبي النجم [ - ]
القاضي العلامة ركن الدين جعفر بن عبد الله بن أبي النجم - رحمه الله - كان عالماً عاملاً حاكماً محكماً، واتفق له بمكة المحروسة أن حبسه الأمير نجم الدين أبو نمي الحسني صاحب الحرم، وكانت هذه من الحوادث لعلوّ منصب أهل هذا البيت، وكتب صنوه إسماعيل الأبيات التي سلفت، وأظنه تعقب ذلك خروجه، وكان وصوله حرياً بما قال القائل فيهم من قصيدة أولها:
يا خليلي أسعداني فإني ... مهجتي جذوة ودمعي سجومُ
وقفا بي على الرسوم قليلاً ... ما عسى أن يغنيه عني الرسومُ
ثم قال مهنئاً:
فرح قد أظلهم ثم ثاني ... قد تلاه حواهما التنظيمُ
قادم الحج ثم تطهير سبطيـ ... ـه الزكيين غبطة ونعيمُ
ركن دين الله(2) صفوة عبد الـ ... ـله ذي العلم والأريب الحليمُ
زار ذات الأستار ثمت قضى ... وطراً منه ركنها والحطيمُ
وأتى الأعماد إذ سنه الـ ... ـله فباهى به الورى التنعيمُ
ولمَّا انتقل إلى جوار الله الكريم رثاه السيد العلامة إبراهيم بن محمد بن الحسين الديلمي - رحمه الله - الماضي ذكره فقال:
ينازع نفسي في الأسى ما ينازع ... وتخفق أعضائي وتهمي المدامعُ
وتسعر أحشائي بنارٍ كأنه ... من الوجد أضحت تحتويها الأضالعُ
__________
(1) هذه الترجمة لا توجد في (ب) على هذا الترتيب فهي متقدمة.
(2) لعلها: الإله ليستقيم الوزن.

تنكرت الأحوال فانحط شامخ ... وضيق معمور وضيق واسعُ
إذا ما رأت عيناي حياً بغبطةٍ ... أتيح لهم خطب من الدهر فاجعُ
وإن عاش قوم في المسرَّة برهةً ... أديلوا بغم نازل لا يدافعُ
أمن كل وجهٍ زائر الموت طالعُ ... وفي كل دارٍ طائر الفوت واقعُ
/285/
وفي كل يوم للمنية عسكرٌ ... لها ذابلات في النحور شوارعُ
طمعنا ضلالاً في البقاء وإنما ... أرى أكذب الآراء تلك المطامعُ
ورمنا انصراف الحتف عناوقد رأى ... وأسمع منه الصدق راءٍ وسامعُ
مضى قبلنا قوم تحدث عنهم ... بأخبارهم صدق الحديث المواضعُ
وباد الورى قرناً فقرناً فلم يصن ... عزيزٌ ولم يرفع يد الحتف شافعُ
ولم ينج ملكاً خيله ورجاله ... ولا دافعت عنه القرى والمصانعُ
ولكنها الآجال تمضي بأوَّل ... وآخرنا والله لا شك تابعُ
ولمَّا نعى الناعون نحوي جعفراً ... فزعت لفخر الدين والموت رائعُ
وأقلقني ما كاد تهوي لعظمه ... صخور أبانٍ أو تهد متالعُ(1)
على سيدٍ سمح الخليقة ماجد ... كريم المحيَّا أنجبته المراضعُ
أديب لبيب لم يزنَّ بزينة ... حليم عليم بارع إذ يراجعُ
له شرف سامٍ وفضل وعفَّة ... ولطفٌ وجودٌ فايض وتواضعُ
ومجد علَى مجد البريَّة باذخ ... أناف فلم يبلغ لأدناه قارعُ
قريع خطوب إن نزلن فجعفر ... يعود غنياً من لديه المقارعُ
وسبط صناديدٍ كرام جميعهم ... لآل النبيء الهاشمي بشائعُ
قفوا نهج أهل البيت حبَّاً وغيرهم ... إلى دينهم بالكرْه والرغم راجعُ
وما ضاع دين الله فيهم وأنه ... لفي الغير ممن قد عرفناه ضائعُ
فلا غروَ أن نرتاع مما يروعهم ... ونشرك في أحرابهم ونتابعُ
بكت جعفراً كتب العلوم وضيفه ... وبيت به يمضي الدُّجى وهو راكعُ
وكم منبرٍ يبكي عليه وجامعٍ ... ينوح وكم غصت عليه المجامعُ
فمن للقِراء(2) من للقراءة بعده ... ومن للقا إمَّا اقتربن المصارعُ
__________
(1) أبان ومُتَالِع: جَبَلان. (المرجع السابق ص1082).
(2) لعلها: للقِرى.

ومن يلتقي أخدانه ببشاشة ... ومن للأعادي بالمساءة قامعُ
وهذا القدر كافٍ من هذه القصيدة.
جعفر بن القاسم بن علي(1) [ - 450 ه‍ ]
السيد الكبير الأمير العلامة جعفر بن القاسم بن علي - رحمه الله - كان عالماً مقداماً خطيراً، ولي صعدة عن أمر أبيه وهو والد الأميرين الفاضل وذي الشرفين، وتوفي بصنعاء، وقبره بمقابر آل الصليحي، وحضر علي بن محمد(2) دفنه، وحضره ولده السيد الفاضل، وكان أسيراً في يد الصليحي فأطلقه، ويروى أن من أسباب موت جعفر بن القاسم أن الصليحي لمَّا اشتدت وطأته(3) في اليمن /286/ أجمع(4) رؤساء اليمن من الأشراف ونحو بني السخطي والأينوع وبني عتمى ملوك مخلاف عتمة والحوالين والهياثم وبني مروان أهل أشيح، وآل أبي الفتوح سلاطين خولان العالية، وآل الروية سلاطين مذحج وغيرهم، وأمرهم ألاَّ يفارقوه خوفاً منهم، ثم إنه تجهز يغزو الكرنديين إلى قلعة السوا(5) والسمدان(6)، وهي بلاد وبيَّة ليهلك منهم من يهلك، فكان كما ظن هلك الناس وكان الصليحي لا يضرُّه الوباء؛ لأنه نشأ في بلاد (الأحروج)(7) من حراز، فلما حاصر (الكرنديين) نزلوا على حكمه بأمانٍ عقده جعفر بن القاسم، ثم قبر الصليحي في عهده فحصل مع جعفر أثر عظيم لذلك، فكان سبب ذلك.
موته في سنة خمسين وأربعمائة، ذكر ذلك مفرح بن أحمد الربعي وغيره.
__________
(2) في (ب): الصليحي.
(3) في (ب): على اليمن.
(4) في (ب): جمع.
(5) السوا: عزلة كبيرة من ناحية المواسط وأعمال الحجرية، اتخذها الملوك بنو الكرندي مركزاً لهم وذلك في القرن الرابع الهجري (معجم المقحفي ص 331).
(6) السَمَدان، بفتح السين المهملة حصن شامخ في بلد الرجاعية من بلاد الحجرية، غربي مركز تربة ذُبْحَان بمسافة 15كم (المصدر السابق ص: 325).
(7) الأحروج هو الاسم القديم لناحية الحيمة غربي حضور (المصدر السابق ص: 16).

جعفر بن محمد بن مفضل [ - ]
السيد العلامة الشهير زين الدين جعفر بن محمد بن مفضل بن حجاج - رحمهم الله - كان جليل القدر واسع المعرفة مثرياً، وكان أخوه منصور بهذه المثابة إلا أن هذا الشريف أطول من أخيه عمراً، وأكثر معرفةً ومالاً.
قال السيد أحمد بن عبد الله - رحمه الله -: وله خط جيد، فيه حلاوة وقوَّة على الوضعة الأولى، وضعة نشوان وأهل ذلك الزمان، وله اتساع في العلوم كلي، وكان له ثروة وعبيد وأموال مختلفة في جهاتٍ عديدة، وتوفي بوقش - رحمه الله تعالى -.
جعفر بن محمد بن شعبة(1) [ - ]
الشيخ العلامة بهاء الدين جعفر بن محمد بن شعبة النيروسي - رحمه الله تعالى - صاحب الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم - عليه السلام - وهو صاحب المسائل(2) المشهورة بمسائل والنيروس(3) قرية من قرى الرويان، نسب إليها من أصحابنا جماعة، وكثيراً ما يلتبس صاحب القاسم هذا بصاحب المؤيد بالله، وهو الحسن بن زيد وسيأتي - إن شاء الله تعالى-.
جعفر بن محمد بن جعفر(4) [ - ]
السيد الأمير الكبير الخطير جعفر بن محمد بن جعفر بن القاسم بن علي الرسي، أحد أعيان العلماء وأكثر الناس زجراً للحسينية عن معتقدهم، وهو أمير شهارة المحروسة بعد سلفه.
جعفر(5) بن يحيى بن أبي يحيى(6) [ - ]
__________
(1) رجال الأزهار 10، لوامع الأنوار 1/342، مؤلفات الزيدية 1/75، المستطاب - خ - وانظر أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم 260.
(2) في (ب): الرسائل.
(3) قوله: والنيروس، سقط من (أ).
(5) في (ب): هذه الترجمة متقدمة على السيد الأمير الكبير الخطير جعفر بن محمد.

52 / 182
ع
En
A+
A-