الفقيه الأفضل أسعد بن عمرو من علماء الزيدية، والذي يظهر لي من حاله أنه كان يميل إلى التقشف، وإن لم يحقق التحقيق الذي ينبغي، وكان يستقل بآراء في العلم، ويستظهر لذلك، إلا أنه يلوح مما بينه وبين الإمام المنصور ما ذكرته، وله مسائل منها ما يصرح بأنه لا يثنيه عنها جواب مجيب، وأجاب عليه الإمام في مسائل بالجواب المشهور (بالرسالة القاهرة)، قال في خطبة تلك الرسالة: أما بعد، فإن مسائل الشيخ المكين الموفق - إن شاء الله - أسعد بن عمرو - أرشده الله - وصلت إلينا إلى صنعاء اليمن، ونحن في أشغال تبلبل البال، وتسدُّ منهاج الجواب والسؤال، فرأيت إيثار النظر فيها من مهمات الدين وموجبات رضا رب العالمين؛ لأنه أوردها إيراد المسترشدين، فأمرنا الإخوان، أرشدهم الله بتوفيقه وتأييده ولا أخلاهم عن عونه وتسديده، والشيخ(1) الأجل الأوحد عمدة الموحدين محيي الدين ولي المؤمنين محمد بن أحمد بن الوليد القرشي، والقاضي الأجل نظام الدين عمدة المجاهدين سيف أمير(2) علي بن زيدان الطائي في جماعة من الإخوان - أكثر(3) الله أعدادهم ولا قطع إمدادهم بقراءتها، فقرؤوها علينا على(4) مسألة مسألة، ونحن نلقي على أذهانهم ونفرغ في آذانهم الأجوبة على تلك الأسئلة مبرهنة معللة، إما مفصلة وإما مجملة، على قدر احتمال الحال(5)، وأخذ الإمام علي هذه الصفة، ثم وصف الاشتغال فقال: كم بين من لا همّ له إلا النوم، والاغتسال والعوم، ومن يقطع بعض ليله في تسيير المقانب، وجل نهاره في تكتيب الكتائب، فتارة يفوز سهمه، وتارة يخيب، ومرة يخطئ، ومرة يصيب.
فلا تعذليني في الهدايا فإنما ... تكون الهدايا من فضول الغنائم
وليس بمهدٍ من يضل نهاره ... جلاداً و يمسي ليله غير نائم /240/
__________
(1) في (ب): الشيخ.
(2) في (ب): سيف أمير المؤمنين.
(3) في (ب): كثر.
(4) في (ب): لا توجد لفظة على.
(5) في (ب): إجمال الحال.

خميص الحشا إما على السرج حانياً ... وإما على فضل من الترس عائم
وأنشد:
يا قوم قد أكلتموني(1) باللوم ... وما لقيت عامراً قبل اليوم
والآن قد لقيتهم فلا لوم ... سيان(2) هذا والعتاب واللوم
والمضجع البارد في ظل الدوم
أسعد(3) بن منصور(4) [ - ]
أسعد بن منصور، عالم كبير فاضل شهير، قبره في السودة.
من اسمه إسماعيل
إسماعيل بن أحمد بن القاسم(5) [بعد 300ه - ]
الشريف الفاضل العلامة أبو البركات إسماعيل بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم، شريف كامل المنصب عالي الهمة شريف المنزلة، كان بعد ثلاث مائة من الهجرة.
إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن(6) [ - ]
الإمام العلامة أبو الأئمة الكرام إسماعيل الديباج بن إبراهيم الخضر(7) بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - شهرته مغنية عن الإطناب، وظهور أحواله الكريمة مجزية عن الإسهاب، كان يسمى بالديباج مطلقاً، وأخوه محمد - عليهما السلام - يسمى بالديباج الأصفر؛ لأنه كان كل منهما كسبيكة الذهب، وكان يكنى أبا إبراهيم ويسمى الشريف الخلاص، وشهد فخّاً - رحمه الله - وذهب إلى جوار الله أيام المنصور العباسي.
إسماعيل بن إبراهيم بن عطية(8) [ - 794 ه‍ ]
__________
(1) في (ب): أكلهتموني.
(2) في (ب): شتان.
(3) في (ب): ذكر بعد القاضي العلامة: سعد بن علي المري.
(4) نفحات العنبر - خ - أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (212).
(6) مآثر الأبرار 1/425 - 427.
(7) في (ب): إبراهيم المحض.
(8) طبقات الزيدية القسم الثالث ترجمة رقم (128)، مؤلفات الزيدية 1/191، 2/175، ملحق البدر الطالع ص 56، معجم المؤلفين 2/255، كشف الظنون 1376، مصادر الحبشي 376، وفيه إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم النجراني، المستطاب - خ - 2/50، الجواهر المضيئة - خ - ص25، لوامع الأنوار 2/72.

الفقيه الفاضل الشيخ الكامل إسماعيل بن إبراهيم بن عطية من آل النجراني - رحمه الله - كان جامعاً للعلوم من أعلام المائة الثامنة، وهو من تلامذة مطهر بن تريك، وأظنه شارح الحاجبية، فإنه كان إماماً لا يلحق في علوم القرآن، ومن تلامذته محمد بن داود النهمي، والسيد الكبير العلامة الهادي بن إبراهيم رحل إليه إلى صعدة فقرأ عليه كما قال السيد الهادي الصغير في علوم العربية نحواً(1) ومعانياً وبياناً، وكذا تفسير القرآن، وقال في صفته: الشيخ العلامة، إمام المحققين، وترجمان أهل عصره أجمعين.
قلت: وكان من تلامذته السيد علي بن محمد بن أبي القاسم، والسيد علي - رحمه الله - شيخ علي بن موسى الدواري، وعلي بن موسى شيخ السيد صارم الدين، ومن مصنفاته (الأسرار الشافية والخلاصات الكافية)(2)، وله على (الكافية) شرح أخصر من هذا، توفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة عن نيف وسبعين سنة، وهو ممن حضر بيعة الإمام علي بن صلاح، خرج من صعدة مع الذين خرجوا إلى صنعاء، منها لذلك المهم.
إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم(3) [ - 808 ه‍ ]
__________
(1) في (ب): نحواً و تصريفاً ومعانياً وبياناً.
(2) في (ب): في كشف معاني الكافية، قلت: ومن الكتاب نسخة خطية بالمكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء برقم (492)، مجاميع، والكتاب تحت التحقيق تقوم بتحقيقه طالبة في جامعة صنعاء، رسالة ماجستير.
(3) طبقات الزيدية القسم الثالث ترجمة رقم (129)، هداية الراغبين - خ - لوامع الأنوار - خ - الجواهر المضيئة - خ - وانظر كتابنا أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (215).

الشيخ الجليل العلامة إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عطية النجراني المداني، شيخ العربية والتفسير، مكانته في الفضائل مكانة عمه السابق ذكره، وله مشائخ عدة وأحفاد وتلامذة، فمن مشائخه السيد أبو الحسن علي بن محمد بن أبي القاسم، وقرأ عليه الكشاف والتجريد، ومن شيوخه السيد عبد الله بن يحيى بن المهدي الزيدي المعروف بأبي العطايا، ومن تلامذته السيد العلامة المعروف بحافظ الإسناد محمد بن عبد الله بن الهادي الوزيري - رضي الله عنهم -.
إسماعيل بن أحمد البستي(1) [ - 420ه تقريباً]
الشيخ الإمام لسان المتكلمين إسماعيل بن أحمد البستي /241/ - رحمه الله - حافظ المذهب وشيخ الزيدية بالعراق، وإليه نسبة المذهب كما في تعاليق العلماء على (الزيادات) وعلى (اللمع)، وشهرة ذلك أظهر من الشمس، وإن كان قد وهم بعض علمائنا بجعله جامع (الزيادات)، وجامع (الزيادات) هو الشيخ الأستاذ ابن تال - رحمه الله -.
قال الحاكم - رحمه الله -: أخذ البستي عن القاضي، وله كتب كثيرة وكان جدلاً حاذقاً يميل إلى الزيدية، وصحب قاضي القضاة، وكان إذا سئل بمسألة(2) أحال عليه، وناظر الباقلاني، فقطعه لأن قاضي القضاة ترفع عن مكالمته.
إسماعيل(3) بن جعفر الصادق(4) [ - 138 ه‍ ]
__________
(1) أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (235) واسمه فيه: إسماعيل بن علي بن أحمد بن محفوظ البستي الزيدي، أبو القاسم، ومنه: معجم المؤلفين 2/279، ورجال الأزهار 7، مؤلفات الزيدية 1/147، 308، 2/455، 3/85، الجواهر المضيئة - خ - ص: 26، المستطاب - خ - معجم المفسرين 1/91.
(2) في (ب): إذا سئل عن مسألة.
(3) في (ب): ذكر بعد الإمام إسماعيل الديباج.

السيد الكبير الإمام الشهير إسماعيل بن جعفر الصادق، يكنى أبا محمد، ويعرف بالأعرج، كان من أكبر أولاد أبيه وأحبهم إليه، وكان(1) يحبه حباً شديداً، وتوفي في حياة أبيه بالعريض فحمل على رقاب الناس إلى البقيع فدفن به سنة ثماني وثلاثين ومائة قبل وفاة أبيه جعفر الصادق بعشرين سنة.
إسماعيل بن شهردوير بن يوسف(2) [ - ]
الشيخ الأكمل الأعلم بهاء الدين إسماعيل بن شهردوير بن يوسف بن الحسن بن أبي القاسم الديلمي المرقابي - رحمه الله - كان هو وأبوه وجده وأخوه من بيت علم خطير، ذكرهم الملا يوسف حاجي الناصري - رحمهم الله جميعاً -.
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي(3) [ - 167 ه‍ ]
الفقيه الكبير المحدث إمام التفسير إسماعيل بن عبد الرحمن السدي - رحمه الله - إمام كبير وعلامة شهير، من أجلاء العلماء، وأظنه ذكره في تلامذة زيد وأتباعه الإمام العلامة، ولي آل محمد القاسم بن عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي - رحمه الله -.
__________
(1) في (ب): كان.
(3) أسماء التابعين الرواة عن الإمام زيد - عليه السلام - 15، ومنه الجداول - خ - طبقات الزيدية - خ - حياة الإمام زيد دراسة وتحليل (قسم أصحاب الإمام ورواة حديثه)، تهذيب الكمال 3/132، ومنه الجرح والتعديل 1/185، الميزان 1/236، الكامل 1/274، التأريخ الكبير 1/361، سير أعلام النبلاء 5/264، ثقات ابن حبان 4/220، التابعين 2/23، تقريب التهذيب 1/273، أعيان الشيعة 3/378، شذرات الذهب 1/174، الكنى والألقاب 2/311، طبقات المفسرين 1/110، معجم المفسرين 1/90، معجم المؤلفين 2/276، معجم الأدباء 7/13 - 16، الأعلام 1/313، تأريخ أسماء الثقات ص50، طبقات ابن سعد 6/323، طبقات خليفة 163، تأريخ ابن معين 1/249، ترجمة رقم 1637، روضات الجنان 101، 102، لوامع الأنوار 1/353، وانظر أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (231).

قال ابن الجوزي: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة المعروف بالسدي، مولى بني هاشم، كوفي، يروي عن أنس.
قال يحيى القطان: ما رأيت أحداً يذكره إلا بخير، ما تركه أحد، وقال أحمد بن حنبل: هو ثقة.
قال المنذري: السدي هذا(1) أخرج له مسلم في صحيحه. قال ابن عدي: هو عندي صدوق لا بأس به.
وقال في (بغية الألباب) تأليف أحمد بن علي بن عبد السلام التكريتي المختصر من معجم الأدباء لياقوت:
إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب السدي الأعور، صاحب التفسير، يكنى أبا محمد، وقيل عبد الرحمن بن أبي كريمة مولى زينب بنت قيس بن محرمة(2) من بني عبد مناف، حجازي الأصل، سكن الكوفة، مات سنة 167ه. روى عن أنس بن مالك وغيره، وهو السيد(3) الكبير، روى عنه الثوري وغيره، كان إسماعيل بن أبي خالد يقول: السدي أعلم بالقرآن من الشعبي، وإنما سمى السدي؛ لأنه نزل (بالسدة)، وكان أبوه من كبار أهل أصبهان، لقي جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقيل: لأنه كان يبيع الْخُمُر، يعني المقانع في سدة الجامع - يعني باب الجامع -. وقيل: لأنه كان يجلس في المدينة بموضع يقال له: السدة، وكان شريك يقول: ما ندمت على رجل لقيته ألاَّ أكون كتبت كل شيء لفظ به إلا السدي.
__________
(1) في (أ): وهو.
(2) لعلها: مخرمة بالخاء المعجمة.
(3) في (ب): وهو السدي الكبير.

إسماعيل بن عباد(1) [324 - 385 ه‍ ]
__________
(1) مقدمة ديوانه 6 - 9، ومنه أخبار أصبهان 2/138، البداية والنهاية 11/314، بغية الوعاة 196، شذرات الذهب 2/163، معاهد التنصيص 2/152، وفيات الأعيان 1/206، الأنساب للسمعاني، معجم الأدباء 6/168، معجم البلدان 6/8، النجوم الزاهرة 4/170، معالم العلماء 136، يتيمة الدهر 3/267، تأريخ أبي الفداء 2/130، لسان الميزان 1/414، كتاب (الصاحب بن عباد، تأليف محمد بن حسين آل ياسين)، أنباء الرواة 1/202، تأريخ بن خلدون 3/108، الإمتاع والمؤانسة 54، الضرير 4/40 - 81، فهرست ابن النديم 194، مرآة الجنان 2/441، تأريخ ابن كثير 11/314، تأريخ الأدب العربي 1/136، مقدمة رسائل الصاحب، ظهر الإسلام 1/133 - 134، تأسيس الشيعة 161، كشف الظنون 1/796، هداية العارفين 1/209، طبقات الزيدية - خ - معجم المؤلفين 2/274، المستدرك على معجم المؤلفين 124، ومنه مقدمة حسين علي محفوظ لرسالة في الهداية والضلال للصاحب 326 - 385، وانظر كتابنا أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (230).

فخر الملة جامع المحامد، ولي آل رسول الله، شحاك الأعادي، الصاحب كافي الكفاءة إسماعيل بن عباد - رحمه الله - كان نسيج وحده في كل فضيلة، ما ظننته خلا عن ذكره كتاب من كتب التواريخ، إن ذكر الأدباء فهو إمامهم وحجتهم، أو المتكلمون /242/ فعليه تعويلهم، والوزراء فما يمشون إلا تحت لوائه، ولا يتفيّأون إلا في ظل فنائه، أو الفقهاء من جميع المذاهب، فحضرته منبع أعين(1) جميع العلوم، وصنف له الإمام الكبير أحمد بن الحسين الهاروني المؤيد بالله - عليه السلام - (البلغة)(2) على مذهب الهادي - عليه السلام - وهي كتاب لطيف محتفل بفوائد وزوائد، وناهيك لهذا الصاحب الجليل بعناية هذا الإمام العظيم شأنه وحضوره مجلسه المعمور بالفضائل،بل مدحه بقصيدته الزهراء(3) الشهيرة الطائرة السائرة، وكان الإمام(4) أبو طالب من أهل الحضرة، وأيضاً وينقل عن الصاحب وقاضي القضاة وغير هؤلاء، وكان إذا تمنى الناس المراتب والأموال تمنى لقاء السيد المؤيد يحل له الشبه، ومن كلماته: ما تحت الفرقدين مثل السيدين يريد المؤيد بالله والناطق بالحق، ومن كلماته المستحسنة حين توسط بينهما لإصلاح شيء وقع يشبه ما وقع بين الحسنين السبطين - عليهما السلام - فلم يتيسر للصاحب ما رام فقال: شأنكما، وما قد شانكما، وكان الكلام مسخراً له، ولقد أحسن القاضي الجرجاني - رحمه الله - فيه حيث يقول في وصفه بالسبق في ميدان الفصاحة:
ولا ذنب للأفكار أنت تركتها ... إذا احتشدت لم تنتفع باحتشادها
سبقت بأفراد المعالي وألفت ... خواطرك الألفاظ بعد شرادها
فإن نحن حاولنا اختراع بديعة ... حصلنا على مسروقها ومعادها
وفي كتب هذا الشأن ما يغني عن الإطالة، وما أحراه بقوله:
أولم تر الدنيا تطيع أوامري ... والدهر يلزم كيف شئت جنابي
__________
(1) في (ب): منبع لمعين.
(2) لم أجد له نسخة خطية.
(3) في (ب): الزهراء الفائقة.
(4) في (ب): وكان الإمام وكان أبو طالب.

والعيش غض والمسارح(1) جمة ... والهم أقسم لا يطور ببابي
وولاء آل محمد قد حيز لي ... والعدل والتوحيد قد سعدا بي
من بعد ما اسودّت مطالب طالب ... باب الرشاد إلى هدى وصواب
عاودت عرصة أصبهان وجهلها ... ثبت القواعد محكم الإطناب
والجبر والتشبيه قد جثما بها ... والدين فيها مذهب النّصابي
فكنفتهم دهراً وقد ثقفتهم ... إلا أراذل من بني الأذناب
ورويت من فضل النبي وآله ... ما لا يبقِّي شبهة المرتاب
وذكرت ما خص الوصي بفضله ... من مفخر الأعمال والأنساب
ودرى الذي كان التعرف دأبه ... أن الشفاء له استماع خطابي
وله في العدل والتوحيد رسائل وقصائد شغل بها قلوب الأعداء، وأشعلها ناراً بفصاحة وبلاغة وإبراز البراهين العقلية والنقلية بتلك العبارات، ولله /243/ دره حيث يقول:
لو قيل للمجبر المعتوه إن له ... أباً يريد فساداً طاح من عصبه
وظل يدفع ما قد قيل من أنف ... مجدداً عجبه فيه إلى عجبه
فكيف قال يريد الله فاحشة ... يذمها من رياء العبد أو كذبه
لولا التجاهل عز الله معتلياً ... عما يفوه ذوي الأجبار في خطبه
وهو المريد صلاح الخلق أجمعهم ... كذاك أنبأنا في النص من كتبه
والذم يلحق عند الناس(2) موجبه ... والإثم يحصل في ميزان مكتسبه
وما أدل قوله في هذه القصيدة على فضله وشرفه وهي طويلة أولها:
لو كانت الدنيا كنوزاً في يدي ... لوهبتها من حيث لا تكفيني
ما قدر منقرض وقيمة نافد ... ومحل ماض أن يليق يميني
العدل والتوحيد كل معاقلي ... وولاء آل الطهر جل حصوني
لا علم إلا ما أناضل دونه ... وأفاضل الدنيا يناضل دوني
يا آل أحمد قد جددت لمدحكم ... لما رأيت الحق جد مبين
سبق الوصي إلى العلا طلابها ... حتى تملكها بغير خدين
شمس ولكن ليس يعرف قرصها ... وضبارم(3) لم يستتر بعرين
__________
(1) في (ب): والمفارح.
(2) في (ب): عند الخلق.
(3) الضُّبارم: الأسد، والرجل الجريء على الأعداء (القاموس المحيط ص: 1460).

جذب النبي بضبعه(1) يوم الغديـ ... ـر ووكَّد التعريف بالتعيين
ختم الرقاب بنصه لولاية ... ختم الرقاب خلاف ختم الطين
يوم أغر أضاء غرة هاشم ... يوم هِجَان(2) ساء كل هجين(3)
أذكر له بدراً وسعي حسامه ... في هجر روح أو وصال منون
واذكر له أحداً وقد أرضى الردى ... ورضي الردا أسخاط كل وتين(4)
ثم اذكر الأحزاب واذكر سيفه ... أسد يلاقي الحرب (بالتبين)(5)
واذكر يهود بخيبر إذ شلها ... مثل البغاث يشل بالشاهين
وأذكر حنيناً حين أصبح سيفه ... يلقى المناحر عن هوى وحنين
أجرى دماء المشركين فلو جرت ... في موقف لرأيت ألف معين
واذكر مؤاخاة النبي وقوله ... ما قال في موسى وفي هارون
قد سدت الأبواب إلا بابه ... لو كان يُعْرَفُ موضع التبيين
وبراءة ارتجعت وملك أمرها ... يا رب شأن ناسخ لشاءون(6)
يا هل أتى يوحي بمفخر ما أتى ... ليغض طرف الناصب المغبون
أرواة أثار النبي من الذي ... يدعى قسيم النار يوم الدين
من بابه في العلم وهو مدينة ... إيهٍ وصاحب سره المخزون /244/
من زوَّج الزهراء حين تزاحموا ... في خطبة كشفت عن المكنون
من(7) جذ أصل الناكثين وجذ حبـ ... ـل القاسطين وحاط عز الدين
من كان حتف المارقين الفاسقيـ ... ـن وجسهم في دمنة التحسين
يا أمة ملك الضلال زمامها ... وتهالكت في حالها الملعون
أجزاء من هذا ذوائب فضله ... وثمار علياه بغير غصون
__________
(1) الضَّبع: العَضُد، والجمع أضباع كفرخ وأفراخ (مختار الصحاح ص: 376).
(2) أي كريم من قولهم: امرأة هجان أي كريمة.
(3) يقال: رجل هجين بيّن الهُجْنَة، والهجنة في الناس والخيل إنما تكون من قِبَل الأم، فإذا كان الأب عتيقاً أي كريماً والأم ليست كذلك كان الولد هجيناً، والإقراف من قِبَل الأب (المختار الصحاح ص: 691).
(4) الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه (المصدر السابق ص: 708).
(5) لعلها: بالتبيين.
(6) كذا في (أ) و (ب)، ولعل الصواب: لشئون.
(7) الجذَّ: القطع.

45 / 182
ع
En
A+
A-