أحوز، الشيعي الكبير، من جهابذة أصحاب الهادي - عليه السلام - كان من أهل المحل عنده وسأله يوماً عن الخليفة بعده والقائم بالأمر من آل الرسول - صلى الله عليه(1) وآله وسلم - بعد وفاته، فأبطى(2) عنه في الجواب، ثم أعاد السؤال فقال: يا أخي، محمد - يعني ابنه - عليه السلام - قال: ثم من: قال: يا أخي، أحمد - يعني ابنه الناصر لدين الله - عليهم السلام - قال: ثم من قال: حسبك إن عمرت عمر ثلاثة أئمة.
من اسمه إسحاق
إسحاق بن إبراهيم بن الحسن(3) [ - ]
السيد الإمام إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن - عليهم السلام - من أسلاف الزيدية وكبارهم، هلك شهيداً بيد المنصور العباسي.
إسحاق بن جعفر(4) [ - ]
الشريف الأمير العامر إسحاق بن جعفر الصادق، ويكنى أبا محمد ويلقب المؤتمن، ولد بالعريض، وكان أشبه الناس برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومرض آخر عمره، وزَمِن(5)، وادّعت فيه طائفة من الشيعة أنه كان إماماً، وكان محدثاً فاضلاً، روى عنه سفيان بن عيينة قال: حدثني الثقة الرضي، انتهى.
إسحاق بن أحمد بن محمد(6) [ - 555 ه‍ ]
القاضي العلامة ركن الدين إسحاق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد الباعث - رحمه الله - كان من أجل العلماء قدراً، ومن حجج الله، لقي الحاكم أبا سعيد - رضي الله عنه -.
__________
(1) في (ب): صلى الله عليهم أجمعين.
(2) في (ب): فأبطأ.
(5) يقال: رجل زَمِن أي مبتلى.
(6) الترجمان - خ - المستطاب - خ - الجواهر المضيئة - خ - نزهة الأنظار (خ)، اللآلئ المضيئة - خ - 2/235 - 236، مؤلفات الزيدية 1/294، لوامع الأنوار 1/300، 2/40، تأريخ اليمن الفكري في العصر العباسي 1/517، مصادر الفكر العربي والإسلامي في اليمن للحبشي (173)، معجم المؤلفين 2/231، رجال الأزهار 7، الروض الأغن 1/96، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة (208)، وانظر طبقات الزيدية الكبرى - القسم الثالث - بتحقيقنا ترجمة رقم (124).

قال السيد الهادي بن إبراهيم: كان القاضي إسحاق من علماء /229/ الزيدية، وعظماء أنصار العترة النبوية، وله في الإمامات تصانيف جمة ورسائل كثيرة، وكانت زيديته خالصة، وهو صنو القاضي جعفر في العلم والبراعة إلا أن أكثر مصنفاته في الإمامات وأحكامها، ورسائله في سيرها وأغراضها، وله رواية واسعة عن أكابر العترة النبوية، ومن طالع رسائله ومصنفاته(1) عرف صحة محبته لأهل البيت - عليهم السلام - وأنه فيها السابق المجلي.
يحكى أن الشيخ الكبير المعظم الخطير المسمى السعد بن أبي الليل الحائري ثم الخولاني وصل من مغارب صعدة فدخل مسجد الهادي - عليه السلام - قاصداً للقاضي إسحاق المذكور، وكان إمام محراب الهادي - عليه السلام - والخطيب بصعدة للإمام - عليه السلام - فقال للقاضي: قد كنت أتمنى أن ألقاك وحدك وأنا رجل جاهل لا أقرأ ولا أكتب، وقد قمنا مع هذا الإمام وقتلنا وقتلنا وأعطيناه الزكاة من أموالنا، ولا ندري أنحن على صواب أم على خطأ؟ وأنت اليوم أكبر علمائنا، وقد أردت ان أجعلك بيني وبين الله، وما هديتني إليه فعلت وإن استكتمتني حديثاً كتمته، وأقسم له على ذلك بأيمان مغلظة من أيمان وطلاق ونذر أنه لا يخرج له سراً، استكتمه إياه فغضب عند ذلك القاضي إسحاق، وقال: أفأكون على هذا السن في هذا المكان الشريف أخطب له في مسجد الهادي على منبر المرتضى والناصر - عليهم السلام - في كل جمعة في مثل هذه المدينة، وأدعو له، ويكون عندي له غير ما أبدي، أتجعلني منافقاً، وتعب من كلامه تعباً عظيماً فاستعطفه واعتذر إليه، وقال: قد قلت لك في أول كلامي: إني رجل جاهل، فأقبل إليه القاضي فقال: أنت مصيب في جهادك ، وهو الإمام فزد في جهادك جهاداً أو مع اجتهادك اجتهاداً. انتهى.
__________
(1) في (ب): مصنفاته ورسائله.

قال السيد الهادي: وسمعت من يروي أن الدعاء عند قبره مستجاب، قد جرب ذلك، قال: وقبره - رضي الله عنه - تجاه المنصورة بصعدة إلى جهة المغرب، وهو مشهور مزور، وفاته(1) - رحمه الله - سنة خمس وخمسين وخمسمائة. قال: وله تعليق معروف على الإفادة، وكان فقيهاً بارعاً - رحمة الله عليه -.
قلت: وهذا المنبر موجود، الآن في المقدم الذي عمره شمس الدين بن الإمام وهو الجامع المسمى بذي النورين، وفيه مكتوب: هذا ما أمر به أحمد بن يحيى أن يوضع في المسجد، وقد ذكر ذلك الأمير الحسين في كتاب (الشفاء) في باب صلاة الجمعة.
إسحاق بن الحسن بن محمد(2) [ - ]
إسحاق بن الحسن بن محمد صنو العلامة علي بن الحسن، يعرفان جميعاً بابني صيني؛ لأن أباهم كان أصلع أو حليقاً، فكان يبرق بريقاً يشبه الصيني، وهما من العلماء من قرابة القاضي تبَّع، كانا يسكنان حجر بني صارم من مشرق حاشد، ونسبهم من بني عباد من حمير.
إسحاق بن محمد بن القاسم القاسمي(3) [ - ]
الشريف الأمير العالم إسحاق بن الأمير محمد بن القاسم القاسمي - رحمه الله - كان نبيلاً جليلاً، ذكره العلامة عبد الله بن زيد العنسي - رحمه الله -.
إسحاق الجيلي(4) [ - ]
القاضي العلامة إسحاق الجيلي - رحمه الله - كان قاضياً للمؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني - عليه السلام - ذكره الملاحاجي يوسف الناصري - رحمه الله -.
من اسمه إدريس
إدريس بن إدريس بن عبد الله(5) [ - ]
/226/ الإمام السيد مفخر العترة الطاهرة إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - كان من عيون آل محمد الناظرة، علماً واسعاً وفصاحة وعبادة، وإقداماً وعزيمة، قد افتخر به وبأهل بيته العلماء.
__________
(1) في (ب): توفى.
(5) مآثر الأبرار 1/463 - 465، الزيدية لصبحي ص: 113، التحف شرح الزلف ص: 143، ومنه الأعلام 1/278.

قال ابن أبي الحديد في معاريض مفاخرة بين بني هاشم وبني أمية: فإن افتخرت بنو أمية بملوكها في الأندلس من ولد هشام بن عبد الملك واتصال ملكهم، وجعلوهم بإزاء ملوكنا بمصر، قالوا لهم: إلا إنا الذين(1) أزلنا ملككم بالمغرب كما أزلنا ملككم بالشام والمشرق كله؛ لأنه لما ملك قرطبة الظافر من بني أمية خرج عليه علي بن حمود بن منصور بن أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فقتله وأزال ملكه وملك قرطبة، دار ملك بني أمية، وتلقب بالناصر، ثم قام بعده أخوه القاسم بن حمود، وتلقب بالمأمون، ثم قام بعده يحيى بن علي بن حمود، وتلقب بالمعتلي، فنحن قتلناكم وأزلنا ملككم في المشرق والمغرب، انتهى(2). والظاهر أن إدريس بن عبد الله قام ودعا، ولهذا لم نترجم له وإن كنا غير محيطين بالخمس أو السدس من أعداد الأهلة والنجوم - أعاد الله من بركتهم- وهو الذي في (العيون)، وكلام (البحر)، والسيد صارم الدين أنه دعا وولده إدريس صاحب الترجمة في ذهني أنه قد ذكر له دعوة، ولم نجد عند الرقم لها ذكر بعد البحث، لكنه من القائمين بالقسط، وكانت تحت يده ممالك ونحوت(3) لما مات والده بالسم، وذلك أنه بعد قضية الفخي - عليهم السلام - انهزم إدريس بن عبد الله إلى المغرب بعد أن كان انهزم إلى فارس(4) وطنجة، ومعه مولاه راشد، فدعاهم فأجابوه فاغتم الرشيد، وساقته سجايا غدره إلى إرسال سليمان بن جرير الرقي متكلم الزيدية، وأعطاه سماً فورد سليمان إلى إدريس متوسماً بالمذهب فَسُرَّ به، وأقام يرتقب الفرصة حتى دخل إدريس الحمام فأرسل إليه سليمان بسمكة، فحين أكل منها هو ومولاه راشد أنكر نفسه، وقال: بطني أدركوا سليمان، فطلب فلم يوجد، فخرجوا في أثره فأدركوه، وقاتلهم، فضرب في وجهه وفي يديه
__________
(1) في (أ): إن الذي.
(2) انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 15/287.
(3) في (ب): وثخوت.
(4) لعلها: فأس.

ضربتين وانقطعت إحدى أصابعه، وفاتهم هرباً، وفي ذلك يقول بعض شعراء العباسيين:
أتظن يا إدريس أنك مفلت ... كيد الخليفة أو يقيك فرار
فليدركنك أو تحل ببلدة ... لا يهتدي فيها إليك نهار
إن السيوف إذا انتضاها شخصه ... طالت فتقصر بعدها الأعمار
ملك كأن الموت يتبع(1) أمره ... حتى يقال تطيعه(2) الأقدار(3)
قلت: وكان الجعل لسليمان بن جرير مائة ألف درهم، فالله المستعان، وقد قيل: إن الذي سمه الشماخ(4) مولى لبني العباس، وأرجو أن يصح، وإن كانت الرواية لما تقدم متظاهرة، (كان ابنه إدريس بن إدريس)(5) غير أن الزيدية - صانهم الله - لا يسودون غررهم الواضحة /231/ فلما كان من أمر إدريس بن عبد الله ما وصفناه كان ابنه إدريس بن إدريس حملاً في بطن أمه، و[أمه] أم ولد بربرية، فوضعت المغاربة التاج على بطنها فولدته بعد أربعة أشهر، قال الحافظ داود بن القاسم الجعفري: ما رأيت أشجع منه ولا أحسن وجهاً، قال علي الرضا بن موسى الكاظم - عليه السلام -: إدريس بن إدريس بن عبد الله من شجعان أهل البيت، والله ما ترك فينا مثله، قال أبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار: أنشدني إدريس بن إدريس لنفسه:
لو مال صبري بصبر الناس كلهم ... لَكَلَّ في روعتي وضل في جزعي
بان الأحبة فاستبدلت بعدهم ... هماً مقيماً وسلماً غير مجتمعِ
كأنني حين يجري الفم(6) ذكرهم ... على ضميري مجبول على الفزعِ
يأوي همومي إذا حركت ذكرهم ... إلى جوارح جسم دائم الجزعِ
انتهى.
__________
(1) في (ب): متبع.
(2) في (ب): يطيعه.
(3) انظر الأبيات في مآثر الأبرار 1/462.
(4) في (ب): السماح.
(5) ما بين القوسين سقط من (ب).
(6) في (ب): يجري الهمَّ.

قلت: وقبر إدريس بن إدريس بفاس، وقبر والده بموضع يقال له: زرهون، (وهذا البيت الإدريسي أعاد الله من بركته - معمور بأنواع الفضائل، ولهم الأقدام الراسخة في كل مقام شريف، وفيهم إدريس المتلقب بالمتأيد، وإدريس بن يحيى الغيلي وغيرهم إلا أنهم تسموا بالخلافة، وقد ذكر منهم الذهبي في (النبلاء) الجم، وذكر مآثر حميدة.
قال السيد محمد بن إبراهيم في عواصمه: وقد ذكر ابن حزم في جمهرة النسب: له خلائق لا يحصون من آل محمد في الغرب، سابقين ومقتصدين، وذكرهم الدامغاني في رسالته، وإلى تأريخ هذه الأوراق والغرب مشرق بوجوههم غاية الإشراق، وبأيديهم - ولله الحمد - فتح مدنها الكبار والإغلاق، قدم منهم السيد الشريف المسمى بالطاهر بن عبد الله بن الحسني الإدريسي، قدم اليمن في حدود سنة ثماني وأربعين وألف، واجتمع بالسيد العلامة هاشم بن حازم الحسني سلطان زبيد عن أمر الخليفة المؤيد بالله، وكان من أعيان الأسرة الطاهرة، كلفاً بالعلم كما سيأتي - إن شاء الله تعالى - ذكره، فاجتمع به السيد الطاهر وقرَّت عين كل منهما بأخيه، ثم نهض إلى الحضرة الحسنية بحصن ضوران وأجازه المولى شرف الدين بجوائز ما يخطر ببال ذي همة من الملوك، فضلاً عن أن يفعلها، ثم توجه إلى محل الخلافة المؤيدية، فرأى من الإحسان ما هاله، ثم عاد إلى الغرب فأخبرني شيخي المحقق أحمد بن أحمد الشامي القيرواني القادم عام أربع وخمسين وألف أنه من أهل هذا البيت الشريف من أوساطهم وملوكهم، وأنه لما دخل من اليمن بهذه المواهب أحرب بها هنالك طوائف بغت عليه، قال: ولكنه لم ينتصر، وكان هذا السيد علامة يحفظ (جمع الجوامع) في أصول الفقه غيباً، أخبرني بذلك غير واحد، وممن أخبرني به شيخي القيرواني وكان له في علوم المغاربة ثبات، ومن شعره مما كتبه إلى سيدي الأديب صلاح الدين صلاح بن أحمد بن /232/ عز الدين المؤيدي - أمتع الله بلطائفه، وأمتعه بإلطافه - لما كتب السيد صلاح الدين ببيتين

ملغزاً باسم الشريف الطاهر المذكور:
اسم الذي محبته ديني في ... يوم تمتحن السرائر
بالغت في تصحيفه فرأيته ... للعين مثل الشمس ظاهر
فأجابه السيد الطاهر:
مولاي بالصدر الذي من صحبتي ... وبقلب آلاف وثاني محبتي
إلا عطفت على متيمك الذي ... قد صار رقا في هواك توقفه
مراده بصدر صحبتي الصاد، وقلب الألف لام ألف، وثاني محبتي الحاء، ومجموع ذلك صلاح، انتهى.
إدريس بن الحسن بن علي بن المؤيد(1) [ 853ه - ]
السيد الفاضل الكامل إدريس بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد، قال الإمام عز الدين - عليه السلام -: ولد في شهر رجب سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وهو من أعيان السَّادة وأهل الفضل والورع، وانتقل إلى يسنم(2) بأمر صنوه الإمام عز الدين بن الحسن المترجم له - عليهما السلام - فأقام مدة، ثم أمره بالانتقال إلى مدينة الدهشاه من أودية آل جابر، وانتقل إليها وولاه الإمام النظر في أمورها وإقامة حدودها وجمعها، وإمامة الصلاة في جامعها الذي عمره الإمام، وسياسة أهلها وتنفيذ أحكام الشريعة فيها، وقبض الأخماس وكمل في ذلك ووافق رأي الإمام - عليه السلام -.
إدريس بن سليمان بن أحمد(3) [ - ]
الأمير الكبير العالم إدريس بن سليمان بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن الناصر بن محمد بن عبد الله بن المختار بن الناصر بن الهادي إلى الحق - عليهم السلام - ذكر بعض أحواله بعض ولده السادة، ووصفه بالعلم الكثير والرياسة وعلو المحل، وذكر السيد العلامة أحمد بن عبد الله بن الوزير - رحمه الله - أنه جد الإمام الناصر لدين الله من قبل الأم؛ لأن والدة الإمام الناصر صلاح الدين دهماء بنت إدريس المذكور.
إدريس بن موسى الثاني(4) [ - 300 ه‍ ]
__________
(2) يسنم: من قبائل صعدة في الشمال الغربي منها، يسمى بها دار عظيم في وسط جُمَاعة، ويسقى بالآبار، ويصب ماؤه إلى نجران (معجم المقحفي ص: 712).

السيد الإمام إدريس بن موسى الثاني - عليهما السلام - كان جليلاً، قال ابن عنبة: أمه أم ولد مغربية، وكان سيداً جليلاً، مات سنة ثلاث مائة فأعقب وأكثر.
إدريس بن علي بن عبد الله(1)[ - 714 ه‍ ]
الأمير الخطير الشهير العلامة المعتصم بالله إدريس بن علي بن عبد الله بن يحيى بن الحسن بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - المعروف بالحمزي - رحمه الله - علامة كبير جليل المقدار وحيد زمانه، ترجم له جماعة.
قال الخزرجي في تاريخه: هو مرتب على السنين - ما لفظه - وفي العشرين من شهر ربيع الآخر.
__________
(1) المستطاب (خ)، أئمة اليمن (1/218)، مصادر الحبشي (412)، مصادر العمري (52 - 54)، العقود اللؤلؤية (1/324، 325، 410)، قرة العيون (انظر الفهرس)، العسجد المسبوك حوادث سنة 714ه (خ)، السلوك 2/309، العطايا السنية (87) استطراداً في ترجمة أبيه، طراز أعلام الزمن (خ)، ملحق البدر الطالع (53)، معجم المؤلفين 2/218، ومنه الدرر الكامنة 1/345 ، 346، كشف الظنون (1512)، اللآلئ المضيئة 2/435 (خ) مؤلفات الزيدية 2/86، 388، تراثنا (فصلية) العدد الأول السنة الثالثة ص (56)، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (206)، الروض الأغن (1/96)، وانظر طبقات الزيدية الكبرى - القسم الثالث - ويسمى (بلوغ المراد إلى معرفة الإسناد) طبع بتحقيقنا ترجمة رقم (123).

قلت - يعني بعد سبع مائة - توفي الشريف عماد الدين إدريس بن علي بن عبد الله بن الحسين بن حمزة بن سليمان بن علي بن حمزة، وكان شريفاً ظريفاً شجاعاً كريماً (متلافاً)، كان عالماً عاملاً لبيباً أريباً(1) متصفاً بصفات الإمامة، وكان شاعراً فصيحاً بليغاً، وهو مصنف كتاب(2) كنز الأخبار، وهو كتاب كبير ممتع، وله عدة تصانيف /233/ في فنون كثيرة ومدحه عدة من الشعراء، فكان يجيزهم الجوائز(3)، وكان رحمة الله عليه غاية في الجود والكرم والشجاعة. انتهى
قلت: وكتابه (الكنز)(4) من أجل كتب التواريخ قدر أربعة مجلدة، فرغ من تأليفها يوم الإثنين في رجب الأصب من سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وأظنه غريباً في بابه، يألفه كل أحد، وله كتاب سماه كتاب (السبول في فضائل البتول)(5).
ومن فوائده: أن أحاديث أصول الأحكام ثلاثة آلاف حديث وثلاثمائة حديث واثنا عشر حديثاً.
قال السيد صارم الدين: وذكر مثل هذا ولده محمد بن إدريس صاحب التفسير.
ومن شعره في سيف:
ومنصلت يبكي الدماء وقلما ... بكت عينه إلا تبسم عن نصرِ
من البيض إلا أنه كلما انبرى ... يحادثه يختال في حلل حمرِ
ومن شعره:
ونحن لمن يبغي الهدى ويريده ... سفينة نوح عصمة للخلائقِ
ومن ضل عنا راكباً غير فلكنا ... هوى ثاوياً في موجه المتدافقِ
وسيان في الرشد الكتاب وهدينا ... بذلك جاء النص من خير صادقِ
__________
(1) في (أ): أرباً.
(2) في (أ): كتاب الأخبار.
(3) في (ب): الجوائز السنيّة.
(4) يسمى: كنز الأخيار في معرفة السير والأخبار (في أربعة مجلدات مرتبة على السنين، ذكر حوادث كل سنة مع عناية تامة بتراجم رجال الزيدية وأئمتهم، فرغ من تأليفه سنة 713ه)، منه نسخة خطية بالمتحف البريطاني، وأخرى خطت 729ه مصورة بمعهد المخطوطات العربية (1184) تأريخ.
(5) لم أجد له نسخة خطية.

وقد سبق ذكر وفاته ووجدت في موضع أن وفاته - رحمه الله - في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وسبعمائة، ولعل فيما نقلناه عن الخزرجي سقط، ووالده الأمير علي بن عبد الله سيف الإسلام الناصر للحق، توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وستمائة، وفيه تمثل أخوه بقول زياد الأعجم:
مات المغيرة بعد طول تعرض ... للسيف بين أسنة ورماح
وكان السيد إدريس المذكور يخالط السلاطين باليمن، وروي أنه لم يمت حتى تاب إلى الله من ذلك توبة نصوحاً، وعاهد الله مراراً، وله مسائل على الجبرية في فنون غلطاتهم حيرت ألبابهم - رضي الله عنه -.
وممن روى هذا العلامة علي بن محمد بن داعر، وممن ترجم للأمير إدريس السلطان الأشرف(1) بن العباس الرسولي، وأجاد في وصفه، وذكر شيئاً من محاسنه - رضي الله عنه -.
إدريس بن علي[ - 603 ه‍ ]
السيد الكبير إدريس بن علي من ذرية الإمام السراجي، وإدريس صنو الإمام الوشلي، وكان عالماً فاضلاً، قبره في الرجا من بلد بوسان من الشرف الأعلى، وهو المقدم من القبرين إلى جهة القبلة في قبة الرجا، كانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستمائة، والقبر الذي عنده المؤخر قبر السيد العلامة علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن المؤيد، وسيأتي ترجمته - إن شاء الله تعالى -.
__________
(1) في (ب): إسماعيل بن العباس.

43 / 182
ع
En
A+
A-