السيد العلامة الأسعد شمس الدين أحمد بن أمير المؤمنين يحيى بن حمزة بن رسول الله - سلام الله عليهم - ترجم له السيد العلامة يحيى بن المهدي في كتابه (صلة الإخوان)، فقال: كان عالماً فاضلاً زاهداً عابداً متواضعاً متحنناً على المسلمين، خادماً للدرسة والمساكين بنفسه، زاهداً في اللباس وركوب الخيل، انتهى كلامه.
وترجم له السيد فخر الإسلام عبد الله بن الهادي بن الإمام يحيى - عليه السلام - فقال - ما لفظه - كان عالماً صالحاً فاضلاً زاهداً، اشتغل بالعلم وطلبه، وأخذ عن والده، وكانت فيه نصاصة نبوية وبهجة مؤيدية(1)، وجمال فائق، وكمال رائق، وكان أحب أولاده إليه(2)، ولم يزل في أخذ العلم وإعطائه، ملازماً لوالده، مشتغلاً بالقراءة عليه حتَّى توفي [في] عنفوان الشباب وبلوغ الكمال، ولما توفي - رضي الله عنه - في حياة والده وجد عليه موجدة شديدة حتَّى روي عنه - عليه السلام - أنه دخل عليه بعد موته وهو مسجى بثوب، فكشف عن وجهه وأخذ يُقَبِّلُه وهو يقول: والله يا أحمد ما أرضى عليك ثواباً إلا الجنة، ثُمَّ صلى - عليه رحمة الله ورضوانه عليه - وكانت وفاته بهرّان(3) عند الزوال من يوم السبت يوم ثاني شهر ربيع الآخر سنة ثماني وأربعين وسبعمائة رحمة الله ورضوانه عليه (……)(4).
أحمد بن يحيى بن صلاح(5)[ - 933 ه ]
__________
(1) في (أ): نبوية.
(2) في (ب): وكان أحب أولاده يعني الإمام إليه.
(3) هران: جبل بركاني شمال مدينة ذمار (معجم المقحفي ص: 677).
(4) فراغ في (أ).
(5) الفضائل (تأريخ بني الوزير - خ ـ).
السيد النجيب الأروع شمس الدين أحمد بن يحيى بن صلاح بن محمد بن أبي الفضائل - عليهم السلام - ترجم له السيد العلامة الهادي بن إبراهيم بن محمد بن الوزير، وهو حين كتابة الترجمة حي، فقال بعد أن ذكر السيد صارم الدين إبراهيم بن يحيى بالنجابة، وذكر أنه رُبِّىَ في حجر المملكة، ونشأ بها، وهو في حكم الملوك، وله نزاهة وشرافة في النفس، ونفس تواقة تتعلق بالعلوم والقراءة والمطالعة والكتب لا يلوي على غير ذلك، ثم قال في صنوه أحمد صاحب الترجمة هذه، وله مثل أخيه في الجلالة والمنزلة الرفيعة والحالة، واشتغل بالعلم وطلبه في أوائل صباه، ومال إليه كل الميل، وأقبل كل الإقبال، وله همة وقَّادة(1)، وقريحة منقادة، واستنفاد(2)، وهو الآن في زمان الطلب، وبر والده وكفاه وهو رجل لبيب أديب مدبر، محكم لا يفوته شيء من أعمال الدين ولا من أعمال الدنيا(3) على صغر سنه غاية الأحكام، وله أخلاق حسنة وطرق في المحاملة(4) والمخالقة والمقابلة، انتهى.
__________
(1) في (ب): وله فطنة وقادة.
(2) في (ب): واسناد.
(3) في (ب): ولا من أعمال الدنيا له على صغر.
(4) في (ب): المجاملة.
قال السيد شمس(1) الدين أحمد بن عبد الله(2) الوزير - رحمه الله -: ذكر سيدي الهادي - رحمه الله - سيدي أحمد بن يحيى - رحمه الله تعالى - وهو في سن الصغر، ولم يختلف حاله عما ذكر سيدي الهادي /117/ حتى توفي والده - رحمه الله - وملك عامر البلاد، فأنزله اليمن، وكان يسكن بأولاده (رداع)(3)، ويلازم عامراً في أسفاره وفي حضره في غالب الأحوال على سبيل الرهائن، وإن كان يظهر لهم خلاف ذلك فإنه كان يجلهم ويكرمهم ويفعل إليهم من المعروف ما لا مزيد عليه، وكان قد قاسى شدائد هائلة لما طلع الأتراك إلى رداع وأهله بها، وسلمه الله، وسلم أولاده، وانتقل إلى صنعاء في أيام تلك الفتن والزلازل موفور العرض والمال بحمد الله تعالى، وحفظ خزانة الإمام الناصر صلاح بن علي وأرجعها إلى صنعاء على مشقة عظيمة، ولم تزل تحت يده حتى توفي في صنعاء بطاعون سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة - رحمه الله - وقبره بقرب المحاريق، انتهى.
أحمد بن يحيى اليحيوي(4) الرغافي [ - ]
__________
(1) في (ب): شمس الإسلام.
(2) في (ب): بن الوزير.
(3) رداع: مدينة كبيرة شرقي ذمار بمسافة 35كم، وتعرف برداع العرش (معجم المقحفي ص: 265).
(4) الدرة المضيئة.
السيد العارف صاحب المكارم شمس الدين أحمد بن يحيى اليحيوي الرغافي - رحمه الله - كان - رحمه الله - من شيوخ العلم، إماماً في الفقه مدرساً، له جماعة من الطلبة، يتعلقون به من أعيان الوقت، كانوا عنده (بهجرة رغافة)، وكان كريماً طاهر القلب واسع الأخلاق وكثير(1) الشفقة على المسلمين قليل الشكوك في الطهارات الظاهرة، وإنما يتحرز ويتورع في المأكل وحل الأموال، وكان عفيفاً حسن الظن بكل أحد - رحمه الله تعالى - وهو جد السيد العلامة النحرير الحسن بن أحمد الجلال، - عافاه الله - من قبل أمه الشريفة الطاهرة العابدة - أعاد الله من بركتهم أجمعين- واشتهر ظهور النور من قبره - رحمه الله - وقيلت في ذلك الأشعار الفائقة.
أحمد بن يحيى بن أسعد الصعدي [ - 646 ه ]
الفقيه الشهيد الرائس العلامة أحمد بن يحيى بن أسعد بن يحيى بن الحسين بن حليفة(2) الصعدي قرين الكتب والكتائب، خدين المناقب والمقانب - أعاد الله من بركته - من جملة(3) العلماء وكبار الفضلاء عالماً عاملاً، وكان خاصة أمير المؤمنين الشهيد أحمد بن الحسين - عليهما السلام - ولأجله أظهر الله كرامته لعبده وابن بنته الإمام أحمد بن الحسين - عليه السلام - وذلك أن أسد الدين محمد بن الحسن التركماني خرج من (براش) يريد اليمن يستنصر بالملك المظفر، فأمر الإمام من أعيان دولته الأمير الكبير المقدم أسد الدين محمد بن سليمان بن موسى يحفظ حصن وادي (الزيلة) بأعلى وادي يكلا (4) ، وأمر هذا العلامة أحمد بن يحيى بعسكر كثيف إلى محل آخر وهو الناظر من قبل الإمام في أعمال البلاد السنحانية.
__________
(1) في (ب): كثير الشفقة.
(2) لعله: خليفة.
(3) في (ب): من جلة.
(4) يكلا: مدينة خربة أعلا عزلة الكميم بالحدا، وتعرف خرائبها اليوم بالنخلة الحمراء، رواديها يسمى الزيلة (معجم المقحفي ص: 716).
قال السيد يحيى بن القاسم: وكان حسن السيرة، شديد العزيمة على أعداء الله، لا تأخذه في الله لومة لائم، فحط في موضع يسمى (سيّان)(1) من بلاد سنحان، واجتمع عنده شيوخهم مظهرين النصيحة ومبطنين للنفاق، ولم يزل الإمام يكتب إليه بكتب التحذير من غدرهم، فحسن الفقيه بهم الظن، فلما وفر لهم أسد الدين التركماني الجعل طلبوا من الفقيه - رحمه الله - أن يبرز لهم لمشورة ابن عمهم، فخرج إلى سفح جبل شامي قرية سيّان /222/ قبره معروف هنالك، غير بعيد من القوم، فلما برزوا للمشورة وثب عليه جماعة من شيوخهم الضلال والفقيه في خلال ذلك يكبر، ويذكر الله تعالى، وكان ذلك بكرة الخميس لست ليال خلون من شهر جمادى الآخرة(2) سنة ست وأربعين وستمائة، والكرامة التي لمحنا إليها هي انهدام الصخرة التي كان الفقيه يعقد فيها العقود لربه - عزَّ وجلَّ - ولأمير المؤمنين، وصفة القصة ما ذكره السيد يحيى بن القاسم، وصفة(3) القصة في ذلك: أنه كان في بعض الليالي وسمعنا هدة عظيمة في الليل ونحن في محطة العمري، فمن الناس من ظنها رجفة إذ لم يكن ذلك الوقت فيه مطر ولا شيء مما يدل على ذلك، فلما كان من الغد تحدث الناس بأن الصخرة المعروفة وهي الصخرة التي كان حي الفقيه شمس الدين أحمد بن يحيى الزيدي ثم الصعدي يجمع سنحان عندها لكونها ذات كهوف وظلال وراحة في أيام الصيف، وقد أخبرني غير واحد ممن أثق به أنه كان إذا جمعهم أكد عليهم الأيمان والمواثيق لأمير المؤمنين، فلما كانت تلك الأيام بعد قتله بمدة وهي دون الشهر لا أحفظ عدد أيامها تحدث الناس بذلك وأكثروا، فسار أمير المؤمنين في تلك الأيام لينظر إلى هذه العجيبة، وسار معه خلق كثير من الناس، قال السيد شرف الدين - رضي الله
__________
(1) سيان بفتح السين المهملة وتشديد الياء المثناة من تحت قرية عامرة جنوبي صنعاء من بلد ذي جُرْت سنحان بالقرب من مقولة (معجم المقحفي ص: 336).
(2) في (ب): الأخرى.
(3) في (ب): ولفظه.
عنه - وكان بينها وبين المحطة مقدار ميل أو يزيد عليه، والله أعلم. فلما وصلنا إليها رأينا عجيبة لا يبلغها الواصف، وهو أن هذه الحجرة تفلقت شعوباً كأنما هي حجر النورة إذا رشت بالماء، ولعل مساحة هذه الحجر مائة ذراع، والله أعلم.
قال السيد شرف الدين - رضي الله عنه -: سألت أمير المؤمنين ما الذي يروى عنه في ذلك، فقال: إني لا أتحقق إلا أن رجلاً من العسكر عند أن أشرفنا على وادي العمري وقابلنا تلك الحجر التي كان الفقيه أحمد بن يحيى يجمع إليها سنحان ويحلفهم تحتها، فقلت له كلاماً فيه معنى الدعاء، وقد أنسيته، ثم روى الناس عن الإمام - عليه السلام - أنه دعا على الحجر وعلى سنحان، فكان ما كان من أمر الله.
قلت: وقد ذكرها علماء ذلك العصر، من ذلك قول العلامة اللسان ركن الدين مسعود بن عمرو العنسي:
ألم تبصر التنين فارق سقمه ... على طول عهد منهما متقدمِ
دعوت فصارت في مفاصل جسمه ... حياة الذي أفنى قبائل جرهمِ
وهضبة سنحان التي قد دعوتها ... فجاءت وكانت منتمى كل أعصمِ
وأعمى كساه النور رب دعوته ... وقد كان في جنح من الليل مظلمِ
وأرضاً وطئت الترب منها فأعشبت ... وغيثاً دنا لما دعوت ألا أقدمِ
وهذه قضايا لمح إليها القاضي - رحمه الله - من قصيدة طويلة، وذكر ذلك السيد الإمام /223/ يحيى بن القاسم الحمزي من قصيدة فقال - رضي الله عنه -:
أوما إلى هضب الكميم بكفه ... فتبددت أحجاره تبديداً
وقال العلامة عيسى التهامي - رحمه الله - الآتي ذكره: وأومأ إلى فضائل أيضاً منها قصة الملك عمر بن علي بن رسول، وأرسل هذه الأبيات مع ابن صغير له طال سقمه(1):
ألمي لا يطاق مالي سوى اللـ ... ـه إذا ما دعوته يشفيني
فادع لي الله دعوة تبلغ العر ... ش سريعاً كدعوة التنينِ
كم سقيم ومقعد عاد هذا ... ذا شفاء وذا كبعض الغصونِ
وعدو لما دعوت عليه ... قصدته الأحباب بالسكينِ
__________
(1) زيادة في (ب): فقال.
وإلى الآن قرب يكلي بسنحا ... ن على مهيع بها مستبينِ
جبل بايعوا عليه وخانوا ... فتداعى وانقض رأي العيونِ
ولعلنا نذكر شيئاً بالعرض من هذه الفضائل لهذا الإمام - عادت بركاته- (1).
أحمد بن يحيى الذماري(2) [ - ]
الفقيه العالم الفاضل شمس الدين أحمد بن يحيى الذماري - رحمه الله - كان فاضلاً، ذكره بعض العلماء بالتبع لطريقة لطيفة، وذلك أن السيد العلامة إبراهيم بن علي بن المرتضى تقدم من شظب إلى ذمار قاصداً للإمام الناصر - عليه السلام - فلما وصلوا الصرارة(3) أو حصن ثلا فقال السيد صارم الدين - رحمه الله -:
كأنه طائر هيا قوادمه ... لأن يطير ولما ينشر الريشا
قال الفقيه شمس الدين المذكور، فرويت ذلك لصنوه السيد شمس الدين أحمد بن علي بن المرتضى، فاستجاده، وقال: ينبغي أن يكون قبله:
أما رأيت ثلا في نصب قامته ... يبدي لنا عن حضيض الأرض تكميشاً
انتهى، وقد أثنى بعض السادة الكبار على الفقيه المذكور - رحمه الله تعالى -.
أحمد بن يحيى بن أبي النجم(4) [ - ]
القاضي العلامة أحمد بن يحيى بن أبي النجم - رحمه الله تعالى - ذكره بعض القضاة آل أبي النجم، وأثنى عليه، وذكر نسبهم - رحمهم الله - في ترجمة القاضي المذكور، فقال: هو القاضي عماد الدين عمدة القضاة الأمجدين أحمد بن يحيى بن محمد بن حسن بن أحمد بن محمد بن علي بن سليم(5) بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن إبراهيم بن حمزة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن حمزة بن علي بن إسحاق بن أبي النجم، وأبو النجم يمني يعربي من ولد الملك وليعة، وابن(6) الملك مرثد ابن الملك عبد كلال، وهو ملك مؤمن صالح بن التبع عمرو بن تبع بن حسان بن أسعد، وأنشد ذلك الفاضل:
ثلاثة يشرق أنوارها ... لا بدلت من مشرق مغرباً
__________
(1) في (ب): بركته.
(3) الصرارة: قرية في جبال عيال يزيد غرب عمران (معجم المقحفي ص: 378).
(5) في (ب): سليمان.
(6) في (ب): ابن.
/220/ آل أبي النجم لقد طبتم ... أصلاً وفرعاً وثناً أطيبا
لكم شهود بالذي حزتم ... بيض الأيادي ثم بيض الطبا(1)
مزقتم المال لشيد العلا ... حتى غدا شتى كأيدي سبا
وغيركم يجمعه جاهداً ... فحاز في الدارين منه شبا(2)
وليدكم يزهو به منبر ... يثغر للعلياء قبل الصبا
فخلد الله مساعيكم ... في المجد ما هبت نسيم الصبا
أحمد بن يحيى بن حنش(3) [ - 737 ه ]
الفقيه العالم المحقق أحمد بن يحيى بن حنش، صنو الفقيه العلامة المذاكر المجتهد مؤلف (التمهيد)(4) و(القاطعة)(5) محمد بن يحيى بن أحمد بن حنش، وسيأتي ذكره وذكر والدهما إن شاء الله، يحيى بن أحمد صاحب كتاب (أسرار الفكر)، ولأحمد هذا عقب، وكان عالماً كبيراً يقال إنه تغيب (اللمع)، وتوفي في الرابع عشر من محرم سنة سبع وثلاثين وسبع مائة، وقبر إلى جنب والده يحيى بن أحمد رحمهما الله.
__________
(1) الطبا: لعلها الظُبَا: حدُّ سيف أو سنان ونحوه. (المرجوع السابق ص 1202).
(2) شبا: جوانب أسَلَة النعل. (المرجع السابق ص 1193).
(4) ويسمى: التمهيد والتيسير لفوائد التحرير (مجلدات) شرح فيه كتاب التقرير للأمير الحسين بن بدر الدين، وهو شرح كتاب التحرير للإمام أبي طالب الهاروني - منه نسخة خطية خطت سنة 800ه أمبروزيانا (83).
(5) ويسمى القاطعة في الرد على الباطنية (مجلدان) ولم أجد له نسخة خطية.
أحمد بن يحيى بن سالم الذويد(1) [ - 1020 ه ]
__________
(1) الأعلام 1/271، ومنه تحفة الإخوان للقاضي الجرافي 32 - 37، 55، شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز 1310ه - 1312ه بلوغ المرام، المقتطف، تأريخ الواسعي، الموسوعة اليمنية 1/65، أئمة اليمن في القرن الرابع عشر لزبارة، المستطاب (خ)، الجامع الوجيز (خ)، مصادر الفكر العربي والإسلامي في اليمن 373، مصادر الحبشي، مصادر العمري، مصادر التراث الإسلامي في المكتبات الخاصة في اليمن، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم 197. طبقات الزيدية الكبرى ترجمة رقم 116.
الفقيه المحدث إمام المعقولات أحمد بن يحيى بن سالم (بن موسى)(1) الذويد بن علي بن محمد(2) الصعدي - رحمه الله - كان عالماً غريب الصفات، قليل النظير في وقته، جمع أنواعاً من العلم، أما الشرعيات فإمامها على الإطلاق، وله (شرح على تلخيص) المفتاح تأليف القزويني، بسط فيه، وفي كل علم له قدم راسخة، ولقد بلغ في الطب(3)، كما قيل مبالغ ابن زهر، وعلم الرمل ولواحقه والزيجات، وحل السحر، وقرأ التوراة، وكان آية من آيات الله مع مكارم أخلاق، يفصح النسيم العبور لطفاً ويخجل شميم العبير عرفاً، روي أنه قدم صعده من صنعاء المحروسة ضحوة نهار، ولم يصل إلى منزله إلا وقد آن وقت العصر يقف مع كل من لقيه، ويوفيه حقه، وكان من أهل الثروة والمالية الواسعة، ولكنه كلف بالكتب وتحصيلها، وكان بعض إخوته كلفاً بالتجارةووالدهم إذ ذاك حي، فاجتمع للفقيه شمس الدين خزانة ملوكية من غرائب الكتب، وكانت قد تفرقت في الخزائن بعد موته؛ لأنه - رحمه الله - وقفها، ثُمَّ اجتمع منها بواسطة الفقيه الأديب اللبيب أحمد بن عبده الطحم الجافي جمهور بعد المائة(4)، في ذهني أنه أخبرني أن الكتب أربعمائة وخمسون مجلداً، ولعله أخبرني عن الموجود في أيدي الناس لا عما جمعه، وكان الفقيه العلامة سيبويه زمانه أحمد بن علي دياس المعروف يعارضه منقطعاً إليه يكتب له الكتب ويحشيها، وكان هذا المعروف بديَّاس آية من آيات الله في علم العربية لا يلحق، ولقد رأيت له تحشية على (الموشح) وافية من كتب لا يعرفها أهل اليمن، ومن الدائر على الألسنة أنه حفظ (الكشاف) غيباً، ولكنه غير ستير الحال، ولا يسلك(5) مسالك العلم، ألقى نفسه /225/ ببير الدرب بصعده، وأما
__________
(1) سقط من (ب).
(2) في (ب): أحمد بن يحيى بن سالم الذويد بن علي بن محمد بن موسى الصعدي.
(3) في طبقات الزيدية الكبرى: الطب، كما أثبته، وفي النسختين: الطلب.
(4) في (ب): يعدُّ بالمائة.
(5) في (ب): بسالك مسالك العلم.