السيد الشريف الباسل العلم العلامّة العامل أحمد بن محمد بن حاتم بن الحسين العلوي العباسي، من ولد العباس بن علي بن أبي طالب، قمر آل الرسول - سلام الله عليهم أجمعين - كان عالماً فاضلاً، كامل الصفات، حميد الذات بليغاً مفوهاً، ومع ذلك فله الهمَّة العالية في الجهاد، وتكتيب الكتائب، وتقنيب المقانب له البلاء الحسن في المشاهد الهائلة مع الإمام أحمد بن الحسين - عليهم السلام - وكان من أهل التقدم والحفاظ يلي أمر الجند في بعض الغزوات، وكان له من أهل بيته الكريم حاشية، ومن شعره في الإمام أحمد بن الحسين يوم (حضور) من الأيام المشهورة بين الإمام وسلطان اليمن الأسفل، وذلك أن سلطان اليمن طمع في أخذ حصن الشيخ سيف الدين منصور بن محمد المسمى بالنوّاش، فرد الله كيده فأعمل الحيلة بخراب حضور الشيخ(1)، فجهّز عساكره، وقوَّاهم بالسلاح، وجعل كميناً في سوق(2) القرية يقطع المادة من قبل الإمام، وتقدَّم السلطان إلى نقيل كثير، فلمَّا بلغ أصحابه تقدمه أخربوا(3) القرية، ثم قدَّم الإمام الكتائب كتيبَة بعد كتيبة فيهم أهل النجدة، وفي كل كتيبة رئيس من الكفاة، فتلازم الناس بالقتال إلى قريب من نصف النهار، ولحق أعداء الله الفتور والملل ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، فانكسر أصحاب السلطان وقتِّلوا تقتيلاً، ونهبت أسلحتهم وأثقالهم، وذلك يوم الأحد لليالٍ خلون من جمادى الآخرى سنة ستمائة وست وأربعين:
__________
(1) حضور الشيخ جبل شامخ في الغرب الشمالي من صنعاء، يطل على مدينتي ثُلا وعمران، ويصالي المصانع من الجنوب الشرقي، ولذلك يدعى حضور المصانع، وبينما أسماه الهمداني حضور بني أَزْد، وارتفاعه (3200) متراً عن سطح البحر، وفي الجنوب منه تقوم قرية حضور الشيخ التابعة إدارياً لناحية ثُلا (معج المقحفي ص: 180 - 181).
(2) في (ب): شق القرية.
(3) في (ب) زيادة: في.

كذا فليكن شد(1) العلا والمكارم ... لمن يبتغي ملك الملوك الأكارمِ
ومن رام إطفاء الضَّلالةِ لم يجد ... سبيلاً لغير المرهفات الصوارمِ
وبالسَّمهرِّيات الدقاق لدى الوغى ... وبالأعوجيَّات الجياد الصلادمِ
وكل طويل الباع أروع باسل ... جميل المحيَّا من ذؤابة هاشمِ
خليليَّ إمَّا تسألاني فإنني ... خبيرٌ بأن العزَّ تحت اللَّهاذمِ(2)
/195/
ألم تريا جُند الإمام وقد أتت ... إليهم جيُوشٌ من جنود الأعاجمِ
فلم تك إلاَّ لحظة العين بيننا ... وهبَّت رياحُ النصر عند التفاقمِ
فولَّى جنود الظلم والله ناصر ... ونحنُ عليهم كاللِّيوث الضراغمِ
نسوقهم بالسَّيف كالشاء ساقَها الـ ... ـذئاب وسوق الصقر بكم الحمائمِ
فلم تتجلَ الحرب إلا وقد غدت ... جماجم أرحاسٌ) عقيب جماجمِ
فكم من قتيل ٍفي الفلاة مجدَل ... ومستسلم من ماله غير سالمِ
وكم من جواد أعجمي مطهم(3) ... وأسمر خطيٍّ وأبيض صارمِ
وفضفاضة مثل (الأضاة) وبيضهر(4) ... تلوحُ كما لاحت نجوم النعائمِ
فآبت جيوش الظالمين بحسرةٍ ... وأُبْنَا إلى أوطاننا بالغنائمِ
وولَّى ابن يحيى هارباً متحفراً ... وقد كان معدوداً لكشف العظائمِ
وقال ألا يا ليتني متُّ قبلها ... ولم يك مالي قسمة في الغنائمِ
وليت (حضوراً) لم أكن حاضراً بها ... ويا ليتها كانت كأحلام نائمِ
ويا ليت أن ابن الرسول وملكه ... هباء ولم يلبث(5) ثياب الهزائمِ
وهذا القدر كافٍ دليلاً على فصاحته - رحمه الله تعالى -.
أحمد بن محمد بن الضحاك(6) [ - ]
__________
(1) في (ب): شيد.
(2) اللهذم كجعفر، والذال معجمة: القاطع من الأسنة (القاموس المحيط ص: 1498).
(3) المطهم: السمين الفاحش السمن (المصدر السابق ص: 1464).
(4) فضفاضة: درع فضفاضة: واسعة. المرجع السابق ص599). الأضاءة: المستنقِع من سيل وغيره. (المرجع السابق ص 1159).
(5) في (ب): يلبس.
(6) الإكليل 10/67 - 68، مآثر الأبرار 2/ 646.

العلامة الخطير الأمير الشهير، زعيم الجنود النَّاصريَّة، حتف الطائفة القرمطية، ثقة أمير المؤمنين أبو جعفر أحمد بن محمد بن الضحاك بن العباس الهمداني، ذكره في طبقات الزيدية مع الطبقة الأولى، وذكر له عبد الله بن عمرو الزيدي مشاهد حميدة ولأخيه أبي حاشد إبراهيم بن محمد، وكان يلي ما يليه السلاطين الكبار وما يتولاه العلماء الخيار، وينيبه الناصر بن الهادي مناب نفسه، قال في الطبقات: كان من فصحاء الناصر وأهل الثقة عنده والزعامة وجودة الرَّأي وصدق المودة، ومن عظماء الأقدار.
أحمد بن محمد بن سعيد(1) [249 - 332 ه‍ ]
__________
(1) معجم الرواة في أمالي المؤيد بالله 136 - 140، طبقات الزيدية القسم الثاني - خ - الجداول - خ - أعيان الشيعة ج 3/112 - 116، تأريخ بغداد ج 5/14، تذكرة الحفاظ 1/39، العبر في تأريخ من غبر (5/230)، معجم المفسرين1/56، بغية الوعاة 1/410، رجال النجاشي 1/103، فهرست العلوي 228، منهج المقال 43، هدية العارفين 1/80، المنتظم 6/336، روضات الجنات 58، معجم رجال الحديث 2/274، لسان الميزان 1/263، الضعفاء الكبير 1/69 - 70، المجروحين 2/111، ميزان الاعتدال 1/72، الضعفاء المتروكين 41، الكامل في الضعفاء 1/137، الأنساب 4/112، منتهى المقال 43، تنقيح المقال 1/85، مؤلفات الزيدية، انظر الفهرس، إيضاح المكنون (انظر الفهرس)، معجم المؤلفين 2/106، الوافي 7/365، الفلك الدوار 147، البداية والنهاية 11/209، فهرست الطوسي 28 - 29 الوافي بالوفيات 7/ 995، مرآة الجنان 2/311، النجوم الزاهرة 3/281، الأعلام 1/217، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة (156).

إمام المحدثين ابن عُقْده، هو أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن سعيد، مولى بني هاشم، المعروف بابن عقدة، الحافظ العلامة المتقن البحر، كانت كتبه ستمائة حملة، وكان يجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت - عليهم السلام - وبني هاشم، ويحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها، وقيل: كان يذاكر في ستمائة ألف حديث، كان حافظاً عالماً مكثراً، جمع التراجم والأبواب، وانتشر حديثه في البلاد، وهو أحد أعلام الشيعة المحدثين، خرَّج حديث غدير خم من مائة طريق وخمس طرق، وكان سبقه إلى ذلك محمد بن جرير الطبري، خرَّجه من سبع وسبعين، وألَّف في ذلك كتاباً سمَّاه كتاب الولاية. ولد سنة تسع وأربعين ومأتين، ومات /196/ سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وعُقْدَة - بضم العين المهملة وسكون القاف وفتح الدال المهملة.
ومن مشائخ ابن عُقْدَة محمد بن منصور المرادي عالم الشيعة - رحمه الله تعالى - وممَّن أخذ عن ابن عقدة أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني، قال الشيخ جمال الدين(1) مطهر محلي الأماني في كتابه المسمَّى بخلاصة الأقوال في أسماء الرجال: أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن زياد بن عجلان بن سعيد بن قيس الشيعي الهمداني الصوفي(2) المعروف بابن عُقْدة، يكنَّى أبا العباس، جليل القدر عظيم المنزلة، كان زيدياً جارودياً، وعلى ذلك مات، وإنما ذكرناه من أصحابنا لكثرة روايته عنهم، وخلطته بهم وتصنيفه لهم، روَى جميع كتب أصحابنا، وصنَّف لهم وذكر أصولهم، وكان حفظة.
__________
(1) في (ب): قال الشيخ جمال الدين الحسن بن مطهر الحلي الإمامي.
(2) في (ب): الكوفي.

قال الشيخ الطوسي: سمعت جماعة يحكون عنه أنه قال: أحفظ مائة وعشرين ألف حديث بأسانيدها، وأذاكر ثلاثمائة ألف حديث، له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير، منها كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصَّادق - عليه السلام - أربعة آلاف رجل، وله كتاب سمَّاه (التأريخ الكبير)، ذكر من روى الحديث من الناس كلهم وأخبارهم، ولم يكمل، وكتاب (السنن)، قيل: إنه حمل بَهْمة(1)، وله كتاب(2) مروي عن علي - عليه السلام - وكتاب (الجهر بالبسملة)، وكتاب (أخبار أبي حنيفة)، وكتاب (الشورى)، وذكر أشياء كثيرة.
قال الغوري: قال لي عبد الغني: سمعت الدار قطني يقول: ابن عُقْدَة: يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده، انتهى.
[وقال الدار قطني: أجمع أهل بغداد أنه لم يُرَ بالكوفة من ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه. انتهى] (3) وذكره الذهبي في (النبلاء) وأطال جداً، وذكر تزيده وتزيد أبيه وساق قضية أبيه في الدِّينار الذي ضلَّ عليه، فطلبه حتى وجده فلم يقبضه وقال: من أين لي أنه درهمي؟ قال بعض العلماء: وهذا دليل على أنه زيدي لورعه، فإنَّ هذا دأب علماء الزيدية، والله أعلم. ونقل أن ابن عُقْدَة - رحمه الله - من ولد سعيد بن قيس الهمداني صاحب أمير المؤمنين - عليه السلام -.
__________
(1) في أعلام الزيدية: بهيتمة فيحقق.
(2) في (ب): مَن روى.
(3) ما بين المعكوفين موجود في (ب).

قلت: وقضيَّة(1) الدينار ما حكاه أبو علي النقال، قال: سقطت من عُقْدَة دينار(2) فجاء بنخال ليطلبها، قال عقدة: فوجدتها ثم فكرت فقلت: ليس في الدنيا غير دينارك، فقلت للنخال هي في ذمتك وذهبت وتركته، قال البقال: وكان يؤدب ابن هشام الجرار فلما حذق الصبي وتعلم وجه إليه أبوه بدنانير صالحة فردها، فظن ابن هشام أنها استقلت فأضعفها له، فقال: ما رددتها استقلالاً ولكن سألني الصبي (إذا علم القرآن)(3) فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن فلا استحل أن آخذ منه شيئاً لو دفع إليَّ الدنيا، قال ابن النخال الراوي عن أبي(4) النفال: كان عُقْدَة زيدياً ورعاً ناسكاً، سمِّي عُقْدَة لتعقيده في التصريف، وكان ورَاقاً جيد الخط، وكان ابنه أحفظ من في عصرنا للحديث. انتهى
/196/ أحمد بن محمد الزمخشر(5)[ - ]
الشيخ المحدث المتكلم أستاذ الحاكم شهاب الملة أبو حامد أحمد بن محمد بن إسحاق النجار - رحمه الله - قرأ عليه الحاكم الإمام أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي البيهقي رحمهما الله وتخرج عليه، ولمَّا توفاه الله قرأ الحاكم على الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله، وأبو حامد المذكور هو الذي روى أنه بعث السيد أبو الحسين المؤيَّد بالله(6) قاضي القضاة عماد الدين يلتمس البيعة، قال: وكان قد قرأ عليه وفي مجلسه تخرج بعد أن قرأ على أبي العبَّاس.
__________
(1) في (ب): وقصة.
(2) في (ب): دنانير.
(3) في (ب): أن أعلم القرآن.
(4) في (ب): أبي علي البقال.
(6) في (ب): إلى قاضي القضاة.

قال الحاكم: وسمعت أبا حامد يقول: إن المؤيَّد أتى باب قاضي القضاه في وقت اختلافه إليه بعد هزيع من الليل، وقرع الباب ففتح ودخل وعرض شبهةً عرضت له فحلّها، وقال: في مثل هذا الوقت يتعنَّى السيد، فقال: خفت أن أموت على هذه الشبهة فأكون شاكاً، وهذا أستاذ الحاكم، ومن الاتفاق الغريب أن للحاكم - رحمه الله - تلميذاً هو الشيخ أحمد بن محمد بن إسحاق الخوارزمي المقيم بجشم فاتفق اسم التلميذ والأستاذ والأب والجد - رحمهم الله -.
أحمد بن محمد بن سليم(1) [ - ]
الفقيه الفاضل أحمد بن محمد بن سليم(2) - رحمه الله - ذكره السيد العلامة يحيى بن قاسم الحمزي في جماعة الإمام أحمد بن الحسين - عليه السلام - وأثنى عليه بالعلم.
أحمد بن محمد بن القاسم(3) [ - 640ه ت]
__________
(2) في (ب): سليمان.
(3) المستطاب - خ - إجازات الأئمة للمسوري - خ - نزهة الأنظار ليحيى بن محمد بن حميد - خ - أعلام آل الأكوع (42)، هجر الأكوع 1/496، سيرة الإمام أحمد بن الحسين أبو طير - خ - ثبت الذريقي - خ - الجواهر المضيئة - خ - لوامع الأنوار (انظر الفهرس) طبقات الزيدية الكبرى القسم الثالث ترجمة رقم (90).

الشيخ العلامة المحدث حافظ الشريعة أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يوسف بن محمد بن عبيد بن زيد بن مزهر بن كريب بن الوضاح بن إبراهيم بن ماتع بن عون بن ماتع الفياض بن عامر بن فطرس بن ذي حوال بن عوسجة بن أبي زاد بن ذي حوال بن يريم بن ذي مقار، وأحمد هذا هو المشهور بشعلة، وأبوه محمد بن القاسم كان من الفضلاء، عمِّر خمساً وثمانين سنة، وقبره (بحوث) حول البركة المسمَّاه (المصكعة) من جهة المشرق، وأبوه القاسم بن محمد، هو المعروف بالأكوع، ومحمد بن إبراهيم والد القاسم هو الذي هاجر إلى (شهارة)، وفي آل الأكوع شعلة آخر، وهو شعلة بن محمد بن علي بن إبراهيم الأكوع - رحمه الله - من شيوخ الأئمة الكبار، وإليه الإسناد في كثير من الكتب، وعدَّه السيد علم الدين يحيى بن القاسم في شيوخ الإمام أحمد بن الحسين.
قال يحيى بن محمد بن حميد المقرائي: وقبره بحوث في المحابر - رحمه الله -.
أحمد بن محمد الكوفي[ - ]
الشيخ العارف الفاضل أحمد بن محمد بن التلام(1) الكوفي - رحمه الله تعالى - من أتباع الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، قال الشيخ الفاضل يوسف حاجي الناصر - رحمه الله -: هو الذي جمع بين (المنتخب) و(الأحكام) كتابي الهادي - عليه السلام - وقد عدَّ يوسف المذكور من أصحاب القاسم بن إبراهيم - عليه السلام - أحمد بن محمد الحسيني، وجعل نسبه كما ترى حسينياً، ولعله الذي سبق ذكره في كلام ابن حميد.
أحمد بن محمد بن علي(2) [ - ق 9 ه‍ ]
__________
(1) سقط في (ب): التلام.
(2) أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (166)، المستطاب - خ - مصادر التراث اليمني في المكتبات الخاصة، مصادر الحبشي ص: 421.

الشيخ العلامة أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد الرصاص الجهني من البيت الشهير/198/ بالعلم: كان عالماً فاضلاً، قرأ على السيد العلامة علي بن محمد بن أبي القاسم الكشاف وأجازه له بعد السماع، وهو الذي له القصيدة النونيَّة في ذكر السودة وأحوال المعافا. وانتهى
أحمد بن محمد بن حسين(1) [879 - ]
الفقيه الفاضل أحمد بن محمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن حسن بن عقبة بن أحمد بن علي بن يحيى بن سليمان بن عبد الله بن عمرو بن معدي كرب الزبيدي، وعمر(2) وهو أبو ثور صاحب النجدة، ومالك الصمصامة ذو الآثار والمشاهد في الجاهلية والإسلام، كان أحمد المذكور رفيع الهمَّة شريف المنزلة، له النظم والنثر، وهو صاحب القصيدة الشهيرة النبويّة المسمّاة بالعرائس العقبية في الجهات الشظبيَّة من البحر الكامل التي أوَّلها:
أَلِهمَّةٍ سَامَتْ سهيلاً في اليمن ... وعزيمة منك اشترت شرخ الزَّمن
وهي في مقاصد عدَّة وذكر فيها العلامة معافا بن عمرو صاحب السَّودة، وقرأ بصنعاء على العلاَّمة محمد بن أحمد بن مرغم وعلى الفقيه علي بن عبد الله الرقيمي، وله إليه أبيات عديدة تنقل - إن شاء الله تعالى-.
مولده - رحمه الله - تعالى نصف الليلة المسفر عنها صُبح ثالث أو رابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وثمانمائة - رحمه الله - وحقق المذكور في علوم الأدوات والنجوم على قواعد الإسلام، وشرح التذكرة شرح(3) عاقت عنه محاجزات الأيام، وتوفي بصنعاء وقبر عند باب اليمن.
أحمد بن محمد البغدادي الأبنوسي(4) [ - ]
الشيخ المحدِّث الرحلة شمس(5) أحمد بن محمد البغداذي الأبنوسي - رحمه الله - شيخ الإمام أبي طالب، ومن تلامذة شيخ الزيديَّة عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغداذي - رحمهم الله جميعاً -.
__________
(1) أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (150)، وانظر بقية مصادر الترجمة فيه.
(2) لعلها: عمرو هو.
(3) لعلها: شرحاً.
(5) في (ب): شمس الدين.

أحمد بن محمد بن داود(1) [ - 880 ه‍ ]
الفقيه الفاضل شمس الدين أحمد بن محمد بن داود الخالدي - رحمه الله تعالى -.
قال القاضي العلامة محمد بن صلاح الفلكي الفرائضي - رحمه الله - كان من الأعيان وزينة الأوان، قطباً من أقطاب الإسلام، ودارت بها رحى عَدل الإمام المطهر بن محمد بن سليمان - رحمه الله - قال في آخر كتابه الذي صنفه في الفرائض: كان الفراغ من تأليفه يوم الإثنين ثالث شوال سنة سبع وستين وثمانمائة، وذكره الفقيه محمد بن فند، وأنه ممن لقي الإمام عزِّ الدين بن الحسن من شيعة اليمن، وكان هذا الفقيه عالماً كبيراً، له مسائل في اللغة غريبة، له شرح المفتاح في الفرائض.
[وله كتاب معتمد في علم المنطق يسمى بـ(الجوهر الشافي)(2) ذي النكت اللطاف)، وذكر فيه أن معتمده في النقل (شرح المطالع) وهو كتاب جليل جداً غاية ونهاية، ومن عاين رأى لأكثر مما سمع في حق هذا الكتاب. ولهذا الفقيه العلامة كرامةٌ كبرى ذكرها سيدي العلامة فخر الدين عبدالله بن الإمام شرف الدين، نقل من خطه وفيها طول ولم يحضرني الكتاب التي نقلت فيه بخط ابن الإمام] (3).
قلت: وله(4) شرح على كافية ابن الحاجب، وكان سيدي الحسين بن الإمام القاسم - رحمه الله - يثني عليه كثيراً، وهو حري بذلك.
__________
(1) المستطاب - خ - الجواهر المضيئة ترجمة 107، مصادر التراث في المتحف البريطاني 228 - 230، أئمة اليمن 1/346، مصادر الفكر للحبشي 264، 379، 204، 499، أعلام المؤلفين الزيدية (153)، معجم المؤلفين 2/101، الأعلام 1/83، الروض الأغن 1/17، مؤلفات الزيدية 1/184، 264، 385، فهرس المكتبة الغربية، فهرس مكتبة الأوقاف، طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث) ترجمة رقم (96)، كتابنا مصادر التراث في المكتبات الخاصة (طبع مؤخراً).
(2) في أعلام المؤلفين الزيدية: الجوهر الشفاف، والنكت اللطاف.
(3) ما بين المعكوفين موجود في حاشية (ب).
(4) في (ب) زيادة: وله شرح على التذكرة.

36 / 182
ع
En
A+
A-