السيد العالم التقي الزاهد أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن المطهر الزيدي نسباً ومذهباً، من أفاضل أوانه وعيون زمانه، كان أبوه من العلماء الكبار، هاجر إلى (يناع)(1)، وتلا السيد شمس الدين تلو أبيه وحذَا حذوه، وتوفي (بيناع) من أعمال (الحيمة) أو قريباً منها، وأمَّا أبوه فقبره (بيناع)، وأمَّا هذا فذكر بعض المؤرخين أنه كان قريباً من يناع مهاجراً، وبها توفي - هذا لفظه - وهو مجمل.
أحمد بن محمد بن المطهر(2) [ - ]
السيد الإمام الصوَّام القوَّام أحمد بن محمد بن المطهر بن الحسين الزيدي نسباً ومذهباً، المدفون ببيت بحر، كان من علماء العترة وسادات الأسرة، ذكره السيد الهادي بن إبراهيم الصغير - رحمه الله تعالى -.
أحمد بن محمد بن المرتضى(3) [ - ]
السيد العلامة أحمد بن محمد بن المرتضى - رحمه الله تعالى - قال السيد الهادي بن إبراهيم - رحمه الله -: كان - رحمه الله - شريف الهمَّة، ناهض العزيمة، طامح الأمل في الزكي من العمل، وكان إلى الجهاد أميل، وكان يعتني باقتناء السلاح والعدَّة للحرب وحُبِّب إليه الطيب، قال - رحمه الله -: وكان خطيباً مصقعاً مهيباً جانبه.
أحمد بن محمد بن الإمام يحيى(4) [ - ]
السيد العلامة شمس الدين احمد بن محمد بن الإمام يحيى بن حمزة - رحمه الله تعالى - ترجم له السيد العلامة عبد الله بن الهادي بن يحيى بن حمزة - عليه السلام - فقال: كان عالماً فاضلاً صالحاً، اشتغل بالعلم والقراءة حتى استفاد فائدة ظاهرة في العربيَّة وأصول الدين والفقه، وكان فيه زهادة كليَّة وخير كثير، وتوفي - رحمه الله تعالى - (بحوث) وقبر في (مروانة) المقبرة المعروفة (بحوث).
__________
(1) يناع: حصن منيع في عزلة الجدعان بالحيمة الداخلية، وحو حصن شاهق فيه آثار خرائب قديمة، وفي عرضه الجروف الواسعة المنحوتة نحتاً (معجم المقحفي ص: 717).
(4) طبقات الزيدية الكبرى القسم الثالث - ترجمة رقم (88).

أحمد بن محمد بن إدريس (1) [ - نحو 850 ه‍ ]
السيد الإمام العلامة شمس الدين محمد بن محمد بن إدريس بن الإمام يحيى بن حمزة - رحمهم الله تعالى - المعروف بالأزرقي الأخير.
قال السيد العلامة عبد الله بن الهادي بن يحيى بن حمزة: نشأ في طلب العلم والفائدة، واشتغل بالقراءة، وله فهم حسن وطريقة صالحة ومكارم أخلاق وفضل كثير، لم يزل مشتغلاً حتى استفاد في العربية، وقرأ فيها كتبها المعروفة، وجوّد فيها وفي علم الكلام وأصول الفقه، وقرأ في كتب الفقه، وهو الآن مشتغل به بعد إحرازه لما ذكر أوّلاً من الفنون مع رغبَة ووفور فهمه، وله من التصانيف (جامع الخلاف)(2) زاده(3) من توفيقه السماوي وبسط له من المدد الإلهي. انتهى بحروفه
ورأيت بخط القاضي العلامة الهادي بن عبد الله بن أبي الرجال شعراً نسبة إليه مرثية في السيد العلامة علي بن محمد بن أبي القاسم - رحمهم الله جميعاً - أوَّلها: /173/
لقد أصبح الإسلام وهو مصابُ ... لمن جلَّ فيه نازلٌ ومصابُ
أصيبت به أعلامه وعلومَه ... وكلٌّ بسهم النائبات مصابُ
وهدَّ له ركن ودكَّت شوامخ ... وثل له عرش وحل حجابُ
وأقماره قد أكسفت وشموسه ... وأنجمُه غارت وغار شهابُ
ولم لا وقد أحلَى على ابن محمد ... وأقفر عنه مسجد وكتابُ
__________
(1) فهرس الغربية، فهرس الأوقاف، مصادر الحبشي 186، المستطاب - خ - رجال الأزهار (6)، الجواهر المضيئة ترجمة 99 ص 18، لوامع الأنوار ج 2/260، طبقات الزيدية الكبرى القسم الثالث، ترجمة رقم (89)، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة (149).
(2) ويسمى: جامع الخلاف، وصادع الأصداف عن فرائد الدر الشفاف ورفع أطراف الطراف عن تخقيق مذاهب العترة والفقهاء من جميع الأطراف - خ - منه نسخة خطت سنة 851ه برقم: 1183 أوقاف، ثانية غربية رقم (275) فقه، ثالثة في مجموعة (1228) غربية الجامع الكبير، ويسمى أيضاً: جامع آل محمد، منه نسخة مصورة بدار الكتب المصرية.
(3) في (ب): زاده الله.

وصارت قفاراً سملقات(1) مهامهاً ... معاني علوم ضمهن ترابُ
وهي أطول من هذا القدر - رحمه الله تعالى - وللسيد الأزرقي الصَّغير (جامع الخلاف) كتاب مشهور مفيد، وعاجَله الأجل قبل إتمامه؛ لأنه شرع فيه حال الدرس في ذلك العام، فكان تصنيف بإزاء كل عشر عشراً، فإذا تقدم أهل القراءة بعشور كثيرة انتقل إلى حيث بلغوا، وتمَّمه مطهر الجمل - رحمه الله تعالى - نعم، وأمَّا(2) الأزرقي الكبير فهو المعروف بالمنتقم لدين الله - أي الذي أخذ بثأر الدين - ممن طمس آثاره، وهو أحد دعاة جيلان في المائة السادسة، والله أعلم.
أحمد بن محمد بن حمزة [ - ]
السيد العلامة أحمد بن محمد بن حمزة بن يحيى من خلصان أهل العلم والفضل، ومن تلامذته إمام الحديث الأمير الحسين صاحب الشفاء، وله عنه روايات.
أحمد بن محمد بن علي [ - 1007 ه‍ ]
السيد العالم الفاضل شمس الدين أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الهادي الهروي الحسيني(3) - رحمهم الله - كان عالماً جامعاً لفضائل عديدة، وذكره الوالد الفاضل الهادي بن عبد الله بن أبي الرجال - رحمه الله - وأنشد له شعراً:
العلم من أفضل الأعمال والقربِ ... بذاك قد قال أهل العلم في الكتبِ
ومن يوفق بالنيّات يحرسه ... فأجره أجر من صلَّى على الكثبِ
ومن تراه صموتاً في المجالس ذا ... لُبٍ يفوه بذكر الله لَم يخبِ
من لم يُحط بالأمانات التي وضعت ... من الإله عليه باء بالغضبِ
أنا مشير فإن المستشار له ... حق فإقبَلٍ وسلم يا أخا الأدبِ
خير العباد فتىً مستأمنٌ ورعٌ ... يقوم في آلِهِ بالعدل والحسبِ
__________
(1) سملقات: السَّمْلَق: كجعفر: القاع الصفصف. القاموس المحيط ص825.
(2) في (ب): وأما أحمد الأزرقي.
(3) في (ب): الحسني.

هذا(1) ذكره القاضي الهادي، وذكر في موضع آخر السيد العلامة أحمد بن محمد بن الهادي المحرابي - رحمه الله - وأنشد له هذه القصيدة الآتية، ولعله هذا الذي له الترجمَة، وكان السيد شمس الدين أحمد المحرابي من أمراء العترة وشرفائهم(2) وكبرائهم، ملموحاً إليه بعين الاجتهاد، ولم يرض الإمام القاسم بالدعوة إلى نفسه إلا بعد عرض الدعوة على هذا السيد الجليل، وكان قد اشتهر ذكره، وبَعُدَ صيته، وقام مع الإمام قيام السَّابقين، وله مآثر حميدة، واستشهد - رحمه الله - في (مسور المنتاب)(3) ومعه صنوه علي، وكان تلوه في الفضائل، كانت شهادتهما - أعاد الله من بركتهما - في (بيت عِذَاقة)(4) في حرب كبيرة، واستشهد /174/ معهم عشرة رجال صبح يوم السبت تاسع شهر ربيع الآخر سنة سبع وألف، والمعتني في القبَّة عليهما السيد المجاهد عامر بن علي - رحمه الله - ومما يذكر من علمه أنه شرح قصيدة امرئ القيس بن حجر اللاميَّة: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل، ولم يفتح كتاباً. ومن شعره - رحمه الله -:
ما بال عينيك منها الماء ينحدر ... كأنه سائل في الجوِ ينهَمرُ
وما لجسمك أمسَى ساحباً(5) ونبت ... بك المضاجع ثم اعتادك السهرُ
وبت ترعى السُّهى في الليل ترقبُه ... والقلب حيران طول الليل يفتكرُ
أذاك مِن أنْ نأى خِلٌّ شغفتَ به ... صافي الوداد حسين طيب عطرُ
__________
(1) في (ب): هكذا.
(2) في (ب): وسرواتهم.
(3) سميث مسور المنتاب لتمييزها عن غيرها من البلدان المعروفة باسم مسور في اليمن، ومسور المنتاب ناحية كبيرة من توابع محافظة صنعاء، وكانت من قبل من توابع محافظة حجة (انظر معجم المقحفي ص: 594).
(4) بيت عِذَاقة بكسر العين، وقد تضم مدينة كبيرة في جبل مسور، بها مركز قضاء مسور التابع لمحافظة صنعاء، وتنسب إلى عذاقة بن مسور بن عمرو بن معدي كرب بن شرحبيل بن ينكف، وهي بلدة جميلة ذات غيول وينابيع غزيرة (المصدر السابق ص: 434).
(5) لعلها: شاحباً.

حوراء قدزانها قدٌّ تميله ... إن جدت السير كاد الردف ينهصرُ
كأنما الشمس تبدُو في الجبين ضحى ... والخد ورد بهيُّ اللَّون منتشرُ
ونحرها مشرق والجيد منتصبٌ ... كأنها ظبية قد مسَّها ذعرُ
غيداء لا تنزل الأكدار ساحتها ... إذا بدت من حياهَا تخجل القمرُ
لمياء في شفتيها حوة(1) لعس(2) ... قد زانها دعج العينين والحوَرُ(3)
هيفاء خطارة درم مرافقها ... كأنما ريقها بالخمر مُعتصرُ
إذا نظرت إليها وقت خطرتها ... مع التبرُّج يوماً رابك النظرُ
لو ناجت العصم من أعلى مناكبها ... حنَّت إليها وزال الرعب والحورُ(4)
أو راهبين لمالوا نحوها وصبوا ... وضيَّعُوا الدين والأحساب وابتدرُوا
أم كنت تعرف آيات فقد جعلت ... أطلال ألفك بالمرتاع تعتذرُ
فأنتَ في الدَّهر في ضيقٍ وفي تعب ... من أجل ذَلك مهمُومٌ ومعتمرُ
فقلتُ كلاَّ فإني عنه في شغلٍ(5) ... بحادث دونه الأهوَال والخطرُ
تحار فيه عقول العارفين به ... من خطبه تحدث الأفزاع والفكرُ
لا تعذُلوني فإني مشفق حذر ... لو كان ينفعني الإشفاق والحذرُ
الدينُ مخترمٌ والحقُّ مهتضم ... وفضلُه في جميع الأرض مُحتَقَرُ
عفَت رسوم الهدَى أقوت معالمه ... كأنَّه ما مضَى الأنباء والنُّذُرُ
مِن بعد ما مات خير المرسلين معا ... شجى(6) به الثقلان الجنُّ والبشرُ
صلَّى عليه إله الخلق ما طلعَت ... شمس النهار على الأرضين والقمرُ
وساق على هذا السياق، وذكر الحوادث التي كانت بعد جدِّه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
__________
(1) حُوَّة: حمرة إلى السواد. (المرجع السابق ص 1175).
(2) لَعَسٌ: بالتحريك سواد مستحسن في الشفة. (المرجع السابق ص 530).
(3) في (ب): والخور.
(4) لعلها: والخور.
(5) في (ب): عنه مشتغل.
(6) في (أ): سحى.

/175/ أحمد بن محمد بن أحمد [ - ]
السيد الزكي العلامة الأزهد شمس الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن عز الدين المؤيَّدي - رحمه الله تعالى - كان من العلماء الأخيار أهل العمَّة(1) في تحصيل العلم والرئاسة وحصَّل كثيراً طيِّباً، وقد كان أراد وضع شرح على الشافية، وكان فضله - رحمه الله - كلمة إجماع، بل قد كان يقول بعض أهل زمنه: إنه منقطع القرين، سمعت السيد العلامة أحمد بن الهادي بن هارون - رحمه الله - مع كونه من الكمال ومعرفة أحوال الناس بحيث هو، يقول: عندي أن السيد أحمد بن محمد رجل اليمن، ما كان في وقته من يبلغ حيث بلغ، فذكرت له رجلاً كان السيِّد يثني عليه فقال: (لا)(2) ولا فلان، وكان ورعاً لا يأكل إلا من الحلال الطيِّب، وكان إذا خرج بالعساكر إلى البلاد الشامية (بني جُمَاعة)(3) (وبني خُولي(4)) و(العروصور) (5) لا يأكل إلا من طعام يخصّه، ويفعل للجند الموائد الواسعة، ولقد كانت توضع بين يديه قطعة لحم منتنة؛ لأنه كان يذبح لنفسه ويقسم له ذلك، أعاد الله من بركته، وله شعر عظيم. من شعره(6):
وتوفي - رحمه الله - بصعدة في (……)(7) ورثاه، صنوه الصَّارم مولانا السيد الإمام المجتهد صارم الدين إبراهيم بن محمد بن أحمد حفظه الله بقصيدة وهي:
صبٌ بأهل الحما هاجت صبابته ... فدمعه لا يرى إلا صبابته(8)
__________
(1) في (ب): الهمة.
(2) سقط من (ب).
(3) بنو جُمَاعة بضم الجيم وفتح الميم، بطن من خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، لهم بلاد واسعة من أعمال صعدة، تعرف ببلاد بني جُماعة (معجم المقحفي ص: 126).
(4) بنو خولي: قد تثرجمت ص 191.
(5) لعلها: والعرّ وصور. والعُرّ: بلدة في جبل ساقين. (المرجع السابق).
(6) بياض في (أ) و (ب).
(7) بياض في (أ) و (ب).
(8) بياض في (أ)، (ب).

/177/ ومولانا الصارم ناسخ برود هذه المرثيَّة(1) هو زين الوجود وعين الموجود، ترجمان الشريعة، متبحر في العلوم جميعها، مصنف، له (شرح الهداية(2) بتنقيح الأنظار)(3) في ثلاثة مجلدات حافلة كل، مجلد يأتي مثل (شرح الأزهار لابن مفتاح)، وله (الرَّوض الحافل شرح الكافل)(4)، وله كتاب في (صناعة خط المصاحف)(5)، وله (القصص الحق المبين في البغي على أمير المؤمنين) وغير هذه، وله أشعار عظيمة، وهو أحد شيوخي، والحمد لله رب العالمين.
وكان والدهما السيد محمد بن أحمد رايساً(6) من أعيان آل محمد، مملوءاً بالوقار والرجاح، وهو الذي فتح صعدة للإمام القاسم أعاد الله من بركتهم.
__________
(1) في (ب): الترثية.
(2) في (ب): المسمى بتنقيح.
(3) ويسمى تنقيح الأنظار شرح هداية الأفكار (فقه) نسخة منه في المكتبة الغربية بالجامع الكبير صنعاء برقم (100) فقه، وأخرى في (257) ورقة برقم (1118) في مكتبة الأوقاف بالجامع الكبير، وأخرى بمكتبة آل الهاشمي صعدة، أخرى ج3 خط بعناية المؤلف سنة 1078ه في (965) صفحة من كتاب العارية إلى باب ميراث الملاعنة، مصورة بمكتبة السيد محمد بن عبدالعظيم الهادي، ومكتبة السيد عبدالرحمن شايم، أخرى الجزء الثاني في (608) صفحات جامع الإمام الهادي بصعدة.
(4) ويسمى أيضاً الروض الحافل الجامع لما شئت من معاني الكامل في أصول الفقه، منه نسخة خطية في (186) صفحة بمكتبة جامع الإمام الهادي بصعدة.
(5) ويسمى خط المصحف العثماني، ولعله: اللمعة الذهبية في شيء من القوانين الخطية، ذكره في ذروة المجد الأثيل.
(6) لعلها: رئيساً.

أحمد بن محمد بن صلاح(7) [ - 1069 ه‍ ]
السيد الهمام العالم شيبة الحمد أحمد بن محمد بن صلاح القطابري - رحمه الله - من شيوخ شيوخنا المحققين، وأجلاء العلماء المتقنين(1)، وكان في العربيَّة إماماً محققاً سيما في أيام شبيبته - رحمه الله - وكان شيخاً معمراً، واتَّصل بالإمام القاسم، وكان من المناضلين عن منصب الإمام والمتكلمين معه، وله قصيدة جواب على السيد العلامة عبدالله بن علي بن الحسين المتعارض هو والإمام القاسم، فمن جواب السيد أحمد بن محمد بن صلاح القطابري - رحمه الله - وقد أجاب(2) عنها جمَّ عددهم، فقال السيد من جملة قصيدته:
وتقول في الأشعار أحدث قاسم ... سُوءاً وما حدَث أتى من قاسمِ
إلا الحروب المضرمات على العِدا ... الناقمات بكل عادٍ ظالمِ
من جرَّع الأعداء سُماً ناقعاً ... في كل مأقط(3) مضرم متلاحمِ
بأسنَّةٍ عند اللقا وصوَارمٍ ... ورداه حرب مقدمين بقاصمِ
وبنادق تحكي الرعود قواصفا ... ورصاصها حتف العدو اللاحمِ
وشوازب(4) كالشهب تهوي في الهوى(5) ... رصداً يخاطف خطفه من راجمِ
يحملن كل فتىً هزبرٍ(6) أروعٍ ... ثبت الجنان لدى الوقائع باسمِ
سَل عنه ذات السَود أو أسنافهم ... (وثُلا) و(ذَا مُدَعٍ)(7) و(ذات مرازمِ) (8)
/177/
تخبرك عن نبأٍ يقين أنها ... سقت العدو بها كؤوس علاقمِ
وهي طويلة ختمها بقوله:
والله يرعى للشرائع حقه ... ويديم بهجته بعزٍّ دائمِ
__________
(1) في (ب): المتقين.
(2) في (ب): وقد أجاب علماء جم عددهم.
(3) مأقط: أضيق المواضع في الحرب. (المرجع السابق ص 634).
(4) شوازب: جمع شازب: الأتان الضامر.
(5) لعلها: الهوا.
(6) الهزبر: اسم من أسماء الأسد.
(7) مُدَع بضم الميم وفتح الدال جبل منيع يطل على مدينة ثلاء من الغرب الشمالي، وفي سفحه تقع قرية مُدَع، وهو منسوب إلى مُدَع بن سعد بن عوف (معجم المقحفي ص: 575).
(8) أسماء معارك حدثت بين الإمام القاسم وخصومه.

ما دام فهو حتُوف كل معاند ... وشحاك(1) أفئدَةٍ وشجو حلاقمِ
والله يختم بالرِّضا أعمالنا ... والمؤمنين وتوبة للنادمِ
ثم الصلاة على النبي وآله ... ما غرَّدت في الأيك ورق حمائمِ
وله مرثية في الإمام - عليه السلام - جمع فيها الرثاء والتهنئة بقيام وَلده إمام اليمن ناعش الحوزة المؤيَّد بالله - عليه السلام - وتعمَّر - رضوان الله عليه- وكان في أيام الإمام المؤيَّد بالله من عيون أهل بيته، وتولَّى جهة (بلاد)(2) آنس المحروسة، ثم استقرَّ ببلاده منوطة أعمالها به حتَّى كانت أيام هذه الإمامة المسعودة النبوية أيام مولانا أمير المؤمنين المتوكل على الله - صلوات الله عليه- وأخذ منها بشطر صالح، ثم انتقل إلى جوار الله في شهر ربيع الآخر من عام تسعة وستين وألف في وادي(3) (قراض) من بلاد (آل أبي الخطاب)، وقبره بصرح المسجد بقرية (آل يعيش) مشهور مزور - رحمه الله تعالى - وتجاوز عنه، وزار السيد العلامة شرف الدين الحسن بن أحمد الجلال - أمتع الله بنافع علومُه - إلى (رُغَافة)(4). قال السيد الحسن عافاه الله تعالى:
فأهلاً بأقدامٍ حَبَتْني زيارةً ... وما كنت أهلاً للنهوض إلى عندي
ولا غَرو إن زار العظيم محقراً ... فقد ينهض المولَى إلى ساحَة العبد
فأجابه السيد شمس الدين - رحمه الله تعالى -.
بل أنتم النفر المستوجبون لأن ... نمشي إليكم ولو مشياً على الخدِّ
لأنكم من سلالات النبي وقد ... حزتم بفضلكم مجداً إلى مجد
أحمد بن محمد بن أحمد [ - ]
__________
(1) الواو زائدة عن الوزن.
(2) سقط من (ب).
(3) وادي قُرَاض: بضم ففتح فسكون - وادٍ معروف في مديرية باقم، شمالي مدينة صعدة، ومن أعمالها. (المرجع السابق ص 1258).
(4) رُغَافة بلدة في أرض بني جماعة بالغرب الشمالي من مدينة صعدة بمسافة (37) كيلومتر (معجم المقحفي ص: 271).

الفقيه العالم أبو إسحاق أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد الباعث - رحمه الله - من بحار العلم وكبار العلماء، وولده إسحاق أشهر منه على أن هذا في الفضل شهير، ترجم له السيد الهادي، وابن المظفر، وغيرهما.
أحمد بن محمد بن أحمد [ - ]
العالم الكبير الفقيه الأجل شمس الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدالواحد بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن أبي القاسم بن علي المحلي الصنعاني - رحمه الله - والد الفقيه الإمام العلامة حميد بن أحمد، كان الفقيه شمس الدين عالماً كبيراً، وجهه الإمام المنصور بالله - عليه السلام - إلى بلاد (قاعة)(1)، - كما ذكره بعض أولاده - لمناظرة الباطنية، وقبره - رحمه الله - (بثلا) خارج باب المناخ(2) من مدينة ثلا، ويقال: قد سمعت تلاوة القرآن من قبره، وأظنه وجَّه الإمام لمناظرة المطرفيّة على الباطنية، والله أعلم.
أحمد بن محمد بن أحمد [ - ]
الفقيه الفاضل العلامة أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن المعروف بأبي الرجال بن سرح بن يحيى بن عبد الله بن عبد الله العمري - رحمه الله آمين - كان عالماً فاضلاً، وهو جد الفقيه محمد بن سليمان المذاكر - رحمه الله - وكان من جماعة المنصور بالله، ويقال: إنه كان/177/ يشبهه في الخلقة، وأمره بالوقوف بهجرة قاعة لمناظرة المطرَّفيّة. وانتقل إلى جوار الله بقاعة، وقبره هناك، وقاعة بلدة من محاسن البلاد، غربي (البون)، وقد كانت عامرة آهلة ثم خربتها همدان وانتقم الله منهم، ثم عمرت، وسكنها بعد ذلك طوائف مطرفيَّة ومخترعة.
__________
(1) قاعة حصن وبلدة غربي عمران، تشرع منها الطريق إلى حجة (معجم المقحفي ص: 504).
(2) في (ب): المياخ.

32 / 182
ع
En
A+
A-