وكان حجَّه - رحمه الله - هو وصهره السيد العلامة الهادي بن إبراهيم الوزيري، زَوج أخت القاضي المذكور، وهيَ الفاضلة العالمة مهديَة بنت القاضي عبد الله بن الحسن، وهيَ من الفضليات، قال بعض العلماء: حكمها في الفضل على النساء كحكم أبيها وفضله على الرجال، وصحبهما في ذلك السفر السيد المرتضى بن الهادي بن إبراهيم، وحصل لموت القاضي - رحمه الله - موقع عظيم لجلالته ومكانته، سيما عند السيد الهادي لمكان الصداقة وعلمه حقيقة بفضله ولصهره، وكانت بينهما رحمهما الله أيام الحج مراسلات وأشعار منها القصيدة الآتية، ولمَّا وصل السيد الهادي إلى (فلَلة)(1) عند رجوعه التقاه الإمام علي بن المؤيَّد وخطب كل واحدٍ منهما خطبة بليغة، متضمنة تهنئة وتعزيَة وترحيباً وفنوناً كثيرة وفصولاً عديدة لم يسمع بمثل ذلك فيما بين أحد من أهل ذلك العصر، ورثاه السيد - رحمه الله - ولم أظفر بترثيته. /144/ ورأيت بمدينة (إب) قصيدة من السيد الهادي حرَّرها بحلي من أعمال تهامة يذكر فيها صنعاء و (طيب أوقاتها و) (2) ساحاتها وساعاتها، فأجابه القاضي بقصيدة بليغة وذكر فيها صعدة، ولم يحضرني ما نقلته في إب، ثم رأيت القصيدتين في تأريخ السادة، إلا أنه ذهب أوَّل قصيدة السيِّد نحو عشرة أبيات أو أكثر، ولعلِّي أكتبها من نسختنا وأظن أولها:
نسيم الصّبا هل تحملين لنا عهدا
وذكر في تأريخ السادة أن الشعر والجواب(3) لم يكن للقاضي شمس الدين، لكنه صنعه له بعض الفقهاء آل النعمان من (ضمد) وهذا الموجود من شعر السيد:
(4)
وأصفر من لون السفرجل لونه ... يحاكي من البيض الترائب والنهدا
__________
(1) فللة: هجرة علم قديمة في بني جُماعة بصعدة، بالقرب من هجرة قُطابر، يقال: إن أول من اختطها هو الإمام علي بن المؤيد سنة 836ه (معجم المقحفي ص: 497).
(2) سقط من (أ).
(3) في (ب): إن الشعر الجواب.
(4) بياض في المخطوطتين مقدار نصف صفحة.
وقان من الرّمان يحكي احمراره ... من البيض في صنعا الأنامل والخدَّا
ومن عنبٍ كل الفواكه حوله ... تراه أميراً وهو ينظرها جندا
فلله صنعا ما ألذَّ سكونها ... وأطيَب معناها وأحسنها مهداً
فلا ماؤها مرٌ ولا جوُّها وبا ... ولا قيضها جمراً ولا عيشها كدا(1)
وما هي إلا جنَّة الخلد في الدُّنا ... إذا بلدٌ في حسنها تشبه الخلدا
ولا سيما أن صافح الغيث أرضها ... وكاد الثرَى منها يكون لها ندا
قلت: أذكرني كلام السيد - رحمه الله - في طيب ترب صنعاء ما ذكره أبو حيَّان التوحيدي(2) أنه سأل بعضهم عن صنعاء فوصفها ومما وصف تربها، فقال: إذا سجد المصلي لم يرفع رأسه إلا كرها لطيب العَرف من ترابها نقلت هذا بالمعنى:
وتالله لولا الحج ما كنت سامحاً ... بها غير أنَّ الله ألزَمَه العبدا
وقائلة: كيف الذين ترحَّلوا ... إلى الحج أشياخاً وأصبيَة مُردا
فقلت لها: ما حال من قذفت به ... شطون النوى فازداد من أهله بعدا
وكم نفنف(3) قد جازه بعد (نفنف) ... ونبَّه في أقطاره الجثم (الربدا)
/145/
وكم قطع البيداء تعلى شموسها ... وعين المها من حرّ رمضائها رمدا
وكم قذف الحر بأحر(4) هجيرها ... وقد وقيد الشمس ناظرها قدا
__________
(1) حاشية في (ب): حق الإعراب الرفع في قوله: ولا قيضها جمراً ولا عيشها كدا؛ لأن لا لا تعمل في المعرفة إلا شذوذاً كقوله: فلا الحمد منسوباً ولا المال باقياً، أما كذا فوجهه أن يكون من الاقواء، وورد في كلام الفصحاء كقول امرئ القيس:
عوجا على الطل المحيل لعلنا
نبكي الديار كما بكى ابن جذام
قامت لتصرعني فقلت لها اقصري
إني امرؤ جزعي عليك حرام
وغير ذلك أو ثبوت العمل لا للضرورة في المعرفة والله الموفق. كتبه المفتقر إلى ربه مجد الدين محمد بن منصور المؤيدي.
(2) راجع تأريخ بني الوزير.
(3) نفنف: كل مهوى بين جبلين.. والمفازة. (القاموس المحيط ص 792).
(4) لعلها: بحر ليستقيم الوزن.
إلى أن بلغنا بطن مكة ترتمي ... بنا العيس نبغي من مشاعرها قصدا
ولمَّا بلغناها على دلج السرى ... نشد إليها كل دعلية شدا
رأينا بها ما يملأ العين قرَّة ... ويطوي من البين المشيب ما أسدا(1)
فشكراً لأيدي العيس إذ بلغت بنا ... وحمداً لمن في السَّير سخرها حمدا
بلغن بنا البيت الذي حج آدم ... من الهند لمَّا اعتاض بالجنة الهندا
إلى حرَم شاد الخليل أساسه ... وشرَّفه قدراً وعظمه مجدا
إلى قبلة الإسلام والحرَم الذي ... يحج إليه الناس إلا من ارتدا
إلى حيث أهدى البدن أحمد رسَّفاً ... فيانعم ما أهدى ويانعم من أهدى
ولمَّا رأينا كعبَة الحسن خلتها ... عرُوساً وفيها الخال قد زين الخدَّا
نقبل منها خالها الأسود الذي ... يبيض من وجه الأماني ما اسودا
وطفنا ببيت الله نلثم ركنه ... نمسحه كي ندرك الفوز والرشدا
فيا ربّ زده هيبة وجلالةً ... وجدد لنا من لثم أركانه عهداً(2)
قال السيد الهادي بن إبراهيم - رحمه الله تعالى -: قلت هذه القصيدة من المخلاف السليماني، ونحن متوجهون إلى مكة المشرفَّة - حماها الله تعالى - فلمَّا وقف عليها الفقيه (……)(3) بن النعمان الضمدي عارضها بمدح صعدة وطيبها وطيب مائها وجوّها على لسان القاضي شمس الدين أحمد بن عبد الله الدواري وبرأيه، وقد رأينا إثباتها في هذا الديوان المبارك لحسنها ورشاقة مساقها وترصيفها واتساقها:
إذا هب من نجد نسيم الصبا ندا ... وصافح منه ذيله الآس والوردا
بكيت كما يبكي الحمام صبابة ... وذبت بها شوقاً وذاب الحشا وقدا
وما زلت يشجيني بكاهنَّ كلما ... بكين على الأغصان ذكَرنني نجدا
إذا ما ذكرنا بير حوجل قطعت ... بها النفس أوكادت تذوب لها وجدا
وإن لاح برق بالصعيد فمقلتي ... على الخد مني خد مدمعها خدا
يشوقني من بئر عائد ماؤها ... فاشتاق منها ماءها البارد العدا
__________
(1) في (ب): ما أشدا.
(2) في (ب): العهدا.
(3) بياض في المخطوطتين.
منازل ما أشهى هواها وماءها ... وأطيبها عيشاً وأعذبها وردا
ويحجب عنها دوحها الشمس إن بدت ... وتسحب من برد النسيم بها بردا
وتالله ما أنسيت عهداً وإنما ... من البعد لم أحدث بساكنها عهداً
/146/
ولا اعتضت من ماء العذيب ومائه ... عذيباً ولا (بالشيح) شيحاً ولا رمدا
أحنّ إليها وهي منِّي قريبة ... فكيف إذا ما ازددت من أرضها بعدا
ولولا وجوب الحج ما اعتضت بالّلوا ... لواءً ولا بالوُد من أهله وُدا
ولا وخدت أيدي المطايا عشيَّة ... بنا وهيَ أدنى ما تسير بنا وخدا
نؤم بها البيت الحرام كأنها ... قسيٌ ترى ما في أزمَّتها جردا
يشوقها برق(1) الحجاز إذا بدا ... فيبدي شجاها وهو أهون ما أبدى
ولمَّا نزلنا الغور غور تهامةٍ ... ذكرنا الصَّعيد الطيب الأخضر الأندا
ورقراق أمواه عذاب بصعدةٍ ... كأنَّ فتيت المسك من فوقها مُسدا
نزف إليها الشوق من كل جانبٍ ... وجدّ بنا لما المسير بنا جدا(2)
ولكننا نرجو من الله عفوه ... ونطلبُه فضلاً ونطلبه رُشدا
ونطلب من ألطافه البر والهدى ... ولا يهتدي من ليس من ربه يُهدى
أمعلمنا(3) من صعدةٍ كيف صعدةٌ ... أفدنا بما عاينت من وصفها الأندا
وهل ماؤها السلسال شهد كعهدنا ... أم الدَّهر ضرَّ البارد السلسل الشهدا
وهل طلها طلق وطل غصونها ... إذا حرَّكته الريح تحسبه عقدا
بلاد تحاكي جنة الخلد حسنها ... وتحسبها من حسن بهجتها الخلدا
أحمد بن عبد الله بن أبي القاسم [ - ] (4)
السيد العلامة، الصدر، المفيد، أحمد بن عبدالله بن أبي القاسم - رحمه الله تعالى -. ترجم له السيد شمس الدين أحمد بن عبد الله، وذكر في موضع ما يدل على أنه من أعيان الوقت وأهل الرفعة - رحمه الله تعالى -.
أحمد بن عبيد [ - ] (5)
الفقيه العالم شهاب الدين أحمد بن عبيد - رحمه الله تعالى - ذكره السيد العلامة في وسيلته فقال:
__________
(1) في (أ): برد.
(2) في (ب): حدا.
(3) في (أ): أيعلمنا.
وبابن عبيد والشقيفي ذي النهى ... أبي القاسم الكشاف كل مجمل
ولم أتحقق شيئاً من حاله - رحمه الله تعالى -.
أحمد بن عبد الأعلى الضميمي [ - ق7 ه ] (1)
الفقيه، الإمام، العلامة، الأجل، الأفضل، الأكمل، أحمد بن عبد الأعلى الضميمي - رحمه الله -. شيخ معمَّر جليل القدر جميل الذكر، بحر من بحار العلم الزاخرة، وهو (مذحجي) الأصل، سكن بلاد بني (حُبيش)، وهو من جهة(2) العلامة أحمد بن علي الآتي ذكره، وفد هذا العلامة - رحمه الله - على الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة - عليهما السلام - إلى (براقش)(3)، وبايع وأعلم الإمام أن عشيرته وجميع جهته سامعون له مطيعون، ثم قام أعاد الله من بركته بين يدي إمامه بهذا الشعر:
الله أكبر روح القدس أم بشر ... أم كوكب ضوؤه في الأفق منتشرُ
في حلقة القوم نور ساطع شرق ... حسناً وآيات مجد ليس تنحصرُ
/147/
لمَّا علا ورأت عيني طلائعه ... غشوته وغشاه البدو والحضرُ
فكم تجشمت من تيهاء مظلمة ... كالترس(4) ليس لأنسيٍّ بها أثرُ
وكم توردت والآمال طامحة ... منها موارد لا يرجى لها صدرُ
حتَّى انتهيت إلى من لا يقاس به ... إلا أوائله الوضاحة الغرَرُ
أنشدتُ نفسي وقد عاينتُ غرَّته ... هذا الإمام الذي قد كنت أنتظرُ
هذا ابن حمزة سيف الله مشتهرٌ ... في كفِّه مرهف العرنين مشتهرُ
هذا ابن حمزة عبد الله يشهد بالـ ... ـفضل المبين عليه الخبر والخبرُ
__________
(1) في السيرة المنصورية المطبوعة ذكره مع أخيه محمد بن عبد الأعلى، وذكر للأخير أكثر من قصيدة، وهذه القصيدة للمترجم ربما في الجزء المفقود من السيرة.
(2) حاشية في (أ)، (ب): معنى من جهة: من قرابة.
(3) براقش: من أهم المدن الأثرية في اليمن، وتقع بالجهة الجنوبية الغربية من مدينة معين، ضمن مدن وادي الجوف، وقد عرفت براقش قديماً باسم (يثل)، (معجم المقحفي ص: 67).
(4) الترس: التُرْس من جَلَد الأرض: الغليظ منها. (القاموس المحيط. ص 495).
هذا ابن فاطمة الداعي وطائره الـ ... ـميمون في كلّما يأتي وما يذرُ
هذا الَّذي أفصحت عن ذكر والده ... وفضله محكمات الآي والسورُ
مهذَّب الجد وضاح شمائله ... يغضي لها الأبهيان الشمس والقمرُ
إذا تهلل مثل البدر مبتسماً ... تهللت من نداه البدن والبدرُ
وإن يُدَمِّر(1) مات الموت من فرَق ... ومار بالأرض منه الخوف والحذرُ
إن صال أو قال أو جادت أنامله ... فالغيث والليث (والصمصامة) الذكرُ
يفتر مبتسماً والحربَ عابسةٌ ... إذا هي ابتلت الأعطاف والعدرُ(2)
أغر تحسب نصل السيف في يده ... جماً يجول به في الحومَة القمَرُ
يا آل ياسين أنتم في الورى وزرُ ... وملجأ حين لا ملجا ولا وزرُ
أنتم ينابيعُ علمٍ لا تغيض وفي ... أيديكمُ القضب المشطوبة البترُ
أنتم أناس أقام الدين صعدته ... بكم وفيكم وأنتم ظفرة الظفرُ
ولا تظلكم الرايات في رهجٍ ... إلا أطل عليها الفتح والظفرُ
وكم لكم يا بَني الزهراء من شرفٍ ... صاف تبسم عنه(3) بارق كدِرُ
فالحمد لله قد قامت قناتكم ... آل العباء وقام العدل والظفرُ
يا آل أحمد أنتم خير من وخدت(4) ... به الركاب ومن سارت به السيرُ
وأنتم عصمة المستعصمين وأمن المؤ ... منين وأنتم للورى عصرُ
في منشأ نشأت منه التلاوة لا ... حيث المزاهر والعيدان والوترُ
وأذهب الله عنه الرجس تطهرة ... له وجاء به القرآن والأثرُ
والأمر والدين والبيت العتيق لكم ... وزمزم والصَّفا والحجرُ والحجَرُ
بحر تغلغل في كنه العلوِّ إذا ... تغلغلت قصرت من(5) دونه الفكرُ
/148/
يا آل احمد إن الله خصَّكم ... دون الأنام بمالم يُؤته بشرُ
وقال قومٌ هم في الفضل مثلكم ... ولا أرى اليوم تحقيقاً لما ذكروا
أنَّى وطينة عليين طينتكم ... وطينة الناس إلا أنتم العفَرُ(6)
__________
(1) في (ب): وإن تذمر.
(2) العدر: لم أجدها.
(3) في (ب): مازق.
(4) في (ب): وجدت.
(5) في (ب): في.
(6) في (ب): الغفر.
الناس أرض وأنتم آل أحمد في ... أفق العلو عليهم أنجم زهرُ
وذكركم بعض أركان الصلاة وما ... رأيتهم قط في أذكارها ذكروا
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... وذلك الدين ليس الجبر والقدرُ
انتهى، وأقول لله در هذه القصيدة التي بنيت بيوتها بالجواهر، ونورت من أرضها الزهور، وأنورت من سمائها الزواهر، والحمد لله رب العالمين.
أحمد بن عبيد المعلم[ - ق3 ه ]
الفقيه، الإمام، الحافظ، مسند المذاهب، أحمد بن عبيد المعلم - رحمه الله تعالى - من كبار الزيدية وجلّهم، جعله في طبقات الزيدية من نقَلَةِ علوم آل محمد؛ لأنه قال في ترجمة الإمام الفقيه أبي الحسن علي بن أحمد بن (أبي)(1) حريصة - رحمه الله - ما لفظه: وقد كانت له، وابن(2) الفتح، وابن الطهري، وأحمد بن عبيد المعلم، ومحمد بن طالب عناية بالرواية، وقراءة كتب آل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - (3) وسماع، الحديث عنهم وعن شيعتهم إلى آخر كلامه.
أحمد بن عبد ربه(4) [ - ق7 ه ]
الشيخ العالم أحمد بن عبد ربه - رحمه الله تعالى - من تلامذته محمود بن يحيى بن علي بن الحسين الجيلاني، قرأ عليه، ومن جملة مقروءاته مجموع زيد بن علي - عليهما السلام - والأربعين العلويَّة، وأجاز الشيخ أحمد لتلميذه المذكور بشهر القعدة سنة تسع وخمسين وستمائة.
أحمد بن الإمام عز الدين(5) [873 - 940 ه ]
__________
(1) زيادة في (ب).
(2) في (ب): ولابن الفتح.
(3) في (ب): كتب آل محمد صلى الله عليه وعليهم.
(5) ملحق البدر الطالع 38 - 39، معجم المؤلفين 1/312، مصادر الحبشي 209، الجامع الوجيز - خ - الجواهر المضيئة - خ - 12، 13، أئمة اليمن 1/411، التحف شرح الزلف 149، ذروة المجد الأثيل - خ - 58 - 59، 90 - 91، مطمح الآمال - خ - تراجم علماء آل المؤيد - خ - مشجر السيد صلاح الجلال - خ - مؤلفات الزيدية 1/398، مصادر التراث اليمني في المكتبات الخاصة، أعلام المؤلفين الزيدية ترجمة رقم (116).
السيد الكبير النحوي أحمد بن الإمام عز الدين بن الحسن - عليهم السلام - كان من العلماء الكبار محققاً في الأدوات، وقد كان يقال له: (سيبويه)(1) لعلوِّ شأنه في النحو وتعمَّر - رحمه الله - كثيراً، ورحل للحديث إلى المدينة المصطفوية، واستصحب كتباً من خزانة والده وغيرها، فنهبت في ديار حرب، وله أسئلة على (خطبة الأثمار) أجابها السيد العالم عبد الله بن الإمام شرف الدين نيابة عن والده، وذكره السيد العلامة محمد بن عز الدين في (شرح التكملة) - أعاد الله من بركاتهم - وتَولى القضاء لأخيه الإمام الحسن ولابن أخيه الإمام مجدالدين، وله (مصنَّف حاشية على تذكرة الفقيه حسن النحوي)، و(كتاب في أحوال الإمامة)، وما يلزم الإمام وما لا يلزمه.
قال شيخنا: كان الإمام المؤيَّد بالله يحبُّه ويولع به، وروَى شيخنا عن شيخه السيد العلامة داود بن الهادي أنَّ السيد شمس الدين هذا لم يكن في صغره متعلقاً بالعلم كإخوته - عليهم السلام - فأمره أبوه عز الدين وهم إذ ذاك (بساقين) (2) أن يكون إمام الصلاة للإمام وإخوته الكرام وغيرهم فامتنع فلم يعذره، فأقبل على العلم حتى بلغ الغاية، ومولده ضحى يوم الخميس لثمان بقين من شوال سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة، وتوفي في الفناء الكبير سنة أربعين وتسعمائة، وكان ابتداء الطاعون بهجرة فلَلة غرَّة شهر الحجّة سنة أربعين وتسعمائة وانقطع /149/ نصف (شهر)(3) صفر سنة إحدى وأربعين.
أحمد بن عز الدين الحميري(4) [ - ق7 ه ]
__________
(1) سقط من (أ) وهو في (ب).
(2) ساقين: بلدة في الجهة الغربية من صعدة، من قضاء خولان بن عمرو بن الحاف، بها مركز قضاء خولان (معجم المقحفي ص: 298).
(3) سقط من (ب).
الفقيه الأصولي المحقق شهاب الدين أحمد بن عز الدين الحميري - رحمه الله تعالى - من المصنفين المتبحرين في أصول الفقه، ولعلَّه صاحب المجموع في الأذكار، وإن لم أتحقق ذلك، وهو من ساكني هجرتي (حوث) ومسلت، وصحب الإمام أحمد بن الحسين - عليه السلام - وكان خدينه، وله عليه حق التربية، فإن القاضي هذا كان خدناً كلفاً بالإمام أيام سيادته - أعاد الله من بركتهم - وهو من علماء صعدة المحروسة، وهم أهل بيت فضل، والله أعلم.
أحمد بن العفيف بن منصور(1) [ - ق 8 ه ]
السيد العلامة النبيل، أحمد بن العفيف بن منصور - رحمه الله تعالى -. ترجم له بعض السَّادة آل الوزير، قال: كان سيداً، فاضلاً، ورعاً، له بصيرة وافرة، ومعرفة كاملَة، وفضل غير قاصر سكن (بالشرف)(2)، وسبب ذلك أنه زوّج ابنته من الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر - عليهما السلام - وكان الإمام - عليه السلام - في ذلك الزمان ساكناً في (مفتاح الشرف) (3)، ونقلت إليه زوجته الشريفة المذكورة، وكان أبوها يتردد إلى الإمام لزيارة ابنته، فعوَّل الإمام(4) عليه السكون في الديار الشرفيَّة فساعده، وسكن (الرحاء)، وكان له في الفقه معرفة كاملة جيدة، وأراد الإمام - عليه السلام - إحياء تلك الجهات بالفتيا لأهلها، وتوفي في الشرف في زمن الإمام - عليه السلام -.
أحمد بن علي بن الهادي(5) [878 - 924 ه ]
__________
(1) المستطاب - خ - تأريخ بني الوزير - خ -.
(2) الشرف: ويسمى شرف حجور، وهو جبل واسع في الشمال الغربي من حجة، ويشكل أحد قضواتها (معجم المقحفي ص: 351).
(3) مفتاح الشرف، وتعرف بالمفتاح ناحية من قضاء الشرفين وأعمال حجة، بالشمال منها (المصدر السابق ص: 617).
(4) - عليه السلام -: زيادة في (ب).
(5) المستطاب - خ - طبقات الزيدية الكبرى القسم الثالث - ترجمة رقم (65).
السيد العلاَّمة الكامل، أحمد بن علي بن الهادي بن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن حسن الملقب زغيب بن علي بن عبد الله الملقب أيضاً زغيب بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن الإمام يوسف الدَّاعي بن يحيى بن المنصور بن أحمد بن الناصر بن الهادي إلى الحق - عليه السلام -.
قال الفقيه ابن المظفر في (ترجمانه): هذا السيِّد ممن جمع بين العلم والعمل والجود والكرَم، (ولهم) الهمَم العلويَّة، والشناشِن(1) والمكارم الحاتمية والأخلاق النبوية والآداب السنيَّة (والوصائف السنية)(2) والنفوس العصامية، والروايات الأصمعيَّة، والأعراف الزكية، والأحوال الرضيَّة، والحالات المرضيَّة، محيي علوم الدين، وارث علوم آل طه وياسين، كعبة القاصدين، كهف الوافدين والمسترشدين، رحب الباع ، خصيب الرباع، هاشمي النسب والطباع، أمتع الله الإسلام والمسلمين بحياته، وأعاد من فضله وبركاته، وأسعده الله وأسعد به في جميع أوقاته، ثم قال ابن المظفر - رحمه الله تعالى - بعد هذا، وفاته - قدس الله روحه ونوّر ضريحه - في شهر رجب سنة أربع وعشرين وتسعمائة (سنة)(3) سعيداً شهيداً، في (قفل مدوم) في الشرف، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وصائرون ومنقلبون، رزقنا الله شفاعته وشفاعة آبائه الأبرار الأطهار، وجمع بيننا وبينهم في دار النعيم والقرار، انتهى.
أحمد بن علي الضميمي(4) [ - نحو 656 ه ]
__________
(1) الشناشن:
(2) سقط من (أ).
(3) زيادة في (ب).
(4) الجواهر المضيئة رقم (79)، سيرة الإمام عبد الله بن حمزة (انظر الفهرس)، سيرة الإمام أحمد بن الحسين (خ)، طبقات الزيدية الكبرى - القسم الثالث - ترجمة رقم (75).