/138/ فلله الحمد على نعمه الشاملة، وفواضله الكاملة، وعوارفه الجليلة الموَاقِع، ومعارفه الجميلة البدائع، فما زالَ سيدي متلَبّساً بكل فضيلة، وملبساً غيره خبر تفضلاته الفضيلة، تلك نعمَة لا يؤدى شكرها إلا بالاستكانة والخضوع، في أرض العجز والخشوع والخنوع، فلله الحمد كما هو أهله لا نحصي ثناء عليه، وهو كما أثنى على نفسه تقدس وتحمَّد، وتنزَّه وتفرَّد، وأفضَل صلواته وبركاته وسلامه على أفضل أنبيائه محمدٍ وعلى آله، ثم ليعذرني المولَى المالك، في قصُوري لا تقصيري عن مجاراته من البلاغة في تلك المسالك، فما كان ومتى كان وأنَّى يكون كمال أحد ككمالك، سيما مع أحوال أجمدن شعاع الأذهان، وأخمدن نيران البلاغة والبيان، حتَّى كلَّ اللَّسن وانعقد اللِّسان، والمملوك ممتثل لما أشرت إليهِ، وهو الذي كان مبناه قبل ذلك عليهِ، لا برحتم راشدين مُرشدين، مُسْعِدين مُسْعِدِين(1)، ولا بد - إنشاء الله - من الإتفاق قريباً بمنِّ الله وحوله، وفضله وطوله، ثم رجوع إلى مقام الإمام، - عليه أفضل التحيَّة والسلام - هذا وسيدي بحفظ الله وحسن رعايته وأولاده ومن تحوطه شفقة قلبه، ومن بحضرته متحفون بشريف السلام، الخاص والعام، وعليه أفضل السلام والإكرام، والدعاء منكم مسؤول، كما هو لكم مبذُول، كتبنا الله من أحبَّائه، وخصَّنا جميعاً بأفضل حبائه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
ولمَّا استبطاه مطهر بن الإمام وعاتبه كتب إليه كتاباً تمثل فيه بقول طرفة بن العبد:
كليني لهمٍ يا أميمةَ ناصب ... وليلٍ أقاسيه بطيِّ الكواكب
وفتح التاء من أميمة، فلمَّا رأى ذلك السيد الأديب محمد الحوثي الآتي ذكره - إن شاء الله تعالى - اعترض بأنه مفرد ومبني على الضم، فقال السيد شمس الدين - رحمه الله -: عرفت هذا قبل أن تخرج من بطن أمِّك.
__________
(1) لعل إحداهما بفتح العين.
قلت: والوجه في الفتح أن التاء مقحمة بين الميم والفتحة بعد الترخيم، فكان أصله يا ميمة فحذفت(1) التاء للترخيم ثم أقحمت هذه التاء مزيدة بين الميم وحركتها؛ لأن الحركة بعد الحرف، فحركت بحركة الميم وصارت الميم ساكنة، ثم فتحت لأجل تاء التأنيث، وهذا رأي أبي علي الفارسي.
وقال بن مالك: إن هذه الفتحة على التاء لاتباعها حركة ما قبلها فهي كفتحة دال يا زيد بن عمر(2)، وجوّز أبو حيان الفتح والضم في كل منادَى معرفة مختتم بتاء التأنيث.
انتهى، وهذا عارض من القول.
أحمد بن الإمام عبد الله بن حمزة [ - 656 ه ] (3)
الأمير الكبير، الشريف الخطير، المتوكل على الله أحمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة القائم بأمر الله ابن الإمام النفس الزكيَّة أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن /139/ القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - كان من كبراء الأمراء والسراة الجلة العلماء، محقق في اللَّغة والنحو والأنساب وأيام العرب، وله في سائر العلوم قدم ثابتة مع ولوع بالمكارم والشرف وفصاحة أبطحيَّة، وكان أبوه أمير المؤمنين نصحَه في صباه، وألهمه طريق أهله الهداة، فتلقَّى البعض وأعرض عن البعض والقصيدة التي نصحه بها هي:
ألا ليت شعري يا أحمدُ ... وللقول ناقده ينقدُ
أتصبح كالبيت للزائريـ ... ـن وكالبدر حفَّت به الأسعدُ
وكالليث يزأر في الدارعيـ ... ـن ونار الحروب بهم تُوقدُ
__________
(1) في (ب): فحذف.
(2) في (ب): عمرو.
(3) من مصادر ترجمته: مآثر الأبرار للزحيف خ، طبع في ثلاثة مجلدات، اللآلئ المضيئة للشرفي خ تحت التحقيق، السيرة المنصورية (انظر الفهرس) أنباء الزمن ليحيى بن الحسين خ، الجامع الوجيز للجنداري خ، أعلام المؤلفين الزيدية ص 132 ترجمة 105 تأريخ اليمن الفكري في العصر العباسي 3/66، 211 - 215، وغيرها.
وكالبحر تطفو قراقيره(1) ... ويدفعها اللجب المزبدُ
وتُعرف بالعلم والصَّالـ ... ـحات ويحمدك الوفد إن أوفدو
وتحمي حماكَ وتبني علا ... ك ويزهو بك (الدَّست) والمسجدُ
وتعتقب الخيل عند الصبا ... ح وقد صرَع الأصيدَ الأصيَدُ
وتردي الكمي بفوَّارة ... وتقحم فيها السنانَ اليَدُ
وتضرب بالسيف ثبت الجنا ... ن وكفَّ الشجاع به ترعدُ
وتلوي جيادك خلف الجيا ... د وقد ضاق بالشارد المشردُ
فتمنعها وهيَ مطرُودةٌ ... فترجع من حينها تطرُدُ
وتعلم حين يطيش الحليـ ... ـم وتصدر قومك إن أوردوا
ويأتيك للعلم مسترشد ... ويأتيك للمال مُسترفدُ
فتنبي أخا العلم بالغامضا ... ت حتَّى يعود بها يرشدُ
وتعطي أخا المال ما يبتغي ... من المال فهو غداً ينفدُ
وتحمي على الظالمين الجها ... د بضَربٍ يشيب له الأمرَدُ
وتخفض للصالحين الجنا ... ح وإن لامك القوم أو أحمدوا
وتغلظ رُكناً على الفاسقيـ ... ـن وإن شايعوك وإن أسعدوا
إذا كنت مضطلعاً بالقيا ... م عليهم وسيفك لا يُغمدُ
ودَينُ جدودك دين الإلـ ... ـه وغيرهم جاحدُ مُلحدُ
وجدُّك يحيى سليل الحسيـ ... ـن وهادي الأنام فلم يهتدُوا
وجدك حمزة من جانبٍ ... فهذا الهلالُ وذا الفرقَدُ
فما عذر مثلك إن لم تكن ... كآبائك الشم إن عددوا
__________
(1) قراقِيره: القُرْقُوْر: السفينة. (القاموس المحيط. ص429).
/140/ ولقد كان من الشرف بمكانٍ عظيم وله وقائع عظيمة، ولم يضع من مقداره إلا ما كان من أمر الإمام الشهيد السّعيد أحمد بن الحسين سلام الله عليه، وقد نقل عنه التبرِّي وما يدَلُّ على الندم والله أعلم، وكان من خلصان أعوان الإمام، وله فيه المدائح وحسبه الرِّسالة التي وجهها إلى الناس، وهي من أعجب الرسائل وغررها مع اختصارها، ولم تحضر لي(1) عند الرقم، وهو ممَّن ذكر قضيَّة التنين، وحاصلها ما كتبه الشيخ أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص المعروف بالحفيد بخط يده، لم أنقض(2) منه حرفاً أعلمه ولا زدت عليه: (حسبنا الله وحده مسح الإمام المهدي لدين الله أمير المؤمنين أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على المقعد الزمن (بصعدة)(3) وهو المشهور بالتنين ومشيه على الأربع لا يعرف إلا كذلك معلوم بالتواتر لنا وللخلق بصعدة، ومن وردها عياناً، وقد كان بلغ أن ناساً من شامي صعدة يقولون: إن كان يمسح على الزَّمن فليمسح على التنين، واتفق ورودهم صعدة في ذلك الأوان، فحين مسح عليه قام يرتعش وانصب عرقاً كما شاهده من حكى قضيته، وصار في تلك الأيَّام سليماً يمشي على قدميه قائماً متنصباً، وفي ذلك يقول الأمير المتوكل على الله أحمد بن الإمام المنصور بالله أمير المؤمنين - عليه السلام - شعراً:
أضاء على الإسلام نورُك وانجلَى ... بوجهك ليلُ الهم وابتسم الدَّهرُ
وقد علمت آل النبيء محمدٍ ... بأنك أنت الفُلْكُ لما طغى البحرُ
وإنَّك لأوَانٍٍ ولا أنت طائشٌ ... ولا مضمرٌ سرّ الحقودِ ولا وغْرُ
ولا عجبٌ إن زادك الله حجَّةً ... سماويَةً ما بعدها للورى عذرُ
رآك لها أهلاً فزدت تواضعاً ... فزادك تكبيراً به من له الكبرُ
__________
(1) في (ب): ولم تحضرني.
(2) لعلها: أنقص.
(3) زيادة في (ب).
وكانت له في الإمام قصائد غرّ، ولم يزل كذلك والأمور تشتد وهو يستعطف الإمام - عليه السلام - وينسب إيغار الصدور(1) إلى أصحابه، حتَّى عظم الخطب فمن استعطافه للإمام:
أُعيذك أن تنافسني مطالاً ... وقد صدقت سواي بك الظنونُ
وكان الحقُّ إن أنصفت أني ... وقد أُخِّرت أولهم أكونُ
يعزّ عليّ أن ترضى بسخطي ... على زمني وإرضائي يهونُ
ذوَى غصني بحبسك من سماءٍ ... وكم تبقى على العطش الغصونُ
سأستر تحت أثوابي هُزالاً ... إذا أبديتُه شمت السمينُ
ومهما يستعن غيري فإني ... عليك بحسن رأيك أستعينُ
وأمَّا شعره في نسبَة إيغار الصدر إلى أصحاب الإمام فقوله إلى القاضي ركن الدين مسعود بن عمر العنسي - رحمه الله تعالى - /141/:
يا خليلاً مولعاً بالوفاء ... وصفيي إذ خانني أصفيائي
ليت أنَّ النسيم إن هبَّ وهناً ... من ظفارٍ ينبيك عن إنبائي
لا الديار الديار بعد التنائي ... يابن عمرو ولا الورى بالوراء
جهل الناس حقنا وتناسوا ... كلَّ عهدٍ وأعلنوا بالجفاءِ
ما ذنوب الذين هم في المحاريـ ... ـب سجودٌ وما ذنوب النساءِ
ويتيمٍ ومقعدٍ وضريرٍ ... من غصون النبوءة الكرماءِ
ظلموا الفاطميين ظلماً وألغوا ... فيهما اليوم حقَّ أهل الكساءِ
تلك في صعدة بتول وهذى ... في ظفارٍ شبيهَة الزَّهراءِ
قل لعلوان ما جرائم قومٍ ... لم يكونوا للدين بالأعداءِ
أنبهِ بالّذي ذكرت وكرر ... فعساه يشجيه بعض شكائي
وعليه مني سلام محبٍّ ... ذاكرٍ في الصباح والإمساءِ
وإمام الزمان كرّمه اللـ ... ـه بريءً فاعلم من السفهاءِ
خالفوا أمرَه وحاشوا بما قا ... ل ومالم يقل من الأسْواءِ
غير أن الإنكار قد كان فرضاً ... من إلهِ السماء على الزَّعماءِ
فكأني يابن الأكارم ما ألبـ ... ست قومي ملابس النعماءِ
كيف كانت رعايتي لبني الده ... ـر وحفظي لحرمَة العلماءِ
وظلالي الظليل في كل حي ... من نزارٍ ويعرب العُرَباءِ
__________
(1) في (ب): إيغار الصدر.
ظنَّ قوم أني عجزت وما حا ... ولت إلا السكون للدَّهماءِ
وتفصيل هذه الأمور مبسوط في السير البسيطة، وحكى في (السمط الغالي الثمن) أنه لمَّا: قتل الإمام السعيد بيد هذه العصابة المركوسة الناكصة على الأعقاب، كتب أحمد بن الإمام صاحب هذه الترجمة إلى سلطان تعز ما لفظه: نجدد الخدمة، ونشكر النعمة، للِّه تعالى، للمقام العالي السلطاني، خلد الله مُلكه، وينهي صدورها من المصنف بِشُوَابة(1) ورأس الإمام أحمد بن الحسين بين يدي وخاتمه في إصبعي:
وأبلجَ ذي تاج أشاطت رماحُنا ... بمعترك بين الفوارس اقتما
هوى بين أيدي الخيل إذ فتكت به ... صدور العوالي ينضح المسك والدما
وكان من سعادة السلطان ويمن طيره، أن قُتل عدوُّه بسيف غيره، انتهى والله المستعان من هذه الشنعاء والزلَّة التي ساءت منظراً وسمعاً، وكتب الأمير علي بن يحيى والي الملك بصنعاء ما لفظه شعراً:
قتل ابن الحسين قدس الله رب السماء ترابه
قتلته يأيها الملك الندب بنوحمزة بوادي شوابه
/142/
فتبًّا لها ولا بيض الله تعالى وجوهها من عصابة(2)
__________
(1) شُوابة، بضم الشين المعجمة وفتح الباء: واد مغيول من أعمال (ذي بين) في بلاد بكيل، ينحدر ماؤه إلى الجوف، وإليه تنسب قرية شوابة شرقي ريدة (معجم المقحفي ص: 366).
(2) في (ب): تبالها لا بيض الله تعالى وجوهها من عصابة. وفي (ب): حاشية لفظها يستقيم بيتاً أن يقال ثم تبالها ولا بيض الله تعالى.. الخ، وأقول: وجزاهم رب الأنام عن الإسلام والمسلمين حق عقابه، قاتل الله قاتليه فما راعوا لربي حقاً ولا للقرابة، كتبه الفقير إلى الله مجد الدين بن محمد المؤيدي عفا الله عنه سنة 1365ه، وهذا الذي يدخل تحت ........ من الغضب لله تعالى ولرسوله، وقد أنصف ربنا من الباغي على إمام المسلمين ........... من أبناء النبيين عاجلاً ولعذاب الآخرة أشد وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قلت: كلام علي بن يحيى هذا فات عني من أين نقلته، والذي في (السمط الغالي الثمن) أن لفظه قتل ابن الحسين لا قدس الله.. الخ (بزيادة لا)(1) وهو الأظهر من أحوال العدو.
وكتب العلامة الحسن بن أحمد الحيمي، بقلمه على السمط أصل الشعر بإثبات حرف النفي لا قدس الله تراب القائل والمقول إليه، توفي صاحب الترجمة في …… ودفن بصعدة في جبانة العيد، ورثاه القاضي ركن الدين مسعود بن عمر فقال:
يا زفرة في الحشا تعلو وتنحدرُ ... ترفقي فعسى أن يكذبَ الخبرُ
يا قائلاً قال: مات ابن الإمام عسى ... تعني سواه بفيك التربُ والحجرُ
ما بي وبالدين والدنيا لآفكة ... عمياء ظلت لها الأقطار تستعرُ
مالي إذا بان في أمنيَّة أربٌ ... ولا لنفسي عن مكروهةٍ حذرُ
آل النبي أبو دهماء كلهمُ ... فإن تولى فلا عين ولا أثرُ
وقال فيه أيضاً:
يا دهر حسبك من توهين أسبابي ... يا دهر أفنيت أركاني وأحبابي
يادهر يادهر كم ضعضعت من جلد ... يادهر يا دهر كم فللت من ناب
يأيها الدَّهر لو مهَّلتني بهم ... شهراً لعلي أقضي بعض (أوصابي)
ما بي على المجلس المحروس جانبه ... عن السفاه وداء اللّوم والعاب
مابي على دفعات الجود زاخرة الـ ... أمواج ما دونها للناس من باب
أحمد بن عبد الله بن الإمام يحيى بن حمزة: [ - ](2)
السيد العالم العابد أحمد بن عبد الله بن أمير المؤمنين يحيى بن حمزة. كان عالماً فاضلاً. ذكره السيد العماد في كتاب (الصلة) - رحمه الله -.
أحمد بن عبد الله أبي القاسم [ - ] (3)
السيد الإمام النحوي الكبير أحمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن أبي القاسم. كان - رحمه الله - كاملاً فاضلاً، وقد سبق ذكره عند ذكر السيِّد إبراهيم بن يحيى في تقريظ كتاب (المغني) لابن هشام.
__________
(1) زيادة في (ب).
(2) صلة الاخوان في حلية بركة علامة الزمان إبراهيم الكينعي للسيد يحيى المهدي (تحت الطبع بتحقيقنا).
أحمد بن عبد الله القاعي [ - 390 ه ] (1)
الفقيه البليغ المجاهد، أبو الفلاح، أحمد بن عبد الله القاعي - رحمه الله -. كان من عيون الشيعة المعتنين بأمرهم، ومن وجوه أصحاب الإمام المنصور بالله القاسم بن علي، وشهد معه المشاهد، وكان فصيحاً جيّد البديَهة، يستحضر الكلام الفائق عند تلاحم المضايق، حكي عنه أنه لمَّا ثار من ثار بصعدة المحروسة على الإمام وغلقوا أبوابها، فخرج القاسم - عليه السلام - عجلاً على قدميه حتى لحقه خادمه في فناء الحصن بفرسه، فسار حتَّى صار على باب الحدبة في غربي صعدة، فألفى الباب مصفَّداً موصدا، فأمر به فكسر، فارتجز أحمد بن عبد الله المذكور عند خروج الإمام من الحصن:
نحن مفاتيح الدروب والدير(2) ... والمنجنيقات لها نحن الحجر
كم من قتيل قد قتلنا(3) لم يحر ... يشهر عينيه وقد زاغ البصر
/143/
نحن الذي نوردها خيراً وشر ... إذا تلظت مثل نيران الحفر
يقودنا الطاهر مولانا الأغر ... القاسم المشهور يُدعى مشتَهر(4)
وقال بعد ذلك في مكانه:
قد علمت ذات وشام حففا ... كأنه الشهد الذي فيه الشفا
أنا حماة الدين أصحاب الوفا ... نكفيك ما همَّك يابن المصطفى
أيماننا والبيض تبدي ما خفى ... من كُلِّ من عاند أو من خالفا
نروي السنان والحسام المرهفا ... ونترك الطير علينا عُكَّفا(5)
وقال أيضاً عند كسر الباب:
نهوي مع القاسم في دهم الظلم ... كبارق القبلة يهوى لم ينم
نتم بالعهد ونوفي الذِّمَم ... والسُّمر في إيماننا يرعفن دم
__________
(1) سيرة الإمام المنصور القاسم العياني، تأليف الحسن بن أحمد بن يعقوب، طبعت بتحقيق الأستاذ عبد الله بن محمد الحبشي ص 103، 104، 183، 187، وذكر له أراجيز غير التي أوردها المؤلف - رحمه الله -.
(2) في سيرة المنصور: والزبد.
(3) في (ب): قد صرعنا وكذا في سيرة المنصور.
(5) تكملتها في السيرة المنصورية ..............
والقاسم المنصور فينا كالعلم ... يحكم بالحق ويجزي من ظلم(1)
أحمد بن عبد الله الدواري [ - 807 ه ] (2)
__________
(1) في سيرة المنصور بعد هذه المقطوعة: فأمر بكسر الباب أصحابه فكسروه، ودخل منزله في دار بني الملاح، ودخل معه أصحابه، ثم أمر بالفلاح أحمد بن عبد الله القاعي أن يسير في أسواق صعدة ومعه جماعة من أصحابه، وينادي بالأمان في الأسواق، ويأمر الناس بالسكينة وينهي بعضاً عن مضرة بعض، ففعل ذلك، فبينما هو يدور في الأسواق ويصيح بالأمان بأمر الإمام - عليه السلام - إذ عدا عليه وعلى أصحابه جماعة المليح والحسن بن محمد الذين معهما من خدمهما ومن مال من أهل القرية إليهما، فهزموهم إلى دار الإمام - عليه السلام - ولحقوا أبا الفلاح في أعقاب الناس فقتلوه - رحمه الله -. سيرة الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني ص 184.
قلت: وكان نهوض الإمام - عليه السلام - من عيان إلى صعدة في يوم الأربعاء لثلاث عشرة باقية من شهر جمادى الأولى سنة 390ه وبهذا يتضح أن المترجم له قد استشهد في نفس السنة.
(2) من مصادر ترجمته: طبقات الزيدية القسم الثالث خ تحت الطبع ج 1/325، 360، المستطاب خ، ج 2/52، اللآلئ المضيئة للشرفي خ، ملحق البدر الطالع ص 38، معجم المؤلفين 1/278، مصادر الحبشي 117، 193 أئمة اليمن لزبارة 1/294، الجامع الوجيز خ، الجواهر المضيئة خ ص 2، أعلام المؤلفين الزيدية ص 131، ترجمة 104.
الفقيه الكامل، العلامة ابن العلامة، أحمد بن عبد الله بن الحسن الدواري - رحمه الله -. كان من كبار العلماء الفضلاء - رحمه الله تعالى - ترجم له جماعة، وهو المؤلف لكتاب (التلفيق بين اللمع والتلعيق(1)) (2)، وله (الجزاز المصقول شرح وازعة ذوي العقول)، و(الوزاعة) هذه تأليف السيد العلامة الهادي بن إبراهيم رحمهما الله جميعاً وممن ترجم له السيد القاضي تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي المالكي في تأريخه (العقد الثمين)، فقال ما لفظه: أحمد بن عبدالله بن الحسن بن عطيَّة بن محمَّد بن المؤيَّد الزيدي، توفي محرماً ملبياً، توفي في ليلة الخميس الرَّابع من ذي الحجَّة سنة سبع وثمانمائة، ودفن بالمعلاة. انتهى
__________
(1) لعلها: التعليق.
(2) التلفيق الجامع بين مسائل اللمع والتعليق (فقه)، منه نسخة خطية في 238 صفحة، مكتبة جامع الإمام الهادي بمدينة صعدة.